رواية لم تكن خطيئتي الفصل الثانى و العشرون بقلم سهام صادق
احتدت عيني منير وهو يسألها للمره التي لا يعرف
عددها
يابنتي انطقي زعلانه من جوزك ليه -
طرقت عيناها باكية تترجاه ان يطلقها قبل ان تعود اليه مكسورة ثانية
طلقني منه يا خالي -
انتفض منير من مكانه يخشى سماع المزيد
هو شهاب اتجوز عليكي -
نفت برأسها ليزفر أنفاسه براحه عائداً لمكانه
ياسميره حضري الاكل عشان نتعشا واقوم اروحها بيتها
لا مش هروح.. وعايزه اطلق -
شهقت سميرة بعلو صوتها تلطم صدرها بعدما استمعت لصراخها
.. أو مصيبة مفاجئة -
طرق الباب اخرجهم من حالتهم... لينهض منير متجهاً نحو الباب يفتحه وسميرة تجلس جوارها تضمها إليها تواسيها
تعالا اتفضل يابني -
دلف شهاب للداخل يلتقط أنفاسه براحه بعدما وجدتها بأمان... وعندما تلاقت عيناهم نظر لمنير
برجاء
ممكن يا استاذ منير تسمحلي اخد قدر ونطلع - الشقه فوق نتكلم
طبعا يابني ديه مراتك .. قومي ياقدر مع جوزك - وقبل ان تعترض اقترب منها بنت اختي الحلوه ... اللي بتسمع الكلام -
نهضت متأففة تتحاشا النظر نحوه ... تخطته صاعده لأعلى وهو خلفها يزفر أنفاسه بقلة حيلة
انا عايزه اطلق .
واخر كلمه اراد سماعها منها لم يشعر الا وهو يدفعها نحو الحائط يلصقها به
الكلمه ديه مسمعهاش تاني مفهوم -
لا مش مفهوم انا مش هستني اكتشف جوازه تانيه ليك .. مش هتركني على الرف واكون الزوجة المطيعة الهاديه
اغمض عيناه بقوه يتذكر تفاصيل ما حدث منذ ساعات فقد كان عائداً والتعب يدب في انحاء جسده يرغب في حضنها وابتسامتها التي تزيل عنه تعبه ... ولكن كل هذا تبخر في لحظة وفاطمه تقف أمامه تخبره بتركها للمنزل والسبب اصبح
يعرفه
جوازي من جمانه كان قبلك وقررت انسى الصفحة ديه من حياتي
دفعته عنها وحديث نهال ومعايرتها لها يضج داخل قلبها الجريح
شهاب ارجوك امشي وسيبني... انا خلاص مش عايزه حد ولا حاجه سيبوني في حالي وكفايه بقى مش هستحمل
وانهارت في البكاء تضرب فوق صدرها ... آه مقهورة لفظتها من بين شفتيها ودموعها تغرق وجنتيها لينظر إليها مصدوماً .. فالأمر يبدو اكبر من قصة جومانه
.. قدر قوليلي قالتلك ايه -
صمتها وبكائها زاده غضباً نحو شيرين متوعداً لها فمن غيرها ستفعل ذلك ... اقترب منها يضمها اليه رغماً عنها
مخزون صادق
اهدي ياقدر ... اهدي ياحببتي -
وارتجف جسده وهو يسمعها تهمس له بصوت
مكسور
طلقني ياشهاب -
اتسعت ابتسامتها تلقي بهاتفها بعدما انهت حديثها مع نهال تخبرها بتفاصيل ما فعلته.. وهاهي الخادمة تخبرها بمجئ شهاب إليها اسرعت بارتداء ملابسها وترتيب شعرها لتخرج له وعلى وجهها ابتسامة زادت غضبه
شهاب مش معقول -
صرخة متألمة خرجت من شفتيها عندما اجتذب
ذراعها يقبض عليه
انتي ايه ها.. نفسي افهم ايه الانانيه وحب التملك اللي عندك ... عملتي ايه في مراتي انطقي
متقولش مراتي -
صرخ بأهتياج يدفعها عنها
