رواية غرور عشق (كامله) بقلم رغدة




 رواية غرور عشق كامله بقلم رغدة 


غرور عشق 

بقلم رغده 


يقولون ان لكل منا نصيب من اسمه فهل بطلتنا لها نصيب من اسمها ام انه سيكون سيف ذو حدين لتذوق العشق ومراره 


عشق فتاة وحيدة لعائلتها مدللة لأبعد الحدود جميلة جدا فهي تملك من آيات الجمال ما يؤهلها لتكون ملكة جمال

شخصيتها مختلفة فهي داخل العائلة عطوفة ومحبه وتحب البساطه

اما خارج إطار العائلة فهي مغرورة ومتكبرة ترسم القوة كأنها اسلوب دفاع 


عاشت حياتها بدلال وحب كبير من والديها فلما لا وهي ثمرة قصة عشق بينهما وهي الآن بالواحد والعشرين من عمرها تدرس بالجامعة وتعتبر من المتفوقين

ليس لها اختلاط بالكثير من الطلاب فيكفيها صديقتيها المقربتان منذ سنوات 

بطلتنا رغم ان والديها دائما يخبرانها بقصة حبهما الا انها لا تؤمن بالمشاعر والحب فهي تؤمن بالأمور الملموسه والعلمية تعتبر الحياة عبارة عن مسألة حسابية  

فعلى سبيل المثال الزوج المستقبلي لها له مواصفات معينة لا تمس للحب بصلة 


بدر شاب يتيم الوالدين له اخت واحده أكبر منه يتميز بالوسامة والأناقة يعمل ويدرس بنفس الوقت فهو يعتبر شاب عصامي إضافة إلى تفوقه الكبير بدراسته


بدأ عام دراسي جديد لتبدأ رحلة قدر ونصيب بين ابطالنا

بدر ذلك الشاب العصامي يعمل بكافتيريا الجامعة ومنذ بدأ العمل بها حتى زادت الإيرادات وذلك لأن الفتيات تقضي معظم وقتها هناك ليبقوا بالقرب منه ومحاولة استمالته 


اما هو فيخاف الله ولا يعصيه لا يتكلم مع الفتيات ولا يرسم لهم قصص وردية كما يفعل غيره من الشباب للوصول إلى ما يريدون من الفتيات 


كانت عشق دائما ما تذهب مع صديقتيها بوقت الفراغ للكافتيريا ويقضون وقتهم هناك 

لم تغتر بوسامته برغم ان صديقتيها كانوا يتحدثون عنه كثيرا ويتراهنون من منهن ستوقعه بشباكها 


ورغم معرفتها فداحة خطأ صديقتيها الا ان الفضول بداخلها لمعرفة طبيعة هذا الشاب اصبح هاجس فهو تقريبا اصبح حديث الجميع 

هناك من هو معجب بأخلاقه 

وهناك من يستغبيه لعدم انتهاز فرص كتلك 


كانت ترى محاولات الفتيات فمنهم من تدعي السقوط بجانبه ومنهم من تدعي ضياع أحد ممتلكاتها ليبحث معها وغيرها الكثير 

وكثيرات حاولن اخذ رقم هاتفه بطريقة أو بأخرى


وفي أحد الأيام حاول أحد الشبان التقرب من عشق رغم اعتراضها ولكنه اصر وأعاد محاولاته 

وفي أحد المرات امسكها من يدها يحاول سحبها خلفه وهي تقاوم وتصرخ به وبما أنه ابن رجل أعمال ومعروف بالجامعة بفساده ونفوذه فلم يجرؤ أحد على التدخل 

وبلحظه وجدت يدها تسحب من يد الشاب و بدر يمسكها ويقف أمامها كالسد المنيع يواجه ذلك الفاسد 


حاول الشاب تسديد الضربات ل بدر ولكنه لم ينجح ف بدر قد تفاداها كلها إلى أن انهك الشاب وبدر لم يوجه له ضربة واحده 


منذ ذلك اليوم زاد إعجابها ببدر وشخصيته 


مرت بضعة أسابيع حاز بها بدر على اعجاب عشق الذي كان فريد من نوعه ولكنه لم يظهر اي نوع من ردة فعله او إعجابه بها


