رواية عقيق إل دورادو الفصل السابع عشر 17 بقلم منة ممدوح




 رواية عقيق إل دورادو الفصل السابع عشر 17 بقلم منة ممدوح 


 الحلقة السابعة عشر


اتحولت معالم وشه للذهول، مكانش قادر يصدق إن والدته هي اللي دبرت اللي حصل ده، سحب خنجره من جنبه ووجهه على رقبة رحيق اللي برقت وصرخت بهلع، أما هو اتبدلت نظراته للغضب وقال من بين أسنانه بهسيس_إيه اللي يثبت كلامك ده؟

بكت رحيق وهي بترتعش قدامه بخوف وبتقول بتلعثم_صدقني يا سمو الأمير الملكة زمرد هي اللي قدمتلي السم بنفسها وأمرتني أحط الزجاجة كلها في مشروب الأميرة ضي القمر ولما القصر اتقلب ساعدتني أهرب وجابتني للبيت ده

صدقني أنا مكنتش أقدر أرفض أوامر الملكة وإلا هتعاقب

فضل بدر متجمد شوية بيراقب تعابير وشها المذعورة اللي ظاهر عليها الصدق، فشال خنجره وبِعد عنها وهو بيقول_مكانش بإيدك ترفضي كلام الملكة زمرد بس كان بإيدك تجيلي أو تروحي للملك رسلان وتحكيله على اللي طالباه منك

وجه نظره للجنود اللي معاه وقالهم_خدوها للزنزانة الغربية من غير ما حد ياخد باله لحد ما نتأكد من صدق كلامها

اتحرك الحراس ناحيتها فإنهارت على الأرض وهي بتبكي وبتصرخ_عفوك يا سمو الأمير، أرجوك سامحني، أرجوك يا سمو الأمير

ولكنه كان واقف مديها ضهره وهو بيفكر، حاسس أن صوره والدته اتهزت قصاد عينه، حتى لو عملت كده بدافع الانتقام من عقيق بس هي كسرت الصورة المثالية اللي كان حاطتها فيها، كان شايفها ملاك وقعت ضحية لحياة صعبة بسبب حب الملك لعقيق اللي لوهلة حس بيه، هو نفسه بمجرد ما حس إن ضي القمر اتأذت اتجنن تمامًا، وكفاية العذاب اللي جواه بسبب رحيلها!

خدوا الحراس رحيق وسط مقاومتها المستميتة ومشيوا، أما بدر فاتحرك مع الباقيين عشان يرجعوا للمملكة، ولكن بمجرد ما رجعوا للقصر شاور لهم يعودوا هما وحرك اتجاهه للغابة اللي شاف عقيق بتعديها، ومنها للبحيرة لحد ما وقف قدامها، كان عنده أمل إنها تظهر تاني فجأة وترجع في كلامها وتعود للمملكة زي ما اتعود منها، ولكن اتبدلت ملامحه للحزن لما ملقاش ليها أثر، ده غير الاسئلة اللي ملهاش إجابة عنده، فضل باصص شوية لأنعكاسه في الماية، معقولة فيه بوابة من هنا محدش يعرف عنها حاجة؟

وبدون تردد رمى نفسه في الماية، فضل يبص حواليه على أمل يلاقي أي نفق أو ح

مكان ممكن تعبر منه، لحد ما نزل للقاع تمامًا ولكنه مستفادش بأي حاجة، مجرد بحيرة عادية مفيهاش أي شئ خارق للطبيعة، رجع طلع للسطح تاني وهو بيلهث وبيعدل من خصلات الفاتحة اللي نزلت على وشه، وبعدين لما يأس من إنه يلاقي تفسير منطقي اتحرك ورجع للقصر وهو اكتافه متهدلة بخيبة أمل..

