رواية سهم الهوى الفصل الثامن8 بقلم سعاد محمد سلامه


 رواية سهم الهوى الفصل الثامن بقلم سعاد محمد سلامه


ترك شفتيها بعد قُبلته الجامحة، لتتنفس بصخب  وهو مازال يُقبل كل جزء من وجهها وإمتدت يده أسفل ثيابها،لكن توقف عن ذلك ورفع وجهه ينظر لها كان لشفتيها وهج خاص،عاود تقبيلهم بعنفوان، وهي تشعر كآن روحها مسحوبه للحظات قبل أن تشعر بشفتيه مره أخري، كآن الهواء عاد لرئتيها من قُبلته رغم قوتها، ترك شِفاها وعاد ينظر لعينيها التى تلاقت مع عيناه، إرتسمت بسمة على شفتيها، كآنها بسمة قبول، عاود يتلمس ساقيها ويدفس رأسه بحنايا عُنقها يُقلبه قُبل ناعمة ، شعرت بأنفاسه  همست إسمه بخفوت: 

جاسر... 


رفع وجهه ينظر لها، ضمت شفتيها وإزدردت ريقها وهي ترا تلك النظرة الشغوفه بعينيه، وتفوهت بخجل ملحوظ: 

جاسر... مش هينفع أنا... 


توقفت عن إسترسال حديثها، وأخفضت عينيها  بخجل، إبتسم جاسر وتعمد سؤالها: 

إيه اللى مش هينفع. 


لعقت شفتيها وأرتبكت بحياء ويدها تبعد يد جاسر عن إحد ساقيها:

جاسر أنا تعبانه و....


توقفت...فهم جاسر حديثها،هي ليست مريضة لكن خجلت من قول الحقيقه مباشرةً،إنحني يُقبلها،ظنت أنه لم يفهم،وكادت تتحدث،لكن تنحي عنها نائمًا فوق الفراش،تتنهدت براحة لكن سُرعان ما شهقت حين جذبها بغفلة منها كانت هي فوق جسده،تبسم قائلًا بسؤال:

ليه رجعتي لهنا من غير ما تقوليلي.


نظرت له قائله:

سبق وقولتلك إنت مشغول وأنا كمان مشـ..


قاطعها بسؤال آخر:

وكنتِ فين اليومين اللى فاتوا.


توترت وهي تُنحي خصلات شعرها خلف أذنها وتوهت بالإجابة بسؤال له:

إنت خلصت الإعلان.


نظر لها بإصرار وعاود سؤاله:

كنتِ فين يا تاج،إنت لسه راجعة للمزرعة النهاردة.


توترت ثم فهمت جاسر لن يتغاضي عن جواب سؤاله فأجابته:

كنت فى أوتيل،حبيت أريح أعصابي.


تهكم قائلًا:

وإيه اللى تاعب أعصابك أوي كده،لدرجة إنك تسافري من ورايا تاني يوم جوازنا.


زفرت بضجر وهي تهبط بجسدها بعيد عنه وتستلقي فوق الفراش قائله:

إرهاق من الشغل فى الفترة الأخيرة و أعتقد....


قاطعها وهو يرفه جسده قليلًا يُشرف عليها قائلًا:

مش جواب منطقي يا تاج،ومتفكريش إني هتغاضي عن كده،وبعد كده ممنوع تسافري من ورايا لأي مكان،لان وقتها هيبقي ليا رد فعل مش هيعجبك يا تاج.


أنهي قوله وضم شفتيها بقُبلة قوية كآنها عقاب،ثم ترك شفتيها ونهض من فوق الفراش متوجهًا الى حمام الغرفة قائلًا بنبرة أمر:

هاخد شاور،ياريت تطلعي لى غيار على ذوقك.  


إعتدلت جالسه على الفراش تستنشق الهواء 

تشعر بضيق من تلك التحكُمات لكن سُرعان ما نفضت عن رأسها، حين سمعت رنين هاتف 

فى البداية ظنته هاتفها لكن أدركت أنه هاتف جاسر، بفضول جذبت الهاتف ونظرت له، قرأت هوية المُتصل، ثم همست قائله: 

"روزالينا" 


نظرت نحو باب الحمام ثم لم تهتم وعدلت هِندامها وغادرت الغرفة 


بعد دقائق خرج جاسر من الحمام نظر بالغرفه لم يجد تاج، نظر نحو شُرفة الغرفه كانت  مُغلقة، ظن أنها ربما تكون بذلك المُلحق الصغير بالغرفه تنتقي له ثياب، رسم بسمة وتوجه إليه، لكن لم يجدها، تنهد بضيق ثم إنتقي لنفسه ثياب وقام بإرتدائها وتوجه ناحية هاتفه جذبه، صدح الهاتف بيده فنظر له وتبسم ثم سُرعان ما قام بالرد بدبلوماسية يتحدث بالأسبانية: 

مرحبًا "روزا" 

-مرحبًا جاسر... فى البداية إتصلت عليك لأهنئك على الزواج... ثم أردت أن أخبرك أن شركة الدعاية التى أعمل بها ستكون مسؤوله عن تنظيم عرض أزياء لأشهر دور الأرياء العالمية، والعرض به جزء خاص بالرجال وأنا رشحتك للعرض. 


