رواية سهم الهوى الفصل التاسع بقلم سعاد محمد سلامه
أزاحت الستائر عن زجاج شُرفة غرفتها نظرت الى هطول تلك الأمطار الغزيرة، لمحت تاج وجاسر وهما يلهوان أسفل الامطار مثلما كانا يفعلان سابقًا إنشرح قلبها وإبتسمت لكن سُرعان ما غص قلبها وتألمت تشعر بأسي،هي كانت السبب المُباشر فى فُراقهما عن بعضهما،مازال هنالك جزء مفقود من ذاكرتها لا تتذكر كيف عادت ذلك اليوم الى القصر ولا كيف قامت بإمضاء تلك الورقة التى كانت صقك لوصمة كبيرة فى حياتها،حاولت إعتصار عقلها كى تتذكر لكن كآن حدث معها حذف لذلك الجزء من رأسها، كل ما تتذكر هو أنها دخلت الى غرفتها بالقصر وذلك الشابان كانا موجودين بإنتظارها ومعهما كاميرا خاصة، هلعت منهما وسمعت صوت إغلاق باب الغرفه، شعرت بريبة وحاولت فتح باب الغرفه وهي تصرخ بإستجداء لكن كانا الشابين وغدين أحدها بدأ بنزع ثيابه والآخر يضحك وهو يغمز له ويعطي له إشارة البدأ وأنه سوف يأخذ دوره لاحقًا، عيون فجة وكآنها سهام مُشتعلة تنطلق من عينيهم، لم تُفكر ذهبت نحو شُرفة الغرفة لقد وصل الأمر الى النهاية لن تكون وصمة عار، لتنهي حياتها أفضل من ذلك، لكن حتى هذا كان غير مُتاح، شُرفة العُرفة موصودة بإحكام، حاولت فتحها بقوة، لكن لا فائدة، سمعت إستهزاء الوغدين، لم يبقى لها سوا الصُراخ وأحدهم وصل لها ويديه إنتزعت كنزتها بقوة فإنتزعت عنها ليظهر نصف جسدها العلوى بلا ثياب فقط قطعة واحدة، إنهارت ساقيها فجلست ارضًا متكورة تضم ساقيها بيديها لصدرها تنتحب بمرارة، لكن الوغدين لم يشفق قلبيهم فهما تحت تأثير المُخدرات يستمتعان بذلك، بدأ يفصل عقلها عن الواقع رافضًا ما سوف يحدث الآن متاهة إختارها عقلها تصرخ وتنتحب وأيادي تحاول نهشها وصورة مشوشة تغيب عن العقل فتحت عينيها حين سمعت صوت تاج تُحدثها بإستجداء، وقتها إستسلم عقلها لغفوة كامله مُنسحبًا من واقع مرير، كم ظلت غائبة عن الوعي بعد ذلك لم تعرف سوا لاحقًا أنهما يومين قبل أن تستيقظ وتشعر بمن حولها، شعرت برُهاب من أي أحد يقترب منها، عدا إثنين
هما تاج وللغرابة الآخر كان خليل
خليل التى شعرت وقتها أنه والدها الذى تمنت أن ترتمي بحضنه تصرخ وتبكي تشعر بحمايته لها، لم يخذلها خليل عكس ذلك الحقير قاسم الذي طمع بشباب تاج، الإثنين كانا صديقين لوالدها، أحدهما كان ينسج شباك حديدية لتدمير والدها وسجن شقيقتها بالزواج منه، وآخر صان الصداقة وأصبح داعم لهم،رمت بجسدها فوق الفراش تغمض عينيها تحاول إزالة تلك الدمعة من عينيها،ربما تشعر براحة فى قلبها،لكن كانت دمعة مُتحجرة،أبت النزول من بين أهدابها لتحرق قلبها...نهضت وفتحت أحد الأدراج جذبت علبة دوائيه تناولت منها برشامة وإبتلعتها ثم إرتشفت المياة وعادت تتمدد على الفراش مره أخري يفصل عقلها بغفوة عنوة.
