رواية عاصفه الهوي الفصل الثامن عشر 18 بقلم شيماء محمد

 




رواية عاصفه الهوي الفصل الثامن عشر 18 بقلم شيماء محمد 



خاطر مسك الموبايل منها و قرأ كل المكتوب بهدوء تام لحد ما خلص فبصلها : مش شايف فين مشكلتك برضه ؟ كله كلام قديم عن كريم المرشدي وهي كانت خطيبته وكل ده معروف مش جديد فين مشكلتك بقى ؟ معترضة على ايه ؟ 

فاتن جالها حالة ذهول من تفكيره، ضربت كف بكف وهي باصاله بغيظ : يا راجل مرات ابنك سيرتها على كل لسان ، كل ما حاجة هتحصل هيجيبوا سيرتها كده ، عاطل مع باطل ، أنا مش فاهمة انت جرالك ايه ؟ 

خاطر وقف ينهي الجدال العقيم ورد بحزم : ابنك اخترها زوجة له وقال انه من يوم ما عرفها والبنت كويسة ، كانت متجوزة قبل كده ؟ اه ، كانت وحشة في يوم من الأيام ؟ اه ، بس ده مش فارق مع ابنك ومهتم بحاضرها ولو هي دي الإنسانة اللي هتسعده فهو حر ، حياته حر فيها ، هو اللي عايش وهو اللي بيتعذب وهو اللي وحيد أنا مش بشاركه ليالي وحدته علشان أحكم مين اللي يقضي معاه لياليه ولحد هنا واقفلي الحوار ده وحاولي تتقبلي ملك في حياة ابنك علشان ما تخسريش ابنك . 

فاتن ماعجبهاش الكلام وردت بتهكم : هو لسه هخسره ؟ ما خسرته خلاص ، عليه العوض ومنه العوض .

خاطر سابها وتمتم وهو داخل أوضته : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . 


عند هند آخر اليوم ركبت العربية جنب بدر واستنوا أنس يخرج من المدرسة 

هند بصت لبدر : ماما كلمتني وطلبت مني أعدي عليها ضروري وصوتها كان متعصب مش عارفة ليه ؟ ينفع توديني عندها الأول ؟ ولا آخد تاكسي وانتم تروحوا ؟ 

بدر بصلها بتهكم : تاخدي تاكسي يا سلام - مسك ايدها باسها بابتسامة- يا روح قلبي من جوا انتِ بس تؤمري مش تقولي تاخدي تاكسي .

ابتسمتله بحب : ربنا ما يحرمني من حبك أبدا أبدا .

أمن على كلامها : ولا منك يا عمري كله - حط ايده على بطنها - طمنيني بندقة الصغنونة دي أخبارها ايه ؟ 

حطت ايدها فوق ايده بابتسامة: هو انت كل يوم باسم ؟ سمسمة ، حمصة ، فستقة، ، ايه بقى ؟ 

ضحك بمرح: ما أنا بسميها حسب التطور بتاعها ، هي دلوقتي بقت بندقة . 

ضحكوا الاتنين وقاطعهم وصول أنس اللي ركب وقعد في نص الكنبة ورا وحط ايديه على الكراسي قدام : النهارده بجد كان يوم حلو ، غدونا برا بقى يلا انطلقوا .

بدر بسعادة لحماس ابنه : الأول تيتا طلبت هند هتروحلها وبعدها نشوف هنعمل ايه ؟ 

هند اقترحت : طيب روحوا انتم الاتنين اتغدوا و 

قاطعوها في نفس الوقت : لا  

بدر ابتسم ان ابنه مهتم ان هند تكون معاهم 

أنس بإصرار : هنود مش هناكل من غيرك أكيد يعني ، انتِ و - بص لأبوه بتساؤل - اسمها ايه النهارده؟ ولا لسه معتمدين فستقة ؟ 

ضحك بدر وهند اللي جاوبته : لا أبوك النهارده أطلق عليها بندقة . 

أنس بضحك : حلو أنا بحب البندق بس يا ترى الاسم الجاي هيكون ايه ؟ 

بدر بتفكير : مش عارف لسه انت ايه رأيك ؟ برتقالة مثلا ؟ 

كشر باعتراض : لا خليها تفاحة أحلى . 

استمر الهزار لحد ما وصلوا وبدر وقف : انزلي يا هند .