أجابها ببرود: 

للآسف بعتذر أنا أنهيت المرحلة دى. 


حاولت ترغيبه قائله: 

سيدفعون لك أي مبلغ تريده...والعرض سيكون بـ باريس.


أجابها بوضوح:

المسألة ليست المال،أنا لا أحب ذلك العمل وكانت مرحلة وإنتهت،أشكرك..مُضطر ان أنهي المكالمه لإنشغالي بأمر هام.


لم ينتظر وأغلق الهاتف...ثم خرج من الغرفة يبحث عن تاج التي تُثير عقله بتمرُدها.


مع آخر درجات السلم الداخلي للقصر توقفت تاج تبتسم لـ فايا التى كادت تصتطدم بها،تفاجئت بـ تاج أمامها قائله:

تاج رجعتي إمتي،هو شهر العسل بخلص بسرعة كده.


تبسمت لها تاج قائله بمرح:.

إحنا فى عصر السرعة،جت يعني على شهر العسل. 


غمزت فايا بمرح وإقتربت من أذن تاج قائله:

إيه هربانه من جاسر طلع مفتري.


ضحكت تاج،كذالك فايا وقفا يتحدثان بمرح الى أن رفعت فايا رأسها وتبسمت لـ جاسر الذي يترجل على السلم ثم قالت:

حمدالله عالسلامه يا جاسر،كويس إنكم جيتوا بسرعه،عشان تاج تمسك الشغل أنا إتبهدلت أوي اليومين اللى فاتوا.


توترت تاج بينما ضحك جاسر وهو يقف جوار تاج يضم خصرها،قائلًا بمغزي:

يومين وإتبهدلتي،وتاج يومين ومقدرتش تبعد عن الشغل.


ضحكت فايا دون فهم وقالت بمرح:

تاج كل اللى فى دماغها الشغل وبس أنا عندي إهتمامات أخري،يلا هسيبكم مع بعض وهطلع أوضتي عشان مبقاش عازول.


ضحكت تاج قائله:

لو مامي سمعت كلمة عازول هتقول يا خسارة الإتيكيت.


ضحكت فايا قائله:

أه والله مامي دي تعبت نفسها معانا عالفاضي.


صعدت فايا،بينما نظر جاسر لـ تاج بمغزي قائلًا:

  واضح إن أعصابك إرتاحت اليومين اللى فاتوا. 


أومأت ببسمة بقصد قائله: 

أكيد، لأن عرفت قيمة نفسي عند اللى حواليا لما رجعت قد إيه كانوا مبسوطين، معني كده إن غيابي بيفرق معاهم. 


لمعت عينيه بخباثه ونظر حوله، وإقترب من أذن تاج وهمس: 

مش دايمًا الغياب بيفرق مع الجميع يا... 


توقف للحظة وهو ينظر لعين تاح ثم أكمل: 

تاج. 


إسمها فقط، لوهله خفق قلبها وظنت أنه مثل الماضي حين كان يُدللها 

بـ تاج الياسمين 

أو.. تاج الجاسر 


لا هذا ولا ذاك 

كآنهما بلعبة كل منهم يختبر صبر الآخر

ـــــــــــــــــــــــــــ

بـ ڤيلا  آسر 

تهكمت ميسون حين دخلت على آسر ورأت تلك الرسومات الموضوعه فوق المكتب، وهو جالس خلف تلك اللوحه وبيديه فرشاة ومجموعة ألوان، لكن حاولت الا تكون فجة معه حتى تصل الى ما تريد،أزاحت تلك اللوحة قليلًا وجلست على سافية بدلال وقبلت وجنته قائله:

إيه اللى مسهرك لدلوقتي،صحيت من النوم ملقتكش جانبي عااسرير إستغربت أول مره تحصل من يوم ما أتجوزنا.


أجابها:

حسيت بشوية زهق ومش جايلي نوم وإنتِ نمتي من بدري الليلة.


تثائبت عمد قائله:

إرهاق يمكن الفترة الأخيرة مأخدناش أجازة نفصل شويه،إيه رايك يا حبيبي نسافر كام يوم سوا نغير جو،ممكن نروح أي مكان فيه بحر،نسافر بره مصر ، ولا أقولك إحنا خلاص بقينا فى الخريف والوقت ده بيبقى الجو رائع،هنا بـ مصر فى الجونه وشرم الشيخ

إيه رأيك، نسافر أسبوع نغير جو حتى عشان الملل يروح. 


إعترض آسر قائلًا: 

ناسيه إننا داخلين مشروع كبير، ولازم نكون مستعدين له. 


تهكمت بسخط سائله: 

قصدك مشروع إيه، لو قصدك المشروع بتاع الشركة فأحب أفكرك ان تاج هانم هي كمان واخدة أجازة ومسافرة. 


