رواية طلاق بائن كامله جميع الفصول بقلم ديانا ماريا
سكريبت
امتى بقى يا حبيبي تطرد البومة اللي عندك دي ونتجوز أنا زهقت!
متقلقيش يا حبيبتي خلاص أنا قربت امضيها على ورثها من أبوها الله يرحمه وأول ما تمضي وكل حاجة تبقى بتاعتي هطلقها وأرميها ونتجوز.
نفخت بضيق:بقالي فترة بتقولي كدة أنا جبت أخري، امتى بقى!
توسلها قائلاً: خلاص هانت والله يا حبيبتي المشكلة علشان أبوها اتوفى من قريب الدنيا كانت زحمة ومعرفتش أقعد أتكلم معاها اصبري عليا النهاردة بس.
أغلق معها الهاتف وهو يعتزم تنفيذ ما خطط له اليوم فلقد مل من هذا الوضع ويرغب في التخلص منه في أسرع وقت ممكن والحصول على إرث زوجته ليحقق أحلامه ويتزوج حبيبته.
كانت حلا عائدة من منزل والدتها في طريقها لمنزلها، لقد مر شهر على وفاة والدها كان أصعب وقت في حياتها على الإطلاق، دمعت عيناها وهي تتذكر والدها فأخذت نفسا عميقا لتهدأ نفسها، لقد نصحتها أمها بالعودة لأنها قضت أيام كثيرة بعيدة عن منزلها ويجب أن تنتبه لنفسها وزوجها.
دخلت إلى المنزل لتجد بسام جالس على الأريكة ويبدو أنه شارد يفكر في أمر ما، نادته فانتبه لحضورها.
لاحظت أنه متوتر فقالت بهدوء: ازيك يا حبيبي، أنت جيت امتى؟
رد بسام بضيق: كويس يا حلا، مش أن الأوان ترجعي البيت بقى؟ ولا هترجعي تباتي هناك تاني.
اقتربت منه حلا بابتسامة شاحبة: خلاص يا حبيبي أنا هبات في البيت من النهاردة، أنت عارف الفترة اللي فاتت كانت عاملة إزاي قصرت غصب عني متزعلش.
أومأ برأسه وكان واضحا بأنه لا يعيرها الانتباه بل هناك ما يشغل باله فنهضت قائلة هغير هدومي وأحضر العشا.
بعد أن بدلت ملابسها ودخلت إلى المطبخ، كانت تعد الطعام بذهن شارد، لا تعلم لما يراودها شعورا مؤخرا بأن هناك تغيير ما أصاب زوجها، فهي تشعر بتغيير كبير به ولكن كانت ترجع دائما هذه الأمور إلى ضغط العمل أو ربما هي من تبالغ خصوصا منذ وفاة والدها.
تنهدت وأكملت إعداد الطعام بصمت، فيما راح بسام يفكر بذهن محموم في الصالة كيف ينجح في سلب إرث حلا منها وتنفيذ خطته دون أن تلاحظ أو تشك في شيء حين توصل للفكرة المناسبة فأرجع ظهره للوراء مبتسماً بانتصار.
كانا يتناولان الطعام بهدوء حين وضعت حلا يدها على يد بسام قائلة: لسة مضايق برضو؟ أنا لاحظت أنه بالك مشغول النهاردة.
ابتسم بسام ووضع يده الأخرى فوق يدها: لا يا حبيبتي أنتِ بس وحشتيني ووحشني وجودك مكنتش عارف أقعد من غيرك، وبعدين مليش حق اضايق أنتِ طبعا المفروض تقفي جنب أمك في ظروف زي دي الموضوع مكنش سهل عليكِ كمان.
تنهدت حلا والدموع تتجمع في عينيها، شهقت وهي تمسح دموعها: معلش يا حبيبي مش قصدي.
أسرع يضمها إليه: لا يا حبيبتي عيطي براحتك أنا عارف أد إيه كان غالي عليكِ.
انهمرت حلا في البكاء مرة أخرى، لقد فقدت والدها الحبيب، كان والدها ذات أهمية كبيرة بالنسبة لها حتى وإن كانت له أخطائه ووفاته المفاجئة كانت صدمة لهم جميعاً، بقى بسام ليواسيها حتى هدأت فابتعدت ومسحت دموعها.
تطلعت له بامتنان: شكرا يا حبيبي تعبتك معايا رغم أني عارفة أنك مشغول الفترة دي لدرجة مكنتش بتلحق تقعد عندنا.
ابتسم بخبث خفي: أمال لو متعبتش علشانك هيبقى علشان مين؟ أنتِ عارفة أني بعمل كل حاجة لمستقبلنا.
مرت بضعة أيام كان فيها بسام يعاملها بشكل مراعي للغاية مما أشعر حلا بالراحة النفسية وقد بدأت تتخطى أزمة وفاة والدها وتعود لحياتها الطبيعية.
عاد بسام في المساء مهموماً من العمل فسألته حلا باستغراب: مالك يا بسام؟ حصل حاجة؟
تنهد ولم ينطق بكلمة مما أثار قلقها فألحت عليه: يا بسام قولي مالك يا حبيبي قلقتني!
قال بصوت متعب: مفيش يا حبيبتي شوية مشاكل في الشغل.
أحست بأن هناك أكثر مما قاله لذلك قالت بإصرار: لا فيه حاجة أكبر أحكي لي يا تامر أنا مراتك متخبيش عليا.
رد بسام: فيه مشكلة كبيرة في الشغل ممكن تضرني واضطر أسيب الشغل يا حلا.
شهقت حلا بذهول: للدرجة دي؟ طب ليه كل ده؟
نفخ بسام بضيق زائف: المدير حاططني في دماغه وأنا شكلي هسيب الشغل فعلا.
ربتت حلا على كتفه بعطف: طب وهتعمل إيه يا حبيبي؟
قال بحزن: مش عارفة يا حبيبتي أنا مكنتش عامل حسابي لكل المشاكل دي لكن....
وصمت عن عمد فقالت بتساؤل: لكن إيه؟
أخذ نفسا قبل أن يقول: كنت بفكر من فترة أعمل المشروع اللي قولتلك عليه طبعا كنت مستني احوش الفلوس لكن دلوقتي مش عارف هعمل إيه خسرت الشغل ومش هقدر أعمل حاجة، حتى مش هعرف أخد قرض.
سارعت تقول: لا يا حبيبي بلاش قرض حرام ده بيدخل البيوت بالخراب بإذن الله نلاقي حل.
تردد عن قصد: فيه....فيه حل ولا خلاص بلاش.
احتارت حلا: يا بسام قول بلاش كدة.
قال بتوتر: ممكن استلف منك فلوس المشروع ثم أسرع يضيف: دول هيبقوا سلف بس وهردهم لك علطول في أول مكسب للمشروع يا حبيبتي صدقيني.
حدقت إليه حلا بدهشة فبدأ حيله في إقناعها: أنا عارف أنك سايبة الميراث على جنب لأنك اتشغلتي الفترة اللي فاتت بس فكري فيها كدة يا حبيبتي إحنا نقدر نعمل بيه مشروع نأمن مستقبلنا ومستقبل ولادنا ونضمن أنه الفلوس مش هتتصرف في حتة غلط.
كانت الدهشة مازالت تتملك حلا فاقترب منها بسام وهو يضع يديه على كتفيها بحب: أنا كنت متردد أقولك بس عارف أنك مش هتفهميني غلط يا حبيبتي وعلى العموم ممكن تعمليلي توكيل علشان أقدر أتصرف وكل حاجة هتبقى بتاعتك برضو وتضمني حقك.
كانت حلا تفكر في كلامه فقال بسام حتى لا يعطيها وقت للتفكير: لو مش واثقة فيا أنا هقدر ومش هزعل.
قالت حلا بسرعة: لا طبعا يا حبيبي الموضوع مش كدة خالص.
كانت حلا مشتتة وتشعر بالحيرة الشديدة فعل تعطيه التوكيل كما يريد أم يجب أن تفكر في الأمر أولا؟
لكنها قررت الوثوق في زوجها، استدارت له بابتسامة: أنت معاك حق، ده هيبقى كويس لمستقبلنا، شوف هتبدأ في الإجراءات امتى وأنا معاك.
كبت بسام تنهيدة ارتياح وقال بهدوء قدر المستطاع: شكرا يا حبيبتي مش هنسى لك جِميلك ده أبدا.
احتضنته حلا برقة: مفيش جمايل بين الراجل ومراته يا حبيبي.
ابتسم بسام بخبث وقد شارفت خطته على النهاية وقد تبقى الخطوة الأخيرة فقط.
في اليوم التالي أحضر لها بعض الأوراق التي قال أنه حصل عليها من محامي صديق له: ولو عايزة تقرأيها براحتك برضو يا حبيبتي.
انتظر بتوتر مخافة أن تقرأها فعلا ولكن حلا ابتسمت ووقعت على الأوراق بثقة: مفيش داعي يا حبيبي أنا واثقة فيك.
كبت بسام صيحة السعادة التي كانت على وشك أن تنطلق منه لقد نجح أخيرا!
سحب الأوراق بسرعة دون أن تنتبه: طيب يا حبيبتي أنا هرجعهم للمحامي علشان يوثقهم.
رغم ثقة واقتناع حلا إلا أن كان هناك شيء داخلها يشعر بعدم الراحة ولكنها أخبرت نفسها أنه حين تستقر الأمور بهما سيتلاشى كل ذلك التوتر الذي تشعر به.
بعد عودته دخلت المطبخ لتحضر العشاء ولكنها تذكرت أنها لم تخبره بذهابها لوالدتها غدا لذلك تركت ما بيدها وتوجهت لغرفة النوم.
كان بسام يتحدث في الهاتف ويقول بفرح: أيوا يا حبيبتي زي ما بقولك كدة أخيرا خليتها تمضي على التنازل بتاع الورث خلاص كل حاجة بقت ليا وهطلقها ونتجوز أنا وأنتِ في أسرع وقت!