رواية حلا العشق الفصل العشرون بقلم ريهام حلمى
في شقه فارس
،جلس فارس علي ارضيه غرفته يثني قدم والاخري ممدوده مسندا ظهرا علي الحائط ،اليوم هو يوم زفافه علي الفتاه التي اجبرها بالزواج منه وزفر بما يريد لمجرد انها نعتته بالمريض وتطاولت عليه بيدها ،ولكن هل حقا هو ذلك السبب الرئيسي بذلك ام لانها امرأه مثلها ذلك المتوحشه الذي لا قلب لها ولا تمتلك ادني زره احساس التي قتلت صديقه امامه بلا رحمه واستخرجت اعضائه بدم بارد وبعدها ،ماذا حدث بعدها ..
ارجع فارس رأس للخلف وعاد بذاكرته الي ذلك اليوم المشؤم الذي فقد فيها صديق عمره .
قبل احد عشر عاما،،،،
بعدما انهوا كل شئ وفقد هو صوته حينها خشي بشده ان ينظر الي جسد صديقه الذي اصبح فتات وارتعش بشده ،فقال الرجل لاعتماد بخوف:
_الحقي الواد بيفرفر كان لازم تعملي كدا قدامه ،تعالي نخلص عليه قبل ما نروح في حديد.
نظرت اليه اعتماد بشر وهي ترد عليه بعدوانيه :
_دا اللي انا عاوزاه ،مش هيقدر ينسي المنظر ده طول عمره ،علشان ابوه يعمل راجل عليا تاني ويبهدلني قدام اللي يسوي واللي ما يسواش.
ظل فارس علي انتفاضات جسده وهو مقيد غير قادر علي الحركه ولا اخراج صوته ،فقد ريحه الدماء التي تملأ الغرفه تطبق علي نفسه تشعره بالاختناق الشديد
ذهبت المرأه لتجلب شيئا ما فاقترب منه الرجل بوجهه المخيف قائلا بهمس :
_هقدملك نصيحه اوعي اتأمن لست ابدا ولا تخليها تستضعفك ،زي ما انت شايف انا بعمل كل اللي بتقولي عليه من غير ولا حرف مع اني نفسي اموتها بس اعمل ايه بحبهاا.
نظر له فارس كأنه يلتقط انفاسه الاخيره ولكن كلمات الرجل ترج في اذنه بقوه شديده ،بينما جاءت اعتماد وبيدها سكين حاد ملتهب من النار ثم قالت لرجل بامر:
_قلعه القميص يا شاكر.
لبي الرجل طلبها بطاعه غريبه كأنه دميه تلعب بها ،وقبل ان يستوعب احد كان تضع ذلك السكين علي ظهر فارس بغل واضح فتصاعدت الادخنه من ظهره واصبح مكان السكين جرح عميقا لا يمحيه الزمن ولكن العجيب في ذلك انه لم يصرخ ولم يخرج صوتا فقط انتفاضات جسده يتزايد ،كررت المرأه تلك الفعل عده مرات حتي ابتسمت برضا علي فعلتها .
اقتربت منه ثم جذبته من شعره بشده قائلا بشر:
_لو حد عرف باللي حصل ده انا هعمل فيك زي صاحبك بالظبط ،ومش بس كده كمان هخطف كل العيال اللي في عيلتك ،عاوزاك تفتكر كويس الوش ده ،هخلي عيشتك كلها سواد مش هتعرف تخلص مني طول عمرك مهما اتعالجت ،كفايه العلامات اللي في ضهرك دي هتفكرك بيا كويس اوي.
تركته اعتماد بعنف مثلما امسكته ثم امرت شاكر بغضب :
_ارموه قدام المدرسه ومش عاوزه حد يلمح طيفك .
وبعد ساعات كان فارس بالمشفي بعدما وجده والده وسيف ،لم يدري الطبيب بعلامات ظهره لانه كان فاقد النطق حينها فلم يستطع التحدث ،فذهب حسام ليري الطبيب ويخبره بحاله ابنه ،بينما ذهب سيف ليجلس بالقرب من فارس ولكن بداخله شك كبير حول ما حدث له .