إستغرب آسر حديث ميسون قائلًا:

تاج بقالها فترة مأخدتش أجازة،وبعدين ناسيه أنها متجوزة جديد ودي رحلة شهر عسل.


نظرت له بسخط قائله:

متجوزة جديد،كانت أول جوازة ليها،وبعدين بدافع عنها ليه،مش عارفه ليه جوايا إحساس إن كان نفسك جوازك منها يكمل ويستمر.


توتر آسر قائلًا بنفي:

طبعًا لاء،إنت كنتِ موافقة على إتفاقي معاها عشان ننفذ وصية عمي،يبقى جواز على ورق بس،أنا بس بقول...


قاطعته بغضب ونهضت من فوق ساقيه تنظر الى تلك اللوحة بنفور قائله:

متقولش خلاص،أنا حاسه بصداع هروح اخد أي مُسكن وأنام،وإنت لسه ناوي تسهر ترسم الرسومات السخيفة دي. 


إستغربت رد فعله حين لم يُبالي بتأففها قائلًا:

لاء مش جايلي نوم هكمل سهر وأرسم رسومات سخيفة.


تأففت بضجر قائله:

براحتك تصبح على خير.


غادرت المكتب بغضب غامر عادت الى غرفة النوم  جلست على الفراش تزفر انفاسها بحقد دفين تهمس لنفسها

تاج... تاج... تاج

دايمًا الحظ معاها من أول الحقير قاسم 

بعد كل التسيهلات اللى قدمتها له وأنا فى البنك، الحقير غدر بيا بدل ما كان معشمني بالجواز منه بعد اللى حصل بينا، فضل عليا الحقيرة تاج وحفي عشان يتجوزها،وفى الآخر عشره فى الميه من الثروة اللى سابها،تاج تتمتع بنصها، حتى الشريم الجديد كمان 

جاسر طلع حبيبها القديم، وهيمان بها، مش عارفه فيها إيه بيخليهم يلهثوا عشان ينولوا رضاها، راسمة دور بنت الأكابر، اللى صاحبة عقلية فذة، تنهدت بشرر تصقك اسنانها بغضب. 


بينما آسر كآنها لم تتحدث معه وعاد ينسي كل شئ بين اللوحات والالوان ينسج لوحات من خياله. 

ـــــــــــــــــــــــــــ 

اليوم التالي

صباحً

فتح جاسر عيناه نظر لجواره كان الفراش خاويًا،رفع نظره نحو مرآة الزينة كانت تقف  تاج، تعدل هِندمها تفوه بهدوء: 

صباح الخير. 


أجابته: 

صباح النور. 


نظر لملابسها سائلًا: 

إنتِ خارجة؟. 


أجابته ببساطة: 

أيوه، رايحة الشركة. 


للحظة كاد يفرض هبمنته ويمنعها من الذهاب لكن فكر وهو ينظر الى زيها 

المكون من 

تنورة شبه قصيرة لما أسفل من نصف ساقيها فوقها كنزة بأكمام شفافه  باللون البني، شعر بغيرة من ضيق تلك الملابس التى تكاد تكون مُلتصقة بجسدها تُبرز أنوثتها بوضوح، تفوه بتسرُع: 

غيري الطقم اللى لبساه ده. 


توقفت عن تصفيف شعرها ونظرت الى زيها قائله: 

ماله اليونفيورم، مناسب لجسمي. 


نهض من فوق الفراش  وإقترب منها قائلًا: 

لاء مش مناسب، واضح إنه ضيق جدًا على جسمك كمان الجونلة قصيرة أوي.


نظرت مره أخري بالمرآة،وإستغربت قائله:

لاء الجونله مش قصيره دي لحد السمانه،كمان انا مش حاسه إن اللبس ضيق عليا.


وضع يده على خصرها وضغط بقوة قائلًا:

لاء ضيق وكمان قصير، والاكمام شفافه وكمان فى جزء من صدرك باين بسبب الشيفون اللى على الصدر... وممنوع تلبسي لبس ضيق أو قصير أو مكشوف أو شفاف بعد كده. 


تهكمت تاج بإعتراض قائله: 

بعد كده هلبس على ذوقك. 


كآنها فرصة وإستغلها وجذب يدها ودخل الى مُلحق الثياب وقف ينتقى لها زيًا آخر، كان مناسب لها حسب ذوقك، لا تنكر أنه أنيق، لكن لا تود فرض تحكمات عليها، نظر لها قائلًا: 

الطقم ده هيبقى مظبوط عليكِ، بدلى اللبس اللى عليكِ بده. 


نظرت الى تلك الثياب وإعترضت قائله: 

أنا عاجبني لبسي اللى عليا، عن أذنك هتأخر عندي إجتماع مع عميل مهم. 


بأمر أجابها: 

تغيير الهدوم  مش هياخد أكتر من خمس دقايق، لكن لو فضلتي تتجادلي أكتر معايا هضيعي وقتك. 


إمتثلت بتأفف ونظرت له قائله: 

تمام إتفضل بره. 


