رواية عاصفه الهوي الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء محمد






رواية عاصفه الهوي الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء محمد 


 سيف أخد همس وخرجوا، ركبوا العربية واتحرك فسألها باهتمام: تحبي نتغدى الأول ولا نروح نجيب لبسك وبعدها ناكل؟

همس بدهشة: لبس ايه؟

وضح بابتسامة: مش كنتي عايزة تغيري اللبس علشان مش ستايلك ادينا اهو هنغيره ، على الأقل مش هتحتاري كل يوم تلبسي ايه

بصتله بحماس: بجد ؟ أفهم من كلامك انك خلصت مشاويرك المهمة وبقيت فاضي ؟ 

ابتسم وهز راسه بتأكيد فقالت بسعادة: حيث كدا نشتري الأول وبعدها نبقى ناكل ولا انت جعان؟

نفى بهدوء: لا مش جعان بس نجيب حاجة نشربها بقى 

ردت بابتسامة عريضة: ماشي هاتلي ايس كريم

بصلها بسخرية: بقول نشربها مش ناكلها ياحبيبتي

ردت بمشاكسة: مافرقتش كتير عموما لو هنشرب هاتلي مانجة علشان أصحصح

رد بتعجب: هي المانجة بتصحصح؟ أنا افتكرت القهوة اللي بتعمل كدا

بصتله بمرح: معلوماتك غلط، وانت هتشرب ايه؟

رد بابتسامة سخرية: هشرب قهوة علشان أنام

بصتله باستفزاز: مش حلوة على فكرة

بصلها بغــيظ فبادلته بابتسامة سخيفة: حبيبي 

وصلوا قدام محل فوقف وهو بيقول: محدش غيرك هيفرسني 

فك الحزام وجه ينزل بس موبايله رن فبص لقاها مكالمة دولية فزفر بضيــق : مكالمة من برا

همس بهدوء: طيب خلاص هروح أنا أشتري وانت رد 

بصلها : هتعرفي ؟

رفعت حاجبها باستنكار: حد قالك اني كنت منعزلة عن العالم قبل ما أتجوزك؟ 

بصلها بغيــظ: أنا غلطانلك ماباخدش منك غير لسان طويل روحي هاتي 

ضحكت وجت تنزل بس مسك ايدها منعها وطلع محفظته أخد منها ٢٠٠ جنيه واداهالها فبصتله باعتراض: معايا فلوس 

رد بتصميم: وفيها ايه لما يكون معاكي؟ ادفعي من دول

رفعت كتفها بقلة حيلة وأخدتها ونزلت وهو رجع اتصل بالرقم واتكلم في الشغل ، بعد ربع ساعة لقى همس جاية ومعاها القهوة والعصير ، مد ايده ناحية بابها فتحه ليها فركبت وكان لسه بيتكلم ، استنته لحد ما خلص وبعدها ناولته قهوته بابتسامة : اتفضل 

أخدها منها وشكرها بابتسامة وحطها قدامه 

مدتله ايدها بال٢٠٠ جنيه بتاعته وقالتله بابتسامة: وفلوسك اهيه ماصرفتش منها

بصلها بلوم: برضه جبتي من معاكي ياهمس؟

هزت راسها بنفي فضم حواجبه بتعجب : امال دفعتي ازاي؟

رفعت كتفها وردت ببساطة: مادفعتش 

بصلها بعدم فهم: ده ازاي ده؟ امال جبتي ازاي؟

ردت ببراءة: أبدا في واحد ماخلانيش أدفع وقالي انا عازمك وصمم ماياخدش الفلوس 

كانت بتتكلم وهو باصصلها بصدمة ممزوجة بغضــب ، ردد بعدم استيعاب: نعم يا حلوة ؟ واحد؟ ودفع انتِ بتقولي ايه ؟

بصتله بريبة: بقولك في واحد حلف اني ما أدفعش 

بصلها بعصبية وهو بيجز على اسنانه: وانتِ ازاي تسمحي لواحد انه يدفعلك ياهانم ؟ انتِ اتجننتي؟

ردت ببراءة جلطته: ما أنا اتحرجت 

رفع حاجبه باستنكار: نعم؟ ايه ؟ اتحرجتي؟ ده اللي هو ازاي يعني ؟ 

بصتله : ايه ازاي ؟ اتحرجت ، هي دي فيها ازاي ؟ 

ردد بغيــظ : ده انتي شرشحتيلي يوم ما خبطتك وقولتيلي اخبط راسك في اتخن حيط ، تقوليلي اتحرجتي ؟ بعدين هو عادي كدا ان واحد يدفعلك انت بتقولي ايه ياهمس؟

