رواية أحببتك حتى الضياع الفصل السابع عشر بقلم امل الهلاوى
انهى خالد قبلته الهادئه ناظرا لها فى عينيها ليرى رد فعلها
نظرت له فرح فى عينيه نظرات جامده دون ان تتكلم فسر خالد ذلك انها راغبه ايضا وراضيه عما حدث دون ارادة منه انحنى ليقبلها مرة اخرى ولكنها ابعدته عنها بقوه قائله
-مش خلاص اثبتلى انك تقدر توصلى فى اى وقت وانى ادامك لا حول لى ولا قوه انا بقى بثبتلك انى برده اقدر ارفضك فى اى وقت وانت ماتقدرش تجبرنى على حاجه ولو بتستخدم قوتك ضدى وفاكرنى ضعيفه تبقى غلطان يادكتور خالد
افاق خالد من حالة النشوه التى تسيطر عليه وهو معها على كلامها
-ايه يابنتى كلام الانشا ده انتى مفكره انك تقدرى تقفى قصادى انا هامشى عشان مش عاوز مشاكل فى بيت اهلى الناس اللى بره دى ناس طيبه وبيصدقوا اى حاجه وبيخلصوا مع اى حد حتى لو كان الحد ده رخيص
نظرت له فرح بحزن قائله
-ولما انا رخيصه مخلينى على ذمتك ليه طلقنى
خالد وهو يشير بيده الى بطنها
-وابنى او بنتى اللى فى بطنك اسيبه مع واحده زيك تربيه مصيرك مربوط بمصيرى مش هاسيبك الا فى حالتين ياموتك ياموتى فاهمه
ابتلعت فرح غصة اهانتها ورغم عنها تجمعت الدموع فى مقلتيها رافضه النزول
-حرام عليك اللى بتعمله فيه ده انت اكتر انسان عارف انا اتعذبت اد ايه انت كنت بالنسبه لى الرجل الوحيد اللى حسسنى بالامان والحب ليه ليه بتقسى
صمتت فرح ناظرة اليه ثم استرسلت بصوت هامس
-انا بكرهك وبكره كل الرجاله اللى فى الدنيا
رق قلب خالد لها من حالتها التى وصلت اليها بسببه هى توشك على الانهيار بفضله تنهد خالد بعمق وزفر الهواء بقوه
-انتى يابنتى ليكى عين تكرهينى كمان اللى زيك تحمد ربنا انها متجوزه واحد زى
ارادت فرح ان تنهى الحوار معه لافائده من الجدال
-من فضلك اخرج عشان عاوزه انام كفايه كده مش عاوزه اتكلم اكتر من كده
استرسل خالد بهدوء
-تمام نامى وارتاحى لحد لما اجى اخدك ساعتها هانتحاسب فى بيتنا سلام يامراتى الحلوه
............................
