رواية من نبض الوجع عشت غرامي الجزء التاني 2 الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم فاطيما يوسف
بسم_الله_الرحمن_الرحيم
#لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ #قدير
#البارت_الثامن_والعشرون
#بغرامها_متيم
#الجزء_الثاني
#من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
#فاطيما_يوسف
حبايبي الحلوين وحشتوني قوي قوي وحشتني ريفيوهاتكم وكلامكم الجميل والروايه واحدثها كمان وحشتني معلش غبت عنكم اسبوع بحاله غصب عني والله المهم اني رجعت لكم باحداث كتير لقيت ان الفصل داخل على العشر آلاف فقسمته على جزئين عشان تعرفوا اني راجعه لكم باحداث جامده وتقيله وراضيتكم بفصلين مش بفصل واحد يا ريت واتمنى منكم تفاعل على الفصول علشان بجد لو ما لقيتش تفاعل هزعل قوي عشان انا تعبت في الفصلين دول قوي واسيبكم بقى مع البارت قراءه ممتعه حبيباتي 🥰🥰
كيفك يا أم الزين والله ليكي وحشة .
كان جاسر قد أتى بالفاكهة ثم صعد إلى السلالم ولكن رأى ذاك العامر يقف مع مها رآهم من بعيد ولكن وجد حالهم متسمرا مكانه ولم يعرف ما السبب وهو يستمع الى حديثهم ويحلل نظراتهم ،
لتقول مها بنظرات جامدة فهي امرأة متزوجة من رجل عاشقاً لها :
ــ الحمد لله في نعمة وفضل من الله.
سألها عن حالها مع زوجها وكيف يعاملها :
ــ كيف أحوالك مع جوزك بيعاملك زين وعوضك عن معاملة أخويا ليكي وشفتي معاه اللي اتحرمتي منيه ولا ايه ؟
لم يتحمل جاسر الوقوف والاستماع إليهم ونيـ.ـران الغيرة تنهش به ولكنه تحامل على حاله كي يسمع ردها الذي أبهره:
ــ له جاسر جوزي حاجة يعتبر مش موجودة في صنف الرجالة دلوك كنت قربت أفتكر إنهم انقرضوا بس الحمد لله ربنا هيحبني قووي ورزقني براجل حنين وهيحبني وأني كمان هعشقه وتقريباً محبتش راجل قبله في حياتي .
تلون وجه عامر بالسواد وهو يشعر بالخيبة للمرة الألف وهي تجيبه بذاك التأكيد عن عشقها لزوجها وبالرغم من أنه يعتبرها كأخت له الآن إلا أنه لم ينسى لقاه بها للمرة الواحدة وداخله يؤكد له أنه لن يتقابل مع امرأة كمثلها ويشعر بما شعر به معها في أحضانها المعطاء ليقول بدعاء:
ــ ربنا يبارك لك فيه ،
وأكمل وهو يقوم بعزيمتها هي الأخرى :
ــ أني كنت جاي أعزم الخالة ماجدة على فرحي وكويس إني قابلتك أتمنى تجيبي جوزك وتحضري الفرح علشان أتونس وأتشرف بيكم أختي والخالة ماجدة زي أمي .
قبل أن ترد على عزيمته ظهر جاسر من العدم وهو يلقي بسلام فاتر ويحتضن مها تحت ذراعه وهو يرد على عزيمته :
ــ مبروك ، بس من الأصول انك لما تاجي تعزم على فرحك توبقى تعزم الرجالة وهما هيبلغوا أهل بيتهم ولا سفرك بعيد في بلاد الغرب نستك عوايدنا عاد ؟
تصبغ وجهه بحمرة الخجل من تأنيب جاسر المحق به لينطق باعتذار :
ــ له ولا نسيت ولا حاجة عنديك حق بس كل الحكاية حوصلت صدفة وأتمنى انك تجيب الجماعة وتاجوا الفرح ، عن اذنكم .
ألقى كلماته سريعاً وهبط الأدراج متعجلاً وقد قرر أن ينفض عن عقله ما حدث ولا يترك للماضي فرصة إفساد فرحته عليه وذهب كي يكمل استعداده لحفل زفافه ،
أما جاسر فور هبوطه تبدلت ملامحه إلى جمود وهو يترك احتضانها ويبعد عنها مشيراً بيديه إلى ليهتف بنبرة أشبه للجليد:
ــ اتفضلي ادخلي .
ارتعب داخلها من نبرته ودلفت إلى الداخل معه وقلبها ينبض قلقاً من نظراته ونبرته الجامدة معها ،
بعد جلوسهم أكثر من ساعتين وطيلة ذاك الوقت كان يمسك هاتفه منشغلاً به ولم يتحدث معهم كثيراً مما استدعى قلق ماجدة فسألت ابنتها واستغلت قيامه للرد على الهاتف :
ــ بقولك ايه يابتي انتوا زعلانين إنتي وجوزك ولا في بيناتكم حاجة عفشة لاسمح الله ؟
ابتلعت مها ريقها بصعوبة وهي تنحي نظرها جانباً وأجابت والدتها بنفي :
ــ له يا أمي مفيش حاجة احنا زين الحمد لله بس هو جاي من المحكمة النهاردة تعبان وجينا على اهنه طوالي وملحقش يستريح .
لم تصدقها في تبريرها ثم سألتها بمغزى :
ــ هو انتو قابلتوا سلفك وانتو طالعين ولا حاجة ؟
كادت أن تجيبها إلا أن ذاك الجاسر الماكر أتى من العدم وهو يجيبها بنظرات مبهمة غير مفهومة :
ــ مبقاش سلفها يا خالة ماجدة ولا له علاقة بيها هو قابلنا وعزمنا لكن احنا معلَش هنعتذر عن مرواح الفرح دي ،
ثم أكمل وهو يشير إلى مها التي أيقنت الآن بوجود خطب ما من تغيره طيلة جلستهم وصمته الكثير وهو يستأذن لكي يغادروا:
ــ مش يالا يامها علشان عندي مرافعة مهمة بكرة وهروح أشتغل عليها .