ردت بدفاع: دي أول مرة على فكرة بس هو قالي الدنيا زحمة أنا هجيبلك يا آنسة ورفض ياخد 

بصلها بعصبية شديدة : وانتِ واقفة تتكلمي مع واحد ليه ؟ وبعدين ايه آنسة دي ؟ والدبلة اللي في ايدك دي ايه ؟ انتِ بتستهبلي ياهمس؟ 

انكمشت على كرسيها وبررت بتردد: اهدا بس ماحصلش حاجة لكل ده

رد بحدة : ازاي ما حصلش لما واحد غريب واقف يتكلم مع مراتي وكمان يدفعلها وهي موافقة ده اسمه ايه؟ انزلي وريني البني ادم ده  

همس بصتله بقلق وشهقت بذهول أول مالقته بيفتح الباب بعنف وهينزل فمسكت ايده بسرعة تمنعه : استنى بس أنا بعمل فيك مقلب

بصلها بعينين بيطلعوا شرار فهزت راسها بتأكيد وقالت بصدق: والله العظيم مقلب أنا أصلا ماكلمتش حد ولا هسمح لحد يدفعلي 

ملامحه ارتخت بس الغضب مازال مرسوم على وشه : امال ايه الهبل اللي بتقوليه ده؟

ردت بابتسامة : قلت أعمل فيك مقلب مش أكتر

بصلها بغيــظ فبصتله بعتاب مزيف: انت مش مصدقني ؟ قصدك اني ممكن أسمح لحد يكلمني ويدفعلي؟ اخص عليك بجد

رفع حاجبه بدهشة انها طلعته هو الغلطان فرد باستنكار: ده بجد؟ بقيت أنا الوحش دلوقتي؟ مش حضرتك اللي عملتي كل ده؟ 

بصتله وردت ببساطة: ما أنا قلت أجننك شوية 

بصلها بحــدة : قلتلك قبل كدا مابحبش ذكر أي راجل حتى لو لمجرد اني أغير ياهمس مش مقبول 

همس بابتسامة مترددة : ايه البصة دي ؟ صل على النبي كدا بس واهدا 

اتنهد بقلة حيلة : عليه الصلاة والسلام - بصلها بحزم وكمل - عارفة لو عملتي كدا تاني هعمل فيكي ايه؟

بصتله ببراءة فقال بتهكم: مش هتثبت ياهمس 

ضحكت وقربت منه باست خده وضمت دراعه سندت عليه وهي بتقول بمشاكسة: هو أنا معرفش أضحك عليك أبدًا؟ ده انت قفوش جدا

ابتسم باستسلام وسند راسه على راسها فكملت بفضول : ماقلتليش هتعمل ايه لو كررتها؟

بعد راسه عنها وبصلها بغيــظ: همنع عنك الموبايل اللي أكيد بتجيبي منه الأفكار المهببة دي

بصتله بابتسامة: وأكلمك ازاي بس؟

تجاهل سؤالها وقال: وهحبسك في الأوضة مش هتخرجي منها لحد ماتبطلي مقالبك

بصتله بمشاكسة: والله لو هتتحبس معايا ماعنديش مانع أتحبس

ضحك غصب عنه على ردها وقال باستسلام: ثبتتيني للأسف

ضحكت بمرح وضحك معاها وبعدها اتحركوا للمول علشان يجيبوا لبس


آية كلمت اصحابها تشوفهم فين فقالولها انهم في النادي و راحتلهم ، اتصلت بأمها وقالتلها انها في النادي مع صحباتها ، وصلت عندهم وقعدت معاهم وهي شاردة تماما ، سارة فوقتها : ايه وصلتي لايه ؟ 

بصتلها وابتسمت باصطناع: ما وصلتش معاكم اهو ، المهم يا نهلة صح استلمتي العربية ؟ عاجباكي ولا ايه ؟ 

ابتسمت : تحفة يا آية ، سبيدو ده چنتل أوي على فكرة ، وهاني مبسوط أوي منه وبيقول انه ذوق أوي ، المهم أنا عازماكم على العشا كلكم احتفالا بالعربية .

آية كشرت : كلنا مين ؟ ما احنا كلنا هنا .

ابتسمت بغموض : كلنا يعني الشباب لسه هيجوا .

روان بتوضيح : قصدها هاني وأيمن ما تقلقيش .

نهلة ابتسمت بمغزى: وطبعا سبيدو هاني عزمه علشان يشكره بشكل شخصي على اللي عمله معانا .

