رواية حلا العشق الفصل التاسع عشر بقلم ريهام حلمى
في شقه فارس
انتهت فرح من تنظيف الشقه باكملها ثم جلست علي الاريكه بتعب وظهرها يؤلمها بشده من المجهود الذي قامت به ،ولم تدري بنفسها وهي تغيب في نوم عميق بعد هذا المجهود الشاق الذي استنزف كل قواها.
بينما بداخل لم يكن حال فارس اقل منها فقد كان يصارع بنومه ككل مره يشاهد بها تلك الكوابيس ،وبعد دقائق من شعوره بالاختناق وتصببه بالعرق ،انتفض جالسا وهو يقول بزعر:
_عماااار.
ادرك فارس اين هو ،فاستعاذ بالله ثم مسح علي وجهه وهو يقول بضيق:
_ليه يا عمار زعلان المره دي ؟!!
نهض فارس من الفراش ثم نظر الي الساعه وجدها السادسه مساءا ،ثم اتجه الي صوره عمار ونظر لها بشوق شديد قائلا بنبره محترقه:
_اكيد انت زعلان علشان ليا فتره مش بزور اهلك ،بس اوعدك هروح النهارده واطمنك عليهم .
مسح بكفه علي الصوره ثم استكمل بالم:
_دي اقل حاجه ممكن اقدمها ليك بعد ما طلعت جبان وما قولتش ايه سبب اختفائك ،بس انا خدلك حقك يا عمار منها ما تزعلش مني .
نظر فارس الي صوره صديقه المبتسم نظره اخيره ثم اسندها علي الكومود مكانها ،ثم دلف للخارج متجها للمرحاض ولكنه توقف عندما شاهد فرح جالسه وتغط في النوم ،فتذكر امرها ثم نظر حوله وجد شقته التي كانت منقلبه رأسا علي عقب الي مكان نظيف تماما ،فاخذ نفسا عميقا ثم اتجه اليها وهو يقول بجمود:
_فرح ،فرح يلا قومي علشان اوصلك .
لم يتلقي فارس اي اجابه منها ،فقطب جبينه بعدم رضا ثم هزها برفق من زراعها مستكملا بصوت اعلي قليلا:
_فرررح يلا قومي بقا .
لم يلقي اي استجابه منها فادرك انها فقدت الوعي فاغمض عينيه بضيق ثم ذهب سريعا الي غرفته ليأتي بزجاجه عطره ليقوم بإفاقتها ..
وبعد دقائق كانت فرح تفتح عينيها بوهن شديد ثم وجدت فارس يجلس بجانبها وزراعه ملفوف حول ظهرها ليسندها فابتعدت عنه سريعا ولم يمانع هو فقالت له بتعب:
_هو ايه اللي حصل ؟!!
وضع فارس زجاجه العطر علي الطاوله الصغيره بعنف ثم استقام واقفا واجاب عليها ببرود:
_غبتي عن الوعي وانا فوقتك بس كده..
زفرت فرح بضيق ثم اعتدلت لتقف ولكن اختل توازنها وكادت ان تسقط ولكن كان زراعه الاسرع في امساكها جيدا ،فقال بتساؤل:
_اممم شكلك كده ما اكلتيش حاجه من الصبح صح؟!!
ابتعدت فرح عنه بضيق ثم رد عليه بجمود:
_مالكش دعوه مش عملت اللي امرت بيه ،انا عاوزه امشي حالا.
اومأ فارس برأسه ببرود وكاد ان يخرج ولكن نظر الي ملابسها وجدها متسخه من اثر التنظيف ،فتذكر ملابسها التي ابتاعها لها فقال بجديه:
_الاول غيري هدومك دي ما ينفعش تمشي وانتي كده.
اتسعت عينا فرح بغضب وهي ترد عليه بعصبيه:
_انت مجنون واقول لماما ايه لما تسألني ليه غيرتي هدومك؟
نظر اليها فارس نظرات قاتله ثم قال بحده:
_رجعنا لصوت العالي تاني ،قولت ميه مره زفت صوتك ده ما يعلاش ،وبالنسبه لامك قوليلها غيرت في المحل عادي يعني هروح اجيبهم واجي.
غادر فارس لياتي بالثياب بينما اخذت فرح تدور بالشقه بضيق ثم نظرت حوالها وجدت صوره للشاب صغير علي احدي الطاولات فتناولتها ونظرت اليها بتدقيق فقطبت جبينها بتعجب من يكون ذلك الشاب ،ثم اتجهت الي الغرفه التي كان ينام بها وفتحتها بهدوء وما ان فتحتها حتي وجدت الكثير من صور ذلك الشاب الصغير بالداخل فقالت بعدم فهم:
_يا تري مين ده ؟!!
