رواية عاصفه الهوي الفصل التاسع 9 بقلم شيماء محمد
ممنوع تماما نشر الرواية في اي مكان أو موقع ، الرواية حصري لجروبي وممنوع تداولها .
سلوى سألت سيف عن همس وليه متضايقة والصمت سيطر عليهم كلهم ، همس فكرت تنفجر في سلوى وترد هي لكن تراجعت واستنت تسمع رد سيف اللي بص لأمه في المرايا باقتضاب : مالها همس يا أمي ؟ ماهي كويسة اهيه
سلوى ما اقتنعتش برد ابنها وأصرت : حاساها متضايقة يا حبيبي
همس ردت وهي بتبص ناحيتها : متهيألك أنا عادي .
برضه ما اقتنعتش لأنها مش من النوع اللي بيسكت بالشكل ده وخصوصا وسيف موجود فعلقت ببساطة : طيب خدي عصير
همس ابتسمتلها بمجاملة: أنا معدتي بتقلب في الطريق وعلشان كده بكون ساكتة ومش بقدر آكل أو أشرب فمعلش اعذريني .
سيف عجبه رد همس وسلوى نوعا ما أقنعها الرد لانها مافكرتش أبدا انها ممكن تكون من النوع اللي بيتعب في السفر ، بصت لابنها بلوم : طيب كنت هاتلها أي علاج قبل ما نتحرك طالما عارف انها بتتعب في الطريق يا سيف
سيف رد عليها بهدوء : أمي هي بتتعب لو أكلت أو شربت سيبيها براحتها وهتكون كويسة إن شاء الله .
الصمت سيطر عليهم باقي الطريق إلا من همسات وضحكات سلوى وعز وهزارهم مع بعض من وقت للتاني .
دخلوا السويس فسلوى قالت أول ما دخلوا المحافظة : سيف حبيبي اقف عند أقرب صيدلية تقابلك .
الكل استغرب وهو سألها : ليه يا ست الكل ؟
وضحت باستغراب : علشان تجيب علاج لهمس خليها تفوق معانا أنا مش متعودة عليها ساكتة كده أبدا .
سيف رد وهو بيبص لهمس بعتاب : أمي هي كويسة ما تشغليش بالك انتِ
عز قاطعه : سيف طالما مراتك بتتعب من طريق السفر يبقى خلي معاك علاج في العربية دايما ليها و اقف عند أقرب صيدلية اشتريلها علاج وبطل مجادلة لو سمحت .
سيف بهدوء: حاضر - بص لهمس - عاجبك كده ؟
ودت وشها بعيد عنه بدون ما ترد عليه وده خلى شك سلوى يرجع تاني انها بالفعل زعلانة مش تعبانة بس قررت انها مش هتتدخل بينهم هما الاتنين براحتهم .
وقف بالفعل عند صيدلية ومروان وقف معاه مستغرب ايه اللي وقفه ، نزل وراه وقفه : في ايه ؟ مين تعبان ولا هتجيب ايه من الصيدلية طمني
سيف رد بغيظ : هجيب برشام للترجيع بتاع السفر ده
مروان استغرب : لمين ؟ عمي وطنط مش من النوع اللي بيتعب وأعتقد همس ليل نهار بتسافر برضه مش هتتعب
سيف وضح بتذمر: سيادتها ساكتة وقالبة وشها فأمي بتقولها مالك قالتلها بتعب من الطريق وأنا اهو نازل أجيبلها علاج ، أصلا طول الطريق شغالين تأنيب فيا ازاي مش عارف انها بتتعب وازاي مش عامل حسابي .
مروان ضحك ومتخيل منظره وسطهم وهو مش عارف يرد عليهم : طيب هي زعلانة ليه ما تصالحها
قاطعهم زمارة عربية مروان فالاتنين بصولها باستغراب وأمه شاورتله : هتقفوا ترغوا كده كتير ؟ نتصل بالناس نلغي الميعاد ولا ايه ؟
مروان ربت على كتف صاحبه : ربنا معاك ادخل هات علبة وانجز
جاب البرشام ورجع عربيته ناوله لهمس، سلوى ناولتها إزازة ميا بابتسامة : خديلك قرص يا قلبي
سيف ابتسم وبصلها باستفزاز : اه خدي قرص يا روحي علشان تفوقي كده
بصوا لبعض وسيف أخد من ايدها العلبة طلع شريط وبصلها وعينيه متعلقين بعينيها وكأنه بيتحداها : أجيبلك قرص ؟
ابتسمت لتحديه ومدت ايدها ببرود : هات
بتاخد من ايده الشريط وهو مش عايز يسيبه بتحاول تشده و في صراع خفي بعيونهم .