آية وقفت بضيق : طيب ليه ما قلتيش ؟ أنا تعبانة وهروح 

لسه هيمسكوا فيها بس لقوا الشباب وصلوا وهاني أول واحد وصلهم فسأل: واقفة ليه يا آية ؟ ده العشا وصل اهو 

قبل ما ترد وصل أيمن ومعاه سبيدو اللي قال بابتسامة: السلام عليكم .

سلموا على بعض وسارة مسكت ايد آية : اهدي بقى واتعشي معانا بعدها امشي . 

لاحظت آية نظرات سبيدو ليها بس حاولت تتجاهله وتشارك في الحوار مع اصحابها. 

حست انها محاصرة فوقفت واعتذرت انها هتروح الحمام ، انسحبت بسرعة ولحظات وسبيدو وقف : هعمل تليفون مهم .

سارة ابتسمت بضيق لانها فهمت انه رايح وراها ، آية دخلت الحمام وقفت قدام المرايا وحاولت تظبط شكلها البهتان ومكياجها شوية وفكرت تمشي بدون ما حد ياخد باله وبعدها تعتذرلهم . 

خرجت برا ومشيت خطوتين و لقته واقف ساند على الحيطة مستنيها ، حاولت تتخطاه وتعدي فوقفها : ما تعمليش نفسك مش واخدة بالك مني وتمشي. 

ردت باقتضاب : عايز ايه ؟ أعتقد البيزنس كان مع نهلة وجوزها أنا كنت مجرد وصلة مش أكتر . 

استناها تخلص جملتها بعدها سألها: خلصتي ولا لسه ؟ وبعدين معاكي ؟

بصتله بضيق : انت عايز ايه ؟ 

اتعدل وقرب منها: أفهم 

بصتله بعدم فهم : تفهم ايه ؟ 

بص لعينيها باهتمام: اتصالي بسيف ضايقك ليه بالشكل ده ؟ 

بصتله لوهلة بعدها ردت: مش حابة أتكلم

قرب خطوة تانية وكرر بإصرار: هكرر نفس سؤالي ليه اتصالي ضايقك ؟ سيف عمل ايه ؟ 

فكرت تسيبه وتمشي ، فكرت تزعق فيه بس فضلت ساكتة فكرر بنفاد صبر : اتكلمي سيف عمل ايه ؟ 

ردت بإيجاز : سبيدو أرجوك البيزنس كان

قاطعها بنرفزة : يلعن أبو دي كلمة قلتها ، وبعدين معاكي ؟ علاقتي ومعرفتي بيكي مش بيزنس كلمة بيزنس كنت أقصد بها العربية لصاحبتك ، العربية اللي كنت مستعد أهادي بها صاحبتك لمجرد ان انتِ اللي طلبتي مني أساعدها 

قالت بلامبالاة مصطنعة : المجاملة ليها حدود فخلينا نتكلم بالعقل انت راعيتها أكيد بس مش للدرجة دي يعني و 

قاطعها بتهكم: أنا أخدت منها تمن العربية فقط زي ما قلتلك لكن دفعت من جيبي مبلغ وقدره علشان أجيبلها العربية دي من برا لهنا وكنت مستعد أديهالها ببلاش خالص فياريت ما تتكلميش بالطريقة دي وقلتلك ما أحاسبهاش خالص بس قلتي كفاية آخد منها تمن العربية بدون مكسب فأنا دفعت من جيبي مش بس استغنيت عن مكسبي .

بصتله بتكبر : وأنا ما طلبتش منك تدفع من جيبك .

بص للسما بنفاد صبر : ياربي ارحمني منها 

ردت بغيظ : بدل الدعوة دي ممكن أسيبك وأمشي 

جت تمشي بس عارض طريقها وقال بحزم: بطلي تتعاملي معايا بالأسلوب ده لو سمحتي . 

بصتله بلوم: أسلوبي أنا ولا أسلوبك انت ؟ خصوصا وانت بتتهمني اني اديت رقمك اللي أصلا ما أعرفهوش لسارة؟ 

رد بوضوح: صاحبتك مش سهلة وأنا بنصحك منها ولو كلامي كان حاد فده من غيظي انك تعرفي واحدة زيها

ردت بدفاع: على فكرة انت ظالمها

بصلها بضيق : نبقى نشوف الموضوع ده بعدين ، طيب سيبك منها المهم ماله سيف؟

بصتله بتردد: انت تعرف حازم وحكايتي معاه ؟ 

بمجرد ما سمع اسم حازم عضلاته اتشنجت وفكر بغيرة، هل لسه بتحبه ؟ معقول ماقدرتش تتخطاه ؟ ليه بتفكر فيه دلوقتي ؟ ليه بتتكلم عنه ؟ 

كررت سؤالها : تعرف حكايتي مع حازم ولا لا رد عليا 

رد بضيق خفي : أعرفها ، ليه فكرتي فيه دلوقتي ؟ اوعي تكوني لسه بتحبيه !

