رواية عاصفه الهوي الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء محمد

 




رواية عاصفه الهوي الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء محمد 

ممنوع تماما نشر الرواية في اي مكان أو موقع ، الرواية حصري لجروبي وممنوع تداولها .

ورجاء خاص كل اللي يقرأ الحلقة يعملي متابعة ومشاهده اولا لحسابي الشخصي علشان الحلقات تظهر معاكم بسهولة 


سيف بعد ما قفل مكالمته مع شذى بص لماجدة بثقة: قلتلك انها انتهت هي وأبوها وكل اللي فاضل تدخل القفص وبس ، وانتِ هتخرجي وهخلي المحامي بتاعي يدافع عنك وهنخليكي مثلا عملتي ده تحت التهديد وساعتها هيتخفف عليكي الحكم جدا وبدل ما تلبسي تأبيدة تخرجي بسرعة لجوزك وابنك ، قرري بسرعة لان زي ما انتِ عارفة ماعنديش وقت ، هتقولي الحقيقة ولا نقول مبروك عليكي المؤبد ؟ 

فضلت بتفكر في صمت فسيف وقف وقال بحزم : يبقى المؤبد 

يادوب اتحرك خطوة لقاها وقفت بسرعة باستسلام: هقول الحقيقة بس ابني وجوزي أسمع صوتهم ، أرجوك خليني أكلمهم .

سيف طلع موبايله اتصل بسبيدو : هاته خليه يكلم مراته

ناولها الموبايل و كلمت جوزها اللي رد عليها وزعق فيها بتأتيب : قلتلك بلاش تدخلينا وسط الناس دي قلتي هنعيش ونقب ، اديكي اتحبستي وأنا هنا هياخدوا ابننا مني لو انتِ ما اتكلمتيش وقلتي الحقيقة ، بكرا في المحكمة تقولي ان شذى اللي هددتك انتِ فاهمة ؟

بكت بندم: أنا آسفة يا ماهر آسفة

زعق فيها بغيظ: مابقاش ينفع الأسف ، نفذي طلباتهم خليني أخرج بابني من هنا . 

سيف أخد منها الموبايل بعد ما خلصت مكالمتها و لبس نظارته وقال بجدية : الأستاذ إمام المحامي هيجيلك ويظبط معاكي الدنيا وزي ما قلتلك معايا مش هتخسري . 

سابها وخرج وهي قعدت مكانها تبكي ، سيف برا راح لإمام المحامي : ادخلها وظبط معاها الدنيا 

إمام بتأكيد : تمام بس انت متأكد انك عايزني أترافع عنها وأخفف عنها العقوبة ؟ هي برضه شاركت في اللي حصل ؟

سيف اتنهد قبل ما يرد: هي مجبرة وشذى اللي تهمني دي ما تفرقش معايا ، أنا ماشي لو في حاجة كلمني .


سيف خرج من القسم ركب عربيته ، قعد شوية حاسس بإرهاق و بيتمني لو يقدر يروح ينام شوية بعد تعب ليلة امبارح وعدم نومه ، مسك موبايله يكلم همس يطمئن عليها بس موبايله رن ، كشر لأن ده حد من المصنع بيكلمه ، فكر يتجاهل المكالمة بس محدش هيكلمه إلا لو في حاجة ضرورية ، رد بتعب : أيوة

سمع صوت عالي ودربكة وكأن في حد بيتخانق ، وحد بيكلمه : الحق يا باشمهندس سيف العمال بيتخانقوا وهيموتوا بعض ومش عارفين نفصلهم ، ياريت تتصرف بسرعة .

سيف زعق علشان اللي بيكلمه يسمعه : فين الأمن طيب ؟ 

جاوبه بتبرير: موجود بس مش عارف يعمل حاجة انت عارف عدد العمال قد ايه ؟ 

سيف بعجالة : طيب أنا جاي حالًا

كلم مريم في الشركة وقالها تبعتله كل رجال الأمن اللي في الشركة على المصنع علشان يسيطر على الوضع بسرعة . 