عز بملل: وبعدين يا سيف ما تنجز بقى يا ابني انت بتأخر صاحبك .
سابلها الشريط ودور عربيته واتحرك ورا مروان وهي أخدت القرص وحطت العلبة في تابلوه عربيته .
أخيرًا وصلوا ونزلوا كلهم منطقتهم هادية وراقية نوعا ما وده عجب وداد والدة مروان اللي علقت : هم أنهي دور ؟
همس ردت : التاني يا طنط
سلوى سألت : طيب نطلع ولا ايه ؟ ولا تتصلوا الأول ؟
مروان رد بحرج : هي هالة كلمتني وعارفة اننا على وصول يعني اتكلمنا كذا مرة
سيف اقترح : همس كلميها طيب قوليلها اننا تحت.
همس طلعت موبايلها واتصلت بصاحبتها اللي ردت بسرعة : انتم فين يا همس ؟ اتأخرتوا أوي
همس بابتسامة : تحت يا بت نطلع ولا ايه ؟
هالة بتوتر : اه ، مش عارفة ، استني أقول لماما يمكن بابا ينزلكم
هالة جريت لأمها : ماما همس بتكلمني وبتقولي وصلوا تحت
فريال ابتسمت : طيب يا حبيبتي أبوكي هينزل يستقبلهم .
شاهين نزل استقبل ضيوفه ورحب بيهم ومروان عرفه على كل اللي معاه لحد ما وصل لهمس اللي ابتسملها ببشاشة : دي همستنا الحلوة ، مبروك يا بنتي وربنا يسعدك يارب
ابتسمت ابتسامة صادقة : الله يبارك فيك يا عمو وعقبال ما تفرح بهالة يارب .
بص لسيف بعدها وقال بود: همس بنت حلال وجدعة وتستاهل كل خير. .
سيف ابتسم وحط ايده على كتفها بتملك وحب: عارف يا عمي وربنا يخليها ليا يارب وما يحرمنيش منها أبدا .
الكل أمن على كلامه وطلعوا فوق ، فريال رحبت بيهم وحضنت همس بشدة بعدها قالتلها : ادخلي لصاحبتك جوا.
استأذنت منهم و دخلت لصاحبتها أوضتها .
سأل سيف بفضول : هي همس جت هنا قبل كده ؟
فريال ابتسمت : أكيد كتير ، هي وهالة أصحاب من سنين وبيزوروا بعض باستمرار .
سلوى لاحظت نظرات سيف أو فضوله وعلشان تقفل الكلام اتدخلت : ربنا ما يحرمهم من بعض أبدا ويكمل مشوارنا النهارده على خير ويفضلوا أصحاب العمر كله .
فريال بصت لوداد وحاولت تفتح معاها حوار : حضرتك شوفتي هالة قبل كده ولا ؟
ابتسمت وافتكرت أول مرة شافتها فيها فأكدت بهدوء: شوفتها مرتين ، مرة ساعة المستشفى - بصت لسيف وكملت - افتكرنا لمراتك العافية يا حبيبي ومرة في فرحهم .
دار حوار خفيف بعدها فريال قامت تخلي بنتها تدخل بالقهوة وتسلم على الموجودين .
أما جوا فهمس أول ما دخلت حضنوا بعض جامد ، كانوا مفتقدين القعدة مع بعض والرغي الكتير ، هالة مسكت دراع همس وقعدتها قصادها : احكيلي عملتوا ايه في شهر العسل وروحتوا فين و
قاطعتها همس باستغراب : ده وقته يا بت انتِ؟ مروان برا وانتِ عايزاني أتكلم عن شهر العسل ؟
فركت ايديها بتوتر : أيوة علشان متوترة فانتِ هديني بأي كلام غير مروان ، أصلا مش عارفة رد فعل بابا هيكون ايه ؟
همس قربت منها أكتر ومسكت ايديها تهديها : رد فعله لايه ؟ هو مش عارف انكم بتحبوا بعض ؟
هالة بصت حواليها بسرعة قبل ماترد : بنحب بعض ايه انتِ اتجننتي ؟ وبعدين أنا ومروان عادي يعني مش
همس قاطعتها بسخرية : مش ايه ؟ والله أقوله مش بتحبك و
قاطعتها بغيظ وهي بتمسك ايدها : يا بت بطلي رخامتك دي ، وبعدين اللي يسمعك يقول اننا على علاقة ببعض ! احنا كل مرة شوفنا بعض فيها كانت صدفة مش أكتر .
