رواية من نبض الوجع عشت غرامي الجزء التاني 2 بغرامها متيم الفصل السادس عشر 16 بقلم فاطيما يوسف




 رواية من نبض الوجع عشت غرامي الجزء التاني 2 بغرامها متيم الفصل السادس عشر 16 بقلم فاطيما يوسف 


#بسم_الله_الرحمن_الرحيم

#لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير

                   #الجزء_الأول_من

                #البارت_السادس_عشر

                     #بغرامها_متيم

                    #الجزء_الثاني

          #من_نبض_الوجع_عشت_غرامي


اليكم البارت حبيباتي اللي ما صلاش العشا يصليها الاول وبعدين يدخل يقرا الحلويات اللي انا عاملاها لكم وما تركزوش قفله البارت وتقعدوا بقى تقطموا فيا في الريفيوهات علشان القفلة دي بالنسبة لي حاجه مقدسه اتعودوا عليها 😂😂😂 البارت كبير الفيس قصه على جزئين يا ريت تتفاعلوا على الجزئين علشان ما ازعلش واخلي لكم قفلة البارت نكد المره الجايه روحوا بقى اكتشفوا بنفسكم 🙈🙈


خسرتي رهان قلبي عليكي ، صدمتيني فيكي ، كنت ردي عليها وقولي لها الا عمران ،

كنتي تسيبيني اني في وش المدفع وكنت هبقي الكفيل بكل حاجة بس ما توافقيش بالسهولة داي ، كنت حصنك المنيع قدام اي حد مهما كان غلاوته عندي بس كنت هاجي في اخر الليل واترمي في حضنك واشبع من حبك وعشقك وحنانك اللي ما كنتش عايز من الدنيا غيرهم ،

حسسيني اني عندك اغلى من كل حاجه في الدنيا واغلى حتى من استعطاف اللي حواليكي ليكي حتى لو كانت امي انا مصدوم فيكي صدمة العمر .


لم تتحمل تلك المسكينة كلماته الثقيلة التي كان محقاً بها فقد كان ضعفها واستكانتها أمام زينب خطأً كبيراً انجرفت ورائه ولم تكن تعرف أنها بموافقتها على كلام زينب أنها غـ.ـرزت سكيناً حاداً في صدر عمرانها ولم تكن تتوقع أنه سيصدم بتلك الطريقة فوقعت مغشياً عليها أمام جلادها ومن أغرقتها في وحل الحفيد ، ما إن سقطت مغشياً عليها حتى على صوت عمران لأول مرة على والدته مما جعلها تنصدم فهو الآن خرج عن شعوره ولم يدري ماذا يقول أو يفعل ، صاح بصوت هز أركان المنزل بأكمله مما جعل زينب ارتعبت قبل أن تُصدَم فلأول مرة يفعلها عمران وخاصة عندما هرولت عليها كي تجعلها تفيق :


ـــ ارتحتي يا أم عمران ، بعدي يدك عنيها ، دلوك صعبت عليكي ، حرام عليكي يا ياشيخة ، ذنبها ايه المسكينة داي تقعدي تقطمي فيها كل شوية بالخلَف ؟!

ذنبها ايه تشيليها هم جبال وتضيقي عليها الخناق بالطريقة داي ؟!

هي لما توبقى موافقة على جوازي من واحدة غيرها تحت ضغط منك تفتكريني هعملها يعني يا أمي ؟!

قلتها لك قبل اكده الله في سماه لو هعيش وحيد وياها طول العمر مش هعملها ، ياريت تسيبيها في حالها يا أمي مش هتوبقي إنتي والزمن ونفسها عليها والله حرام عليكي اللي عملتيه فيها دي واللي مترضيهوش على بت من بناتك ، 


ثم هبط بجسده لتلك الملقاة أرضاً وحملها بين ذراعيه وهو ينظر إليها بأسى وقلب ينفطر من داخله لأجل ما وصلت إليه ثم استرسل حديثه لوالدته وهو يُعلمها بما صدمها :


ــ اعملي حسابك يا أمي أني ظبطت البيت بتاعي وإن شاء الله بكرة الصبح هنقل فيه أني ومرتي أظن السبب اللي كان مخليني متجوَزش فيه زال خلاص ، 


ثم أكمل عاتباً عليها:


ــ سبحان الله هي رضيت انها تتجوز اهنه بصدر رحب وسطنا علشان خاطر منهملكيش لحالك لما أبوي اتجوَز عليكي وهي أول من انجلدت بسوطك يا حاجة .


نظرت إليه بحدة وهدرت به بصياح وهي تستنكر كلماته :


ــ انت هتعايرني ياعمران علشان أبوك اتجوَز علي ؟!

له وكماني هتعلي صوتك على أمك مكانش العشم في قلبي اللي متعلق بيك تعمل فيا اكده ربنا يسامحك يا ولدي .


هتف بلا مبالاة وهو يخطو الأدراج سريعاً كي يفيق تلك المغشي عليها بين يديه:


ــ ربنا يسامحنا كلاتنا يا حاجة ، عن اذنك هطلع ألحق المسكينة داي قبل ما تفرفر منينا من غير رحمة ولا شوية إنسانية.


هتفت هي الأخرى بصوت عالي :


ــ طب اعمل حسابك اني مهسكتش على الوضع دي كَتير يابن بطني واللي في راسي همشيه علشان انت باصص تحت رجليك وانك خلاص هتم الاربعين .


لم يعير كلماتها أدنى اهتمام فجلست تـ.ـضرب بيدها على فخذها وقلبها مُـ.ـولَع على وحيدها وحرمانه وحرمانها هي الأخرى وظلت تهذي بكلمات خرجت من حلقها المحـ.ـترق بنـ.ـيران اللهفة لحفيد من صلب ولدها الوحيد :


ــ أاااااااااه يا نــ.ــار قلبي عليك ياولدي ، هو اني عميلت ايه يعني غير اللي العقل والشرع هيقوله وهيلوموني عليه ، 


ثم نظرت إلى السماء وانذرفت دموع عينيها على وضعهم :


ــ ياااااااارب قلبي مـ.ـولع من جواه نـ.ـار الحرمان هتنهش فيه يارب ارزق ابني بالخلف والذرية قبل ما يفوت الأوان ياااااااااااارب ممتحملاش الانتظار ، ياااااااااااارب اللهم لا اعتراض على حكمك وقدرك اهدي قلبي حاسة انه هيقف من كتر الخوف والرعب على ولدي .


كانت تلك الكلمات التي خرجت من قلبها جراء إحساسها لولدها الوحيد صاحب نبض الوجع الأكبر في قلبها .


أما في شقة سكون وعمران بعد أن صعد بها إلى غرفتهم وضعها على التخت بحنو ثم نظر إليها مرددا بندم على ما قاله لها قبل أن يفيقها :


ــ حقك عليا ياسكوني ، حقك عليا ياعمري ، كان لازم اعمل اكده علشان أخليكي متفرطيش في حقك ابدا مهما كانت الظروف ، كان لازم أقسى علشان تفوقي من دوامة الضعف اللي مالية قلبك وخلت الحزن عشش ملامحك وبقيتي هشة وسيبتي نفسك وأمي يقطعوا فيكي علشان تسعديني ، معلش اني استغليت الموقف وعملت فيكي اكده عشان اخرج بيكي من اهنه ونعيش لحالنا واني حداي سبب قووي بس دي ميمنعش انك كسرتيني بموافقتك حتى لو كانت إجبار لأنك عارفة إن وراكي سد منيع هيكلل موقفك .