اتحرك على المصنع يشوف ليه بيتخانقوا و ايه اللي حصل ؟ 


همس في بيت أخوها مستنية سيف يتصل بها ، وبتفكر هل معقول هي مش في باله كده النهار كله ؟ 

فكرت تتصل به بس تراجعت؛ ليه هي هتتجنن عليه وهو مش فارق معاه ؟  

انتبهت على فاتن داخلة عند نادر اللي انسحب يريح شوية 

فاتن دخلت لابنها وقالت بضيق: قولي بقى سيادتك يعني ايه قررت تتجوز ملك ؟ 

نادر اتعدل وقعد وبصلها بهدوء : يعني قررت أتجوزها ، هكلم أبوها وأحدد ميعاد أروحله أطلب ايديها وبعدها نحدد ميعاد للفرح وبعدها نتجوز ، ايه اللي حضرتك بتسألي عنه أو مش فاهماه ؟ 

بصتله بتهكم : على أساس ايه بقى كل ده ؟ إذا كان احنا مش موافقين ؟ لا أنا ولا أبوك ؟

نادر اتردد كتير قبل يتكلم بس خلاص فاض به ، وقف وبصلها بحسم: ماما أنا بحبك انتِ وبابا جدا ويعلم ربنا اني مش بحب أتعامل في حاجة بدون موافقتكم بس دي حياتي زي ما سبق وقلت وأنا اللي هعيشها فبالتالي هعمل اللي يريحني ويسعدني طالما انتم مش هاممكم سعادتي أنا ههتم بنفسي .

فاتن بصتله بصدمة ورافضة تصدق كلامه حركت راسها برفض : يعني ايه ؟ هتتجوزها غصب عننا وبعدين احنا أكتر ناس بتحبك في الدنيا دي كلها وعارفين مصلحتك كويس 

اتنهد بإرهاق : ماما أنا ماعنديش شك أبدا في حبكم ليا لكن موضوع المصلحة ده كل واحد بيكون له تفكيره وحياته وله قراراته فلو سمحتي سيبيني آخد قراري وأشكل حياتي زي ما أنا عايز .


همس برا راحت لأبوها أوضته وخبطت ودخلت بسرعة : بابا ، ماما عند نادر وصوتها عالي لو سمحت قوم هديها شوية .

خاطر لم سجادة الصلاة وقام وهو بيستغفر ربنا ، بص لبنته بتساؤل : انتِ ايه رأيك في ملك يا همس ؟ يعني انتِ شوفتيها من قريب وأكيد جوزك عارفها كويس 

همس بثقة : سيف شكر فيها جدا وقال انها طيبة وجدعة وبنت حلال ، و بعدين أنا نفسي حبيتها يا بابا هي مش وحشة أبدا ، وفوق كل ده دي حياة نادر وهو مش صغير ولا مراهق ولا طايش مش هيعرف ياخد قرار فتمنعوه ، بابا نادر ما صدقنا تخطى بسمة الله يرحمها يبقى نضيع عليه خمس أو ست سنين تاني علشان يتخطى ملك ؟ وبعدين ملك حبها بجد يعني مش هيتخطى حبها أصلا .

خاطر بصلها لوهلة ومستغرب هي كبرت امتى كده وبتتكلم بالعقل ده كله من امتى ؟ 


خرج وراح لمراته اللي صوتها عالي وبتزعق : مهما تقول يا نادر أنا مش موافقة عليها ومش نازلالي من زور ايه رأيك بقى ؟ 

نادر فضل باصصلها مش عارف يقولها ايه ؟ هل يقولها انه مش هيهتم برأي حد ؟ يقولها مش مستني موافقتهم ؟ يقولها ايه بس يا ربي ؟ 

خاطر دخل بضيق : برضه صوتك عالي يا فاتن ؟ مفيش فايدة فيكي خالص ؟ 

بصتله وردت بسخرية: سيادته هيروح يخطبها وطظ فيا أنا وانت .

خاطر بصلها بعدم تصديق ونادر نفى بسرعة : أنا قلت كده برضه ؟ يا ماما .. 

قاطعته بتبرم: معنى كلامك ايه ؟ 

جاوبها بنفاد صبر : أنا هتجوز واحدة بحبها ، هعيش معاها أنا ، لو هي كويسة فده ليا ، لو هي وحشة برضه ده ليا انتِ فين مشكلتك ؟ متجوزة قبل كده ولا حتى أرملة دي شكليات مش فارقة معايا أصلا ولا تهمني - حاولت تقاطعه بس ماعطاهاش فرصة- هتتكلمي عن أخلاقها هقولك يهمني من يوم ما عرفتها لحد النهارده قبل كده ما يهمنيش ولا يفرق معايا ، إنسانة اتخبطت وغلطت وربنا هداها ، مين انتِ ولا مين أنا علشان نحاسبها ؟ اللي بيحاسب رب العباد مش احنا - بص لأبوه وكمل بحسم- عندك كلام تاني غير ده ؟ أنا هتجوز ملك وعايز أحدد ميعاد أروح أطلب ايديها من أبوها ، هتيجي معايا ؟ 