وضع يده على وجنتها مُبتسمًا ثم إنحني وقبل عُنقها قائلًا: 

تمام. 


بعد دقائق خرجت ترتدي ذلك الزي الزيتوني المناسب لجسدها لا يشف ولا يصف ومهندم عليها، نظر لها بإبتسامة رضا، ثم قال: 

لمي شعرك. 


رفعت يديها  على شعرها بتجهم قائله: 

كمان التحكُمات فى شعري. 


جذب مشجب للشعر وإقترب منها قائلًا: 

مش تحكُمات شعرك ممنوع يتفرد بعد كده، الشعر الملموم عليكِ أحلي. 


تنهدت بتأفف وأخذت منه المشجب وجمعت خصلات شعرها بكحه شبه فوضاويه... 

ذم عقله تجميع شعرها أظهر ملامح وجهها الجميلة، لكن يكفي لو تحدث قد تعترض تاج وتعتقد أن ذلك تحكُم زائد منه. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالشركة بمكتب فِراس 

تبسم لتلك المديرة التى دخلت عليه ببعض ملفات الحسابات، ألقي نظرة عليها ثم وضع توقيعه عليها، كادت تخرج من الغرفه لكن سألها: 

الموظفة الجديدة جت النهاردة ولا زي العادة. 


إبتسمت مجاوبه: 

لاء جت بس... 


توقفت للحظه فسألها فِراس: 

بس إيه. 


أجابته ببسمه:.

من قبل ما تستلم مكتبها نايمه عالكنبه اللى فى مكتبي. 


وقف متحفزًا يقول: 

نايمه! 

ليه إحنا فاتحين الشركة أوتيل، أنا اللى هصحيها بنفسي. 


بالفعل ذهب معها الى مكتبها، وجد ليان تجلس على الآريكة تضجع بظهرها وتمدد قدميها فوق طاولة وراسها للخلف يستند على خلفية النقعد وناعسة... نظر للمديرة بإستهزاء قائلًا: 

ممكن لو سمحتِ تجيبي لى كوباية مايه. 


بالفعل ناولته كوب مياة وهي تحاول إخفاء بسمتها، أخذه من يدها وسريعًا قام بقذفه بقوة فى وجه ليان، التى إستيقظت بشهقة قوية ونهضت واقفه، ثواني حتى شعرت بهدوء نظرت الى فِراس بشرز، نظر لها بإستقواء قائلًا: 

الآنسه جايه الشركه تنام، أعذرينا المفروض  نجهز لحضرتك أوضة خاصه بسرير، تحبي نحطلك تكيف ولا مروحة سقف. 


نظرت له بسخط  قائله  بتسرع: 

لاء كفاية تفتح شيش البلكونه هيدخل طراوة. 


أيضحك أم يصفعها تلك الحمقاء لكن إرتسم بجديه قائلًا: 

شيش البلكونه هيدخل تراب للمكتب أنا بقول نعينك فى فرع الشركه اللى فى أسوان هناك الجو تحفه. 


تهكمت برفع شفاها العلويه وهمست لنفسها بضجر: 

واضح إنه شخص معندوش فهم، هتفاهم مع الغبي ده إزاي. 


على ما يبدوا أن الهمس كان شبه مسموع دون دراية منها، أخفي بسمته ثم تحدث بأمر: 

مدام لميس الآنسه هتشتغل عندى فى المكتب اللي قدامي مباشرةً. 


قال هذا ثم نظر للحمقاء قائلًا: 

دقيقه واحدة تكوني قدامي فى مكتبي ومعاك القهوة بتاعتي. 


شهقت سائله: 

نعم وقهوتك ده ايه ان شاء الله أنا هنا موظفة فى الحسابات مش فى الكافيتريا. 


نظر لـ لميس التى ضحكت أخيرًا، كذالك هو لكن يرتسم بالجديه قائلًا: 

اللى قولته يتنفذ. 


غادر مُبتسمً، بينما نظرت لها لميس قائله: 

فى بوفيه آخر الطُرقه عم سعيد عارف قهوة فراس بيه. 


بغضب وهي تحدث نفسها  ذهبت الى ذلك المكان التى وصفته لميس،طلبت من الساعي القهوة،وذهبت الى مكتب فراس فتحت الباب دون إستئذان ودخلت،نظر لها بسخط قائلًا:

مش فى باب تخبطي عليه قبل ما تهجمي زي الحيوانات كده.


إغتاظت منه وقالت بقلة ذوق:

مش إنت اللى طلبت القهوة دي،ولا هو نظام إستعباد عشان إنت من مساهمين الشركه.


أخفي بسمته وقال:

وعرفتي منين إنى من المساهمين فى الشركه؟.


أجابته بتلقائيه:

ما انا قعدت أرغي مع عم سعيد على ما عمل القهوة...وعرفت منه شوية معلومات عن الشركة،بقولك إيه أنا مش وش شغل ومعرفش مين اللى وافق على تعيني هنا،أنا بقول تستغتي عني وتريحني وتريح الشركه مني.


