رواية لم تكن خطيئتي الفصل السابع عشر17بقلم سهام صادق


 رواية لم تكن خطيئتي الفصل السابع عشر بقلم سهام صادق


ارتاح قلبها وشعرت ان روحها ردت إليها بعدما فرغت من قص ثيابه وعباءاته الرجاليه الثمينه... حركت المقص بين كفوفها تزفر أنفاسها براحه

فالساعه التي قضتها مع البهائم زادتها مقتاً عليه ولم يُريحها الا الانتقام

دلف لغرفته يخرج من جيوب عباءته هاتفه وعلبة سجائره لتتسع عيناه وهو يرى ماامامه وتحت قدميه من قطع الملابس

 - ايه اللي حصل هنا

استمع لضحكاتها الشماته فكيف ظن انها ستصمت على مافعله بها ف الصباح

ارتفعت عيناه نحوها يرمقها بغضب لو طالها سيسحقها تحت قدميه

 - ايه اللي عملتي في خلجاتي

 - زي ما انت شايف

عقدت ذراعيها أمامها تُخاطبه كالند... لتشتعل عيناه غضباً

 - كان المفروض اسيبك في الزريبه وسط البهايم لأسبوع تتربى... بس ملحوقه

واندفع صوبها يقبض على عنقها يهتف بوعيد

 - لو فاكره ان اللي بتعمليه ده هيخليني اسيبك مش هيحصل.. عارفه ليه لان حامد العزيزي محدش بيقف قصاده يناطحه ولا حد بيعرف يزهقه في عشته

بدء وجهها يزرق تدفعه عنها بقبضتيها... رطمها بالحائط بقسوه بعدما شعر بأنها ستفقد أنفاسها 

 - مش عايز اسمعلك صوت بعد كده ولا اشوف خلقتك لا الا ورحمة امي اوريكي وشي التاني وبلاش تشوفي... 

واردف بعدما رأي نظرات الرعب بعينيها وهي تحاول التقاط أنفاسها 

 - خليني اعملك معامله الضيوف العزاز 

سعلت بشده تُحاول إخراج صوتها 

-  مش هقعد في البيت ده... مش هقعد مع راجل مجنون زيك 

ارتفع حاجبه سخطاً على سلاطة لسانها 

 - لسا برضوه ليكي صوت 

واندفع لخارج الغرفه يصيح بعلو صوته 

 - صبحي 

لينبض قلبها خوفاً وهي تسمع صوت ذلك الضخم 

 - امرك يابيه 

عاد جامد إليها يجذبها من مرفقها بقسوه 

 - وديها البيت المسكون تبات فيه... اظاهر الزريبه معملتش معاها حاجه 

 - لا.. لا

ولم يسمع لها صوتاً بعدها فقد تلاشت الرؤيه أمامها 

استيقظت بعد وقت تهتف بخوف 

-  عفاريت لاء... انا عايزه امشي من هنا 

كانت كالطفله الصغيره تتقلب في الفراش راقه خوفها وضعفها فأقترب منها يجلس جوارها يهتف بتهكم 

 - مكنتش اعرف انك بتخافي من العفاريت

ارتفعت عيناها نحو مصدر الصوت الذي باتت تبغضه تُتمتم بقهر 

 - انا عايزه امشي من هنا... شوف واحده غيري تعاقب بيها مراتك 

التمعت عيني حامد بمكر يرمق انكماشها حول حالها بمتعه تروقه كرجل خشن الطباع 

-  حظك الواعر وقعك قدامي وبصراحه كده عجباني..وبفكر متمشيش من هنا غير لما تحبيلي عيل 

تجمدت عيناها وهي تسمع عبارته الاخيره... لتتسع ابتسامته وهو يراها بتلك الصدمه 

 - ده هيكون عيل شديد قوي ...

