رواية لم تكن خطيئتي الفصل السادس عشر بقلم سهام صادق
توقف عن مطالعة ما بيده عندما وقعت عيناه عليها مُشيراً لسكرتيرته بالمغادره.. ابتسمت شيرين لرؤيته فأقترب منها يسألها عن سبب وجودها
- اجتماعنا مع نشأت بيه بكره
اختفت ابتسامتها وهي تستمع لكلماته وكأنه لا يُريد وجودها.. حاولت رسم ابتسامتها مجدداً تجلس فوق المقعد
- جايه عشان اشوف رأيك في المشروع ياشهاب
ارتفع حاجبه وهو يتجه خلف مكتبه يضع الأوراق فوق سطحه
- كان ممكن تعرفي جوابي بكره
لم تتحمل ردوده الجافه واسلوبه الذي يفقدها الأمل كل يوم فنهضت من فوق المقعد تهتف بمقت
- في ايه ياشهاب أنت ولا كأنك مش طايق وجودي وبتطردني
- شيرين صوتك ميعلاش
زفرت أنفاسها بعمق وهي تراه يبعد نظراته عنها يلتقط بعض الأوراق يُطالعها
- رأفت بيه هينزل امتى من سويسرا
- بابا مش هينزل ياشهاب... الشغل هيكون معايا انا
رفع عيناه نحوها ينظر إليها بنظرة فهمتها
- متخافش ياشهاب... شيرين القديمه انتهت... واظن انك شايف كويس ان الشغل بقى واخد كل وقتي
واشاحت عينيها بعيداً عن مرئ عيناه التي تسبر اغوارها تهتف بثقه مصطنعه
- وانا فاهمه كويس ان ده شغل والشغل بعيد ديما عن العلاقات
تعالا رنين هاتفه ليخرجه من تركيزه مع كل كلمه تخبره بها بثقة
وعندما رأي اسم المتصل رفع هاتفه فوق اذنه مجيباً بلطف
- أيوه ياقدر
احتدت نظرات شيرين وهي تسمع اسمها تغرز اظافرها المطلية بكفها
- تمام روحي.. بس طمنيني اوك... وخدي السواق مفهوم
عادت عيناه تتعلق ب شيرين التي بذلت أقصى جهدها لتظهر أمامه بهذا الثبات
- ها ياشهاب رأيك ايه في المشروع
- أدهم هيتولي مسئولية المشروع... وياريت المستثمر ينزل مصر عشان نبدء نحط البنود وعقود الشراكه يظبطها المحامين
تهللت اساريرها وهي تستمع لموافقته لتنهض على الفور تحمل حقيبة يدها
- حقيقي المشروع ده مكسب لينا اوي ياشهاب
وداخلها كانت تهتف
" ومكسب ليا انا كمان ياشهاب.. هيبقى ليا حجه اقرب منك اكتر"
*************************************
سعادتها كانت لا توصف وهي تسير بالشوارع تأكل المثلجات مع حنين التي قررت أن تجولها اليوم في شوارع القاهره الجديده بعدما اشترت الهديه التي رغبت ان تجلبها لوالدتها.. اليوم اختبرت مشاعر عدة منها الحسرة علي حياتها والسعاده وهي تسير بجوار صديقه تستمتع معها
- عجبك الايس كريم
لعقت عهد الكريمه المحاطه بالشكولاته متلذذه بالطعم
- حلو جدا...
طالعتها حنين وهي تلتهم مثلها خاصتها
- المره الجايه ناكل بيتزا.. ايه رأيك
التمع الحماس في عيني عهد تومئ لها برأسها
- اي حاجه انا معاكي فيها
ضحكت حنين وهي تنظر إليها
- يعنى لما اعوز اروح في داهيه تيجي معايا
- لا ديه بقى لوحدك
تعالت ضحكاتهم فتنجذب أعين البعض عليهم... لتخجل عهد متمتمه
- الناس بتبص علينا
فتتركها حنين مقتربه من احد الأشخاص
- ثانويه عامه معلش يااخويا...