تركها خالد وذهب الى منزله طوال الطريق يفكر بها فى حالتها المزريه التى وصلت اليها كلماتها الصريحه بكرهها له اراداته التى تدفعه للتقرب منها وارادته ايضا تدفعه لجرحها هل يمكن ان تحب وتكره شخص فى آن واحد
اما فرح فقد نامت بمجرد ان وضعت رأسها على الفراش نامت نوما عميقا يجوز انه بسبب هرمونات الحمل
فى فيلا خالد ومى
كانت مى تنتظر عودة خالد الذى تأخر كثيرا وجدته يدلف من بابا المنزل
-حبيبى اتاخرت ليه
اتجه الى اقرب مقعد وجلس عليه
-عادى يافرح اتكلمت مع الجماعه شويه
نظرت مى له بأعين متسعه
-انا مى على فكره مش فرح
استرسل خالد بأسف
-معلش ياحبيبتى انا اسف والله اصل كنت بتكلم مع الهانم من شويه
جلست مى بجانبه واضعه يدها على كتفه
-ولايهمك ياحبيبى المهم انك معايا انت عارف انا بجد مستغربه تصرفات خالتى وجوز خالتى
نظر خالد لها بتفهم
-ماانتى عارفاهم طيبين اد ايه وبيصدقوا اى حد
نظرت له مى بحيره كأنها تريد ان تسأل شئ فبادرها هو قائلا
-عاوزه تقولى ايه يامى اتكلمى على طول
مى باستفهام:عاوزه اعرف انت كنت بتنام جمبها ولا لاء
خالد:من غير مااكدب اه بس انتى عارفه والله كان لازم تحمل يامى
مى:طب وانا ده مش حقى انا كمان
خالد وهو يقبل يدها:من النهارده هننام جمب بعض ياحبيبتى اتفقنا
اومات له مى بالموافقه فهى رغم هدوءها الا انها تستشيط غضبا من داخلها
مى:اوعدنى انك تفضل جمبى على طول ياحبيبى
-خالد وهو يحتضنها:حاضر يامى اوعدك انى عمرى ماهظلمك ابدا انا عارف انك اكتر واحده مظلومه فى الحكاية دى كلها انا اسف هاعوضك صدقينى
مى وهى تشدد من احتضانه مبتسمه من نجاحه فى اكتساب تعاطفه معها
-انا بحبك اوى ومستعده اضحى بحياتى علشانك ياحبيبى
صعدوا سويا لغرفة مى نام خالد بجوارها فى الفراش ظل يتقلب يتذكر ايامه الجميله مع فرح ويتنهد بقوه كانت مى تشعر به ولكن فضلت الا تتحدث معه الى ان غلبه سلطان النوم ونام
.......................................
فى صباح اليوم التالى ذهب خالد الى عمله قص على محمود ماحدث
محمود :يعنى فرح دلوقتى عند امك
خالد:يااخى امى دى غريبه اوى
محمود:والله ياعم انت اللى غريب ماخلاص انسى بقى وعيش دى هاتبقى ام ابنك
خالد:والله حاولت يامحمود بلاقينى افتكر اللى حصل غصب عنى بقسى عليها امبارح كانت فى قمة ضعفها ادامى رغم انها صعبت عليا بس لما بلاقيها بتقاوح وتفضل تقول بكرهك بلاقينى بجرح فيها
محمود:لا والنبى تقولك بحبك ياسى خالد مرمطنى واحبك حتى يابنى هيا لو ماديه وبتحب الفلوس الا انها اكيد عندها كرامه
خالد:ماعدتش عارف اعمل ايه من ناحيه فرح ومن ناحيه مى
محمود:ومالها مى كمان ماهى راضيه وماشيه تمام
خالد:صعبانه عليا اوى حاسس انها ياعينى عاوزه تعمل اى حاجه عشان ترضينى مجبره توافق على فرح مجبره على كل حاجه انا لازم اعوضها شويه
محمود:كان الله فى عونها بجد اتحرمت من الامومه ومجبره تشوف جوزها مع واحده تانيه
خالد:يالا نشوف شغلنا بقى كفايه كلام
...........................
