رواية لم تكن خطيئتي الفصل الثامن عشر 18بقلم سهام صادق

رواية لم تكن خطيئتي الفصل الثامن عشر بقلم سهام صادق
 لم تكن يوماً من هواة الروايات الرومانسية فحياتها لم تعطيها تلك الرفاهية ولا الاحلام.. اخبروها دوماً انها ابنة راقصه منبوذة الأصل

بطلة الروايه كانت ضعيفه مثلها راضيه بذلك القدر الذي اختاره لها الناس ولكن عندما تفتح قلبها على حب ابن عمها الذي كان كغيره لا يراها الا تلك الفتاه المنطوية ذو الجسد السمين والملابس البشعه ولكنها كانت تحيا في زمن اندثر به الأخلاق فلم تعد الا المظاهر تُشبع النفس والعين وما كان عليها الا لتتغير 

اغلقت هاتفها تزفر أنفاسها بعدما قضت ساعات بين صفحات تلك الروايه التي بعثتها لها حنين حتى يرفهوا عن أنفسهم قليلاً

نهضت من فواق فراشها تقف أمام المرآة وفي لحظه كانت تُحرر شعرها من تلك الضفائر التي تعطيها منظر طفولياً 

أنساب شعرها بغزارته وخصلاته المموجة حولها... لتقع عيناها نحو احمر الشفاه تطلي شفتيها به.. ولم يزدها صنيعها الا فتنة.. فتنة جعلتها تنظر لهيئتها بأندهاش تتسأل " هل أصبحت امرأة كامله ام مازالت تلك المراهقة"

 - عهد 

تجمدت عيناه وهو يفتح باب غرفتها دون أن يطرقها فهو يعلم تماما انها بهذا الوقت تُذاكر دروسها 

اتسعت عينيها وهي تراه يقف أمامها يرمقها بنظرات فاحصه.. يقترب منها 

-  ايه اللي عملاه في نفسك ده 

واجتذب رأسها واخرج منديلا ليزيل عن شفتيها احمر الشفاه 

متنهداً بضيق وهو يراها تتملص من قبضته تدفعه بعيداً عنها 

 - عجباكي المسخره ديه.. وانا اللي فاكرك قاعده بتذاكري 

 - ابعد عني.. ملكش دعوه 

-  ماليش دعوه.. لا انتي حالتك بقت عجيبه الفتره ديه.. شكلي دلعتك 

اصابتها عبارته في الصميم لتضحك رغماً عنها تتمتم بقهر 

 - بتدلعني ولا بتعطف عليا بسبب شعورك بالذنب اتجاه خديجه 

 - عهد

صرخ بها وهو يتذكر شقيقته يدفعها بعيداً عنه

 - لمي شعرك واعدلي هدومك وعشر دقايق والاقيكي بره في الصاله 

ونظر نحو ساعته يزفر أنفاسه 

-  استاذ الفيزيا نص ساعه وجاي ولا المسخره عجباكي 

وكان هذا اخر مادار بينهم ذلك اليوم... لتقضي باقي اليوم يتجاهلها وكأنه يُعاقبها على شعورها بأنوثتها 

*****************************************

وقفت السيده فاطمه أمامه تبتسم وهي تراه يبحث عنها بعينيه... سعادته كانت تُسعدها فهي عاشت معه سنين طويله لم ترى منه إلا خيراً 

 - في المطبخ يابني... والله انا ديما بقولها ارتاحي واحنا موجودين وديه شغلتنا لكنها مصممه تعملك الأكل بأيديها

ابتسم شهاب والسعاده باتت تملئ قلبه وهو يستمع لكلماتها يُناولها حقيبة عمله حتى تضعها بغرفة مكتبه 

اتجه نحو المطبخ لتخرج فتنه على الفور تخفض عيناها تمر من جانبه 

اقترب منها لتهتف ب فتنه بعدما تذوقت طعم الطعام 

-  فتنه ممكن تناوليني الملح 

بحث عن علب التوابل لتقع عيناه اخيراً عليهم فيلتقط الملح يمد يده به هامساً 

 - امممم ريحة الاكل تجنن وتفتح النفس 

اجفلها صوته تلتقط انفاسها تلتف نحوه 

 - خضتني

وابتسمت وهي تراه أمامها وقد وفي بوعده وأتى على موعد الغداء كما اتفقوا قبل ذهابه لعمله صباحاً