هند اقترحت : طيب انزلوا معايا يلا 

بدر رفض : لا يا قلبي انزلي انتِ شوفي والدتك ممكن تكون عايزاكي في حاجة خاصة واحنا هنستناكي لو هتطولي بلغيني برسالة نروح نغير هدومنا . 

هند نزلت وطلعت لأمها اللي كانت مستنية على نار وأول ما دخلت وقبل ما تسلم حتى عليها قالت بغيظ: شوفتي أبوكي وأخوكي اللي هيموتوني ناقصة عمر ؟

هند بصتلها بذهول حطت شنطتها على الكنبة : بعد الشر عليكي يا ماما في ايه بس لكل ده ؟ 

خاطر طلع على رنة الجرس وأول ما شاف هند قال بابتسامة : ازيك يا بنتي وحشتينا .

هند راحت لأبوها تسلم عليه وبعدها سألته : ماما مالها ؟ 

خاطر بص ناحيتها وبص لبنته : عاملة حما على خطيبة أخوكي .

هند استغربت وبصت لأمها بعدم فهم أما فاتن فزعقت : أنا مش موافقة عليها أصلا ومش هكون حماتها ولو اتجوزها هيكون بعدم رضايا هو حر الله يسهله بقى لكن ولا أدخله بيت ولا يجيبهالي هنا .

هند قعدت جنب أمها وقالت بهدوء: في ايه بس يا ماما لكل ده ؟ انتِ تعرفي ملك علشان تعترضي عليها كل ده ؟ وبعدين لو هي وحشة أصلا لا يمكن نادر يحبها ، طالما نادر حبها تبقى إنسانة كويسة وده أنا واثقة منه تماما . 

خاطر ابتسم من عقل بنته : ربنا يكملك بعقلك يا عاقلة يا غالية ده اللي غلبت أفهمه ليها ، ان ابنها مش الشاب الطايش ولا المتهور وطالما حبها تبقى تستاهل الحب ده .

فاتن بصتلهم الاتنين وفكرت تسيبهم وتقوم بس هي طلبت من بنتها تيجي يبقى تفهمها : حبيبتي أخوكي عاقل أيوة بس حنين وعلى نياته قبل كده حب بسمة المريضة اللي صعبت عليه ودلوقتي جاي يحب ملك اللي برضه صعبت عليه بظروفها و وحدتها ، أخوكي بيحب البنت الضعيفة المغلوبة على أمرها . 

هند اعترضت بذهول تام : انتِ مين ضحك عليكي وقالك ان ملك ضعيفة أو مغلوبة على أمرها ؟ ماما ملك ماسكة شركة من أكبر الشركات ، انتِ شوفتي شركة سيف شركتها لا تقل عن شركة سيف وأبوها شريك المرشدي ودلوقتي بعد انضمامهم كلهم مع بعض بقوا كيان ضخم وهي مديرة في الكيان الضخم ده ، انتِ ازاي شايفاها ضعيفة ؟ 

فاتن بتبرير : اهو ده سبب تاني يخليني أرفضها انها من طبقة فوق أوي وأخوكي مش قدها ولا قد طلباتها ، انتِ متخيلة أخوكي يقدر يصرف عليها ؟ 

هند أخدت نفس طويل وردت بعقلانية: والله الموضوع ده نادر اللي يجاوبك عليه ، هل هي فعلا متطلبة وهو مش هيقدر يجاريها ولا هي بسيطة وبتحبه وهتعيش معاه في المستوى اللي يقدر يوفره ؟ بعدين نادر شغال في مستشفى خاص كبير كل عملية بفلوسها وكل نبطشية بفلوسها ده غير عيادته اللي كان فاتحها هنا كانت بتعمل قرش حلو ودلوقتي مأجرها فنادر مبسوط ماديا مش وحش .

فاتن بإصرار : يعني نادر زي سيف مثلا ؟ ولا زي كريم المرشدي ولا أبوها هي ؟ سيف اللي كانت شركته بتفلس وهتنهار كان بيصرف في الخروجة الواحدة بتاع ١٠٠ ألف وده بالنسباله عادي جدا وكان بيمر بأزمة متخيلة في وضعه الطبيعي مستواه ايه ؟ الناس دول غيرنا ، الناس دول بيتكلموا في مليارات ، يروح فين أخوكي وسطهم ؟ 

هند بصت لأبوها باستنجاد فرفع ايديه بقلة حيلة : أنا تعبت من الكلام معاها ما تبصيليش 

فاتن بضجر : أيوة علشان انت مش عارف بتعمل ايه في ابنك وبعدين كل ده سيبنا منه ، البنت دي مطلقة وقبلها كانت مع كريم اللي سابها علشان أخلاقها يقوم ابني يتجوزها ؟ 

هند باعتراض : يا ماما ده كان زمان دلوقتي هي اتغيرت ، كلنا كنا متهورين وبنعقل ، هي عقلت وركزت وبقت إنسانة كويسة وبتحب نادر ونادر بيحبها .