انهى خالد اعماله قبالة العصر واستعد للذهاب الى منزله وجد نفسه يقود سيارته باتجاه منزل والده
دلف خالد الى منزل والديه وجد والدته جالسه بمفردها فى صالة الاستقبال
عزه:خالد تعالى ياحبيبى
خالد وهو يتلفت حوله:ايه البيت ساكت ليه فين بابا
عزه بابتسامه:بابا برده اه بابا طلع يصلى العصر وهايقعد مع عمك عبده على القهوه
صمتت عزه لترى رد فعله
خالد:وفرح فين
عزه:من امبارح نايمه قومتها الصبح بصعوبه فطرت لقمتين ونامت تانى الظاهر حملها هايبقى نوم
خالد:طيب انا هادخل اصحيها عشان تاكل
عزه:اجهز الاكل على ماتصحيها
خالد :تمام ياماما
دلف خالد الى غرفته التى تقطن بها فرح وجدها نائمه فى يبات عميق جلس بجوراها على الفراش يزيح خصلات شعرها المتمرده من على وجهها أحست فرح بشئ على وجهها فتحت عينيها ورأت خالد جالس الى جوارها
خالد:كل ده نوم اليوم خلص قومى بقى
فرح وهى تدير نفسها الناحية الاخرى بعيدا عنه
-انا عاوزه انام سبنى لو سمحت
ازال خالد الفراش من عليها قائلا بحده
-انتى هاتفضلى نايمه وماتاكليش انتى بتستهبلى صح عاوزه تموتى اللى فى بطنك وتخلصى بس مش هاتخلصى منى احب اطمنك
نهضت فرح من الفراش مرة واحده جاءت ان ترد عليه ولكنها احست بدوار فى رأسها وضعت يديها على رأسها خائفه ان تقع ولكن خالد احتضنها بسرعه قائلا
-براحه وانتى قايمه انتى حامل ضغطك وطى وممكن يغمى عليكى
ظلت فرح قابعه فى احضانه لانها بحق لاتقوى على دفعه حتى تعود الى طبيعتها وما ان احست انها بخير حتى تملصت منه بهدوء وهو ايضا تركها بسهوله
أخذت فرح الشرشف الخاص بها وتوجهت الى المرحاض دون ان تنطق بكلمه هو يشعرها بالدونيه وهى معه نوت انها لن ترد عليه حتى لايزيد ويطيل فى الكلام معها
نظر خالد الى اثرها الفارغ متنهدا بقوه على حالتها الحزينه
خالد بتنهد:استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
عزه:خالد ياخالد تعالى يابنى يالا عشان تتغدوا انا هاروح اريح شويه وانتى كل انت وفرح واكها يابنى دى اكلها ضعيف اوى
خالد:روحى ياماما وماتقلقيش عليها اوى كده مش هاكلها
عزه وهى تذهب الى غرفتها:ربنا يهديك يابنى خرجت فرح من المرحاض توجهت الى الغرفه التى تقيم فيها لم تجده حمدت الله انه ذهب صلت فرضها وابدلت ملابسها بقميص قطنى يصل الى تحت ركبتيها وباكمام طويله من اللون السماوى برسمة دب من المنتصف
كان خالد قد ذهب الى صلاة العصر فى المسجد المقابل لبيتهم عاد مره اخرى الى البيت وجدها تمشط شعرها
خالد:يالا عشان تتغدى
تفاجأت فرح بخالد امامها وظهر ذلك على وجهها
خالد:ايه اتخضيتى كده ليه شفتى عفريت
فرح:بحسبك مشيت
خالد:طبعا تتمنى ده انا كنت بصلى تحت فى الجامع قومى نتغدى سوى ومن غير اعتراض عشان صوتى مايعلاش
نهضت فرح من المقعد ورأى خالد القميص القصير الذى ترتديه
خالد وهو يوقفها:انتى بتطلعى بره كده
فرح:وفيها ايه يعنى
خالد:انتى غبيه يابنتى بابا ممكن يدخل فى اى وقت
فرح بتمادى فى الكلام:عادى ماهو زى والدى وبعدين ماهو بكمام طويله اهو
خالد وهو يشير الى سيقانها:وده ايه يامدام بتزكى عن صحتك