استغربت سؤاله فردت باستنكار : أحبه ايه انت اتجننت ؟ ده كان كلب وخاين ومنحط ومعدوم الأخلاق .

ارتاح لوهلة لما سمعها بس ده مش معناه انها بطلت تحبه فقال بتردد : حتى لو هو بالمواصفات دي فالقلب للأسف مش بياخد في باله الاعتبارات دي كلها ، ليه افتكرتيه دلوقتي ؟ 

ردت بدون تردد : مش بنساه علشان أفتكره

 اتضايق وقبل ما ياخد أي رد فعل آية وضحت: مش بنساه لان محدش بيديني فرصة أنساه ، حازم كان غلطة بشعة في حياتي ، معرفش ازاي أصلا دخل حياتي ! أنا أعرفه من سنين طويلة وعمري ما شوفته غير صاحب أخويا بس ازاي دخلي ؟ ازاي خلاني أقرب منه لحد الآن مش فاهمة لحد النهارده مش قادرة أستوعب ازاي كنت بالغباء والتخلف ده !

سألها وهو محتاج يفهم أكتر : برضه ليه بتتكلمي عنه دلوقتي ؟ ايه علاقته بينا ؟ 

بصتله وأخدت نفس طويل : لان زي ما أنا ما نسيتهوش سيف مش ناسيه ، سيف علاقته بيا اتهزت بعد الموضوع ده ، تقدر تقول مابقاش في ثقة بينا ، مابقاش سيف بتاع زمان اللي بيحبني وبس أو يمكن بطل يحبني أصلا 

قاطعها بدفاع عن صاحبه: لا يمكن يكون بطل يحبك ، اه يزعل منك لكن عمره ما يبطل يحب أخته الصغيرة ، هو ماعندوش غيرك أصلا انتِ بتفكري ازاي ؟ 

بصتله بأسف : سيف رافض يديني فرصة تانية ، بتسألني ليه معترضة على اتصالك به؟ هقولك ، قبلها اصحابي كانوا عايزين يحتفلوا برجوع سارة من السفر واقترحوا نتعشى مع بعض وشاءت الظروف اننا في الآخر اتعشينا في اليخت بتاع باسم لانه عجبهم بعد ما شافوا كتب كتاب سيف فيه - اتضايق وحس بالغيرة بس دارى انفعالاته وسمعها - المهم اتجمعنا كلنا عنده لانه قال ان اليخت بيأجره للرحلات والحفلات ، آخر النهار كنت عايزة أحاسبه 

ابتسم وهو متوقع الباقي : وهو رفض طيب عادي لانه صاحب سيف ومش هيحاسب أخته 

وضحت : ماهي المشكلة ........

حكتله اللي حصل وسوء ظن سيف فيها 

بعد ماخلصت سألها باستغراب: برضه ايه علاقة ده باتصالي به ؟ 

زعقت : لان سيادتك بعد خناقتي معاه بسبب باسم انت بتقوله آية عندي فظهرت قدامه ان يوم مع باسم ويوم معاك وقبلها كان حازم، دلوقتي فهمت واستوعبت ؟ توقع رد فعله ايه ؟ توقع قالي ايه وعمل ايه ؟ وياريت اكتفى بخناقه معايا ده دخل ماما كمان وقالها بنتك كل يوم مع واحد ، قال كلام كتير صعب ، فحاليا أنا ماعنديش استعداد لأي خناق تاني معاه . 

سبيدو سمعها بهدوء وعذر نرفزتها عليه بس في نفس الوقت قلق لانه كان ناسي باسم أو متناسيه ، افتكر قربه منها وقت كتب الكتاب وهو بغبائه اتخانق مع سيف وانسحب ، انتبه من أفكاره عليها بتكمل : أتمنى تكون فهمت ، و دلوقتي أنا جيت أتعشى معاهم بس لو سيف عرف انك موجود هيفسر ده غلط وهيتخانق معايا تاني وأنا صدقني تعبت من الخناق معاه ، تعبت منهم كلهم من لومهم وعتابهم ، من نظرتهم ليا ، هيفضلوا لامتى يتخانقوا معايا ويحكموا عليا بناء على غلطة ارتكبتها ، فدلوقتي لو هتكلم سيف عرفني علشان أكون مستعدة لجولة جديدة قصاده .