قرر يتجه للمكتبة اللي في القصر لعله يوصل لأي حاجة، حتى مفكرش يغير هدومه المبلولة، وفنفس الوقت يشغل دماغه عن اللي عملته الملكة زمرد، مش قادر يلومها أو يعاتبها، وفنفس الوقت مش قادر يكتم الغضب اللي نابع جواه من ناحيتها لإنها كانت هتتسبب في إنهاء حياة المرأة الوحيدة اللي حبها.

دخل المكتبة اللي كانت ضخمة جدًا بأرفف عملاقة مليانة كتب، ولكنها كانت خالية من أي حد، فضل يتجول فيها وهو بيتأمل في عناوين الأرفف، لحد ما وقف قصاد عنوان مكتوب عليه "الأساطير القديمة"

فضل يتنقل بصوابعه على عناوين الكتب اللي قدامه اللي كانت بتنقل أساطير قديمة، لحد ما وقفت إيده عند عنوان كان مكتوب عليه "القلادة المسحورة"

افتكر في الوقت ده السلسلة بتاعة عقيق اللي كانت ضي القمر جاية بيها، وبدون تردد سحب الكتاب واتجه لأحد الطاولات اللي في المكان، قعد وفتح الكتاب اللي كان محتوي بالعديد من الصور للقلادة وابتدى يقرأ بصوت مسموع_صُنعت قلادة من السحر المستخلص من الخير، كل من يحملها يتسم بصدق المشاعر والقلب الخيِّر، كانت قلادة الملك المذهب لزوجته الملكة كهرمان تحمل سحرًا لا مثيل له، ومنذ ذلك اليوم تختار القلادة حاملتها بدقة، بعد الحروب العريقة التي أصابت المملكة حاولت قوى الشرور في العالم امتلاك القلادة، فأسرع كبير السحرة بإلقاء القلادة في بحيرة باريمي التي تقع بالقرب من مملكة إل دواردو واختفى بعدها بلا عودة، فصنع السحر المصنوعة منه القلادة قوة جبارة تسببت في إنشاء بوابة سحرية تنتقل بين العوالم، ومنذ ذلك الوقت اختفت القلادة ولم تظهر

وقيل إن ظهرت القلادة في أحد الأيام، فقد استطاعت إيجاد الملكة المنشودة التي ستكون ملكة صالحة للبلاد..

عقد بدر حواجبه بتعجب، معقولة كلام الأساطير ممكن يكون صحيح وضي القمر جاية من عالم تاني؟

هز راسه بالرفض وهو بيضحك بسخرية على نفسه، دي مجرد أساطير كانوا بيحكوها للأطفال، ازاي ممكن يصدق حاجة زي دي!

ولكن رغم ده مكانش لاقي إجابة على اسئلته غير دي ولكنه لازال مش مقتنع بيها..


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


_بـدر...حبيبي!

هتفت بيها الملكة زمرد لما شافته بيمر من قدام جناحها، فضل واقف مكانه وهو بيضم قبضة إيده وبيضغط على جفونه علشان يهدي نفسه، اتلفت ليها فقربت منه بتبص لتعابير وشه الغريبة، رفعت كفها وملست على خده ولكنه بِعد عنها بنفور استعجبته هي، فسألت بتعجب_مالك يا حبيبي؟

أنتَ كويس؟

سكت شوية وهو ضامم شفايفه، وبعدين في النهاية قال_أنا كويس

قالها واتلفت عشان يمشي، ولكنه اتجمد مكانه لما قالت_وصلت لرحيق مش كده؟

اتلفت يبصلها بدهشة، سرعان ما اتبدلت نظراته للوم، ابتسمت هي بحنان مزيف وبعدين شاورت ليه بإيديها إنه يروح لجناحها، فعرف إنها عايزة تتكلم معاه، اتنهد بقلة حيلة وبعدين اتجه وسبقها للجناح، اتبدلت ابتسامتها لتانية خبيثة متسعة ولحقته لجوا