همس بمرح : جمعكم القدر ، تيرارارا
هالة كشرت وضربتها: رخمة والله
ضحكت عليها وحمحمت : خلاص مش هرخم المهم قومي طلعيلهم يلا القهوة واعمليها بملح زي الأتراك .
هالة ضحكت : زي ما عملتيها لسيف يعني ؟ وبعدين دي مش دلوقتي ولا ايه ؟
همس أكدت : أيوة هي أول مرة بيجي فيها العروسة بتعمله قهوة بملح .
هالة اترددت ورفضت بهزة من راسها : لا لا يا ستي ، مروان ما يهونش عليا أصلا
همس بصت وراها وقالت بابتسامة : عمو اعذرها هي بتحب مروان و
هالة وقفت بسرعة وقلبها كان هيقف وبصت وراها برعب بس فوجئت ان محدش وراها فبصت لهمس اللي بتضحك عليها جامد فضربتها بغيظ: يا رخمة يا رخمة يا رخمة ، قومي يا بت عند جوزك وسيبيني ده انتِ باردة
همس بضحك : انتِ اللي خفيفة أعملك ايه يعني ؟
فريال دخلت وقبل ما تتكلم همس بصتلها : اتفضلي يا طنط
هالة بصتلها بتهكم : أيوة أيوة اشتغليني تاني يا باردة قومي يا بت غوري عند جوزك برا ده انتِ باردة
همس ضحكت وهالة متغاظة منها بس فوجئت بأمها بتقول بلوم: عيب يا هالة كده
هالة برقت واتصدمت ان المرة دي بجد أمها وراها وهمس عمالة تضحك و وقفت : سيبيها يا طنط عروسة بقى فمش هناخد على كلامها النهارده.
فريال ضحكت مع همس بعدها بصت لبنتها : قومي دخلي القهوة يلا .
هالة اتوترت وبصتلهم : خلي همس تدخلها هي
همس هترد بس فريال سبقتها : هي همس اللي جايين يطلبوا ايدها ولا انتِ ؟
هالة بتبرطم وهمس سألت فريال : عملتي قهوة بملح يا طنط نسقيها لمروان ؟
فريال بصتلها بصدمة ورددت : وليه يا بنتي كده ؟ احنا بنطفشه ولا ايه ؟
ضحكت وهي بتوضح : لا يا طنط دي عادة تركية
فريال باستنكار : واحنا أتراك وأنا مش واخدة بالي ولا ايه ؟ يلا يا هالة القهوة هتبرد .
همس مسكت دراعها بإصرار : يا طنط أنا عملتها لسيف
فريال بصتلها بمرح : طيب الحمدلله انه كمل معاكي .
هالة ضحكت وهمس كشرت وبصت لصاحبتها : ماعندكمش روح الدعابة إلا صح فين الواد هيثم أخوكي ؟
قاطعهم دخوله من برا وأول ما شاف همس قال بسعادة: ازيك يا همس أخبارك ايه ؟ واو ايه الشياكة دي
فريال خرجت وهمس ضحكت : كنت فين يا عم انت ؟
ابتسم وشاورلها على الكتب اللي في ايده : كان عندي درس نسيتي الثانوية العامة بيبدأوا دروس بدري بس قوليلي انتِ بقيتي عاملة كده ليه ؟
استغربت : عاملة ايه ؟
وضحلها : احلويتي أوي بقيتي زي عارضات الأزياء
قاطعتهم فريال اللي دخلت تاني تقول لهالة: انتِ يا زفتة انجزي وبعدين - بصت لابنها- وانت مش تدخل تسلم طالما جيت ؟ همس تعالي يلا يا حبيبتي علشان جوزك
همس خرجت وراها وقعدت جنب حماتها وبعدها دخل هيثم سلم على الكل وقعد بص لسيف : حضرتك دكتور جامعي صح ؟
جاوبه بتأكيد بعدها هيثم سأله تاني : وباشمهندس مروان ؟ برضه دكتور جامعي ؟
مروان رد : لا ماليش في قصة التدريس دي ، سيف بيحبها لكن أنا لا .