اتقابلت عيونهم في نظرة طويلة قطعها بتفهم: مش هقول لسيف ولو وجودي مضايقك همشي .

انتظر ردها وهي كانت هتقوله خليك بس سكتت. 

ابتسم بتفهم : همشي وانتِ اقعدي مع اصحابك براحتك أنا بالفعل قلتلهم ان معايا تليفون مهم فهقولهم اني لازم أمشي .

جه يبعد بس وقفته : سعد 

بصلها باستفسار فابتسمت : متشكرة لتفهمك بجد .

ابتسملها وهز دماغه ولسه هيبعد بس وقفته تاني وسألته بفضول: هو أنا ينفع أسألك كنت بتعمل ايه في الشركة النهارده ؟ ولا الموضوع سر؟ 

ابتسم لفضولها : لا مش سر ولا حاجة ، سيف طلب مني أمسك المصنع علشان الشغب اللي بيحصل فيه .

قربت منه وعينيها لمعوا بحماس : وقلتله ايه ؟ وافقت ؟ 

استغرب لمعة عينيها يا ترى هي فعلا عايزاه يقرب ؟ 

آية أول ما سمعته قلبها دق بعنف لان كده هيبقى في فرصة تقرب منه أكتر وتفهم إحساسها، انتبهت على سؤاله: انتِ ايه رأيك ؟ انصحيني ، أوافق ؟ 

عيونهم اتعلقت ببعض وجاوبت بدون وعي منها : ياريت توافق .

الطريقة اللي نطقت بها الجملة خلته أخد قرار فوري، أما هي فانتبهت وبعدت عنه وكملت بتوتر : براحتك طبعا ، شوف هل ده يناسبك أو لا ، أنا اتأخرت على اصحابي .  

وقفها بسرعة: آية - التفتتله فكمل - خليني أسبقك وأعتذر منهم وأمشي أنا الأول . 

وافقته وراقبته وهو بيبعد يروح لاصحابها ، اعتذر منهم ومشي من المكان كله ، رجعت قعدت وسط اصحابها وسألت عليه فقالولها انه مشي ، سارة قربت منها بغيرة : انتم ما اتكلمتوش ؟ 

بصتلها واحتارت تقولها ايه ؟ فسألتها تاني باهتمام : طيب هو ولا باسم ؟ 

آية استغربت سؤالها : انتِ بتقولي ايه ؟ 

سارة بإصرار : اختاري واحد فيهم ، أو لو صارفة نظر عنهم الاتنين عرفيني .

بصتلها بذهول: انتِ عايزة ايه ؟ 

وضحت بجرأة: عايزة سبيدو .

آية قلبها دق بعنف وحست بإحساس غريب جواها ماعرفتش تفسره ، سارة مسكت دراعها بمكر: باسم عاقل وهادي وأهلك هيوافقوا عليه لكن سبيدو لا فخليهولي .

شدت دراعها بغيظ: هو بلوزة ولا قميص أخليهولك ؟ وبعدين أنا مش ماسكاه أعتقد .

سارة ابتسمت بفرحة : خلاص هجرب فرصتي معاه بس انتِ هتزعلي ؟ 

بصتلها كتير قبل ما ترد بمغزى: جربي فرصتك معاه ده لو ماكنتيش جربتي. 

سارة قلقت لتكون عرفت حاجة 

آية بصت لاصحابها و وقفت : أنا مش قادرة أفضل اعذروني بجد بس اليوم كله من بدري في الشركة ومش قادرة .

انسحبت وهم ماحبوش يضغطوا عليها . 

ركبت عربيتها وقعدت فيها شوية وعقلها بيرجعلها كلامها مع سبيدو ، ليه قلبها بيدق بالطريقة دي؟ ليه ماحستش بدقاته قبل كده حتى مع حازم ؟؟؟


دخلوا المول وبدأت رحلة البحث عن لبس يعجب همس ، كل مايدخلوا محل مايعجبهاش حاجة لحد ما سيف بصلها بتعب: مش معقول ياهمس مفيش حاجة عاجباكي في كل اللي شوفناهم!