فاتن زعقت : يعني أخرج منها صح ؟ قومي يا بت امشي على بيتك أنا غلطانة اني كلمتك ، أنا قلت انتِ عاقلة وبتفكري دايما بعقلك مش عواطفك بس . 

هند قربت منها وباست كتفها : حبيبتي يا فتون ، انتِ ربيتينا كلنا كويس وعلمتينا دايما نواجه ومش بنخاف وبنخوض أي تجربة للآخر والحمدلله كلنا شخصياتنا قوية ، ثقي في عيالك واختياراتهم ، بدر حبيته ومفيش زيه في العالم وهمس حبت سيف اللي مستعد يجيب نجمة من السما علشانها ونادر اختار ملك اصبري عليه وخليه يكمل حياته مع اختياره يا ماما ، كلنا كنتي شايفانا مجانين في اختياراتنا بس الأيام أثبتتلك اننا اخترنا صح ، سيبي نادر الأيام تثبتلك انه اختار صح . 

فاتن لفت وشها بعيد وهند وقفت : أنا هقوم أشوف بدر وأنس . 

خاطر وقفها باستفسار: هما فين صح والله نسيت أسالك حتى 

هند ابتسمت : تحت في العربية 

خاطر بلوم : اخص عليكي بجد سايباهم تحت ؟ أنا هنزل أجيبهم 

هند مسكت دراعه : لا يا بابا احنا هنخرج أصلا نتغدى برا .

فاتن وقفت وبصت لجوزها : أنا عاملة محشي انزل ناديهم يا خاطر يتغدوا هنا معانا وانتِ يااللي بقول عاقلة سايبة جوزك في الشارع ؟ يارب صبرني على خيبتي في عيالي 

هند ضحكت وباست خدها : والله دمك شربات يا فتون بس عليكي قلبة وش 

أمها زقتها : امشي يا بت قال قلبة وش قال هو أنا عارفة آخد معاكم حق ولا باطل ؟!

خاطر نزل جابهم بعد محاولات كتيرة وهند نزلت أقنعته يطلع هو وأنس يتغدوا كلهم مع بعض . 


نادر خرج من العمليات بعد عملية طويلة استهلكته تماما ، راح أوضته مباشرة أخد شاور سريع وبعدها نام على السرير يحاول يفرد ظهره شوية يستريح ، فكر في حبيبته وابتسم لطيفها اللي بيمر في خياله ، قام جاب موبايله علشان يسمع صوتها ، فتح الموبايل ولقى رسايل من والدته فشافهم الأول يطمئن بس اتصدم بالصور اللي باعتاها واللينكات ورسايلها ، أخد نفس طويل بندم انه فتح الرسايل أصلا ، أمه مش هتتقبل ملك وبتدور على أي غلطة وكلمة تمسك فيها .

شاف المكتوب وقرأه كله باهتمام بس كلها فرقعة صحافة ، الصورة بتاعتها قديمة والباقي كله بيتكلم عن كريم وناريمان الغندور ، فجأة فكر في ملك نفسها يا ترى هل حد ضايقها بسبب الصور دي ؟ 

اتصل بها وهي أول ما شافت رقمه ردت بلهفة : الو نادر

صوتها كان فيه خوف وحزن فقال بلطف: حبيبتي عاملة ايه ؟ طمنيني عليكي 

استغربت الدفء اللي في صوته، وفكرت معقول ماعرفش باللي اتكتب لسه ؟ 

نادى اسمها باهتمام: ملك انتِ سامعاني ؟

ابتسمت : سامعاك يا نادر أنا بخير انت كنت فين ؟ اتصلت بيك ما رديتش 

 ⁃ لسه خارج من عملية طويلة جدا والحمدلله عدت على خير .

إجابته معناها انه لسه بالفعل ما شافش اللي اتكتب 

 سألته بتردد : مافتحتش موبايلك لسه ؟ 

فهم قصدها فطمنها: حبيبتي بطلي تسمحي للماضي يأثر على مستقبلك يا ملك ، خلينا في النهارده

ابتسمت بأمل : انت عرفت باللي 

ماكملتش الجملة فكملها هو: باللي اتكتب عن كريم وحد ذكي جاب سيرتك واتكلم عنك ؟ ناس تافهة وفاضية فسيبك منهم وسيبي اللي يقول يقول خلينا في المهم .