فاتن اتصدمت بسؤال ابنها وبصت لخاطر بعدم تصديق: رد على ابنك اللي رمى أمه ومش مهتم بها 

نادر بتهكم : والله يا ماما لو في حد مش مهتم بحد فأكيد مش أنا ، انتِ قاعدة في بيتك معززة مكرمة مع جوزك وبتدمري وتشكلي وتلعبي في حياتي ومش مهتمة غير بآرائك وبس فبصراحة أنا مش عارف مين فينا اللي له حق يزعل من التاني .

فاتن اتنرفزت وبصت لخاطر بعصبية : سامع ابنك ؟ 

نادر زعق بقهر : يا أمي انتِ مش هتيجي تعيشي معايا في بيتي ، ولا هتيجي تعيشي معايا مع ملك وبعدين لما بسمة ماتت عملتيلي ايه انتِ؟ شاركتيني الليالي اللي كنت بقضيها لوحدي ؟ قلتي الله يعينك وطبطبتي مرة ومرتين وألف بس ما اتوجعتيش زيي ولا جربتي يعني ايه تفارقي إنسان بتحبيه ولا يتاخد منك فلو سمحتي طالما ما تعرفيش انتِ بتتكلمي في ايه يبقى ما تقفيش في النص ، انتِ ماجربتيش تتحرمي من حد حياتك كلها متوقفة عليه وربنا يا رب ما يوريكي الإحساس ده أبدا لانه بيدمر وبيقضي على البني آدم ، فأنا مستغرب انتِ ليه عايزة تدمريني من تاني ؟ ليه عايزاني أرجع لوحدتي تاني ؟ ليه ؟ أنا اخترت ملك مش عاجباكي معلش اعصري على نفسك ليمونة واقبليها .

فاتن بصتله بذهول و بصت لخاطر اللي ساكت تماما بعدها بصت لهمس اللي دخلت فسألتها : انتِ ايه رأيك ؟ 

همس اترددت قبل ما تقول رأيها بدفاع : دي حياته وهو اللي هيعيشها أنا في حضن جوزي وهو من حقه يكون في حضنه الإنسانة اللي يختارها ، مفيش حد تاني له الحق يقرر عنه ، ده رأيي .

فاتن هزت دماغها ونقلت نظراتها بينهم وهي بتقول بلوم : طيب ، طيب يا عيال خاطر ، أمكم بقت دقة قديمة ومالهاش رأي، براحتكم . 

سابتهم وخرجت وهمس حاولت توقفها بس زقتها ودخلت أوضتها وقفلت على نفسها .

خاطر بص لابنه وسأله بهدوء : انت واثق في اختيارك يا نادر ؟ دي الإنسانة اللي هتسعدك ؟ 

نادر بصله بإصرار : دي الإنسانة اللي بحبها ومش عايز غيرها .

هز راسه بتفهم : تحب تروح امتى نطلب ايدها ؟

نادر حس انه ما سمعش صح أو مش فاهم أو مش مصدق اللي سمعه ، سأله بعدم تصديق: وماما ؟ طيب انت هتيجي معايا ؟ طيب

قاطعه بحسم : كلم ملك وحدد مع أبوها ميعاد وبلغني به وهروح معاك بإذن الله ، وأمك هنقول ربنا يهديها هتاخد وقتها وتروق ، الوقت كفيل يهديها . 


سيف وصل المصنع ويادوب دقايق ولقى رجالته من الشركة وصلوا ، دخل المصنع كان بالفعل في حالة هرج ومرج 

حاول يتكلم بس صوته مش مسموع وسط الدوشة والأصوات العالية، بص لأقرب حد من رجالته وسأله: معاك سلاح ؟ 

رجل الأمن كشف چاكيت بدلته وراه مسدسه، سيف طلب منه يطلعه ويضرب طلقتين في الهوا يلفت الانتباه وبالفعل مجرد ما سمعوا صوت الرصاص الكل سكت وانتبهوا لوجود سيف اللي اتكلم يهدي الكل ويحاول يفهم سبب الخناقة ايه ؟ طلب منهم يتجمعوا في الساحة ويقعد معاهم يفهم في ايه؟ وليه بيتخانقوا بالشكل ده ؟ 


مؤمن في البيت وسط أهله وموبايله رن فقام يرد بعيد عن الكل بعدها رجع وبص لأمل اللي فهمته وابتسمت : ما تقلقش عليه وشوف وراك ايه ؟ 

كريم وقف وقرب منه بتساؤل: رايح فين ؟ في حاجة ؟ 

وضحله : لا بس السمسار كلمني قالي في كام شقة أروح أبص عليهم وأختار منهم وكلهم قريبين من هنا .