واتبع حديثه بوقاحه 

 - ما اللي زيك مش هتخلف عيل خرع 

تركها في صدمته ينسحب من الغرفه ترتسم فوق شفيته ابتسامه خبيثه فهو لم يُخبرها بهذا الا ليراها هكذا 

التقطت أنفاسها الهادرة بصعوبه تنظر نحو الفراغ الذي تركه لا تُصدق ما سمعته أذنيها 

****************************************

لم تظن انه سيضيع وقته يقرء ما سطرته بقلمها... ولكن كما وعدها اوفي 

-  ليه وقفتي كتابه ياقدر... اسلوبك في الشعر جميل وفيه احساس حقيقي 

التمعت عيناها بسعاده وهي تسمع اطراءه 

 - بجد يعني عجبك..مس هتقولي ديه تفاهه ومضيعه وقت 

تجمدت نظراته نحوها عندما شعر انها تُقارنه بزوجها الأولى... أدركت فداحة حديثها لتخفض رأسها نحو كفوفها المضمومه ببعضهما 

 - من غير ما أقصد بقارن بينكم... بس صدقني عضب عني 

سيطر على مشاعره وهو يرى الآلم الذي ارتسم فوق صفحات وجهها 

 - مينفعش تفكري فيه وانتي معايا ياقدر... مش هقبل ده ومش هكون متفهم ديما 

-  انا اسفه 

نبرة صوتها الناعمه هزت رجولته اقترب منها حتى لم تعد تفصل بينهم الا انفاسهم

 - خطواتنا بتقرب ياقدر.. ومع الوقت بكتشف اني كنت عايز ست زيك في حياتي

******************************************

اتسعت ابتسامته وهو يراها تتقدم منه بذلك الطاجن الذي صنعته اليه بيديها

-  مش معقول مع أي كلمتين حلوين هتكفئيني كده 

مالت بجزعها نحوه وابتسامتها لا تُفارق شفتيها منذ امتداحه بأشعارها البسيطة 

-  دوق وقولي رأيك 

التمعت عينه يشتم الرائحة المنبعثه يلعق شفتيه 

-  قدر انتي كده هضيعيني... انا بعدت عن الحاجات ديه من بدري 

ونظر لبطنه المسطحه 

 - الكرش ده مرحش من فراغ 

لأول مره كانت تتجلجل ضحكاتها أمامه بتلك الطريقه لينظر إليها مشدوهاً... تخضبت وجنتاها حرجاً وهي ترى نظراته نحوها 

-  مره واحده بوظ النظام بتاعك ومتكسفنيش ارجوك... ده ام علي اللي بتحبها 

هتفت عبارتها الاخيره ببراءة تزم شفتيها كالاطفال فجعلته يتناول المعلقه مسلوب الإراده يضرب بكل انظمته الغذائيه عرض الحائط 

لعق المعلقه بتلذذ يغمض عيناه من متعة مذاقها 

-  طعمها يجنن... تسلم ايدك 

-  عجبتك يعني ولا بتجاملني 

 - لا انا زوج مش بيجامل أبداً 

وللمره الثانيه كانت ضحكاتها تعلو فلم يتحمل سماع المزيد 

ترك المعلقه يجذبها خلفه بعدما نهض من فوق مقعده 

 - لا كده كتير عليا ياقدر 

-  شهاب ام علي... انتي وخدني على فين 

والاجابه كانت واضحه عندما تسارعت خطواته وهو يجذبها خلفه يصعد الدرج...وقرار واحد كان يتخذه انه سيسعد قلبه 

********************************************

وقف غير مصدوقاً ان الذي كان يقف أمامه منذ دقائق حامد يوصيه على عهد يُخبره بأن ارثها وضعه لها في وديعه خاصه بها وانها ليست بمفردها لو ظن للحظه فهو لن يتهاون بحقها وبيته دوماً مفتوحاً لها

طرق كفوفه ببعضهما مُستعجباً وسعيداً بتغير حامد

*****************************************

لم تهتم لرفضه عن عملها فلم يجعلها تقف يوماً على قدميها الا هو... استغلت سفرته التي أتت مفاجأه وخرجت دون أن تهاب شيئاً

خرجت من المدرسه بعدما انقضى اليوم الدراسي ورغم انضمامها المتأخر لزملائها الا ان حاجتهم لمادتها جعلتها تبدء على الفور اول حصصها 

وقفت لطيفه على بعد تنظر نحو النساء اللاتي دفعت المال اليهم حتى يشفوا غليلها منها ولا تظهر بالصوره

 - أنتي ياابله يابتاعت العلام …ياخطافة الرجاله 

طالعتها الأعين من حولها... لتلفت نحو الصوت بعدما شعرت بقبضة أحدهم تدفعها 

 - أنتي مين... وعايزه ايه... ابعدي ايدك عني 

ضحكت المرأة تنظر للنساء اللاتي يُرافقونها ينتظرون اشارتها 

-  انا مين هعرفك انا مين دلوقتي 

صراخ وعويل وهتاف اخذ يتعالا لينتهي بها المطاف بقسم الشرطه 

ولطيفه تقف بعيداً شامته تدير ظهرها راحله...تتوعد لها بالمزيد 

*****************************************

عاد من سفرته على ذلك الخبر الذي أضاع مزاجه... دلف لقسم الشرطه يركض خلفه صبحي يلحقه خوفاً

 - اهلا حامد بيه... اتفضل 

صافح حامد المأمور بأبتسامه حاول رسمها فوق شفتيه 

 - كده يايونس بيه المدام تضرب وتتاخد على القسم وكمان تترمي في الحجز

 - انت بتقول ايه ياحامد بيه..ازاي ده يحصل مش معقول 

وفي لحظات كان ينقلب قسم الشرطه... فتلك فداحة كانت لا تغتفر في قانونهم

وقفت أمامه بحالة ترثي لتتسع عيناه وهو ينهض من فوق مقعده تغلى الدماء بعروقه يضع فوق جسدها المشلح خاصته ويضمها اليه 

 - عايز الكلاب اللي عملوا فيها كده يتربوا 

لم تكن تشعر بشئ حولها فلو شعرت لانهارت صارخه... سارت معه ببطئ يسحبها خلفه برفق ولأول مره يشفق عليها... فماذا فعلت ليدخلها بحربه مع لطيفه وشقيقها 

اراد قهر لطيفه وثورتها على شقيقها فهو اكثر العارفين بها

وصلوا للمنزل اخيراً لتستعب مكانها تنظر حولها ولم تشعر الا وهي تهجم عليه بكل قوتها والخدم يقفون يُطالعون ما يحدث بأعين مُتسعه 

 - أنتي لسا فيكي حيل... وانا اللي صعبتي عليا 

هتف بها حامد وهو يُحاول ان يتحكم بقبضتيها لتهتف بصياح 

 - انت السبب.... انت السبب.... طلقني... طلقني 

وعندما وجد نظرات الخدم عليه صاح غاضباً

-  واقفين بتعملوا ايه...

لتتجه كل منهن لعملها غير مصدقين ما يروه 

انهارت فوق ركبتيها تلطم فوقهما بقهر 

 - فضحتني منك لله ياشيخ... منك لله

انحدرت دموعها فوق خديها فلو كان لديها اهل وعزوة ماكان حدث لها كل هذا 

-  لو كان ليا اهل مكنتش عملت فيا كده... منك لله 

تجمدت عيناه وهو يسمع دعاءها عليه يؤلمه قلبه رغم ان لا قلب له كما يخبروه دوماً

كاد ان ينحني بجسده نحوها يُنهضها ولكن كالعاده حامد العزيزي لا ينحني ولا يربت فوق كتف احد 

*******************************************

جلس جوارها يشرح لها بعض المسائل الرياضيه.. كانت في عالم آخر لا تري أمامها الا صورة تلك الفتاة الحسناء.. دفعها برفق بعدما لاحظ شرودها 

-  عهد انتي سرحتي تاني 

ابتلعت غصتها كلما استمعت لصوته فقريباً سيجعل اهتمامه لامرأة أخرى ليست هي 

رنين اهاتفه أوقف الكلام فوق شفتيها لتتعلق عيناها به فوجدته يبتعد عنها 

وضع هاتفه في جيب بنطاله مُقترباً منها يتنحنح حرجاً

-  عهد انا مضطر اخر 

 - الساعه عشره هتخرج وتسبني 

-  معلش ياعهد... انتي ادخلي نامي او اقعدي كملي مذاكره...

حتي عطفه بدء يضيع منها …وقفت تُحادث نفسها وهي تراه يلتقط مفاتيح سيارته ويغادر 

حدسها الانثوي يُخبرها انه ذاهب للقاءها... بكت كأيامها الاخيره فالسعاده معها ماهي إلا مجرد وقت 

***************************************

دلف غرفتها بعدما أخبرته السيدة رسمية بأنها استدعت لها الطبيبه تفحصها..

مازال حديث رسمية يدور داخل عقله

 " بهدلوها اوي يابني.. صعبت عليا... البنت وشها اتبهدل وجسمها كله معلم من الضرب "

اقترب من فراشها يسمع آنينها الخافت.. الشفقة ارتسمت فوق ملامحه وهو ينتبه بالفعل لمعالم وجهها 

مال نحوها يتحسس جروحها لتنتفض مفزوعة من رقدتها وفور ان تعلقت عيناها به بكت بكاءً مريراً تضم وجهها بكفيها 

-  خليني امشي من هنا...اعتبرني اختك ترضى ليها ده 

تجمدت عيناه نحوها يهتف بجمود 

 - بس انتي مش اختي.. انتي مراتي يارحمه 

 - ديه جوازه باطله... انت اتجوزتني بالغصب 

وثب منتصباً يزفر أنفاسه حانقاً منها.. فبكل ماهي فيه مازال لسانها سليط 

-  اه لسانك ده اللي وقعك في كل اللي انتي فيه.. لو كنتي سمعتي الكلام ومشيتي من الاول مكنش كل ده حصل 

 - انا اسفه 

وببراءه لم يكن يتخيل ان يراها بها هتفت بآسفها ليرمقها حامد للحظات 

-  انا ممكن اسيبك تمشي وابعتلك ورقتك...

وقبل ان يُكمل باقي حديثه نفضت الغطاء من فوق جسدها تلتفت حولها تبحث عن نظارتها حتى تُغادر ذلك المنزل 

 - انا لسا مكملتش كلامي...

واردف دون أن تحيد عيناه عنها يُطالع ملامح وجهها التي ازدادت شحوباً

 - الفضيحه هتفضل طول عمرها محوطاكي ومستقبلك المهني ممكن ينتهي من السمعه اللي هتاخديها هنا 

 - يعنى ايه هفضل طول عمري هنا... مذلوله ليك بتنتقم من مراتك بيا 

-  لو فضلتي تعانديني مش هتكسبي حاجه وهتطلعي خسرانه... بكلمه مني ممكن ادمرك وبكلمه ممكن اطلعك فوق 

 - بفلوسك طبعا مش صح 

هتفت عبارتها مشمئزة من غروره الذي يُحيطه 

 - افهمي زي ما عايزه تفهمي.. 

لم تتحمل كل ما يسببه لها من مشاعر الغضب لتنقض عليه كاللبوه تدفعه فوق الفراش تعلوه 

 - حامد العزيزي.. حامد العزيزي خلاص عرفنا انت مين...لو فاكر اني بتهدد متعرفنيش انا مش مكسورة الجناح انا بعرف اخد حقي كويس 

ضحكته الرجوليه صدحت عالياً وفي لحظه كانت هي اسفله يقبض فوق كفوفها بقبضة واحده

 - مش بقولك بتوقعي نفسك ديما في المصايب

واردف بمكر يضج بعينيه 

-  مش هيكسرك غير ذكرى حلوه مني ليكي تفتكريها طول العمر 

صرخت هائجه وهي ترى نظراته القاسيه تلمع في الظلام ويداه تعبث بجسدها 

-  لا... لااا 

لم يتركها الا عندما اتم مااراد.. ومااراده كان ان يجعلها ترتعب منه

انكمشت فوق الفراش تضم جسدها بذراعيها 

-  شوفتي عشان انا راجل صح مكملتش للآخر... صوتك مسمعهوش تاني لا الا المره الجايه مش هسيبك مهما صرختي

واقترب منها يجذب خصلات شعرها الحريريه 

 - شرسه بس لذيذه

بصقت بوجهه فأغمض عيناه يهدء من تلك النيران التي تشتعل داخله...

ارتجف جسدها تخشي ما سيفعله بها ولكن مغادرته للغرفه جعلته تلتقط أنفاسها بصعوبه ودموعها تنساب فوق وجنتيها بغزاره 

********************************************

اتسعت ابتسامه السيد صابر ونظراته عالقه بعاصم الذي تقدم منه مرحباً به

دار الحديث نحو بضعة عبارات معتاده ليهتف صابر بعتاب 

 - ليه عتاب عندك ياعاصم... 

ونظر نحو الحج محمود الذي اخذ يرتشف من كأس الشاي 

 - انا عارف ان ده شغل يابني ومفيهوش مجاملات... بس براحه على ايمان بلاش تعاملها بشده 

احتدت نظرات الحج محمود وهو يستمع لشكوت صديقه 

 - كده ياعاصم ياولدي بقى ديه وصيتي ليك... ايمان مش موظفه عندنا ديه بنتنا 

 - انا معنديش دلع في الشغل ياحج..لكن حاضر امرك يتنفذ 

ارتسم الفخر فوق شفتي الحج محمود فيُطالع صابر ماحدث بأمل... فمدام كلمة محمود تنفذ سيحصل على المال ويسد بعض ديونه 

نهض صابر وقد وجد انها الفرصه ليتحدث فيها محمود مع عاصم ويطلب منه المال 

 - رايح فين ياصابر اقعد لسا مشربتش الشاي 

 - معلش يامحمود مره تانيه يااخويا 

انصرف صابر بعدما رافقه عاصم لبضعة خطوات وعاد ينظر نحو والده بتوجس 

 - والمرادي ايه طلبه ياحج

تنحنح الحج محمود وعاد للجلوس فوق مقعده يدب الأرض بعصاه 

******************************************

انتهى من امضت العقود لتتسع ابتسامة شيرين تنظر إلى توقيعه..تُقنع نفسها انها شيئاً فشئ وستستعيده اليها ولكن كما اخبرتها شروق صديقتها ان تصبر لتصل الي ماارادت فزوحته الأخرى لا تُقارن بها وخاصه ان رجل ك شهاب لن يظل مع امرأة لا تُنجب

خرج من غرفة مكتبه يتقدمه الشريك الجديد ومحاميه وادهم الذي فور ان تعلقت عيناه ب قدر اقترب منها مرحباً بحفاوة

تجمدت عيني شيرين وهي تسمع ترحيب أدهم بها ونظرات شهاب عالقه عليها 

 - مدخلتيش المكتب ليه اول ما وصلتي... المدام اول ما تيجي بعد كده تدخل علطول مكتبي

اماءت أميرة برأسها

 - والله يافندم انا قولتلها كده... بس هي أصرت انها تستناك هنا ومتقطعش الاجتماع

التفت نحوه قدر سريعاً بعدما كانت عيناها نحو شيرين التي انصرفت تدب الأرض بقدميها وكأن رؤيتها  لها هنا افقدتها آمالها

 - انا فعلا اللي اصريت مش عايزه اعطلك عن شغلك

-  متتكررش تاني يااميره

أحاط خصرها يتقدم بها لغرفه مكتبه

 - عشر دقايق بس واخلص اللي قدامي ونمشي علطول

ابتسمت وهي تجلس مسترخيه فوق احد المقاعد وكيف لا تسترخي وهي تملك رجلاً مثله

طالعها بأبتسامة حانية يتقدم من مكتبه يجلس فوق مقعده يُكمل مطالعة بعض الأوراق

عشره دقائق اتبعتها عشرة دقائق أخرى واخرى صاحبتها أخرى الي ان نظرت لساعة يدها لتجد قد مر ساعه على جلوسها هكذا

ونست ان شهاب أمام العمل ينسى كل شئ

لم ترد مقاطعته ونهضت من فوق المقعد تتجه نحو مكتبه وقد لفتت عينيها صورة صغيره

ألتقطتها من فوق سطح المكتب تتأمله لترتفع عيني شهاب نحوها

 - كان جميل اووي

اغمض عيناه بقوه يؤلمه قلبه...يتذكر شيرين وكيف كانت لا تراه الا عاراً لهم تخفيه عن الأعين تكره وجوده

 - الله يرحمه

تمتمت بها قدر ليبتلع غصته يسألها ما خطر بخاطره

 - لو خلفتي طفل زي سيف ياقدر هتحبيه

قطبت حاجبيه تنظر لملامح الصغير الجميله

-  احبه بس... ده انا اديله عمري

-  هتتقبلي يبقى عندك طفل من ذو الاحتياجات الخاصة

استنكرت كلمته فما الذي كان ينقص هذا الصغير حتى لا يُحب

 - اتقبل... ازاي متقبلش قطعه من قلبي... سيف مكنش نقصه حاجه سيف كان طفل زي باقي الأطفال

التمعت عيناه ب آلم والزمن يعود للوراء وشيرين تثور عليه انها لا تُريد ذلك الطفل وتُريد اجهاضه

 - شيرين مكنتش متقبلاه... من اول ماعرفت ان هيكون عندنا طفل محتاج رعايه خاصه... سيف كان عمري ياقدر

ولأول مره ترى ضعفه.. حتى أنه لم يشعر بنفسه وهو يجذبها اليه يضمها لصدره

 - رفضت النعمه فضاعت بسببها

دمعت عيناها تشعر به ولكن غالبت دموعها حتى لا تزيد وجعه ولكن هزمتها دموعها فبكت مقهوره على حالها... لقد تمنت ان تحمل طفلاً ل ليالي طويله تدعو ان يرزقها الله وهناك من لا يرى النعمه التي بين يديه