لعق شفتيه قائلًا:

وماله سهله أستغني عنك،بس تدفعي الشرط الجزائي اللى فى العقد بتاعك. 


لوت شفتيها  قائله: 

عقد إيه العقد ده يعتبر مزور أنا معرفش مضيت عليه إزاي أساسًا، انا كنت نايمة. 


ضحك قائلًا: 

تمام طالما مش هتدفعي الشرط الجزائي يبقى تشتغلى وماليش فى تفاهات،حطي القهوة،وهاتي لى ملف الحسابات الخاصة بالشركة مع العملاء اللى إنتهت معاملتنا معاهم آخر أسبوع. 


تهكمت قائله: 

ودول أجيبهم منين. 


تنهد بضجر قائلًا: 

روحي لمدام لميس هتساعدك. 


أومأت قائله: 

تمام، عن إذنك. 


إبتسم وهي تغادر، لا يعلم سبب لشعوره بالسعادة من مجرد مُجادلة تلك الحمقاء. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

لاحظت جنات عصبية فايا الزائدة لم تستغرب ذلك، لكن حاولت التحدث معها بهدوء. 


بعد وقت كانت جنات ساهره لم تستطيع النوم تُفكر بـ فايا  لابد أنه حدث شئ جعلها تعود لتلك الحالة فمنذ فترة وهي هادئة 


فى غرفة فايا 

كانت تجلس القرفصاء على فراشها تضم ساقيها لبعضهما تنظر فى الغرفه حولها بريبة، حاولت مد ساقيها  والنوم على الفراش، لكن شعرت برهبة تجتاج جسدها، سمعت صوت طرق على زجاج الشُرفه 

ضحكة غليظه تخترق أذنيها، وفحيح منشار يُسبب لها رُعبًا وانفاس كريهه تقترب منها... 

لم تعد تتحمل كل ذلك، وعادت تجاس تُغمض عينيها تضع يديها حول أذنيها، تبتعد حتى لا تشم تلك الرائحة الكريهه، لكن لا فائدة 

وضعت يدها على فمها تحاول أن تكبت صوتها لكن توغل الرعب منها، فازاحت يدها وإستسلمت لصُراخ عقلها الذي حرضها على الصُراخ، وصرخت بقوة.


بنفس الوقت 

كانت تاج غافية يضمها جاسر بين يديه كانت اول من سمعت فايا لإقتراب غرفتهن،نهضت بفزع بعدما سمعت صراخ فايا،جذبت مئزرًا وإرتدته ولم تنتظر خرجت مُسرعة من غرفتها الى غرفة فايا،فتحت الباب سريعًا أشعلت الضوء ونظرت نحو الفراش كانت فايا بحالة هيستريا،ذهبت نحوها سريعًا صعدت جوارها على الفراش قائله بإستجداء:

فايا أفتحي عنيك،إنتِ فى وهم.


لكن فايا كآن عقلها فصل وسيطر عليها الخوف،تهزي برعب تقاوم يدي تاج التى تحثها أن تفتح عينيها،بصعوبة سيطرت تاج عليها قائله بتهدئة:

أنا تاج يا فايا...فايا إهدي متخافيش أنا جنبك. 


ببكاء هيستيري فتحت فايا عينيها ونظرت الى تاج بإحتياج وخوف... تدمعت عين تاج هي الأخري وضمتها بحنو قائله: 

أنا جنبك. 


بإحتياج ضمت فايا نفسها  لـ تاج يرتعش جسدها كآنها تنتفض من البرد، ضمتها تاج تشعر بآسي... 


بنفس الوقت دخلت جنات وخلفها فِراس ثم نجوي، بينما رغم قلق جاسر لكن ظل بالخارج على جانب الغرفة. 


سريعًا إقتربت جنات وأخذت فايا من تاج ضمتها بحماية وهمست لها ببعض الآيات القرآنيه التى هدات من روعها قليلًا، غصبًا سالت دمعتها، كذالك شعر فراس بالآسي ولم يقترب من فايا، رغم غصوص قلبه لكن يعلم لو إقترب منها ستسوء حالتها أكثر، دقائق حتى هدأت فايا، نهضت تاج وخرجت من الغرفة ذهبت الى غرفتها جذبت هاتفها، كان خلفها جاسر، لكن قبل أن يتحدث أشارت له بالصمت وهي تهاتف تلك الطبيبة النفسية وصفت لها حالة هيستريا فايا، أخبرتها أن تحقنها بأحد  أنواع المُهدئات. 


بالفعل خرجت وتوجهت نحو غرفة فايا مره أخري،ذهبت الى أحد الأدراج وأخرجت علبة دوائيه وقالت لـ نجوي:

الدكتورة قالت نديها حقنة مُهدئه وقالتلى عالمعايير.