لامت ماجدة حالها على تلك الكلمة التي اعتاد عليها لسانها نطقها وهي تعتذر له :
ــ معلش ماتآخذنيش ياجاسر يابني الكلمة دي على لساني سنين ،
واسترسلت حديثها وهي تطلب منه أن لا يغادروا مبكراً فهي لم تشبع من ابنتها:
ــ ما لسة بدري يابني أني جهزت الوكل وقلت هتتعشوا وياي بدل ما أني هتعشي لحالي كل يوم العشا لسة مدنَتش .
هنا تحدثت مها كي ترفع خجل الرفض عنه فهي الآن أيقنت أنه يغلي من داخله لتقول برفض مهذب :
ــ معلش يا أمي هنضطر نمشي لأنك عاملة لحمة وانتي عارفاني مش بقدر حتى أشم ريحتها وأني حامل ، خليها مرة تانية وكمان حاسة إني عايزة أنام ومش قادرة أقعد من الدوخة.
ربتت ماجدة على ظهرها ثم رددت بحنو :
ــ ماشي ياحبيبتي ربنا يقومك بالسلامة يارب ويهون عليكي حبلك .
ابتسمت لها ثم ودعاها وغادرو المكان وطيلة الطريق لم يتحدثوا مهما حاولت جذب الحديث معها يحاول إغلاق الحديث معها وما إن وصلا إلى منزلهم وأبدلا ملابسهم حتى قال هو بنفس الجمود :
ــ أني رايح على مكتبي هشوف شغلي .
سألته بنبرة حزينة :
ــ طب مش هنتعشى يا جاسر مع بعض زي كل يوم ؟
أجابها باقتضاب وهو يعطيها ظهره :
ــ مليش نفس اتعشي إنتي ونامي متستننيش عندي شغل كتير.
أمسكته من يده وهي تجبره على الوقوف فنفخ بضيق فكلمة عامر ونعته بوحشتها له اخترقت قلبه فهو لم يطيق أن يسمعها أحدهم أي كلمة ولكن لم يريد أن يتحدث في ساعة غضب وهو معمي من الغيرة لتردد هي بنبرة خافتة يملؤها الحزن :
ــ مالك يا جاسر حساك متغير وفيه حاجة مضيقاك مني هو أني عميلت حاجة زعلتك مني بدون ما اقصد ؟
حينما اخترقت أذناه نبرتها الحزينة ورجاؤها أن يتحدث معها حتى رق قلبه لأجلها ولكن ما زالت الغيرة مسيطرة عليه فوجه أنظاره إليها ويتعمق النظر داخل عينيها متسائلا ايه بنبره جامده رغما عنه:
ــ هو عامر دي كان واخد عليكي قوي لدرجة انه يقول لك ليكي وحشه وهو عارف انك متجوَزة دلوك وعلى ذمة راجل ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وعينيها زاغت من استفساره ولكن استدعت الهدوء كي لا يظهر على معالمها التوتر وأجابته بتفهم وهي تراعي غيرته كرجل عاشق لامراته :
ــ انا حكيت لك قبل سابق اني اتجوزت مجدي وهو كان لساتَه صغير فكان واخد علي وقتها فطبيعي لسانه كل ما هيشوفني هيتكلم وياي بالطريقة اللي كان واخد عليها معايا بس اني صديتَه في الكلام ورديت عليه بحدود قوي واكيد سمعت ردي فليه ننكد على نفسنا وندخل في حوارات تخلينا زعلانين ويا بعض .
ما زالت الغيرة تنهش في جسده من ذاك العامر بالتحديد وخاصة أنه رأى نظراته لها ،
كم كان يود أن يفتك به ولكن لا يريد أن يلفت انتباه الجيران إليهم ولا أن يفتعل مشكلاً يسبب بينه وبين مها أي عراك فأمرها بتعقل :
ــ طب في حاجة مهمة حبيت نتفق عليها علشان ما يحصلش زعل مرة تانية حابب لما تشوفيه في مكان تعملي كانك ما تعرفيهوش وياريت والدتك تبلغه ينسى اني كنتي مرت اخوه في يوم من الايام ويراعي انك ست متجوَزة ولا يسلم حتى عليكي ،
اني راجل هغير على اهل بيتي ومهحبش اي حد يبص لهم سواء كان بينهم عيش وملح قبل سابق .
احتضنت كتفيه بعشق يتوغل صدرها لذاك الجاسر والذي يزداد يوماً بعد يومٍ في قلبها له فهو يشعرها دائما أنها ملكة وتاجها على رأسه،
يشعرها دائماً بأنها مميزة وذات اهتمام بالنسبة له، كم كانت تفتقد كل تلك الأحاسيس قبل ذلك ولم تتخيل أنها ستعيش تلك المواقف في يوم من الأيام بأن حبيبها وزوجها سيغار عليها بتلك الدرجة لتؤكد له كي تريح أعصابه وتجعله يهدأ وهي توعده بصدق :
ــ حاضر طبعا وبدون مناقشة كماني وحقك إنك تغير علي ودب شيء يبسطني مش يخليني ازعل واعمل مشكلة هقول لماما تقول له بعد اكده لما يشوفني في أي مكان ما يكلمنيش وما يحاولش يبين إنه يعرفني أصلا ولا تزعل نفسك يا سيدي ،
واسترسلت حديثها وهي تحتضن وجنتيه وتتحسسهم برفق راق له وهي تترجاه بدلال:
ــ طب ايه بقى مش هتتعشى معاي انت عارف اني مهعرفش اكل لوحدي ولا احط لقمة في بوقي الا لما تكون جاري وهوكلك بيدي وكمان علشان ابننا يحس بوجودنا احنا الاتنين جار بعضنا .
