رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل العشرون بقلم لادو غنيم
فـى لحظة الهواء المنعش بـلذة الأمان_هـبت عاصفه قدريه أزالة النبض من الجذور'جـعلتنا أجساد من دوان قلوب'عادة بنا لمهد القاء'و'كاننا عُدنا غرباء'لم نتقابل يوماً'تحطمت أسوار بنيناها بـمشاعر الأحتواء حتى تناثرة بـالهواء'فَصبحنا من جديد عُراه'
ـــــــــــ🎸✍🏻
اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺»
"
جواد" يا "جواد" سرحت فى إيه كل دا عشان قولتلك تـقولى كلام حـلو'؟!
عاتبتهُ "ريحانه" بـاستفسارً فحرك جفونهُ بانتباه'فُكل ما حدث مُنذ قليل كانَ مُجرد مقتطفات هيئها عقلهُ'فـهو لم يُغنى لها'و'لم يـقول أشعارً'حتى'نـهى'لـم تأتى إليه بعد فقد كانت مازالت عـند بوابة القصر تلوح لهُ ليُدخلها'
"جواد" قـولى كلام حلو بقى كفايه سرَحان'!
نـهض بـرسميه بَحته قائلاً:
قـولتلك ماليش فـى الجو ده'يلا قـومى على أوضتك'
أمرها بـجفاء'و'سارَ إلى البوابه'حـيث الحارس الذي يمنع"نـهى"من العبور'فـوقف "جواد" بأمراً جاف'
سيبها'
دخلت إليه سريعاً بـلهفه:
جواد "مالك يا حبيبي إيه اللي جرالك'؟
هـتفَ بـجمود:
إيه اللى جابك'و'عـرفتى مكانى إزاي'؟!
رفعت حاجبها بـحنق:
و'إنتَ مكُنتش عايز تشوفنى تانى'و'لا إيه'؟ و'بعدين
كده تـمشي من الصعيد'و'تسيبنى من غير ما تـقولى'؟
هتفَ بصرامه:
نـهى" سؤالى واضح عـرفتى مكانِى منين'؟!
"نـهى" بـجديه'
اللى يسأل ما يتوهش يا "جواد" و'بعدين إنتَ ناسى إنى مراتك'و'لا إيه'؟!
مراتك'؟!
هـكذا طرحت عليهُم "ريحانه" سؤالها الـقابض لقلبها'
فـتنهدت"نـهى"بـتحدي:
أيوه يا حبيبتى مراتُه عندك مانع'؟
رمقها"جواد"بـصرامه:
"نـهـــى"مسمعش صوتك'و'إنتِ مش قولتلك تـطلعى على أوضتك'إيه اللي جابك'؟!
مشاعر الأمان'و'الإحتواء التى كانت تشعر بها تناثرت بـالهواء مثل ذرات الغبار'مما جـعلها تـكبت نبضها الباكـى مُدعيه الصلابه:
إعتبرنى مجتش'و'عـلى العموم مـبروك مكنتش أعرف إنك مـتجوز'يا حـضرة الظابط'!
قالت ما لديها'و'همت بالذهاب للداخل تاركَه إياه يـناظر الأخرى بصرامه:
بالله لـو ماقولتى مين اللي قالك على مكانى لهـكون رامى عليكِ اليمين'و'طردك' إنطقى يابت'؟!