ثم التمعت عينيه بغمامة الحزن على حالهما الذي يدمي القلوب من القهر والحرمان فقهر الرجال يقضم الظهر ثم اقترب منها وسحبها بين أحضانه وهي ما زالت في غفوانها فهو لم يستطيع صبراً على الاعتذار لها ، ثم قبلها من جبهتها قبلة نادم ، قبلة اعتذار عن كلماته التي ألقاها في وجهها ثم من عينيها الدامعتين ووجنتيها المحمرتين ثم خلع عنها حجابها كي يجعلها تتنفس ودفن يده بين رقبتها وهو يدلكها من الخلف في محاولة منه لإفاقتها ثم صعد بيده إلى أعلى أنفها يدلكه وهو يهتف باسمها كثيرا بهدوء كي لا يزعجها عندما تفيق وتشعر بالرهبة :


ــ سكون ، فوقي يا بابا .


كان يتعامل معها بلطف راقي كشخصه ، بمحبة وعشق نابعين من أعماق قلبه الذي يدق بين أضلعه حزنا عليها ، لم تستجيب له فجلب البريفيوم الخاص به نظرا لتركيزه عن رائحتها ثم وضعه في يده وبدأ يمرر يداه على أنفها وهو يقترب بفمه من أذنها ليهمس بهما باسمها كي يجعلها تنتبه :


ــ سكون ، فوقي ياحبيبي.


كانت رائحة البريفيوم قوية مع تدليكها لأنفها وهمسه في أذنها جعلتها فاقت وهي تحرك رأسها وبدأت ترمش بأهدابها حتى وعت واستقرت عينيها في عيناي عمران المقترب منها وكلاهما حينما تسهم في عين الآخر شعرا بسخونة أنفاسهم من فرط حزنهم وعلى صدرهم صعوداً وهبوطاً ،

فقد تكون نظرة العين مثل السهم الذي يصيب هدفه دون بذل جهد ويعد القلب أسير تلك العيون التي تفضح أمره في كل المرات التي سكن فيها الحزن قلوبهم ،

أيعقل أن هذا الحزن سيظل ساكناً في عينيهما كثيرا !

تلك النظرات الحزينة التي تسكن عينيهما تجعلهم ممزقون بعد أن كانا عاشقان تجمعهم الليالي الممتلئة بهنائهم وغرامهم المتيم ولكن لم ترحمهم الظروف ولا الأشخاص كي يتعافا من حكم القدر لحرمانهم وتتركهم يصبرون حتي يصلان إلى مرحلة الرضى لإرادة الله فيما يتوجعان منه ، 


حتى تحمحم هو الآخر وقد تبدلت نظراته إلى رسم قناع الجمود رغماً عنه فهو قد عاهد حاله أن يعلمها كيف تدافع عن نفسها وكيف تتمسك بحقها به كما تمسك بها وبقوة رغم أنف أحب الناس إلى قلبه ثم نطق بنبرة أشبه للجليد :


ــ إنتِ زينة ولا حاسة حاجة تعباكي اجيب لك داكتورة ؟


نظرت إليه نظرة مطولة نادمة وعينيها ممتلئة بالدموع كي تستعطفه عندما استشفت جموده من نبرته الأشبه بالجليد كي يرحم قلبها المسكين ولكنه ما زال متمسكاً بجموده وداخله يلتوي لأجل حزنها ولكن لديه تصميم تلك المرة على أن يعاقبها على موافقتها من الزواج بغيرها وعند تلك النقطة توقف عقله وثار داخله واشتعلت النـ.ـيران وكل ما يدور في خلده انها تحت ضغط تنازلت عنه ولم تدافع عن حقه فيها تلك النقطة بالتحديد استحوذت على كل مشاعره وهي الأخرى قرأت كم الوجع الساكن في عينيه ومن غير السكون تفهم العمران عشق السنين الأولِّ والآخرِ والظاهرِ والباطنِ ثم قوَّت حالها واعتذرت له عما سببته له من وجع وخذلان فمن غير السكون راقي صاحبة القلب الكبير الذي رمته بين يداي العمران بنفس راضية مرضية ومن غير العمران حمل قلبها بين أضلعه وخبئه بغرامه المتيم لها وحنى عليه بكل ما فيه من حنو وطبطب عليه بكل ما فيه من عشق فهو يتعامل مع قلبها كالأم مع وليدها التي لو كان بوسعها لأعطته عمرها :


ــ حقك عليا يا أغلى من روحي ، حقك عليا اني استسلمت لوجعي وانت اتحملتني واحتوتني ومفيش مرة ما اخدتنيش في حضنك وطبطبت عليا ، حقك عليا اني استسلمت لضغط ماما زينب عليا ووافقتها واني هتقطع من جوايا علشان توبقي أب ، 


ثم قامت بنصف جسد واحتضنت وجنتيه بكفاي يديها وأكملت :

ــ حقك عليا اني ضعفت وكنت هفرط فيك لواحدة غيري علشان كنت مفكرة اني اكده هسعدك لما توبقى أب، بس هي اللي ضغطت عليا قوي وحسستني اني ظلماك واني هبقى أنانية لو ما سبتكش تتجوز خاصة لما فكرتني ان انت داخل على سن الأربعين ، وبكيت لي دموع خلتني احس ان اني ظلماك فمفكرتش في نفسي فكرت اني اسعدك وبس ومفيش غير الطريقة دي ، لكن يعلم ربنا إن كان اليوم اللي هيحصل فيه كده عارفه اني مش هتحمل فكنت هفارق وهسيبك تعيش سعيد علشان ما احملكش ذنبي ، حقك عليا ياعمران .


احتضن وجنتيها هو الآخر بتملك رهيب وهو يضغط عليهم بقوة آلامتها دون أن يدري ولكنها بتلك الكلمات جعلته ثار أكثر وأكثر وهو يلقي اللوم عليها وما زالت يده المحتضنة وجنتها تضغط عليها بشدة :

ــ بسسس اسكتي يا سكون ، 

بتقولي ايه إنتِ ! بتقولي ايه ها !

كنتي هتتحملي عمران في حضن غيرك كيف ؟

كنتي هتقدري تفارقيني ياسكون !

هتعمليها كيف داي علشان اتعلم منك قسوة القلب واقدر ابعد اني كمان يا عشق عمران اللي مشافش غيرك ست تملى قلبه وعيونه وكل كيانه ، 


ثم ترك وجنتيها وجذبها بعنف حتى ارتطمت بعظام صدره القوية وهو يشدد على احتضانها بتملك مكملاً بوجع :


ــ تفتكري كام مرة حضنتك الحضن دي وقلت لك بالقول والفعل واثبت لك اني ما اعرفش احضن غيرك ولا احس بدفا مع واحدة غيرك باحساس صادق وصل لك ؟!


كام مرة قلت لك انك حب السنين وعمر قلبي ما دق لست غيرك وطمنتك اني لو مش منك ابني مش هحبه عشان هيفرقني عنك هكرهه يا سكون فاهمه يعني ايه !