هيثم باهتمام : انتم دفعة واحدة ولا دكتور سيف أكبر ؟
سيف بتوضيح : احنا دفعة واحدة اه
هيثم بصلهم الاتنين باستغراب وسأل بعفوية : طيب انتم مش شايفين نفسكم كبار أوي عليهم ؟
شاهين اتدخل بعتاب : هيثم وبعدين ؟ قوم شوف أختك خليها تجيب القهوة
سيف وقفه بهدوء : لحظة يا عمي الأول خليني أوضحله ، هيثم انت متخيل اني أكبر من همس بقد ايه مثلا ؟
يوسف بصله وبصلها ورجع بصله تاني : مش أقل من ١١ أو ١٢ سنة
الكل ضحك وسيف وضح : طيب أنا متخرج من ست سنين بالضبط وسافرت برا حضرت ماچستير ودكتوراه ورجعت من سنة اتعرفت عليها وادينا اتجوزنا كده الأمور وضحت معاك ؟
ابتسم بحرج : اه وضحت معلش بس ماكنتش أعرف التفاصيل دي
قاطعهم دخول هالة بصينية القهوة وايديها بتترعش وده واضح من صوت الفناجين فأمها أخدت من ايدها الصينية وضايفت هي الناس أما هالة فبدأت تسلم على كل الموجودين بخجل شديد وبعدها قعدت جنب همس .
عز بدأ الكلام مع شاهين وطلب ايد هالة اللي قامت خرجت برا وهمس لحقتها و وقفوا الاتنين يسمعوا الحوار اللي داير .
مروان اتكلم عن نفسه و قالهم انه عايش هو و والدته وحكالهم كل ظروفه بالتفصيل وعن أخواته البنات وسفرهم خارج مصر .
وداد وضحت : والله طلبت منه ياخد شقة ويعيش فيها بس هو رافض
مروان أكد لأمه : مش هسيبك تعيشي لوحدك طول ما أنا عايش يا أمي الكلام ده منتهي فأرجوكي ما نتكلمش فيه .
عز وسيف وحتى سلوى الكل كان بيتكلم ويشكر في مروان وأخلاقه وفريال بتسألهم وتستفسر عن كل حاجة بتفكر فيها .
أخيرًا شاهين قالهم انه محتاج فرصة يفكر ويسأل عن مروان ويتشاور مع أهل بيته .
حاول عز ياخد منه موافقة لكن موقف شاهين كان واضح وهو كان شخصية واضحة ومحترمة.
استأذنوا و شاهين نزل وصلهم لعربياتهم وطلع لعيلته يتكلموا عن مروان .
فريال سألته : ليه ما وافقتش وخليتهم يقرأوا فاتحة
بصلها بذهول : ليه هو سلق بيض ولا ايه ؟ نادي على بنتك
هالة دخلت وقعدت معاهم وأبوها سألها : رأيك ايه يا هالة ؟
بصت للأرض بخجل : اللي حضرتك تشوفه يا بابا
شاهين قرب منها بهدوء: ارفعي وشك وبصيلي، أنا ربيتك وكبرتك وانتِ كلها شهور وهتتخرجي فمش عايزك تحطي وشك في الأرض واتناقشي معايا ، كلميني زي ما بكلمك رأيك ايه في مروان ؟
بصتله وردت بخفوت : أنا شوفته كذا مرة في السنة اللي فاتت ومن خلال كلام همس وسيف عنه ومن خلال تعاملي معاه هو شخصية محترمة وأعتقد انه إنسان كويس .
فريال اتدخلت: وقصة مامته ؟ العيشة مع الحما مش سهلة ، العيشة مع أي حد عموما مش سهلة يا هالة.
هالة بصتلها وردت بهدوء: طالما الإنسان كويس وأمه ست كويسة ليه لا؟ بعدين همس اهيه اتجوزت في بيت عيلة يا ماما
فريال بتوضيح : أولًا همس لسه متجوزة ولسه مفيش تصادمات حصلت اصبري عليها شوية لما تختلف هي وحماتها ، كمان همس عندها بدل الشغالة أربعة زي ما انتِ قلتيلي لكن مروان ماعندهمش شغالات فوضعكم مختلف وبعدين كل واحدة ليها طبعها و حياتها وكل واحدة بتحكم حسب تحملها ومش شرط اللي ينفع مع همس ينفع معاكي .