تلبكت بـخوفً:
لاء طلاق إيه'؟ بصراحه كده الست" معالى"هـى اللى إدتنى العنوان'و'قالتلى أجى'؟
إتسع بؤبؤ عينيه بـستيعاب:
و'هـى الست "معالى" تـعرفك عشان تديكى العنوان'؟
تلبكت أكثر بقولاً:
بصراحه اه'؟ الست "معالى" عـارفه إننا متجوزين'
ركضت الصدمات خلف بعضها'فـقالَ بـتعجُب بغيض بـعدما أمسك بـمنتصف ذراعها بـشراسه:
عارفه: إننا متجوزين'!! إزاي إنطقى'؟
بلعت لعابها بـرتجاف:
هـقولك'بصراحه كده الست "معالى" هـى اللى رمتنى في طريقك عشان تتجوزنى'؟
دبت الصدمه بـصميم قـلبهِ فـتجحظت معالمهِ بـاشتباه بـغيض:
يعنى مرات عمى هى اللي صلتطك عليا عشان أتجوزك'؟
أيوه'الست "معالى" قابلتنى من حوالى ست شهور فـى السوق مكان مكنت بشتغل بياعه فـى محل الملابس الحريمى'و'ضربت معايا صحوبيه'و'جاتلى بيتى كتير'و'كانت دائماً بتفرجنى على صورك'لحد لما قالتلى إنى شبه واحده كُنت تعرفها'و'طلبت منىِ أتعرف عليك بـ أي طريقه'و'أحاول أخليك تحبنى'و'تتجوزنى'. و'ده اللى حصل رميت نفسى قُدام عربيتك عشان أتعرف عليك''
ترك ذراعها بـاسترخاء الـحنق قائلاً بـسؤال:
و هى بقى كانت عارفه إنى إتجوزتك عرفى'؟
أيوه'_أنا قولتلها ساعتها إنك. عاوز تتجوزنى عُرفى للتسليه'! و هى رحبت و قالتلى ومالهُ بكره يحبك'و'العُرفى يبقى رسمى'
أقوالها المنشوده بـعزف أقدار الغدر كانت كـالأوتار السامه تـلوث عروقهِ':
ايه المقابل لخدمتك العظيمه دي'اكيد خدتى مقابل لعبتك'
إقتربت منهِ خطوه'و'إحتضنت وجنتهُ اليُسرى'تقول بـنعومه:
بصراحه الأول كانت عارضه عليا فـلوس'بس لما بقيت مراتك'و'معاك'مخدتش، منها حاجه عشان حبيتك'إنتَ سيد الرجاله كُلها'و'فلوس الدنيا كلها ما تسويش لحظه أعيشها جنبك' خلينى جنبك أنا ماليش غيرك حتى لو هابقى خدامه عندك'
لم يتقبل معظم ما تـفوهت بهِ'و'أشاح يدهَا عنهُ قـائلاً بـامراً:
و'هـو أنا بردو أقبل إن مراتِ تكون خدامه'إنتِ هتدخلى البيت بصفتك مراتِ'لكن مـرات عـمى'متعرفش أي حاجه من اللى حكيتيهالى دلوقتي'متعرفش إنك حكتيلي أي حاجة'فاهمه'و'لا مش فاهمه'؟
شقت البسمه فمها بـسعاده:
من عيونى يا عيونى' أفهم من كلامك إنك هتعقد عليا رسمى'؟
محدش يعرف إنك مراتِ عُرفى'اللي هيسأل هـنقول إنى متجوزك رسمى'! حتى مرات عمى لو سألتك هـتقوليلها إنى كتبت عليكِ رسمى قبل ما أجى من الصعيد'! أما بقى موضوع إنى أتجوزك رسمى فـده لسه مجاش اوان قرارهُ'
هعمل كُل اللى تأمرنى بيه المُهم إنى أبقى معاك'
تنهد باسترخاء التوعد لشن حرباً لم تكُن بـالحُسبان'
و'بـعد دقائق معدوده كانَ يـقف برفقتها أمام أفراد عائلتهُ الجالسين حول طاولة العشاء'يناظرنهُ بـاستفهام لـون وجههم'بعدما أخبرهُم بـهويتها:
مالكُم مش سامع حد بيقول حاجه يعنى'؟
تنهدت "بهيه" بـجديه:
هنقول إيه يا "جواد" مفيش حاجه تتقال بـعد ما قـولت إنها مراتك'!!
رمقتهُ"نسمه"بتساؤل:
و'ياترى بقى"ريحانه"عارفه إنك متجوز'؟
أيوه عـرفت'
هتفت بـوقاحه:
و'مدام حضرتك جامد قوى كدا ما بتدهاش ليه حـقوقها'؟و'لا "جواد"بيه متبرمج للست"نهى"بس'؟
تجحظت عينيه بـحنقاً:
إحترمى نـفسك'و'ما تدخليش فـى اللى ما لكيش،فـيه'
"بـهيه"بـحده:
"نسمه"ماتدخليش،فـى الموضوع'
"فوزى "بـجديه:
محدش يدَخل فـى حياة حد: و: أنتَ يا" جواد"طبعاً محدش يقدر يعارضك أنتَ أضرى بـمصلحتك'لكن
يا تره هـتعرف تعدل بينهُم'
تنهدا بـرسميه:
دى حاجه بقا ترجعلى يا عـمى'! وي على العموم أنا حبيت أعرفكم بيها'عشان هتقيم معانا من النهارده'
كفى من الحديث معهُم'و'فـتنهدة "بـهيه" بـرسميه واقفهَ بـشموخ:
تعالى معايا أوريكـى أوضتك'اظن أنها هتقيم فـى أوضة منفصله عـن "ريحانه"
نـهضت نـسمه بـستياء:
طبعاً عشان سي السيد يبقى من هنا لهنا براحتهُ'!
"جواد" بـرسميه بحته:
لأخر مره هـقول هالك خليكى فـى حالك عشان المره الجايه مش هعمل حساب للقرابه اللى بنا'؟
زمجرة "نسمه"
هتعملى إيه يعنى هتضربنى'؟
هتفَ بـنفعال:
أتمنى أنك متوصلنيش لكدا'؟
فزعَ"فوزى"بـنفعال:
مالكُم أنتُ نسيتوا أننا موجودين بتعلُه صوتكُم على بعض فـى وجودنا إيه مفيش أحترام للكُبار'!!
كبتَ "جواد" مخزون انفعالهُ ببعض الثبات فتدخلت "بهيه"لتهدئة الأجواء:
حقك عليا يا"جواد"نسمه منفعله لأنها بتحب"ريحانه"لكنها متقدرش ترفع صوتها عليك دأنتَ فـى مقام أخوها الكبير'و
'وي أنتِ يا "نـهى" تعالى معايا أوريكـى أوضتك'؟
فضت الإشتباك'و'صعدة "نسمه لغرفتها'و'صارة" نهى"برفقة "بهيه" لتتعرف على غرفتها التى ستقيم بها'
ـــــــــــ»📌
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 🌼للتذكره🌿»
"
أما بـغرفة "ريحانه" بعد دقائق من مكوثها بـمفردها شاردَ بـامر زيجتهِ'وجدت"نهى"تـقتحم عليها الغرفه دونا إستاذن بعدما عرفت الغرفه من" بـهيه"
"أوضتك حلوه بس أوضتى أنا أحلى'و'على فكره أوضتى لإزقه فـى أوضتك'بس متقلقيش مش هعمل صوت يضايقك'و'أنا معا حبيبى" جواد"
هكذا حدثتها بـكيد الزوجات'فـستقبلت الكلمات برفض لإذنيها'و'كأنَ لم يمر شيئاً على مسمعها'و'قالت بـجفاء بعدما وقفت:
براحتك مش فارقلى'؟
رفعت حاجيبها الإيسر بـجفاء:
بـقولك إيه يابت أنتِ لو مفكره أن حسوكتك دى هتخلينى أهدى العب معاكِ'و'سيبلك "جواد" تبقى غلطانه'! "جواد" جوزى وي هيفضل معايا'وي بيحبنى أنا فاهمه'و'الا القطه لسه صغيره على الفهم'؟؛
أزاحت خصلات شعرها البُنى خلف أذنها'بـعدم اهتمام لكُل ما قيل:
لـو خصلتى كلام أطلعى بره عاوزه أنام'؟
ضمت يداها أسفل نهديها'تـقولا لها بـبسمة أنوثى:
أيوه شاطره نامى عشان"جواد"هينام النهارده فى أوضتى'و'بـقولك إيه حطى قطن فى ودانك عشان متسمعيش صوتنا'؟
كانت تحاول بقدر الأمكان تفادى كلماتها السامه لـقلبها'حـتى ذادت جـرعة سمومها بتلك الكلمات القاسيه:
هـى بقى ست الحلوين عارفه أن "جواد" سابها لليلة فرحها وجه قضى دخلته معايا و نام في حضنى'بدل ما ينام فـى حضنها'؟
تصادمة مشاعرها ببعضها ليكونُه هجين منكسراً:
جواد"جالك لليلة فرحنا نام عندك'
إتسعت عينيها بوقاحة الأجابه:
أسمها'نـام_فى حضنى'و'معايا'؟ مش نام عندي'
بتلك الحظه الحاسمه'دخلا "جواد" فتبسمت "نهى" بدلعً أثناء خروجها'
متنساش تجيلي أوضتى أنتَ وحشنى أوي'هستناك'و'هلبسلك القميص الأحمر اللي بتحبه عليا متتاخرش عليا يا عيونى'
أغلقت الباب خلفها'بعدما إشعلت الأمر بينهُما' 'فـقتربَ"جواد"من "ريحانه"بـرسميه قائلاً:
" نـهى"هتعيش معانا بصفتها مراتِ'! زي مانتِ مراتِ'و'عايشه معايا'!
رسمت ملامحها بـسمة مشتته تجمع بين القوه'و'الإنكسار'الضعف'و'الصمود'الدموع المرهقه بالقـهر'و'جفون تابه الأعتراف بتلك الدموع المسجونه بمقلتيها'أما قلبها فكانَ فى حاله من أنفصام النبض ينبض بـلهفه ممتزجه بـالحزن معا الضياع'برفقتهم الـخذلان'و'التجاهُل'تصارعت جميع تلك المقتنيات الوجهيا'و'القلبيه'ببحه صُلبه'تنتمى لـفئة البكاء المنيع:
لاء عندك أنا مش مراتك'أحنا كُل اللى بنا ورقه مش متسجله القانون مش معترف بيها يا حضرة الظابط'؟ ورقه مدتها شهرين'وي بعد الشهرين الورقه هـتتقطع وي كُل واحد هيروح من طريق'؟
صفعتهُ بـحديثها الناضج بـكبرياء أنثى تلاشة مشاعرها معا الهواء فـى أول منعطف انحدار قدري لعلاقه مُحرمه عليها'فـضيق مقلتيه بـشك الجفاء:
وي هى بقى السنيوره "ريحانه" لما تطلق هتروح فين'لـياسر'والا هـتدور على راجل تالت'!
زمت فمها بـزمجرة صاحبتها بحه منخفضه:
"ياسر"اللى بتتكلم عنُه دا أحسن منك على الأقل كان صريح معايا من أول يوم'مش زيك كداب'وي بتاع بنات'رحاب وي نهى وي يعالم في مين تانى'فى قايمة" حضرة الظابط "جواد بيه الهلالى" تعرف أنا كُنت بحس معاك بـى الأمان بس فى الحظه اللى واقفه فيها قدامك دلوقتي الأمان مش موجود حسه بـالخوف معاك'و'بقيت متاكده أن أمانى معا "ياسر" وي بس؟؛
بالله لوله إنى عارف حالتك'و'سبب زعلك كُنت ربيتك على مدحك فى راجل غير جوزك'؟
فرت دموعها ببسمه ساخره:
ااه قصدك حالتى المجنونه "ريحانه" العاقله'وي "ريحانه" الطفله العبيطه'أقولك على حاجه "ريحانه" الطفله حياتها أحلى بكتير منى عارف ليه عشان العالم بتاعها مفهوش كدب'وي خداع عالم نقى كُله دفئ وي أحتواء'أنا بحس بيها وي بشوفها وي أنا جواها'_بس بعد كدا مش هـزعل عارف ليه عشان هـى أحسن منى'بس يا خساره مش هقدر أعيش جواها تانى لأنى فوقت منها لما شوفتك بتضرب بـالنار صدمة خوفى عليك كانت السبب فى أنى خفيت من صدمة موت أمى على أيد أبويا'!؟
بـس لاء مش هتخلى عنها خالص وي مهما حاولت تختفى هرجعها تانى لأنى بلقى أمانى معاها'
لمسَ مقدار أوجاعها ورئها تتغير أمام عينيه من وجه ملئ بـالنضج لوجه عابث بـطفوليه لم يفهم ما الذي يحدث هل شفيت تماماً من مرضها'وي تدعى الأن الأنفصام' أما أنها حقاً مازالت مريضه'ولم تتخلص من أزمتها'خـصيصاً عندما هتفت بـعفويه:
"جواد" مال دراعك أنتَ متعور'؟
قطب جبهتهُ بشكاً:
ااه متعور لما كنَا بنجرى من الحراميه'؟
إتسعت بؤبؤهُ بـذهول طفولى:
حراميه يالهوى امتا'؟
أقتربَ منها خطوه'و'حتضن خصرها بيدهِ المتعافيه'و'قـربها إليه حتى اتحدا بجسداً واحد'ثمَ نـظرا داخل بؤبؤهَ الشمسى ناطقاّ بـطلبً لـيمحى شكوكهِ:
متشغليش بالك: المهم أننا لوحدينا'و'الليل بتاعنا'وي بصراحه كدا أنتِ عجبانى وي نويت نقضى أول لليله لينا سوا'تعالى بقى عشان أعملك الحاجات الوحشه'