سريعًا أخذت نجوي منها العلبه والسرنجه وقامت بتحضيرها،وذهبت نحو فايا،نظرت لـ جنات التى ضمت فايا قويًا،جذبت نجوي يدها وقامت بإعطائها الحُقنة،دقيقه وإستسلمت فايا للغفيان بين يدي جنات،التى تشعر بتقطع فى نياط قلبها...نظرت نحو فراس الذي إقترب منهن وجلس على الفراش يُزيح خُصلات فايا عن وجهها يشعر بآسي قائلًا:

كان بقالها فترة طويلة مجتش لها الحالة دي إيه اللى حصل.


ضمتها جنات قائله:

مش عارفه من وقت ما رجعت المسا كانت عصبيه،وقلبي كان حاسس إن عصبيتها  تمهيد 

للحالة دي،عالعموم هي دلوقتي نامت،روح إنت كمان نام فى أوضتك،وإنت يا نجوى،شكرًا ليكِ،وإنتِ يا فايا إرجعي أوضتك،أنا هنام جنبها وهي هتصحي الصبح كويسه.


تمزع قلب تاج وهي تشعر بالمسؤوليه عن تلك الحالة النفسيه التى تمُر بها فايا من وقت لآخر.


بعد قليل بغرفة تاج،كانت نائمه على الفراش تُغمض عينيها لكن ليست ناعسه، شعرت بإقتراب جاسر متها وضمه لها بين يديه، كم كانت تحتاج  الى تلك الضمة والإحتواء منها، شعر بتنفسها غير المُنتظم وسألها: 

فايا مالها؟. 


أغمضت عينيها بآسف وندم ودموع سالت من عينيها قهرًا 

وهي تتذكر مساومة ذلك الخقير قاسم 


[قبل خمس سنوات] 


مازالت تاج تتمسك برفض الزواج من ذلك المُحتال البغيض قاسم رغم محاولاته الكثيرة بإستعطافها مرة وترغيبها مرات،لكن هي وأخواتها لن يخسروا أكثر من والدهم وذلك القصر والمزرعة ليست أغلى منه،وافقوا وغادروا بالفعل من المزرعة يمكثون بشقة خاصة بمنطقة راقية،كانت فايا مازالت فى تدرس فى الجامعة 

وتأخرت لوقت طويل ولم تعود للشقه دخل القلق بقلب جنات،وكذالك تاج،حاولوا الإتصال عليها لكن هاتفها ليس مُغلق لكن لا ترد عليهم، شعروا بالعجز إتصلت تاج على خليل الذي جاء إليهم وطلبت منه إستخدام  معارفه بهيئة الإتصالات ربما يستطعون الوصول الى مكان هاتف فايا، بالفعل ذهبت مع خليل الى أحد معارفه كي يستطيع تتبع مكان إشارة هاتف فايا،فى   ذلك الوقت وهما بالطريق  صدح رنين هاتف تاج، فايا، لكن قبل أن يفعل نظرت للشاشه سُرعان ما ردت بلهفه: 

فايا إنتِ فين، إنتِ بخير. 


ثواني لم تسمع صوت رد فايا، لكن سمعت صوت ذلك البغيض قاسم  الذي تحدث ببرود: 

هسمعك صوت فايا وهي بتصرخ. 


بالفعل سمعت صوت صراخ فايا وكذالك إستغاثتها بوالدها ان يُنقذها... تعصبت تاج بغضب وهي تقول بوعيد: 

لو أختي جرالها حاجه  مش هيكفيني فيك عمرك يا قاسم. 


ضحك بإستهزاء قائلًا: 

أنا فى القصر بتاع المزرعة فى إنتظارك ساعة بالكتير مش ضامن فايا ممكن يحصل  لها إيه؟


نظرت الى خليل قائله:

خلينا نروح القصر بتاع مزرعة بابا،بسرعة.


بالفعل دقائق معدودة كانت سيارة خليل تدلف الى داخل المزرعة...  وترجلا منها سريعًا 

توقفا  أمام باب الدخول لكن الخادمة سمحت لـ تاج وحدها بالدخول، فعلًا لم تهاب ودخلت، تقابلت بالردهة مع قاسم الذي يقترب منها والبسمة على شِفاها، نظرت له بغضب ساحق: 

فايا فين يا قاسم، قسمًا بالله لو جرالها حاجه  هقتلك ومش هيهمني... لو إتعدمت بعدها، كفاية هخلص البشريه من حقير زيك معندوش أي أخلاق، سهل يخون ويسرق.... 


قاطعها ببرود قائلًا  بثبات: 

كمان سهل يغتصب، أو لاء مش أنا اللى هغتصب، تعالى فى مشهد مُمتع  بيتصور فوق فى أوضة فايا. 


