رواية اسيرة قلبي الفصل السادس عشر بقلم ريهام حلمى
فى فيلا عاصم غنيم بتركيا
اجفلت حلا بعد صراخ عاصم عليها ،ولم تدري بنفسها الا وهي تسقط من علي الحائط،فصرخت من اثر اصتدامها بالارضيه ،بينما تقدم عاصم منها وهو فى حاله غضب شديده منها ..
ابتلعت حلا ريقها بصعوبه وهي تراه يقف امامها بجمود ،بينما هي امسكت بقدمها بالم وهي تقول:
_سيبنى حرام عليك والله انا تعبت .
لم يتحدث عاصم وصمت قليلا ثم جذبها من زراعها بقوه ،وهو يهمس بجانب اذنها بهدوء مخيف :
_كل مره بتخلينى افقد الثقه فيكى يا حلا ،لكن اتضحلى انك مش قد الثقه دى ،وصدقينى يا حلا هعيشك يومين هتتمنى لو يرجع بيكى الزمن وما تحاوليش تهربى !!
نظرت اليه بهلع بعد الكلمات التي دبت الرعب بداخلها فحاولت الابتعاد؛ولكنه لم يسمح لها ،حيث دفعها امامه بقوه وكادت ان تقع وهو يهتف بها بامر :
_يلا اخلصى امشى قدامى ،انتى لسه هتبصيلى!!
تقدمت حلا امامه وهي تعرج امام عينيه ،فلاحظ هو ذلك ،فهتف بحده:
_اتعدلى وامشى كويس.
توقفت حلا وهى تقول ببكاء:
_مش قادره رجلى بتوجعنى يا عاصم!
اجفل عاصم بعد سماع اسمه لاول مره بين شفتيها ،كاد ان يضحك بسخريه وهي تنطق اسمه بالوقت التي سيبدأ به بمعاقبتها علي فعلتها ،يبدو ان تلك الصغيره ستفقده عقله حتما .
مسح عاصم علي شعره بعصبيه ثم اقترب منها وعلي حين غفله منها حملها بين زراعيه بجمود ،بينما هي صدمت من فعلته واخذت تتلوى لينزلها ،ولكن احكم قبضته عليها وهو يقول لها ببرود:
_ما تحركيش رجلك لتوجعك اكتر يا..يا آنسه.
نظرت له حلا بخوف ؛وخاصه مع اقترابه الشديد منها ،ثم اتجه بها نحو الفيلا مره اخرى ،فأغمضت هى عينيها بألم حين وجدت نفسها تعود مره اخري لسجنها
رأته رانيا يحملها ،فنظرت اليهم بغيظ وهى تراه يحملها هكذا ،وتعجبت منه حقا لماذا تتغير شخصيته مع تلك الفتاه ،هى لم تراه صبورا قبل ذلك فى عادته وخاصه مع الاناث ،هل يهتم لجمالها ؛ام لمركز والدها ،ام لماذا ،ولما هي بالتحديد..
فاقت رانيا من شرودها وهو يقترب منها ،فقالت بهدوء زائف :
_مالها يا عاصم باشا؟!!
لم يرد عليها عاصم ثم القى نظره الى حلا الباكيه ،ثم اتجه بها الى غرفته ،فقالت حلا بخوف:
_انت رايح فين ،اهي اوضتى!!
نظر اليها عاصم بحده ثم دفع باب غرفته بقدمه واتجه الي فراشه ،واسندها عليه برفق ،ثم اخذ يدور بالغرفه ،حتى وجد غايته فى درج الكمود ،وهو يخرج حبلا طويلا من القماش ثم اتجه اليها مره اخرى..
اجفلت حلا بعد رؤيتها للحبل في يده ،فتراجعت للخلف وهي تقول بخوف ممزوج بالبكاء:
_انت هتعمل ايه ،خلاص والله ما هعمل كده تاني !!
لم يستمع عاصم اليها ،وهو يجلس امامها بجمود ،ثم جذب كفيها معا لقيدها ،فكانت الاسرع منه حين ارجعت زراعيها خلف ظهرها بخوف ،فرفع حاجبيه ببرود ثم هتف بجمود:
_هاتى ايدكى ،وبلاش مناهده ياحلا،انا لغايت دلوقتى هادى معاكى ،فبلاش تعصبينى!
نفت حلا براسها ،فنفذ هو صبره ثم جذبها بحده من زراعيها وهو يقول بغضب:
_لما انتى بتخافى كده ،ليه ما تسمعيش الكلام ،لا وكمان رايحه تهربى الساعه اتنين بليل ،قمه الغباء ما فكرتيش يا هانم لو قدرتى تخرجى من هنا ،كان حصل معاكى ايه فى الشارع!!
