رواية أحببتك حتى الضياع الفصل العشرون بقلم امل الهلاوى
خالد وهو يشير الى الفراش:تعالى عشان تنامى
نظرت فرح الى المكان الذى يشير اليه لاتعلم ماذا تعلم لقد اهينت اليوم بالقدر الكافى منه ولاتريد القرب منه بأى شكل
ظل يتردد فى آذانها صوته وهو يقول"ساعات الواحد بيحب يرمرم ساعات الواحد بيحب يرمرم...."ظلت الكلمه تترد فى
آذانها الى ان وضعت يديها على آذانها كأنها لاتريد ان تسمع أى شئ نظر خالد الى حالتها التى هى عليها يراها كثيرا تنتابها حالات فزع وخوف شديد هو يعلم انه قسى عليها
خالد وهو ينهض من الفراش يقترب منها ليعلم مايحدث لها
-فرح مالك
جزعت فرح من قربه وانزوت فى جانب من الغرفه قائله
-ارجوك امشى ويبنى ماتضغطشى عليا انت مش كنت فى مهمه وتمت
خالد بعدم فهم:مهمة ايه
فرح بجمود:مهمة انك عاوز طفل وخلاص حصل وماتقلقش انا هحافظ عليه لانى انا محتاجاه اكتر منك وكمان اظن انت حققت انتقامك منى وحطمتنى بما فيه الكفايه لو فاكر انك هاتقدر تاخده منى ومراتك تربيه تبقى موهوم لانى عمرى ماهسيبلك ابنى
خالد:ايه الكلام اللى بتقوليه ده الظاهر الوقعه أثرت عليكى
فرح بصراخ:انا مابقولشى اى كلام انت عارف ا ندى الحقيقه بطل كدب بقى
خالد وهو يحاول ان يتمالك نفسه من الغضب
-انا مش بكدب واظن انى قلت لك انى عمرى ماهطلقك عشان ابننا يتربى بينا كل اللى انا قلته انك تسمحى لمى تشاركك فى تربيته انما هو ابنك وهايفضل معاكى
فرح ببكاء:انت كداب ياخالد وهاتاخده منى حماتك قالتلى انكوا اتفقتوا على كده قالت انكوا هاتاخدوه منى وبنتها هاتربيه
جثت فرح على ركبتيها امامه وقالت بتوسل وانهيار
-ارجوك ماتاخدوش منى ده الامل اللى مخلينى مكمله عاوزه احس ان فيه حد اكون انا كل دنيته على فكره انا هاحبه اوى والل وهو كمان هايحبنى ارجوك سيبلى اخر امل ليا
أدمعت أعين خالد من كلماتها جثى بجوارها على الارض ولم يدرى سوى وهو يجذبها فى أحضانه
-والله ماهاخده منك انتى عارفانى انا مش كده ماعرفش ايه اللى خلى خالتى تقولى الكلام ده أنا ماقدرش ابعد طفل عن امه ولو مش عاوزه مى تشارك فى تربيته انتى حره هو ابنك وانتى حره فيه طبعا
ابتعدت فرح عنه وهى مازالت على حالتها الباكيه
-بجد بجد ياخالد هاتسيبه ليا اوعدنى
خالد بغصه فى قلبه فهى لم تعد تصدقه: اقسم بالله ده اللى هايحصل مافيش احسن من ربنا احلف بيه ووعد يافرح انى عمرى ماهفرق بينك وبين ابنك انا هاروح انام فى الاوضه التانيه عشان تاخدى راحتك لانى عارف انى وجودى مضايقك
تركها خالد وذهب الى غرفه اخرى اما فرح نهضت وهى تضع يدها على بطنها كأنها تطمأن طفلها وتقول له نحن معا
..................................
فى اليوم التالى استيقظ خالد من باكر وطلب من محمود ان يوفر له طقم حراسه ليقوم بحراسة الفيلا فهو يخشى ان تهرب فرح
استيقظت فرح من النوم سمعت اصوات تاتى من الخارج فتحت باب الشرفه رأت افراد حراسه وخالد يتكلم معهم انتظرت حتى دلف الى المنزل وهبطت له قائله بغضب
-مين دول انت جايبهم ليه
خالد بهدوء:دى حراسه عادى يعنى
فرح ومازالت غاضبه:انت جايب لمراتك التانيه حراسه ولا ليا انا بس
خالد متنهدا:انت عاوزه ايه دلوقتى
فرح:انا مش فى سجن انا مش هاعيش تانى فى سجن شيل الناس دى تمام انا هاكنس وامسح واطبخ بس شيل الناس دى من هنا
خالد:فرح ماحدش هايمشى والحراسه هاتفضل هنا وبعدين ايه اللى تاعبك انتى كنتى ناويه تهربى ولا ايه وعلى فكره مش هاتتحركى فى اى مكان الا بيهم
ظلت فرح تتذكر ذكرياته مع ايهاب وكان التاريخ يعيد نفسه من جديد كان ايهاب ايضا لايتركها بدون حراسه بجانب البيت الذى كان ملغم من افراد طاقم الحراسه
فرح:لا لا انت اكيد بتهزر صح انا مش فى سجن
خالد:لو انتى شايفه انى لما اجيب طقم حراسه للبيت يبقى سجن خلاص تمام اعتبرى نفسك فى سجن
فرح :انا بكرهك
خالد بعند:شعور متبادل انا نازل رايح شغلى اعملى حسابك انى هابات هنا تلت ايام وعند مى تلت ايام يعنى التلت ايام الجايين عندك اجى الاقى الغدا جاهز يامدام اكتبى طلباتك اللى محتاجاها فى ورقه وانا نازل هاخدها هابعت لك الحاجه مع حد من اللى بره
صعد خالد الى الاعلى كلما اراد ان يأخذ هدنه معها تاتى الرياح بما لاتشتهى السفن ويتشاجرون من جديد
............................