ــــــــــــــــــــــــ
بالكوخ
همسات لمسات تنهيدات تنبع من قلبيهما، ورجفة جسد وآناة ألم خرجت من شِفاه تاج،ضم شفتيها بقُبلة عاشق،ثم رفع وجهه ينظر الى وجهها تنحي عن النظر لعينيها يعلم فحوي نظرة عينيها الآن بالتأكيد ترقُب لرد فعله بعدما تأكد أنها كانت لا تزال عذراء،لكن تجاهل النظر عمدًا،وتنحي من فوقها نائمُا جوارها لا ينكر شعور الغبطة بقلبه،كان على يقين أن تاج مازالت عذراء،لم تكُن صدمة له.....
بل كانت الصدمة لعقلها هي، لما لا يُعطي رد فعل... إستغربت من صمته هذا، رد فعل غير متوقع من جاسر
وتحير عقلها بجواب ساذج
"ربما لم ينتبه"
والاجابه الحقيقية من عقلها الذي ذمها
-يالك من حمقاء كيف لم ينتبه لذلك.
بدأت تشعر بالإحباط لكن قبل تمكُن ذلك تفاجئت بـ جاسر جذبها عليه بعدما نام على جانبه يضمها بين يديه بتملُك يُزيح تلك الخُصلات عن جبينها من ثم وضع قُبلة وضمها بقوة بين يديه، ثم وضع قُبلة أخري على كتفها بصمت،يضمها بتملُك قوي حين حاولت الإعتراض،هذا ليس رد فعل مناسب من جاسر،بل رد فعل بارد كآن ما حدث قبل لحظات شيئ عادي...
أغمضت عينيها تشعر بإحباط من ذلك،ثم فتحتها وقاومت ضمة يديه وهى تحاول أن نهض من جواره جذبت ذلك القميص الخاص به،لكن مازال مُتمسك ومتملك من جسدها بين يديه، تلاقت عيناهما أخيرًا،رأي بعينيها السؤال الذي يستطيع إجابتها عنه بجملة بسيطه
-كنت متأكد إنك لسه عذراء.
لكن صمت والصمت أسوء،ربما لو كان حتى أبدي تشكيك بذلك كان أفضل من ذلك الصمت التي بغضته
رغم تمسُكه بها لم يجعلها تستكين، بل حاولت الفكاك من آسر يديه حتى إستطاعت الجلوس وهي ترتدي القميص الخاص به ثم نهضت تسير نحو ذلك الشباك الزجاجي وقفت تنظر للخارج هدأت الامطار وبدأت النجوم تعود للسماء مرة أخري،شعرت أن ذلك مثلما حدث معها قبل قليل،ثورة مشاعر حارة وإنتهت بثليج...سُرعان ما شهقت حين شعرت بيدي جاسر تطوقان خصرها بتملُك وضع قُبلة على وجنتها،ثم وضع رأسه على كتفها،لوهله ظنت ربما يُعقب على ما حدث بينهم قبل قليل،لكن مازال يتجاهل عمدًا منه،ونظر الى السماء قائلًا:
نجوم الخريف بتبقى قريبه،واضح إن الشتا هيبقي قاسي السنة دي،بس مهما كان قاسي فى مصر مش قد قسوته بره مصر.
شعور بالرفض من إقترابه منها يغزو داخلها، تقدمت للأمام تحررت من يديه ثم إستدارت تنظر له قائلة:
أكيد مش هنقضي الليلة هنا، ثواني هلبس هدومي وخُد قميصك.
قبل أن تبتعد عنه جذبها لصدره قائلًا:
ريحة الياسمين بعد المطر متوغلة بالكوخ مُنعشة هنفضل هنا الليلة، مش أول مرة نقضي الليل هنا سبق وليالي كتير سهرنا سوا هنا فاكرة.
