رواية عقيق إل دورادو الفصل الخامس عشر 15 بقلم منة ممدوح




 رواية عقيق إل دورادو الفصل الخامس عشر 15 بقلم منة ممدوح 



 الحلقة الخامسة عشر


كان بدر واقف مع قائد الحرس بيتناقش معاه إزاي هيأمنوا حدود القصر بشكل مكثف خوفًا على الملك وأسرته، من وقت للتاني كان بيرفع عينه لضي القمر اللي لمحها واقفة في شرفة جناحها، رغمًا عنه مكانش قادر يشيح بنظره عنها، كان حاسس بمشاعر عديدة جواه وهو شايف نظرة عينيها اللي ملاحقاه والاهتمام اللي هو شايفه منها، كمل كلامه مع قائد الحرس اللي قال_ممكن نزود أكتر رماة السهام اللي على أسوار المملكة، ونزود عدد الحراس على الجبهة الشرقية والجنوبية، وممكن نزود المدافع على اسوار المملكة برضه كوسيلة دفاع

هز بدر راسه ليه بتفهم وقال_كويس جدًا، وهنضطر نستخدم أسلحة مملكة ازتلان مؤقتًا لحد ما صناع الأسلحة ينتهوا و...

سكن فجأة لما لمح التخبط اللي باين على ضي القمر من فوق، كان باين عليها الاعياء وبتترنج وهي واقفة، ضيق عيونه بتعجب فرفع قائد الحراس راسه مكان ما بيبص بدر وقال_سمو الأمير

الأميرة ضي القمر شكلها مش طبيعي

ركز بدر في ملامحها لحد ما شاف الاختناق اللي ظاهر عليها وبعدين اختفت عن أنظارهم، اتوسعت عيون بدر بصدمة وفي لحظات كان جري بهلع في اتجاه جناحها ووراه قائد الحرس

صعد لجناحها وهو حاسس بقلبه هيتخلع من مكانه، فتح باب الجناح بعنف ودخل لجوا، ولكنه وقف متجمد تمامًا مكانه لما شافها مرمية على الأرض فاقدة الوعي وملامحها شديدة الشحوب، تمالك قائد الحرس صدمته وصرخ للعمال_هاتوا الطبيبة للجناح بسرعة!

فاق بدر في الوقت ده وجري عليها، نزل على ركبته ورفع راسها بين إيديه وهو بيربت بخفة على خدها وبيقول_ضي القمر..

ضي القمر فوقي!

باستخدام صوباعين حس نبض رقبتها اللي كان ضعيف بشكل غريب وكإنها بتودع الحياة، حس هو بالهلع وقتها وابتدى يهزها وهو بيقول_ضي القمر قومي...

قومي متستسلميش لأ!

اتعدل وحملها بين إيديه فوقعت راسها على صدره، كانت غايبة عن الوعي تمامًا ومش مدركة لأي حاجة حواليها، فضل باصص لملامحها شوية وهو حاسس بالرعب، الهلع بيتملك منه، مش فاهم إيه اللي حصلها، اتجه بيها لجوا وحطها على فراشها وقعد جمبها يحاول يدلك إيديها وعينيه مثبتة على وشها الخالي من الحياة في انتظار أي حركة منها تخليه يتطمن.

دخلت الطبيبة في الوقت ده فانتفض يراقب اللي بتعمله بقلق، رفعت الطبيبة عيونها ليه وهي بتقول_إيه اللي حصلها بالضبط؟

رفع كتفه بحركة هسيترية وقال_مش عارف..

أنا مش فاهم 

كانت كويسة، ظهر فجأة عليها الاعياء و....

سكت فجأة لما حاد بنظره ناحية شرفة جناحها وثبتت نظرته على كوب العصير المرمي في أرضية الشرفة وتناثرت بقاياه، فتمتم بصدمة_اتسممت!

وجه نظره للطبيبة اللي كانت بتكمل فحصها_اتسممت

اتعرضت للتسمم!

في الوقت ده طلعت الطبيبة ابرة وادتهالها، وابتدت تمزج أعشاب كتير قصاد عينه مع العديد من العناصر الطبية اللي بتستخدمها في العلاج، أما بدر كان بيتحرك رايح جاي في الأوضة بعشوائية، مش متخيل إنها اتسممت جوا حيطان قصره!