 - اطلع غير هدومك عقبال ما احضره... خلاص مش فاضل كتير 

داعب وجنتيها مبتسماً علي تلك السعاده التي يراها فوق ملامحها

 - قدامك ساعه بس وهرجع الشركه تاني

زمت شفتيها بعبوساً لطيفاً أصبح يهوه منها وينعش قلبه 

 - وانا اللي فرحت انك رجعت بدري وهتقضي اليوم كله معايا 

كانت يداه مازالت تتحرك فوق وجنتيها يُداعبهما برقه باتت تسلب دقات قلبها 

 - أنتي عارفه ياقدر الشغل ووقتي مش ملكي

 - ربنا يعينك ياحبيبي ويوسع رزقك يارب 

وعندما أدركت تلك الكلمه التي تفوهت بها كان صداها اخترق فؤاده وضاع الكلام وهو يُقربها منه يتناول شفتيها بقبلة دافئه أودع فيها سعادته 

جمله واحده اذابت قلبه... جعلته يُقرر انه سيأتي كل يوم يتناول طعامه معها مهما كانت اشغاله... 

شهاب العزيزي أصبح يحب المنزل هكذا كانت تُحدث السيده فاطمه حالها وهي تُسرع في تحضير الطعام مع قدر تنظر إليها من حيناً لآخر تتمنى لهم السعاده التي أصبحت ظاهره على وجههم 

هبط الدرج يُشمر أكمام قميصه يتلذذ بالرائحه التي خطفت أنفاسه منذ عودته 

 - لا كده وزني هيزيد.. حرام عليكي ياقدر 

التفت نحوه مبتسمه تسكب له طعامه 

-  خلاص مش هأكلك النهارده الكريم كرميل 

جلس فوق مقعده يتناول منها طبقه المملوء 

-  لا كده كتير انتي عملتي حلف مع فاطمه عليا وبقت تقولك الاكل اللي بحبه وانتي تنفذي وانا اضيع 

سكبت لنفسها الطعام بكمية قليله لتتعلق عيناه بها متذمراً 

 - يعنى عايزانى اتخن وانتي تحافظي على وزنك 

 - انت بتتحرك كتير لكن انا اغلب الوقت قاعده 

ارتفع حاجبه يفحصها بعينيه لتُطالعه ببراءه 

 - الصراحه عايزاك تتخن ويطلعلك كرش ومافيش ست تبصلك 

وقفت فاطمه مصدومه وهي ترى سيد البيت الوقور يحمل زوجته يصعد بها الدرج متوعداً لها 

اتسعت ابتسامتها تُشيح وجهها خجلاً عائدة للمطبخ تدعو لهم بالسعاده 

*****************************************

كانت عيناه عالقة بها وهي تقف أمامه تُجفف شعرها... ارتبكت من نظراته تشعر بالخجل 

 - كان اجتماع مهم 

عقد شهاب ذراعيه أسفل رأسه زافراً أنفاسه 

 - يعنى...بس في غيري يقدر يسد 

-  هو انت ليه داخل في كل حاجه 

تسألت وهي تقترب منه فقطب حاحبيه 

 - كل حاجه ازاي 

 - بيزنس وسياسه 

صدحت ضحكاته مُعتدلاً من رقدته يلتقط ذراعها يجذبها نحوه 

-  غاوي تعب ياستي...

والتمعت عيناه وهو يلتهم ملامحها الشهيه 

 - قاعدت معاكي اه زي ما كنتي عايزه...قوليلي بقى ازاي هتخليني مندمش اني ضيعت الاجتماع 

ابتعدت عنه تهتف بحماس بعدما فكرت بما تفكر به دوماً

 - هعملك.... 