صمتت حلا ولم تعرف ماذا تقول ،بينما تابع حديثه بغضب اكثر وهو يقوم بتقيد كفيها :
_ها ما تنطقى يا هانم ،خرستى ليه ؟انا كنت فاكرك اعقل من كده ،بس اظاهر انك غبيه اوى ..
جرت دموع حلا علي وجنتيها وهي تستمع لاهانته لها ،بينما هو رأى دموعها ولكنه لم يبالى وبعدماانتهى من تقيدها ثم اتجه ناحيه المرحاض بجمود ثم اتى بصندوق الاسعافات الاوليه ،وجلس مجددا علي الفراش ،ثم هم ليمسك بقدمها المصابه ولكن هي ابعدتها عنه بخوف ،فزفر عاصم بنفاذ صبر ثم صرخ بها بحده:
_وبعدين فيكى ،انا مفيش حد عصبنى وخرجنى عن شعورى غيرك ،فى ايه هو انا مش هعرف اسيطر عليكى ولا ايه؟
انكمشت حلا علي نفسها بخوف من صوته ،بينما هو قال امرا:
_اخلصى قربى رجلك ،مش هاكلها انا ،والا والله يا حلا لكون حابسك تانى فى الضلمه ومش هخرجك ،الا لما تتعلمى الادب بحق.
ارتعبت حلا منه فقربت قدمها اليه وهي تبكى ،فوزع عاصم نظره اليها ثم الي قدمها ،وبدأ بوضع المرهم عليها واخذ يدلك بيده الخشنه بحركات دائريه علي قدمها الناعمه ،وما ان انتهى حتى ربطها بشريط طبى ،ثم اغلق الصندوق ،وعاد به الي المرحاض مره اخرى.
خرج عاصم من المرحاض وجدها ما زالت جالسه بصمت ،فاشار لها بعينيه وهو يقول بأمر :
_نامى مستنيه ايه يا هانم؟!!
نظرت اليه حلا قليلا لتوصل له انها غير راضيه عن افعاله تلك فنظر لها ببرود ،ثم اضطرت ان تتسطح علي الفراش خوفا من بطشه ،بينما هو اقترب منها ثم قام بتغطيتها بالملائه حتى لا تبرد ،وتسطح هو الاخر علي الاريكه المقابله ولم تغفل عينه الا حينما وجدها ذهبت في ثبات عميق ،فقال مبتسما:
_فعلا طفله يا حلا!!
________________
فى فيلا حسام الصاوى،،،،،
تجمع احمد وندى وحسن فى فيلا حسام لزيارتهما ،فرحب بهما حسام وحياه كثيرا ،ثم دعوهم للجلوس ،فسألت ندى بابتسامه:
_امال فين رنيم يا حياه؟!!
ابتسمت حياه لها وهى تنظر للاعلي ثم ردت عليه بابتسامه:
_تلاقيها لسه بتلبس انتى عارفه بقى البنات ورنيم استاذه فى التأخير.
لم يبدى حسن اى اهتمام بما يقولان فأخذ ينظر بساعته بضيق ،فقد انهاه والده اليوم عن الذهاب الي العياده واصر عليه الاتيان معهم الي عمته حياه ..
نزلت رنيم من علي الدرج ،وسعدت كثيرا من ان وجدت حسن معهم ،فذهبت اولا الي خالها احمد واحتضنته ثم ندى ،ونظرت باتجاه حسن ومدت كفها له وهي تقول برقه :
_ازيك يا حسن
مد يده حسن لها ثم ابعد يده سريعا وهو يقول بجديه:
_اهلا يا رنيم .
اغتاظت رنيم منه كثيرا ثم ذهبت وجلست بجانب ندى التى اخذت تحتضنها بحب ،بينما هي نظرت الي حسن بضجر الذي انشغل بالحديث مع والده والدها
بعد تناول وجبه الغداء ،استأذن حسن منهم الجلوس بالحديقه قليلا ،فاستغلت هي الفرصه لتنفيذ ما قالته لها صديقتها ،فذهبت ورائه ثم جلست امامه وهي تقول بهدوء:
_حسن
انتبه لها حسن ثم اعتدل في جلسته وقال بجديه:
_خير يا رنيم فى حد ضايقك تانى.
نفت رتيم رأسها باتزعاج ثم قالت بابتسامه :
_لا انا عاوزه اقولك حاجه !
رفع حسن حاجبيه بعدم فهم ثم قال بدهشه :
_قولى انا سامعك !