استمر النقاش فترة طويلة انتهى بشاهين وقراره انه يروح القاهرة يسأل عن مروان بنفسه .
كريم ومؤمن روحوا البيت وأثناء الغدا، مؤمن سأل أمل : هي نور ما طلبتش تاخد إيان ولا ايه ؟
أمل بصتله وهي متضايقة من نور بس ابتسمت وما أظهرتش ضيقها منها: لا تقريبا كان وراها مشوار أو حاجة .
ناهد بتوضيح : هي اتضايقت ان محدش قالها على الناني اللي جيبناها للولدين وعملت موال عليها ، علشان بس لو اتكلمت معاك
مؤمن هز راسه بصمت وبيقلب في الأكل بدون نفس ، كريم بصله : ما تروحلها وتتكلم معاها وتحاول ترجعها .
ناهد ردت عنه : ما تتدخلش انت يا كريم وسيبه براحته .
كريم بصلها باستغراب أو الكل بصلها باستغراب مش كريم بس وحسن اتدخل : في ايه يا ناهد ؟ انتِ عاجبك يعني انفصالهم ده ؟ خليه يروح ويتكلم معاها ويراضيها ويرجعها بيتها .
مؤمن علق وهو مخنوق من نور وماعندهوش أمل في رجوعها : هي مش بتعتبر ده بيتها أصلا .
حسن بإصرار : يا حبيبي اتكلم معاها واسمعها وشوف مين وايه بيضايقها ، لو هي عايزة تستقل في الملحق ما تجبرهاش تيجي هنا وانت قلل وجودك
قاطعته ناهد بغيظ : يقلل ايه ها؟ وعلشان ايه ؟ وبعدين هو كان حد داسلها على طرف يعني ؟
حسن بص لمراته بذهول من صوتها العالي وتدخلها بالشكل ده فسألها بحدة: جرى ايه يا ناهد مالك النهارده ؟
ناهد سابت الشوكة بعنف : أنا سايباهالك خالص طالما كلامي مش عاجبك
مسك دراعها بحزم: اقعدي كملي أكلك وما تسيبيش السفرة انتِ عارفة كويس ان الكل هيقوم معاكي ، أصلا كلهم بيمثلوا انهم بياكلوا لكن بصي لطبق كل واحد فيهم .
ناهد بصت للكل وقبل ما تقعد قالت بتنبيه: خلاص هقعد بس اقفلوا الكلام في أي مواضيع تضايق على الأكل ونتكلم بعدين واتفضلوا كلوا وبطلوا تمثيل .
قعدت وأمل فتحت موضوع الساحل : هي عمتو زينب كلمتك يا نونا صح ؟
ناهد بصتلها : اه هيجوا بكرا ونتحرك من هنا كلنا - بصت لابنها ومؤمن- هتيجي انت وهو صح ؟
مؤمن بهدوء : أنا لا هو يروح براحته .
أمل كملت كلامها مع ناهد أو يمكن كانت عايزة تضايق كريم : طيب ايه رأيك يا نونا ننزل بعد الغدا نجيب مايوهات للولدين وشوية حاجات كده ناقصانا ؟ - بصت لمؤمن وقالت- طبعا إيان هيكون معايا .
ابتسم وهزلها راسه بتأكيد بس هو أبعد ما يكون عنهم وعن كلامهم.
كريم مركز على أمل ونفسه لو ينفجر فيها قدام الكل ويقولها مش هتروح بس ماعندهوش سبب لرفضه ، معقول علشان قررت تسمع كلامه وتروح من غيره يرفض مرواحها ؟
خلصوا أكل والرجالة قعدوا مع بعض .
ناهد بتلم السفرة هي وأمل وأم فتحي ، ناهد همست لأمل : هو جوزك ماله ؟ نظراته بتطلع شرار ليه ؟ متخانقين ولا ايه ؟
أمل بصت ناحيته ورجعت بصت لناهد وردت بخفوت : مش متخانقين بس هو متضايق علشان قررت أروح الساحل معاكم .