تمالك ضعفه يبتعد عنها ليتفاجئ بدموعها التي تغرق وجهها

 - شهاب انا مستعده نروح لدكتور واعمل اي عمليه لو انت عايز تخلف مني

هتفت بها بآلم يحرقها... فأصابه ذلك الآلم... يلعن زوجها الأولى عما اوصلها اليه هو يعلم تماما ان قدر لا تُعاني من شئ وانجابها لم يكن الا مسأله وقت حينا يشاء الله

 - مش عايز اسمع منك الكلام ده تاني ياقدر... ولادي هيجوا منك ومن غير عمليات

واردف وعيناه عالقه بعينيها يمسح دموعها بأنامله

 - ولو اضطرينا اننا نخوض موضوع العمليه ده مش هيكون غير ف اخر المراحل... 

واتبع حديثه يغمز بعينه بعبث يليق به 

 - اما دلوقتي فأنا عايزك انتي ياقدر... مش عايز حد يشاركني فيكي 

اتسعت ابتسامتها وابحرت في عينيه عشقاً تُلقي جسدها بين ذراعيه 

****************************************

وقفت جانبه ترى نظرات الرجل المكسوره نحو أرضه لولا الحاجه ما كان باع اخر شئ يملكه... انتهوا من فحص الأرض وتم الاتفاق النهائي على السعر والرجل يقبله بحسرة 

اتجه نحو سيارته تتبعه هي 

 - حرام عليك مش شايف انها مصدر رزقه الوحيد 

هتفت بها ليتوقف عاصم عن السير يلتف نحوها 

-  انا مضربتهوش على ايده هو اللي جيه يترجاني 

دمعت عين ايمان تتذكر نظرات الرجل لارضه فالحاجه للمال تُجبره كما اجبرتها الظروف على العمل مع رجل قاسي مثله لا يعرف الرحمه 

 - انت الرحمه منزوعه من قلبك... الراجل الغلبان عمال يقولك لولا الحاجه لولا الحاجه وانت ولا هنا وياريتك حد عادي ميملكش حاجه ده انت اغلب اراضي البلد بتاعتكم

كلماتها اصابته ولكن كالعاده عاصم لا يظهر الا قسوته 

 - وانتي بتحقدي علينا بقى ياست البشمهندسه ياام قلب كبير 

امتعضت من حديثه 

-  الحمدلله انا عيني مليانه... بس الرحمه مش منزوعه من قلبي 

 - أنتي اتعديتي حدودك... نسيتي نفسك ولا ايه 

احتدت نظراتها فكلماته تنغرز بقلبها كالنصل  

 - منستش نفسي ولا حاجه ياعاصم بيه... انا عارفه كويس انا مين وانت مين 

ارتفعت زاويتي شفتيه سخرية يُلقي نظراته عليها ببطئ شديد 

 - طب كويس عشان بدأتي تنسى نفسك وانتي بتكلميني 

صعد لسيارته ينتظر صعودها ولكن لن تكون ايمان الا وعاندته... زفر أنفاسه بضيق يترجل من السياره يجذبها من مرفقها بعدما سارت لبضعة خطوات 

 - مش قولت اركبي 

دفعت ذراعه عنها حنقاً مبتعده 

 - طريقي عارفاه كويس ياعاصم بيه 

أكملت سيرها فأغمض عيناه يُهدء من شعله الغضب التي توقدها داخله يتبعه بخطواته يجذبها ثانية 

-  صوتك مسمعهوش... واركبي يلا 

 - ابعد عني انت مش طبيعي 

قاد سيارته بسرعه جنونيه لتعود اليها ذكريات الحادث لم تشعر بنفسها الا وهي تمسك ذراعه تلتقط أنفاسها بصعوبه تذرف دموعها وهي تترجاه 

 - أرجوك هدي السرعه

ليستجيب لها ينظر نحوها يرى الآلم مطبوع فوق ملامحها 

أوقف سيارته لتضم جسدها المرتجف بذراعيها هاتفه دون وعي

 - النار... النار 

لم يتحمل عاصم رؤيتها هكذا رغم انه كان يتلذذ دوماً بأنكسارها وضعفها ولكن اليوم كانت مشاعر أخرى تقوده... ضمها اليه يتنفس رائحتها هامساً

 - اهدي ياايمان... متخافيش


الفصل الثامن عشر من هنا

تعليقات



×