اتنهدت بارتياح: ايه المهم ؟ 

حس بابتسامتها اللي خلته يبتسم هو كمان : المهم اني بحبك وبموت فيكي و وحشتيني وجعان 

ضحكت على آخر كلمة : طيب ايه الفصلان اللي في آخر كلمة ده ؟ ما كنت ماشي حلو 

ضحك ورد باعتراف: ما هي الكلمة الأخيرة دي هيتبعها تعالي نتغدى مع بعض 

 ⁃ اممممم ان كان كده ماشي هنتقبل الكلمة الأخيرة .

كرر سؤاله : يلا نتغدى مع بعض ؟ 

وافقت وبعد ما قفلت معاه قامت تشوف أخوها اللي أول ما دخلت مكتبه وقف بسرعة قرب منها باهتمام : حبيبة قلبي طمنيني عنك اوعي تضايقي نفسك واللي اتكتب ده أنا هتعامل معاه و 

قاطعته بسرعة : نادر حبيبي اهدا، اللي اتكتب موضوع قديم واتقفل وحد قاصد يشوشر على كريم معرفش ليه بس بالنسبالي الموضوع مش مهم . 

سألها بترقب : وبالنسبة لنادر ؟ 

ابتسمت بحب وثقة في حبيبها : مش فارق معاه وكنت جاية أقولك انه عازمني على الغدا برا.

اتنهد بارتياح : طيب الحمد لله انه عاقل - انتبه فجأة - طيب أهله ؟ ايه وضعهم؟ 

ابتسامتها اختفت لانها بالفعل باتصاله وكلامه نسيت والدته ورفضها وأكيد مش هتعدي اللي حصل بالساهل ، بصت لأخوها بجهل: مش عارفة ما اتكلمناش عنهم 

ربت على كتفها : سيبك منهم وما تخليش ابتسامتك تختفي ، المهم هو ، هو اللي هتعيشي معاه مش عيلته ، روحي ولو في أي حاجة كلميني وأنا هشوف كريم وأطمن عليه وعلى الوضع عنده . 

رجعت مكتبها تستنى نادر اللي قالها نص ساعة بالكتير وهيكون عندها . 

أول ما اتصل طارت عنده وأول ما قعدت جنبه في عربيته مسك ايدها باسها : واحشاني بجد يا ملك 

ابتسمت بخجل من تصرفه وسحبت ايدها بهدوء وغصب عنها سألته : مامتك قالت ايه ؟ وباباك ؟ 

ماكانش حابب يتكلم في الموضوع ده فدور عربيته واتحرك فقالت بإصرار : قالولك ايه يا نادر ؟ 

بصلها بابتسامة : ماقالوش ماكلمتش حد فيهم أصلا . 

اتنهدت بعدها قالت بتردد : اتصل بوالدك 

بصلها بحيرة وبص قدامه فكررت طلبها : علشان خاطري اتصل به .

وقف على جنب وبصلها : أتصل ليه ولا أقوله ايه ؟ 

جاوبته برجاء : وضحله ان الكلام ده قديم وان 

مسك ايدها وقال بثقة: مش محتاج أوضح لحد حاجة ، مش محتاج يا ملك ، وقت ما قلبي أعلن حبك وارتبطت قلوبنا ببعض أنا تقبلت ملك بعيوبها قبل مميزاتها ، بماضيها وحاضرها ، أخدت ملك كلها على بعضها ومستعد لأي حاجة تحصل ، مش محتاج أوضح لأي حد أي حاجة .

حطت ايدها التانية فوق ايده اللي ماسكة ايدها وقالت بتفهم : وضح لباباك بس أو اسمعه على الأقل وهديه لو هو متضايق أو … مش عارفة يا نادر تقوله ايه بس على الأقل كلمه . 

وافقها علشان يريحها و بالفعل اتصل بأبوه اللي رد عليه بسرعة : نادر يا ابني ازيك يا حبيبي ، طمني عليك وعلى ملك 

ابتسم وبصلها : احنا بخير الحمدلله ، ملك معايا هنروح نتغدى مع بعض .