بغضب صعدت الى غرفة فايا 

فتحتها بهلع وقفت لوهلة مصدومة وهى ترا 

فايا شبة عاريه وهنالك شاب  يقف معها بالغرفة هو الآخر شبه عاري، وكاميرا موجودة بالغرفه خلفها مُصور، وذلك الحقير كآنه تحت تأثير المخدرات يحاول نزع ملابس فايا عنها وهي تصرخ وتهرول بكل إتجاة فى الغرفة تحاول إخفاء جسدها، لكن ذلك الحقير مستمتع من ذلك، وكآنه ثعلب يحاول صيد دجاجة يلتهمها حين تشعر بالإنهام، وهذا ما بدأت تشعر به فايا بدأت تستسلم لمصير مُعتم،لكن دخول تاك وخلفها قاسم الذي يضحك بصخب،إقترب تاج بشجاعه من فايا وضمتها لكن فايا كانت مازالت تصرخ بهيستريا،وتحاول مقاومة يدي تاج،وعقلها يستسلم الى هوة سحيقة...شعرت تاج بتمزُع فى قلبها،جذبت ملاءة الفراش ووضعتها فوق جسد فايا تضمها قائله:

فايا إهدي أنا تاج...


لكن فايا تقاوم...الى أن  شبة غابت عن الوعي،شعرت تاج بالهلع،وحاولت حملها،لم تستطيع،نظرت نحو قاسم الذي يقف بعدما غادر الوغدان لكن مازالت الكاميرا موجوده بالغرفة،تعلم أنها وغد حقير،فى هذه اللحظه كل ما أرادته هو إنقاذ فايا شقيقتها،نهضت وإقتربت من قاسم وقامت بصفعه بقوة على وجهه تضايق بشده وقال بتهجم:. 

واضح إن الليله هيبقى فى تصوير فيلمين ببنات سيادة السفير 

"فريد مدين" 


لم تُفكر تاج وسألت قاسم: 

إنت عاوز إيه يا قاسم. 


تهكم قائلًا بترهيب: 

سبق وقولت لك، نتجوز، والنهاردة مش عرض ده أمر، لو عاوزه تخرجي  من هنا بأختك. 


نظرت نحو فايا الغائبه عن الوعي بآسي ودموع لكن قبل أن تتحدث أخرج قاسم ورقة من جيبه ومد يده بها لـ تاج، جذبت الورقه وقرآتها ثم نظرت بذهول لـ قاسم قائله: 

مستحيل فايا تمضي على ورقة بالشكل ده. 


ضحك قاسم  قائلًا: 

هي قبضت تمن تصوير الفيلم وده كان تصريح منها بالتصوير والدليل إن فى مبلغ إتحول بإسمها فى البنك، تقدري تتأكدي منه بسهولة. 


-مستحيل عقلها لا يصدق، ومنظر فايا أكبر دليل على كذب قاسم... الذى نظر لها بظفر قائلًا: 

حتي لو الفيلم متصورش، بس التصريح وحده كفاية يدمر مستقبلها، أنا سهل أمزع الورقه دي بس بشرط. 


تعلم أنها هي الشرط... أخذت لحظات تنظر نحو فايا ثم نظرت الى قاسم قائله: 

إديني الورقة وبعدها... 


ضحك قاسم بإستهزاء قائلًا: 

جوازنا الأول قبل الورقة دي. 


نظرت  مره  أخري نحو فايا ولم تعد تُفكر  كل ما يهمها هو إنقاذ فايا وسمعتها لو إنتشرت تلك الورقة وصمة عار لها. 


أومأت رأسها غصبًا، ضحك قاسم قائلًا: 

أسمع موافقتك بلسانك. 


نظرت  له ودت لو تقتله الآن، لكن قد لن تتواني بفعل ذلك لاحقًا. 


وافقت تاج على الزواج منه... تركها تسند فايا الغائبة عن الوعي بصعوبه الى أن وصلا الى سيارة خليل الذي إنطلق بهما الى أقرب مشفى، كانت بين كفي الرحا، خائفة على حياة فايا وسمعتها، كذالك زواجها من ذلك البغيض، وتخليها عن وعدها لـ جاسر 

بعد قليل خرجت الطبيبة من الغرفه سألتها تاج بترقب: 

حالتها إيه؟.. 


ردت الطبيبة: 

جُسمانيًا مجرد كدمات بسيطة، لكن واضح إنها إتحطت تحت ضغط كبير وأول ما فاقت كانت بتصرخ... أعتقد هتحتاج لمتابعة مع دكتور نفسي، لآن واضح إنها كانت محاولة إعتداء عليها وفشلت لأن المريضة مازالت عذراء، أنا هبلغ أمن المستشفى. 


نظرت تاج لـ خليل الذي فهمها واومأ لها بأن لا تقلق يكفي انهم إطمىنوا أن فايا بخير، وكل  شئ يُمكن علاجه لاحقًا. 


-لاحقّا... 

متي... سنوات مرت ومازالت تتآلم فايا من تلك الليلة... 

عادت من شرودها على قُبلة جاسر لوجنتها وضمه لها.


نظرت لها ودت أن تصرخ هى الآخري آلمًا وإيلامًا لنفسها بأنها يومًا كانت ضعيفة وإستسلمت رغم عنها لطُغيان طاغية مازالت آثار سهامه  بارزة فى قلب فايا وقلبها هي الأخري. 

ــــــــــــــــــــــ

بعد مرور أيام 

بإستطبل خاص 

دخل جمال على جاسر وهو يمسك مشاطة يقوم بحكها بجسد أحد الخيول، تبسم له قائلًا: 

يعني لما أعوزك أدور عليك هنا فى الإستطبل عندنا أشغال كتيره، كنا بنجهز مكتب خاص ليه ما كنا ندير أشغالنا من الإستطبل  هنا. 


ضحك جاسر قائلًا: 

إنت عارف إني مش بحب شغل المكاتب وعالعموم إنت عارف مكان ما هتلاقيني... ها قولي كنت عاوزني فى إيه. 


تبسم جمال  قائلًا: 

طلبت تحويل مالى من رصيدك لـ رصيد تاج وأنا خلاص  خلصت الإجراءات دي والمبلغ دخل حسابها وأكيد البنك هيبعت لها إخطار بده،ممكن النهاردة أو يومين بالكتير.


أومأ جاسر له وبداخله يشعر بترقُب لرد فعل تاج حين تعلم بذلك التحويل المالي. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً 

أثناء دخول تاج الى المزرعة كان الطقس تبدل وأصبح هنالك غيوم ورعد غريب بهذا الوقت الخريفي، بنفس الوقت أيضًا كان يدخل جاسر وترجل من سيارته، كذالك تاج، بسبب ذلك الطفلان اللذان كان يلهوان بالمكان، ذهبا الإثنين نحوهما، وتذكر جزءً  من ماضيهم معًا 

حين كانا يلهوان بالمكان، لعبوا مع هذان الطفلان، لكن زاد الرعد وتصادمت الغيوم وأمطرت السماء بغزارة، هرول الطفلان يختبئان من المطر بينما جاسر وتاج 

عاد بهم الماضي وأصبح يلهوان أسفل المطر كطفلين كعادتهم القديمة لكن إزدادت غزارة هطول المطر، وأصبحت ثيابهم مُبتلة ومُلتصقة بأجسادهم ، نظروا نحو ذلك الكوخ، لحظات  كأنهما فهما بعضهما  كانا الإثنين يهرولان نحو الكوخ فتحت تاج الباب ودخلت وخلفها جاسر 

وأغلق الباب، كانت هنالك رائحة مُنعشة بالكوخ، إنها رائحة الياسمين الذي فاحت بسبب الأمطار، 

توقف الإثتين ينظران لبعضهما حديث صامت للحظات قبل أن تضحك تاج وتقول: 

لو مامي أو دادا نجوي شافوني بهدومي كده هيعاقبوني أسبوع مخرجش من أوضتي.


ضحك جاسر موافقّا،ثم سعُلت تاج،إقترب منها وهي تقف صامته خطوة وإثنين وأصبحت بين يديه وبقايا مياة المطر تنساب من خُصلاتها على جبينها ثم وجنتيها وشفتيها،وإحساس خاص يشعر به وهي بين يديه اللتان تجرأ وقام بقتح أزرار كنزتها وازاحها عنها أصبحت بثيابها الداخليه وهي كذالك فعلت بثيابه كآنهما بلا وعي،ضمها لصدره وكاد يُقبلها لكن فجأة سمعا صوت الرعد ضحكت  تاج وتركت جسدها وقعت على القش مازالت تضحك بقلب صافي كذالك هو وقع فوقها عمدًا، لكن قبل أن يصتطدم بجسدها إرتكز علي يديه، يضحك هو الآخر، حتى أنها سعلت من كثرة الضحك، وهو يضحك عيناه تلمع بشغف قديم 

ضحكات طفلان كان هنا مخبأهما القديم قبل أن تجرف الحياة ضحكتهما... 

هيستريا ضحك إنتابتها، حتى أن وجهها أصبح بلون الورد الأحمر، وشفتاها المُكتنزة فاتنة 

ذاقها سابقًا، مازال يرغب فى ذلك 

إرتخي بيديه وهبط جسده فوق جسده، رفع إحد يديه يُزيح تلك الخصلات السوداء  المُتمردة عن  جانب وجهها... خصله أخري شاردة تقترب من شفاها، جذبها على جانب وجهها، صدرها أسفل صدره يرتفع ويهبط بجنون، أثار جنون قلبه المفتون 

تنحي كل شئ رغبة أم عشق  يُصيب رماحه القلب، لم يُفكر وجسده يعلو جسدها وشفاه تلمس شفاها بقبلة تزداد شغفًا ومزيد من القبلات... فى البداية تفاجئت لوهله قبل أن ترفع إحد يديها تدفع كتف جاسر، تلهث وهي  تنطق إسمه بنبضات قلب مُتسارعة

"جاسر"... 

قاطع لهاثها بقُبله وقُبله وأمسك يديها يتوغل بأنامله بين أناملها لتتشابك أيديهم 

يتوغل من قلبيهما الغرام بلمسات عاشق ومعشوقه  

لكن فاق على صدمة مُذهلة للعقل

كآن العقل أصابه رُمح طائر على غفله. 

الفصل التاسع من هنا

تعليقات



×