وفي أحد الأيام فكرت كيف تستطيع أن تجذبه لها أو تلفت نظره 

فتوجهت عشق ل بدر بحجة الدراسة فهي تعلم انه من المتفوقين وكل من يحتاج مساعدة بالدراسة يتوجه له فأصبح وقت فراغه يخصصه لها

دام الأمر على هذا الحال لعدة اسابيع كان هو يشرح لها وهي هائمة به 

حاولت مرارا كبح نفسها والابتعاد عنه ولكن القلب وما يهوى فهو احتل قلبها وسيطر على مشاعرها 

بات هو محور اهتمامها وبطل أحلامها 


وفي أحد الأيام أخبرها والدها ان هنالك شاب متقدم لخطبتها وبما انها لا تؤمن بالحب فهو من وجهة نظرها سيكون مناسب جدا 


هنا شعرت وكأن قلبها قد توقف عن النبض وروحها سحبت من داخلها هل يعقل أن تكون لغيره مهلا هل حقا هو ما يشغل بالها وتفكيرها كيف لذلك ان يحدث اين عقلها اين كبرياءها وغرورها هل عشقت ؟؟؟؟ ومن؟؟؟؟ ذلك الذي لا ينظر لها 


يا إلهي ماذا أفعل ؟؟ فانا من كنت طوال عمري أخط خطوات حياتي بالعقل جاء اليوم الذي يحيرني قلبي ويقف في طريقي 


أخبرت والدها انها تحتاج وقتا للتفكير وان الامتحانات قد اقتربت وهي لا تريد أن تأثير على دراستها 

اوهمت نفسها قبل ابيها باسبابها وهي على يقين أن ما هذا الا مجرد وهم 

في الأيام التالية قررت عشق ان تبتعد كليا عن بدر حتى تنساه وتوقف اعتيادها عليه فمن المؤكد أن هذا ليس الا تعود إنما حب وعشق فلا 

كان بدر في هذه الأثناء بحيرة كبيرة فها هي تبتعد عنه دون إبداء اي سبب لذلك 

هو يحبها نعم يحبها ولكن إلى أين سيوصله حبها وهي من لا تعترف بمسمى الحب 

كان متخبطا من داخله هل يعترف بحبه لها ام لا فهو ان لم تكن له فهو لا يريد خسارة صداقتها وقربها منه 


ويقولون ان الفراق نار تطال القلوب ودمع يملأ العيون وأرق يجافي الليالي 


امضت ايامها كأنها من الأموات لا تشعر بالحياة لا تأكل لا تشرب ولا تتحدث مع أحد 

ماذا تقول وان نطقت ستنطق بدرا وان فتحت عيونها رأته أمامها بابتسامته الهادئة وكلماته الرزينه 


قلبها يؤلمها بشدة تود لو تقتلعه من بين اضلعها لتوقف نبضه عن الخفقان باسمه وان توقف نفسها الذي تستنشق به عبير هواه 


ولكن إلى متى هذا العذاب سيستمر هو أمامها ولا تريد الاقتراب بل وتمنع نفسها عن اختطاف ولو نظرة بسيطة له 

حاولت كتيرا وكثيرا وكثيرا ولم تزدها المحاولة الا ألما وقهرا 


واخيرا أخذت قرارها فهو بالسنة الأخيرة من الجامعة ومن بعد انتهاء الامتحانات لن تراه مجددا 

فلتشبع قلبها من قربه نعم ساغتنم كل فرصة اكون معه استشعر الدفء والأمان معه سأحيا ولو أياما قليلة بسعادة قربه 


قضت كل وقتها معه وبداخلها ألم يكبر مع كل يوم فهي تعلم أن فراقهم اقترب ومصيرها بات مرتبط بين يدي شخص لا تعرفه ولا تعلم عنه شيء شخص غريب ليس له بقلبها مكان فكل قلبها يحتله بدر بطيبته واحترامه وشخصيته المختلفه عن باقي اقرنائه

تتمنى دوما لو ينطق ويخبرها انه يحبها انه يريد الزواج منها ولكنه لا يشعر بها ولا بما يعتمل قلبها 


ها هو الوقت يجري بهم ويقطع المسافات ويقترب وقت الفراق فيا عيوني احفظيه ويا قلبي احتويه 


كانت دوما تدعي ان يكون من نصيبها وان يلعب معها القدر لعبته 


ويوم انتهاء الامتحانات أخبرها والدها ان تتجهز فسيدة من أقرباء العريس ستأتي مساء لتراها 

يا ويلي لماذا أشعر بأنني سلعة هل ستراني لتعاينني وتبدي القبول او الرفض 

كم تمنت الا يأتي المساء او لا تأتي هذه السيدة ليت والدها يخبرها انه كان يمازحها وما كلامه سوا محض اختبار ولكن الأمور ليست بالتمني 


جاء المساء وحضرت تلك السيدة 

خرجت عشق ويكاد قلبها ان يخرج من صدرها لشدة ضرباته وتوترها تكاد ان تقع تتمنى لو ينتهي كل شيء 

جلست أمامها وعيونها تفيض دمعا فهي تشعر انها تخون قلبها العاشق 

كانت مشاعرها تتخبط بداخلها لا تعلم هل هذا الصواب ام انها ترتكب خطأ فادحا 

كانت آلامها تصرخ بقلبها الف آه و آه 

غصة مريرة تضرب كل أوردتها وشرايينها

تريد أن يتوقف كل شيء ويختفي 

تريده هو هو وفقط كم تتمنى لو أخبرته بعشقها 

لو باحت وصرخت بكم العشق داخلها 


وفجأة شعرت بالدوار وسقطت مغشيا عليها لتنهي هذه المهزلة وهذه المأساة 


استيقظت عشق في اليوم التالي لتجد نفسها بسريرها وبحانبها والدتها تتحسس جبينها لتطمئن عليها 

وما ان فتحت عيونها حتى سألتها امها عن حالها فاجهشت ببكاء مرير  

 بكاء ادمى قلب والدتها عليها جعلت قلبها يكاد يقف من خوفها 


احتضنت وعد ابنتها بحنان صادق وهمست بأذنها 

الهذه الدرجة تحبيه؟ .... وكأنها ضربت على أوتار قلبها وقطرات دموعها ليزيد بكائها وتعلو شهقاتها بآه خرجت كالخناجر المغروسة بعمق روحها 

حاولت والدتها تهدئتها وبث الطمأنينة بقلبها بمساعدة والدها 


عشق لم تعد تحتمل ما تخفيه ف صرخت بعشقها واعترفت لوالديها بعشقها الذي بات مفضوحا لهم ولكن والدها اعترض وفاجأها بموافقته على الشاب الذي تقدم لها وانه يريدها أن توافق على اختباره لانه والدها وهو أدرى بمصلحتها وغضب منها لإخفائها حبها عنه وهو من كان دوما بئر اسرارها


انهارت عشق من الداخل شعرت أن حبها يضيع من بين يديها وان والدها من تعتبره أمانها وسندها قد خذلها

كان داخلها صراع كبير بين حبها وطاعة والدها 

أعطاها والدها يومين لتفكر بهما ووعدها ان لم يعجبها الشاب ولم يناسبها سيسأل عن من تحب ولكنها فاجأته بان حبها من طرف واحد وهو لا يعرف عن حبها شيء 

حينها والدها حسم أمره وقال لها أن تنسى هذا الحب لانه لن يؤذي أحد غيرها 

كانت عشق مستغربة من موقف والدها وهو من يتغنى بالعشق ليلا نهارا 

فعشق والديها تصلح لتكون رواية عشق لتكون عبرة لكل العاشقين بان يتشبثوا بعشقهم ولا يضيعوه

ولكنها فضلت الصمت وتكابرت على عشقها واستسلمت لواقع غلب فيه كبرها وغرورها على عشقها

وافقت على كلام والدها وقررت مقابلة ذلك الشاب 

و بعد يومين حضر الشاب مع اخته 

كانت عشق تتجهز لمقابلته راسمة البرود والجمود تكابر على ألم قلبها قررت أن تنساه وتترك قلبها للزمن ليلئم جرح قلبها 

