رواية عاصفه الهوي الفصل العشرين 20 بقلم شيماء محمد
الصبح في فيلا المرشدي الكل متوتر وخايف من اللي انتشر يهز علاقة كريم وأمل وخصوصا ان الأمور كانت متوترة بينهم ، اتجمعوا على سفرة الفطار ومستنيين نزولهم ، انتبهوا على نزول كريم لوحده وده أحبط الكل بس محدش علق ، كريم انضملهم وصبح عليهم ، قعد جنب مؤمن وهمسله : في ايه ؟ الكل مركز معايا ليه ؟
مؤمن همس باهتمام : انت أخبارك ايه انت ونصك التاني ؟ اتغابيت كعادتك ولا لميت الدنيا ؟
كريم بصله باستنكار : مش هرد عليك
قبل ما يتكلم تاني نزلت أمل اللي كلهم انتبهولها وهي لاحظت نظراتهم ، صبحت زي كريم وقعدت جنبه وسألته بتعجب : هم كلهم بيبصولي ولا أنا متهيألي ؟
كريم ضحك بخفوت وبصلها : كنت لسه بسأل مؤمن نفس السؤال عليا .
الاتنين ضحكوا وده خلى الكل يبتسم لان ده معناه انهم مش زعلانين ، انتبهوا كلهم لحسن اللي قال بابتسامة : نفطر بقى طالما الكل متجمع ولا ايه ؟
كريم ابتسم : نفطر أكيد
مر الفطار بهدوء وبعدها الكل بدأ يروح شغله وطه خرج هو وأبوه يجيبوا البضاعة اللي محتاجينها في المحل وأمل قبل ما تخرج مع كريم بصت لغادة وسألتها: متأكدة اني ما أفضلش معاكي هنا يا غادة ؟
غادة ابتسمت : روحي شغلك يا بنتي أنا معايا الولاد هيسلوني ما تقلقيش ونونا ومرمر الاتنين معايا .
كريم بعد ما خرج مع مؤمن استنى أمل اللي اتأخرت فرجعلها تاني : أمل مش يلا ولا ايه ؟ لو عايزة تقعدي النهارده اوك براحتك .
أمل بصت لغادة اللي ردت بدلها : لا هي هتروح معاك يا باشمهندس .
أمل قبل ما تخرج سلمت على أمها وناهد وأمها مسكت دراعها سألتها باستفسار : أخبارك ايه انتِ وجوزك ؟
أمل ابتسمت بحرج : كويسين ما تقلقيش علينا .
اتكلموا شوية لحد ما كريم رجع تاني عندها ومسك دراعها بمرح: يعني أشيلك علشان نمشي ولا ايه ؟ بعد إذنكم ها أنا اتأخرت وهي السبب .
شدها في حضنه وأخدها وخرج والاتنين انبسطوا ان موضوع الصور ده مأثرش عليهم .
وصلوا الشركة ودخلوا ايديهم في ايدين بعض كعادتهم دايما وكريم وصلها لمكتبها بعدها راح مكتبه ، علياء دخلت وراه تبلغه مواعيده بس قبل ما تخرج سألته بتردد : تخيلت انك هتحذف الصور
كريم بصلها بهدوء: أحذفها ليه ؟
وضحت بتوتر: الكلام مش لطيف اللي عليها ويضايق
قعد مكانه وبصلها : يضايق مين بالظبط ؟ الكلام فرقعة صحافة مش أكتر .
فهمت قصده وابتسمت بعدها انسحبت تشوف شغلها وهو اندمج في شغله .
في بيت كريم، وصلت بسنت المربية واستقبلتها غادة وهي مش عارفة مين دي
بسنت عرفتها بنفسها و أم فتحي دخلتها عند الولاد ومعاهم حور بنت غادة اللي جت تاخدها بس بسنت رفضت وقالتلها تسيبها زي ما هي بتلعب .
نور راحت تزور ابنها وأم فتحي اللي دخلتها وبلغتها ان الولاد في أوضة الألعاب ، دخلت مباشرة عندهم ومافكرتش تسلم على أي حد الأول ، شافت حور وماعرفتهاش فزعقت في بسنت : انتِ جايبة بنتك تلعب مع ابني ولا ايه ؟ انتِ اتجننتي ؟
بسنت قبل ما ترد غادة اللي ردت بإحراج: دي بنتي أنا مش هي
بصتلها وبالرغم من انها عرفتها بس عملت نفسها مش عارفاها وقالت باحتقار: وتطلعي مين انتِ كمان ؟ ولا انتِ شغالة جديدة هنا ؟ شيلي بنتك وطلعيها برا واعرفي مكانتك هنا ايه ؟
غادة اتحرجت من كلامها وأسلوبها وبالفعل شالت بنتها بس أم فتحي زعقت : في ايه يا ست نور ؟ لو انتِ مش عارفة هي مين اسألي الأول، دي مرات الأستاذ طه أخو أمل وهي ضيفة هنا .