 - لا كفايه ياقدر..كده انا مش هقعد في البيت 

عبست ملامحها تنظر اليه ببراءه

 - طب انت عايز ايه اعملهولك واعمله علطول 

والاجابه كانت واضحه... وضاعت بين ذراعيه خائفه من تلك السعاده التي وهبتها لها الحياه بعد حزن كانت تسأل دوماً حالها هل تستحقه والعوض يأتي لا مُحالة 


الاجتماع الأول لها ضمن أعضاء الحزب ورئيسه لم يأتي ليتولي الأمر نائبه... كانت شاردة طيلة الوقت لا تُصدق انه ترك اجتماعاً 

نفضت رأسها من تلك الأفكار التي راودتها... فلو فكرت هكذا ستجن.. اقنعت نفسها بأن شهاب لا يتأثر ب امرأة فعمله يأتي بالمقام الأول 

انتهى الاجتماع اخيراً ولم تنتبه لأي كلمه قد قيلت فيه فعقلها كان منشغلاً 

نهضت على الفور تخرج من مقر الحزب لا تستمع لصوت من يهتف اسمها 

*******************************************

الأعين كانت تترصده ولكنه كان لا يهتم.. ارتشف من كأس الشاي الذي يفضله في تلك القهوة التي أصبح معتاد الجلوس عليها 

انتبه لتلك الثرثرة التي اخذت تتعالا من حوله لتتجمد عيناه وهو يسمع اسمه واسم ابنته على ألسنتهم 

هب واقفاً صارخاً بهم 

 - قطع لسانكم انا بنتي اشرف من الشرف

تعالت السخريه فوق شفتي البعض والبعض الآخر شعر بالمقت مما يحدث 

-  روح ربي بنتك ياراجل

فضحك الاخر يلكظ زميله 

 - راجل ايه ده مطلع بنته تشتغل وهو قاعد زي الحريم في البيت 

لم يتحمل صابر سماع المزيد ليندفع نحوهم يُحاول صفع من اغتاب في رجولته 

 - شوفوا ياناس عايز يعمل علينا راجل وبنته دايره على حل شعرها مع عاصم بيه ومقضياها أحضان...ماهي مش هتلاقي حد يبصلها فلازم تفتح الباب على البحري 

 - بس عيب ياواد منك ليه... ده شرف ولايا 

هتف احد الرجال الاتقياء يشعر بالتقزز مما يسمع... يمد يده لصابر الواقع أرضاً 

نهض بخزي ينفض عباءته يسير في الطريق لا يقوي على جر ساقيه 

وصل لمنزل الحج محمود يهتف بأحد الرجال 

 - فينه... فينه اللي خلي سمعت بنتي في الأرض 

طالعه الرجل الواقف حالته المزرية يُسرع للداخل مُنادياً على الحج محمود الجالس في مكانه المخصص يرتشف قهوته مع احد الرجال وبينهم مصالح عدة 

ولم يكد الحج محمود ينهض من مكانه حتى يري صابر ويفهم مايُخبره به رجله 

 - كده يامحمود كده يااخويا... ابنك يعمل في بنتي كده 

اتسعت عيني الحج محمود ولم يصل لذهنه شيئاً واحداً 

*****************************************

دلفت للفيلا تحت أنظار الخادمه 

 - شهاب بيه موجود 

-  ايوه ياهانم 

اقتربت منها فاطمه تُشير لفتنه بأن تذهب لعملها 

 - فين شهاب يافاطمه 

لوت فاطمه شفتيها استنكاراً لتعاليها رغم أنها لم تعد صاحبة المنزل 

-  شهاب بيه في اوضته مع المدام 

شحبت ملامح شيرين مما جعلها تشفق عليها للحظات ولكن في النهايه هي تستحق... نفضت فاطمه شعور الشفقة الذي احتل قلبها للحظات نحوها 

سيطرت على مشاعرها تُخرج صوتها بثبات ولكن داخلها كانت تشعر بالانهيار تخشي ما يُخبرها به قلبها 