ارتبكت رنيم قليلا ولكن حسمت امرها وهي تقول بتوتر:
_حسن انا بحبك
__________________
في قسم الشرطه ،،،،
ذهبت فرح الي قسم الشرطه لتطمئن علي مصطفى ودموعها تسبقها وكذلك والدها والدتها واهل مصطفى ،فاتجهوا للعسكرى ليسألوا عنه ،فاخبرهم انه ترحل للنيابه ،كادت فرح ان تقع وهي متيقنه ان ذاك فارس ،لم يكن يهددها فقط !!
تركت اهلها واخذت تبحث عن مكتبه ،وهي تتخبط في سيرها حتي وصلت للعسكرى ،ثم قالت ببكاء:
_لو سمحت انا عاوزه اقابل الظابط اللى جوه ،قوله فرح عبد الحميد .
اومأ لها العسكرى ،فانتظرت بالخارج ؛بينما ما ان اخبره بان فرح تنتظره حتى ابتسم بانتصار ،وهو يأمره ان يدخلها..
دلفت فرح بخطوات متعثره وهي تقف امامه بحزن وانكسار ،فقهقه فارس وهو يقول بتسليه:
_تصدقى انك احلوتى زياده وانا شايفك مكسوره كده قدام عينى كده !!
ازدادت دموعها وهي تقول بشهقات متتاليه :
_انت عملت ايه فى مصطفى ؟!!
صمت فارس قليلا ثم نهض من مقعده وووقف امامها وهو بقول ببرود:
_حاجه بسيطه كده ،تخليه ياخد مؤبد ويقضى بقيه عمره فى السجن .
نظرت اليهه فرح بحنق ،ثم ردت عليه بألم :
_ليه هو عملك ايه ،سيبنا فى حالنا ليه بتعمل معانا كده؟!
ضحك فارس بسخريه ،ثم رد عليها بتهكم :
_هو يقدر يعمل معايا حاجه ،ده انا كنت محيته من وش الدنيا ،لكن انتى اللى عملتى فيا .
نظرت اليه فرح بعدم فهم ،بينما هو اقترب منها ثم مرر يده علي وجنتيها ،وهو يتابع باعجاب :
_انتى حلوه اوى بصراحه ،وخاصه لما بشوف عيونك السود الحلويين دول ،وسواء بمزاجك او غصب عنك هتبقى ملكى انا بس .
ابعدت فرح يده بعنف وهى مصدومه من تصريحه ،فقالت بصراخ غاضب :
_انت مستحيل تكون طبيعى ،انا مش ملك حد انا ملك مصطفى بس ،هو بيحبنى وانا بحبه وانت روح عالج نفسك في..اا..
لم يتحمل فارس حديثها ،فرفع يده عاليا وهوى بكفه على وجنتها بصفعه عنيفه ،جعلتها تصرخ بألم ونزفت على اثرها من انفها ..
رفعت فرح وجهها اليه وهى تضع كفها علي وجنتها بصدمه والم ،فالصفعه كانت مؤلمه حقا وشعرت بان وجنتها تخدرت من الالم…
نظر اليها فارس ،ثم جذبها من زراعها بقوه ،وهو يقول مهددا :
_القلم ده عشان يفكرك بعد كده ،قبل ما طولى لسانك عليا ،ويعرفك انى زعلى وحش أوى ،فاتعدلى واتكلمى عدل ،والا هتعامل معاكى بالطريقه دى !
لم ترد عليه فرح وهي تنظر اليه بأهانه وانكسار ،فلاحظ هو الدم الذى يسيل من انفها ،فأخرج منديلا ورقيا فمسح الدم من انفها الصغير ثم هز رأسه بندم زائف وهو يقول ببرود :
_شوفتى عصبتينى ازاى وخلتينى اضربك ،والوش الجميل ده خساره يبوظ من الضرب مش كده يا فرح.
هم فرح بالركض للخارج ولكن امسك هو بمعصمها ،وهو يقربها منه ثم همس باذنها:
_معاكى اربعه وعشرين ساعه ،وتردى عليا بالموافقه عشان يخرج الزفت بتاعك، والا ما تزعليش بعدها فى اللى هعمله في حبيب القلب وفيكى..
قال فارس جملته ثم نفضها عنه بعنف ،فركضت هى سريعا من مكتبه وهي تشعر ان نفسها يضيق ،ثم خرجن من قسم الشرطه بأكمله وهي تسير بغير اتزان ودموعها كالشلال علي وجنتيها ،حتى وقفت فى مكان فارغ وهى تصرخ بأعلى صوتها :
_آااااااااه