ناهد استغربت وقعدت قصادها على الكرسي : هو مش عايزكم تروحوا ؟ طيب ليه ؟ ايه وجهة نظره يا أمل ؟
أمل قعدت بإحباط : مفيش وجهات نظر هو قالي روحي انتِ وأنا مش هينفع لو مؤمن مجاش فأنا كنت رافضة أروح من غيره
ناهد بعدم فهم : بس مؤمن جه اهو
أمل وضحتلها : ماشي ماهو اتجنن بقى اني وافقت أروح وغيرت رأيي قبل ما هو ياخد قراره .
ناهد بصت لابنها وبصتلها والأمور وضحت قدامها : يعني هو قالك تروحي من غيره ولما قررتي تروحي هو اتضايق صح كده ؟
أمل هزت راسها بتأكيد: بالضبط، أنا كده غلطانة ؟
ناهد بصتلها وبعدها ردت باستيعاب: علشان كده عايزاني أروح معاكي تجيبي مايوهات ؟ هو اتفاجئ صح واتنرفز علشان انتِ مكملة في الاستعداد وهو مش واخد قرار .
أمل حست انها اتسرعت في كلامها مع ناهد دي مهما كانت مامته هو وأكيد مش هترضى ان مرات ابنها تلعب مع ابنها وتضايقه بالشكل ده ، فكرت في حاجة تقولها تلطف بها الجو بس مش عارفة : انتِ شايفاني اتصرفت غلط أو أنا غلطانة اني قررت أروح معاكم من غيره ؟
ناهد بصتلها و وقفت بحزم : قومي يا بت نجيب المايوهات للولاد ولعب رملة وبحر ومش بس كده هنجيب مايوهات ليا وليكي واللي مش عاجبه يشرب من البحر ، اللي ما يجيش معانا خسر دلعنا ، يلا قومي .
أمل كانت مذهولة من رد فعل ناهد ، بس قامت معاها علشان يطلعوا فوق بس ناهد وقفت وقالت لحسن بهدوء : حسن هنزل أنا وأمل نشتري شوية طلبات هتيجي معانا ولا أقول للسواق ولا ايه؟
كريم بص لأمل وبص لأبوه مستني رده بس حسن وقف : هاجي معاكم يلا هطلع أغير هدومي ، أنا محتاج الإجازة دي أكتر من أي حد وعايز أشتري شوية حاجات أنا كمان - بص لكريم ومؤمن وكمل - انتم اقعدوا بالولدين طالما مش ناويين تطلعوا .
الاتنين بصوا لبعض بذهول ومحدش فيهم نطق .
بعد ما طلعوا مؤمن بص لكريم باستغراب : انت مش هتروح ليه ؟ أنا رجعت مخصوص علشان سيادتك تروح لو مش هتروح عرفني هروح أنا .
كريم بصله بذهول مماثل : انت يالا مش لسه راجع من إجازة وكنت مأنتخ في بيت أبوك ؟ عايز تطلع ليه ؟
مؤمن رفع كتفه بلامبالاة : يعني بحر ولعب أكيد مش هقول لا ، وبعدين انت مش عايز تروح ليه ؟ ما تغور مع مراتك وابنك
أخد نفس طويل وسند ظهره لورا وهو متغاظ من أمل وقبلها متغاظ من نفسه من تفكيره الغبي اللي هو واثق تماما انه غبي ومش عارف ليه مش بيقوم يروح مع مراته ويشتروا كل اللي هي محتاجاه ، انتبه على صوت مؤمن اللي استوعب فجأة : اوعوا تكونوا متخانقين! والله يا كريم انت رخم
بصله باستغراب : أنا رخم ؟ مش يمكن هي اللي رخمة ؟
نفى ببساطة : لا مع أمل يبقى انت اللي رخم وغبي كمان ، البنت بتحبك وبتتمنالك دايما الرضا ولو في أي حاجة عملتها تضايقك بيكون دايما بدون قصد أو ليها وجهة نظر مختلفة شوية غير كده لا .
كريم كشر: ما تسكت ايه رأيك ؟ اسكت ها
مؤمن قرب منه وقال بجدية : انت بجد زعلان ؟ أنا كنت بتكلم من باب الهزار والرخامة مش أكتر ، كريم انت ليه مش عايز تروح معاهم ؟
اتنهد قبل ما يرد باعتراف واضح : علشان زي ما انت قلت أنا غبي
مؤمن بصله لوهلة قبل ما يضحك غصب عنه ، كريم بصله بغضب فحاول يسكت ورفع ايده باعتذار : سوري بجد يا كيمو بس طالما عارف انك غبي ما تقوم تصلح غباءك !
نفخ بضيق وبص لابنه اللي بيلعب هو وإيان ورجع بص لمؤمن : أمل بتلعب بيا وبتحرق دمي وهي عارفة وأنا عارف وبنلف وندور حوالين بعض بس أنا عايز أجيب آخرها ايه .
مؤمن بغباء : مش فاهم ، عروستي
بصله شوية بيفكر يقوله أو لا بعدها قرب منه وقال : حضرتها كانت مصممة اني أروح معاها وشبه اتخانقنا وانت عارف ده وأنا قلتلها من غير ما انت تيجي مفيش مرواح وهي لو عايزة تروح براحتها لكن هي رفضت تماما وقالت موافقتك اني أروح من غيرك وعدم مرواحك سيان لانها مش هتقدر ولا هتعرف تروح من غيري والسفر من غيري مالهوش طعم ومش هتنبسط .
مؤمن بيحاول يحط ايده فين الزعل رغم ان الكلام حلو بس مش عارف : طيب حلو أوي كده والبنت عداها العيب ، فين الزعل ؟ بعدين أنا اهو اتنيلت جيت علشان تطلعوا براحتكم .
كريم وضح : ماهو يا ذكي قبل ما أقولها اوك هنروح مع بعض سيادتها أخدت القرار تروح بيا أو من غيري مش فارق معاها .
مؤمن فتح بوقه يرد بس ماعرفش يرد لانه بيفكر في اللحظة دي يديله قلمين يمكن يفوق ، كريم بصله بتعجب: انت فاتح بوقك كده ليه ؟ يا تقفله يا تنطق
مؤمن مد ايده في وضع استعداد للضرب ورد بغيظ: والله انت غبي فعلا .
كريم ماردش بس هز راسه بتأكيد وبصله في انتظار الحل
مؤمن أخد نفس طويل قبل ما يتكلم : هي وافقت قبل ما أنا آجي ولا بعد ؟
كريم استغرب سؤاله : بعد ، ليه هتفرق ؟
أكّد : طبعا تفرق ، لان هي عارفة و واثقة اني طالما رجعت سيادتك هتروح ، فالموضوع حركة منها مش أكتر ومش هتروح بالفعل من غيرك لو ماكنتش رجعت ماكانتش هتروح ، الموضوع تحصيل حاصل يا كريم ، بعدين نفترض مثلا يعني انها راحت بالفعل من غيرك فيها ايه ؟ ماهي مع أمها وأبوها وأخوها ونونا وعمي وعمتي زوزة فين المشكلة ؟
كريم وقف باستسلام : انت متخيل اني مش عارف كل اللي بتقوله ده ؟ ومش عارف انها بس بتغيظني مش أكتر ؟
مؤمن ضرب كف بكف بحيرة: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، طيب يا ابن الناس بدل انت عارف ليه ما تقومش تخرج معاها وتفرحها انك هتسافر معاها ، كريم أبوس ايدك احنا بنتحايل على الفرح مش الزعل ، الواحد ما بيصدق حاجة تبسطه تقوم انت تدور على حاجة تزعلكم من بعض ؟ يعني ده عناد أجوف
كريم زعق بغيظ من نفسه : عارف انه زفت عناد أجوف ، بس مش عارف أطلع أعمل زي ما انت قلت ، أنا أصلا قلتلها من يومين أول ما انت ترجع عايز آخدها يومين نغير جو .
مؤمن حرك راسه بعدم فهم : طيب ما تاخدها فين مشكلتك يا كريم ؟
كريم بصله بحيرة لانه مش عارف يفهمه : انت ازاي مش فاهمني ؟
مؤمن وقف قدامه وواجهه: لان انت مش فاهم نفسك ، انت نفسك مش عارف بتعمل ايه لانك لو عارف هتنهي المهزلة دي وتطلع تفرح مراتك وتاخدها في حضنك لانها بكل بساطة يا كريم تستاهل منك ده لكن ما تستاهلش أبدا انك تزعلها أو تعاند معاها العناد الأجوف ده .