خاطر ابتسم : ربنا يسعدكم يا ابني 

نادر مش عارف يقول ايه فسأله : ماما أخبارها ايه ؟ كويسة ؟ 

خاطر فاهم ابنه وحيرته وسببها فطمنه: كويسة يا حبيبي، نادر انت عايز تقول حاجة ولا بتسأل علينا بس يا ابني ؟ 

وضح : اللي اتكتب عن ملك يا بابا 

قاطعه بهدوء : اللي اتكتب كلام قديم لا يودي ولا يجيب ولا يفرق فلو بتكلمني علشان توضحلي حاجة يا ابني فأنا مش محتاج ، أما لو انت متضايق و 

هنا نادر قاطعه بسرعة: أنا مش فارق معايا أنا بس قلت أشوفكم انتم .

خاطر حب يطمن ابنه : أنا زيك مش فارق معايا ولو بتسأل عن أمك فهي رأيها امبارح زي النهارده ما اختلفش المهم سعادتك انت يا ابني ، سلملي على ملك ويلا روحلها ما تتأخرش عليها . 

قفل معاه وبصلها بابتسامة : ارتحتي كده ؟ يلا بقى ناكل قبل ما أسقط منك . 

ابتسمت بس من جواها في حزن ان مامته رافضاها ورافضة تديها حتى مجرد فرصة . 


سبيدو في عربيته رايح لسيف شركته ، جتله مكالمة من رقم غريب ، فتح الاسبيكر ورد : الو

وصله صوت ناعم: الو ازيك ياسبيدو

ضم حواجبه بتعجب: مين معايا ؟

البنت بدلال: معقول مش عارف صوتي؟ خمن طيب

زفر بضيق: أنا ماعنديش وقت للعب ده فياتقولي انتِ مين ياهقفل 

ردت بسرعة: أنا سارة صاحبة آية

استغرب انها جابت رقمه فسألها: انتِ جبتي رقمي منين؟

سارة بخبث: هو سري ولا ايه؟

أكد بضيق: اه رقمي مش لأي حد 

رده ضايقها بس حاولت تداري فقالت بدلال: وهو أنا أي حد برضه؟

استنكر أسلوبها ودلالها وكأنهم يعرفوا بعض وليها حق عليه فرد بحدة: ما أفتكرش اني أعرفك علشان تبقي مميزة

استغربت وقاحته بس ردت بسرعة: خلاص نتعرف

رد بجمود: ماعنديش وقت سلام

قفل قبل ما يديها فرصة انها ترد وزفر بضيق وهو بيفكر ازاي جابت رقمه؟ معقول تكون آية؟ بس آية نفسها مش معاها رقمه ، ممكن من نهلة ؟ اتنهد بضيق؛ ازاي دي تبقى صاحبة آية ؟! وهل اصحابها كلهم كدا وعندهم الكلام مع شباب عادي ؟! سؤال برز في عقله وخاف من إجابته: هل آية زي صاحبتها سهل عندها تتكلم مع أي حد؟ معروف ان الصاحب ساحب فيا ترى سارة سحبت آية ولا هما زي بعض من الأول ؟ نفض دماغه برفض لانه عارف ان سيف استحالة يسيب أخته تبقى بأخلاق سارة مهما يحصل ده غير انه بيفهم في البنات وآية شكلها مش بيدي انها زي صاحبتها  

فضل طول الطريق مشتت وتفكيره هيجننه


سيف صحي على صوت موبايله ففتح عينيه وبص حواليه بيحاول يحدد صوت الموبايل ده فين ؟ 

انتبه انه جاي من على الأرض من بنطلونه فمد ايده يبعد همس بالراحة من على كتفه وجاب الموبايل ورد بنعاس: أيوة يا ماما 

سلوى باستغراب ممزوج بقلق : انت نايم فين كده ؟ 

استغرب صوتها وقلقها : في حاجة يا ماما ولا ايه ؟ قلقتيني 

تراجعت بسرعة : لا يا حبيبي بس بطمن عليك وعلى همس ؟ هي معاك صح ؟

اتنفس بارتياح : معايا أكيد هتكون فين يعني؟!

ردت بعصبية : طيب ما تعرفني يا سيف انها معاك ، يعني قلت هتخلص على ٢ وقلت أفضي نصر في التوقيت ده علشان يروح يجيبها لان انت مشغول ودلوقتي الساعة داخلة على ٥ وهي مارجعتش وما بتردش على موبايلها فاتجننت وقلقت عليها . 

اعتذر منها : حقك عليا يا قلبي عندي دي معلش ، جبتها على هنا والوقت سرقنا موبايلها في شنطتها برا واحنا نمنا فمعلش . 