كريم اقترح : طيب آجي معاك ؟ 

مؤمن رفض : لا طبعا اقعد مع ضيوفك وأهلك وبعدين انتم مش هتتحركوا ولا ناويين امتى ؟ 

رد بتوضيح : الفجر كده أو قبله، طيب ايه رأيك ناخد طه ونروح احنا التلاتة ؟ 

مؤمن بصله باستغراب : يعني الراجل بدل ما تقوله يطلع يرتاح تقوله تعال شوف شقق ؟ لا يا عم سيبه .

كريم بتفكير : لا نروح خليني أناديله 

مؤمن حاول يوقفه بس كريم كان بصله وسأله : تيجي معانا مشوار يا طه ؟ 

طه وقف وابتسم : آجي طبعا 

غادة بصتله باستغراب : طيب مش تعرف الأول هتروح فين ولا شبطة وبس ؟

بصلها بضحك : شبطة وبس أكيد 

الكل ضحك وهو قرب منهم : هتروحوا فين ؟ 

فوجئوا بأمل دخلت بين جوزها وأخوها وسألت بفضول: أيوة هتروحوا فين ؟ 

كريم بصلها ووطى صوته : هنروح كباريه في واحدة رقاصة ايه - عمل بايده بوسة في الهوا وكمل بتلاعب - بس اوعي تقولي لمرتاتنا 

أمل بصتله بذهول للحظة بعدها ابتسمت بخبث : فيها لأخفيها 

كريم اتصدم من إجابتها وضحك مؤمن وطه اللي قال : بوظت أخلاق البنت كانت محترمة زمان 

بصت لأخوها بمداعبة: زماان بقى ، قول للزمان ارجع يا زمان 

كريم مسكها من قفاها بمرح: تروحي تقعدي كده شاطرة ومؤدبة لحد ما أرجعلك أشوف ايه حكاية فيها لأخفيها دي .

ضحكت وراحت قعدت وقبل ما يتحرك من جنبها مسكت ايده فقرب منها و وطى عليها بتساؤل: عايزة ايه ؟ 

همست بجدية: رايحين فين بجد ؟ 

بصلها بهدوء: يا حبيبي ما قلتلك هنشوف مصلحة يلا باي 

بص لحماه وأبوه : هنخلص مشوار مهم كده ومش هنتأخر عايزين أي حاجة ؟ 


خرجوا التلاتة يشوفوا الشقق وطه استغرب ليه عايزين شقة برا؟ كريم قاله بإيجاز ان مؤمن عايز شقة يهاديها لمراته وطه عارف ان بينهم مشاكل فماحبش يستفسر أو يتدخل في أمور خاصة .

اتفرجوا على كذا شقة لحد ما واحدة عجبتهم ومؤمن قرر ياخدها ، كريم حاول يقوله يشوف أكتر ويصبر بس مؤمن أصر ياخدها ومش عايز ولا يدور ولا ينزل تاني يشوف شقق فدي كويسة . 

اتفقوا الصبح يجي بالمحامي ويخلص عقودها وراحوا قعدوا مع بعض في كافيه شوية قبل ما يروحوا . 


همس قاعدة مش مصدقة ان النهار كله سيف مافكرش يكلمها، طيب ازاي وليه ؟ 

معقول تكون مامته مثلا اشتكتها له وهو زعل على زعل أمه ؟ بس سيف مش كده ! طيب ليه ؟ 

قررت تكلمه هي ومسكت موبايلها ترن عليه وتشوف هيقولها ايه ؟ 

رنت عليه بس فوجئت بموبايله مقفول ، اتنهدت بغيظ ورمت الموبايل من ايدها وهي مخنوقة. 