_____________
في فيلا حسام الصاوي،،،،
بعدما القت رنيم كلماتها الحمقاء اشتعل بركان حسن ونظر اليه نظرات شر ثم سريعا ما كان يجذبها من زراعها وهو يقول بغضب:
_مين ده اللي بتحبيه انطقي ؟!!
ابتلعت رنيم ريقها بخوف شديد وكادت ان تتراجع لكنها اصرت علي تكميل مخططها ثم نطقت بقوه مصتنعه:
_مدرس باخد عنده درس لكن ايه يا حسن امور خالص .
دهش حسن من وقاحتها ،اتجرؤ علي نطق تلك الكلمات امامه ،فهزها من كتفيها بقوه قائلا بنفس النبره:
_ايه قله الادب دي ما فيش حياء ابدا بتقوليها في وشي كده بتحبي واحد تاني .
ابتعدت عنه رنيم بصعوبه ثم قالت بضيق:
_وفيها ايه احنا بنحب بعض عادي يعني.
قبض حسن علي كفه بقوه ثم حاول علي قدر الامكان ان يهدأ من نفسه فقال بهدوء مصطنع:
_اممم بتحبوا بعض ،يعني كمان هو بيحبك طب والله حاجه جميله اوي ،طيب و بالنسبه لكيس الجوافه اللي واقف قدامك ده ؟
ضحكت رنيم بشده وهي تبتعد عنه قدر الامكان ثم قالت باستفزاز:
_حسن بليز الالفاظ مش كده ،وبعدين عادي انا بحبكم انتوا الاتنين بس هو اكتر .
جن جنون حسن بعد جملتها فركض اتجاهها محاولا امساكها باي طريقه ليفتك بها ولكن هي كانت الاسرع عندما دلفت الي داخل الفيلا فوجدت والدتها فخنبئت خلفها قائله بزعر:
_الحقيني يا ماما حسن عاوز يضربني .
دهشت حياه مما تقوله ابنتها وخاصه عندما وجدت حسن يدلف بوجه لا يبشر فالخير فقالت حياه بقلق:
_في ايه حسن ؟
صر حسن علي اسنانه وهو يرد عليها بعصبيه :
_في ان الهانم بنتك يا عمتي ما شفتش ريحه التربيه ولا عدت عليها ابدا .
تضايقت حياه مما يقوله حسن فردت عليه باتزعاج:
_ليه يا حسن ما هي بتذاكر زي ما بتقولها وبتعمل كل اللي بتقول عليه .
ادرك حسن ان تلك الصغيره تستغل الجميع لصالحها فان الحديث لن يجدي معهم ،فمسح علي وجهه بضيق ثم قال بهدوء مصطتنع:
_خلاص يا عمتي انا اسف انا بس اتعصبت شويه لما ما عرفتش تجاوب علي الاسئله ،تعالي يا رنيم كملي مذاكره يلا.
نظرت اليه رنيم بشك فحثتها والدتها علي الذهاب معه وما ان ذهبت حياه حتي جذبها حسن من زراعها بقوه الي الحديقه ثم قال بغضب:
_شوفي بقا انا عارف الاعيبك دي وحكايه الواحد التاني دي كدبه من كدباتك ،بس بلاش يا رنيم تطلعي جناني عليكي ،فاهمه؟!!
نزلت دموع رنيم وهي تقول له ببكاء:
_اعمل ايه ما انت بتكرهني ودايما بتزعق فيا ومش بتديني فرصه اتكلم معاك في ايه حاجه .
هدا حسن عندما شاهد دموعها فرد عليها بحزم:
_قولتلك ميت مره انا مش بكرهك ،ولو مش عاوزاني ازعق تاني ذاكري كويس وجيبي مجموع وليكي عندي يا ستي مفاجأه هتعجبك اوي .
_بجد؟!!
اومأ حسن لها بهدوء ثم رغع زقنها قائلا بابتسامه :
_مع اني بتمني لو تدخلي كليه طب زي ولا انتي مش عاوزه تبقي زي ؟
سعدت رنيم بتلك الكلمات فردت عليه مسرعه:
_اكيييد انا عاوزه ابقا زيك .
صمتت قليلا ثم ذهبت الي حيث كتبها وهي تقول بسعاده:
_اوعدك من هنا ورايح في مذاكره وبس يا حسن.
ابتسم حسن لها ثم صفق بيده قائلا بهدوء:
_برافو يا رنيم انا كده هحبك وهبقا راضي عنك .
_________________
في فيلا سيف الصاوي ،،،،،
بعد ساعات فاقت حلا ولكنها مازالت تبكي بعدما فعله معها والدها ،بينما كانت منه تحتضنها بحنان وهي تملس علي شعرها بحنان اموي ثم قالت لها بدموع:
_ما تخافيش يا حبيبتي بابا كان متعصب شويه بس اكيد هو مش كان عاوز يعمل كده .
اختبأت حلا في حضن والدتها بخوف وتلك هي عادتها عندما تكون خائفه من شئ و"منه" تعرف ذلك فحاولت قدر الامكان ان تخبئها بحضنها حتي تشعر بالامان ..
اقتحم سيف الغرفه مما زاد من انكماش حلا بينما صرت منه علي اسنانها بغضب لدخوله بطرق الطريقه ولكنها لم تشأ ان تتشاجر معه امام ابنتها ،بينما تقدم سيف منهما ثم وجه حديثه لحلا :
_عاوز اعرف ازاي مضيتي علي عقد الجواز ده ؟!!
نفت حلا برأسها وازداد دموعها وهي تقول بزعر:
_انا ..انا معاملتش ..حاجه..انا..اامعاملتش حاجه.
رق قلب سيف لابنته عندما شاهد زعرها ولكنه اصر ان يبقا حازما معها حتي تقول له الصدق فقال بجديه:
_مش فاهم حاجه منك اتكلمي كويس وقوليلي هددك بايه؟!
ازداد تشبث حلا بوالدتها ورفضت الحديث وكان سيف علي وشك الحديث فقالت له منه بجمود:
_كفايه كده البنت مش مستحمله ،سيبها دلوقتي.
اغتاظ سيف بشده منهما وكاد ان يخرج ولكن استوقفته منه بنفس النبره:
_علي فكره احنا مسافرين بكره الصبح ،علشان حلا تريح اعصابها؟
التفت اليها سيف ثم قال بحده:
_كده قررتوا من نفسكم من غير ما ترجعولي؟!
ملست منه علي شعر ابنتها بحنان ثم قالت بدون ان تنظر له :
_اظن انك مش هتعارض راحت بنتك ،وراحتها انها تبعد عن هنا اليومين دول.
نظر اليها سيف بغضب ثم قال لها وهو يخرج :
_عاوزك بره.
خرج سيف خارج الغرفه ينتظرها خارجا بينما تنهدت منه طويلا بضيق فهي لن تنسي ما قاله لها وما فعله مع ابنتها ،همت منه لتقوم لكن تشبست حلا بها وهي تقول ببكاء:
_مامي ما تسبنيش انا خايفه ..
مسحت منه دموعها بحنان ثم ردت عليه بهدوء:
_ما تخافيش يا حبيبتي هشوف بابا عاوز ايه وارجعلك تاني وكمان هبات معاكي النهارده ؟
اومأت حلا بخوف ثم تركتها ببطئ كمن يخشي فقدان شئ ثمين ،بينما خرجت منه للخارج فوجدت سيف يستند بظهر علي الحائط واضعا كفيه بجيب بنطاله ينتظرها بجمود ..
نظر اليها سيف قليلا ثم قال بهدوء:
_تعالي اوضتنا نتكلم .
ذهبت منه خلفه بضيق حتي وصلت لغرفتهما وما ان دلفت للداخل حتي اغلق سيف الباب ثم تقدم منها واحتضنها بحب قائلا باعتذار:
_انا اسف يا منه انا معرفش قولت كده ازاي بس انا كنت متعصب اوي .
ظلت منه جامده بينما هو متشبث بها وعندما لم يجد منها استجابه ابتعد عنها ثم قال بندم :
_يا منه خلاص بقا قولتلك كنت متعصب.
لم تتحمل منه ما يقوله وهنا انفجرت به بعصبيه:
_كل مره بتقول نفس الكلام يا سيف ،قولتلك حلا مش هتستحمل عصبيتك دي ،مش عاوزاها تعاني زي ابدا انا مكنتش اتخيل ابدا انك تمد ايدك عليها ،اذا كان عليا فانا مسامحه في حقي لكن مش هسامح في حق حلا يا سيف .
رد عليها سيف بحده هو الاخر:
_يعني انتي مش شايفه انها غلطت لما كدبت علينا ؟
عقدت منه زراعها ثم اجابت عليه بجديه :
_البنت كانت خايفه ودي طبيعتها لو كنت اتعاملت معاها بهدوء لما شوفت الورق كان افضل من انك تضربها ،باللي انت عملته ده خليتها تخاف منك وما اعتقدش انها ترجع معاك زي الاول.
زفر سيف بضيق بينا اكملت منه بنفس النبره:
_ياريت تجهزلنا كل حاجه للسفر .
جلس سيف علي الفراش ثم قال بهدوء:
_ماشي سافروا انتوا بكره وانا يومين وهحصلكم ،بس هخلص الشغل اللي ورايا.
اومأت منه بالايجاب وهمت ان تذهب فقال لها بعدم فهم:
_رايحه فين؟
رد عليه منه وهي تخرج:
_عند حلا طبعا ،هبعتلك زياد ويزيد .
_لااااا استني..اا
لم يكمل سيف حديثه لانها رحلت واغلقت الباب بشده خلفها ،فاغتاظ سيف بشده منها فقال بضيق:
_ماشي يا منه.
وبعد نصف ساعه كان سيف ينام بمنتصف الفراش وعلي يمينه زياد وعلي يساره يزيد المقدرين عليه عندما لا ترضي منه عنه فقال لهم سيف بحزم:
_مش عاوز اسمع صوت نفس فيكم فاهمين ،وبطلوا ترفسوا وانتوا نايمين.
رد عليه زياد ويزيد بضجر:
_حضرتك يا بابا اللي بترفس مش احنا.
نظر اليهم سيف بغضب ثم جذبهم من شعرهم المصفف بعنايه قائلا بحده مصطنعه :
_اخرس ياض انت وهو واتخمدوا ناموا .
اغمضوا عينيهم علي الفور وكما اعتادوا تشبس يزيد بزراع وزياد بالاخر فاصبح مكبل من الاثنين فقال جملته المعتاده:
_حسابك معايا يا منه انتي وولادك الغجر ددول.
______________
*وهكذا مرت حياه ابطالنا بعد مرور شهر كامل..
دلف ادم الي غرفته بعدما خرج من السجن ثم القي بجسده علي الفراش بغضب فقد اخبره عمه بما حدث لحلا ،فغضب حينيها كثير وقرر الخروج لانه حان الوقت ليأخذ زوجته حتي لو كان رغما عنها وعن الجميع ،وكاد ان ينفذ بعد خروجه من السجن لكن اخبره عمه بانهم سافروا لتغير حلا جوا وتبتعد عن كل هذا الضغط ،ولكن هذا لم يمنعه بتقديم طلبه للمحكمه ان تخضع زوجته لبيت الطاعه وهو الان منتظرا اصدار التنفيذ
……………………..
*بينما ابتعد فارس عن فرح نهائيا طوال شهر ولم يهاتفها حتي بالهاتف ،ولكن الحدث المهم الذي حدث انه اتفق مع والدها بانهم سيقومون زفافهم بعد الانتهاء من زفافها ،وها هو قد انتهت اختبارتها وتبقي يومين فقط لزواجها .
بينما فرح كانت حالتها يرثي لها خاصه وان زفافها بعد يومين من ذلك الحيوان الادمي كما تطلق عليه ،لم تعلم لمن تشتكي له امره او ان تبث شكوتها لاحد فقد دموعها تزداد كل ليله مع اقتراب موعد الزفاف ..
.…………………….
اما بطلتنا الجميله فبعد سفرها مباشره كانت تخشي والدها كثيرا ولا تشعر بالامان الي بوجود والدتها ولكن مع سفر سيف اليهم استطاع ان يشعرها بحنانه مره اخري ،بينما هي كانت طوال هذا الشهر يشغل بالها فكره واحده انا تنغصل عن ادم نهائيا حتي تستعيد احلامها مره اخري ،صحيح انها تشعر نحوه بالحب ولكن اكدت لنفسها مستقبلها هو اول شئ بحياتها ..
……………………
اما عن تلك الطفله العنيده والمتهوره دائما فقد استطاعت ان تسيطر علي جنونها كثيرا وعلي عنادها حتي يسعد منها حسن فقد كانت طوال هذا الشهر تستذكر دروسها جيدا وهدف واحده امامها ان تحصل علي الدرجات النهائيه التي تؤهلها للالتحاق بكليه الطب .
بينما حسن كان يعمل بجد بعيادته الخاصه بالاضافه الي عمله بالمشفي وكان دوما متواصل مع عمار للوصول بحل بشأن فارس وكيف يستطيعون الاتيان به اليه ويتابع العلاج النفسي مره اخري ،وكان بنفس الوقت يتابع مع رنيم دروسها فقد شعر انه في الساعات التي يقضيها معها يزيد مستواها بالاسئله التي يوجهها لها،مما جعله يعرض علي حسام ان يقيموا الزفاف مع زفاف فارس ،رفض حسام بالبدايه لان هذا سيشغل ابنته عن دروسها لكن اكد عليه حسن انه لاشئ سيشغلها عن دروسها،فاضطر حسام ان يوافق عندما شاهد ارتياح ابنته معه