سلوى سألته بتردد وقلق : سيف انت جاي على هنا صح ؟ 

فهم قلقها : اه جاي ماتقلقيش ، نصر عندك ؟ أنا ورايا مشوار مهم لازم أروحه فهشوف همس ولو كده نصر يجي ياخدها 

بلغته انه موجود و بعدها قفل معاها وبص لهمسته اللي نايمة بسلام ، ماكانش هاين عليه يصحيها خصوصا انها صاحية من بدري جدا علشان تختار هدومها ، حياتها كانت بسيطة وسهلة وهو دخل دربكلها كل أمورها ، قد ايه حبيبته رقيقة وبريئة وهو بيعشقها ؟ 

مشى ايده على خدها بلطف وهمس باسمها فاتحركت و همهمت ، فكرر بابتسامة : همس حبيبتي أنا ورايا مشوار مهم ، تكملي نومك وأبعتلك نصر ولا هتقومي معايا ؟ 

فتحت عينيها بصتله لوهلة قبل ما تبتسم بين اليقظة والنوم: انت حلم ولا بجد ؟ 

ابتسم وهو بيداعب خدها : أنا بجد قدامك اهو فوقي كده وكلميني 

فتحت عينيها فجأة باستيعاب واتعدلت بسرعة : أنا فين ؟ الوقت ايه ؟ 

مسك دراعها يهديها: اهدي انتِ معايا ونمتي يادوب ساعة احنا العصر لسه . 

نامت تاني بارتياح وبصتله بخمول: في ايه طيب ؟ خليني نايمة شوية كمان .

رد بتعاطف: طيب ورايا مشوار هروح أعمله وأجيلك أو أبعتلك نصر ايه رأيك ؟ 

اتعدلت تاني وشدت الغطا عليها وسألته بتوتر : انت عايز تسيبني هنا لوحدي ؟ 

بصلها باستغراب وكرر : لوحدك ازاي ؟ هو انتِ متخيلة اني على طول هفضل معاكي ولا ايه بالظبط ؟ اه هسيبك لوحدك 

كشرت من رده وبررت: بس أنا مش متعودة لسه على المكان فأيوة مش متخيلة تسيبني لوحدي 

قام من جنبها وقال بتفهم : طيب قومي اجهزي عقبال ما آخد شاور سريع وبعدها أوصلك على الفيلا كملي نومك براحتك . 

وقفته بسرعة : استنى هنا انت وراك ايه مستعجل عليه ؟ ما اليوم خلص خليك معايا ونروح نتغدى 

رجعلها باس خدها ووضح: أكيد لو مش مضطر أسيبك مش هسيبك ، ورايا مشوار مهم أنا حكيتلك عن المصنع والدربكة اللي فيه ولازم أشوفله حل ، أخلص المشوار ده ولو لسه ما أكلتيش هاخدك نتغدى برا اتفقنا ؟ المهم قرري هتروحي معايا ولا أجيلك بعد ما أخلص ولا أبعتلك نصر ؟ اختاري وبسرعة 

فكرت شوية بعدها بصتله : هستناك هنا 

هز راسه بموافقة ودخل أخد شاور سريع وسابها ونزل على الشركة كان مروان في انتظاره ومعاه سبيدو والاتنين بصوا لساعتهم وسبيدو كان أول واحد يتكلم بتهكم : قلت أجيلك ٥ تيجيلي انت ونص وخمسة ؟ من امتى مواعيدك مضروبة ؟ 

مروان رد بمزاح: من يوم ما اتجوز أنا عايز أقولك انه ما دخلش الشركة من الصبح وكل مواعيده لغاها ، كنت فين يا راجل انت وسايبني مطحون أغطي عليك هنا وهنا ؟ 

بصلهم الاتنين ببرود : خلصتوا تريقة وهزار ولا لسه ؟ 

مروان بجدية : كنت فين صحيح ؟ بعد المصنع اختفيت 

سيف باختصار: قابلت كريم ومؤمن 

سبيدو بتذكر : اه شوفت الصور اللي انتشرت لصاحبك ؟ مين نشرهاله وليه سايبها ؟ يعني يمسح للخلق ويسيب الصور لنفسه ؟ 

سيف وضح : مش حابب يمسحها المهم ...