استرسل خالد بغضب:اتفضلى غيرى الزفت ده مش مسموح لحد غيرى انا يشوفك كده البسى بيجامه بكمام وواسعه
فرح وهى تحاول تخطيه:انا هاخرج كده يااما مش خارجه واللى انت عاوز تعمله اعمله
أمسكها خالد من زراعها بقوه ضاغطا عليه بأعلى قوته:ماتعانديش والا قسما عظما لهتشوفى منى وش عمرك ماشوفتيه رفع خالد يده الاخرى ليمسك ذراعها الاخر ظنته سيضربها فتكومت على نفسها قائله بانفاس لاهثه ووجه مرعوب
-خلاص ماتمدش ايدك عليا الله يخليك والله هاعمل اللى انت عاوزه بس سيبنى ارجوك سيبنى
وهنا بكت فرح بشده متذكره ماكان يفعله لها ايهاب فى السنوات الماضيه لقد اصبح لديها فوبيا من الضرب
تعجب خالد من رد فعلها وهلعها المبالغ فيه بل وصل الامر الى ارتعاشة جسدها كانت تخفى وجهها بكلتا يديها وتبكى بشده
خالد وهو يحاول طمانتها:والله ماكنت هاضربك انا كنت هامسك ايدك التانيه
لم يستطع خالد التماسك امامها لذا توجه الى الخارج قائلا
-انا هاستناكى بره عشان ناكل غيرى هدومك وتعالى
بعد عدة دقائق ارتدت فرح منامه واسعه كما طلب منها كانت عيناها حمراء من أثر البكاء جلست تأكل معه فى صمت دون ان تتحدث وهو ايضا فضل ان يصمت فالصمت احيانا كثيره ابلغ من الكلام ماهى الا عدة لقيمات حتى قالت فرح
-الحمد لله شبعت
خالد :ماكلتيش كتير اقعدى كملى لازم تهتمى بصحتك
فرح:ارجوك مش قادره
خالد:يابنتى انتى دلوقتى جواك روح بتاكلى انتى المفروض لاتنين ولا عاوزه بنتى تبقى مسلوعه
فرح بدهشه:بنتك
خالد بابتسامه:اه نفسى فى بنت اوى دى هاتكون حبيبتى
فرح:يعنى انت مش عاوز ولد
خالد:انا بحب البنات اكتر حنينين وعساسيل اوى يارب تبقى بنت هاحبها اكتر حد فى الكون
كان خالد يريد ان يفتح حوار معها حتى تأكل ولكن فوجئ انها نهضت من على طاولة الطعام ولم تتحدث ذهبت الى الغرفه وارتمت على الفراش تبكى بشده تذكرت كيف كان يعاملها والدها وكيف كان يرى انها ابتلاء من الله ابتلى به كيف لم يشعرها بالامان يوم واحد من ايام حياتها كيف حبسها حين علم علاقتها مع خالد بل وجلدها حتى ترضخ لامره
ذهب خالد اليها وجدها تبكى بحرقه وتشهق بشده
خالد:فيه ايه مالك يافرح انتى تعبانه اوديكى المستشفى
فرح وهى تبكى وتخفى وجهها:ارجوك سيبنى لوحدى مش عاوزه اتكلم ارجوك سيبنى
كان خالد يحاول ان يجد تفسير لما يحدث فتذكر ان حديثه معها كان عن تمنيه ان يحصل على طفله منها هل يمكن ان تكون تبكى لذلك
خالد:طيب انتى زعلتى انى عاوز بنت ولا ايه
فرح وهى تنهض من موضعها وتنظر اليه ببكاء:كان نفسى يبقى لى اب يحبنى زي ماانت هاتحب بنتك قولى انا ليه مافيش حد حبنى تفتكر انا عملت ايه عشان ربنا يعاقبنى كده مش ربنا خلقنا عشان نبقى سعدا ليه انا مش بفرح ليه قولى ليه
لم يتمالك خالد نفسه سوى وهو يجذبها الى احضانها ورغما عنها احتنضنته فرح فهى بحاجه الى العناق فى ذلك الوقت
خالد ممسدا على ظهرها بحنان:خلاص اهدى ماتعيطيش اهدى
كان خالد يتكلم بهدوء معها الى ان استجمعت نفسها ابتعدت عنه قائله
-عارف اصعب حاجه ايه انك ماتلاقيش حد يحضنك ولما تحتاج حضن يقويك ماتلاقيش الا انسان كل همه يدمرك وبيكرهك انا اسفه على الحضن ده بس صدقنى كنت محتاجه ليه