-  اطلعي قوليله اني مستنياه في اوضة المكتب 

 - ياخبر ياشيرين هانم ازاي اطلع للبيه اوضته وانتي عارفه عوايده مبيحبش حد يزعجه 

لم تتحمل شيرين سماع المزيد صارخة 

 - قولت اطلعي قوليله اني موجوده 

تنهدت فاطمه بسأم تصعد الدرج بعدما اتجهت شيرين نحو غرفه المكتب تطرق الأرض بحذائها

خمسه عشر دقيقه ظلت تنتظره تشعر وكأنها تجلس على الجمر كلما صور لها قلبها انها بين احضانه تنعم بدفئ جسده الذي اشتاقته 

آه مؤلمة خرجت من بين شفتيها تتذكر كل لحظه جمعتهم... هي زوجته وستظل زوجته مهما حدث 

-  هترجعلي ياشهاب مش هسيبك ليها 

تمتمت بها قبل دلوفه لغرفه مكتبه ينظر اليها حانقاً

 - خير ياشيرين..

تجمدت عيناها وهي ترى هيئته والحقيقه التي تجاهلتها وانكرتها واضحه 

صرخ بها قلبها يؤكد لها ما تخيله

 - شيرين انا مش فاضي ليكي... قولي كنتي جايه عايزه ايه

التمعت عيناها تقترب منه بآلم تسأله دون شعور 

 - كنت في حضنها 

احتدت عيناه يمسح فوق شعره الرطب وقد يأس من افهامها بأنها طليقته وليست زوجته 

-  عايزه ترتاحي ياشيرين... اه كنت في حضنها وحبيتها وعايش سعيد وقريب هجيب ابني منها ابن مش هتكرهه عشان مش من مقام بنت الوزير تخلف طفل زيه 

صرخه مكتومه خرجت منها قهراً ترفع كفوفها تدفعه فوق صدره 

 - انت مش عايز غير توجعني... كفايه ياشهاب كفايه وجع ابوس ايدك

 - فاطمه تعالي وصلي مدام شيرين

وانصرف تاركاً لها المكان لتقف ترثي حالها

*****************************************

-  هتتجوز ايمان ياعاصم... وكلمه تاني لا انت ابني ولا اعرفك

صاح عاصم بعلو صوته ينظر إلى صابر الذي وقف يشاهد الأمر

-  انت هتصدق كلام الناس ياحج... احضان وابوس ايه... كل اللي حصل انها كانت خايفه فهديتها

اتسعت عيني الحج محمود وهو يستمع اليه يستنكر كلمته بوجه جامد 

 - بتهديها... ومن امتى الراجل مننا بيهدي ست مش من محارمه

واقترب منه يضرب عصاه ارضاً

 - البلد كلها الليله ديه هتعرف انك كنت خاطب ايمان وكنا هنكتب كتب كتابكم قريب... وانت ياصابر روح بلغ بنتك

كان قلب صابر يتراقص فرحاً ورغم ماحدث لا ان مصلحته انسته ان التي تحدث عنها الناس ابنته

شرد حالماً بالمال الذي سيجنيه من تلك الزيجه ويسد ديونه ويعود اسمه للسوق مجدداً

اقترب منه عاصم بعدما انصرف والده يتنهد مقتاً

-  فرحان طبعا بالنسب ياحمايا...

ابتلع صابر ريقه فأردف بوعيد

 - بس خليك متأكد ان بنتك الغاليه هتدفع التمن

******************************************

صرخت وثارت وبكت ولكن في النهايه حكم عليها ان تكون زوجته... نظراته الشامته المحتقره لم تُخفي عليها وكأن لها دخلاً بكل ماحدث... 

أصبحت زوجته ولا تعرف كيف كل ما تذكرته انه مضت اسمها فوق العقد ووالدها ينسحب بعيداً مع عاصم 

عاد والدها اليها وقد انفردوا بإحدى الغرف 

 - انا راجع القاهره تاني يابنتي... معدش ليا عيش هنا تاني 

ابتعدت عنه والصدمه ترتسم فوق وجهها ايزوجها ويرحل فمنذ ساعات كانت تُقبل قدميه حتي يرحلوا من هنا أو سترحل وحدها وهو يُخبرها ان لا وجود لهم الا هنا فمن يتربصون له لأخذ اموالهم كثر ولن يتركوهم 

 - هتمشي... والديانه والناس اللي ناوين ليك على الشر مش كل دول اللي بسببهم خلتني اتجوز عاصم وارضي بالذل