اتحرك وفتح باب الجناح بعنف فانتفض الحرس وانحنوا بارتباك، صرخ هو فيهم_تعرفولي مين المسئول عن محاولة تسميم الأميرة ضي القمر

صدقوني لو مجبتوليش الفاعل هيكون عقابكم عظيم

أما بقى لو قدرت اعرفه...

فهو اللي حكم على نفسه بالموت بأبشع الطرق..

تمتم نهاية جملته بنظرات مظلمة في حين بيجز على أسنانه بغيظ رهيب، معقولة رئبال ليه دور في اللي حصلها لإنها كشفت ألاعيبه؟!

ولكن اللي كان بيكويه من جوا هو إنه مقدرش يحميها!

على بُعد كانت واقفة الملكة زمرد تراقب عصبية ابنها وهي مبتسمة باتساع، هي مدركة كويس إن ضي القمر مش هتقدر تتحمل قوة السم اللي هي دستهولها في العصير بنفسها عشان تقدر تتخلص منها، اتلفتت ورجعت لجناحها، دخلت لجوا وهي بتدندن بسعادة، زي ما اتخلصت من وجود عقيق نهائيًا قدرت تتخلص من ضي القمر، فتحت أحد الادراج اللي بجانب فراشها وطلعت منه صندوق اسود عتيق، فتحته وبصت لمحتواه وهي بتقول بشر_متقلقش يا بدر، دورك اللي جاي...


رجع تاني لجناحها، ففتحوله الحراس الباب، لقى الطبيبة قاعدة جوار ضي القمر اللي كانت مازالت مش في وعيها، في حين محطوط على جبهتها قطعة من القماش المبللة بمياه باردة، وقف بدر يبصلها بمشاعر متضاربة، فوقفت الطبيبة بدورها وانحنت وبعدين قالت_الحقيقة نوع السم اللي شربته قوي جدًا فسببلها بحمى شديدة، حاليًا بحاول اهديها بالكمادات الباردة

غمض عيونه يضغط على جفونه وهو حاسس بالقهر، وبعدين قال بنبرة جامدة_هتفوق امتى؟

ردت الطبيبة بأسف_مقدرش احدد للأسف، حسب استجابة جسمها للعلاج

_تقدري تخرجي

قالها وهو بيتجه ناحية ضي القمر وقعد جمبها وهو بيتأمل في ملامحها، انحنت الطبيبة باحترام وبعدين خرجت من الجناح، أما بدر كانت متخبط بشدة، جواه صراع غريب، لوهلة اتملكه ألم ورعب رهيب من فكرة خسارتها، مكانش متخيل إنها غالية عنده بالشكل ده وهو اللي كان بيتمنى يتخلص منها دلوقتي قبل بكرا؟!

ازاي هيقدر ينفذ وعده لوالدته وهو متحملش فكرة موتها وحس بالجنون!!

ولكن من جواه متأكد إنها بريئة، هي مش عقيق وملهاش علاقة بيها زي ما قالت، هو مصدقها

حتى لو مبينش ده بس مصدقها ومش عايز حاليًا غير إنها تفتح عيونها الجميلة وتبصله بنفس النظرات اللامعة اللي بتسحره..

مد إيده وملس على ملامحها برقة كأنه بيحفرها جواه بيقاوم القهر اللي حاسس بيه تجاهها، ورغم عنه لقى نفسه بيميل وبيطبع قبلة رقيقة على خدها، بِعد شوية وقال بهمس جمب أذنها_قومي يا ضي القمر

مش قولتيلي إن مينفعش واحد فينا يظهر من غير التاني؟

بدر أهو موجود بس مستني ضيُّه!

مفيش وجود لبدر من غير ضي القمر خاصته..

بعد عنها وهو بيبصلها بعمق، ملامحها الشاحبة بتقتله، حيوية وشها اللي فقدته، مش متعود عليها صامتة بالشكل ده!

اتعدل وشال قطعة القماش من على جبهتها، وحطها في طبق الماية اللي جنبها، وابتدى هو يعملها كمادات..

فضل قاعد جمبها لوقت طويل لحد ما اتطمن إن حرارتها نزلت عن الأول بكتير، وقتها قدر يتطمن شوية، ومحسش بنفسه غير وهو غافي جمبها وهو ساند على قبضته على الفراش، 

غفى وهو بيتأملها!...