لطم الرجل كفوفه مُكملاً طريقه... لتجذبها عهد من مرفقها تلتف حولها
- الراجل زمانه بيقول علينا هبل
مطت حنين شفتيها بأسف فجنونها لا مفر منه
اكملوا سيرهم لتتوقف اقدام حنين عند أحد المطاعم
- هو ده المطعم اللي حكتلك عنه
لتضحك عهد علي تذكرها الحكايه التي اخبرتها بها
- كنت هغسل الأطباق انا وصحابي..انا لحد دلوقتي زعلانه على الخمسمية جنيه اللي دفعناهم
- باين عليه فخم ياحنين
- ياختي قولنا ندلع نفسنا.. دفعنا فلوس الدروس على بطننا
لم تتحمل عهد آلم بطنها من شدة الضحك الذي ضحكته اليوم
- كفايه هموت من الضحك
- خلاص ياستي كفايه كده ويلا نروح ... عهد انتي مالك وقفتي متخشبه كده
واردفت وهي تنظر حولها
- مش انتي قولتي لجوزك انك خارجه معايا...
كانت بعالم اخر تشعر بصوت حنين يأتي من بعيد... ابتسامته كانت تتسع وتلك المرأه تقترب منه تمسك يده
غصه مريره ابتلعتها وهي تراهم كيف يجلسون يتناولون الطعام... لولا التفافها للمره الاخيره لداخل المطعم ماكانت رأتهم
- عهد انتي يابنتي بتبصي على ايه
اغمضت عيناها بقوه تلتقط أنفاسها المسلوبة لتلتف بعدها نحو حنين التي تدفعها برفق حتى تفيق من حالة جمودها العجيبه
- خلينا نروح ياحنين
لطمت حنين كفوفها تزفر أنفاسها
- ماهو ده اللي بقوله من الصبح
ودعتها حنين أسفل البناية الراقيه التي تقطن بها واخيراً اصبح لديها القدره على رثاء حالها تهتف بضياع
- هيرميني من حياته... مش هيبقى ليا حد... هيحبها وينساني
*********************************************
ارتشف من كأس الماء الموضوع امامه بعدما اخذ يسعل دون تصديق
- مين اللي حامل
ضحكت على ردت فعله التي لا تختلف كثيراً عن ردت فعل خالها
- مرات خالي
- مدام سميره حامل
اماءت برأسها تهتف بنفاذ صبر
- مالكم في ايه... ديه حاجه بتاعت ربنا
واردفت بآلم وهي تتذكر رفض خالها لذلك الحمل
- في ناس بس بتتمني تجيب حته عيل حتى لو مش هتجيب غيره
- مالك ياقدر انا مقصدش حاجه.. بس مكنتش متوقع مش اكتر
شعر بمشاعرها ليقترب منها يمسح فوق وجهها
- وده فال حلو علي فكره
تعلقت عيناها به تُقاوم ذرف دموعها
- فال حلو ازاي
رفعها نحوه ينهضها من فوق مقعدها
- هتبقى تعرفي... المهم قومي معايا عايزك
نهضت معه تتعجب من سحبه لها تدلف لغرفة مكتبه... تركها تقف وسط الغرفه ليتجه نحو مكتبه يفتح احد الادراج ليخرج منها علبة مخملية عائداً اليها
- خدي افتحيها
- ايه المناسبه
- بمناسبه نجاح المشروع الجديد.. ومش لازم يعني يكون في مناسبه ياقدر
التمعت عيناها وهي تجده يفتحها أمامها ورغم انها خطفت انفاسها من جمالها فلم تكن الا سوار من الذهب الأبيض مطعم بالماس
ابتسم وهو يرى لمعان عيناها ولكن سريعاً ما قطب حاجبيه وهي تخبره
- بس انا مش محتاجه حاجه ممكن هديه بسيطه تكفى وهتفرحني... لكن الهديه ديه غاليه اوي وممكن من فلوسها تساعد كذا حد محتاج
- وانتي فاكره اني مش بعمل كده ياقدر... انا عارف كويس ان كل اللي انا فيه بفضل ربنا...