دخلت فلقته قاعد على الكرسي في جناحها بيهز رجله بعصبية واضحة على معالم وشه، رفع وشه ليها وبعدين رجع بص قدامه تاني، مش قادر ياخد رد فعل تجاهها وهي بتمثل نقطة ضعف ليه، اتحركت هي تجاه طاولة تحتوي على زجاجة مشروب وكأسين، مثلت إنها بتصب من الكأس وهي بتقول_أنا مدركة أنتَ متضايق قد إيه مني دلوقتي يا حبيبي وشايفني مؤذية

استغلت إنه مش باصصلها وطلعت زجاجة صغيرة من بين اكمامها، فتحتها فطلع منها غبار بسيط أسود اللون شكله مقلق ودلقته في قلب الكأس بتاعه، وبعدين لفت واتجهت ناحيته وهي بتمد إيديها بالكاس ليه، بصلها بضيق وبعدين قال_شكرًا مش عايز

رفعت إيديه وخلته يمسك الكأس غصب عنه، فاتجهت هي وقعدت على الكرسي اللي جمبه وهي بتقول_صدقني يا بدر، مكنتش عايزة تشيل ذنبها لما تنتقم منها علشاني، قولت أضحي أنا بس تفضل أنتَ بدر ابني النقي

رفع عيونه ليها بعذاب وهو بيقول_بس ضي القمر ملهاش ذنب يا أمي، كل ذنبها إنها شبه عقيق، حتى هي بإرادتها قررت تمشي من غير راجعة، وكانت مقررة ده من قبل ما تفكري تسمميها بس أنا اللي كانت مخبي السلسلة عشان متمشيش

سكت شوية يجمع كلامه وبعدين قال بحزن_أنا حبيت ضي القمر يا أمي

جزت على أسنانها ولفت وشها الناحية التانية بتقاوم الغضب اللي ملاها، حس بدر بالألم وبجفاف حلقه، فابتدى يشرب من المشروب اللي في إيديه، اتلفتت ليه الملكة زمرد سرعان ما اتوسعت عينيها ولمعت بفرح، وابتدت تبخ سمها وتقول_بدر حبيبي، مش عايزة مشاعرك تلغي عقلك، ضي القمر قدرت تخدعك ببرائتها المزيفة، ضي القمر تشبه عقيق، عقيق اللي دمرت حياتي، كنت أنا المقدرة للملك رسلان من البداية لولا هي ظهرت في حياته وخربت علاقتنا وقدرت تخليه خاتم في صوابعها، خربت نظام المملكة وخربت حياتنا كلها، خلت الملك رسلان اتحول تمامًا وبقى شخص قاسي حتى إنه رفضني وقرر يتجوزها هي، وبعد ما اختفت مقلش اصرارها وكنت أنا مجرد شماعه يعلق عليها غضبه

ابتدى بدر يحس بتشوش في الرؤية، فقربت هي بدورها ورفعت الكاس تجبره يشرب أكتر وهي بتقول بخبث_اشرب يا حبيبي اشرب

قدرت تخليه يخلص الكاس كله، ومنها فقد بدر إدراكه للواقع تمامًا وبقى شخصية جامدة بلا روح، قربت هي منه وملست على خده وقالت_بدر حبيبي، أنتَ عارف أنا مين؟

اتلفت وبصلها شوية، وبعدين ابتسم وقال_الملكة زمرد، أمي العزيزة الغالية 

الوحيدة اللي كل قرارتها بتصب لمصلحة المملكة

ابتسمت باتساع لما لقت تأثير السحر شغال بكفاءة ومقدرش الملك رسلان يحصنه لأنه كان ضامن عدم استيقاظها أبدًا، ابتدت تبخ سمها في أذنه وهي بتقول_بدر حبيبي، الملك رسلان قراراته الفترة دي بتدمر المملكة تمامًا، متصدقش أي حاجة بيقولها، أنا الوحيدة اللي لازم تصدقها يا حبيبي

ابتسملها بدر بحنان وقال_طبعًا يا أمي، مفيش غيرك عايز مصلحتي ومصلحة المملكة، وأي حاجة بتقوليها هتتنفذ

بصتلها بترقب وبعدين قالت_لسة بتحب ضي القمر؟

ضحك بدر بقوة وبعدين قال_مين ضي القمر اللي أحبها؟

شبيهة عقيق اللي بتتصنع البراءة؟!

بصلها بقوة وبعدين قال بملامح مظلمة وشر_تأكدي يا أمي إني بمجرد ما هشوفها مش هتردد إني أملى سيفي بدمائها.

اتسعت ابتسامة زمرد لدرجة إنها نفسها تقوم ترقص وتهتف بنجاح مهمتها، ولكنها تمالكت نفسها وربتت على إيده بفخر، فبصلها بدر بابتسامة رقيقة....


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أيام قضتها عازلة نفسها ومطفية تمامًا، قليلة الكلام، الحيوية اللي على وشها مبقتش موجودة، مكانتش متخيلة إن الفراق بالنسبالها هيكون صعب بالشكل ده!

مبيفارقش بالها وأحلامها اللي بيستنجد بيها فيهم، كإنه مصمم يعذبها أكتر، كانت قاعدة على الكنبة الصغيرة اللي نقلتها في شرفة أوضتها اللي بقت تقضي فيها معظم وقتها.

صوت دقات على باب أوضتها خلاها عادت من شرودها، كانت عارفة مين صاحبته، دخلت جدتها وبين إيديها صينية على طبق يحتوى على كيك ومعاهم كوب عصير طازج، قربت منها وحطتهم على الترابيزة اللي قدامها، وطبعت قبلة على شعرها فربتت ضي بدورها على كفها وهي بتحاول تبتسم

قعدت جدتها جمبها، فرجعت ضي القمر تبص للأراضي الزراعية قدامها، فاتكلمت جدتها بقلق_مالك يا ضي عيني؟

بقالك كام يوم حالك مش عاجبني!

وكإنها داست على الفتيل، حست إنها هتنفجر، خانتها دمعة نزلت من عيونها فمسحتها بسرعة، مدت جدتها إيديها ومسكت دقنها وخلتها تبصلها غصب عنها، اتصدمت لما شافت حالة عينيها اللي بتجاهد متنزلش دموعهم، فجذبتها لصدرها وهي بتقول_يا نهار أبيض!

مالك يا ضي عيني

إيه اللي فيكي يا حبيبتي؟!

بكت ضي في الوقت ده بشدة، نزلت دموعها على وشها وهي بتفتكر شكله في أحلامها، كان مظهره واجعها، حالة الضعف اللي هو فيها وهتافه باسمها إنها تلحقه ولكن فسرت ده بإنه من اشتياقها ليه وقاومت على قد ما تقدر إنها تلبس السلسلة وترجع للمملكة تاني، كانت جدتها بتربت على ضهرها وهي حاسة بالقلق عليها، هي بالفعل شاحبة بقالها أيام ومش فاهمة إيه اللي بيحصلها، تداركت نفسها بسرعة فبعدت عن جدتها وهي بتمسح دموعها بسرعة وبتقول_متقلقيش يا تيتة، ماما بس وحشاني

ووحشني بيتي ووحشني حياتي قبل ما تمشي

لانت ملامح جدتها واتحولت للحزن، فجذبت راسها وضمتها ليها وهي بتقول بحنان_هي في مكان أحسن يا حبيبتي، وأنا معاكي أهو، هعملك كل اللي عايزاه كفاية أشوفك كويسة يا ضي عيني!

رفعت ضي كف جدتها وطبعت عليه قبلة عميقة وهي بتقول_ربنا يخليكي ليا يا تيتة..


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


_أنا مش قادر أفهم إزاي قدروا يسرقوا القافلة بتاعتنا من وسط الحراس!