نور بصت لأم فتحي بتكبر : الزمي حدودك يا ست انتِ ، انتِ مجرد خدامة هنا فاتعاملي على الأساس ده .
أم فتحي اتصدمت من التحول الكلي في شخصية نور أما غادة شالت بنتها وخرجت برا الأوضة دموعها بتلمع وعايزة توصل لأوضتها تعيط فيها ، لمحتها ناهد فوقفتها : تعالي يا غادة اقعدي معانا طالعة ليه فوق ؟
وقفت وأخدت نفس طويل علشان ترد بشكل طبيعي : هرتاح شوية بعد إذنكم
سميرة لاحظت صوتها المهزوز فسألتها : مالك يا غادة ؟ ايه ضايقك ؟
جاوبت باقتضاب : مفيش بعد إذنكم
جت تطلع بس الاتنين وقفوها ومصممين يعرفوا مالها وهي ساكتة ، أم فتحي جت وبصت لناهد بضيق : الست نور بتغلط في الكل يا ست هانم ، بتقول لمدام غادة انتِ الشغالة الجديدة ولا ايه ؟ وتقولها بنتك ما تلعبش مع العيال، وبتقولي أنا ألزم حدودي علشان أنا حتة خدامة، لا يا هانم لا أنا لا يمكن أقبل المعاملة دي .
ناهد اتصدمت من كلامها واتنهدت بحيرة مش عارفة تعمل ايه ؟ يعني من ناحية مؤمن مش عايزة تزعله ومن ناحية تانية نور لازم يترد عليها .
قامت وقفت ولسه هتتحرك بس سميرة مسكت دراعها بسرعة : اهدي يا ناهد وسيبيها تلاقيها بس متضايقة بسبب بعدها عن جوزها بلاش تضايقيها زيادة معلش ، غادة عارفة انها ما تقصدش أكيد صح يا غادة ؟
غادة أكدت كلام حماتها بس ناهد جابت آخرها من تصرف نور ، ابتسمتلهم : ده ما يمنعش انها زودتها وحتى لو هنفترض انها بجد مش عارفة غادة كمان مش عارفة أم فتحي ومكانتها في البيت ده ؟ لحظة وراجعالكم .
دخلت ناهد عند الولاد ومسكت نور من دراعها شدتها علشان تخرج معاها برا الأوضة بعنف وسط صدمة نور اللي لسه هتعترض بس ناهد منعتها بنبرة حازمة : مش عايزة أتكلم قدام الولاد
خرجوا وقفلوا الباب وسميرة وقفت جنب مرات ابنها مش عارفة تدخل ولا تسكت ؟
نور بضيق : في ايه وبتشديني بالطريقة دي ليه ؟
ناهد بزعيق : لأول مرة في حياتي كلها أعمل اللي هعمله دلوقتي ( الكل بصلها بترقب فكملت ) اطلعي برا بيتي يا نور وما تدخليهوش تاني إلا لو اتعلمتي الأدب .
الكل اتصدم من كلامها وسميرة اتدخلت بسرعة : يا أم كريم المواضيع ما تتحلش كده أبدا دي مهما كانت مرات ابنك برضه
نور تجاوزت صدمتها وقالت بتهكم : ابنها مين ؟ هي ماعندهاش غير كريم وبس إنما التاني ده لعبة ابنها مش أكتر ولا أقل فايه يعني تطرد مراته من بيتها ؟ - قربت من ناهد وقالت بابتسامة خبيثة- بس عارفة دي أجمل حاجة عملتيها انك طردتيني من بيتك ، كان نفسي تعمليها من زمان أوي .
خرجت برا بيت المرشدي وهي أخيرا حققت مرادها ؛ وهو انهم يطردوها من البيت ده، أخيرا كده جوزها هياخد موقف وهيوافق يعيشوا برا طالما أهل البيت مش عايزينها ، الفرحة مش سايعاها ، وصلت الشركة ودخلت عند أختها اللي كانت مبسوطة وأول ما شافت نور قالت : كويس انك جيتي عندي خبر حلو عايزة أقولهولك .