نادر اتصل بملك وطلب منها تحدد ميعاد مع أبوها ، ماكانتش مصدقاه وحست انه بيهزر أو بيشتغلها بس لقته بيؤكدلها ، حست أنها عايزة تتنطط أو تصرخ أو تعمل أي حاجة ، قفلت معاه ونزلت جري عند أبوها اللي كان مع نور بيزعق فيها : يا بنتي ما تفوقي بقى ، جوزك طلقك مستنية ايه تاني ؟ مش هيغير اللي في دماغه 

نور لفت وشها بعيد وردت بجمود : وأنا مش هغير اللي في دماغي برضه ، عناد قصاد عناد 

ضرب كف بكف بغيظ: انتِ جرى لعقلك ايه ؟ فوقي 

نور وقفت وزعقت بغضب : أنا فايقة ومش فاهمة حضرتك ايه اللي مضايقك ؟ متضايق مني ومن ابني قولي وهروح أشوف شقة نقعد فيها 

بصلها بذهول: انتِ لا يمكن تكوني طبيعية لا ، متضايق ايه يا متخلفة ؟ هو في حد بيتضايق من عياله وحفيده ؟ أنا بتكلم عن بيتك وحياتك اللي بتدمريها .

بصتله بضيق : طيب حياتي اديك قلت ، سيبني أخطط حياتي زي ما تعجبني ، بعد إذنك .

سابته علشان تطلع لأوضتها ، بصت لملك وهي طالعة ووقفت قصادها بغيظ : مش عايزة تديني موشح انتِ كمان ؟ 

ملك بهدوء: انتِ قلتي حياتك وانتِ حرة .

سابتها وطلعت بعصبية وملك قعدت جنب أبوها تهديه: بابا هدي نفسك هي مصيرها هتفوق وتنتبه لنفسها ، المهم صحتك انت عارف الضيق والزعل غلط عليك .

بصلها بحزن : انتِ مش شايفاها بتعمل ايه ؟ دي زي ما تكون مغيبة ، هو مؤمن في منه أصلا في ذوقه وأدبه وأخلاقه ؟ دي غبية لو ضاع منها مش هتلاقي ظفره .

 ربتت على كتفه بمواساة : حبيبي اهدا بس انت صحتك عندي بالدنيا ، نور مصيرها هتفوق ، مؤمن كمان هيعرف يرجعها بيته مش هيتخلى عنها بسهولة ، ما تقلقش انت . 

جت فايزة معاها قهوة وانضمتلهم حطتها قدامهم وبصت لملك : هعملك يا ملك معانا 

جت تتحرك بس ملك مسكت ايدها وقفتها : لا لا تسلمي أنا شربت قهوة كتير النهارده . 

قعدت وبصت لخالد باهتمام : امال نور راحت فين ؟ وقفلت الكلام على ايه ؟ 

اتنهد بغيظ من بنته : قالتلي حياتي وأنا حرة ولو متضايقين تشوف شقة لنفسها 

بصتله بذهول : هي قالت كده ؟ تشوف شقة ؟ هو ده اللي ربنا قدرها عليه تفكر فيه ؟ البت دي مش عارفة جايبة الغباء ده كله منين ؟ - بصت لملك وقالت - ما تكلميها انتِ يا ملك يمكن تسمع منك 

ملك بصتلهم الاتنين ووضحت : كلمتها كتير وآخر مرة قالتلي ما أتدخلش في حياتها ، يعني هي محتاجة لوقت .

فكرت تقوم وتكلم أبوها بعدين ويادوب هتقوم بس أبوها مسك ايدها قعدها مكانها باهتمام : كنتي نازلة تجري وشكلك كان عايز يقول حاجة . 

ابتسمت بحرج : وقت تاني بقى نتكلم 

فايزة اتدخلت : ليه وقت تاني ما تتكلمي - انتبهت فجأة فسألت - ولا تحبي أسيبكم براحتكم تتكلموا و

قاطعتها ملك بسرعة : لا لا تسيبينا ايه ؟ أنا بس كنت لسه بتكلم مع نادر وعايز يجي هنا 

خالد باستغراب : ونادر بيتصل بيكي ليه علشان يجي ؟ ما يدخل على طول ، هو زعلان من حاجة ؟ 

بص لمراته اللي جاوبته باستغراب : ماقاليش ولسه مكلماه من شوية ، في ايه يا ملك عرفينا يا بنتي ؟

ملك ابتسمت وصححت : مش نادر أخويا اللي بتكلم عنه ، أنا أقصد دكتور نادر .

الاتنين ابتسموا وأبوها ردد: دكتور نادر قلتيلي ؟ اممم 

ملك اتوترت ومش عارفه تفسر رد فعل أبوها اللي كان بيهزر معاها ، فايزة لاحظت توتر ملك وفهمت ان خالد بيهزر فضربته على كتفه بهزار : ما ترخمش على البنت دي وشها اصفر  

هنا خالد ضحك وحط ايده على كتف ملك يضمها : يا حبيبتي يا أهلًا به في أي وقت ، النهارده ، بكرا، الوقت اللي يناسبه أهلا به .