بعد يومين كان فارس تحسن قليلا ولكنه لا يزال لم يستطع التحدث ،وفي يوم كان بمفرده بالغرفه فنهض بعدوانيه شديده يخلع قميصه بالم شديد شديد من ظهره ليرتدي غيره وكان ظهره للباب ،ولحظه السيئ دلف سيف الي الغرفه فاتسعت عينيه بزهول بعدما رأي علامات ظهره ،بينما ارتدي فارس قميصه بسرعه شديده بخوف ،فاخذ سيف يقترب منه قائلا بحزم:
_اقلع القميص.
نفي فارس براسه بعنف فجذبه سيف من زراعه بعنف ثم صاح به بنفس النبره:
_بقولك اقلع يلااا.
انصاع فارس له بخضوع ،وما ان خلعه حتي ادار سيف ظهره له وما ان وضع يده علي الجروح حتي انتفض فارس بالم منه ،فابعد سيف يده ثم سأله بغضب:
_مين اللي عمل كده ؟!!
وكأن فارس وجد ملجأه حينها فارتمي بحضن سيف حيث كان قريبا منه بدرجه كبيره خاصه بعد وفاه ابنه كان فارس كثير التردد هناك حتي انه كان يبيت عندهم ،بينما لف سيف زراعه علي كتفيه قائلا بهدوء:
_اهدي يا فارس ما تعيطش مفيش راجل بيعط ،احكيلي ايه اللي حصل.
لم يستطع حينها التحدث ولكن اخبره بكل شئ عن طريق الكتابه ،صدم بالطبع سيف مما يقول واصر عليه ان يقول علي مكانهم للقبض عليهم او ان يخبر اهل عمار ولكن رفض فارس بشده ذلك واكتفي مما قاله وكلما تحدث معه بالامر كان يسعر بالاختناق ففضل سيف الصمت،والجميع لا يعرفون قصه موت عمار سوي سيف فقط.
عاد فارس من شروده علي رنين هاتفه فوجدها والدته فاخذ نفسا عميقا ثم اجاب عليها بجديه:
_قبل ما تكملي يا امي نص ساعه واكون عندك .
ضحكت حياه بشده منه فرده عليه بابتسامه:
_لما اشوف النص ساعه بتاعتك يا فارس بيه،يلا حسن مستنيك هنا ومعاه واحد صاحبه.
قطب فارس جبينه بعدم فهم ثم سألها بنفس النبره:
_صاحبه مين؟!!
ردت عليه حياه سريعا :
_ما قلش اسمه ،يلا بقا ما تتأخرش،سلام.
_سلام
قالها فارس سريعا ثم نهض من الارضيه واتجه الي الحقيبه واخرج منها بذله انيقه ولكن ليست له ،تناولها فارس ووضعها بالدولاب بجانب زي الشرطه الذي ليس له ايضا ثم نظر لهم قائلا بابتسامه :
_ودي بدلتك يا عمار بيه ما انت عريس زي صاحبك النهارده انا عمري ما نسيتك ابدا ،وعمري ما هنساك.
صمت قليلا كأن عمار يحدثه وهو يرد عليه فقال ودموعه تهدد بالسقوط:
_لسه بتفكر فيا ما تخافش بدلتي قاعده في البيت ،بتمني اجي عندك قريب يا عمار .
لم يستطع فارس الجلوس اكثر من ذلك فتناول هاتفه ومفاتيح سيارته ثم غادر من هذا المكان الذي يجد فيه راحته، منطلقا الي فيلا والده..
_______________
في مركز التجميل ،،،،
انتهت خبيره التجميل من تزيين فرح ،فوقفت فرح امام المرآه بفستانها الابيض الكبير فبدت كالاميره التي تنتظر فارسها ليأخذها علي الحصان الابيض مثلما كانت تتمني دوما ،ولكن حدث تعديل ففارسها بدل بحيوان ادمي وشخص مستبد لا يعترف بشئ اسمه الحب فهل لو كان يعرفه كان سيفرقها عن حبيبها التي تعشقه وتمنته منذ صغرها ..
تنهدت بحرقه وكادت دموعها تهدد بالسقوط ولكن خشيت من خبيره التجميل ان تنهرها للمره المئه التي تعيد كل فتره مكياجها بسبب دموعها الكثيره .