هكره حتة مني عشان مش من سكون ، 

اكدت لك اني مش فارق معايا وجوده لو من غيرك مش هحس بأبوتي ناحيته ،


ثم همس بجانب أذنيها بطريقة أهلكتها :


ــ طب فرضاً اني سمعت كلامك انتِ وامي تخيلي اكده اني قاعد حاضنها زي ما اني حاضنك دلوك ، 


تخيلي كده اني هقول لها الكلام اللي هقوله لك ،

تخيلي اني هعيش وياها كل الأحاسيس والمشاعر اللي حسيتها وياكي ،


ما فكرتيش في كل الحاجات داي قبل ما تقولي لها موافقة ؟!

ما فكرتيش فيا وفيكي ؟!

كل اللي فكرتي فيه ازاي تجيبي لها حفيد وتجيبي لي ابن وتفرطي فيا بالسهولة داي علشان ما يتقالش عليكي انك أنانية ؟!


ما يقولوا وكل اللي نفسه في حاجة يقولها أصل عمرهم ما يقولوها في وشك هيقولوها بَعيد عنك ولو قالوها في وشك الله الوكيل هجيب لك حقك بس ما كنتيش توافقي وتكسريني وتحسسيني إني يُمكِن الاستغناء عني في أي وقت ، 


للأسف ياسكون انا مش قادر اسامحك .


قامت هي الأخرى من مكانها واحتضنته من ظهره واستندت برأسها على ظهره وتمسكت به بشدة وهي تشعر بألمه :


ــ له يا عمران ما تقولش اني مش قادر اسامحك !

غصب عني ضعفت واستسلمت غصب عني خاني التفكير لما افتكرت اني بكده هسعدك ، بس ارجوك ما تعاقبنيش ببعدك ولا بنظرات عيونك اللي بتجلدني انا أضعف قدامك فوق ما تتخيل انا ممكن أوهبك حياتي علشان تعيش انت سعيد .


أغمض عينيه وهو يضغط على أهدابه كي يحاول بتلك الدرجة كبت مشاعر الاحتياج لها الآن فهي الداء والدواء هي المصل والترياق هي إدمان العمران الأقوى من اي مخدر هي نبض القلب وبغير وجودها تتوقف نبضاته ، ثم استدار إليها وإلى هنا لم يتحمل عمران دموعها وجذبها بين أحضانه حضن بمثابة الهدنة بعد حـ.ـرب القلب والعقل ، حضن قذف الظروف بجمرات الغرام المتيم لكليهما ، حضن الروح لساكنيها بقوة وعندما يخرج من أحضانه كخروج الروح من جسد صاحبها عند نهاية حياته ، 


تمسكت به وهي تبكي فهو ليس رجل وزوج كأي رجل وأنثي لااااا ورب السماء هو لها الوطن بجنود عشقه المتغلغل في جل كيانها ، هو لها عدد الأنفاس الخارجة من صدرها ، هو لها الأمس واليوم والغد والكل هو لها السماء بنجومها والأرض ببشرها هو لها الدنيا بما فيها ، 


ظلا كلتاهما يتشبس بأحضان الآخر حتى نطق أخيرا:


ــ اوعديني انك عمرك ما هتستلمي تاني يا سكون .


قبلته من رقبته بجانب أذنيه قبلة متلهف:


ــ أوعدك بعمري كله ياكل العمر ياعمري بس حسسني بدفا حضنك .


دفن يده بين رقبتها وهو يؤكد لها بتصميم عاشق لامرأة بغرامها متيم:


ــ ده الحضن وصاحبه بعمره وقلبه وروحه وكل ما يملك ملك يمينك يا أغلى من روحي.


وانقشعت الغمة وتبلدت الغيوم وتفتحت الأزهار وأنارت بسمتهم عتمة الليل وأشرقت شمس عشقهم ظلام الليل الكاحل الذي ملأ ملامحهم وعادت أحضان العمران لمليكتها سكون آمنة مطمئنة وظلا كلاهما طيلة تلك الليلة يسقى الآخر من شهد الاحتياج وسكنت السندريلا قلب أميرها الذي كان بمثابة قصر العشاق ، عشق السكون والعمران الذي لم تهزه اي رياح المشاعر ولا اي عواصف القدر حتى ولو كانت زينة الحياة الدنيا "البنون" 


         ***********"""""*******


في الصباح الباكر استيقظ عمران وسكون بعد ليلة قضاها كلتاهما في بث كليهما الطمئنينة والعشق في قلب الآخر حيث استيقظ هو قبلها ثم خلل أصابعه بين خصلات شعرها الغجري المحبب الي قلبه كي تستيقظ هي الأخرى :


ــ سكوني ، قومي بقي كفاية نوم ياكسولة بقينا الساعة ١٢ وفاضل ساعة على الضهر قومي ورانا حاجات كتير.


تململت في نومتها وهي تشعر بثقل رأسها وتريد أن تنام كثيرا وتمتمت بنبرة ناعسة بشدة :


ــ سيبني انام بقي إحنا نايمين ستة الصبح بتصحيني ليه اصلا ياعمران حرام عليك.


مازال يداعب خصلاتها بأنامله وهي تتململ بين أحضانه وهو يشاغبها :


ــ ما إنتي اللي تجنني يا دوك وطلعتي روحي معاكي ، تصدقي بيبقي مبهر اللقاء بعد الزعل حاجة رائعة ، 


ثم استرسل وهو يجبرها أن تفتح عينيها:


ــ بقول لك قومي اعملي زي الستات ودبي معايا خناقة ونتخاصم طول اليوم ونرجع بقي نتصالح بالليل ونعيد الأمجاد بس صلح النهاردة نزود فقرة الدلع والفرفشة وتظبطي الآداء على أنغام الحكمدار ، تصدقي فكرة حلوة .


ابتسمت بخجل على مشاغبته ثم سألته باستنكار مصطنع وهي تنتهج نفس دعابته :


ــ وه انت بتطلب مني أبقي زي الستات المصرية الأصيلة وأنكد عليك وأقول لك انت بتصحيني ليه هو انت مفكرني الخدامة اللي جابوها لك علشان تجبرني أصحي من النوم ياسي السيد يابيه ؟


ضحك عمران بشدة بل خرجت الضحكات من أعماق قلبه على طريقتها المشاكسة ثم ردد من بين ضحكاته :


ــ وه طلعتي بتعرفي تعملي زي الستات داي مطلعتش سهل يادوك طلعتي روح الست النكدية ببراعة .


وظلا كلاهما يداعب الآخر حتى تحمحم قبل أن يبلغها قراره :


ــ أمممم ... نتكلم جد بقي شوية يادوك ، إحنا هنقوم دلوك نتوضى ونصلي ونجهز شنطنا وكل هنحط فيها هدومنا بس وحاجتنا الخاصة علشان هننقل بيتنا. 


ضمت حاجبيها بدهشة وتسائلت بفضول :

ــ بيتنا ! بيتنا كيف عاد أمال احنا فين دلوك ؟


احتضن كف يدها بين كفاي يداه وهو يفهمها :


ــ بصي إحنا كنا هنتجوَز في بيت لحالنا يوم ما خطبتك وكنا متفقين على اكده ووقتها كانت الظروف متسمحش بس دلوك الظروف داي مبقلهاش وجود فاني قررت إننا لازم ننقل بيتنا ويكون لينا خصوصيتنا لوحدنا .


