رواية اليتيمتين وهما الفصل الثالث عشر بقلم جميلة القحطانى
يمنعانها من خوض هذه التجربة؟ قررت نرجس أن تبدأ في التفكير بجدية في هذا الموضوع.
ومع مرور الوقت، تغلبت نرجس على مخاوفها وهن
يقضيان وقتًا ممتعًا في ترتيب أغراضهما في الشقة. كانت الغرفة مليئة بالأشياء المبعثرة هنا وهناك، لكنهما قررتا الاستمتاع بوقتهما وتنظيف كل شيء بشكل مرتب ومنظم.
بينما كانتا تضعان الكتب في الرفوف وترتبان الملابس في الدواليب، جاءت رائحة القهوة العطرة تملأ الغرفة. قررتا تحضير فنجانين من القهوة الساخنة ووضع بعض الكوكيز اللذيذة على طبق صغير.
بينما كانتا تجلسان على الأريكة وتشربان قهوتهما الدافئة، بدأت الأفكار تتدفق في عقولهما. بدأت نرجس تحلم بعوالم خيالية مليئة بالمغامرات، بينما بدأت جمانه تخيل عن حياة مثالية ومستقبل مشرق.
وبينما كانتا تتبادلان الأحاديث والضحكات، شعرتا بالسعادة والراحة تملأ قلوبهما. كانت تلك اللحظات البسيطة هي التي تجعل الحياة أجمل، حينما تقضي وقتًا مع شخص عزيز عليك وتشاركه اللحظات البسيطة والجميلة.
وبهذه الطريقة، انتهت نرجس وجمانه من ترتيب الأغراض وقضيا وقتًا ممتعًا يحتسيان القهوة مع الكوكيز، مما جعلهما يشعران بالسعادة والاكتفاء تجاه كل شيء من حولهما.
وفي يوم من الأيام، وبينما كان صقر يعمل بتفانٍ على مهمته، توقف شخص ما أمامه محاولًا لفت انتباهه، لكنه لم ينجح. كان صقر مستمرًا في تركيزه على العمل دون أن يلتفت إلى الشخص الواقف هناك بجانبه.
الشخص الغامض بدأ يتخبط في محاولاته لجذب انتباه صقر، حيث حاول اصدار بعض الضوضاء وازعاجه لكن دون جدوى. لم يكن صقر لا يزال ينخرط في عالمه الخاص المعقد الذي لم يكن لديه مجال لأي تشتيت.
وفي النهاية، بينما كان الشخص يحاول بكل سعيه أن يجذب انتباه صقر، انتهت المهمة التي كان يعمل عليها صقر بنجاح باهر، وعندما رفع رأسه ليستعيد أنفاسه، شاهد الشخص الذي كان يحاول جذب انتباهه، وابتسم له بابتسامة واسعة.
وهكذا، انتهت المهمة وعاد صقر ليستعيد تركيزه واندماجه مع عالمه المعقد والمليء بالإبداع، دون أن ينتبه للشخص الذي كاد أن يصاب بالإحباط من تجاهله.
فقال صقر:خير يا يوسف عاوز حاجه أنت أكيد عاوز إجازة ما أنت إجازتك كثرت ولا إيه؟ فاستغرب يوسف من هذا السؤال العشوائي، وأجاب قائلاً: بصراحة، أنا مش فاكر إي حاجة بخصوص الإجازة، أنا مش محتاج إجازة !
صقر ابتسم قائلاً: لازم تاخد إجازة