صدح صوت هاتفها بمسج ففتحته ووجدت المرسل بدر 

تجمدت أطرافها وشعرت برجفة تسري بجسدها هل حقا ما قرأت (وحشتيني) ايشتاقها؟؟؟؟


هل سكت طيلة سنة كامله واليوم قال .... ولكن ايعني بها كصديقة ام حبيبة 

يا إلهي لماذا كل هذه الحيرة لماذا الآن هل هذه إشارة من القدر هل أجيبه بشوقي واعترف بعشقي ولكن ماذا عن ذلك الجالس مع والدي 

ماذا هي فاعلة به يا إلهي انر بصيرتي واهدني للصواب 

فتناولت هاتفها وكتبت وهي تبكي حقا؟؟؟

وفجأة دخلت عليها صديقتيها بفرحة كبيرة 

فأوقعت هاتفها نظرت بعيون زائغة ممتلئة بالدموع

بين صديقتيها الاتي احتضنتها بقوة وبين هاتفها الذي تحول لقطع مبعثرة على الأرض شعرت أن قلبها تبعثر مع قطعه 


وعت لنفسها على صرخات صديقتيها يحثونها على الخروج وسحبنها من يدها كالآله جسدها معهم وعقلها وقلبها مع عشقها الذي تمنت لو رأت رده على رسالتها كانت تجر قدميها جرا وما ان وصلت حتى كانت أمامها تلك السيدة الصغيرة بابتسامة على وجهها 

حاولت أن تبتسم ولكن لم تستطع كل ما سيطرت عليه هو دموعها الحبيسة داخل مقلتيها 

القت السلام دون أن تنظر لأحد وجلست بجانب والدتها حتى سمعت صوت هز فؤادها 

ازيك يا آنسة عشق ؟؟ قالها بوله عاشق 

ابتلعت ريقها تحاول ان تتماسك لا بد من انها تحلم فهو اصبح هاجس لواقعها وأحلامها لا بد انه حلم فمن المستحيل أن يكون هو 


وحشتيني ....لا انه هو وانا لا احلم رفعت عيونها وتأملته بعشق قاتل انه هو نعم هي لا تحلم ف بدر لياليها أمامها نظرت حولها والجميع ينظرون لها ويضحكون وقفت وركضت أمامهم ورمت نفسها بأحضان بدر غير عابئة بمن حولها 

تلقاها بدر بين يديه بكل ترحاب 

احتضنها بقوة عاشق فهي النفس الذي يتنفسه

أعجب بها منذ اول لحظة وقعت عينيه عليها 

وقع بغرامها وعشق عشق 

عشق جمالها وابتسامتها 

عشق تمردها وغرورها 

عشق حربها وحبها 

عشق مكابرتها وثباتها

عشق انهيارها وضعفها 

عشقها بكل ما بها بكل تناقضاتها 


تمت خطبتهم وسط فرح العائلة وفرحة عصافير الحب اصر والدها على انهائها دراستها قبل زواجها 

فوافق الجميع مع شرط بدر بكتب الكتاب حتى يبقى بالقرب منها دون أي اعتراض من اي كان 

عدت سنة كانت من اجمل السنين كان لها الخطيب والحبيب والمعلم ساعدها وساندها اغدق عليها بعشقه فهو المتيم بهذه المغرورة 

زاد غرور عشق غرور فها هي قد حصلت على فتى احلامها هو لها ملكها وحدها تعشقه حد الموت تغار عليه من الهواء إذا لامسه 

تم زفافهم الذي كان كما تمنت بحضور الأحباء والمقربين 

تزوجت من عشقت وها هي ترى ثمار عشقهما أمامها يجري ويلعب في حديقة منزلهما البسيط أسموه حبيب ليكون حبيب عشق وبدر ويثبت انه ثمرة قصة حب كما كانت هي ثمرة عشق والديها


انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار أراؤكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم


لمتابعه روايتنا زورو قناتنا على التلجرام من هنا 

تعليقات



×