نظرت لعينيه ثم ليده التى رفعها على راسها ينزع أعواد القش العالقة بين خصلات شعرها، تنفست بهدوء قائله:
فاكرة أو ناسية تفرق معاك.
كان عود قش عالق قريب من أذنها، سلته ثم نظر لعينيها قائلًا بتأكيد:
وأنا منستش ليه، فاكره لما جيتي لى هنا وإتعريتي من هدومك قدامي.
رفعت وجهها تنظر له بملامح متفاجئة، وسُرعان ما أجابته:
وإنت رفضتني وقتها ياريت....
قطع بقية إسترسال حديثها حين إلتهم شفتيها بقُبلة عاصفة لكيانهما الإثنين، عاود بإشتياق يضمها بتملُك يتوغل بقُبلته حتى ترك شفتيها لتتنفس، تفاجئت به يحملها بين يديه يسير نحو تلك الآريكة وضعها عليها وإعتلاها بجسده يُمسد بأنامله فوق وجنتيها، رفعت يديها كي تدفعه لكن لم تصل لجسده أمسكهما بيد واحدة، ورفعهما فوق رأسها ويده الأخري سارت بحميمية على جسدها،
شغف أم إشتياق
جاوب عقله
-الإثنين...وثالثهما العشق او ربما العشق أولهما
إلتهم شفتيها بقُبلات مُتملكة وشبه قويه رغمًا عنها خانها جسدها وإستجاب للمساته التى إزدات قوة وخشونة عن اللقاء السابق،كان هنالك بعض العنفوان المقبول... جعلها هائمة معه وله وبه وهو كذالك، كآن ذلك اللقاء محي اللقاء السابق،
لحظات مرت بشغف مُتبادل، وجولة نهايتها رغم لذتها لكن مُرهقة، غصبًا غفت بين يديه، وهو يضمها قبل أن يغفوا هو الآخر تذكر
قبل أيام من موافقة تاج على الزواج منه، عقب أحد الأجتماعات التى كان يحضرها فقط لمُحاصرة تاج، غادرت تاج بعصبيه بسبب إعتراض له دون سبب، كذالك غادرت ميسون وبداخلها كانت سعيدة بأن هنالك من يعترض على قرارات تاج...
جلس يتحاور مع آسر بعِدة موضوعات بلا هدف، حتى وصل بهم الحوار الى سؤال غير صريح من جاسر لـ آسر:
واضح إن شخصية تاج القوية والمُستقلة أثرت عليك عشان كده إتطلقتوا وفضلتوا أصدقاء.
تهكم آسر وضحك بإستهزاء قائلًا: أنا وتاج أصدقاء...إحنا جوازنا كان مجرد حبر علي ورق لهدف معين،وتاج معندهاش صداقات فى الشغل اوحتى فى حياتها الخاصة حاسس إنها مقفولة على ذاتها،وكمان شوية كبرياء، كان صعب جوازنا يكمل وده كان برغبتها.
فى تلك اللحظة بسمة زينت محياه لكن مصحوبة بغِيرة من حديث آسر الذي يمدح بـ تاج وربما كان يود إستكمال زواجهم بشكل طبيعي،كور يديه بغضب ود لكم آسر كي يصمت ولا يمدح بها،لكن وسط ذلك إستبين أن تاج لم تُمارس معه حياة زوجية كامله،كذالك رجح آسر أنها ربما كانت كذالك مع عمه لانهما كانا كثيرا الخلافات وربما تلك الوصية التى جمعتهم كانت من ضمن عقابه لها... لانها شخصية مُستقلة وشامخة بذاتها كالمهرة الشرسة..صعبة الترويض.
هي حقًا مُهرته البربرية لم ولن يروضها أحد غيره.
عاد ينظر بوجهها ضمها بقوة وغفي هو الآخر يشعر بكمال.
ــــــــــــــــــــ
بـ ڤيلا آسر
وضعت يديها فوق صدره تتغنج بدلال وهي تُخبره:
أنا ظهر قدامي حتة أرض فرصه كبيرة أوي لو إشتريناها، دي جنب أرض المشروع اللى هنعمله فى مرسي مطروح ممكن نشتريها ونزود بها مساحة المشروع.
فكر قليلًا ثم قال:
معتقدش تاح هتوافق على كده، هي خلاص تقريبًا خططت لكل جوانب المشروع، وعالعموم مش هنخسر حاجه نقترح الموضوع ويمكن تقبل.
نظرت له بغيظ قائله:
إنت شريك زيك زي تاج والمفروض...
قاطعها قائلًا بتذكير:
لاء أنا مش زي تاج، تاج هي صاحبة أكبر نسبة أسهم... ده كان قبل ما أبيع خمستاشر فى من أسهم الشركة لـ جاسر، ومتنسيش جاسر يبقى جوزها يعني القرار اللى هتقوله هيوافق عليه، فبلاش تقترحي الموضوع ده، لو عاوزه الأرض إشتريها إنتِ وإبقي نفذي عليها مشروع خاص بيكِ.
قال ذلك وتركها دون إهتمام ذهب للفراش وتسطح عليه، شعرت بغضب فى الاونه الأخيرة بدأ يتمرد بعدما ظنت انها شكلته على هواها،وكادت تصل لهدفها أن تُسيطر على كل ما يمتلك لكن إنقلب ذلك بعد بيعه لجزء من أسهمه لـ جاسر
جاسر لتي ظنت أنه سيكون خِصم قوي أمام تاج تفاجئت أنه كان بينهم غرام سابقًا لكن لن تستسلم تاج لن تهنئ بتلك الشركة ، زفرت نفسها بغضب وتوجهت هي الاخري للفراش نزعت مئزرها وتمددت ألقت نظرة سُحق على آسر الذي يُغمض عيناه، أغمضت عينيها وهي تود أن تصفعه، تذكرت أن بالماضي القريب كانت مجرد موظفة فى بنك وجائتها فرصه أمام ذلك العجوز المُتصابي، فمن يراه يعتقده بمنتصف الاربعينيات، لاهتمامه باناقته وهدوء أعصابه
"قاسم البنداري" الذي نصب شباكه عليها رغم أنها مجرد موظفة حسابات، لكن كانت ذات أهميه لديه، زورت له الحسابات بطريقة عالية الجودة... ساعدته بالإستيلاء على حسابات شريكه وتوريطه بالإفلاس، وقعت فى براثن كهل مُخضرم على الخداع، خدعها أنه سيتزوج به بعدما أقامت علاقات معه، تذكرت تلك الليلة التى كانت تسبق زواجه من تاج بعِدة أيام
بالعودة لقبل تلك الليلة
بالشقه التى كان يتوعدان بها
إستقبلته بالترحاب والقُبلات، قضيا معًا ليلة خاصة ظنت أن بنهايتها ستصل الى ما كانت تبغيه وهو الزواج منها رسميًا... لكن قاسم كان ثعلبً، معها ويفكر بغيرها...
بعدما تنحي عنها جذبت الدثار عليها ونظرت له وهو يلهث بشدة، عجوز لكن يظن نفسه يستطيع إمتلاك شابه مثلها، لا يهمها ذلك الآمر ولا ذلك الضعف، فقط تريد
المال والسُلطة، إقتربت منه بدلال قائله:
عندي لك خبر متأكدة هيفرح قلبك.
نظر لها مُبتسمًا يسأل:
وإيه هو الخبر ده؟.
جذبت يده وضعتها على بطنها ونظرت له قائله!:
أنا حامل.
تبدلت ملامحه حتى ذلك الضعف واللهاث إختفيا وظهرت حقيقة الثعلب، وهة ينهض بجذبها من شعرها بقوة ودفس وجهها بالفراش كادت تختنق، لكن ترك رأسها قبل الرمق الأخير
تلهث وهي تستنشق الهواء،حتى إعتدل تنفسها تفاجئت بصفعات قويه ونظر لها بإستحقار قائلًا:
شوفي حامل من مين يا حقيرة،من النهاردة إياك ألمح وشك مره تانيه.
إرتدى ثيابه وغادر وهو يشتعل من كذب تلك المُتسلقة،التى لو بخاطره لكان قتلها لكن ربما هذا أفضل فهو أصبح قريب من الزواج من تاج الشابة الجميلة التى سحبت عقله منذ أن رأها بذلك الرداء الخاص بالسباحة،سبح فى جمالها وأراد العثور عليها وها هو يصل الى مُبتاغاه بعد أيام قليلة
بينما إحتدت عيني ميسون بغضب وأقسمت على الإنتقام،وقد كان
عودة
عادت على شعورها بـ آسر يتقلب على الفراش،نظرت له ودت لو صفعته ربما تهدأ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالي
صباحً
بالكوخ
إستيقظت تاج ونظرت لجوارها على الآريكه كانت هي فقط، إعتدلت جالسة وذمت طرفي قميص جاسر عليها نظرت بالكوخ فارغ،نهضت تتوجه نحو ذلك الحمام الصغير المرفق بالكوخ،فتحت الصنبور ونزعت عنها القميص ونزلت اسفل المياة دقائق وشبه إختفي ذلك الآلم،عادت ترتدي القميص وخرجت،مازال الكوخ فارغًا تنهدت بآسف وعقلها يسأل
-هل توقعتي أن تصحين على الزهور،يالك من بلهاء،رد فعل جاسر الغير مبالي منذ ليلة أمس كان واضحًا،جذبت ثيابها وخلعت قميص جاسر وإرتدت ثيابها وذهبت نحو باب الكوخ كي تغادر وهي فى قمة اليأس والأسف...
غادرت الكوخ وتوجهت نحو القصر وهي تشعر بغضب مكبوت بقلبها،صعدت الى غرفتها فورًا دون أن يراها أحد، هذا أفضل
بينما جاسر فتح باب الكوخ نظر نحو الآريكة كانت فارغة إبتسم وتيقن أن تاج إستيقظت وبالتأكيد بالحمام، لكن إستغيب الوقت، ذهب نحو الحمام وقام بالطرق على الباب، لكن لا يوجد رد فتح الباب، تفاجئ بعدم وجود تاج، عاود النظر بالكوخ ملابس تاج غير موجودة، فقط الموجود ذلك القميص الخاص به والتى كانت ترتديه تاج، زفر نفسه بقوة، بالتأكيد غادرت،شعر بضيق، جذب قميصه وقدام بإرتداؤه وخرج هو الآخر من الكوخ متوجهًا الى القصر،لكن أثناء دخوله تصادم مع نجوي التى تبسمت له حين رات تلك الباقة من الزهور بيده قائله:
الورد ده لـ تاج.
نظر لباقة الزهور وتبسم لها بإيماءة موافقة،إبتسمت له قائله:
لسه منزلتش يمكن لسه نايمة،هروح أشوف الشغالين أقولهم يجهزوا الفطور.
تبسم لها وصعد نحو الغرفة،دخل مباشرةً، تفاجئ بـ تاج التى كانت تقف أمام المرآة، تُعدل هندامها، سُرعان ما تبسم وهو يقترب منها، بينما هي نظرت نحو باب الغرفة لم تلاحظ باقة الزهور فقط رأت جاسر فتغاضت عن النظر له وأكملت تصفيف شعرها ثم قامت بجمعه كحكة وضعت فوقها مشجب شعر، وتوجهت الى أحد الادراج جذبت ساعة يد وضعتها بيدها بصمت وتوجهت نحو باب الغرفه
كل حركه كان يتبعها بعينيه، حتى توجهت نحو باب الغرفة، جذبها من خصرها قائلًا:
مفيش صباح الخير.
تفوهت بإستهزاء قائله بتكرار:
صباح الخير.