مراتي ياشيرين... قدر مراتي.. قدر الست اللي حبيتها بجد.. قدر اللي مقدرش استغني عنها.. قدر اللي عوضتني سنين عمري اللي عيشتها معاكي.. قدر اللي رجعت قلبي يدق من جديد وعلمتني يعني ايه دفى وعيله وحب .... اقول تاني ولا خلاص
كفايه ... كفايه باشهاب -
ياريتك بتحسي وبتفهمي - وعاد يجذبها اليه يصرخ بها
قولتلها ايه وصلها للشكل ده... صور جمانه استحاله تعمل فيها كده
مقولتش حاجه ديه نهال -
ارجعلي ارجوك ياشهاب... وانا مش عايزه حاجه تاني... انا موافقه ارجع زوجه تانيه ليك.... انت كده كده مش هتخلف منها
والحقيقه قد ظهرت وليس هو برجلاً غبي ألا يلتقطها ... لقد جرحوها في نفس الشئ الذي طعنها به طليقها
انتوا ايه الجبروت اللي فيكم ... كامل وانا هعرف ازاي اخد حقي منه ومن مراته ورمقها ببغض حقيقي جعل جسدها يرتجف شهاب انا مقصدش
مش عايز اشوفك بعد كده في حياتي المشروع اللي بينا لو السيد رأفت منزلش يمسكه مكانك او خالد ابن عمك اعتبريني انسحبت منه... حتى السيد نشأت وجودك في معاه هلغي اي حاجه بينا وهتكوني انتي السبب
بكت وصرخت وتوسلت وهو لم يعد لديه طاقه لتحمل المزيد منها
كفايه ياشيرين كفايه... ضيعتي سنين من عمري معاكي وبعدها ضيعتيني وخلتيني شايف
الستات كلها شبهك ... لحد هنا وكفايه ومثلما جاء رحل وانتزع الأمل من قلبها ولم يترك لها الا الندم والقهر..
اقتربت منها الخادمة تواسيها تشفق على حالها
الذي تستحقه القى بكل
ما يقع أمام يديه يحطمه بقدميه.... صرخ حتى تحشرج صوته
وهتف بأسمها معتذراً فقد تزوج ممن قتلتها بل وجعل احشائها تضم طفله
قتلت حبيبته جعلته يعيش ليالي مقهوراً يتخيل مشهد اغتصابها
... كان نفسي اخدلك حقك يا ياقوت -
تعلقت عيناه بتلك التي وقفت في ركن الغرفة منزوية تشهد حاله ضعفه
امشي من هنا مش عايز اشوف حد - حامد
هتف بصياح يُلقي نحوها تلك الوساده التي وقعت تحت يديه
قولت امشي من وشي مبتفهميش -
وأنها الحقيقه هي لا تفهم حالها... اقتربت منه وقبل ان ينهرها مجدداً ضمته إليها
طلع كل اللي جواك ... انا هسمعك ومش هتكلم - استكان بين ذراعيها دون ان يشعر يدفن وجهه
وانا عايزه افضل جانبك -
انتفض من جانبها بعدما فاق من كابوسه يلهث
أنفاسه بقوه ... كانت كل ليلة تشعر به ولكنها كانت
تخشي ان تفتح عينيها أمامه ولكن اليوم حاوطته
بذراعيها دون خوف
اهدي يا عاصم -
لمست صدره برفق تتحسسه حتى هدأت أنفاسه يطالعها بعيني جامدتين
ابعدي عني يا ايمان -
مش هبعد يا عاصم -
اضاءت عيناه بالظلمه التي يخشاها عليها منه ولكنها اليوم كانت مصممه ان تكون جانبه حتى في اسوء حالاته لقد تجاوزت معه الكثير
بعنقها
هي السبب يارحمه هي السبب لطيفة موتتها وانا اتجوزت لطيفه
كانت خير من يستمع اليه... وخير من تقبلت غضبه هذه الليله اخرج بها كل طاقته حتى أصبحت لا تقوى على تحريك جسدها ولكنها
تحملت
طالعها وهي تنظر له بأبتسامة هادئه يمسح فوق ذراعها العاري
قولتلك ابعدي عني -
وكالقطه الوديعة اندست بين ذراعيه تتمسح به