قالها الملك رسلان وهو بيلف حوالين نفسه في جنون، شايف المملكة بتنهار قدام عينيه وهو مش فاهم إيه اللي بيحصل، كان الوزير وكبار المملكة والتجار وقائد الحرس قاعدين حوالين طاولة الاجتماعات وكمان بدر اللي كان ساكت تمامًا، فاتكلم الوزير_فيه حاجة غريبة بتحصل بقالها أيام يا جلالة الملك، كل مواعيد القافلات معروفة بالنسبالهم، ده غير التوريدات اللي بتوصلنا كلها مزيفة ومتجيبش قطعة ذهبية، ده غير الأسلحة اللي اتصنعت بالموارد اللي وصلتلنا طلعت رماد

حس الملك رسلان بالقهر والغضب بيتملك منه، مكانش قادر حتى يفضل قاعد يتكلم معاهم، زعق بحدة_اللي بيحصل ده مش طبيعي أبدًا، الوضع ده جديد تمامًا، اقتصاد المملكة بينهار، الناس والتجار في حالة ثوران من اللي بيحصل، الوضع بقى لا يُحتمل!

المملكة أول مرة تمر بأزمة زي دي من أيام صراعات ما بعد الملك المذهب!

اتكلم قائد الحرس_الأكيد يا مولاي إن فيه جاسوس مدسوس بينا، والجاسوس ده قوته تكفي لإنه يكون عارف كل تفاصيل المملكة بالشكل ده!

وقف الملك رسلان فجاة وبعدين قرب من الطاولة وهو بيقول_تقصد إيه؟

فرد كبير التجار_يعني يا جلالة الملك فيه شخص مقرب منك بيخونك وأنتَ متعرفش، والشخص ده ممكن كمان يكون من داخل القصر الملكي

خبط الملك رسلان على الطاولة بحدة وهو بيقول_مش ممكن، كل اللي موجودين في القصر هنا مستعدين يفدوا المملكة بأرواحهم، استحالة يبقى فيه خاين بينهم.

وجه كلامه لقائد الحرس_أنتَ مسئول من دلوقتي عن البحث عن الجاسوس اللي بينقل أخبارنا للممالك التانية واللصوص وقطاع الطرق، كثف البحث وعزز الجنود

وقف قائد الحرس وأدى تحيته وخرج من المكان، وجه الملك كلامه لكبار التجار_لازم نعتمد الفترة دي على الاكتفاء الذاتي من موارد المملكة، مش هنستورد أي حاجة من برا طول الفترة دي وقول للتجار وأصحاب الدكاكين ميثقوش في أي حد من خارج المملكة

وبعدين التفت للوزير وقال_ابعت رسول للممالك التانية عشان يساعدونا في إننا نوصل لـ اللصوص والمسئولين عن اللي بيحصل ده وادعوا ملوكهم يزورونا في أقرب وقت عشان نتناقش في تبعيات اللي بيحصل

خرج كل اللي موجودين في قاعة الاجتماعات عشان ينفذوا كلام الملك رسلان، إلا بدر فضل قاعد مكانه بيراقبه من غير تعابير، وقف الملك رسلان بعد ما كان بيتحرك بعشوائية واتبدلت نظراته للتعجب من حالته وقال_مش شايف يعني إنك علقت على كل اللي بيحصل

رد بدر ببرود_عشان كلامي مش هيعجبك

اتجه الملك رسلان ناحيته بخطوات بطيئة ووقف قدامه وهو بيقول_وإيه بقى الكلام اللي مش هيعجبني؟

وقف بدر وهو باصصله بجمود وبعدين قال_سياساتك من الأول غلط، الظاهر إنك كبرت يا جلالة الملك كفاية لإنك متكونش قادر تقود زمام المملكة

حس الملك رسلان بالصدمة والغضب الرهيب من كلامه، فاشتعلت عيونه وصرخ بعصبية شديدة_أنتَ اتجننت يا سمو الأمير؟

مين أنتَ علشان تتطاول على ملك مملكة إل دورادو وتتهمه بالشكل ده؟!