وصرخت كالمجنونه 

 - انت صدقت ان ممكن يكون بيني وبين عاصم حاجه... كل ده ظلم.. ظلم 

 - ايمان اسمعيني يابنتي... عاصم خلاص بقى جوزك وديه الجوازه اللي كنت بحلم ليكي بيها... صحيح الطريقه جات غلط لكن المهم في النهايه حصل اللي اتمنيته 

وأخرج الشيك الذي بحوزته

 - جوزك سد كل الديون اقدر ارجع رافع راسي 

تسارعت أنفاسها وهي لا تُصدق ان والدها باعها وهي التي تحملت كل المهانه والذل من أجله

 - بعتني ليه 

هتفت عبارتها والخزي يملئ قلبها 

 - بعتك ليه ايه ياعبيطه... ديه جوازه مكناش نحلم بيها 

الكلمه اخترقت اذني عاصم الذي دلف للتو ينظرنحوهم ساخراً

 - فعلا جوازه مكنتوش تحلموا بيها... عاصم العزيزي يتجوز بنتك ويدفع كمان فلوس 

واندفع احد رجال عاصم للداخل يجر أحدهم خلفه صائحاً

 - اتكلم ياخلف قول كل حاجه لعاصم بيه 

شحبت ملامح صابر يبتلع لعابه بأرتجاف ينظر لذلك الواقف يترصد حركاته...لقد اكتشف عاصم كل شئ وافتضح امره

-  هو اللي قالي يابيه اعمل التمثليه ديه كلها وافضحكم وسط الناس

وارتجف الرجل يجثوا أمام قدمي عاصم الذي تعلقت عيناه بصابر 

 - انا جيت اقوله اني شوفت البشمهندسه فعربيتك وانه ميصحش كده عشان سمعتها

وابلتع الرجل ريقه خوفاً

 - اتفق معايا يديني الف جنيه.. وديه بنته قولت وماله اذا كان ابوها مش خايف على سمعتها

*****************************************

سواد غلف عيناها وصدمة كسرت ماتبقى لها... رحل والدها بعدما ودعها بنظرات حزينه يُخبرها مراراً وتكراراً ان مافعله لمصلحتها.. بمال عاصم ستعود لحياتها القديمه المرفهة وستخوض تلك العمليه التي ستعيدها جميله كما كانت 

دلف عاصم الغرفه يُشيعها بنظراته المحتقره 

 - ايه ياعروسه لسا مجهتزتيش لعريسك.. مش الليله دخلتنا ولا ايه 

ارتجف جسدها تدور بعينيها هنا وهناك حتى لا يرى حسرتها 

 - ارجوك سيبني... انت عرفت الحقيقه خلاص وعارف اني مظلومه 

صدحت ضحكاته في ارجاء الغرفه...ايدفع المال ويتركها.. اينتصر والدها عليه في النهايه ولا ينال حقه

-  عاصم العزيزي مبيسبش حقه ولا ممتلكاته...

واردف بقسوة بعدما اقترب منها فالتصقت بالجدار رهبة من نظراته 

 - ابوكي عمل الفضيحه وباعك وقبض تمنك... وجيه وقت حقي 

واتبع حديثه بسخرية لاذعه

 - مش البشمهندسه برضوه بتعرف حقوق غيرها 

عادت دموعها تغزو وجهها بغزاره دون تقف 

 - ارجوك 

واهتاجت مشاعره وهو يراها كيف تحمي نفسها بذراعيها منه... لتعود ذكرى قديمه... خديجه تترجاه بأن يصبر عليها وهو يضمها اليه يعدها بصبره.. فحبه لها اكبر من رغبته 

اجتذب ذراعها بقسوه بعدما التقط القميص الذي وضع فوق الفراش يلقيه بوجهها 

 - ادخلي غيري هدومك... صبري بدء يخلص... ابوكي باعك تفتكري انا هرحمك 

دفعها نحو المرحاض يهتف بوعيد يُصارع تلك الذكريات التي أبت ان تتركه تلك الليله 

 - عشر دقايق وتبقى قدامي...فاهمه 

نصف ساعه مرت وهي تجلس بالمرحاض تبكي حظها تقبض فوق قماش القميص تنظر نحو باب المرحاض ترتجف من الخوف... لقد أصبحت زوجة ذلك القاسي الذي احبته 

يالها من سخريه أحبت من لم ترى منه إلا القسوة 

أشعل سيجارته الثانية  قبل أن يطفئ الاولي وعقله شارداً مع الماضي... 

الظلام عاد يتغلل داخل قلبه بعدما شعر انه بدء يتحرر منه حتى أحلامه أصبحت لا تغزوها الا تلك القابعه داخل المرحاض منذ اكثر من نصف ساعه 

اطفئ سيجارته عندما تجلل داخله شعور الرفض مندفعاً نحو المرحاض يطرقه بقوة 

 - هعد لحد عشرين لو خلصت وملقتكيش قدامي هكسر الباب سامعه 

ارتجفت اوصالها تهتف به برجاء

-  طب هاتلى حاجه تانيه البسها... مقدرش البس ده... ارجوك 

 - واحد... اتنين... 

وبدء عده ليستولي عليها الخوف تزيل عنها ملابسها بأيدي مرتعشه ترتدي ذلك القميص الذي يكشف عن باقي تشوهها 

انتهى العد قبل أن تتمالك أنفاسها وكاد ان يرطم الباب بجسده الا انها أسرعت تفتح الباب تطرق رأسها بخزي ودموعها لا تتوقف 

طالعها طويلاً ينظر لكل جزء من جسدها وشعور واحد كان يدور بخلده 

 " اكان الحادث بشعاً لهذا الحد ... اقضت الايام باكيه من الآلم" 

 - مش قادره أقف كده...ارجوك خليني البس اي حاجه

 - ارفعي عينك ياايمان 

هزت رأسها رافضه تغمض عينيها فتنساب دموعها على خديها 

 - ايمان قولت ارفعي عينك 

 - مش هقدر... مش هقدر استحمل نظرتك لجسمي 

ونهارت في بكاء مرير تخفي وجهها بكفيها ترثي حالها... ستقتلها نظراته لا محاله وهو الوحيد الذي لا تتحمل منه هذا

ارتعش جسدها تشعر بيديه فوق جسدها يتحسس موضع الحرق الذي ينحدر على طول شقها الأيمن 

 - بيوجعك 

نفت برأسها تتراجع للخلف دون رفع عيناها نحوه 

 - بلاش تبص عليه... ارجوك كفايه 

 - ايمان انا مش قرفان منك زي ما انتي فاكره

ارتفعت عيناها اليه فمن هذا الذي يتحدث... ف مرات عدة طعنها بكلامه جعلها تقضي لياليها باكيه تعض فوق قبضتها تكتم صوت آنينها

 - انا عارف اني جرحتك في الموضوع ده كتير... لكن مكنش قصدي اعايرك... 

امتعضت ملامحها اكل هذا التنمر الذي عانته تحت يديه وفي النهايه يُخبرها انه لم يكن يقصد... أدارت جسدها بعيدا عن عينيه تبحث عن شئ يسترها 

 - طبعي أوجع ياايمان... ونصيبك تعيشي في ظلامي ولازم تتحملي 

صرخت ملتاعة بعدما باغتها بحملها يسير بها نحو الفراش 

-  لا مش هتلمسني... انا وانت مننفعش لبعض 

والمشهد يتكرر واخرى تُعايره بتعليمه وانحدار ثقافته هتف بقسوه وهو يدفعها فوق الفراش يأسرها بذراعيه

 - ومننفعش لبعض ليه 

 - لأنك بتكرهني ياعاصم 

وضاع باقي الحديث... فأي كره هو يكرهه لها وقد اخلف وعده لقلبه وتزوج من جديد امرأه تفوقه علماً

قاومته بضراوة حتى خارت قواها واستسلمت لمصيرها معه...قسوته تلاشت بعدما وجد اللين منها لتشعر بذراعيه تضمها بحنو يهمس بأذنها يُطمئنها وهل حقاً هذا عاصم

الفصل التاسع عشر من هنا

تعليقات



×