ردت بعبوس: ما أنا معرفش اللبس ماله بقى عامل كدا ليه 

بصلها بغيظ: والحل ايه ياحبيبتي هنفضل نلف كدا كتير؟ 

ردت بنفي: لا تعال نشوف هنا

شدته ودخلوا محل عجبها اللبس فيه وبدأت تتجول بينهم بحماس لحد مالمعت عينيها بخبث ورفعت بادي ضيق بدون اكمام ومعاه هوت شورت ورفعته لسيف بابتسامة: ايه رأيك في ده؟

بص ورد بهدوء: حلو بس خليكي الأول في لبس الخروج بعدها نجيب للبيت .

ردت ببراءة: ماهو ده للخروج ياسيف .

بصلها بذهول ورد باستنكار: للايه ؟ انتِ بتهزري ؟

هزت راسها بنفي فقال بحدة: حد قالك انك مش متجوزة راجل؟ فاكراني هسيبك تخرجي كدا؟ 

ردت ببساطة: ده طالع تريند على فكرة

بصلها بتهكم: طالع تريند للاوضة مش للشارع ياروحي ، ده انتِ مش بتلبسي كدا ليا تروحي جايباه للناس؟

ابتسمت بخبث: بشوف بنات كتير بتلبس كدا

سيف بحنق: وأنا ماليش دعوة بالبنات دول ومش همشي مراتي بالمنظر ده؟ وبعدين تعالي هنا انتِ من امتى بتختاري لبس كدا؟ 

ضحكت على منظره وهو باصصلها بضيق فقالت: شكلك عسل وانت غضبان كدا

ضيق عينيه وسألها بشك: بتشتغليني صح؟

هزت راسها بتأكيد بابتسامة خبيثة ، بصلها بغيظ : انتِ حد مسلطك عليا النهارده؟

نفت بمشاكسة: خالص 

فاتنهد وقال بسخرية: بفتري عليكي

هزت راسها بتأكيد فرد بغيظ: اتفضلي ياحبيبتي شوفي هتجيبي ايه 

ضحكت بمرح وبدأوا يتجولوا ويختاروا سوا اللبس وبعد ماخلصوا راحوا يتغدوا في جو مرح


سيف رجع بالليل هو وهمس بعد ما جابوا اللبس واتغدوا، دخلوا الفيلا وهو محاوطها بايده ، لقوا عز وسلوى قاعدين مع بعض فسلموا عليهم واستأذنوا يطلعوا لأوضتهم . 

أخدها وطلعوا وهو بيهزر معاها بس قبل ما يدخلوا أوضتهم آية خرجت من أوضتها تنادي عليه فهمس بعدت عنه بإحراج وبصت لآية سلمت عليها قبل ما تنسحب لأوضتها وتسيب سيف مع أخته ، الاتنين تابعوها لحد ما دخلت ، سيف وقف قصاد أخته ومستنيها تتكلم بس هي ساكتة 

سألها بهدوء : خير يا آية عايزة تقولي ايه ؟ 

بصتله كتير بتردد وحيرة ومستغربة تفكيرها؛ منين عاتبت سبيدو انه كلم أخوها ومنين هي واقفة دلوقتي عايزة تقوله بدل ما يسمع من أي حد ، سيف كرر سؤاله : آية مالك ؟ 

انتبهت : لا مفيش بس حصل موقف ومش حابة يوصلك بأي طريقة غير زي ما حصل .

فهم تلقائيا ان الموضوع يخص سبيدو أو باسم حد فيهم قابلته بس مارضيش يتكلم وسابها هي تحكي زي ما تحب .

آية حمحمت قبل ما تحكيله : النهارده قابلت اصحابي في النادي ونهلة قالت انها عازمانا على العشا بمناسبة عربيتها الجديدة .

سيف فهم وتوقع الباقي بس مغحبش يقاطعها وهي كملت بتوتر: بعدها اتفاجئت ان سبيدو من ضمن المعزومين على العشا .

استنته يتكلم أو يثور أو يزعق بس كان بيسمعها بصمت لحد ما سكتت فسألها بغموض : وبعدين ؟ 

كملت باستغراب : مش عارفة ماعرفتش أعمل ايه ؟ أمشي ؟ أفضل ؟ طيب انت هتزعل مني ؟ فانسحبت دخلت الحمام علشان أعرف أقرر ، وبصراحة قلتله كدا وهو مشي ، أنا ماحبيتش تسمع من أي حد اني شوفته في النادي أو أي حوار وتيجي تتخانق معايا لاني والله تعبت من الخناق معاك يا سيف . 

سيف ابتسم وقرب منها مسك ايديها الاتنين وقال بهدوء : آية ، يا حبيبة قلبي وروحي وأختي الصغيرة أنا عايزك تفهمي اني بحبك وأي تصرف بتصرفه معاكي من باب الحب والخوف عليكي ، موضوع حازم واللي حصل فيه مزعلني لانه نقطة سودا في حياتك وأنا مش حابب يكون عندك تجربة سيئة بالشكل ده لكن ثقي تماما ان في الأول والآخر كل اللي يهمني سعادتك انتِ وبس ، سبيدو أنا طلبت منه يمسك المصنع وطبيعي جدا هتشوفيه الفترة الجاية كتير في الشركة انتِ مش مضطرة تبرري كل نفس تتنفسيه أنا بس ضد - سكت بتفكير وماعرفش يعبر عن الكلمة اللي يقصدها فقال- أنا ضد انك ترخصي نفسك لأي حد يا آية ، عايزك فوق والكل يبصلك لفوق مش عايز حد يستغلك تحت أي مسمى ، فهمتيني ؟ أنا مش عايز حد ياخد انطباع غلط عنك انك سهلة أو عادية لانك مش كده ، النجوم اللي في السما محدش بيعرف يوصلها بسهولة ، فخليكي نجمة فوق واللي عايزك يتعب علشان يستاهل يوصلك . 

آية ابتسمت من قلبها لان ده سيف اللي بتحبه من صغرها: سيف أرجوك انسى حازم واديني فرصة أنساه 

ربت على كتفها بحب : حاضر يا آية مش هتكلم عن حازم تاني بس خليني دايما معاكي بلاش تتخبطي لوحدك ولو حسيتي انك بتتخبطي دخليني معاكي ظلمتك دي نمسك ايدين بعض ونعديها مع بعض انتِ مش لوحدك وده سبق وقلتهولك قبل كدا

ضمها لحضنه وهي حست قد ايه هي مفتقدة الحضن والأمان والراحة دول في حضن أخوها ، همست بعتاب : وحشني حضنك يا سيف ، همس أخدت الحضن ده ليها وأخدتك مني . 

 ⁃ همس فتحت الباب تشوفه بس لقتهم واقفين بيتكلموا وبعدها بيضمها لحضنه ، حست بقلبها بينبض بغيرة الحضن ده بتاعها هي، أيوة دي أخته بس ده ما يمنعش انها مفتقدة الحضن ده . 

سمعت سيف بيطمنها : همس ما أخدتش حاجة منك يا آية حضني مفتوحلك في أي وقت انتِ و همس ، وبعدين همس حاجة وانتِ حاجة تانية يا روحي ، محدش يقدر ياخدني منك ، هتلاقيني دايما معاكي وفي ظهرك .

ابتسمت بارتياح وبعدت عنه وقالت بمزاح : يعني انت لسه سيف بتاع زمان ؟ 

بصلها باستفسار : هو ايه سيف بتاع زمان وسيف دلوقتي ؟ أنا زي ما أنا ما اتغيرتش أصلا .

وضحتله بتردد: معرفش بس انت أي لحظة فراغ عندك بتقضيها في حضنها ومعاها وكأن محدش له حقوق غيرها عليك ، حاسة …. حاسة انه مابقاش من حقي أحضنك بالشكل ده أو أقرب أو أسهر معاك . 

مسك خدها بمداعبة : بطلي هبل وتفكير متخلف ، همس حبيبتي ومراتي وبحبها لكن ده مش معناه انها ممكن تاخد مكان أختي أو أمي ، حب الزوجة مختلف عن حب الأخت تماما وبكرا لما تحبي هتفهمي الفرق ولا ساعتها أقلق ان أختي بتحب جوزها أكتر مني ؟ 

بصتله بثقة : لا يمكن 

ابتسم : عارف انه لا يمكن لان الاتنين مختلفين ، الزوج مكانة والأخ مكانة تانية - قرب منها أكتر وقال بمجاملة- وبعدين الزوج أو الزوجة ممكن يتعوضوا وممكن يتبدلوا لكن الأخ والأخت مالهمش بديل ، أنا ممكن أتجوز واحدة واتنين وعشرة لكن ماعنديش غير آية واحدة بس ولا يمكن يكون عندي غيرها . 

حضنته جامد وبعدها بعدت عنه وقالت بسعادة : خلاص ادخل أوضتك ارتاح أكيد يومك كان طويل . 

همس بعدت عن الباب بسرعة قبل ما يدخل بس اتغاظت من كلامه انها ممكن تُستبدَل ويكون في غيرها عشرة كمان ، أيوة هي مقدرة كلامه لأخته انه بيطمنها بس مش على حساب حبها ومكانتها في قلبه ولا هي ممكن بالفعل يستبدلها ويحب غيرها ؟ 

التفكير ده ضايقها ، حست بدخوله وقفل الباب وراه ، قرب منها ووقف وراها ضمها ، باس رقبتها باشتياق : أخيرا وصلنا أوضتنا وبقينا لوحدنا .

همس فكت ايديه بضيق من حواليها وقالت بدون ما تبصله : هغير هدومي بعد إذنك . 

مسك دراعها رجعها الخطوة اللي بعدتها وسألها بدهشة : في ايه مالك ؟ وبتفكي ايديا من حواليكي ليه ؟ 

لفت وشها بعيد عنه وده أكدله ان في حاجة ضايقتها وخصوصا لما ردت بتبرير واهي : عايزة أغير هدومي ممكن ؟ 

بصتله بإصرار فساب دراعها باستسلام: براحتك اتفضلي . 

دخلت غيرت هدومها وهربت منه جوا الحمام لانه دخل هو كمان يغير هدومه ، لاحظ حركتها دي وماعلقش عليها ، خرج قعد على السرير بس فتح اللاب بتاعه يشوف شغله المتعطل . 

همس خرجت لابسة بيجامة قصيرة وبحمالات رفيعة عليها فراشات ، بصلها بنظرة عابرة ظاهريا بس من جواه شكلها الطفولي ده بيجننه ، افتكر مامته لما بتقوله همس بتختار لبسها كله زي الأطفال فقالها ساعتها تسيبها براحتها لان هو توقعها وتخيلها كده وهي أصلا كده ، هي مجنونته الصغيرة اللي بيدوب فيها. 

همس راقبته بطرف عينيها ولاحظت نظرته وبعدها لقته بص لشاشته بس شكله سرحان، يا ترى بيفكر في ايه ؟ 

قعدت على السرير ومعاها كشكول محاضراتها تقرأ اللي أخدته النهارده، فتحته لكن ما شافتش ولا حرف ، بصت للشاشة بتاعته وشغله ، استغربت انه بالفعل مندمج في شغله يعني مش بيفكر فيها أصلا! ضيقها زاد وخصوصا انه أكيد لاحظ ضيقها وبالرغم من كده متجاهلها .   










نفخت بضيق فقال بدون ما يبصلها : مالك ؟ هتولعي في الأوضة ليه ؟ حاسس بنار واصلالي 

ردت بتهكم : ما تخليك في اللي انت فيه وما تشغلش بالك بيا أصلا 

فكر للحظات يا ترى يشوف مالها ولا يخلص اللي بيعمله الأول ويتفرغلها ؟ وبعدين هو ايه اللي ممكن يكون مضايقها ؟ كانوا راجعين مبسوطين ودخلت الأوضة وهو بعدها لقاها متضايقة فايه اللي مضايقها ؟ 

قرر انه يخلص شغله ويسيبها تهدا مع نفسها شوية وبعدها يفهم مالها . 

همس استنته يتكلم أو يعترض على كلامها بس هو تقريبا ما سمعهاش . 

انتظرت وانتظرت وقالت دلوقتي يخلص ويهتم بها بس انتظارها طال وهو تقريبا مش حاسس بها ولا شايفها وده ضايقها أكتر فاتعدلت و وقفت ولفت ناحيته بس بالفعل هو مندمج في اللاب وتركيزه كله معاه ، مدت ايدها بغيظ وقفلت شاشة اللاب وشدته من قدامه ، بصلها بذهول ماقدرش ينطق ولسه هتبعد فقال بسرعة : هاتي يا همس اللاب ببعت إيميل مهم وبتكلم مع حد أهم .

حضنت اللاب بعناد : مش هديلك اللاب يا سيف .

سيف بصبر : حبيبتي ببعت إيميل مهم هاتي اللاب 

بصتله بإصرار : مش هديهولك 

سيف بضيق : يا بنتي ما سبق واتخانقنا على تدخلك في شغلي قبل كده ، الله يهديكي هاتي اللاب ، الجنون له وقته مش أي وقت - كرر بنبرة حازمة- هاتي اللاب 

نبرته خوفتها منه فناولتهوله وأخده وفتحه بسرعة يكمل اللي بيعمله ، أما هي فشدت الروب بتاعها لبسته وخرجت برا الأوضة . 

سيف اتوتر وفكر هل ممكن تتجنن وتخرج برا ؟ أكيد لا مش هتخرج بالروب يعني ،

               الفصل العشرين من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 


تعليقات



×