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


سمع الملك رسلان باللي حصل لخليلة ابنه، اتملك منه الغضب بشدة بعد ما عرف بالطبع مين اللي هيكون الفاعل، اتجه لجناحها وفتح الباب بعنف، انتفضت الملكة زمرد من مجلسها وظهر عليها معالم الرعب، ولكن بمجرد ما شافت الغضب اللي ظاهر عليه رجعت قعدت تاني وهي بتعبث في اظافرها ببرود، اتجه الملك رسلان ناحيتها وهتف بغضب_أنا مش قولتلك مفيش مجال لألاعيبك هنا!

مصممة تعصي أوامري وتاخديني عدو ليكي!

قامت وقفت وقربت منه وهي بتقول ببرود_أنا معملتش حاجة!

حس هو بالجنون من الغضب اللي حاسس بيه فزعق بعصبية_الكلام ده تروحي تقوليه لابنك اللي شايفك ملاك ومش مدرك إن امه ما هي إلا إنسان متجسد في هيئة شيطان!

البنت مأذتكيش في حاجة ليه مصممة تدمريها وتدمري ابنك معاها!

مطت شفايفها بسخرية وقال_أولًا لو عندك دليل إن أنا اللي عملت كده طلعه

ثانيًا إيه دخل ابني بيها؟!

ضحك بتريقة وقال بإهانة_طبعًا، ما لازم تبقي متعرفيش حاجة عن ابنك لإنك من ساعة ما فوقتي وأنتِ بتخططي لألاعيبك الشيطانية ومتعرفيش إن البنت اللي مرمية بين الحياة والموت ابنك عاشقها، عميتي عنيكي عن حالته والجنون اللي صابه لفكرة إنها ممكن تضيع من إيديه!

مش مدركة حتى إن ابنك من خوفه عليها لسة قاعد في جناحها لحد دلوقتي وبيداويها بنفسه!

اشتعلت جواها نيران مليانة حقد وغضب، فجزت على أسنانها وقالت_ابني شايفها مسئولة منه بس

وأنا مش هسمح بحكاية عقيق تتكرر تاني

استحالة اخلي ابني يمشي ورا نبوءة سخيفة رابطاه بيها


اتكلم الملك رسلان بنفاذ صبر_ابنك ماشي ورا قلبه مش ورا نبوءة زي ما بتقولي، رغم رفضه للنبوءة ونكرانه ليها إلا إن كان لقلبه رأي تاني، وطبعًا واحدة زيك مش هتفهم ده

وبعدين كمل بتهديد_صدقيني يا زمرد، لو اتأكدت إنك ليكي دور في اللي حصل لضي القمر مش هتردد ارميكي في الزنزانة لحد ما تعفني

قالها واتحرك عشان يمشي، ولكنه اتجمد مكانه لما قالت_أو تشربني سحر يدخلني في غيبوبة طويلة تاني 

ولا إيه؟

فضل واقف مكانه مشدوه ومتحركش، أما هي فقربت منه ووقفت قدامه وعلى وشها ابتسامة مليانة سخرية وقالت_فكرك إني مش عارفة؟

غبي يا رسلان 

أنا مدركة كويس إن مفيش حد غيرك ليه يد في اللي حصلي، أنتَ اللي دسيت السحر اللي صنعته في طعامي!

بص لعيونها مباشرة وقالت باستهزاء_السحر اللي صنعتيه عشان تدسيهولي أنا!

سكتت شوية وهي بترمقه بكره، فكملت هي بثقة_مش هتقدر تعملي حاجة يا رسلان

عارف ليه؟

عشان بدر مش عشاني..

ابتسملها بتريقة وقال_متختبريش صبري يا زمرد

خافي من قوتي، وابنك اللي أنتِ ضامناه لصفك ده لو عرف حقيقتك مش هيتردد يقتلك بإيده..

نهى كلامه وسابها وخرج من جناحها براس مرفوع بشموخ، فضلت هي واقفة باصة لأثره بغضب رهيب، لحد ما زمجرت بحقد وخبطت الطاولة اللي كانت مرصوص عليها كؤوس وطبق فاكهة فاتناثرت محتوياته على الأرض وصوت صراخها الغاضب بيهز جدران جناحها...

اتحرك لجناح ضي القمر، فتحوله الحراس الباب وانحنوا تلقائيًا بمجرد ما شافوه، ولكن أول ما دخل اتجمد تمامًا، كان ابنه غرقان في النوم جمبها فعلًا، لوهلة اتبدلت نظراته للحنان، ابنه بيكرر نفس ماضيه، هو نفسه ما ادركش إنه عاشق لعقيق غير لما حس إنه هيخسرها، ابنه بيقاوح مع نفسه رغم معرفته بإن فيه مشاعر جديدة بتحيا جواه.