قرّب منه بدر بشكل ملحوظ وبعدين قال بابتسامة واسعة_ولي العهد، سواء شئت أم أبيت

قالها وسابه وخرج ببرود رهيب خلى الملك رسلان فضل واقف باصص لأثره بصدمة شديدة، ابنه بقاله أيام مش على بعضه من وقت رحيل ضي القمر، حالته غريبة، بيرمي كلام مش مفهوم، معزول تمامًا ولكن الأحداث اللي بتحصل في المملكة مش مخلياه مركز في أي حاجة، حتى موضوع زمرد نسيه تمامًا.

خرج بدر من المكان فلقى الملكة زمرد منتظراه، غير خطواته لناحيتها، فوقفت قدامه وقالت_مش قولتلك، الملك رسلان مبقاش الملك العظيم بتاع زمان، المملكة بتنهار بسببه، لازم ناخد منه الحكم في أقرب وقت

هز بدر راسه بتفهم وقال_صحيح، حكم المملكة مبقاش مناسبه

وجه نظره ليها وبعدين قال_أنتِ الوحيدة اللي تقدري تديري زمام المملكة

رفعت إيديها وربتت على كتفه بتشجيع، وبعدين خدته واتجهت لأحد الأماكن اللي كانت معزولة بعيدة شوية في القصر الملكي، وقفوا وسط الأشجار واتحرك بدر ناحية حجر كبير، اتحامل على نفسه وبدأ يحركه من مكانه فظهر من تحته بوابه غريبة، فتحها ونزلوا لتحت فكانت عبارة عن سجن قديم جدًا من أيام الملك المذهب واللي مكانوش بيستعملوه، كان عبارة عن ٣ زانزانات بعيد عن بعض، واحدة منهم كان فيها رحيق، وقفت الملكة زمرد قدامها وهي بتتفرج عليها، كان باين عليها إنها ضعيفة وهزيلة عكس آخر مرة، رفعت عينيها ليهم بضعف، وهي بتتوسلها بنظراتها، أما الملكة زمرد حركت راسها لبدر، ففتح الزنزانة واتجه ناحية رحيق، وبدون تردد رفع خنجره وطعنها بيها في قلبها لحد ما لفظت آخر أنفاسها، اتعدل وهو بيمسح خنجره بهدوم رحيق وبعدين حطه في جنبه تاني، مكانش ظاهر عليه أي تأثر، وكإنه بقى معدوم المشاعر، متهزش وهو بيقتلها أبدًا، قربت منه ودخلت الزنزانة وهي رافعة فستانها بحذر، وبعدين ربتت على كتفه وهي بتقول بتشجيع_كان لازم ننهي حياتها قبل ما يوصلها الملك رسلان، مش عايزين نسيب أي أثر ورانا

مردش بدر وسابها وطلع على فوق وخرج من السجن، أما هي فاتسعت ابتسامتها وهي باصة للملقاة قدامها بشماتة، وبعدين خرجت من الزنزانة واتجهت للزنزانة الأخيرة، بصت للي كان قاعد قدامها بتشفي وهي بتقول_عاجباك الخدمة هنا يا سلطان؟

ابتسم من غير ما يرفع عينه ليها، وبعدين قال_هتفضلي زي ما أنتِ يا جلالة الملكة، فاكرة إنك ملكتي الكون بخططك، ولكن في النهاية هتقعي صريعة أعمالك، صدقيني بدر أقوى من سحرك، مسيره يرجع لعقله ويعرف إنك أنتِ الوحيدة اللي لازم تترمي في الزنزانة دي

مسيره يكتشف كل ألاعيبك من أيام عقيق لحد دلوقتي

ضحكت الملكة زمرد بصخب من تهديده المبطن، وبعدين قالت_مسكين يا سلطان

قالتها ومشيت باتجاه الخروج، ولكن سمعته بيهتف بصوت عالي_الظلــم ظلمــات يا جلالة الملكة

والشر الكامن في النفوس اللي بيقويها مسيره ينهيها

 شئتـي أم أبيتـي...

الفصل الثامن عشر من هنا



بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-