بينما علي الجانب الاخر نجد تلك الصغيره تدور بسعاده بفستانها الكبير وهي لا تصدق نفسها انها اصبحت زوجه حسن ،فامسكت بتلك الجميله التي كانت تخطف الانظار اليوم ثم قالت لها بفرح:
_انا فرحانه اوي اوي يا حلا اني هبقا مع حسن.
احتضنتها حلا بسعادها هي الاخري ثم ردت عليها بابتسامه:
_ههههه بابت اتقلي كده والله ما انا عارفه ايه اللي حصلك وحبتيه فجأه كده.
تنهدت رنيم بحب ثم اجابت عليها بسعاده:
_بصراحه كل حاجه فيه عاجباني ،شخصيته ووسامته واهم حاجه حنيته.
ضحكت عليها حلا كثيرا ثم قالت بتذكر:
_صحيح يا رنيم عاوزين نشوف مرات اخوكي اكيد هي لوحدها دلوقتي.
تاففت رنيم بغيظ ثم ردت عليها بضيق:
_لا سيبك منها دي بت رخمه انا مش بطقها اصلا.
قطبت حلا جبينها بعدم رضا ثم هتفت بضيق هي الاخري:
_حرام عليكي يا رنيم ،انا هاروح اشوفها .
كادت رنيم ان تمنعها ولكن قاطعتها الفتاه لتضع اللمسات الاخيره من تجميلها فتسحبت حلا ببطئ لتذهب عند زوجه فارس لتلقي نظره اليها ..
دلفت حلا اليها وجدتها تعطي ظهرها لها ،فتنحنحت حلا ثم قالت بخجل:
_احم ممكن ادخل؟
التفتت اليها فرح فاتسعت عينيها بدون تصديق بينما لم تصدق حلا ما رأته احقا زوجه فارس هي تلك الفتاه التي تعرفت عليها قبلا وتوطدت علاقتهم كثيرا حينها.
ركضت اليها حلا فاحتضنتها بشوق شديد وكذلك فعلت الاخري وبعده مده ليست بالقصيره ابتعدت عنها فرح وهي تقول بابتسامه:
_حلا انا مش مصدقه انتي كنت مختفيه فين؟
تنهدت حلا طويلا ثم اجابتها بابتسامه هي الاخري:
_ياااه ده موضوع يطول شرحه ،المهم قوليلي ايه حكايتك اوعي تكوني انتي عروسه فارس.
دهشت فرح مما تقوله فسألتها بفضول:
_ايوه يا ستي للاسف ،لكن قوليلي انتي تعرفي ديك البرابر ده من فين؟
ضحكت حلا كثيرا علي الوصف الذي اطلقته فرح عليه ثم ردت عليه من بين ضحكاتها
_ده يبقا ابن عمي ،معاكي حق فارس عباره عن حاجه مرعبه كده ده مفروض يمثل كل افلام الرعب.
ضحكا الفتاتين بشده متناسين ما مروا به ولكن قاطع ضحكهم المرح دلوف رنيم بشراسه وهي تقول لحلا بغضب:
_انا مش قولتلك ما تجيش عندها يا حلا ،يلا قومي معايا.
نظرت اليها فرح بضيق بينما نهضت حلا ثم اتجهت ناحيه رنيم وهي تقول لها بهدوء:
_رنيم اهدي دي فرح صحبتي اتعرفت عليها في الكليه ،وهي طيبه جدا وبتحب كل الناس .
نظرت الي فرح بغضب ثم نقلت نظرها الي حلا وهي ترد بغرور:
_بس انا مش بحبها لان فارس تعب بسببها كتير .
رفعت فرح حاجبيها بضيق بمعني "احقا يا فتاه" وهي التي تعاني بسببه وليس العكس ،لذا قالت فرح بهمس:
_جاتك القرف انتي واخوكي ؛بت بارده بصحيح.
ربتت حلا علي كتف رنيم ثم قالت لها بضيق:
_نيمو من فضلك ما تتتكلميش مع فري بطريقه دي قولتلك دي صحبتي وهزعل منك لو هي زعلت .