تجاهلت كلامها وقالت بحماس : عندي خبر أحلى أكيد منك .
ملك حست بإحباط بس حافظت على ابتسامتها : قولي طيب انتِ الأول .
ردت بسعادة ظاهرة : ناهد المرشدي طردتني من بيتها .
ملك ابتسامتها اختفت وماعرفتش ترد؛ ازاي دي حاجة تفرح ؟ هل أختها فقدت عقلها تماما ولا ايه جرالها ؟
سألت بذهول : ازاي ده خبر كويس يا نور ؟
وضحت بمكر : ازاي بقى يا ملك ؟ دلوقتي مؤمن مش هيقدر يقولي نعيش معاهم ، غصب عنه هيجي يعيش معايا برا ، ناهد نفسها مش عايزاني في بيتها هيجبر ناهد بقى ؟
ملك ضربت كف بكف بعدم رضا : انتِ غبية ولا جرالك ايه ؟
نور بضجر : يوووه عليكي بقى هتقفليني ، أنا غلطانة اني قلتلك أصلا
جت تخرج بس ملك مسكت دراعها: يا غبية لو ناهد كرهتك مفيش قوة على الأرض هتقربك من حد من عيالها ، ناهد هي مفتاحك لجوزك مش كرهها يا غبية .
نور شدت دراعها بعنف من ايدها وقالت بحقد : مؤمن مش ابنها افهمي بقى ، ولا كان ابنها ولا عمره هيكون ، هو لازم يفوق من الوهم ده ، و بعدين أبوه سبق وطردني بس اتحجج بالشبكة الواقعة وماعرفش يكلم أبو أمل والكلام الأهبل لكن النهارده ناهد طردتني وجها لوجه وقالتلي ما أدخلش بيتها تاني فكده مابقاش في طريق قدام مؤمن يرجعني بيتها فهمتي ؟
بصتلها باستنكار: فهمت ايه ؟ انتِ عملتي ايه وصلتي ناهد انها تقول كده ؟ مافكرتيش يا ذكية ان اللي عملتيه ده ممكن يخلي رأي مؤمن زي رأي أمه ويقولك زيها برا بيتي؟ لو دوستي على طرف ناهد ده يقتلك مش يطلقك ولا يطردك ، انتِ ازاي متخيلة انك تزعلي أمه ويجي يقولك يلا على بيتي ؟ بتفكري بأي عقل ؟!
نور بصت للسقف بنفاد صبر ولما سكتت بصتلها وقالت بتهكم : خلصتي ؟ وفري نصايحك لنفسك وشوفيلك حل في حماتك اللي مش طايقاكي فبدل ما تنصحيني روحي انصحي نفسك ، بعد إذنك .
سابتها وخرجت وملك قعدت مكانها بصدمة؛ لتاني مرة نور بتعايرها وبالرغم من انها سبق وقررت ما تتدخلش في حاجة تخصها بس غصب عنها بتتكلم معاها ، اتنهدت بحزن و دعتلها ربنا يهديها لانها ما تملكش غير الدعاء ليها.
لحظات ودخل أخوها عندها وسألها بتعجب : البت دي خارجة واخدة في وشها ليه ؟ اتخانقتوا مع بعض ولا ايه ؟
جاوبته بغيظ : الغبية دي تقريبا اتخانقت مع طنط ناهد وخلتها طردتها من البيت وجاية فرحانة فاكرة ان لما ناهد تطردها مؤمن هيجي و ياخدلها بيت لوحدها .
نادر بصلها بذهول : غبية دي ولا ايه ؟ طيب هي عملت ايه خلت طنط تطردها ؟
هزت كتفها بحيرة : معرفش ما قالتش .
قعد قصادها وقال بضيق : البت دي مش هتفوق غير بعد فوات الأوان للأسف ، احنا نصحناها كتير وهي مش عايزة تسمع لحد .
ملك بحزن : بالفعل مش عايزة تسمع .
نادر لاحظ الحزن اللي في عينيها فقام وقرب منها رفع وشها وغير الموضوع بابتسامة : المهم طمنيني شقتكم أخبارها ايه ؟ ماقربتوش تخلصوها ونفرح بيكم بقى ؟
ابتسمت وردت بحماس : قربنا ونادر لسه مكلمني عايز يجي ونحدد ميعاد الفرح .