واردف يشاكسها حتى يخفى لمعت الحب التي انارت قلبه
- امسكي الهديه يابتاعت اي هديه بسيطه... المره اللي جايه هجبلك ورد وشكولاته
اتسعت ابتسامتها وللأسف اختفت تلك الابتسامه عندما اتت ذكرياتها مع كريم ف الهدايا كانت لا تأتي الا حين يجرحها فيخبره صديقه بأن يُراضيها بهديه
تعجب من تبدل ملامحها السريع ليزفر أنفاسه وهو يشك بما جال في خاطرها ولكن شكه لم يكن محوره الا انها تخاف من سعادتها معه وانها ليست الا زيجة مؤقته ولو كانت في البدايه هكذا فلم تعد
التقط يدها يضع السوار حول معصمها لتفيق من شرودها تنظر إلى ما يفعله فتعود ابتسامتها مجدداً
ارتمت بين ذراعيه دون شعور تطوق خصره.. فضمها إليه بقوه وكأنه يخشى ان تضيع منه تلك السعاده
سحبت المقعد الملتف حول طاوله الطعام للأمام قليلاً لتجلس عليه..
بدء بتناول طعامه وعيناه لا تحيد عنها يتعجب صمتها.. فمن يراها ليلة امس لا يظن انها نفس المرأة التي وقفت تهدده وسط داره ورجاله
معلقة وراء معلقة تمضع طعامها ببطئ لتنهض بعدها كما أتت
- انخرستي ولا ايه
وقفت تلتف اليه ترمقه بمقت وعادت تُكمل خطواتها نحو غرفتها
- انا مش بكلمك ياست الاستاذه ولا بكلم هوا
زفرت أنفاسها تُدلك جبينها فهى لا تريد الاحتكاك معه حتى تنتهي من تلك البلوة التي اوقعها بها هو وزوجته
لطم الطاوله بقوة فأكثر مايكرهه بحياته التجاهل والاكثر ان يكون من النساء.. اجفلتها فعلته لتلتف نحوه تصك أسنانها غيظاً
- بص بقى مدام هقعد في بيتك الفتره ديه واستحمل السخافه اللي حطتني فيها … وانكتبت عليا جوازه يبقى كل واحد في حاله
قبض فوق كفه يرمقها من أعلى رأسها لأخمص قدميها
- والله عال بقى حرمه لا تسوي تتكلم مع حامد العزيزي كده
- حامد العزيزي على نفسك... زمن الأسياد انتهى خلاص
لم يتحمل تحديها له فلم تأتي امرأة بعد تتحداه... فما يريده يحدث ولا أحداً يقف يناطحه كأنه نداً له
- انا هعرفك دلوقتي مين حامد العزيزي
واندفع صوبها يلتقط ذراعها يضغط عليه بقسوة لتسقط دموعها رغماً عنها
- سيبي دراعي... انت انسان همجي ومعندكش نخوه ولا رجوله
- بقى انا يتقالي الكلام ده
بدأت تتآوه من الآلم ليشعر بالزهو وهو يرى ضعفها يدفعها بعيداً عنه
- ستات مبتحيش غير بالضرب
- لا كده انت اتعديت حدودك... مين دول اللي ميجوش غير بالضرب
ورغم آلم ذراعها الا ان لسانها كان سلاحها الذي لا يتراجع
ولولا رنين هاتفه ماكانت انقطعت تلك المشاحنه... تخطاها لينصرف نحو وجهته ولكن شيئاً صلباً انصدم به ليتآوه من الآلم يضع يده فوق رأسه ينظر الدماء التي لونت كفه
وقفت تتابع ما حدث بأعين متسعة فلم تكن تقصد أن تأتي برأسه... التف نحوها ببطئ
- انا كنت عايزه اجيبها فضهرك بس جات في راسك
تابعها بعينيه وهي تضع له فنجان قهوته أمامه تتحاشا النظر اليه