فى بيت فتحى الراوى
دلف خالد الى منزل والده وجدهم فى غرفة الاستقبال يتناولون وجبة الافطار
فتحى:كويس انك جيت يابيه ايه اللى انت هببته امبارح ده
خالد:واحد اخد مراته ايه المشكله فى كده
فتحى:واخدها جرجره بالبيجامه اللى عليها انا ربيتك على كده ياخالد
خالد بأسف:انا اسف يابابا بس هى انسانه مستفزه بدل ماتحاول تكسبنى لا دى بتستفزنى وبتعاند قصادى
فتحى:يابنى انسى اللى حصل هو سهل عليها انها تتفاجأ انك متجوز ومخبى عليها
خالد:عارف ياحاج لو الناس كلها زيك انت وماما كانت الدنيا عمرت
عزة:فرح عامله ايه ياخالد اتراضيتوا
خالد:اه ياماما كله تمام سيبونا نحل مشاكلنا بنفسنا وانا اسف على حصل امبارح يابابا
فتحى:خلاص يابنى اقعد افطر
عزه:انا هاقوم اصب لكوا الشاى على ماتفطر ياخالد
جلس خالد مع والده يتناولون الطعام سويا ويتسامرون ودلفت عزه الى المطبخ دلف اليها خالد
خالد:ماما انتى سيبتى فرح امبارح مع خالتى لوحدهم
عزه:فيه حاجه ولا ايه يابنى
خالد:افتكرى بس وانا هاحكى ليكى كل حاجه
عزه:اه خالتك اول لما جت قالتلى اعملى شاى دخخلت عملته وهى فضلت مع فرح فيه حاجه ولا ايه
خالد:كملى وايه اللى حصل
عزه:ماحصلش حاجه فرح دخلت اوضتها وقالت انها تعبانه وعاوزه تنام
خالد:شكلها كان عادى يعنى
عزه :ماتفهمنى ايه اللى حصل
قص خالد لوالدته ماقالته فرح صمتت عزه لوهله قائله
-اكيد فرح مش هاتكدب يابنى
خالد:يعنى انتى تصدقى ان خالتى تعمل كده
عزه:انا مش عاوزه اظلم اختى بس فرح كان باين عليها انها مضايقه اوى انا قلت انها تعبانه حتى فى وسط الكلام سألت خالتك اتكلمتوا فى ايه وماقالتش قالت قلت لها تاخد بالها من نفسها عارف انا اصدق ان خالتك قالت كده لانها بتحب مى اوى ممكن تكون عاوزه تطفش فرح وبعدين خالتك مش سهله دى دى مكاره بس اعمل ايه اختى وبحبها وماليش غيرها
خالد:انا هاروح لخالتى دلوقتى
عزه:لا ماتروحش اردم على الكلام عشان المواضيع ماتكبرش
خالد:طيب انا هاروح شغلى عاوزه حاجه
عزه:ابقى هاتلى فرح واحشتنى اوى
خالد بحيره من والدته:انتى بتحبيها ليه
عزه:بحبها من غير سببب حبها عشان بحبها وبحس انها بنتى على فكره البت دى غلبانه اوى
خالد:والله ياام خالد انتى اللى غلبانه
عزه:على فكره هى قالتلى ان ابوها غصبها على الجواز
خالد:وابوها اللى غصبها تقعد مع جوزها ست سنين
عزه:ماهى خلاص كانت اتجوزت هاتعمل ايه يعنى
خالد:ماما فرح كانت بنت لما اتجوزتها جوزها كان مالوش فى الستات عاجز يعنى
عزه وهى تشهق:يانادمتى دا حكايه ولا فى الاحلام ياولاد ياحبيبتى يابنتى
خالد:انتى هاتشيلنى اقسم بالله افهمى ياماما قعدت ست سنين ليه لما هو كده كانت لو مغصوبه فعلا اتطلقت وكان ليها اسبابها
عزه:الله اعلم يابنى باللى حصل ايه
خالد:ياماما اقتنعى بقى هى منين ماتلاقى فلوس بتروح ماهى وافقت بيا دلوقتى لما ربنا كرمنى اعقليها
عزه:بص انا بحبها من غير سبب واظن انك كمان بتحبها
خالد مغيرا مجرى الحديث :انا رايح شغلى انت رايقه
...........................
ذهب خالد الى عمله وجد محمود بانتظاره
محمود:ايه يابنى احنا هانشحتك ولا ايه
خالد:يابنى ارحمنى
محمود:صحيح جوز الاتنين هتلاحق على ايه ولاايه
خالد:انت بتقول فيها يالا نشوف شغلنا انجز
قاطع حديثهم صوت ونين هاتف خالد
خالد: الو ازيك يامى
محمود:انا هاخرج كمل كلامك
أومأله خالد برأسه
مى:انت فين ماجتش ليه
خالد:انا كنت هاعدى عليكى الصبح بس رحت لماما ورحت الشغل
مى:هاتعدى عليا بعد الشغل
خالد:مى انا هافضل التلت ايام دول مع فرح
مى بصوت عالى :ليه ان شاء الله
خالد:وطى صوتك وسيبنى اكمل كلامى انتى عارفه انها حاولت تهرب منى امبارح وانا جبت حراسه للبيت وكمان انا قسمت الايام مابينكوا تلاته هنا وتلاته هنا
مى:ياشيخ بقى بساوينى بيها ياخالد
خالد:انتى مراتى وهيا مراتى يامى
مى:اعمل اللى انت عاوز تعمله
خالد:يامى افهمى ماتزوديش همى ارجوكى
مى:مع السلامه ياخالد
اغلقت مى الهاتف معه وتوجهت الى والدته الجالسه بجوارها تستمع الى حديثهم
مى بغضب:سمعتى
عليه:انا قلت لك البت دى مش سهله ماصدقتيش
مى:البيه بيقولى تلات ايام ليا وتلاته ليها
عليه:هتلاقيها قالت له اعدل وانتى عارفاه مابيحبش الظلم
مى:انا خايفه تاخده ليها وهى الى هاتخلف
عليه:ماتخافيش سيبنى افكر لها فى غوره نغورها لها وناخد منها العيل بس انا عاوزاكى تهدى كده وماتعمليش مشاكل معاه
............................
انهى خالد يوم عمل شاق وذهب الى منزله مع فرح وجد البيت مرتب ترتيبا انيقا ورائحته جميله ابتسم خالد رغما عنه لم يكن يتوقع منها ذلك اطلاقا هو يعلم انها مدللة ولكن مالا يعلمه ان فرح تعلمت اتقان الطبخ فى خلال الستة سنوات الماضيه وكانت تقف فى المطبخ بالساعات لتتعلم فهى اتخذت الطبخ هوايه اشتم خالد رائحة طعام شهية اتيه من المطبخ دلف وجد فرح مرتديه بدلة المطبخ وواقفه تعد الطعام
خالد:السلام عليكم
فرح دون ان تنظر له:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اجهز السفره
خالد:فأجاتينى بصراحه بيكى
فرح:مش فاهمه
خالد:يعنى البيت عشره على عشره ريحة الاكل واضح انه حلو زيك زى اى ست
نظرت له فرح بغضب:وليه انا مش ست ولا ايه
خالد بابتسامه جذابه ونظره جريئه لمفاتنها:ست وست اوى كمان
اضطربت فرح من نظراته الوقحه لها
-اجهز الاكل ولا مش جعان
علم خالد انها تغير مجرى الحديث
-لا دا نا واقع من الجوع هاطلع اغير هدومى وانزل
ابدل خالد ملابسه بملابس بيتيه مريحه وهبط الى الاسفل وجد السفره جاهزه
جلس خالد على السفره ناظرا الى الطعام باعجاب
-الله ايه الجمال ده محشى ورق عنب ولحمه وجلاش
فرح:دوق الاول ماجايز وحش ومايعجبكش
ذاق خالد الطعام وراق له كثيرا
-انتى اتعلمتى الطبخ فين وامته
فرح:عادى يعنى اتعلمت وخلاص
انتهوا من وجبة الغداء ولملمت فرح مكان طعامهم ودلفت الى المطبخ لتجلى اوانى الطعام دلف خالد وراءها
فرح:عاوز حاجه
خالد:بتعملى ايه
فرح:زى ماانت شايف بغسل الاطباق
خالد:طيب سيبهم وتعالى انا عاوزك
توترت فرح من كلامه
فرح بتوتر:عاوزنى فى ايه
رأى خالد التوتر فى عينيها وأراد ان يتلاعب بها أكثر
خالد:راجل عاوز مراته يبقى عاو زايه
فرح:عاو زايه يعنى انا مش فاضيه وبعدين احنا اتفقنا انك تفضل بعيد عنى عاوز ايه منى
خالد بابتسامه ماكره:دماغك حدفت شمال ليه انا عاوزك تغسلى لى رجليا بمية وملح يازوجتى العزيزه