نادر حضنها بفرحة : بجد مش تقولي طيب الأخبار الحلوة دي الأول بدل ما تنكدي عليا بنور ؟
شدها من دراعها وكمل بحماس : تعالي نقول لأبوكي يلا هيفرح أكيد ( أخدها وخرج وقال وهما ماشيين ) بصي احنا نكتب كتابكم الأسبوع ده ، والأسبوع الجاي نجوزكم ايه رأيك ؟ ولا نعمل الاتنين مع بعض ؟ ولا ايه؟ ها ردي
ملك ضحكت : أقول ايه وهو انت مديني فرصة أتكلم ؟
نادر ضحك : ما تتخيليش فرحتي قد ايه هتكوني أجمل عروسة طلت .
دخلوا عند أبوهم ونادر قاله الخبر فقام بسعادة حضن بنته وباركلها وفضلوا يتناقشوا ويخططوا الأيام الجاية هيكون شكلها ايه .
أمل في مكتبها موبايلها رن فردت بسرعة : مروة حبيبتي ازيك أخبارك ايه ؟
سلموا على بعض واتكلموا في أمور عامة لحد ما سكتوا فأمل سألتها بحيرة : في ايه يا مروة ؟ عايزة تقولي ايه ومحروجة كده ؟
مروة بتردد : بصراحة كنت عايزة أطمن عليكي مش أكتر يا أمل
ردت بحيرة : تطمئني ؟ أنا كويسة يا مروة تطمئني عليا من ايه طيب ؟
مروة سكتت بحيرة؛ هل ممكن تكون أمل ما شافتش اللي اتكتب وهي بغبائها هتعرفها ؟
تراجعت بسرعة : أطمن عليكي عادي مش صاحبتي وحبيبتي وبقالنا كتير ما اتقابلناش ؟ قلت أشوف أخبارك ايه ؟
أمل ابتسمت لانها فهمت ان مروة شافت المكتوب وده قصدها وخافت تتكلم أكتر فردت بهدوء : أنا الحمدلله يا مروة بخير ، ولو كان قصدك على اللي اتكتب عن كريم وناريمان فأكيد ثقتي في جوزي أكبر من كلام في السوشيال ميديا
اتنهدت بارتياح : يعني ما اهتميتيش به ؟ برافو عليكي ، كريم أصلا شخصية محترمة جدا ، ولا يمكن حد يصدق الهبل اللي اتقال ، ده تخيلي اتكلموا عن ملك اللي شوفي فسخوا خطوبتهم من امتى، دي حتى ملك يا عيني كانت خايفة من رد فعل خطيبها وأهله
أمل انتبهت ان بالفعل ذكروا ملك وهي حاليا مرتبطة بدكتور نادر ، ازاي ما فكرتش غير في نفسها بس ؟
انتبهت على مروة بتضيف : بس الحمد لله دكتور نادر عاقل وقالها ماضيها بكل أشكاله ما يفرقش معاه
أمل بهدوء : ربنا يتمملهم على خير يارب - اتنهدت وكملت بتأنيب لنفسها- تصدقي ما فكرتش فيها خالص يا مروة! الواحد بقى وحش كده ليه ؟ مش بيفكر غير في نفسه .
مروة بتفهم: الله يكون في عونك يا قلبي ، صح قبل ما أنسى هو ليه كريم ما حذفش اللي اتكتب ده ؟ يعني ملك وأهل خطيبها لما يشوفوه يقولو ايه ؟ تخيلت كريم هيحذفه
ردت أمل بسرعة وقالتلها وجهة نظره في الموضوع ايه ومروة وأيدت ان تفكيره بالفعل صح ، قفلت معاها وأمل فضلت مكانها تفكر ومرة واحدة قامت وراحت مكتب لكريم، بصت لعلياء : حد معاه يا علياء ؟
علياء : لا تحبي أبلغه انك هنا ؟
هزت راسها برفض وهي بتفتح الباب ، بصت لكريم بمرح: ينفع أدخل ؟
كريم ابتسم : انتِ بجد بتسألي ؟
دخلت وقفلت وراها الباب
كريم بمزاح: بصي طالما مش متخانقين ادخلي على طول .
الاتنين ضحكوا وهي قعدت على طرف مكتبه قصاده وسألته بمشاكسة : ولو متخانقين ؟
رد بجدية مصطنعة : تستأذني الأول
أمل بتحدي : ده بعدك قال أستأذن قال !