- مالك ياعهد... شكل الخروجه معحبتكيش... هي حنين زعلتك ولا ايه
وجذبها نحوه لتسقط بجانبه فوق الاريكه
- لا ده شكل الموضوع كبير
ابتلعت غصتها وهي تنظر ليده التي امسكتها تلك المرأه
- مافيش حاجه حصلت انا بس مخنوقه شويه
شعر بالقلق وازداد قلقه اكثر عندما بدأت بالبكاء
- لا كده انا بدأت أقلق... هتقولي ايه اللي ضايقك ولا اتصل بالبنت ديه اعرف منها
- حنين مالهاش دعوه
صرخت به وهي تود ان تُخبره انه سبب قهرها
- انا ليه مليش اهل زي كل الناس... كان نفسي يكون ليا عيله
ضمها نحوه حزيناً عليها ورغم تحاشيها لذراعيه الا انها استسلمت لدفئهما
- أنتي من عيله العزيزي ياعهد... عارفه يعني ايه
- لا انا بنت فيروز الرقاصه المنبوذه من العيله الوصمه العار اللي عملها ابراهيم العزيزي
ابعدها عنه يرفع عيناها نحوه
- لا انتي عهد العزيزي مرات أدهم العزيزي
لو كان قالها من قبل لكانت اسعد النساء ولكن اليوم لم تكن الا اتعسهن
ف ابتسامته لتلك المرأة لا تختفي من أمام عينيها... أمرأة كامله كما تبدو وليست
مثلها مجرد فتاه تزوجها اكراماً لخاطر عمه... يشفق عليها
تذكرت حالها وهي تقف أمام واجهة المطعم تلعق المثلجات بضفائرها تكتشف ماحولها بنظرة جديده... وياليت قلبها لم يُسعد اليوم فقد فاقت على الحقيقه التي تنتظرها
ارتجف جسدها وهي تشعر بيديه تلمس وجنتيها يُطالعها بأعين حانية باتت تفسرها انها ليست الا شفقة
- عايز اشوف ضحتك ياعهد... مش هسيبك غير لما تضحكي
وزعماً عنها كانت تبتسم حتى تفر من أمامه ويتركها لخيبتها تبكي فوق وسادتها
وقفت خلف الممرض الذي التي على الفور يضمد له جرحه... تصلبت ملامح حامد يُقاوم الآلم الذي يشعر به يتوعد لها
- سلامتك ياحامد بيه... الف سلامه
انصرف الممرض بعدما اجمع حاجته واوصاها عما ستفعله... رمقها شزراً يشيح عيناه بعيداً عنها... لتقترب منه بكأس العصير الذي جلبته له رسميه
- خد اشرب العصير عشان الدم اللي نزفته
ارتفعت زويتي شفتيه مقتاً ينفض يدها
- مش طايق خلقتك قدامي... فخدي بعضك وامشي من وشي
ضاقت انفاسها من تكبره وتعنته
- يعنى انا اللي طايقه اشوفك
احتدت ملامحه ولكن سريعاً ما تآوه من الآلم.. فمالت نحو جرحه بلهفه
- بلاش تتعصب عشان الجرح
وتجاوزت تلك الحرب التي تندلع بينهم كلما تذكرت مافعله بها ولكن ضميرها كان يؤنبه
- خد اشرب العصير بقى
التقط منها الكوب حانقاً يشربه دفعة واحده يُعطيه لها بغضب لو طالها سيسحقها
- خدي بعضك وامشي من قدامي وياريت متورنيش وشك لأسبوع
التمعت عيناها بعبث وقد أسعدتها هيئته الحانقه
- مدام شوفتي هتعصبك هوريك نفسي كل دقيقه
اندفع نحوها حتى يشفي فيها غليله... ركضت من أمامه كالطفله تُخرج له لسانها
- هخليك تكره اليوم اللي نطقت فيه اني مراتك ودبستني فيك
صرخ بهياج يتبعها.. فرأته إحدى الخدمات بتلك الحاله المزرية