نظرت رنيم الي حلا بتكشيره ولكن سرعان ما عادت لطبيعتها فهي لم تستطع ان تحزن حلا ابدا فقالت بهدوء:
_اوك يا حلا علشان خاطرك بس.
فرحت حلا كثيرا ثم التفتت اليهم وفالت لهم بسعاده :
_طب يالا احضنوا بعض علشان اصدق انكم مش زعلانين .
احتضنت كل منهما الاخري بفتور واضح ،ولكن لم يدروا ان ذلك الفتور سيتحول مع الوقت الي صداقه قويه بينهم ..
_____________
امام منزل ادم العدل ،،،
نجد ادم يقف وامامه فرقه كبيره من رجال الشرطه الذين استعدوا لتنفيذ قرار المحكمه بخضوع حلا الصاوي الي بيت الطاعه ،وهاهم علي وشك التحرك الان ..
نظر اليهم ادم نظرات جاده ثم هتف بحزم :
_اي حد هيعترض طريقي توقفوه ،اكيد في حرس كتير هناك ،مفهوم .
قال الجميع في صوت واحد:
_مفهوم يا سياده المقدم.
اومأ لهم ادم واشار لهم بالتحرك ،فصعدو الي سيارات الشرطه بينما هو ركب بسيارته الخاصه وبجانبه امير الذي قال له بانزعاج :
_والله حرام عليك اللي هتعمله ده هي حصلت يا ادم بيت الطاعه ،كده هتخلي البنت تكرهك بزياده .
قاد ادم سيارته بهدوء ثم رد عليه بجديه :
_لا من ناحيه دي ما تقلقش انا هعرف اخليها تحبني ازاي .
تعجب امير من حديثه بشده فقال له بهدوء:
_طيب حاول تكلم سيف الصاوي يمكن يوافق علي جوازكم .
نفي ادم برأسه ثم رد عليه بعند:
_وانا مش هستني لما يتكرم عليا ويوافق ،مراتي مكانها في بيت جوزها ،انا احق بيها منه .
تأفف امير من رأسه الصلب ذلك ،فقال له بضيق:
_اعمل اللي يريحك بس هصدقني هتندم علي انت هتعمله دلوقتي.
تجاهله ادم تماما وهو لا يري امامه سوي تحقيق ما برأسه فقط .
______________
في مركز التجميل ،،،،
وصل فارس اخيرا هو وحسن امام مركز التجميل ،فقد كان فارس ينظر كل لحظه الي ساعته بتأفف يريد لو تنتهي تلك الليله علي خير ،ولكن رغم تأففه الزائد وجموده البائن كان انيقا للغايه وشعره مصففا بعنايه بالاضافه الي وسامته التي جعلته محط انظار جميع الفتيات اللاتي كانوا هنا ..
اما حسن فلم يقل عن وسامه بشخصيته الجاده والمتزنه الذي لا تليق الا به ،فقد كان علي عكس صديقه تماما فقد كان صبورا للغايه ومنتظرا ان تنتهي عروسه بكل هدوء .
التفت حسن الي فارس ثم استند علي السياره قائلا بضحك:
_ما تفك يا عم التكشيره دي ،انت مش في القسم، النهارده فرحك يا حضره الظابط.
صر فارس علي اسنانه ثم فك رابطه عنقه قليلا قائلا بغضب :
_حاجه تقرف انا هموت من الخنقه يعني كان لازم كل الهيصه دي ،الهوانم دول اتأخروا ليه ايه الدلع الماسخ ده.
ضحك حسن كثير علي غضبه،بينما تذكر فارس امر ما فقال له بتسأؤل :
_صحيح فين صاحبك اللي قولتلي عليه الصبح ؟
هز حسن رأسه بضيق ثم رد عليه بعتاب:
_يا راجل يادوب افتكرت دا احنا استنيناك كتير وفي الاخر كان معاه شغل ومشي ،بس ما تقلقش هيجي الفرح.
اومأ فارس رأسه بضيق ،فاشار لهم الحارس ان العروستين سخرجن الان وعليهم ان يبقوا في انتظارهم .
تقدم كل من فارس وحسن بخطوات جاده الي الباب الرئيسي ثم اتجهوا الي الداخل وذهب كل منهم الي عروسته .
دلف حسن الي رنيم التي كان وجهها مغطي بحجاب ابيض شفاف منتظره ان يكشف حسن عنه ،فاقترب منها حسن ووقف امامها ساكنا وعندما طال وقوفه صاحت رنيم بغضب :
_يلا يا حسن الله.
قطب حسن جبينه ثم رد عليها بعدم فهم :
_يلا ايه؟!!
رد عليه رنيم بغيظ :
_شيل الطرحه من وشي ،مفيش رومانسيه ابدا ،اووف؟
انتبه حسن اخيرا لما تريده فابعد الحجاب عن وجهها وما ان رأها حتي اعجب بها بشده ،فقد كان تلك الطفله اليوم انثي بكل ما تحمله من معني فقد ابدعت خبيره التجميل بتجميلها ،فاقترب منها حسن ثم قبل جبينها قائلا بخفوت:
_مبروك يا احلي عروسه في الدنيا.
لم تصدق رنيم ما تسمعه منه فردت عليه بخجل:
_الله يبارك فيك يا حبيبي .
صمتت رنيم قليلا ثم قالت بسعاده :
_حسن انا فرحانه اوي اوي النهارده ،وانت ؟
امسكها حسن من كتفيها ثم رد عليها بحنان:
_طبعا فرحان حد يبقا معاه القمر ده وما يبقاش فرحان.
احتضنته رنيم بشده بعد جملته بينما لم يمانع حسن تلك المره فهي الان اصبحت زوجته علي سنه الله ورسوله ،لذلك شدد من احتضانها وهو يضحك علي تلك الطفله الكبيره .
………………………………
بينما علي الجانب الاخر لم تكن الاجواء كتلك التي بين حسن ورنيم ،بل دلف فارس بخطوات جاده وملامحه لا تدل سوي علي الجمود ،بينما جلست فرح بجانب حلا التي رفضت ان تخرج وتتركها مع ذلك الحيوان الادمي كما تتطلق عليه دائما رغم اصرار حلا ان تخرج لانها ببساطه تخشي منه مثلها .
كانت فرح تعطيه ظهرها وما ان سمعت خطواته حتي التفتت تلقائيا اليه هي وحلا ،بينما ما ان رآها هو حتي تسمر مكانه فقد كانت فرح جميله بحق الليله كانت تشبه الاميرات ،ثم تلقائيا تفحص فستانها الكبير فقد كانت فرح ترتدي فستانا ابيضا متسع كثيرا حيث يضيق من عند الخصر ثم ينزل باتساع وفوقه طبقه من الشيفون المزخرف ،وكان ترتدي حجابا ابيض من الشيفون فاكتمل جمالها به ..
انتبه فارس بعد مده ليست بالقصيره اليها وعاد الي جديته ،ثم نظر الي حلا وقال بتهكم :
_ازيك يا حلا هانم ولا اقول يا مدام ما انتي قرطستينا كلنا واتجوزتي من ورانا.
شهقت فرح تاقائيا مما يقوله بينما انتفضت حلا مما يقوله وخشيت بشده فردت عليه بارتباك:
_انا..اا..انا.
ابتسم فارس بسخريه ثم قاطعها ببرود :
_ششش مش عاوز اسمع حاجه انا عارف عمي هيعرف يربيكي من تاني ،لكن انتي تعرفي الهانم دي من فين؟!
كادت حلا ان تبكي من طريقته في الحديث ولكن تدخلت فرح وهي تقول له بغضب :
_انت بتكلمها كده ليه؟
نظر اليها فارس نظرات قاتله ثم حذرها بتهديد:
_انتي تخرسي خالص وما سمعش صوتك ابدا ،فاهمه.
اغتاظت فرح منه كثيرا بينما همت حلا لتخرج ولكن قاطعها فارس مجددا ببروده المعتاد:
_علي فين يا هانم عمي قالي لازم اخلي بالك منك لاحسن تتخطفي تاني ولا حاجه.
اومأت حلا بخنوع بينما القي الي فرح بجمود ثم قال بتهكم :
_يلا يا عروسه ولا عجبتك القعده هنا.
نظر الفتاتين الي بعضهما بزهول من وقاحته وعنجهيته ،وفجأه جذب فرح من زراعها بقوه لتتمسك به كزوجين سعيدين ،بينما سارت حلا خلفهم بصدمه وهي تقول بهمس:
_بني ادم همجي بصحيح ،يا تري ايه اللي وقعك معاه يا فرح؟
______________
في احدي قاعات الافراح الشهيره ،،،
جلس حسن بجانب رنيم التي لم تتوقف عن الثرثره بينما كان حسن صبورا كثيرا معها عندما شاهد فرحتها بالرغم انه كان متضايق كثيرا من تلك الاجواء الصاخبه فهو عاده يحب ان يستمتع بالهدوء ،لكن لا يريد ان يعكر صفو فرحتها .
لكن بالطبع عند فارس وفرح يختلف الامر كثير فقد كان يجلس بجانبها واضعا قدما علي الاخري بعنجيه ولم يوجه لها ادني كلمه وكذلك فعلت هي الاخري فقد كانت لا تطيق الجلوس معه .
وبعد دقائق كان يقبل عليه الطبيب عمار بابتسامته البشوشه ليبارك له فمد يده ليصافحه قائلا بود :
_الف مبروك يا حضره الظابط .
نظر له فارس وارتبك عندما شاهده فوسع رابطه عنقه قليلا ليستطيع التنفس ثم صافحه سريعا وهو يقول بجمود :
_شكرا .
انزل عمار بصره ارضا وهو يقول لفرح بهدوء:
_مبروك يا مدام .
رد عليه فرح مباركته سريعا بينما لم ينكر فارس انه اعجب بشده به عندما لم يرفع عينيه علي زوجته ،فجاء حسن عند شاهده ثم قال بابتسمه:
_هو ده يبقا صاحبي يا فارس الدكتور عمار .
اومأ فارس برأسه وابتسامه باهته ارتسمت علي ملامحه ولكنه ابتسم ،بينما قال له عمار بود:
_ويشرفني جدا يا فارس بيه اننا نبقا اصدقاء.
تنهد فارس كثيرا وتخيله للحظه صديقه امامه فقال مسرعا :
_طبعا يا عمار.
تعجب كل من حسن وعمار مما يقوله ،بينما ادرك فارس ما تفوه به ولكن كان قد فات الاوان فاحتضنه عمار ثم قال له بابتسامه :
_يبقا اتفقنا يا فارس .
فهم حسن انه لم يريد عمار ان يترك له الفرصه ليعترض بينما فارس ظل علي حاله لم يحتضنه مما جعل فرح تتعجب منه ولكن ظنته ان يتكبر عليه كعادته فلم تلقي بالا له..
بينما كان سيف علي طاوله منغرده ومعه عائلته بينما كانت حلا تصفق بيدها بسعاده وهي تنظر الي صديقاتها كما انها تحب تلك الاجوأء بشده ،فابتسمت منه لرؤيتها سعيده هكذا ،ولكن بالطبع لن تدوم بسعادتها برؤيه الجميع ادم يدخل بهيبته التي لا تليق الا به ومعه امير وضابط الشرطه وخلفهم قوه من رجال الشرطه
توقفت الموسيقي والتقت الجميع اليهم يتهامسون فيما بينهم عن كنيه هؤلاء لماذا اتوا الي حفل الزقاف،
بينما انتفضت حلا مكانها ما ان رأت أدم امامها وتبدو علي هيئته الوحشيه وهي يرمقها بنظرات شرسه ،فاختبأت تلقائيا خلف والدها حيث تمسكت بجاكيت بدلته من الخلف كالطفل الصغير ،بينما غضب سيف كثيرا من مجيئه وهتف بحده:
_انت ايه اللي جابك هنا اخرج بره القاعه فورا قبل ما ابلغ عنك الشرطه.
ابتسم أدم بسخريه ثم رد عليه ببرود رغم ما بداخله من ثوره عارمه ورغبته في قتلها علي ما فعلته ولكن بالنهايه لم يطاوعه قلبه الذي وقع اسيرا لعشقها :
_انا همشي يا سيف بيه بس ومراتي معايا.