كريم بتبرير: هي بتلعب
مؤمن قاطعه بتفهم : بتلعب على حب جوزها ، بتلعب وبتراهن على حبه ، بتلعب في حاجة بسيطة وتافهة فيها ايه ؟ - كمل بتأثر وحزن - غيرها لعبت وراهنت على حياتنا كلها مع بعض ، أمل لعبت على رحلة ، يومين تقضوهم مع بعض ، وانت متضايق وبتكابر ؟ امال لو عملت زي نور ولعبت وراهنت بحياتكم مع بعض ؟ لو جت بكل بساطة وتفاهة قالتلك يا تروح معايا يا تطلقني ؟
كريم غمض عينيه لانه ماحسبهاش صح أبدا في كلامه مع مؤمن ، هما فعلا زعلهم تفاهة بالنسبة للي هو بيمر به ، حاول ينطق أو يقول أي حاجة بس ماعرفش ففضل باصص للأرض وساكت .
مؤمن أخد نفس طويل وقرب منه حط ايده على كتفه بهدوء : أنا مش قصدي أضايقك أو أحسسك ان مشاكلكم تافهة أو مش من حقك تحس بقيمتك عند مراتك ، بس يا كريم انت لو أصريت انك مش هتروح أمل مش هتروح وانت من جواك عارف ده ، ولو عايز تجرب جرب هتلاقيها بترفض في آخر لحظة وبتقول مش هتروح لأي سبب ، بس سؤال لقلبك هل أمل ما تستاهلش منك انك تفرح قلبها دلوقتي وتقولها انك رايح معاها علشان ترضي غرورك ؟
سكت شوية بعدها اقترح : أنا رايح عند نور وهاخد إيان معايا علشان جده وجدته عايزين يشوفوه ، ايه رأيك لو آخد إياد معايا وانت تروح مع أمل ؟
بصله برفض : بلاش إياد هما عايزين يشوفوا حفيدهم .
مؤمن بتوضيح : هتصدق لو قلتلك انهم طلبوا يشوفوا الاتنين ؟ كريم الكل اعتبرهم أخوات إلا نور
كريم بص للولدين كانوا بيضحكوا على حاجة وضحكتهم رسمت ابتسامة على وش كريم اللي بص لمؤمن : لو انت عايز تروح تتكلم مع نور براحتك سيب إيان معايا .
مؤمن : يا ابني بقولك جده عايز يشوفه .
كريم بحسم: طيب خده لوحده وسيب إياد معايا ، وانت روح وحاول تلطف الجو معاها .
مؤمن بصله بموافقة و أخد ابنه ومشي وكريم طلع بإياد فوق عند أمل اللي كانت شبه جهزت ، أول ما شافته داخل بإياد سألته: انت جاي به دلوقتي ليه ؟ هيشوفني لابسة هيمسك فيا و بعدين فين إيان ؟
بصلها واتغاظ منها أكتر : إيان أبوه أخده وخرج ، وإياد خديه معاكي فين المشكلة ؟
بصتله باستغراب ورددت : آخده معايا ؟ ومين هيشيله ؟ أنا ولا مامتك ولا باباك ؟ ولا هفضل أجري وراه طول الوقت ؟ كريم أنا بجد محتاجة أشتري شوية حاجات .
كريم قرب منها وقف قصادها تماما وسألها بجدية وعينيه متعلقين بعينيها : لو قلتلك مش عايزك تروحي معاهم ، هتعملي ايه ؟
شافت في عينيه حيرة استغربتها ، ازاي مش فاهم ان الاجازة من غيره مالهاش أي طعم ؟ معقول محتاج منها تقوله انها بتحبه وتحسسه بالأمان ؟ معقول كل ده و لسه مش فاهمها كويس أو مش واثق من حبها ؟ معقول لسه عنده شك ان مفيش حاجة في الدنيا كلها ليها طعم من غيره ؟
كريم مستنيها ترد عليه ، أو هو مش عارف هو عايز يسمع ايه منها ، شايف حب وحيرة واستغراب في عينيها ومش عارف يخمن هي بتفكر في ايه ؟ هل بتفكر تريح قلبه وتقوله انها بتعشقه ولا بتفكر تزود حيرته وتكمل في عنادها معاه ؟ صمتها طال وصبره نفد فكرر سؤاله وهو بيقرب منها أكتر : جاوبيني يا أمل ، هتروحي بجد من غيري ؟
ردت بلوم وعينيها متعلقين بعينيه : انت بجد بتسألني السؤال ده ؟ طيب مستني مني أقولك ايه ؟ أقولك ان طاعة الزوج واجبة و
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا