رواية عقل عقيم كامله جميع الفصول بقلم ايمان ممدوح
_ خَلفتي بت يا "سُهيله"، خِلفتك هتفضل بنات كده أنا هطلقك واتجوز عليكِ واجيب اللي تجبيلي الواد.
«هدر بِها بعنف هي التي لم تتعافىٰ بعد من أثر ولادتها، إرهاقها لم يزول، يلومها علىٰ مالادخل لها فيه..»
تحدثت" سُهيله" من بين دموعها: وأنا مالي بس يا"عثمان"، ديه حاجه مِلك ربنا مليش إني أتدخل هتعترض علىٰ قضائه! كلهم رزق يا "عثمان"
هتف "عثمان" بشراسه أبىٰ أن يستسلم لهذا الأمر: اخرسي ياوش البومه أنتِ، مبيجيش منك حاجه عدله أبدًا.
«تركها والغضب بلغ ذروته في قلبه يكان عقله ينفجر من كثرة إشتعال فتيل غضبه، أتت إبنتها الكبرىٰ "أسيل" تجلس بجانبها تربت علىٰ كتفها بحنو»
_إهدي ياماما، متزعليش منه هو بس عشان نفسه يخلف ولد لكن شويه وهيروق ممكن متعيطيش؟
«مدت يديها تمسح دموعها بقلبٍ مفطور علىٰ والداتها، تغضب من أبيها لكن لاتستطيع إلا أن تهدأ من الأمور»
تحدثت "سهيله" بنفاذ صبر: أعمل إيه يابنتي، حاجه مش بمزاجي وأنا مبقاش فيا حيل أصلاً، جسمي مبقاش يستحمل وهو مش هيسبني إلا لما اجيب الواد وانا حاسه إني هموت خلاص مبقتش قادره.
«"سهيله" تبلغ من العمر أربعون عامًا، تزوجت منذ أن كانت في الإعداديه،ولدت في قرىٰ ريفيه، أنجبت 4 فتيات حتىٰ الآن، "أسيل" التي عمرها خمسة عشر عامًا وأختيها التؤام في عمر العشر سنوات، هاهي الصُغرىٰ"رُقيه" أتت لتتلقىٰ معها أسىٰ معاملة والداهما معهم كَ فتيات»
مسدت "أسيل" علىٰ كتف والداتها: حقك عليا ياماما، ان شاء الله ربنا يهديه ويبقى كويس معانا، متزعليش بقىٰ وهقوم أعملك أكله تقويكي عشان جبتلنا العسوله الصغيره ديه.
______________________________
_أنا زهقت يا"راشد"أتجوز عليها ولااعمل إيه؟ مين هيدير شغلي لما أموت وهيا جايبلي الاربع قرود دول.
تمتم "راشد" بحزن دفين: ياحاج البنات دول رزق ونِعمه، أنتَ في إيدك رزق أنتَ مش حاسس بيه، ده بنات أرجل من أجدعها راجل ويقدروا يديروا شغلك ويقفوا جمبك أكتر من الرجاله.
تحدث "عثمان" بسخريه: آه ماأنتَ إيدك في المياه البارده، عندك الإتنين بنات واولاد هتحس بالنار اللي قايده فيا إزاي ياحاج راشد!
تمتم "راشد" بنفاذ صبر: قول اللهم بارك ياحاج أنتَ جاي تقر عليا ولاإيه، وبعدين أنا عندي البنتين أغلىٰ من الولاد اللي مطلعين عيني دول.
كشر أنيابه بغضب دفين: ولاهحسد ولاهقر يا"راشد"، الله يباركلك فيهم، بس متتكلمش وأنتَ مش عارف حاجه.
تحدث "راشد" بخفوت: الله يهديك يا"عثمان".
تجاهل حديثه ليهتف بما وقع علىٰ أذن "راشد" كرصاصه أصابته
_ اتقدم عريس للبت "أسيل"، أهو اخلص من واحده، وانا واثق إني هيجيلي الواد بس هستنىٰ أمها تفوق شويه، اصل أنا مش حيوان برضو.
حدق" راشد" في عين صديقه بذهول: تجوز مين ياراجل أنتَ اتجننت، البت بتم الخمستاشر سنه تقول أجوزها، تصرفاتك ديه تصرفات حد عقله فوت، ماتفوق يا "عثمان"، فوق ياحضرة العُمده.
_ كل اللي في سنها بيتجوزوا هنا في السن ده يا
" راشد" مالك مستغرب كده ليه، هيا مش أقل منهم في حاجه، مش كفايه إني مخليها تتعلم بسبب زن أمها، تروح بيت جوزها بقىٰ
«ترك "عثمان" صديقه قبل أن يتفوه بِكلمه أخرىٰ»
__________________________________
_جهزي نفسك يابت يا "أسيل"، جايلك عريس!