كادت تسير لكن رفع جاسر يده بباقة الزهور وجهها نحوها قائلًا:
صباح الورد والياسمين.
نظرت الى باقة الزهور التى كانت تجمع بين زهور الچوري والياسمين، وإستهزأت من ذلك يُهديها باقة زهور بعدما صحوت ولم تجده جوارها وصمت أمس كل ذلك كان كثيرًا عليها، أخذت منه الباقة سُرعان ما تبسم وقبل وجنتها، لكن هي إبتعدت وسارت بالباقه وضعتها على الفراش بصمت ثم غادرت الغرفة... إستغرب جاسر ذلك الصمت لكن شعر بالضيق من رد فعل تاج... لو ظلت لأعترف لها بسعادته الغامرة أنها أصبحت مِلكه وأنه أول رجُل بحياتها....
لكن الصمت آفة تُصيب القلوب بالفتور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشركة
بمكتب فايا
كانت تقوم بمراجعة بعض الرسومات الهندسيه، حتى صدح رنين الهاتف الأرضي، رفعته ثم قالت:
تمام خليه يدخل للمكتب.
لحظات وسمعت طرق على باب المكتب، سمحت بالدخول
دخل صهيب يبتسم وكاد يغلق باب المكتب لكن تسرعت فايا قائله:
سيب الباب موارب.
إستغرب من ذلك لكن ترك الباب مواربً، للغرابه لم تُرحب به بمرح كعادتها، كانت رسميه أكثر، تحدثت:
أكيد إتصلوا عليك من الشركة، خلاص تقريبًا خلصنا التصريحات الخاصه بالحفر والإنشاء، وفاضل بقى بداية تنفيذ المشروع ودي مهمتك.
أومأ قائلًا:
أنا جاهز، سبق وطلبت أشوف مكان المشروع على أرض الواقع قبل التنفيذ عشان أدرس طبيعة المكان كويس بعيد عن التصميمات الهندسية.
أومأت قائله:
تمام أنا حجزت لينا تذكرتين سفر طيران بعد بكره لأسكندرية ومن هناك هنروح مرسي مطروح، عشان نشوف الأرض عالطبيعة.
اومأ قائلًا :
تمام،مع إن كان ممكن نسافر بالعربية..
قاطعته قائله:
لاء الطيران أسرع.
اومأ موافقًا،حاول سحب الحديث معها بمرح لكن كانت ردودها جادة،ونهضت واقفه تقول:
عندي ميعاد بعد نص ساعة ويادوب عشان ألحق أوصل.
نهض قائلًا:
تمام نتقابل بعد بكره فى المطار.
مد يده ليصافحها لكن هي إدعت إنشغالها بسحب أحد الملفات، أخفض يده يشعر بحرج وإستغراب وغادر المكتب، بينما فايا خرجت خلفه، رأها بالمرآب الخاص بالشركه، لاول مره يراها تقود سيارة، بفضول دون سبب معلوم لديه سار خلفها الى أن ترجلت من السيارة أمام إحد البنايات ودلفت إليها نظر صهيب نظرة شاملة الى البنايه لاحظ أنها كلها بناية للأطباء بكافة التخصُصات لوهله رجف قلبه وأعاد طريقة حديثها الرسميه معه قبل قليل كذالك ملاحظة أن يدها إرتعشت وهي تسحب ذلك الملف، ربما مريضة وهذا سبب تلك المعاملة، ظل لبعض الوقت طال الوقت لأكثر من نصف ساعة، كان سينتظر أكثر لكن دق هاتفه فقام بالرد، وغادر المكان للأهمية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
فى الثانية ظهرًا
بالشركة
دلفت تاج الى غرفة الإجتماعات تهكمت قائلة:
إجتماع للمساهمين وأنا آخر من يعلم، رغم إني صاحبة أكبر نسبة أسهم فى الشركة، ويا ترا بقى إيه سبب الإجتماع المفاجئ ده.
نظر لها ميسون بغيظ وتفوهت بثقة:
أنا عرضت موضوع الأرض اللى جنب المشروع اللى هنفذه فى مرسي مطروح على آسر وجاسر
التى قالت بتبرير كاذب؟
إحتدت النظرات بين تاج وميسون التى وصلت الى قمة غضبها من غرور ورفض تاج، فقالت بعمد:
إنتِ مجرد مساهمه من الشركاء، والمفروض إدارة الشركة بالتشاور.
ضحكت تاج بإستهزاء:
أنا المديرة التنفيذية للشركة مش مجرد واجهه أنا المسؤولة وقولت إن الشركة مش محتاجة تشتري الأرض اللى بتقولي عليها دي، أكيد مبلغ العمولة اللى كنتِ هتاخديه من الوساطة عالي وهو سبب إصرارك، بس للآسف أنا برفض وقراري أنا اللى هيتنفذ يا ميسون.
شعرت ميسون بغضب من غلظة وغرور تاج وقفت بغضب قائله بإستهجان:
إنتِ مش من حقك لوحدك أخد قرار فى الشركة متنسيش فى مساهمين غيرك...
قاطعتها تاج بثقة وإحتجاج وتلميح صريح:
لو بالأحق كانت الشركة كلها تبقى باعتِ لانها بتعب بابا اللى إستولي قاسم البنداري بمساعدة موظفة البنك المُخلصة، ودلوقت
القرار صريح، للآسف ضاعت عليكِ عمولة الأرض، أعتقد كده الإجتماع إتفض.
نهضت تاج واقفه لكن سُرعان ما شهقت بسبب تلك المياة التى أغرقت وجهها نظرت نحو ميسون التي مازالت تشعر بغضب ولم تُفكر وهي تقذف كوب المياة بوجه تاج،تشفيًا.... لو بخاطرها لقذفتها ببارود، تنفست بغضب بينما تاج نظرت لها ببرود ولم تُبالي وغادرت الغرفه، كذالك نهض جاسر ينظر الى ميسون بغضب ود لو قذفها بزجاجة المياة بوجهها ، لكن هنالك قرار آخر أكثر قوة ردًا على فعلتها:
أنا كمان مع قرار تاج.
غادر جاسر بينما وقفت ميسون مع آسر تنظر له ونهرته قائله:
هي جوزها بيساندها دايمًا لكن إنت فضلت ساكت،طبعًا اللى تقوله لازم يتنفذ بس أنا خلاص جبت آخري من تسلُطها وإنفرادها هي لوحدها بالقرار،أنا لو حصلت هبيع الأسهُم بتاعتِ وأسيب الشركة دي.
نظر لها آسر بإستغراب قائلًا:
إنت ليه متعصبه أوي كده على قطعة الارض دي، طالما مش لازمه للمشروع خلاص.
نظرت له بسُحق قائله:
هتفضل غبي لحد إمتي، وسايب غيرك يمشيك.
تفاجئ بوقاحتها ونظر لها بغضب قائلًا برعيق:
ميسون إفهمي معني كلامك، وأنا مش غبي، أنا زي سبق ما قولتى اللى يهمنا الأرباح، وأعتقد ده مضمون مع تاج، بلاش تحاولي تستفزي تاج، ولو عاوزه تبيعي أسهمك إنت حرة.
قال هذا وغادر هو الآخر، وأغلق خلفه الباب، القت خلفه كوب المياة فتناثر مُهشمًا بالمكان، شعرت بغضب وهي تتوعد قائله:
جاسر وتاج
لازم يفترقوا بأي طريقة وقتها تاج هتبقى قدام معارضة.
...... ــــــ
بمكتب تاج دلفت بغضب من تلك الحقيرة، ووقاحتها حين قذفتها بكوب المياة، لولا إمتلكت بعضًا من الهدوء لقذفتها من شُرفة الغرفة، سهان ناريه تسحق بقلبها من صمت جاسر أمامها،لكن لن تنهزم...بذلك الوقت سمعت صوت طرق على باب مكتبها ثم طل من خلف الباب بمرح قائلًا:
يا ترا فاضية خمس دقايق نتكلم فيهم كأصدقاء.