ملك بتردد : طيب ينفع بكرا يا بابا ؟ 

ضحك وهز دماغه بموافقة : ينفع يا قلب بابا ، شوفي هيجي امتى وهنبلغ أخوكي يكون موجود ونستقبله - بصلها بفرحة وضمها - مبروك يا ملك وربنا يتمملك على خير يارب ، دكتور نادر حد محترم والصراحة أنا بحبه . 

قعدوا اتكلموا في تفاصيل كتيرة وانضملهم أخوها ومراته . 


سيف خرج من المصنع بعد ما الدنيا هديت واستقر على انه محتاج يظهر أكتر في المصنع ويفهم ايه اللي بيحصل فيه ومين بيقوّم العمال على بعض ومين زرع إشاعة انهم هيتسغنوا عن نص العمال وهيرموهم في الشارع؟ في حد عايز يعطل الدنيا ، ركب عربيته بشرود؛ مش عارف مين اللي بيعمل فيهم كل ده وليه ؟ من أول عصام المحلاوي لحد النهارده ، هل معقول عصام باعتله حد يوقفله شغل المصنع من بعيد لبعيد ؟ 

 دماغه هتنفجر من قلة النوم والتعب والتفكير ، وصل بيته ودخل لقى سلوى اللي استقبلته ، سلم عليها وقعد بإرهاق على الكرسي ، بص لأمه : همس فين ؟ في أوضتها ؟ 

سلوى استغربت؛ معقول همس ماعرفتهوش انها رايحة لأمها ؟ بس ورتلها رسالة الواتس ، بصتله بترقب : هي ماقالتلكش انها رايحة عند أهلها ؟ 

هنا سيف فتح عينيه باستيعاب واتعدل وهو بيخبط دماغه بتذكر: يا نهار فصلان ، قالتلي وقلتلها هعدي عليها ، اوووف أنا مش شايف قدامي ازاي نسيت أعدي عليها قبل ما آجي هنا ؟ 

أخد نفس طويل وبص لساعته كانت ٦ وبيفكر يقوم يروحلها ، سلوى صعب عليها ابنها فقربت منه : ايه رأيك لو تقوم تنام ساعتين وبعدها تروح تاخدها واتعشوا برا وهاتها وتعال ؟ منها الساعتين هيريحوك وتفصل بيهم شوية ؟ 

بصلها بتفكير بس تعبه سيطر عليه فوقف بموافقة : تمام بس أمي صحيني لو أنا ماقمتش .

طلع لأوضته غير هدومه وفرد نفسه على السرير ، مسك موبايله يتصل بهمس بس كان مقفول ، بص حواليه كان الشاحن جنبه ، حطه في الشاحن واستناه يفتح بس نام بسرعة وماحسش بأي حاجة حواليه . 


صحي من نومه فتح نص عين بص لساعته كانت ٨ فقام وهو مغمض عينيه يحاول يفوق شوية ، دخل الحمام ياخد شاور يصحصحه، خلص وخرج لبس تيشيرت وجينز زي ما همس بتحب ، حط برفانه واستغرب هو ليه فايق كده ؟ معقول ساعتين نوم كفوه بالشكل ده ؟ 

خرج برا الدريسنج ، راح ياخد موبايله وهنا لاحظ ان الأوضة منورة رغم انه مش فاتح النور ، لوهلة ماكانش فاهم النور ده ايه بس مرة واحدة راح ناحية البلكونة وفتح الستارة وهنا فوجئ بالشمس طالعة واستوعب ان الساعة ٨ بس صباحا . 

فضل شوية واقف متجمد مكانه باصص للنور وبيتخيل همس وألف سيناريو وسيناريو في دماغها ازاي سابها اليوم كله وازاي كمان سابها تبات برا ؟ طيب السؤال ازاي أمه ما صحتهوش زي ما طلب منها ؟ 

مسك موبايله وشاف كان في مكالمة واحدة منها ومفيش أي رسايل نهائي وده بيدل انها بالفعل زعلانة ، اتصل بها بس فوجئ ان التليفون بيفصل على طول ومش فاهم في ايه ؟ مرة واحدة استوعب أو افتكر لما كانت بتعمله بلوك كان بيعمل كده - ردد بعدم تصديق- هي وصلت للبلوك يا همس ؟ 

فتح الماسنجر وبالفعل لقاها عاملاله بلوك ، بعد ما تخطي حاجز الصدمة ابتسم على جنانها وعلى ذكرياته مع البلوك معاها ، لازم يروحلها بسرعة ويصالحها أسرع ويرجعها لحضنه . 


نزل تحت بعصبية وخارج على طول بس سلوى وقفته : اقعد افطر الأول قبل ما تنزل .

بصلها باستغراب وردد بعتاب: أفطر ؟ انتِ بتتكلمي جد ولا بتهزري معايا ؟  










سألته بتعجب: ايه اللي جد ولا هزار ؟ بقولك افطر فيها ايه دي ؟ 

حاول يفضل هادي على قد ما يقدر وقال بضيق: هو أنا مش المفروض كنت قلتلك ساعتين وتصحيني علشان أجيب همس ؟ 

حركت كتفها بلامبالاة: وصحيتك وماقدرتش تقوم حصل ايه يعني ؟ الدنيا اتهدت ؟ ماهي في بيت أبوها وأخوها مش عند حد غريب .

سيف اتنرفز أكتر من برودها ورد بعصبية : انتِ شايفة ان عادي ما أروحلهاش وعادي تبات برا بيتها وعادي أطنشها بالشكل ده ؟ 

ردت بضيق : بقولك ايه الدنيا ما اتهدتش بنومها عند بيت أبوها الأهم دلوقتي انها رافضة تتعلم أي حاجة 

ردد بعدم فهم : تتعلم أي حاجة ؟ بتتكلمي عن ايه ؟ وانتِ عايزة تعلميها ايه ؟ 

ردت بتوضيح واستغربت ان همس ما عرفتهوش اللي حصل ، حكتله بضيق وهي متأكدة انه هياخد صفها ويلوم مراته : تخيل كلمت أمينة شلباية اللي الكل بيحاول يوصلها والست قدرتني وجت هنا ومراتك تقولي شكرا مش هتعلم اتيكيت ولا غيره ، أنا تحرجني بالشكل ده مع أمينة ؟ انت متخيل أنا فضلت قد ايه أقنعها تيجي وتفضي نفسها لمراتك ؟ 

سيف سمعها بذهول ورد بغضب: وانتِ مين قالك تتصرفي وتكلمي حد أصلا ؟ بتحطيها قدام الأمر الواقع مثلا ؟ ولا بتفرضي عليها وضع معين ؟ ومين قالك أساسا اني عايزها تتعلم الاتيكيت وتطلع مين أمينة شلباية دي اللي انتِ مهتمة وخايفة على زعلها أوي ؟ على آخر الزمن هيجي حد يعدل على مراتي ؟ 

سلوى اتصدمت من رد فعله وزعقت باستنكار: مراتك أحرجتني وانت بتقول ايه ؟ دي قلة ذوق منها 

قاطعها بعصبية: خلي بالك من كلامك محدش يغلط في مراتي لو سمحتي يا أمي ، وبعدين ده كان مجرد رد فعل لتصرفك و ازاي أصلا تحطيها في موقف زي ده وتحرجيها كده وتجيبيلها حد كمان بدون حتى ما تعرفيني وتسأليني؟ هي مالهاش راجل ولا ايه؟

ردت باستنكار : أعرفك ؟ أعرفك ايه ؟ انت ازاي أصلا تخيلت اني هقبل تصرفاتها وجنانها وطيشها ؟ سيادتها مطلوب منها 

قاطعها بلهجة صارمة يشوبها الغضب: مش مطلوب منها غير مذاكرتها ومستقبلها وبس وبعدين مين قالك اني عايزها تتغير وتتعامل زيك وتبقى نسخة منك أو من آية أو زي أي حد من الطبقة الارستقراطية دي ؟ حد قالك اني بدور على حد نسختكم؟ أنا لو عايز واحدة كل همها المظاهر كنت رضيت بشذى من الأول ، انما همس أنا بحبها بجنانها وطيشها وتهورها ومفيش حد في العالم ده كله يجبرها تعمل حاجة هي مش عايزاها ولا حد له حق يغيرها أو يتدخل في شخصيتها ولا هسمح بده من الأساس.

سلوى بتبرير : هي ماكانتش راضية تلبس في 

قاطعها بدفاع : هي حرة ، براحتها ، وأنا غلطان اني طلبت منها تلبس الطقم، ولو مفكرة ان ده يديلك الحق يا أمي تتدخلي وتغيري في شخصيتها فسوري ده مش من حقك ، ومش من حق أي حد وعلى فكرة أنا ماطلبتش منها تلبس علشانك أصلا علشان لو بس افتكرتي اني سمعت كلامك.

سلوى اتضايقت من كلام ابنها و ودفاعه عن مراته بالشكل ده وغلق باب النقاش من أساسه فلفت وشها واتكلمت بإصرار وكبرياء : هقولك زي ما قلتلها البيت ده له قوانين وله احترامه لو عايزة تعيش فيه 

سيف هنا اتصدم وعقله وقف عن التفكير لو أمه قالت الجملة دي لهمس فده معناه انها شبه طردتها من البيت ومش بس كده ده هو كمان أهملها النهار والليل كله ومش بعيد تكون أمه اتعمدت ما تصحيهوش علشان توصل لهمس انه رأيه زي والدته . 

قبل مايتكلم سمع صوت أبوه نازل بيسألهم بدهشة : صوتكم عالي كده ليه وفي ايه ؟ 

الاتنين واقفين قصاد بعض وسيف قال بصدمة: عمري ما تخيلت أبدا انك هتعملي حما على همس وهتتعاملي معاها بالشكل ده 

استنكرت كلامه وردت بضجر : حما ؟ حما علشان عايزاها تبقى هانم ؟ حما علشان خايفة على اسمنا وصورتنا ؟ حما علشان ايه يا باشمهندس سيف ؟ 

عز اتدخل بلوم : اهدي يا سلوى ، بالراحة يا سيف في ايه لكل ده ؟ 

سيف بصله وابتسم بغضب: في انها طردت مراتي من البيت ومش بس كده دي كمان ماعرفتنيش ان همس ماشية زعلانة وسابتني نايم الليل كله وهي عارفة انها مستنياني أروحلها وعارفة انها زعلانة - بص لأمه وكمل بتهكم- يااا يا أمي ده انتِ غلبتي كل الحموات ، بعد إذنكم 

سلوى مسكت دراعه بعصبية : انت غصب عنك وعنها 

قاطعها بغيظ وهو بيشد دراعه من ايدها ورفض انه يسمع الباقي وقال بحزم : ما تكمليش لان مفيش قوة في الدنيا دي كلها تقدر تغصبني أو تغصبها على حاجة هي رافضاها بعد إذنك 

عز وقفه بسرعة: يا سيف اقف نتكلم ونتفاهم 

سيف بص لأبوه ورد بانفعال: معلش بس مش هقدر ولا أتكلم ولا أتفاهم دلوقتي ، مراتي أمي طردتها من بيتها فقبل ما حضرتك تقولي اني أقف وأتكلم وأهدا اتكلم مع مراتك ، بعد إذنكم . 


الاتنين راقبوه لحد ما قفل الباب وراه بعنف بعدها سلوى بصت لعز بغضب : شايف ابنك وتصرفاته ؟ سيادته 

قاطعها عز بضيق : الأول فهميني يقصد ايه بطردتي مراته ؟ وازاي طردتيها ؟ وليه من الأساس ؟ 

سلوى كانت هترد بنرفزة بس تماسكت لانها لازم تقنعه بنظرتها للأمور علشان ياخد صفها : انت عارف ان همس متهورة ومجنونة حبتين صح ولا لا ؟ 

عز عارف مراته وعارف انها بتمهد قبل ما تتكلم في المهم فرد بجدية: عارف بس عارف كمان ان ده بالضبط اللي سيف حبه فيها ، جنانها وشقاوتها فمن غير مقدمات لو سمحتي قوليلي ازاي طردتي مرات ابنك من بيتها ؟ 

سلوى حست انه مش هياخد صفها فقعدت ترتب أفكارها قبل ما تتكلم بتردد: أنا كل أصحابي في النادي وفي الجمعية عايزين يتعرفوا على مرات ابني بشكل شخصي ، يتعرفوا على مرات سيف الصياد .

عز بصلها بعدم فهم ومش عارف هي عايزة توصل لايه : وبعدين فين المشكلة ؟ 

ماقدرتش تفضل محافظة على هدوئها فوقفت قصاده بنفاد صبر: يعني ايه فين المشكلة ؟ انت شايف ان همس تقدر تقابل الناس وتتحاور وتتكلم معاهم ؟ دي مش بعيد تقلبها هزار وضحك وتخلينا على كل لسان ويقولوا شوفوا العيلة اللي 

قاطعها بصرامة : يقولوا اللي يقولوه يا سلوى ، من امتى كل

             الفصل الثاني عشر من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 


تعليقات



×