رواية اسيرة قلبي الفصل العشرون 20 بقلم ريهام حلمى


 رواية اسيرة قلبي الفصل العشرون بقلم ريهام حلمى



في فيلا عاصم بتركيا 
دلف عاصم الي داخل غرفه حلا وعينيه تنطق شرر من فعلتها تلك ،بينما انكمشت حلا علي نفسها كثيرا ،فقال عاصم بأمر:
_تعالي 

نفت حلا برأسها بمعني لا ،فجز هو علي اسنانه وهو يقول بحده :
_انا قولت كلمه ومش هعدها ،والا قسما بالله لكون جرك من شعرك لعندى.

خافت حلا من ان يفعل ذلك ،فانزلت قدمها من الفراش واتجهت له بخطوات متعثره حتي وقفت امامه وهي تخفض نظرها للاسفل ،فقال هو بغضب :
_طبعا مش قادره تبوصى في عنيا ،وعارفه نفسك غلطانه !!

كشرت حلا بغضب منه ،ماذا يراها الان ضعيفه وخائفه ،لا لن تسمح بذلك ؛لذا ردت عليه بحده مصطنعه:
_انا ما عملتش حاجه غلط عشان اخاف منها ،وبعدين ده مش كان اتفقنا من الاول!!

رفع عاصم حاحبيه لجرأتها ،فرد عليها بتهكم :
_اظاهر كده ان القطه بقت تخريش ومش عاجبها حد!

اغتاظت حلا منه كثيرا لاستهزائه بها ،فردت عليه بغضب :
_ايوه بقيت اخربش يا عاصم ،ومن هنا ورايح مش هسمحلك تتحكم فيا ،وكمان انا مش هكمل في مخططك القذر ده !!

لم تستوعب حلا ماذا حدث ،وهو يجذبها عاصم من خصلات شعرها بقوه ،ثم رد عليها بهمس مرعب :
_عيب يا حبيبتى لما تكلمى جوزك بالطريقه دى ،ايه ماما مش بتتعامل مع بابا كويس ولا ايه ؟!!

قصد عاصم ان يستفزها بذكر اهلها ،فصرخت به حلا بغضب وهي تحاول تخليص شعرها من قبضته :
_اخرس ،ما تتكلمش عن ماما وبابا كده،دول احسن منك ومن اهلك ،اكيد مجرمين زيك .

غضب عاصم كثيرا ها هي تكرر نفس جملتها مره اخرى ،فجذب شعرها اكثر حتي صرخت ببكاء:
_اااااه..اااه لا شعرى سيبنى انا تعبانه 

اصاب حلا الدوار فجأه وشعرت انها تريد التقيأ ،وما زاد الامر سوء ،هو هز عاصم لكتفيها بقوه بعدما ترك شعرها من قبضته وهو يقول بغضب :
_اخرسي ،والله لكون مربيكى علي ايدى يا حلا ،وهوريكى ايام اسود من شعر راسك ،واعملى حسابك الاتفاق اللى بينا لاغى ،انا هعرف انتقم بنفسي منهم .

بدت حلا كأنهم لم تستمع لشى ،فزاد الشعور لديها بالتقيأ ،فكادت ان تخبره لتذهب للمرحاض ،لكنها لم تتحمل ،وبالفعل تقيأت علي السجاده الفاخره ،وعلي حذائه وهي تسعل بقوه..

قلق عاصم من ذلك المنظر الذي رآه ،ثم ربت علي ظهرها وهو يقول بحنان:
_حلا مالك في ايه يا حبيبتي ،انتي تعبانه اجبلك دكتور؟!!

لم ترد عليه حلا ،وهي تبكي بصوت مسموع كالاطفال لرؤيته لها بذلك المنظر ،فامسكها عاصم جيدا ثم قادها الى حوض المياه ،ثم فتح الصنبور واخذ يمسح بالمياه علي وجهها بيده ،وفمها ،فمالت هى لتمضمض فمها فأخذ يبعد شعرها عن وجهها حتي لا يعيقها ،وما ان انتهت حتي تناول المنشفه واخذ يمسح به وجهها وفمها ،ثم قادها باتجاه الفراش ..

مددها علي الفراش ،ثم مسح دموعها التي لم تتوقف ،قائلا بحنان :
_اول مره ده يحصلك ولا انا السبب في حالتك دى!!

لم تعرف حلا بما تجيبه فهي منذ ايام وهي تتقيأ بشكل يومى ولا يدري بها احد ؛لماذا حدث ذلك وامامه ،لابد انه سيشمت بها الان .

فهم عاصم انها خجله منه لرؤيته لها بهذا الشكل ،فقال بهدوء :
_علي فكره انا مش بقرف ولا بتعصب علي حاجه زى كده وده عادي ممكن اي حد يتعرضله .

زادت دموعها كثيرا ،فجذبها عاصم الي صدره بحنان وهو يربت على كتفها قائلا بمزاح :
_خلاص يابت في ايه ،ولا انت بتعملي كده عشان خايفه منى .

كشرت حلا بطفوله ،وتذكرت وضعها في حضنه الان في دفعته قائله بغضب :
_ابعد عنى انت هتستغل الموقف ولا ايه؟!

تعجب عاصم من تبديل حالها ،فاستقام واقفا قائلا بجديه:
_مش بقولك محتاجه تتربى يا حلا ،بس هستنى لما تخفى واعرف فيكى ايه ،هبعت حد ينضف الاوضه.

قال جملته ثم غادر من الغزفه صافعا الباب خلفه بعنف انتفضت لها حلا ،ثم نظرت حلا الي الي الباب بمشاعر تائه ولا تري لماذا يبعث بداخلها مشاعر غريبه عليها..
________________

في فيلا حسام الصاوي 
جلست علي مكتبها الصغير وهي تحاول استذكار دروسها لكن لم تستطع التركيز وهي تتخيل صوره حسن وهو يبادلها حبها ،واخذت تفكر كيف ومتي هي احبته لاتدرى ،هي تتذكر قبل الحادثه كانت تحب ان تتحدث معه كثيرا ،ولكن بعد اصابتها كان يمثل لها ابغض انسان علي وجه الارض ،اما الان فهي تنظر له نظره مختلفه ،وهي تراه بكامل هيبته وجديته التى تجبرك علي الانجذاب له..

قطع شرودها مع نفسها ،دلوف الخادمه وهي تقول لها بهدوء:
_،مدام حياه بتقول لحضرتك انزلى تحت ؛لان الدكتور حسن منتظرك!!

اتسعت عينا رنيم بزهول وصدمه ؛اهو حقا هنا ،لا تدري ماذا تفعل فتلك المره الاولي التي تقابله بعد فعلتها الرعناء ،عند ذلك الحد ارتعبت رنيم بشده فقالت للخادمه بتعب مصطنع:
_لالا روحى قوليلهم اني تعبانه ومش هقدر انزل !!

تصنعت رنيم التعب وهي تمسك برأسها ،واتجهت الي فراشها ،فأسرعت الخادمه لها وصدقت كذبتها ،ثم غطتها بالملائه ،واتجهت سريعا للاسفل لتخبر حياه بمرض ابنتها ..

كان حسن يتجاذب اطراف الحديث مع عمته حياه ،ثم انتبها الي اقتراب الخادمه ،فسألتها حياه بابتسامه :
_اومال فين رنيم ؟!

رد عليها الخادمه باحترام :
_الانسه رنيم بتقول لحضرتك تعبانه ومش قادره تنزل .

قطبت حياه جبينها بتعجب ،فقد كانت بحاله جيده في الصباح ،فهبت حياه واقفه وهي تسألها بقلق :
_تعبانه ازاي يعنى ،دى كانت كويسه الصبح ،تعالى ورايا.

علم حسن ان تلك كذبه جديده من كذبتها ،هو يعلم انها تخشي منه بعدما فعلته ،فاسرع القول لعمته :
_ممكن اكشف عليها يا عمتى ان كانت تعبانه !

اومأت له حياه موافقه ،وذهب خلغها وعلي وجهه ابتسامه نصر ،ثم وقف امام الغرفه ريثما تخبرها عمته بمجيئه لفحصها ،بينما بالداخل ما ان اخبرتها حياه بوقوف حسن امام الغرفه لفحصها ،حتي هبت رنيم تصرخ بفزع :
_اييييه ،لا انا مش عاوزه حد يكشف عليا ياماما ،انا هنام شويه وابقا كويسه !

ضاقت حياه زرعا من عنادها ،فنهرتها بحده:
_اخرسي يا رنيم بلاش لعب العيال بتاعك ده ،حسن هيكشف ويعرف عندك ايه ،ايه لزوم العند بقا !

نفخت رنيم بغضب ؛بينما اتجهت حياه التي دولابها واخرجت منها حجابا وهي تعطيه لها قائله بحزم:
_غطي شعرك عشان حسن هيدخل ،يلا.

فعلت رنيم ما امرتها به والدتها ثم تمددت نائمه علي الفراش ،وهي تحاول اصطناع التعب فكادت ان تبكى وهي تراه يدلف مع والدتها الي الغرفه ،ثم اقتربا منها ،وما ان تلاقت اعينهما حتي اغمضت رنيم عينيها بشده وخوف من القادم.

ابتسم حسن بسخريه عليها ثم قال بتهكم :
_سلامتك يا رنيم ،تعبتى يعنى فجاءه كده!!

فتحت رنيم عينيها وهي تحاول اخراج صوتها ؛قائله بلعثم :
_اا..انا تعبانه ومصدعه اوى ومش قادره اذاكر ولا اعمل اى حاجه.

كادت رنيم ان تخبره انه السبب في عدم مقدرتها علي استذكار دروسها ،بينما نظر اليها حسن ومازال ابتسامته الساخره تتجه اليها ،فاسرعت حياه قائله بقلق:
_من فضلك يا حسن اكشف عليها وطمنى ،البنت دى دايما قلقانى كده ،وانا هتصل علي حسام يجى يشوفها.

ما ان سمعت رنيم جمله والدتها حتي انتفضت بفزع وهي تقول بنبره باكيه :
_لا لا والنبي يا ماما بلاش بابا ابوس ايدك!

تعجبت حياه من كلامها ،بينما جلس حسن بجانب الفراش وهو يشرع بفتح حقيبته الطبيه ،فارادت حياه ان تعرف لماذا ترفض مجئ والدها ،ولكن قاطعها صوت حسن وهو يطلب منها بعدوء:
_ممكن كوبايه مايه يا عمتى.

اومأت له حياه ،ودلفت للخارج ،حاولت رنيم ايقافها ولكن بضغطه قويه من حسن علي معصمها جعلتها تصمت ،وارتعبت منه ..

قرب حسن رأسه منها وحاصرها بزراعيه ،وهو يقول بهمس مرعب :
_ انا تعملى معايا كده ،طيب استحملى بقا اللى هيجرالك منى ،دا انا هوريكى النجوم فى عز الضهر يا رنيم.

تراجع حسن بجسده للخلف بينما خافت رنيم من كلماته ،فردت عليه ببكاء:
_انا عملت كده عشان بحبك ،ليه مش عاوز تحس بيا ،انا مش عارفه اذاكر ولا اركز في اي حاجه.

اغتاظ حسن من حديثها فجذبها من فكها بقوه ،وقال وهو يجز علي اسنانه :
_اخر مره اسمع منك الكلام ده ،وقسما بالله يا رنيم لو ما جبتى مجموع عدل في السنه الزفت دى ،لهخليكى تنامى باكيه كل يوم من اللى هعمله فيكى.

بكت رنيم بصوت مسوع ،لماذا لم يحبها وهي فعلت كل هذا لاجله ،والان يأمرها بكل بساطه ان تأتي بمعدل جيدا ؛كيف وهو يعاملها بتلك المعامله.

اخرج حسن سماعته الطبيه ثم هم ليفتح لها ازار بلوزتها لفحصها ،فانتفضت مزعوره منه ،فقال بغضب:
_في ايه ،اتنيلى عشان اكشف عليكى ،مع انى عارف تمثيلك كويس ،يلا اخلصى!!

ضمت رنيم ثيابها بقوه ،وهي ترد عليه ببكاء:
_ايوه انا بمثل وفعلا مش تعبانه ،انا كنت خايفه منك ،ولو عاوز تقول لماما قولها ،بس مش عاوزاك تكشف عليا.

جز حسن علي اسنانه بقوه من تلك الصغيره الذى ستودي بعقله حتما ،فخلع سماعته بعصبيه فهو يعرف انها تمثل وهم ان يغلقها ،ولكن قاطعه دخول حسام وحياه الغرفه اليهما.

اتسعت عينا رنيم بخوف ،وهي تراه والدها يشرف علي حسن وهو يسأله بقلق :
_مالها يا حسن البنت فيها ايه !!

كاد حسن ان يخبره بالحقيقه ولكنه توقف عندما شاهد زعرها ،فقال لحسام :
_لسه يا دكتور انا هكشف عليها!

اومأ له حسام وهو ينظر الي رنيم بقلق ،بينما ذهبت حياه لتساعد رنيم في الكشف عن مقدمه بلوزتها ليستطيع فحصها ،فأغمضا رنيم عينيها خوفا من القادم..

بدأ حسن بفحصها ،وقطب جبينه بشده عندما وجدها بالفعل متعبه ،فقال لها بجديه :
_خدي نفس طويل .
فعلت رنيم ما قاله لها ،واكتشف انها تعاني من ضيق تنفس ،فشك في امر ما ،فاتجه فحصه الي موضع الحادثه ،وما ان انتهى حتى سألها حسن بجديه :
_انتي من امتى مش بتاخدى علاجك ؟!!

زاغت عينا رنيم وقد ادركت انه اكتشف كذبه جديده لديها ولكنها ارادت تلك المره ان تخبره بالحقيقه:
_بقالى اربع شهور ،وفي الاول كنت احس بالم بسيط ،لكن الالم بيزيد دلوقتى.

قطب حسام جبينه بغضب وهو يهتف بحده :
_وما بتتزفتيش تاخدي علاجك ليه ،وانا قولت انك اتعدلتى وبنتي القديمه رجعتلى تاني ،لكن اظاهر كنت غلطان .

انتفضت رنيم مزعوره من صوت والدها ،فضمتها حياه اليها ،قائله بضيق :
_مش وقته يا حسام البنت تعبانه دلوقتى!

قاطعها حسام بغضب شديد :
_لا وقته يا حياه ،بنتك سايقه العوج الايام دى ،والمدرسين بيشتكوا منها ،واهو الهانم ولا بتذاكر ولا بتاخد علاجها ،عاوز اعرف حصل ايه لده كله ،انتي تحمدى ربنا،في بنات في سنك بيحصلهم اكتر من كده ،ومع ذلك بيكملوا حياتهم عادى .

بكت رنيم بشده وهي تستمع لكلمات والدها ،فهدأه حسن قائلا:
_كفايه كده يا دكتور ،انا من هنا ورايح هكون معاها ،بس ده هيحصل وهي مراتى.
______________
في غرفه المسجونين،،،،

كان مصطفي يلف في الغرفه كالاسد الجريح وهو يتذكر حديثه مع سمر ..
قبل يومين،،،

تفاجأ مصطفى بقدوم سمر لزبارته بالسجن ،فتقدم منها ،قائلا بدهشه :
_سمر!!

ابتسمت له سمر بحب ،ثم ردت عليه بهدوء:
_ايوه سمر يا مصطفي ،طمنى عليك.

تعجب مصطفي منها ولكن رد عليها بجديه :
_زي ما انتي شايفه هكون عامل ازي يعني وانا محبوس هنا.

صمتت سمر ،فسألها مصطفي بلهفه :
_اومال فرح ما جتش تزورني ليه ،وحشتني اوي ،وامي بتقولي انساها ،ايه اللي حصل يا سمر.

لوت سمر فمها بضيق ،ثم قالت له بمكر :
_فرح باعتك يا مصطفي ،وهتتجوز الظابط اللي قبض عليكم قبل كده بعد اسبوع ،ولما سألتها ليه عملت كده ،قالتي انا مش هضيع عمري مع واحد فقير ،وده فرصه كويسه ليا ومش هضيعها من بين ايديا!!

قبض مصطفي علي كفه وهو يسألها بقوه :
_فرح قالت كده ؟!!

اومأت برأسها وهي تقول بخبث :
_لو مش مصدقنى اسأل امك وهي هتقولك نفس الكلام .

عوده للوقت الحالي :
ضرب مصطفي بكفه علي الحائط بقوه حتي ادماها وهو يتوعد لها علي فعلتها ..
_____________
في فيلا عاصم بتركيا ،،،،
نظر عاصم من الكاميرا علي حلا ،وجدها متمدده علي براسها بوهن ،فقطب جبينه بقلق من حالتها ،فقال له امير بحيره :
_يعني انت خلاص مش هتكمل اللى كنت هتعمله !

ابعد عاصم عينيه بصعوبه من عليها ،ورد عليه بجديه :
_ايوه انا مش هخليها تكمل معايا في لعبه الانتقام ،انا كان هدفى احميها لما كانوا عاوزين يخطفوها ،لكن انا مش قادر اشوفها مع حد تانى.

اومأ امير برأسه ،بينما نظر عاصم مجددا الي حلا وجدها تتقيأ مجددا ويبدو عليها الاعياء الشديد ،فنهض قلقا وهو ييامر امير بحده:
_اطلبي دكتور بسرعه يا امير ،واياك تتأخر !

اسرع امير بتنفيذ امره ،بينما في دقيقه وصل عاصم الي غرفه حلا ،ثم وجدها مرميه علي فراشها فاقده للوعي قائلا بقلق :
_حلا ،حلا حصل ايه فوقى ،قومي كلمينى مغمضه عينك كده ليه.

كانت حلا بين الوعي واللا وعى وهى تقول باعياء شديد :
_تعبانه..اا.. اوى ،حاسه اا..اا ان بطنى اا..اا بتتقطع

ضمها عاصم بشده الي صدره وهو ينادي بعلو صوته علي رانيا حتي اتت له ،فقال بغضب :
_البنت مالها يا رانيا ،ليها يومين مش مظبوطه ،انا مش قايلك تاخدي بالك منها يا متخلفه!!

ابتلعت رانيا الاهانه بخوف واضح من هيئته ،وقالت بنفسها :
_ما كنش لازم يكتشف دلوقتي ،انا كنت عاوزه السم يقتلها ويموتها بالبطئ !!

تعليقات



×