تبسمت بخفوت قائله:
حتى لو مش فاضيه أفضالك.
تبسم ودخل الى الغرفه وأغلق خلفه الباب وإقترب منها ضمها قائلًا:
كنت قريب من الشركة قولت أمُر أشوفك ونقعد نتكلم مع بعض من فترة متكلمناش، ها قوليلى أخبارك إيه؟
أجابته:
مشغولة فى المشروع الجديد ومن قبل ما نبدأ ننفذه في مشاكل.
سألها عن تلك المشاكل... سردت له عرض ميسون...ضحك قائلًا:
اوقات بحس إنها بتستهبل ومحتاجه تتعرض على دكتور نفسي،مفكرة إدارة شركة زي وظيفة فى بنك.
أومأت قائله:
ماديه جشعة كل اللى يهمها العموله اللى هتاخدها طبعًا،حكاية مكسب او خسارة الشركة مش فى دماغها،زي ما ساعدت قاسم قبل كده وقدر يوقع بابا فى الفخ،بس أنا واعية لها،وبفكر أشوف وسيط يعرض عليها يشتري أسهمها وتغور.
ضحك خليل قائلًا:
طبعًا مش أنا الوسيط ده.
أومأت ببسمه قائله:
دي مستحيل توافق لو عرفت إنى فى الموضوع هشوف وسيط هي متعرفوش...بس هي لها سيطرة كبيرة على آسر،يعني لازم كمان أشتري نصيب آسر وانا معنديش سيولة فى الفترة دي،ومش عاوزه ألجأ لقروض البنك،هي اللى ضيعت بابا.
أومأ خليل موافقًا وهو يضم يدي تاج قائلًا:
فعلًا ،....
إنقطع حديثه حين فُتح باب المكتب دون إستئذان مُسبق، نظر الإثنين نحو الباب، وصمتا،عن عمد من تاج لم تسحب يديها من بين يدي خليل، لكن لاحظ خليل نظرة عين جاسر الذي دلف الى المكتب دون إستئذان سُرعان ما تبدلت ملامحه حين رأها تقف مع خليل الذي يضع يديها بين راحتي يديه شعر بغضب وغِيره و...
أخفي بسمته، وترك يدي تاج ومدها نحو جاسر مصافحًا، نظر جاسر الى يدهُ، وصافحه بلا إهتمام، لاحظ خليل نظراته لـ تاج فتبسم قائلًا:
فراس كان إتصل عليا قدامه مشكلة فى بعض الحسابات، هروح أشوفها، عن إذنكم.
أومأت له تاج قائله:
تمام.
غادر خليل وأغلق خلفه الباب، بينما توجهت تاج نحو مكتبها وكادت تجلس لكن تحدث جاسر بنبرة قوية:
سبق وحذرتك من خليل و...
قاطعته بغضب:
عمو خليل هو المستشار الأقتصادي للشركة ووجوده فى مكتبي بصفه رسميه، وحتى لو مكنش بصفه رسميه فهو كان أقرب صديق لـ بابا وهو الوحيد اللى....
قاطعها جاسر حين جذبها عليه بعدما قبض على عضديها قائلًا:
الوحيد اللى إيه؟.
نظرت لعينيه قائله:
الوحيد اللى قدم لينا المساعدة و...
قاطعها بغضب وهو يضغط على عضديها:
كمان سبقه قاسم كان صديق بابا وقدم مساعدات.
فهمت تاج تلميح جاسر حاولت نفض يديه عنها بغضب قائله:
إفتكر كويس يا جاسر، أنا مكنتش موافقة إننا نتجوز، وإنت اللى ضغطت عليا... و...
قبل أن تستكمل بقية إستهجانها وإعتراضها
جذبها عليه بقوة وإنقض على شفتيها بقُبلات مُدمية.