مروان قاطعه : قبل المهم مؤمن اتصل بيك أصلا كان عايزك لانك مش بترد على موبايلك فانت سيبتهم وروحت فين ؟ 

سيف بملل: يا ربي منكم ، جبت همس من الكلية ها عندكم أسئلة تانية ؟ ده ايه الرخامة دي ؟ 

سبيدو بمزاح : ناس ليها همس وناس ليها - بص لمروان وكمل بسخرية- وناس ليها مروان 

مروان بصله باستفزاز : مروان هيسيبك وبكرا هيتجوز وتفضل انت زي القرد لوحدك 

سبيدو بغيظ : ايه الخيانة دي ؟ ما تخلي همس تشوفلي عروسة يا سيف يعني وقعت أنا من قعر القفة؟

سيف بصله لوهلة قبل ما يرد بمكر: عندها واحدة صاحبتها اسمها خلود هي اينعم محتاجة ضبط إعدادات بس تنفع 

سبيدو بتفكير : أنا الاسم ده عدى عليا قبل كده ؟ هي دي من الإخوة الأعـــداء ؟ ولا بيتهيألي ؟ 

مروان بتوضيح : دي كانت انتيمتهم التالتة بس مرة واحدة قلبت عليهم وراحت سلمتهم تسليم أهالي لرئيس القسم وكانت هتتسبب في رفـــدهم الاتنين 

سبيدو بص لسيف بذهول قبل ما يقول بتهكم : ماكنتش أعرف انك بتحبني أوي كده 

سيف ضحك بعدها قال بجدية: نتكلم في المهم اقعدوا 

قعدوا وسبيدو قال: قول يا سيدي ايه المهم ؟ 

الباب خبط وسيف رد فأخته دخلت : سيف أ..

قطعت كلامها أول ما شافت انه مش لوحده وقالت باختصار- هجيلك وقت تاني 

سيف بهدوء: في ايه يا آية خير ؟ مفيش حد غريب اتكلمي

سبيدو قلبه بيدق بسرعة وبيتمنى لو ينفع يلتفت ناحيتها يشوفها بس فضل مكانه لان سيف أنظاره عليه 

آية أول ما شافت ظهره عرفته واتمنت لو ينفع تدخل وتتكلم أكتر بس سيف مش هيسمحلها ، نفسها لو تفهم إحساسها ده معناه ايه كل ما تشوفه ؟ ليه نبضاتها بتزيد بالشكل ده ؟ ليه التوتر ده ؟ ليه اللخبطة دي كلها ؟ 

انتبهت على صوت أخوها : آية، بقولك في ايه ؟ 

جاوبته بتوتـــر حاولت تداريه وتظهر طبيعية: خلصت الملف اللي طلبت مني أدرسه وبعتلك ملاحظاتي كلها على إيميلك 

سيف شكرها فانسحبت وقفلت وراها الباب اتنفست بصوت مسموع زي ما يكون مفيش هوا في مكتب أخوها أو اللي فيه أخدوا الهوا كله . 

سبيدو حاول يكون طبيعي وما يظهرش إحباطه انها دخلت وخرجت بدون حتى ما يلمحها ولا عينيه يغرقوا في عينيها . 

سيف بجدية : سبيدو انت بجد سيبت موضوع السباقات والدارك ويب والليلة دي كلها ؟ 

سبيدو اتوتـــر ومش عارف سر سؤاله ايه وليه : اه طبعا سيبتها بس ليه ؟ 

مروان ابتسم لانه شبه فهم دماغ صاحبه ، سيف بوضوح: عايزك معايا هنا .

سبيدو بصله بعدم فهم فوضحله أكتر : انت تمسك المصنع وتديره ، محتاج حد صـــارم ، قيادي ، مش سهل وله في اللف والدوران ويقدر يفهم ويسيطر على اللي حواليه وأهم حاجة أكون بثق فيه وانت بتتوفر فيك الصفات دي كلها ، فينفع انت تكون مدير المصنع ؟ بالليل هتكون في المعرض بتاعك والصبح هتكون في المصنع قلت ايه ؟ 

سبيدو اتصدم بعرض سيف وماعرفش بالفعل يقول ايه ؟ هل يرفض؟ هو عنده شغله الخاص به، ولا يقبل ويكون قريب من آية ويحسن صورته عندهم كلهم وياخد خطوة جدية لما يظهر انه جاد ؟ الموضوع كان محير تماما .