اتعدل بدر في الوقت ده بعد ما أدرك إنه غفى، اتلفت لما حس بخيال وراه، فاتعدل بسرعة بمجرد ما لقاه أبوه وقال_جلالة الملك؟!

وقف فاتجه ناحيته وانحنى باحترام، ابتسمله الملك رسلان بحنان أبوي وقال وهو بيشاور براسه ناحية ضي القمر_حالتها إيه دلوقتي؟

وجه بدر نظره ليها ورد_حرارتها انخفضت، بس لسة مفيش مؤشرات على إنها هتفوق

رفع إيده وربت على كتفه بدعم وهو بيقول_متقلقش، هتبقى كويسة

بصله بدر بضعف، كانت عيونه مليانة عذاب، فاتكلم الملك رسلان وهو محافظ على نفس ابتسامته_أنا مدرك التخبط اللي أنتَ حاسس بيه، بس أنا راجل وقع في الحب قبل كده وجرب عذابه، وأقدر أميِّز كويس اللي بيعانى من مشاعره 

نكس بدر راسه ومقدرش يرد، جذبه الملك معاه وخرجوا، فقابلوا قائد الحرس اللي انحنى وقال_جلالة الملك

سمو الأمير

لقينا العاملة اللي قدمت العصير لسمو الأميرة

اتحرك بدر معاه بسرعة لأحد الزنزانات الداخلية في القصر، دخل لجوا فشاف بنت قاعدة على الأرض وبتنحب بقوة، اللي بمجرد ما شافته انتفضت واتكلمت بنواح_سمو الأمير

صدقني أنا مليش دعوة باللي حصل، أنا دخلت المطبخ وقالولي إن العصير ده مُجهز للأميرة ضي القمر، ارجوك يا سمو الأمير صدقني معملتش حاجة!

اتكلم الأمير بدر بقوة_مين اللي قالك تطلعيه ليها؟

ردت البنت بسرعة من بين دموعها_رحيق يا مولاي، رحيق العاملة في المطبخ

اتلفت بدر لقائد الحرس وقال_فين رحيق؟

نكس قائد الحرس راسه وقال_مش موجودة يا سمو الأمير، اختفت تمامًا وحققنا مع كل العمال مش عارفين هي فين

جز بدر على أسنانه بغيظ شديد وقال بأمر_تجيبولي رحيق دي من تحت الأرض بأي طريقة

وجه نظره للبنت وقال_ولحد ما تظهر هتفضلي هنا في الزنزانة

نهى كلامه وخرج من المكان وسط صراخ البنت وتوسلاتها ليه...


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بعد مرور يومان تقريبًا...

انهى تدريبه المعتاد وطلع لجناحها عشان يتطمن عليها، لحد دلوقتي مقدرش يوصل لحاجة تخص رحيق اللي اختفت تمامًا وكإنها مكانتش موجودة من الأصل، ده شيء كان محسسه بالعجز والضيق من نفسه، ده غير التشتت اللي هو فيه بسبب إنها مفاقتش لحد دلوقتي!

شاف الطبيبة خارجة من جناحها فاتجه ناحيتها بسرعة_طمنيني، وضعها إيه؟

ابتسمتله وردت بعملية_حالتها بتتحسن يا سمو الأمير، ابتدى السم ينسحب من جسدها، الظاهر إن سمو الأميرة عندها قوة خاصة لدرجة إنها قدرت تتغلب على سم بالقوة دي

لوهلة حس بإن روحه بترجعله تاني، اتنهد بقوة وهو بيضغط على جفونه، فتحهم تاني وقال_هتفوق امتى؟

ردت ببساطة_مسألة وقت مش أكتر، حسب ارادة أميرتنا!

هزلها راسه بتفهم وشاور للحرس إنهم يكافئوها، وبعدين اتجه لجوا جناحها، كانت الحيوية رجعت لملامحها شوية، ولكنها لازالت خافية عيونها المميزة عنه، ده غير صوتها اللي لوهلة اشتاقله!

اتحرك وقعد جمبها، وبعد وقت طويل قضاه بيتأملها فيه، رفع أنامله يملس على ملامحها برقة، وهو بيقول بصوت أجش_مش هتفوقي بقى يا ضي القمر؟

محتاج اشوف نظرة عينيكي ليا

مش كفاية النوم ده كله؟!

البدر غايب عنه ضيُّه بقاله يومين بحالهم!