- غوري من وشي
عاد لغرفته يهتف بوعيد للطيفه وشقيقها فبسببهم قد تزوج تلك البلوة التي حطت علي رأسه
********************************************
لطمت فخذيها بقهر لا تصدق انه فعلها وتزوج عليها
- اه ياراسي خلاص هموت من القهره... كده ياحامد تتجوز عليا عايز تقهرني
اقتربت منها زوجة شقيقها تربت فوق كتفها تواسيها ولكن لطيفه كانت كشقيقها
- ابعدي عني انتي جايه تشمتي فيا
- انا برضوه يالطيفه
دفعتها لطيفه بقسوة تنظر إليها بتعالي
- لطيفه حاف كده نسيتي اصلك يابنت الغفير
التمعت الدموع بأعين حسناء تجر اقدامها بحسره من امامها
وثبت لطيفة منتصبة فوق قدميها تمسح دموعها
- والله ما انا ساكته ليك يافتحي... تضحك عليا عشان مصلحتك وتخرب بيتي
واتجهت نحو الغرفه التي يحتلها مع زوجته الأخرى تطرق الباب بغضب
- افتح يافتحي.... افتح ياابن امي وابويا... افتح بدل ما افضحك وابلغ عنك وانت عارفني كويس
اسرع فتحي في وضع جلبابه فوق جسده يفتح لها الباب يجذبها نحو غرفتها
- نهارك اسود عايزه تفضحيني
ودفعها بغضب فقد اصبح يمقت غبائها الذي احتل عقلها منذ زواجها
- ايه يالطيفه نسيتي نفسك لو روحت في داهيه انتي كمان هتروحي في داهيه... وشوفي مين اللي هينجدك
واقترب منها يهمس بفحيح
- فاكره ياقوت ولا افكرك
ابتلعت لعابها وانفاسها تتسارع
- عارفه لو حامد عرف انك سبب في موتها..هيعمل فيكي ايه... مش ديه صاحبتك اللي خونتيها واتجوزتي حبيبها
واردف بعدما وجدها تقف كالمتخشبه لا تقوى على التقاط أنفاسها
- ولا أخواتها لو عرفوا انك السبب في حادثة اغتصابها وموتها
- كفايه يافتحي... كفايه.. انا مكنتش عايزاها تموت انا كنت عايزه اكسرها وبس
وعندما شعر بضياعها اقترب منها يرفع وجهها نحوه
- الأرض وهدفنا بعد سنين وخدناها...يابت الأرض هنكسب من وراها ملايين ونمشي من البلد ديه
هتفت بقلب ملتاع يحرقها
- انا بحب حامد يافتحي... رجعلي جوزي... ابوس ايدك رجعله الأرض
ولكن لم تجد صدى لكلماتها عليه إلا دفعه قاسية ألصقتها بالجدار
لتنتحب بوجع
- منك لله يافتحي
وعاد الشر ينبض داخلها
- مش هسيبهولها تتهني .. حامد جوزي انا وبس
*******************************************
أوقف سيارته جانب الطريق بعدما لمحها تخفي وجهها بكفيها وقد ابتعد عنها بعض الاولاد الصغار بعدما اصرفها الرجل العجوز الذي اقترب منها يربت فوق ذراعها ثم انصرف في طريقه
ترجل من سيارته مُقترباً منها وقد فهم السبب الذي لا يحتاج لشرح
نبض قلبه بالآلم عليها رغم انه مثلهما ينتظر الفرصه ليتهكم على ملامحها يُنقص من قدرها
- ايمان
التفت نحوه وسريعاً ما اشاحت وجهها بعيداً عنه حتى لا يرى وجهها الغارق بدموعها
- لو عايز تقول حاجه تجرحني بيها قول...
واردفت بآلم اصاب قلبه
- انتهز الفرصه واكسرني ياعاصم بيه
- ايمان انا...
توقف لسانه عن نطق الكلمه لتتجمد عيناه يتذكر وعده لنفسه لا رحمه ولا شفقه بالنساء
انسحبت من أمامه تمسح دموعها تُكمل طريقها بخطوات منكسره وعيناه تترصدها...
******************************************
اقترب من مكان جلوسها يُحرك قدميه بصعوبه فعلي ذلك العشب كان يركض خلف صغيره يسمع ضحكاته السعيده وينثر معه العابه... كان هذا الجزء مخصص له وبعد وفاته هجر المكان بل وهجر كل شئ يذكره بخديجة وصغيره صلابته وجمود مشاعره لم يحصل عليهم من فراغ فكل شئ بعدهم أصبح قاتم اللون
اغمض عيناه يهدء من أنفاسه المتسارعه
- بتعملي ايه هنا ياقدر
اجفلها صوته لتغلق دفترها تلتف نحوه
- المكان هنا جميل اوي...
وتسألت بقلق وهي تتذكر اصرار السيدة فاطمه بأن لا تجلس هنا حتى لا يتضايق ولم تظن الا ان هذا المكان كان يجمعه بشيرين
- لو هيضايقك قاعدي هنا..
- بتكتبي ايه
تجاوز حديثها بقصد لتنظر اليه ثم لدفترها
- بكتب خواطر
ارتفع حاجبيه دهشة ليمدّ لها كفه... ارتبكت وهي ترى كفه الممدودة
- مش عايزانى اشوف كاتبه ايه
تضرجت وجنتيها خجلاً تعطيه دفترها
- مش هيعجبك اللي بكتبه وممكن تشوفه تافه
- رأي هقولهولك بصراحه متقلقيش...
حاول أن يبدو طبيعياً أمامه ولكن صوت صغيره وهو يركض ويهتف بأسمه عاد يغزو قلبه آلما
- تعالي ندخل جوه
- الجو جميل في الجنينه خلينا شويه
احتد صوته دون قصد
- قدر
وعندما شعر بأرتجاف جسدها على أثر صوته تنهد بأسف
- ممكن ندخل ياقدر
نهضت تنضف ملابسها من العشب تسير أمامه بملامح جامده عكس ماكانت عليه منذ لحظات
اجتذب ذراعها اليه يقربها منه
- هتتقبلي النقد بصدر رحب ولا هتكوني من الناس القماصه
نفضت ذراعه عنها تشعر بالحنق منه
- لا انا مش قماصه
- واضح على فكره
استطاع ان يجذبها بحديثه فأنساها صراخه الذي ظنت انه ليس إلا أنها تطفلت على مكان كان يوماً خاص به وبطليقته فلم يتحمل المكوث فيه معها
" والظن يضيع احياناً سعادتنا "
********************************************
اجتذب ذراعها وهو يراها أمام عينيه تتبختر في خطواتها وكأن لا وجود له
- والاستاذه رايحه على فين على الصبح
نفضت ذراعها من قبضته ترفع نظارتها قليلا وترتب خصلات شعرها المعقوده بأحكام
- رايحه شغلي.
واردفت ساخره تنظر اليه بتحدي
- هو انت متعرفش اني مدرسه
امتقع من نظراتها المتحديه
- معنديش حريم بتشتغل... ادخلي يلا على اوضتك
- الحريم دول مراتك اللي سرقت أرضك مش انا.... انا هنا لفتره وهمشي
وقبل ان تكمل باقي عباراتها وجدت عيناه تضج شراً
- صبحى
اسرع صبحي اليه يُلبي نداءه
- امرك يابيه
- خد الاستاذه فسحها في الزريبه واهي تعلم البهايم
لم تكن تستعب ما يقوله الا ووجدت نفسها مسحوبه تصيح بهم
- انت وخدني على فين
ولكن صبحي لم يكن الا لينفذ الأوامر حتى لو على رقبته... وبجسد صبحي الضخم لم تكن الا كالفأر