كريم مسك ايدها باسها بحب: حبيبي يدخل أي مكان ، المهم عايزة حاجة ولا حبيبك وحشك وبس ؟
ابتسمت : وحشتني وبس
اقترح : تيجي نروح أنا وانتِ نشرب أي حاجة برا؟ - مرة واحدة تراجع- ولا أقولك بلاش لتقولي عامل عملة بداريها
خبطته على كتفه بغيظ : انت كل شوية هتفكرني بالجملة دي ولا ايه ؟
مسك ايدها من على صدره ورد بتأكيد: دي معاكي سنة لقدام هفكرك بها وأهرب بها من كل الالتزامات .
كشرت وقامت وقفت : تصدق أنا غلطانة اني جيتلك أصلا .
قبل ما تبعد وقف وراها وسحبها لحضنه بابتسامة: روح قلبي اللي بيغضب بسرعة البرق ده ، ما تهدي عليا شوية
حطت ايديها الاتنين على صدره بدلال : خلاص بطل رخامة وأنا أهدا .
رد بطاعة : تمام قولي بقى بجد كنتي جاية عايزة حاجة ولا ايه ؟
قعد على الكرسي وشدها قعدها قصاده وهي اتكلمت : كنت عايزاك تمسح الصور
لف وشه بعيد وقاطعها بضيق : يا ربي منك يا أمل
بصتله بهدوء وهو كمل : مش همسح حاجة
ردت بجدية : ينفع تسيبني أكمل الجملة للآخر ؟
ربع ايديه على صدره : اتفضلي
طلبت بهدوء: تمسح الصور واللي اتكتب عن ملك
بصلها باستغراب : ملك ؟ اشمعنى ؟
وضحت : يعني لسه مخطوبة من قريب لدكتور نادر أخو همس واللي عرفته ان أهله معترضين عليها وكلام زي ده عنها مش حلو ، فخلينا نمسحه .
كريم بتفكير : ولما أمسح ده وأسيب الباقي هبرره بايه ؟
جاوبت ببساطة : هو حد له عندك حاجة ؟ ولا انت هتروح تقول للكل انك مسحت جزء وسيبت جزء ؟ ايه يا كريم ؟
بصلها بحيرة : هشوف وربنا يسهل يا أمل .
ماحبتش تضغط عليه وقامت تروح مكتبها فوقفها : مش هنخرج نشرب حاجة ؟ حتى في الكافيتريا هنا
ردت بتفكير : بلاش بقالنا كتير ما خرجناش فلو خرجنا النهارده تحديدا هيظهر كأننا بنتعمد نقول للناس الصور مش هامانا واحنا قدامكم اهو ، خليه يوم تاني بلاش النهارده
كريم هز دماغه بتأييد لوجهة نظرها: فعلا مافكرتش كده بس عندك حق ، اوك يا قمري خليها وقت تاني .
خرجت من عنده وهو بعد تردد اتصل بسيف وبعد السلام سأله : بقولك يا سيف هي ايه علاقة نادر أخو مراتك بملك ؟
سيف استغرب سؤاله : مخطوبين ولا قصدك ايه ؟
وضحله : عارف بس أقصد الدنيا بينهم ايه ؟ الأمور تمام ولا ايه ؟ يعني أقصد هل اللي انتشر عن ملك وعني ممكن يأثر عليهم ؟
سيف رد بتفكير : مش عارف بس اللي أعرفه ان حماتي أصلا مش موافقة عليها فأكيد حاجة زي دي مش هتعديها ، بس بتسأل ليه ؟
كريم بحيرة : طيب رأيك أمسح اللي اتكتب عن ملك ولا عادي أسيبه ؟
سيف فكر لحظات : أعتقد يا كريم الأفضل لو تمسحه ، يعني هي في بداية حياتها مع نادر فالأفضل لو اتمسح .
قفل معاه وهو واخد قرار يمسح أي كلام اتكتب عن ملك .
همس في الجامعة قاعدة جنب هالة والاتنين اتفاجأوا بخلود قصادهم سندت على المدرج قدامهم وابتسمت ببرود: ازيكم يا اصحابي؟ عاملين ايه ؟
هالة ردت بجمود : الحمدلله يا خلود
خلود قربت أكتر وبصت لهمس بتهكم: إلا جوزك فين يا همس ولا طفشتيه من الكلية بحالها ؟
همس رفعت وشها تواجهها وقالت ببرود: شاغلة بالك به ليه يا روحي ؟ خليكي في حالك
قبل ما ترد دخل الدكتور فاضطرت تروح مكانها في المدرج اللي وراهم ، الدكتور الجديد كان أول مرة يدخل عندهم وكان وسيم والغريب انه صغير في السن زي سيف ، بدأ يتكلم ويعرفهم بنفسه : أنا دكتور حاتم نبيل الشرقاوي هدرسلكم مادة power system
خلود بإعجاب: حضرتك أول مرة نشوفك في الكلية
ابتسم و وضح : أنا أخدت الدكتوراه من برا ولسه راجع ودي بالفعل أول سنة ليا هنا .
خلود ابتسمت وعقلها نسج قصة حب طويلة انتهت بجوازها منه زي صاحبتها اللي قاعدة قدامها ، أهم حاجة تلعبها صح وتعرف توقعه زي ما همس وقعت سيف .
قبل ما يبدأ لقى طالب بيقوله: مش هتسأل مين أول الدفعة يادكتور زي باقي الدكاترة؟
حاتم ابتسم: بحب أختلف عن غيري ، بس عموما مين الأول هنا؟
خلود حست بنار ولعت في قلبها من سؤاله ، همس فكرت ما ترفعش ايدها بس هالة خبطتها على كتفها وهمست : بيسأل عن الأول
كشرت بس هالة علت صوتها وقالت بسرعة : باشمهندسة همس أولى الدفعة
حاتم بص لهالة بعدها بص لهمس اللي رفعت وشها تواجهه فابتسم : اممم ، ما رديتيش ليه انتِ على سؤالي ؟
ابتسمت ابتسامة مصطنعة: عادي يعني يا دكتور ما أخدتش بالي مش أكتر .
مط شفايفه قبل ما يرد باستخفاف: أولى الدفعة وما أخدتيش بالك ؟ أعتقد أوائل الدفعة مفيش حرف بيعدي منهم
ردت بتهكم : فعلا بس في الحاجات المهمة مش الرغي.
استغربت ردها الساخر وسكتت ومش هي بس الكل استغرب ردها وبصوا لحاتم في انتظار رده ، أما هو فابتسم باستمتاع وردد : رغي ؟ امممم ، يا ترى انتِ ردودك على أسئلة الامتحانات حادة ودقيقة كده ولا ؟ على العموم هنشوف خلونا نبدأ في الكلام المهم ( بص لهمس وكمل بابتسامة ) مش الرغي
خلود كانت متغاظة؛ لان همس بدون أدنى مجهود علمت معاه وخلقت نوع من التحدي بينهم ، ازاي بتقدر بتلقائية شديدة تلفت انتباه الكل ؟
بدأ يتكلم الأول بشكل عام عن المادة بعدها بدأ شرح أول درس .
خلود فكانت بتحاول تتحاور معاه وتتناقش كتير علشان تلفت انتباهه لحد ما بصلها بملل : على فكرة انتِ لو سمعتي أكتر وركزتي أكتر مش هتحتاجي لكمية الأسئلة اللي بتسأليها دي ( كرر بحزم ) اسمعي وافهمي وآخر المحاضرة لو حاجة مش فاهماها اسألي فيها لكن كده انتِ بتضيعي وقت الكل .
خلود اتحرجت واتمنت لو ينفع تقوم تخرج برا المحاضرة وتصرخ بأعلى صوتها ، أما همس وهالة فالاتنين ابتسموا لبعض لانهم فاهمين هي بتعمل ايه أو بتحاول توصل لايه ؟
سكتت تماما لآخر المحاضرة لانها كررت غباءها اللي سبق وعملته مع سيف وقالها نفس الرد ده ، لازم تكون ذكية لو عايزة تنجح وبلاش كلام فاضي لازم تركز أكتر .
لاحظت انه مهتم بهمس من خلال نظراته اللي اتكررت ليها ، استغربت معقول هو كمان هيقع في غرامها ؟ لا يمكن تسمحله ، لازم تمنعه مهما كان التمن .
خلصت المحاضرة وهمس وهالة خرجوا برا، همس ما لاحظتش حاتم اللي كان متابعها بعينيه لحد ما اختفت ، اعتذر من اللي حواليه وخرج؛ كان عايز يشوفها هتعمل ايه أو رايحة فين ؟ قعدت هي وصاحبتها على مقعد وفضلوا يتكلموا ويهزروا وهو عدى من جنبهم طلع المبنى اللي فيه مكتب سيف .
خلود وقفت قصادهم الاتنين وايديها على وسطها وبصت لهمس اللي رفعتلها وشها بملل: واقفة كده ليه زي خيال المآتة ؟
خلود قربت ومالت بوشها تجاهها وهي بتقول بتهديد: ابعدي عنه بحذرك اهو من البداية وبطلي حركاتك السخيفة والساذجة في لفت الانتباه .
همس ضحكت هي وهالة وما ردتش عليها بس قبل ما خلود تتكلم هالة اتكلمت : ما تروحي تشوفي وراكي ايه وتحلي عننا ؟ لو حد بيعمل حركات ساذجة فانتِ عارفة كويس مين بس خلي بالك سبق وسيف استغباكي من أسئلتك فبلاش تكرري غباءك مع دكتور حاتم بدل ما يستغباكي هو كمان ، اجري العبي بعيد عننا يلا .
فتحت بوقها تتكلم بس همس وقفتها بلامبالاة: مش مهتمين نسمع اللي عندك فحلي عننا .
سابتهم بغيظ ومشيت بس وقفتها مايا بمكر: إلا قوليلي مضايقاكي في ايه البت دي ؟
خلود بصت ناحية ما هي باصة وشافت همس لكن رجعت بصتلها بهجوم: وتطلعي مين انتِ علشان توقفيني وتسأليني ؟
ابتسمت بخبث : أنا ماما ، عارفة يعني ايه ماما ؟ يعني أي مشكلة هتلاقي حلها عندي ، بس الأول قوليلي مضايقاكي في ايه البنت دي ؟
خلود ابتسمت بتكبر : برضه مالكيش فيه
جت تمشي بس مسكت دراعها وقفتها وقالت بوضوح: سيف الصياد خسارة في واحدة زيها وعايزة أشاركها فيه تقدري تساعديني ؟ سمعت انك كنتي انتيمتها ولا دي إشاعة ؟
خلود ضحكت جامد ولسه هتمشي بس مايا ما سابتس دراعها وقالت بضيق: كلميني هنا
خلود ردت بسخرية : انتِ عايزة توقعي سيف الصياد ؟ كان غيرك أشطر .
استمر ضحكها ومايا استنتها تسكت بعدها قالت بتحدي : لا غيري مش أشطر وأنا مفيش راجل في الدينا ممكن يقف قدامي ، حطيلي بس شوية نقط على شوية حروف وهتشوفي هعمل فيه وفيها ايه.
خلود كانت هتمشي بس مرة واحدة وقفت وسألت نفسها هتخسر ايه ؟ مش يمكن دي تنجح في اللي هي فشلت فيه ؟ بصتلها باستفسار: عايزة تعرفي ايه ؟
مايا ابتسمت بانتصار : كل حاجة من طأطأ لسلام عليكم ، من أول لحظة شافها فيها لحد النهارده وسيبيني أنا أتكتك
مشيوا الاتنين مع بعض وخلود بدأت تحكيلها كل التفاصيل اللي محدش يعرفها عن سيف وهمس .
مؤمن في مكتبه قطع انتباهه دخول نور اللي استغرب وجودها، وقبل ما يتكلم لقاها بتعيط فقام وقف بسرعة وسألها بفزع : في ايه يا نور مالك ؟
بصتله بحزن وهي بتمسح دموعها : في اني تعبت من البعد عنك وعن ابني .