ما كان منه إلا أنه استجاب لدلالها فهو رجل عاشق لامراته المدللة عليه فوضع كف يده على كف يدها التي تحتضن وجنتيه وهو يقبلهم بوله ناطقاً بطاعة عمياء لتلك التي تملكته بأكمله :
ــ حاضر يا ستي عينينا لأم الزين وابنها او بنتها ما نقدرش نزعلهم واصل ، جهزي الوكل عقبال ما اراجع ملف القضية وناجي نتعشى ويا بعض ،
وتابع حديثه وهو يبتسم لها ليتعمق النظر في ملامحها الجميلة مداعباً إياها :
ــ وبعدين نرجع نطبطب على النونو وأم النونو وكمان أبو النونو يدلع شوية عاد ولا أبو النونو ملهش نصيب في الدلع .
ابتسمت بدلال ونعومة أثارته وهي تدلك وجنته برفق لتقول بهمس أثاره :
ــ دي من عنينا للمتر أني النهاردة مزاجي رايق والدوخة حساها نسياني النهاردة وهروقك وهبسطك وهدلعك أخر دلع .
غمز لها بإحدى عينيه وقد أعجب بشدة بدلالها المفرط عليه :
ــ بس براحة عليا يا بطل علشان أني مش قدك يا أم الزين .
اقتربت منه أكثر لتقول له بدلال زائد وهي تمط شفاها للأمام بحركة منها أذابته وكأنها قاصدة أن تفقده أعصابه في اقترابها وأهلكت حصونة المنيعة وقد انقلبت لحظات عتابهم الحزين إلى لحظات من الهيام والغرام بفضل احتوائها لغيرته كم كانت امرأة ذكية بدرجة كبيرة ولم تثور عليه لأجل غيرته :
ــ ده احنا من عنينا ياسيدي أنا .
ابتلعت لعابه من دلالها وهو يقترب منها :
ــ أني هقول إيه بلا أوراق بلا عشا بلا يحزنون وتعالى بقي نقول بسم الله ونبدأ الجهاد الشاق اللي هيرطب على الواحد .
ابتعدت عنه وقد قرأت الرغبة الشديدة في عينيه وهي تردد بمشاغبة اكتسبتها منه :
ــ له اني جعانة متوبقاش حامي اكده علطول اتقل شوية .
ــ طب وأني هجيب التقل دي منين ياناس وأني حداي الملبن اللي هيلين الحديد ويخليه يسيح على روحه في ثانية .
ــ تؤتؤ عايزة ناكل الاول يالا بقي عاد هتوجعني اياك علشان تشبع انت .
ــ له وأني مهيهونش علي أخدك على الحامي اكده يابطل إنتي ضعفانة من الحمل وكمان جوع نتغذي الاول علشان الصحة مطلوبة بردك .
ضحكت على طريقته في الحديث ثم خرجت وهي تتجه إلى المطبخ كي تطهى طعام العشاء في جو ملئ بالسعادة والسكينة والرحمة من عقل ذاك الجاسر واحتوائه له فهو قد وعد وأوفى فالبيوت المعمرة بالرحمة والسكينة تتبعهم المودة تجعل القلوب عامرة ولديها اكتفاء بالسعادة ومخزونا كافياً لتلقي صدمات الحياة بصدر رحب.
««««««««««««»»»»»»»»»
استطاع الحصول على رقم هاتفها بعد عدة أيام ظل يبحث عنه إلا أن وجده فهي قد استطاعت سـ.ـرقة لبه بالكامل وبالتحديد حينما قام بزيارتهم مرات ومرات مع فارس وهو يصمم على أن يذهب معه وحينما يراها يخفق قلبه بشدة لأول مرة ،
كان يجلس على تخته متحيراً وهو يفتح صفحة الواتساب الخاصة بها وهو يتردد يرسل لها أم لا ولكن لم يستطيع الإمساك على أصابعه ووجد حاله يرسل لها رسالة مشاغباً إياها كي لا يتغشم في التعارف عليها :
ــ بمسي التماسي أجدع تماسي لاحسن تقولوا ان أنا ناسي ، مسا النور والهنا على الموجودين هنا وأجمد سلام مربع للحلوين أكيد إنتي شطورة وعرفتي مين عمو الظريف خفيف الظل أبو دم خفيف اللي باعت لك الرسالة .
كانت ممسكة بهاتفها تتصفحه بعد أن أنهت مذاكرتها فانتبهت لتلك الكلمات التي أرسلت إليها قبل أن تفتح الرسالة فقد أتتها على شاشة الهاتف وهي تندهش بشدة فبعد ان أتمت قراءتها علمت بالفعل من أرسلها فوجدت حالها تفتح برنامج التروكولر وتبحث عن الرقم كي تتأكد وبالفعل قد صدقت حدسها من أن ذاك المرسل ماهو إلا أشرف ابن خال فارس فاحمرت وجنتيها خجلاً فلأول مره يرسل اليها أحدهم تلك الكلمات ولم تعرف اتفتحها ام لا وترد عليه أم تحظره ؟
ولكنها ستراه كثيراً في هذه الأيام القادمة ولو حظرته وهو يدخل منزلهم فرأتها انها ستكون قله ذوق منها وقررت أن ترد عليه في المحدود وكأنها لم تعرفه :
ــ مين الخفيف ابو دم ظريف اللي فكر نفسه محور الكون وبيبعت بثقة الكلام الأهبل وبقى موضة قديمة قوي طريقة الشقط دي .
فور أن أتته رسالتها صفق بيديه كالفائز في مسابقة وكان ردها عليه تلك النتيجة وهو يشعر بالسعادة الغامرة ليضحك على كلماتها في الرد ثم أرسل اليها هو الآخر بدعابة :
ــ والله انا واثق ان انتي عارفة انا مين يا آنسة فاطمة بس بتحبي تعملي زي البنات اللي بتحب تعمل انها مش واخدة بالها وزي ما طريقة الشقط قديمة قوي التقل كمان بقى قديم قوي فخلي البساط احمدي وندخل في الموضوع على طول يا رايق .
حقا ابتسمت من طريقته في الكلام لترد على رسالته بسخرية مصاحبة للدعابة:
ــ رايق مين والناس نايمين انت محسسني ان انت بتكلم واحد صاحبك على القهوة ،
وبعدين ايه اخلي البساط احمدي دي هو انت فاتحها على البحري بثقة قوي اكده ليه ودي أول مرة اتكلم معاك ؟
شاغبها هو الآخر:
ــ يعني عرفتي انا مين اهو وعامله نفسك من بنها طب ما تيجي سكة ودغري انا معجب يا طمطم وعايز اقدم السبت والحد معاكي واجي الخميس على طول اتقدم وبدل ما يبقى كتب كتاب بس يبقى فاتحة وكتب كتاب وعلى الله التساهيل يا باشا .
حقا كان مختلفاً بطريقته تلك في الحديث لقد جعلها تبتسم وتندهش ويخفق قلبها في آن واحد ، ثلاث شهور متضاربة من ذاك الواقع بها كما يقول لتكمل مشاغبتها :
ــ هو انت قاعد على مصطبة ترزق ولا حاجة يا سطى ومادد ايدك بتشحت عروسة ولا ايه ؟
أرسل اليها ايموشن ضحك ليعبر لها عن تأثره بمداعبتها ليكمل بنفس طريقتها ولكن لم يدون رسالته فقد أرسل اليها تسجيلاً صوتياً:
ــ اه شحات الغرام من طمطم ، ايه بقي بذمتك مش حاسة إني دايب من أول نظرة والشوق راميني في بحر عنيك يابطوط ومتحاوليش تنكري علشان انتي كلك إحساس .
استمعت إلى رسالته الصوتية وحقا أضحكها بطريقته الفكاهية التي يتحدث بها لترسل له هي الأخرى تسجيلاً وهي تضحك بصوتها الناعم على طريقته في بدئ التسجيل وتابعت بسخرية على تلك الطريقة:
ــ لااا دي انت عايز مستشفى المجانين يا هندسة روح اتعالج لسانك عايز ظبط زوايا .
رفع حاجبه باستنكار مصطنع حينما استمع الى رسالتها ليرد عليها :
ــ طب عالجيني إنتي علشان أنا اعتبرتك الطبيب والحبيب وبالنسبة لظبط الزوايا مش هنطلع برة بردو إنت الباشا مهندس بطبط على سن ورمح يعني ما فيش غيرك هيعرف يظبط الزوايا والاضلاع والمساحات خالص.
ــ طب اتكل على الله عشان مش فاضيه لك ، وبعدين انت جبت رقمي منين اصلا؟
ــ جبت رقمك منين ده سؤال تسأليه لأشرف؟
قبل ما تسألي السؤال ده ما تعرفيش انا مين ولا ايه ؟
ـــ لا والله ما اعرفش حصل لنا الرعب يا حضرة المخابر جبت الرقم منين بقى ؟
ــ من عند الله واللي عند ربنا ما بيخلصش وربك لما يريد بيسهل التساهيل مع اشرف بالذات اصلك ما تعرفيش انا فيا شيء لله .
ــ والله ! وكمان مخاوي ده انت مخك ضارب خالص وانا مش فاضية لك ؟
ــ شوفي بقى يا طمطم ما هو مبروم على مبروم ما يرولش وانا ميت في العتبة وعايز أجيب الحاج والحاجة ايه رايك بذمتك مش انا وانت نفس الكيميا رد ردي ما تتكسفيش احنا بقينا اهل ؟
ــ هههه لا ده انت فاضي بقى واني وراي مذاكرة وهم ما يتلم اتكل على الله ويا ريت تغير العتبه عشان ما ليش انا في حوارات الكلام ولا الفلفة بتاعة الشباب دي ولا دخلتك المختلفه اللي مفكرها هتبهرني ، له خالص اللي انت جاي بترسمه يا اسطى اني حافظاه وفاهماه .
أخذ نفساً عميقاً ثم قرر أن لا يضغط عليها في أول مرة يتحدث فيها معها وقرر أن يتركها كي تذاكر ليرسل إليها قلباً ويدون أسفله :
ــ نتكلم جد بقى هسيبك تذاكري عشان مش عايز أعطلك لأن أحب مراتي تبقى متفوقة زي جوزها وان شاء الله عيالنا هيبقوا زينا كده .
ــ يا نهارك ابيض انت جوزتني وخليتني اخلف عيال كمان مع السلامة يا هندسة .
تفاعل على رسالتها بايموشن ضحك ثم غادر المحادثة كي يتركها فهو قد مهد لطريقه معها وهو ما كان يحتاج أكثر من ذلك،
أما هي انتظرت أن يرد ولم تستطيع أن تفسر لما تنتظر ولكنها نفضت عن بالها سريعاً وعادت إلى مذاكرتها مرة أخرى دون أن تكترس بذاك الأشرف .
«««««««««««»»»»»»»»»»»»»
لاحظ ماهر نظرتها التائهة إلى مياه المسبح الذي أغرقها فحاول لفت انتباهها قائلاً:
ــ الجو النهاردة حلو قووي فيه نسمة برد حلوة زي ما بتحبي ولا ايه ؟
تنهدت بروح منهكة وهي تجيبه بلا مبالاة:
ــ كله بقي زي بعضه عندي مهتفرقش حر زي برد زي صيف زي شتا خلاص ربيع العمر الأخضر حداي راح وكلاته بقي سواسية في النهاية قاعدة على كرسي متحرك في مكان مبتحركش منه.
أغمض عينيه بحزن وهو يمسح على خصلات شعره كي يستدعي الثبات النفسي ليخفف عنها حزنها وهو يبثها القوة :
ــ خلاص فات الكتير مبقاش إلا القليل يا رحمتي وكلهم شهرين وهتفكي الجبس وهتوبقي زينة وربيع العمر الأخضر هيعاود تاني وتجري تحت المطر زي ما كنتي هتحبي ، ولا تيأسوا من روح الله .
دق الرعب داخلها خوفاً من أن لاتؤتي العملية ثمارها ويخيب أملها لتقول بيأس :
ــ خايفة مرجعش زي ما هتقول وخايفة العملية متنجحش صدقني وقتها شعور الانكسار جواي هيكبر لحد مايفتت كل ذرة أمل عندي .
قبلها من رأسها يبث فيها روح التفاؤل والأمل دوماً:
ــ كل ابتلاء من عند ربنا بيكون للعبد اللي هيحبه علشان ناخد جزاء الصبر عليه بحاجة عظيمة ومكافئة من ربنا وأيا كان اللي هيريده ربنا هنرضي وهنعيش وهنشوف جبر ربنا لينا ، والابتلاء بيظهر كَبير قووي اول لما نتعرَض له وبعدين هيخف مع الوقت لحد ما نتعود عليه .
نظرت له بعيناي تكسوها حمرة الدموع وهي تسأله بنبرة متشائمة انتابتها نظراً لظروفها الصحية الأخيرة وعذابها في العلاج والتمارين والجبس المحاوط لأقدامها :
ــ طب وانت هتفضل جار واحدة عاجزة لاحول ليها ولا قوة مش هتقدر تديك أبسط أمور السعادة الحقيقية للزوجين وهتتحمل العمر كلاته كمان كيف ؟
أتعبته معها حقا بتفكيرها المتشائم الذي لم ينتهي بعد ليطمئنها ويؤكد لها مراراً وتكراراً:
ــ هو أني حبيتك واتجوَزتك علشان انتي هتمشي وهتتنططي ولا علشان قلبك وشجاعتك وقوتك سكنوا قلبي ، اني حبيت فيكي شخصيتك ، شراستك ، قوة التحدي في اللي انتي عايزة توصلي له ، ما أني لو محتاج واحدة تتنطط حواليا يمين وشمال مفيش اكتر منيهم .
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تسأله :
ــ هو ليه ربنا بيبتلينا في قوتنا ليه ميسبناش أقوية طالما معملناش حاجة في حد مؤذية ؟
ابتسم لها وهو يحتضن كف يدها ليجيبها بتعقل :
ــ علشان ربنا سبحانه وتعالى مخلقناش أصلا أقويا له دي خلقنا ضعفا علشان نحتاج له في كل وقت " وخُلقَ الإنسانُ ضعيفاً" دي كلام ربنا سبحانه وتعالى خلقنا ضعفا علشان نلجأ له ونطلب منه القوة دايماً ، بس لازم يكون عندك يقين إن ربنا بيخلق مع ضعفه في عبده رحمة يا رحمة واعرفي لاااا تيقني إن ابتلاؤه للإنسان في اعز ما يملك وما يحب علشان يشوف الرضا في قلب عبده ، يشوف إنه حاقد على غيره ولا له ، هو عارف عبده دي ايه بس بيخليه يكتشف كل حاجة في نفسه علشان يا إما يصلح الكون ويعمره يا إما ينجرف ورا الشيطان ويقنط من رحمة الله .
تنفست بعمق لجميل كلماته الرائعة ولكن مازالت تشعر بالقلق والتوتر لتكمل أسئلتها :
ــ طب المفروض اعمل ايه علشان الابتلاء دي ميأثرش علي بالسلب ومنجرفش ورا الشيطان ووسوسته اللي هيخلي الإنسان يقنط ؟
أجابها وهو يشدد من احتضان يديها يبثها الدفئ والحنان كي يثبت لها دوماً أنه سيظل متمسكاً بها :
ــ ربنا لما بينزل الابتلاء بيبقى اوقات كثير قوي له فايده للعبد المبتلى ذات نفسه بيخليه يعرف نفوس اللي حواليه ناحيته عامله ازاي بيخليه يكتشف معادن الناس الصادقه من الناس الخبيثه الناس اللي بتحب له الخير من الناس اللي هتشمت فيه يعني الشده اللي بتبين وبتغربل الناس الكذابة وبتخلي الشخص يوزنهم بالميزان الصحيح اللي يستحقوه علشان لما يفوقوا من الابتلاء ويقفوا على رجليهم من جديد هيلاقي نفسه نضف من كل الوحش اللي حواليه يعني شفتي من كل النواحي الابتلاء عظيم ،
يعني عندك مثلا السيدة أم سلمة لما ربنا ابتلاها بموت جوزها اللي كانت بتحبه وقعدت حزينة عليه وتعيط كتير وبعدين ربنا سبحانه وتعالى رزقها بالرسول عليه الصلاة والسلام كزوج، وأمثلة كتيرة قووي على الابتلاء موجودة حوالينا لو بصينا عليها هتعرِفي ان ابتلائك خفيف جنبهم .
ما زالت لم ترتاح بعد من كلماته القوية التي يبثها داخلها حتى تتقوى بها هي الأخرى وما زالت تكمل حيرتها التي تتآكل داخلها وترميها في صدره علها تهدأ قليلاً من ثورة التشاؤم الممتلئة داخلها :
ــ طب ما ردتش على سؤالي برده لو فضلت زي ما اني اكده هتكمل وياي كيف ؟
حرك رأسه بأسى من تفكيرها :
ــ انتي ليه مصممة ان اني راجل ما عنديش مبدأ او إني معدني مش أصيل هتخلي عنيكي وقت شدتك او هستحملك وقت معين وبعدين هفوتك لحالك تصرفي امورك لأنك شايفة اني بالطريقة داي تعبان ،
واستطرد كلماته بتأكيد لها بأنها له الكل والدنيا بما فيها:
ــ والله يا رحمة انتي لو عضم في قفة لا قدر الله مش هسيبك ولا هحزن على ابتلائك لأني اتولدت على يدك إنسان جديد كفاية لحظات السعادة اللي عشتها معاكي كفيلة إني أعيش عليها العمر كلاته وياكي كاني بعيشها مستقبلي الجاي ،
اني هعشقك يا رحمة ، انتي بالنسبة لي الشمس اللي نورت ضلمتي ورزقتني الدفى بعد سنين البرد واللهفة لحضن صادق اداني حنان ما شفتوش قبل اكده .
التمعت عينيها بدمع السكينة لذاك الماهر وهي تردد له بنبرة صادقة وكلمات خرجت من أعماق قلبها لذاك الحنون :
ــ تعرٌف أول ما شفتك في اول مقابلة بيناتنا و الجمود اللي كنت هتتكلم بيه والصلابة في ملامحك ما رعبتنيش زي ما رعبت غيري علشان حسيت وقتها إن وراها وجع كبير خلاني اعطف عليك من جسر الجمود اللي محاوط حالك بيه ولقيتني يوم ورا يوم بنجذب ليك بدون إرادة مني ولا تخطيط ربنا وضع حبك في قلبي رغم كل العقبات اللي كانت في طريقك سواء كانت فرق السن او ظروف شخصيتك كلاتها حتى لما قلت لي ان جوازنا هيكون عقلاني ما قدرتش ابعد عنيك واخدتك تحدي العمر وآني جوايا كل ثقة وتأكيد اني هخليك تقولها في يوم من الأيام هحبك يا رحمة رغم تشبثك انك ما كنتش تقولها واكتشفت إن حربي معاك بكل قوة كان جهاد صعب لكن الفوز بيك كان أعظم انتصاراتي .
قام من على المقعد الذي يجلس عليه بجانبه وألقى بجسده على الشزلونج الذي تنام عليه وهو يريد أن يحتضنها تحت ذراعيه وهو يلقي برأسه على صدرها الحنون ويتمسك بيديها بقوة:
ــ تعرفي كنت هحارب حبك وهحارب قوتك اللي محوطاني في كل كلامك وشخصيتك ومواقفك،
وياكي كنت هحارب عينيكي اللي كنت هسهر عليها في نفس المكان اللي احنا قاعدين فيه دي واني هفكر فيكي الليل كلاته ،
كنت بسهر على لقانا طول اليوم في المكتب واني هتحدت وياكي بقلبي واجي تاني يوم المكتب أرسم الجمود والصلابة اللي كنت متعود عليهم والاقيكي كل يوم بتكسري الحاجز الصلب بقوتك اللي ما شفتش زييها ،
واسترسل حديثه وهو يخرج من أحضانها ليتعمق النظر في مقلتيها مؤكداً لها بنبرة عاشق بغرامها المتيم:
ــ مسكتي قضية صعبة وقتها قضية غلق ماهر الريان على حاله وقدرتي تفتحي الأقفال وتدخلي أبواب قلبي بكل سلاسة واني دلوك علي واجب لازم أاديه و اكسر حاجز أقفال التشاؤم اللي جواكي واكد عليكي اني مهما كانت نتيجة ابتلائك اني راضي ومبسوط كمان يا رحمتي يا أجمل حاجة في دنيتي يا عشقي الأبدي يا شهيتي .
ثبتت مقلتيها الخضراويتين داخل عسليتيه وقلبها النابض بجانب صدره يخفق بعنف من كلمات الغزل الجميل لأجلها :
ــ أني اكتشفت دلوك باني ست محظوظه قوي وان كل حاجه تهون طالما فيه شريك زيك في حياتي يا ماهر بيعرف يحتوي وقت ضعفي ويكون جند مدافع ضد يأسي أني هحبك قوووي ومهقدرش اعيش يوم واحد من غيرك ودلوك أني مؤهلة نفسياً لأني أتحمل نتيجة العملية وأحاول بكل جهدي بأني انتصر على يأسي وهعافر لحد ما أرجع رحمة سلطان المهدى اللي تليق بماهر الريان .
قبلها من عينيها المبتسمتين أخيراً:
ــ أخيراً ضحكتي يا قلب ماهر وعمره كلاته اضحكي يا شيخة خلي الشمس تطلع والدنيا تنور في عينيا اللي هتشوف كل حاجة وحشة حواليها من غير بسمتك يا رحمتي وعلى فكرة بقى اني واثق إنك قد التحدي وهتنجحي في ابتلائك وهترجعي تتشاقي عليا تاني يا صغنن .
وقد يأتي العوض أحياناً على هيئة شخص
يراك شيئاً خارج حدود المنطق والمعقول
شيئاً لا يتكرر ينظر في عينيك ويُخبرك أنه يُحبك لأنك الأجمل رغم عيوبك الكثيرة
يُحبك وكأنه لا يوجد على الأرض سواك
لا يحتاج منك شيئاً لأنك بالنسبة له كل شيء .
«««««««««««««»»»»»»»»
في حفلة زفاف عامر وشمس التي أثارت انتباه الجميع بإطلالتها الجميلة وحجابها المزين على وجهها فقد ارتدته اليوم خصيصاً كي تفاجئ عامر بأنها ستبدأ معه حياة جديدة بشكل جديد وكأنها هدية زواجها منه بارتدائها الحجاب ، فكان الحفل مقتصر على الأهل والأصدقاء وخاصة أن عامر وحيداً وهي الأخرى ،
كان يتراقص معها على ألحان الموسيقى الهادئة لأغنيتها المفضلة التي انتقتها لرقصتهم الأخيرة في حفل زفافهم وهو ينظر لها بهيام من هيئتها الخاطفة لأنظاره لينطق بإعجاب لحجابها واطلالتها المميزة والمثيرة بالنسبة له :
ــ الله الله يا شمسي بجد مفاجأة جميلة قوي إنك تلبسي الحجاب النهاردة في فرحنا وتعمليها لي مفاجأة جميلة اكده عيوني هتاكلك وكل من جمالك في الحجاب ،
ريحتي قلبي ربنا يريح قلبك ، وبصراحة ما كنتش متخيل إنك هتعملي الخطوة دي بالسرعة دي علشان ربنا أولاً وبعدين علشان اكون مرتاح.
احتضنت رقبته بكفاي يديها الصغيرتين وهي تشعر بسعادة تكفي العالم بأكمله فهي اليوم أصبحت عروس جميلة تُوِّجت لعريسها الحبيب لقلبها بشدة فعامر أصبح لها الأب والأم والأخ والصديق وكل شيء فقد رأت معه ما لم تجده في غيره وجدت معه الحنان الذي حرمت منه كثيراً لتسأله بعيناي تملؤها السعادة:
ــ بجد يا عامر عجبتك مفاجئتي وبسطتك ؟
حبيت يكون اليوم مختلف قوي كأني بتولد فيه من جديد على ايدك كشخصية وشكل وأسلوب وكل حاجة .
شدد على خصرها بتملك وردد وهو يسند جبهته بجبهتها ويتنفس أنفاسها العطرة لينطق بإشادة وفخر :
ــ عجبتني دي كلمة قليلة وبسطتني دي كلمة قليله على اللي انا حاسس بيه ،
انتي ما تتخيليش النقطة دي كانت روشاني ومخلية دماغي مش بتبطل تفكير أصلك ما تعرفيش الحجاب دي بالنسبة لي ايه في الست اللي هكون معاها مش حابب حد يشوف حاجة ملكي ولا حد يتمتع بالنظر في حاجة اني بس اللي من حقي اشوفها ،
مش حابب حد يشوف زينتك وجمالك غيري دي شيء تاني غير إنه رضا لربنا سبحانه وتعالى اللي أمر الست بالحجاب زي ما عرفتك قبل سابق .
مطت شفتيها للأمام بدلال ونعومة أثارته:
ــ يعني انت بجد بتحبني وبتخاف عليا قووي وبتغير كمان عليا ؟
حرك رأسه للأمام بتأكيد :
ــ وه كيف مهخافش عليكي ، وكيف مغيرش على اللي مني وأغطي عليهم برموش عنيا عاد ؟
كانت تنظر إليه بعيناي يملؤها الفخر فلم تجرب قبل ذاك أن يعشقها رجل يغار عليها بتلك الدرجة ويغار على أن ينظر إليها أحدهم ، تشعر بامتلاكه لها فذاك الإحساس كانت تفتقد إليه بشدة فهي قد دارت كثيراً وفي نهاية مطافها لم تجد ألذ من الأمان في وجود رجل يحتويها ويدللها ويغار عليها :
ــ تعرف غيرتك عليا دي مش بتزعلني ولا بتحبيني أحس إني مقهورة أو مغصوبة على اني أعمل حاجة زي ماكنت بسمع من البنات صحباتي إن خطابهم أو أزواجهم بيتحكموا فيهم لما بيغيروا عليهم بس أنا حسيت بقيمتي وبنفسي واني بنت مرغوب فيها من غيرتك عليا ومن تمسكك إن محدش يبص لي واني ملكك لوحدك الإحساس ده محسسني بالشبع العاطفي تجاهك ومديني اكتفاء بطريقة متتصورهاش اني أصمم على استمرار علاقتنا دي لحد ما أموت .
حقاً كانت هيئتهم وهم يتراقصون ويلتفون حول بعضهم كالفراشات فهو كان يحتضن خصرها بتملك وبداخله عازماً أمره أن تكون امرأته الأخيرة بعد تجاربه المريرة التي عاشها وجنت على أجمل سنوات شبابه ،
فاق كليهما على انتهاء الغنوة فباغتها بقبلة في جبينها ثم رفعها أرضاً وهو يلف بها تحت تصفيق المدعوين لهيئتهم الجميلة وتحت سعادتها فلم يحرمها من أي شعور وأذاقها نعيم السعادة في حفل زفافها ولم يستهون بيتمها وأنها وحيدة ،
انتهى حفل الزفاف وذهب بها إلى الفندق الذي استأجره لقضاء الثلاث ليالي الأولى لهم بعيداً عن الأطفال فقد كلف المربية الخاصة بهم بتلك المهمة وهو سيذهب إليهم كي يطمئن عليهم يوماً بعد يوم إلى أن يعودا ويستقرا في منزلهم فهو لايريد أن يفسد عليها فرحتها كعروس تريد الاختلاء بعريسها وحدهم كي ينعمها في جنة عشقه كي تعود لمشاق الحياة بنفس مستعدة ،
وصلا إلى غرفتهم في الفندق ثم حملها كأي عروس ودلف بها إلى الجناح وهي تتمسك برقبته من الخلف وعينيها تلتمعان كالفراشة ثم دلف بها إلى غرفتهم ،
ثم اقترب علي وجهها وأسند جبهته بجبهتها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها ويتنفس أنفاسها مرددا بهيام وهو يبارك لها :
ــ مبروك عليا إنتي ياشمسي ، ربنا يبارك لي فيكي يارب ،
وتابع هيامه بها وهو يسألها :
ــ ياترى مبسوطة وعجبك فرحنا ولا حسيتي اني قصرت في حاجة أو معملتش حاجة نفسك كنتي تعمليها واتكسفتي تطلبيها ؟
كانت خجلة للغاية من اقترابه ومن أنفاسه الدافئة التي تلفح وجهها وذاك القابع بين أضلعها يخفق بمشاعر متضاربة بين الخجل والسعادة ، تريد أن يسحـ.ـقها بين ضلوعه كي تعانقه عناق الاحتياج للأمان في وجوده جانبها ثم أجابته:
ــ ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدا أسعدتني وفرحتني وخلتني احس إني ملكة في يومي زيي زي أي بنت .
رفع حاجبه باستنكار لما قالت :
ــ زيك زي اي بنت كيف ! هو انتي ناقصك حاجة عن البنات لا سمح الله ، إنتي أحسن وأنضف بنت قابلتها في حياتي والله .
تطلعت بمقلتيه لتهتف بحزن مع تنهيدة حارة خرجت من صدرها وهي تحكي شعورها باليتم :
ــ مش حوار نقصان قد ما هو حوار اني يتيمة مليش أب ولا أم ولا أخ ولا أخت وحتى العم اللي ليا ظالم وعمره ما كان هيجي ولا هيقف جنبي، يعني انت متخيل ان انا كنت ممكن ابقى مطمع لناس كتير قوي ، كان ممكن ابقى متشردة ومليش مكان يقويني لولا أبيه ماهر هو اللي احتواني ووقف جنبي وسندني وجاب لي المكان اللي يحميني من العيون اللي كانت هتنهش فيا وانا لسه بنت صغيرة ولوحدي،
انت ما تعرفش إحساس اليتم بالنسبة للبنت بيبقى عامل ازاي زي الخناجر اللي كل يوم بتطعن فيها وهي مضطرة انها تستحمل لأن مفيش بديل عن الوضع اللي هي فيه .
انزعج من حزنها الشديد وكلماتها التي أثرت به ولكنه انتابه شعور غريب فوجد لسانه يسألها :
ــ هو انت بتحبيني صحيح يا شمس ولا اني مجرد طوق نجاة ليكي من اليتم اللي إنتي حاسة بيه وعلشان اكده رضيتي بواحد عنديه عيلين وانتي لسه أول مرة تتجوزي وملكيش علاقات قبل سابق ؟
تعلقت عيناها به بنظرة ضائعة أرجفت ذلك القابع بين أضلعه وهي تجيبه بكل ما تشعر به تجاهه :
ــ انا من النوع اللي لا يمكن اتعلق بوهم او اني أدخل تجربة علشان أنقذ نفسي أنا كان ممكن اسافر واشتغل برة وكمان ماهر عمره ما كان هيمشيني من الشقة لكن شفت فيك رجولة خلتني اتعلق بيك وشفت عندك العيلة اللي انا محرومة منها وهما زين ومها وشفت فيك حنان اتحرمت منه وانا لسه صغيرة كل الحاجات دي خلتني احبك واتعلق بيك من غير ما اخد بالي واتعلق بكل خصوصياتك وبالنسبة لي بقوا مهمين قوي في حياتي علشان هما منك يعني انا عوضت معاك احساس إني يتيمة وبقيت جزء ده يتجزا من يومي وحياتي وقلبي يا عامر ودلوقتي بقيت كل حاجه ليا لما بقيت جوزي و انا حاملة اسمك .
الآن تيقن من عشقها له ولم يتبقى سوى ما يريد ان يتفقا عليه قبل ان يبدأوا حياتهم كأي زوجين طبيعيين في يوم زفافهم ،
اقترب منها أكثر وهو يحتضن وجنتيها بكفاي يديه ثم ابتلع ريقه بصعوبة وهو يهيئ حاله للمواجهة الأصعب في علاقتهم فهو لم يريد أن يخدعها ولا أن يبدأ معها حياتهم وفي نفسه حاجة ما فما سيبلغها به صعبا للغاية على أي امرأة تتحمله ثم مهد حديثه :
ــ في حاجة عايز اقول لك عليها بس يا ريت تتفهمي تفكيري وموقفي ونتفاهم في الموضوع قبل ما نبدأ مع بعض حياتنا لأني حابب إننا نوبقى كتاب مفتوح من اول يوم لينا مع بعض وحابب إن الصراحة تكون مبدا حياتي معاكي وإن اني وانتي نكون سر واحد فياريت لما تسمعي مني اللي اني هقوله لك تفكري فيه كويس وتعقليه قبل ما تردي علي أو تاخدي موقف مني ياشمس .
قوست فمها بتعجب من رجائه وهي تسأله :
ــ مالك يا عامر في ايه مضايقك وطابق على نفسك قووي كدة مخلياني شايفة نظرة الخوف والضياع دي في عينيك ؟
أغمض عينيه لوهلة وهو يتأنى في بدئ حكواه ولكن تعجب لقرائتها لمشاعره بشدة وهو يسألها :
ــ هو انتي ازاي قدرتي تشوفي نظرة الخوف والضياع داي في عينيا بجد ؟
طوقت عنقه بتملك فهو الآن أصبح زوجها ويحق لها الاقتراب منه وأن تغدقه بمشاعر الحب والاحتواء وبالتحديد وقت وجعه وهي تجيبه ببسمتها الساحرة :
ــ ما انا بحبك وبقينا كيان واحد وبقيت علي اسمك يعني لازم هحس بيك وأقرى وجعك واعرف من نظرة عينيك إذا كنت حزين ولا سعيد ولا فيه حاجة مضيقاك وبصراحة أنا عمري ما كنت بعرف اقرا العيون لكن معاك انت بحس بكل حاجة انت بتحس بيها وده شيء من عند ربنا مليش يد فيه .
أشاح عيناه عنها ثم زفر أنفاسه بقوة وتحرك من أمامها وهو يجذبها من يدها برفق ويُجلسها على التخت وبدأ حديثه الموجع وهو يتمسك بيدها وعينيه متعلقة بعينيها بنظرة ضائعة جعلتها شعرت بالخوف.