مروان خبطه على دراعه : يا ابني ايه ؟ ما تنطق 

سبيدو بصلهم الاتنين بحيرة واضحة : مش عارف الموضوع بجد مفاجئ ليا ، طيب يا سيف اديني فرصة أقلب الموضوع كده في دماغي وبعدين أنا أفهم ايه في إدارة مصنع ؟  










سيف هز دماغه بتفهم : انت بتعرف تسيطر على اللي حواليك وشخصيتك قيادية ، الإدارة هتتعلمها بسيطة ، هسيبك لبكرا فكر ورد عليا بس بجد يا سبيدو أنا محتاجك معايا فحط ده في دماغك وانت بتفكر . 

قام يمشي وفكر يعدي عليها يرمي السلام مش أكتر بس تراجع ؛ خليه ياخد قرار الأول ، نزل من الشركة ولبس البرنيطة بتاعته ، راح لعربيته وقف جنبها وبص للشركة وراه بتشتت، أول مرة يحتار بالشكل ده .

آية خارجة من الشركة بعد نهار متعب وخصوصا لان أخوها غايب معظم اليوم ، قربت من عربيتها وفوجئت بحد ساند عليها لابس برنيطة على دماغه ومنزلها على وشه ، بصتله بحذر وفضول فانتبه ورفع وشه فاستغربت : سبيدو ؟ ماعرفتكش من بعيد 

اتعدل بسرعة: آية ازيك 

وقفت قصاده : الحمدلله ، أخبارك ايه ؟ 

رد بهدوء : الحمدلله بخير .

سألته بفضول : خير في حاجة ؟ سيف كان عايزك ولا انت اللي جاي ؟ 

استغرب فضولها وسأل نفسه هل ده مجرد فضول ولا هي حابه تعرف أي أخبار منه وعنه ؟ 

بصلها كتير قبل ما يرد : سيبك من سيف واللي عايزه ، قوليلي انتِ خير في حاجة ؟ 

ماكانتش فاهمة قصده ايه أو بيتكلم عن ايه فقالت بحيرة : في حاجة في ايه بتتكلم عن ايه ؟ انت جيت الشركة ودلوقتي واقف هنا فأنا بسألك خير يا سبيدو ؟ 

بصلها بعمق وماردش عليها وفجأة غير رأيه و اداها ظهره ومشي وهو بيقول بجمود: مفيش بعد إذنك .

قالت بسرعة : استنى هنا - لفت في مواجهته وقفته وسألته - فهمني في ايه ؟ جاي في ايه وماشي كده ليه ؟ فهمني قبل ما تمشي . 

بصلها بتردد بس في نفس الوقت حاسس بغــيظ منها ومرة واحدة انفـــجر فيها : انتِ اللي فهميني في ايه ؟ وسارة دي عايزة مني ايه؟

بصتله باستغراب: يعني ايه عايزة منك ايه؟

رد باتهام: أنا اللي بسألك صاحبتك مالها بيا وجابت رقمي منين ولا تكوني انتِ اللي اديتيهولها؟ 

شهقت بصدمة: انت اتجننت هو أنا أعرف رقمك أصلا علشان أديه لحد؟ وبعدين ليه هعمل كدا ؟

رد بسخرية: والله معرفش اسألي صاحبتك انتِ أدرى بها لتكون فاكرة انها هتقدر توقعني 

بصتله بعدم استيعاب: أنا ماليش دعوة بكل اللي بتقوله ده ولا أعرف انها كلمتك أصلا 

 سابته ومشيت خطوتين بس وقفها بتنبيه: ابعدي عن سارة يا آية نصيحة مني

لفت وشها بعيد عنه وقالت بجمود : ممكن تسيبني في حالي أنا مش عايزة أتأخر أكتر من كده .

اتنهد بضيق وقال بهدوء مفتعل : هقولك كلمتين من راجل لف وشاف بنات كتير 

بصتله فكمل بجدية: صاحبتك مش محترمة وعلاقتك بها شبهة ليكي ، اللي سهل عندها تجيب رقم راجل وتكلمه وتترمي قدامه تبقى رخيصة وهتبقى حريصة انها تخلي كل البنات كدا

بصتله بذهول من كلامه وضيق من سارة انها كلمته بس ردت بمكابرة: سارة محترمة هي ممكن تكون عايزة حاجة بس مش أكتر فبلاش تتكلم عنها كدا 

بصلها بمغزى: هي فعلا عايزة ، صاحبتك فاكرة اني هضعف قدام دلعها 

ردت باندفاع: انت ظالمها على فكرة ، وأكيد قلت لسيف كدا علشان يمنعني أكلمها 

              الفصل التاسع عشر من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 


تعليقات



×