رواية لم تكن خطيئتي الفصل التاسع عشر بقلم سهام صادق
توقف عن إكمال خطواته نحو الخارج وهو يسمع عصا والده تدب الأرض يصيح بأسمه
- على فين ياعاصم
- رايح اشوف مشاغلي ياحج
اقترب منه الحج محمود يقف قبالته
- شغل ايه يابن محمود والنهارده صباحيتك
ارتسمت ملامح السخرية فوق شفتي عاصم
- صباحية مين ياحج... ما كل حاجه كانت على يدك... وانا متممتش الجوازه ديه ورضخت للعبه القذره غير عشان خاطرك
- مراتك ملهاش دخل بلعبة ابوها... البت ضحيه يابني وانت شايفها غلبانه ومكسورة الجناح... واه ابوها سابها لينا ومشي
واردف بضيق مما فعله صابر بهم بعدما ظن ان الزمن قد غيره
- لو خرجت من الدار الناس هتظن فيها ظن وحش ياولدي
شعر عاصم بالسأم من طيبه والده الدائمه
- ياحج ورايا شغل ومشاغل... انا مش هقعد جانبها وهي عارفه كويس ان جوازتنا تمت ازاي
وقف الحج محمود يشيعه بنظراته يزفر أنفاسه يأساً من طباع ولده متحسراً على تلك التي بالأعلى
***************************************
وضعت السيدة رسمية الطعام أمامها
- كلي يابنتي حرام عليكي اللي بتعمليه في نفسك ده... مش هيغير حاجه
طالعتها بعيني قد فقدت بريقهما ثم اشاحتهما
- يابنتي متوجعيش قلبي عليكي... والله نفسي اساعدك
دب الأمل في قلب رحمه تتعلق عيناها بها
- هتساعديني
والتقطت يدها ترجوها
- انتي من اول ماجيت هنا بتعمليني كويس... كملي جميلك معايا وهشيله فوق راسي طول عمري
واردفت تنظر حولها بخوف
- خرجيني من هنا ومش هتشوفوني تاني
شهقت رسميه وهي تلطم فوق صدرها
- يالهوي اهربك... ده حامد بيه ايده طايله يابنتي
وضاع الأمل بعدما احيته داخلها لتترجع رحمه للخلف تتحسر على حالها
- شيلي الاكل مش هاكل حاجه
وانزوت فوق الفراش تغمض عينيها لا تعرف سبيل للهرب
- بس في واحد يقدر يساعدك وكلمته مسموعه وحامد بيه مش هيقوله لاء ولا يعارض كلامه منذ أن علم بخبر زيجة عاصم وصورة شقيقته تقتحم عقله... آلم نهش قلبه فهاهو عاصم يتزوج وسيعيش حياته
دلف المنزل يزيل عن عنقه رابطته التي تخنقه.. هتف بأسمها لكن لا اجابه
اتجه نحو غرفتها يفتح الباب كالعاده دون طرقه ليجدها تُطالع جسدها بالمرآة بذلك الثوب القصير وكأن رؤيتها هكذا كانت تنقصه صرخ بقوه يُخرج عليها غضبه
- والله عال ياست عهد.. بدفع انا فلوسي في تعليمك عشان ارجع الاقيكي كل يوم في المسخره اللي انتي عملاها في نفسك
ارتجف جسدها من شدة صراخه فتراجعت للخلف
اقترب منها دون أن يحيد عينيه عنها لتشهق بفزع وهي تراه يمزق الثوب الذي اشترته مع حنين في آخر خروجه جمعتهم وقد أصرت حنين عليها ان تشتريه تُخبرها انه سيليق بجسدها
- وادي الفستان اه...ولبس من ده تاني مش عايز اشوفك بي مفهوم
ارتعشت شفتيها تُقاوم ذرف دموعها.. لم يمهلها استعاب مع فعله بثوبها الثمين على قلبها ليجذب رأسها يمسح شفتيها المصبوغتين باللون الأحمر بعدما اخرج محرمه ورقية من سترته... انتقلت يداه لوجنتيها يمسحهما بعنف
- مش عايز اشوف القرف ده تاني... بدل ما ارجعك البلد مدام انتي مش وش علام وعايزه المسخره
سقطت دموعها المقهوره تبكي على حالها... حتى الشعور بأنوثتها يقتلوه داخلها... صوت شهقاتها تعالت وهو مستمر فيما يفعله غير واعي بأن ضيقه لما يخرج الا عليها
انتبه اخيراً لصوت شهقاتها وقبضتي يديها تدفعه بعيداً عنها
ابتعد عنها مفزوعاً مما احدثته يداه... فجثت فوق ركبتيها تهتف بقلة حيله
- مترجعنيش البلد.. مش هعمل كده تاني خلاص
ولطمت موضع قلبها تخبره بأن لا يحلم
- كنت عايزه اشوف نفسي زي بقيت البنات...
ورفعت عيناها نحوه وهو وقف يُطالعها بضياع علي مافعله بها ولا تستحقه
- مش هفكر تاني اكون بنت..اوعدك