سألته :


ــ طب وبابا الحاج وماما هتقول لهم ايه وازاي هيتقبلوا اننا نبعد عنيهم بعد ما اخدوا على وجودنا وسطيهم اكده هينقهرو ؟


أجابها :


ــ ليه هينقهروا هو أني هاخدك وهسافر بيكي المريخ !

اني هسكن جارهم في بيت لحالنا وكل يوم بردوا هكون موجود وياهم وانتِ يومين في الأسبوع تاجي تشوفيهم وتتطمني عليهم ومش هعوق امي وابويا اني عارف ان برهم واجب عليا وعمري ماههملهم واصل بس القرار دي أني فكرت فيه كَتير ولقيت إن راحة الجميع في البعد شوية علشان النفوس ترتاح وانتِ حقك الخصوصية في مملكتك .


اقتنعت بكلامه بل راق لها قراره وسعد داخلها ولكنها من رابع المستحيلات أن تطلب منه ذاك الطلب من قبل هذا وتركت الأمر له فهتفت بطاعة:


ــ تمام اللي تشوفه ياعمران نقوم نصلي ونفطر وياهم ونجهز الشنط مش هتاخد ساعة .


أشار بيديه رافضاً وهو يخفف التوتر بدعابته :


ــ له اني حابب نفطر في بيتنا اني وانتي لوحدنا ونعمل اللي على كيفنا واعرف انفرد بيك يا دوك ومتقوليليش عيب يا عمران امك تسمع أبوك يقول علينا ايه ، من الآخر اكده اني عايز اروق عليكي يا سكوني .


شددت على احتضان يده بين يديها لتقول بطاعة :


ــ خلاص يا حبيبي اللي تشوفه نقوم نصلي ونجهز شنطنا.


وبالفعل قامت هي أولا وتنعمت بحمام دافئ ثم أنهته وارتدت ملابسها الخاصة بالصلاة وأدت فريضة الضحى ، وهو الآخر تبعها وبدءا في تجهيز الحقائب ومكثا ما يقرب من ساعة ثم طلب منها :


ــ خلاص اكده تمام اقعدي أني هنزل الشنط وهبلغ الحاج والحاجة ولما ارن عليكي تنزلي تنزلي .


حركت رأسها بموافقة ثم بدأ هو بتنزيل الحقائب إلي بهو المنزل حتى استدعى اندهاش زينب وسلطان الذي سأله :


ــ على فين ياولدي انت مسافر فجأة اكده ؟


أما زينب كانت تنظر له بقهر أيعقل أنه سينفذ تهديده لها الذي قاله لها أمس !

فهي ظنت أنها ساعة غضب منه وما قاله مجرد تهديد ، قرأ عمران نظرات القهر في عينيها فهو الابن الوحيد العاشق لتراب والدته ويصعب عليه قهرها ومن غير العمران يرأف بحال أم أفنت عمرها تحت قدمه حتى ربته شابا عندما يُنظر له يسمى عليه ، ثم أجاب والده وداخله يغـ.ـلي كالبركان ، ما كان يود تركهم ويعز عليه فراقهم وقلبه متعلق بهم :


ــ بعد اذنك يا ابوي اني قررت أسكن في بيتي اني ومرتي هحس اني مرتاح اكتر من اكده.


اندهشت معالم وجه سلطان بأكمله وسأله وهو يشير بعصاه إلى أرجاء المنزل :


ــ وه فجأة اكده ياعمران ؟!

أمال البيت دي بتاع مين ! ماهو بيتك بردو هو في غيرك اهنه ؟!


ثم لاحظ نظرة اللوم المتبادلة بينه وبين زينب فنظر إليها وهو يسأله :


ــ هو فيه حاجة حوصلت ضايقتك أو ضايقت مرتك واني مدريانش وفايتني على عماي؟!


كان عمران لايود ان يختلق مشكلة بين والديه فنفى تماما ما ظنه والده معللا بأي سبب :


ــ له يابوي محدش زعلنا ولا حاجة بس اني حابب اني انعزل في بيتي ويا مرتي وبردو اهنه بيتي مههملهوش عاد هتلاقيني ناطط لك كل يوم اهنه متقلقش .


لم يقتنع سلطان بما قاله ثم سأل زينب باستكشاف كي يفهم شيئا:


ــ شايفك ساكتة اكده يا أم عمران ولا معترضة ولا حاجة ولا فتحتي بقك حتى ! اني قلت انك هتهدي الدنيا أول ما يقول لنا كلامه دي ؟


زاغ بصرها من محاصرة سلطان لها لتقول وهي تنظر لعمران بحزن :


ــ هو حر يعمل اللي على كيفه من حبنا حبناه صار متاعنا متاعه ومن كرهنا كرهناه يحرم علينا اجتماعه. 


ثم تركتهم ودلفت إلى غرفتها والحزن ينهش بصدرها بشدة فمفارقة عمران أحضانها تعني لها الموت بالحياة ، فالمنزل بما فيه بدون عمران كالقبر بالنسبة لها وما إن دلفت غرفتها حتى انذرفت دموع عينيها بالبكاء الشديد فهي حتماً لن تتحمل ابتعاده ولا العيش بعيد عنه فهو ولدها الوحيد قرة العين ونبض القلب فهو الروح التي تحياها ، لم تحب أحدا مثلما أحبته حتى نفسها ولكن هذا ما جناه تفكيرها خروج عمران من تحت قبضتها ،


أما في الخارج هتف سلطان :


ــ يابني لو حوصل حاجة عرفني واني مش هسكت وهحلها بس ماتسيبش البيت وتقضى علينا الدار هو احنا لينا غيرك أنيس ياولدي انت ومرتك انت اكده هتزعِلني منك .


تنهد عمران بضيق شديد من حزن والديه ولكنه يصمم على رأيه ثم نطق بتشبس :


ــ هو أني هفوتكم يابوي !

اني كل يوم هتشوفني زي مابتشوفني وعمري ما هبعد عنيكم أبدا وزي مانتو متعلقين بيا اني بردو روحي فيكم ومهقدرش استغنى عنكم واصل متكبِرش الموضوع كل حاجة هتوبقى عال اني مش مهاجر دي الدار جنب الدار .


ضـ.ـرب سلطان بعصاه أرضاً وهو يفقد الأمل في إقناعه أو معرفة ما وراء الكواليس ثم تحمحم بقلة حيلة:


ــ اللي انت رايده اعمله على كيفك بس اعمل حسابك اني جواي مش مرتاح ، دي حقك واعمل اللي يريحك بس لو دريت انك هتخبي عني حاجة هزعلك ياعمران .


ألقى عيناه أرضا هرباً من حصار والده وهو يلتفت يميناً ويساراً وداخله مصمم أن لا يأذي والدته فأبيه إن علم ما فعلته وما قالته لن يصمت وحتماً ستنقلب الدار نيـ.ـرانا لم تُخمَد بعد ، 


ثم أرسل لسكون أن تنزل وترسم البسمة على وجهها كي لايشعر أبيه بشئ وبالفعل هبطت الأدراج ببسمتها المعهودة والقت تحية الإسلام تليها تحية الصباح ثم طلب منها عمران أن تخرج بسلام فسألها سلطان على الفور باستكشاف :


ــ وه مسألتيش على حماتك ولا قلتي أدخل أخبَرها انك هتمشي عاد يا داكتورة الا إذا كان في بيناتكم حاجة ؟!


ابتلعت سكون ريقها بصعوبة فتدخل عمران على الفور منقذا إياها :


ــ يابوي ماهي كانت قاعدة وياها بالليل وبعدين إحنا هنسافر يعني ولا هنفارق العمر .


اهتز فكه بسخرية :


ــ له اوعر من السفر ياولدي انت مفارق بيتك وابوك وأمك فمن الأصول مرتك تدخل لامك تعرِفها انكم ماشيين بعد قراركم المفاجئ دي إلا إذا كان فيه حاجة فعلاً.


وضعهم سلطان في خانة اليك ثم تقبلت سكون طلبه بصدر رحب :


ــ عندك حق يابابا الحاج اني اصلا كنت هدخل لها قبل ما امشي داي الأصول بردو .


ثم خطت خطواتها بأقدام واهية تكاد تحملها كالهلام ودقات قلبها تدق خجلا داخلها من الموقف ككل فلم يتحمل عمران تركها فهتف وهو يخطوا ورائها :


ــ هروح اسلم على الحاجة وابوس راسها قبل ما امشي عن اذنك يا حاج .


خطى ورائها وأسرع بخطواته وقبل أن تصل حاوط كتفها بذراعه ودق على الباب ثم دلفا إليها مرددا:


ــ إحنا ماشيين يا امي محتاجة حاجة قبل ما نمشي .


والتهم ظهرها كي لايروا عينيها الدامعتين :


ــ معايزاش حاجة منك ولا منها ولا ليا دعوة بيكم تاني .


كان سلطان يقف على أعتاب الغرفة فأقبل عمران منها كي يقبلها من رأسها ولكنها رفضت فهتف هو بنبرة حزينة :


ــ على كيفك يا حاجة عن اذنك .


ثم نظر إلى أبيه مودعاً إياه في أصعب لحظة لكليهما مغادرة ابنهم الوحيد أحضانهم ، 


فرا سكون وعمران هاربين من منطقة الضيق المختنق لأنفاسهم إلى أوسع الطرق وهم راغبين أن يهنئوا عيشة سوية ، 


أما في الداخل دلف سلطان إلى زينب ولم يكترث لدموعها متسائلاً إياها وهو عازما أن لايتركها إلا وهو فاهم منها :


ــ في ايه يا زينب ! 

عميلتي ايه خلي ابنك الوحيد همل حضنك وسابك بقلب قووي وفارق ؟


كانت حالتها صعبة للغاية ففراق عمران لأحضانها يعني كل معاني الحزن والضيق في الدنيا بأكملها ثم أجابته وهي تجز على أسنانها بغضب عارم:


ــ عميلت ايه يعني كنت عايزة ابني يجيب لي حفيد والأمل معدوم ، عميلت ايه يعني غير اني كنت عايزاه ياخد حقه من الدنيا باللي شرعه ربنا .


ضحك سلطان بسخرية منها ناطقا بعدم تصديق:


ــ كنتي عايزاه يتجوز على مرته يا قادرة !

دي ايه الجبروت اللي ملى قلبك دي كلاته يازينب ! عايزة تعملي فيها اللي مقبلتيهوش على حالك وقدتيها نـ.ـار وقتها ومجربة الوجع ، 

دي حتى لسه متجوزين مبقالهمش كذا سنة ولسه مفرحوش ببعض تاجي إنتي تعتميها عليهم وتوحليها بالشكل دي ، 


اكده ليه حق ياخد مرته ويفر من جبروتك يا زينب ، طفشتي ولدك الوحيد بيدك بقلب من حديد علشان يعيش آمن هو ومرته ، دي انتِ قادرة بالجامد قوووي .


الي هنا لم تستطيع التحمل والعتاب وجلدها من سلطان فهبَّت به بصياح عالٍ :


ــ هو انتو كلكم نصبتوني الشيطانة المفترية !

بذمتك قلبك مش مولع وهتشتاق لحفيد كيف ماني مشتاقة !

قلبك مش واكلك على ولدك اللي كلاتها سنة هيتم الأربعين والله اعلم مرته هتخلف ميتة !

ما انت مستحيل متكونش ملهوف ومن جواك مش متحمل زيي علشان انت أبوه كيف ماني أمه وهو ولدك الوحيد اللي حامل اسمك وولاده من بعده هيحملوا اسمك .


استطاعت بكلامها أن توقظ الحنين في قلبه فأعز الولد ولد الولد ثم جلس على الكرسي باستكانة وهتف :


ــ مين قال اني مش نفسي في حفيد !

يعلم ربنا إن قلبي متلهف زيك كمان وأكتر بس اني راضي بحكم ربنا ومستني عطيته وقت ما يريد .


جلست بجانبه وتحدثت باعتراض :


ــ له حكم الله إن الراجل يتجوز مرة واتنين وتلاتة لو فيه عيب أو مرته مش مريحاه .


نظر إليها ناطقاً باستفسار:


ــ وهي مرته مش مريحاه ! داي هيعشق التراب اللي هتمشي عليه ومستكفي بيها عن ستات الدنيا كلاتها ، ولدي راجل ومحافظ على مرته اليتيمة وحاططها جوة عيونه .


تمتمت بتسرع:


ــ مرته مريحاه بس عنديها مشكلة كبيرة فنلجأ لحل يريح الكل ومش حرام .


صارحها على الفور :


ــ بس دي حل يرضيكي ويريحك إنتي ويتعبهم هما لااااا دي يقضي على محبتهم وهناهم ببعض .


تنهدت بضيق:


ــ طب عنديك حل تاني وأني يسكت ، عنديك حل يريح قلبي المـ.ـولع على ولدي ؟


تحدث باستجواد :


ــ الصبر والصلا والدعا ليل ونهار إن ربنا يرزقهم والصدقة كمان مقدمناش غير اكده وافتكري ان عندك بت لسه متجوزة ومستنية تفرحي بيها وكما تدين تدان.


صرخت بوجع :


ــ معنديش اعتراض على حكم ربي بس الصبر نفذ من صبري ، ياناس دي لو بيتباع ولو بيشترى كنت دفعت عمري كلماته واشتريته علشان اصبر ، مقادراش يا عالم مقدراش ياناس .


الى هنا لم يتحمل جنونها وعنفها :


ــ جرى ايه يا ولية هو انتي عيلة صغيرة هندادي فيكي ولا ايه ! قسما عظما يازينب لو ما لميتي حالك بعيد عن ولدي ومرته لا هكون متجوز عليكي ومدوقك من نفس الكاس اللي انتي عايزة تدوقيه للمسكينة داي اني حذرتك وخلاص لمي تعابينك وحرابيق دماغك اللي هيسممو بدن ولدك ومرته يا اما اني اللي هتصرف وياكي ، اللي ملكيش فيه متدخليش فيه .


ــ وه مليش فيه كيف ما تبطل خربطة دي ابني هو أني مرت أبوه ... كلمات اعتراضية صاحت بها زينب في وجه سلطان مما جعله هدر بها هو الآخر وهو يهزها من كتفها :


ــ متعليش صوتك يامرة إنتي والا همد يدي عليكي وهعرف اربيكي على كبر ، تك خربطة لما تلهف لسانك العفش دي. 


شدت ذراعها من قبضته :


ــ طب جرب اكده ومد يدك يا سلطان وهتشوف هعمل ايه .


استفزته بجبروتها ولم يدري بحاله إلا وهو يصفعها على وجهها بشدة صفعة زلزلت قلبها قبل جسدها وهي لم تصدق انها ضُربت في ذاك السن وأكمل هو بعيناي يملؤها الغضب :


ــ اها اديني عميلتها يا زينب وريني بقي هتعملي ايه واعملي حسابك شغل الحموات دي ميمشيش في بيتي والقدرة اللي هتستقوي بيها على الغلبانة اللي فيها مكفيها هزيدك اني أضعافها الند بالند طلعي حالك من الموضوع وسيبي لهم نفس يتعالجوا بدون تقطيم كل شوية يا اما بردو هزيدك يازينب .


أما هي ظلت متسهمة إليه والغل تجاهه يملأ قلبها وتتوعد أن ترد له صفعته واهانتها الصاع صاعين ، 

أما هو تركها وهو ينفض جلبابه بحدة ولسانه ينطق سبابا نابيا لها مما أذهلها :


ــ شغل حريم عقارب ، قبر يلم العفش .


وانطلق سهم كيد زينب الآن ناحية سلطان وداخلها تتوعد له بشدة وداخلها يرسم له من الويلات جحيما سعيرا ولن تمرر صفعتها واهانتها مرور الكرام واصبحت تدور حول حالها بالغرفة بهوجاء وأصبح الدار الأمان خالي من الأحباب وحيدا عليها كالصحراء القاحلة .


#الجزء_الثاني

               #البارت_السادس_عشر

                     #بغرامها_متيم

                     #الجزء_الثاني

      #من_نبض_الوجع_عشت_غرامي


ليلاً في مجلس ماجدة موعد التقاء عاشقان جمعهم القدر أخيرا ، قلبان تقابلا بوجعهم وخيباتهم وكل منهم رمم للآخر أوجاعه وبدل خيباته لجبر وعوض وأمان ، قلبان ظلت الظروف تدهسهم بأقدامها المتجبرة ورؤيتهم لبعضهم رطبت جروحهم ورممتها بكل الحب والغرام والهيام ، قلبان عاشا محرومان وكل منهم يبحث عن نصفه الآخر ومُكمِلَه حتى التقيا في نقطة الغرام المتيم وولدا عشقا جديدا أسماه ذاك المتيم بها عشق الجاسر للمها ، 


كان الجمع حولهم سكون وعمران وماجدة يقرأون الفاتحة بعد أن اتفقا على كل شئ وان كتب كتابهم بعد أسبوع واحد من الآن سينتظره جاسر على أحر من الجمر كي يطمئن ،


بعد جلسة دامت أكثر من ساعة تركوهم كي يتحدثان وحدهم وما إن جلسا وحدهم حتى نطق ذاك العاشق الولهان :


ــ هي القاعدة بتقول ايه يا ام الزين ؟


ابتسمت بوله لطريقته المحببة إلى قلبها التي اتبعتها بدعابة مماثلة :


ــ قاعدة ايه هو احنا في حصة علوم يا متر ؟


اقترب بجلسته منها غامزا بإحدى عينيه وهو معجبا بطريقتها فخفة الدم تليق عليها بشدة أعجبته :


ــ له حلوة وعجبتيني استمري بقي علشان يطلق علينا الكابل المشاغب ،

بالنسبة للقاعدة هتعرفيها بالنسبة للحصص دي شغلانتي معاكي هعلمك ألف باء في ابجديات عشق الجاسر ، 


وأكمل مشاغبته :

ــ نقول القاعدة بقي يا بطل ؛ الحلو لازم نقول له في وشه ياحلو وانت يا باشا مش حلو بس دي انتَ كسـ.ـرت القاعدة وفرتكت قلب الباشا ياباشا ، ايه يا ام الزين سيبي حبة حلا للبنات والستات الغلابة يابطل قلبي .


زينت البسمة الحالمة قلبها فقد زراها الغزل أخيراً بعدما ظنت أنها لن تصلح للغزل كباقي النساء ثم نظرت أرضاً بخجل فلأول مرة تجرب تلك المشاعر ولأول مرة تسمع أذنها تلك الكلمات مما جعل ذاك الجاسر يشعر بالرغبة بها الآن فهي كتلة من الأنوثة المتفـ.ـجرة لأي رجل ثم طلب منها بنبرة مبحوحة تأثراً بخجلها :


ــ أم الزين ... متشليش عيونك الحلوين دول من عيوني كفاية أشواق بقى ، خلينا نبص لبعض كتير ومنضعيش وقت غير وانتي ساكنة عيني وقلبي .


رفعت جفونها ببطئ وقلبها يكاد يقف من دقاته وهي لم تصدق انها كانت محرومة من كل تلك المشاعر والأحاسيس التي أُلقيت على مسامعها للتو ، فقد كانت لاتصدق انها سيحلوا لها العمر في غمضة عين عندما قابلت ذاك الجاسر ثم سألته بنبرتها الرقيقة وعينيها الساحرتين سكنت عينيه العاشقتين:


ــ عايزة اسألك سؤال ، انت حبتني امته أو ايه اللي شدك ليا خلاك تشوفني بطل أحلامك ؟


بدا شبح ابتسامة خفيفة على ثغره ولكنها سرعان ماختفت في بحر لهفته لاحتضانها وقد أُعجب بسؤالها بشدة وسعد لاستجابتها لمشاعره الفياضة :


ــ مش هتصدقي حبيتك إزاي !

حبيتك من صورتك وقلبي في نفس اللحظة اللي شاف صورتك فيها اتعلق وعيوني فضلت تتأمل الجمال اللي صوره ربنا فيكي وتصدقي كمان جمعت شخصيتك الرقيقة الهادية الناعمة من صورتك وقد كان قلبي مكذبش عليا من أول ما شفتك وسمعت صوتك في المكتب كان هاين عليا أقوم استقبلك بالاحضان واهمس لعينك بحمد الله على السلامة يا أم الزين رممتي صحرا الجاسر ورويتي عطشه الملهوف للعشق من ونسه اللي كان هيتمناه ، باختصار بسيط يوصف حب جاسر ليكي ؛ لما اتقابلنا احنا الاتنين لقتني بجزم من جوايا أن لا حد بعدك يملي عيوني ولا حد قبلك حبه يرضيني وقد ماتمنيتك بروح الروح حبيتك يا أم الزين .


بللت حلقها الذي جف من كثرة كلماته العذبة التي سحبتها لعالم الخيال سحبتها لعالم ممتلئ بالورود والبساتين وحوله الشموع المضيئة وهي وهو يتمسكان كل منهم بيداي الآخر ويطوفون حول الورود الحمراء والبيلسان في عالمهم الساحر وهي ترطب على قلبه هو الآخر :


ــ طب تعرف إن اني اول مرة احب ، أول مرة قلبي يدق في عمري ، معشتش سن مراهقة حتى ، معرفش يعني ايه سكن وسكينة اللي ربنا قال عليهم ،معرفش يعني ايه حضن يدفي ولا اعرف يعني ايه ايدين تسحبني لعالم المشاعر اللي بين راجل وست ، عارف الجفاف العاطفي الاسم دي ينطبق عليا قوووي .


كان متعمق النظر على شفاها وهي تلقي على مسامعه ترنيمات اعذب الألحان ثم تحدث بإعجاب لحديثها المُثلج لقلبه المسكين في الغرام :


ـــ الله الله يا أم الزين على كلامك اللي أسعدني وخلاني طاير في السما وكأنك انت النجوم اللي مزينة قلبي من جوة ،


شوفي بقي انتي اكده جيتي في منطقتي ، منطقة الراجل اللي يعرف يدلع الست اللي معاه ويخليها تحس انها منفردة على ساحة العشاق لأني بقدر الحب قوووي ، يعني من النوع اللي مهحبش التلكيك على اي حاجة في العلاقة ، بحب فيها الهدوء النفسي والسلام اللي يخلي اللي بحبها وعايشة معايا تمام وهي مطمنة على نفسها ، بمعني هوصلك معايا لدرجة إنك لو غلطتي في حاجة تيجي بنفسك وتحكيهالي واني هفهمك قوووي بكل هدوء ونحاول نصلح الخطأ بكل هدوء بردو ، يعني مش هتلاقي واحد داخل يشخط وينطر عمال على بطال الحياة دي بالنسبة لي مزعجة قوي ما فيهاش روح فيها دايما تعب أعصاب واني حابب اني اعيش وياكِ أجمل سنين العمر يا أحلى حاجة في العمر كله قابلتها في حياتي بطلة عشق الجاسر وأحلامه وأيامه .


سألته برهبة المشاعر الثـ.ـائرة والمثـ.ـيرة التي اقتحمها ذاك العاشق :


ــ معقولة تكون انت الصبر الجميل اللي اتحملته طول السنين داي كلاتها اللي ربنا قال عليه "فصبراً جميلاً" وبعتك ليا في أشد لحظات احتياجي !


رد عليها بنفس المشاعر ونفس رهبتها وإثارتها :


ــ ومعقولة انتِ الحب الكبير اللي استنينه واتمنيته وطلع حلو قووي شكل ورقة ونعومة إنتي العوض اللي ربنا قال عليه "مدخلاً كريماً" ودخلني جنتك الحلوة في أشد ساعات حرماني !


ثم نظرا كلتاهما إلى الآخر بعشق توغل في قلوبهم ، عشق حقيقي لن ينتهي مهما مرت عليه القرون ، وحدثتها عيناه بلهفة مغرم متيم :


لقَدْ أتاكِ قلبِي مُتَلهِفاً كي يهدأَ

        برُؤيَا عيناكِي كمَثَلِ "قيسٍ" 

      الَّذي أَتى "ليلى" بأَسبابٍ مُلفَّقةٍ 

     وما أكثرَ أسبابَ الحبِّ وعلاَّتِه ،

        وشعُرتُ بالانتصارِ بالفوز بكِ 

          كمثَلِ "أنطونيو" الذي سنَّ 

      سيفهُ وهزمَ أعداؤهُ و حلَّق بارعاً 

         كي يركبَ جناحاتَ الشوقِ

       ويستقرُ تحت اقدامِ "كليوباترا" 

                   أسمَى أُمنيَّاتِه ،

          جِئتُكِ مُتمنياً ، رَاغباً ، أُراقبُ 

           نافذتُك كمَثَلِ "روميو" في 

        سُهدِه الليالِي وعينَاهُ ساهِرَتَينِ

        آملاً نظرةً واحدةً من "جوليت" 

                  كي تهدأَ ثوراتِه .

                #بغرامِها_مُتيَّمُ

     #خاطرة_بقلمي_فاطيما_يوسف

                #جاسر_المهدي


وكأنها فهمت ما قالته عيناه فحدثته عيناها بغرام متيم لرجلها الأول والأخير :


ــ نحتاج أحيانا لبداية جديدة..

     لنقطة من أول السطر 

      نريد ترتيب أوراقنا 

نحلم بأن نحكم على الأشياء بعقولنا 

نريد فتح صفحة لم يكتب

فيها حرف ، لم تتلوث بخيبة

       و لم تشهد على كسر خاطر و وجع قلب 


نحتاج لأن نكون مثل فصل الخريف، 

ندع كل ما يؤلمنـا يتساقط من داخلنــا

      لنفسـح المجــال لربيعٍ قـادم.


********"""""******"""""


أتى يوم الجمعة واستيقظ العروسان فاليوم قد أتما أسبوعاً على زواجهما فاق ماهر أولا وهو ينظر إلى تلك الغافية في سبات عميق وطيلة الليل كلما تغمض عيناه ويذهب هو الآخر في سباته يستيقظ على حركاتها المصارعة في نومها وهي تتململ وكأنها على حلبة مصارعة وليست على التخت ثم عض على شفتيه غيظاً وقرر أن يوقظها رعباً فضـ.ـربها على جبهتها بغيظ يملؤه فقامت مرتعبة ووجدته من فعل بها هكذا فصرخت به بغيظ مماثل بعدما أرهبها :


ــ انت اتجننت في حد بيصحي حد بالطريقة داي يا مفتري .


ثم قامت من مكانها في لحظة واعتلته وهو مستلقٍ على ظهره وهي تلكمه بقبضتها الصغيرة بغيظ شديد منه ولكنها لم تكمل فتبدل الوضع سريعاً وهو يلقيها على التخت ويثبت كلتا يديها وهو يشعر بالانتشاء وكأنه ينتقم منها ليقول باستنكار مصطنع وهو يجز على أسنانه:


ــ هو انتِ كنتِ بتلعبي مصارعة وانتِ صغيرة ولا كان حلم حياتك توبقي من المصارعات يا أندرتيكر نسخة نسائية ! طول الليل الاقي رجل في بطني وضهري وكف على وشي وما عرفتش انام منك ثانية وكأني نايم جنب عيلة صغيرة مش ست رقيقة اكده نايمة جنب جوزها ده انتِ كسرت قواعد النسوة الناعمة يا بت سلطان .


حاولت فكاك يدها من يده ولكنه كان ممسكاً بها بقبضةٍ من حديد وهو ينظر إليها بشماتة الانتصار عليها :


ــ مش هتقدري دي انتِ في قبضة الأسد اللهم لا حسد ياحلوة .


على حين غرة باغتته بضـ.ـربة من قدمه أسفل بطنه جعلته أفلت يده وهو يمسك أسفل بطنه هاتفا بآهٍ نُطق من لسانه تلقائيا :


ــ آااه يابت المجانين هتضيعي مستقبلك في لحظة يا أم مخ تخين .


ضحكت بانتصار الآن عليه وهي تباغته بضربات متتالية وهو في تألمه الآن بمهارة وشقاوة :


ــ هو انت مفكرني هستسلم ولا ايه يامتر إذا كنت انت الأسد اللهم لا حسد فأنا التوب والموب والكنتالوب يا موري .


ــ توب وموب وكنتالوب ! دي القافية عندك واخدة حقها تالت ومتلت ، ... كلمات متوعدة نطقها بغيظ وهو يجز على أسنانه ويتوعد لها بأن يهلكها ويجعل جسدها الذي تستقوي به عليه هشيماً بين يديه الآن ، 


ثم حاول إمساكها وهو يردد :


ــ طب تعالي بقي والله لا أربيكي ومش هخلي حتة في جسمك سليمة يابت سلطان شوفي هعاملك معاملة الشاذيين النهاردة .


لم يستطيع امساكها فجرت من أمامه مسرعة وهو يحاول اللحاق بها وهي بجسدها الرشيق وخفتها المتناهيه جعلته جن جنونه من أفعالها لتقول اثناء هرولتها بإغاظة له :


ــ ده انت وقعت مع الخطر ولا حد سمى عليك يا ابن الريان دي اني هدوخك اكتر واكتر وهخليك تقول حقي برقبتي واما نشوف مين اللي هيكسر مين ويدوخ مين النهاردة يانا يا انت فاهمد بقى على الصبح بدل الاصطباحة اللي توجع القلب دي .


قذفها بالوسادة في وجهها وهو ينهال عليها سخرية :


ــ ايه الالفاظ البيئه دي يابتاع الكنتالوب دي انا مش متجوز اندرتيكر بس دي باين اني اتجوزت جمالات آداب الرقاصة اللي في شارع الهرم يابتاعت الاصطباحة ، 


اعاده الوساده قذفا في وجهه فتفاداها بعيدا عنه وهو يجري وراءها مثلهم كمثل القط والفأر ومن يراهم يسقط أسفله ضحكاً من أفعالهم واخيرا بمهارة استطاع امساكها ثم حملها ورماها على التخت ونزع ملابسه عنه وهو يقترب منها بقوة جعلتها ارتعبت مرددا بانتشاء وهو يرى الرعب والهزيمة واضحين في عينيها :


ــ دي انتي هتتقطعي وهتتفرمي والقطر هيدوس عليكي يا أندرتيكر دلوك وهتصيحي ومش هتلاقي حد ينجدك ياجوجو .


كانت تحاول الافلات من قبضته ولكنه ممسكا بها بشده من كلتا يديها واقدامها بمهارة فهي رغم ضعف جسدها الا أنها خفيفة ولديها فرط حركة بطريقة لا توصف وهي تنطق باندهاش :


ــ مين جوجو دي انت تعرِف واحدة عليا اسمها جوجو انطق يا خاين .


ــ جوجو دي دلع جمالات آداب اللي تليق عليكي يا روحي ... جملة دعابية نطقها وهو قاصد استفزازها ثم أكمل:


ــ وفري بقى طاقة الهري اللي انتي عمال على بطال شغالة فيها داي لصحتك احسن ما تلاقي نفسك رحتي في خبر كان دلوك يا بت سلطان عشان تعرِفي ابن الريان اللي هتتريقي عليه هيسويكي على الجنبين .


ثم اقترب منها في عاصفه هوجاء نالت استحسانها مما جعله جنه جنونه اكثر من تلك المتغيره عن جميع نساء حواء والتي جعلته عاد وكأنه شاباًّ في العشرينات وليس رجلاً أربعيني ، 


بعد مرور ما يقرب من ساعة كانت تقف أمام المرآه تمشط شعرها وهي تشعر بالسعادة من كون هذا الرجل زوجها الذي أدخلها جنات عشقه المولع بها ، وكان هو الآخر قد ارتدى جلبابه البيضاء فكان حقا في زيه الأبيض وبالجلباب بالتحديد مثيرا للغاية فالتقطت عيناه عيناها في المرآه فغمز لها بشقاوة جعلتها أثيرت فالتفتت إليه وهي منبهرة بطلته التي جعلت قلبها يخفق داخلها فلأول مره تراه بالجلباب فتركت المشط من يدها وخطت اليه وكادت ان تلمسه كي ترتمي في أحضانه ولكنه ابتعد عنها على الفور وكأن عقرب سيلدغه مما جعلها تندهش من حركته تلك وهو يردد بتحذير مغلف بالدعابة :


ــ هتعملي ايه يا متهورة بعدي يدك عني اني متوضي وخلاص فاضل على الجمعة عشر دقايق فما تلمسنيش ، 


ثم غمز لها بدعابة :


ــ ولو عايزه مباراة تانية معِنديش مانع بعد الصلا يا رحمتي .


ضحكت باستمتاع للحديث الثائر بينهم ثم غازلته بعشق سوقي نال إعجابه وهي تبادله غمزته :


ــ ماشي يا حضرة المتر بس عايزة اقول لك الجلابية البيضا عليك حاجة قمر قوي قوي يخربيت رجولتك وجمالك فيها يا جدع واخد الرجولة كلها لوحدك بس الحمد لله صبت عند رحمة .


ــ وه هتحسديني عيني عينك اكده يا رحمتي اكده خطر يا خطر انت على جنس آدم ..

كلمات دعابية نطقها ذلك الماهر بنفس طريقتها فحقا كانوا مبهرين ثم نظر الى ساعته وجد انه لم يتبقى الا القليل من الوقت على الصلاة فودعها قائلا بمودة استقرت قلبها ورزقته السكينة :


ــ خلي بالك من نفسك يا رحمتي عقبال ما اجي علشان في كلام طويل لسه عايزين نحقق وندقق فيه ونشوف أصله ايه وفصله ايه يوم مبارك علينا يا صغنن .


انهي كلامها ثم تركها وذهب الى تأدية فريضة الجمعة وانظارها الهائمة متعلقة به وكأن الكون بأكمله يدور حول ماهرها متيمِها المغرمة به ، 


بعد مرور نصف ساعة قضتها في المنزل تشعل البخور وجدت حالها تشعر بالحر الشديد فخرجت الى الحديقة كي تجلس بها أمام حمام السباحة الذي ما ان جلست أمامه حتى أغرتها المياة والجو حر للغاية فوجدت نفسها تلقي بحالها داخل الحمام كطفلة صغيرة وتوقفت في نقطة مستوى جسدها فحمام السباحة مقسم إلى نقاط على حسب الطول وظلت تداعب المياه بسعادة عارمة وتلهو داخل المسبح وتناست الوقت فالابحار في المياه يسحب من يسكنها وكأنها سحر ،


إلى أن سحبتها المياه العذبة وهي لم تجيد السباحة ووجدت حالها تغطس داخل المياه ولا يستطيع جسدها النحيف أن يلاحق قوة سحب المياه لجسدها أسفله ظلت تجدف بذراعيها بقوتها ولكنها لم تستطيع والان شعرت بالخطر الشديد وباتت تجزم انها على مشارف الموت وزوجها لم يكن موجوداً وفقدت كل قوتها في ان تنجد نفسها من ظلمات البحر والموقف اصبح خطرا بل بدا اكثر خطورة ثم استسلمت لواقعها الأليم ولم تستطيع انقاذ نفسها فغابت عن الوعي داخل المسبح ، 


بعد مرور بضعا من الوقت عاد ماهر من الصلاة وأقدامه تسابق الخطوات كي يرتمي داخل احضان معشوقته التي غيرت حياته وجعلت يومه وباله مشغولا دائما بها وأصبح محور سعادته يدور حولها وحدها ،


وصل المنزل أخيرا وقبل أن يدلف إلى باب الفيلا مر من الحديقة وكأن القدر من بعثه في ذلك الوقت ، ولاحظت عيناه من بعيد شيئا ما داخل حمام السباحة من مياهه الزرقاء الصافية فمن يقف أمامه يرى أرضه واضحة كوضوح الشمس في كبد النهار، 


أحس بانقباض قلبه وعيناه تتفحص المسبح من بعيد وأقدامه جرت مسرعة وكأنه يشعر بوجود خطب ما وما إن وصل ورآها حتى اتسعت مقلتيه ذهولا من الموقف وهو ينادي بأعلى صوته عليها :


ـــ رحمممممممممممة ، رحمممممممممممة .


الفصل السابع عشر من هنا

تعليقات



×