امتدت إيديه لخصلاتها شعرها بيملس عليهم وبيعبث بيهم بحنان، وقت مش قليل عدى سرح هو فيهم تمامًا، لحد ما حس بحركة جمبه، لوهلة افتكر إن متهيأله، ولكن صوت تأوهاتها خلاه ينتفض وهو بيهتف_ضي القمر!

فتحت عيونها بصعوبة وهي بترمش كذه مرة، لحد ما وضحت ليها الرؤية وأول حاجة شافتها هي وجهه اللي كان متلهف للاطمئنان عليها، بصوت ضعيف همست_بدر..

بلهفة هتف_أنا هنا جمبك

قوليلي محتاجة إيه مني؟

حاسة بأيه؟

أخيرًا صحيتي يا ضي القمر!

رفعت إيديها وحطتها على بطنها اللي بتتألم، ونطقت بصعوبة_ماية

وكإنه كان مستني أمرها، اتلفت وصبلها في الكاس ماية، وبعدين ساندها تتعدل لحد ما بقت في حضنه تقريبًا وعاونها تشرب، وبعدين ساعدها تحاول تقعد، اتكلمت ضي وهي بتتألم_إيه اللي حصلي؟

أنا مش فاكرة حاجة

عبست ملامح بدر اللي رد وقال_حاولوا يسمموكي وبقالك يومين تقريبًا نايمة

لوهلة حست بالصدمة، كان الأمر أكبر من استيعابها، ابتدت الذكريات ترجعلها، بداية من محاكمتها اللي كانت هتنتهي بالاعدام لولا تدخل بدر، وبعدين محاولة الملكة زمرد لخنقها، وبعدها...

تسميمها!

كل الأحداث دي كانت زيادة عليها، زيادة لدرجة مش قادرة تتحملها، اتصدم بدر لما لقاها ابتدت تتنفض وهي بتبكي لحد ما اتحول بكائها لنحيب بإنهيار، حس هو إنه متجمد تمامًا ونطق_ضي القمر!

كانت بتشهق زي الأطفال، اتحول وشها لكتلة دموية، ودموعها كانت مغرقة وشها، ومن بين شهقاتها قالت_أنا عايـزة امشـي من هنا

مشيني من هنا بالله عليك، مش عايزة أرجع هنا تاني، أنا عايزة ارجع لبيـتي

حس بدر بألم رهيب بيتملك منه، نبرتها المعذبة ونحيبها، فجذبها وضم راسها لصدره وطبع قبلة قوية على شعرها، أما هي فضلت تكرر_عايـزة امشـي من هنـا

مش قادرة استحمل اللي بيحصلي

أنا عايزة السلسلة

مشيني من هنــا..

نهت جملتها وهي بتتشبث بملابسه بقوة ودفنت وشها في صدره وهي بتبكي بإنهيار، كان بدر حاسس بتشتت كبير، مزيج بين الألم والضياع وتأنيب الضمير لإنه خبى عنها السلسلة للوقت ده كله

بعدها عنها وهو محتوي وشها بين كفة إيديه الاتنين، مسح دموع عيونها بإبهامه وهو باصللها بحنان وقال_من يوم ما جيتي هنا وأنا حاسس إن فيكي حاجة مميزة، مبقتش قادر أقاوم نظرة عينيكي، ومبقتش عارف اطلعك من عقلي من وقتها، بفكر فيكي على طول من غير إرادتي،

وقت ما لقيتك مرمية على الأرض

حسيت إن قطعة من روحي بتضيع مني، مكنتش عايز غير إنك تكوني كويسة، كان الوضع بالنسبالي غريب لإني معيشتش المشاعر دي قبل كده

كانت بصاله بدهشة من بين دموعها مش مستوعبة إن بدر اللي بيكرهها هو اللي بيقولها الكلام ده بنفسه ومن غير تردد، أما هو فكمل بتخبط_تفتكري ده الحب؟

نطقت بشفايف مرتعشة بذهول_حب؟!

مال براسه للجنب، وابتسم ابتسامة خفيفة وقال_الظاهر إنه الحب

غريب الحب ده يا ضي القمر، خلاني احس باحاسيس جوايا مش قادر اترجمها ولا أوصفهالك

مد إيده في جيبه وطلع سلسلتها رفعها قصاد عينيها وقال_الحب غريب لدرجة إنه خلاني أناني وخفيت عنك السلسلة طول المدة دي كلها بإرادتي.....

الفصل السادس عشر من هنا


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-