استغرب كلامها وتراجع خطوة ومش فاهم هي ناوية على ايه ؟
نور بصتله بعتاب : انت ازاي مش قادر تحس بيا يا مؤمن ؟ قبل كده وحسن المرشدي طردني من بيته و
قاطعها بيأس : يووووه بقى يا نور احنا مش هنخلص من الفيلم الحمضان ده ؟
زعقت بغضب : لا مش هنخلص انت خلصته لكن أنا عايشة فيه ، تعرف ان النهارده طنط ناهد طردتني من البيت ؟
بصلها بذهول وحرك راسه برفض وعدم تصديق لكلامها فابتسمت بتشفي : اه طبعا مش مصدق بس ده اللي حصل ، طردتني من بيتها وقالتلي ما أدخلهوش تاني أبدا ايه رأيك بقى ؟
مؤمن بصلها بشك و مش قادر يصدق كلامها
سألها: وايه اللي خلاها تقول كده ؟ ده في حالة إذا كانت قالت بالفعل الكلام ده ؟
نور بصتله باستنكار ومش مصدقة انه بيكدبها فقالت بهجوم : انت مش مصدقني ؟ هتبلى عليها ولا ايه ؟ لا يا مؤمن أنا ماأقبلش تكدبني
رد بتهكم : ماهي نونا لا يمكن تطرد أي حد من بيتها فما بالك انتِ ؟ فلو هي عملتها بالفعل فده معناه ان اللي انتِ عملتيه هي ماقدرتش تتقبله بأي شكل ، علشان كده بسألك عملتي ايه وصلها للمرحلة دي ؟
نور بصتله بتوتر وهي بتفتكر كلام أختها ان ده هيكون رد فعل مؤمن
حاولت تتماسك قدامه وردت بهجوم: عملت ولا ماعملتش هو أنا كان عندي حق لما قلت انك مجرد لعبة لكريم ولا أكتر ولا أقل ؟ قال كنت جاية وأنا فاكرة ان جوزي راجل مابيهمهوش وهياخد حقي .
جز على اسنانه بغضب منها ورد ببرود مفتعل: المفروض اني أتعصب يعني هنا وأحاول أثبتلك رجولتي وآخدك من البيت وأمشي ؟ اطلعي برا يا نور أنا تعبت من الكلام معاكي ويا ستي اعتبريني لعبة كريم بس كده ؟ عايزة مني ايه بقى ؟ كل واحد فينا راح لحاله مستنية مني ايه ؟ اللي انتِ مقتنعة به في دماغك اعمليه بعيد عني واللي عايزة تفكري فيه فكري براحتك تماما بس طلعيني برا حساباتك ، ولو نونا بالفعل طردتك من بيتها يبقى عمرك ما هتدخليه تاني ولا أنا هسمحلك تدخليه ، أنا مش فاهم انتِ جاية هنا متخيلة ايه ؟ تقوليلي نونا طردتني أقوم أتنحرر وأقول اه طردوها فآخدلك بيت برا؟ ده اللي عقلك المتخلف صورهولك ؟ يعني انتِ زعلتي أمي ( شدد على كلمة أمي وكمل ) وجاية تعيطيلي هاخدك في حضني مثلا ؟ هل ده اللي فكرتي فيه ؟ أنا مش قادر أفهم هل انتِ كنتي بالغباء والجحود ده من البداية وأنا ما أخدتش بالي ولا انتِ اتحولتي للتخلف ده ؟ أنا مش قادر أفهم بجد .
سابها ورجع قعد على مكتبه وشد اللاب قدامه وبصله كإعلان لإنهاء النقاش معاها
فضلت واقفة مصدومة وبتفتكر تنبيه أختها وتحذيرها لكن مؤمن بيفكر بنفس المنطق المتخلف بتاعها ، فضلت مكانها شوية مش عارفة تعمل ايه ؟
مؤمن لاحظ انها لسه واقفة فرفع دماغه بصلها باستفسار بدون ما ينطق فاتكلمت بغضب: ده آخر كلام عندك يا مؤمن ؟ للدرجة دي انتِ بايعني ؟
ضحك بتهكم و رد بوجع : أنا اللي بايعك برضه يا نور ؟ أنا لحد الآن مش فاهم فين حبك وفين العشرة اللي بينا وفين حق الولد اللي بينا ده ؟ انتِ ازاي بقيتي كده ؟ مش شايفة غير نفسك وبس ؟ ( جت تتكلم وتعترض بس منعها ) حتى لو جيتي على نفسك علشاننا كنت هحط ده فوق راسي وأقول دي اتخلت عن رفاهيتها علشاني أنا وابنها وضحت بـ …. - هز راسه بحيرة وكمل - أنا مش عارف بايه بس أكيد كنت هاخد ده في اعتباري وتفكيري وأفكر مع الوقت أنفذ أمنياتك لكن أسلوبك ولوي دراعي والطريقة دي كلها وتفكيرك خلوني مش قابل حتى مجرد الكلام معاكي ، عقلي وقلبي بيحاولوا يلاقوا أي عذر ليكي ولا يبرروا تصرفاتك لكن بصراحة مش لاقي غير مجرد شوية تخلف وأنانية وغباء غير كده مش لاقي ولا شايف .
نور بصتله باستعطاف: كل ده علشان بس طلبت منك نسيب البيت ؟ - ملامحها اتحولت للكره وكملت
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا