رواية عاصفه الهوي الفصل الثامن 8 بقلم شيماء محمد
بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيموووو
ممنوع تماما نشر الرواية او تداولها في اي مكان سواء بالفيس او اي مواقع اخرى .
كريم رمى الكرة في ملعبها ، هل هي عندها القدرة تدرس ولا لا؟ والأهم هل هتتنازل عن رغبة جواها لمجرد انها غيرانة من واحدة لا تمثل لها أي أهمية ؟ أخيرا بصتله وقررت تلعب بنفس طريقته فردت عليه بتكبر : هرد عليك بعد ما أرجع من الساحل .
بصلها بحيرة : بس أنا لسه ما وافقتش نروح الساحل يا أمل
ابتسمت بخبث : أنا هروح أغيّر جو أنا وابني .
كريم اتصدم من موافقتها ؛ لانها كده بتقوله انت مش مهم وبيك من غيرك مش فارقة
رد في محاولة لتغيير رأيها: انتِ مش لسه قايلة من دقيقة بس ان رفضي وعدم مرواحي مفيش فرق بينهم ؟
ابتسمت أكتر وقالت ببساطة : قلت
استناها تكمل ولما سكتت وفضلت باصة قدامها سألها بترقب: قلتي وبعدين ؟ كان كلام يعني ؟
نزلت النظارة من على عينيها وبصتله من فوقها : عايز تيجي معانا أهلا بيك مش فاضي خليك في شركتك يا حبيبي ، أنا هروح مع العيلة نونا وزوزة وماما وطه وغادة ، وأكيد هاخد معايا إيان يبقى مع إياد و الكل هيبقى موجود.
كريم فكر يرفض ويقولها مفيش مرواح علشان يشوف هتعمل ايه بس تراجع هو أصلا من امبارح كل ما يجي يقرب منها يطينها بزيادة .
سكتوا لحد ما وصلوا الشركة ، طلعوا في الأسانسير وخرجوا وهي رايحة مكتبها وقفها بتردد: أمل ، انتِ بجد هتروحي لو أنا ما روحتش ؟
هزت راسها باستغراب وردت ببراءة : اه يا حبيبي انت من امبارح عمال تقولي براحتك فأنا هدخل أقول لبابا وطه اني معاهم ، عايز حاجة مني قبل ما أروح مكتبي ؟
سابته وراحت مكتبها وهي مبتسمة بانتصار وحست انها كده اتصرفت صح ، وهو غصب عنه هيفضي نفسه ويتشقلب علشان يروح معاهم ، ابتسمت برضا من تصرفها.
سيف في الشركة مندمج في اللاب بتاعه دخله مروان اللي سأله: ينفع أروح بدري النهارده ؟ ولا محتاج مني حاجة ؟
سيف ابتسم وقرر يلاعبه: ليه وراك ايه ؟ الواحد مفحوت وانت عايز تزوغ ؟
مروان باستنكار: يا ابني هخلص كل اللي ورايا قبل ما أمشي وكل اللي طلبته هنفذه ، المهم دلوقتي عايز مني ايه علشان بجد لازم أمشي بدري ، هتأخر كدا
سيف ضحك: ما أنا عارف بس برخم عليك ، امشي ياعم أصلا مش عارف جيت ليه وانت لسه قدامك سفر؟
مروان بابتسامة: مش لدرجة أقعد ياسيف ده لسه بدري النهارده يادوب بس هروح أتعرف عليهم وأفاتح والدها .
سيف بابتسامة: هالة بنت حلال ربنا يتمملكم على خير .
ابتسم بامتنان وسأله : ها محتاج مني ايه ؟
ابتسم و وقف : تروح دلوقتي وتشوف هتاخد معاك هدية ايه ليها لأن الحاجات دي بتفرق أوي مع البنات .
بصله بدهشة: بجد ؟ المفروض آخد ايه طيب ؟ غششني أنا زي أخوك برضه .
قهقه بصوت عالي ورد: خد جاتوه ، شوكولاتة ، هدية ليها هي خاتم مثلا أو سلسلة أو اسورة ، بيرفيوم ، الحاجات اللي زي دي
ضم حواجبه بتفكير : بس هل منطقي اني هروح أتعرف عليهم آخدلها هدية هي شخصيا ؟ كده كأني بقر ارتباطي بها ولا ايه ؟
رد بحيرة : والله يا مروان مش هفيدك ماعنديش خبرة في المواضيع دي ، أنا أول مرة روحت ساعة العريس وكنت عايز أخنقها وتاني مرة الكل كان عارف وكان تحصيل حاصل فبصراحة مش عارف المتبع ايه بس أنا أخدت كل حاجة ممكن تخطر في بالك ، أعتقد انها لفتة حلوة ، شوف رأي والدتك أكيد هتفيدك .
مروان بصله بحيرة : هسألها فعلا ، يلا طيب هسيبك أنا دلوقتي ودعواتك .
سابه وخرج اتصل بوالدته وقالتله ما يجيبلهاش هدايا أول مرة لان محدش عارف أبوها ممكن يفسرها ازاي ؟ خليها هدايا عادية للبيت وبعدها يبقى يجيبلها اللي هو عايزه .
بعد ما مروان خرج من عند سيف كلم همس يفكرها بميعاد الدكتوره : همس يا روحي جاهزة ؟ انا جايلك في الطريق ، ميعادك مع الدكتورة بعد نص ساعة ؟ يعني هتحرك اهو علشان اجيلك
قامت وقفت بكسل : يوووه مش لازم يا سيف أصلا النهارده
سيف بإصرار : حبيبتي ربنا سترها فخلينا نسترها كام شهر كمان علشان بس تعدي سنتك على خير و بعدين مش اتكلمنا واتفقنا هنأجل الخلفه كام شهر بحيث نضمن ان الامتحانات تعدي على خير ؟ يلا اجهزي عقبال ما أجيلك
خلال نص ساعة وصل وهمس كانت مستنياه جريت على برا أول ما كلمها وركبت جنبه باسته على خده بابتسامة : بتفكرني بأيام ما كنت بتخطفني في الكلية
بصلها بتهكم : أنا لو أعرف اني بعد ما أتجوزك هتفضلي تبوسيني على خدي زي أخوكي ماكنتش اتجوزتك أصلا
شهقت بصدمة : ما كنتش ايه ؟ حوش حوش اللي ماكانش هيتجوزني ده ، ده انت هتموت عليا صبح وظهر وعصر وليل قال ماكانش هيتجوزني قال .
بصلها بذهول: هي وصلت انك تردحيلي ياهمس ؟
ضحكت بمرح : مش انت اللي بتقول كلام ينرفز ؟ قال ماكنتش اتجوزتك قال ! طيب وديني بيت أبويا ولا أقولك بيت أخويا أقرب سيبني هناك لحد ما
قطعت جملتها لما مسكها من شعرها بغيظ: ما تسكتي ايه رأيك ؟ اسكتي
مسكت ايده بدهشة : انت بجد ماسكني من شعري ؟
أكد بمداعبة : اه بجد هتعملي ايه ؟
بصتله بتفكير وبعدها ردت بتحدي : هخاصمك وهستعمل كل أسلحتي الغير بريئة معاك ها ؟
ساب شعرها واتحرك بالعربية بعدها سألها باهتمام : من باب حب الفضول بس ايه هي أسلحتك الغير بريئة دي ؟
كشرت ولفت وشها بعيد بدلال: أنا مخاصماك ما تكلمنيش أصلا ، انت اعترضت على بوسة الخد فحتى دي مش هتطولها أصلا
ضحك ورد: ماشي نشوف الموضوع ده بعدين
وصلوا ودخلوا عيادة لدكتورة اسمها رباب فسألته بفضول : انت تعرفها منين الدكتورة دي ؟
جاوبها بغيظ : هعرفها منين يا همس بالله عليكي ؟ ده أخوكي اللي رشحهالي وأختك بتتابع معاها لما تيجي هنا
ابتسمت وخبطته على كتفه بمشاغبة : عارفة بس قلت أختبرك
ضحك بغيظ منها: بتختبريني؟ ماشي يا ستي
الممرضة دخلتهم وهي رحبت بيهم لان نادر موصيها عليهم وبعدها سألتهم : خير اتفضلوا دكتور نادر قالي انكم لسه عرسان
همس مكسوفة تتكلم وبصت لسيف ومستنياه هو يتكلم وبالفعل قال بهدوء : احنا فعلا لسه راجعين من شهر العسل بس كنا حابين نأجل موضوع الحمل والخلفة كام شهر لانها لسه بتدرس ودي آخر سنة ليها فمحتاجة تركيزها يكون في المذاكرة فقلنا نأجل شوية .
ابتسمت بتفهم : طيب نعمل اختبار حمل الأول لان ممكن
قاطعها بثقة : لا مش محتاجين نعمل اختبار
سألته بعملية: حضرتك اتأكدت؟
اتكلموا كتير مع الدكتورة وهي بعد الكشف على همس اقترحت انها تاخد حبوب منع الحمل لأنها آمنة وسهلة لانهم مش محتاجين يستعملوها لفترة طويلة بس أهم حاجة تنتظم عليها .
خرجوا من عندها وسيف قالها تظبط المنبه بميعادها بحيث تفتكرها كل يوم وصلها البيت ورجع الشركة من تاني .
كريم في مكتبه و كل شوية يفكر ازاي أمل قررت تسافر من غيره وليه غيرت رأيها ؟
سرحان تماما لدرجة انه اتفزع لما باب مكتبه اتفتح مرة واحدة ولسه هيزعق بس كان مؤمن اللي ضحك على منظره : اتخضيت ولا ايه ؟ سرحان في ايه كده ؟
بصله بضيق : والله انت بارد
ضحك عليه ورد بصوت الليمبي : عليا الطلاق اتخضيت يا حاج كامل
كريم باصصله بتذمر بس غصب عنه ابتسم : تصدق محدش كان بيرخم عليا طول ما انت مسافر قد ايه الواحد كان مرتاح
مؤمن شهق بمزاح : اه اه بأمارة اتصالك كل يوم تعيطلي هتيجي امتى يا مؤمن ؟ هترجع امتى يا مؤمن ؟ ولا حتى سيف اللي خليته يكلمني ويقولي الحق صاحبك بيطلع في الروح من غيرك .
كريم بص على مكتبه ومالقاش غير علبة المناديل اللي ينفع يحدفها في وشه بس قبل ما يمسكها مؤمن مسكها بسرعة: ما تخليك قمور كده وتهدا
أخد نفس طويل وبصله : ما تقول عايز ايه وتروح مكتبك تشوف وراك ايه ؟
قعد ومط شفايفه بكسل : هروح ، المهم قولي ايه آخر الأخبار
بصله باستغراب : ما انت عارف كل حاجة أول بأول أقولك ايه ؟
كريم حس انه مخنوق وعايز يتكلم بس مش أكتر ، قام من مكتبه وقعد على طرفه قصاد مؤمن وسأله : كلمت نور قلتلها انك رجعت ؟
هز راسه بنفي بعدها بصله بحزن : تخيل ما اتصلتش ولا مرة ولو حتى علشان تسأل على ابنها؟ يعني هي بالفعل عندها حجة تتكلم بها .
كريم بصله باستغراب : ولا مرة ازاي يعني ؟
رد بتهكم حزين: ولا مرة ماكلمتنيش ولا مرة ، أنا أصلا مصدوم يا كريم ، يعني معقول كانت بتمثل حب ابنها ؟ سيبك مني أنا خالص لكن ابنها ؟ ازاي قدرت تبعد عنه كل ده ؟
كريم ماكانش عارف يقوله أو يعمل ايه فحاول يبرر: أكيد عندها أسبابها يا مؤمن أو ..
قاطعه بضيق : ما تدافعش عنها لو سمحت يا كريم وما تقولش كلام انت مش مقتنع به لاني فاهمك كويس .
قعد قصاده وقال باستسلام : مؤمن مش هدافع عنها أنا اللي يهمني انت وبس .
بصله بحيرة : لو مكاني هتعمل ايه ؟
أخد نفس طويل قبل ما يرد بتفكير : أعتقد … اني هجرب أرجعها ليا بأي شكل وهدي لنفسي قبلها فرصة تانية بحيث لو أخدت قرار الانفصال آخده بدون ما ألوم نفسي أو أقول لو كنت عملت كذا أو كذا ، مش بحب لو دي يا مؤمن
وقف ورد بألم : ومين فينا بيحب لو ؟ أنا رايح مكتبي سلام .
سابه وخرج وهو فضل مكانه شوية بعدها قام راح لأمل اللي كانت مندمجة في اللاب وماحستش به وهو داخل فنادى عليها : أمل
رفعت راسها بصتله باستغراب : انت بتنادي من بدري ؟ سوري ماحسيتش بيك خالص
قرب منها بعتاب خفي : انتِ بجد وافقتي تروحي معاهم ؟
ابتسمت من جواها بس مابينتش وردت بحيرة مزيفة: أنا مش فاهمة ايه الغريب في كده يا كريم ؟ انت من امبارح عمال تقولي روحي انتِ وابنك ، براحتك ، دلوقتي مستغرب ليه اني سمعت كلامك ؟
بصلها بغيظ : علشان سيادتك قلتيلي المصيف من غيرك مالهوش معنى وبعدها بتفاجئ بيكي موافقة ومتفقة معاهم وكأن كلامك معايا مجرد فض مجالس مش أكتر .
وقفت قصاده ببرود: انت عايز ايه دلوقتي ؟ عايز تتخانق أجهز نفسي للخناق ولا ايه ؟ فهمني بس لاني بجد مش فاهماك بتقول الكلام وترجع فيه ، قلتلي روحي براحتك واديني اهو هروح براحتي فين المشكلة بقى؟
فضل باصصلها بغيظ بعدها سابها ورد بحنق وهو ماشي : مفيش مشاكل يا أمل أنا راجع مكتبي .
استناها توقفه أو تيجي وراه بس رجعت مكتبها وقعدت بمنتهى الهدوء لدرجة انه قبل ما يقفل الباب بصلها ومستغربها تماما .
بعد ما قفل الباب ابتسمت بتشفي : ان ما وريتك يا كريم يا مرشدي ما أبقاش أمل .
سيف في مكتبه سمع الباب بيخبط وبعدها دخلت آية اللي وقفت بتردد وماسكة الباب ، بصلها بهدوء ورجع بص للاب ، اتنهدت وقفلت الباب ودخلت وقفت قدام مكتبه ، اتنحنحت وقالت : سيف عايزة أتكلم معاك شوية
بصلها بجمود : سامعك
ردت بلوم: لحد امتى هنفضل كدا؟
بصلها بصمت فكملت بحزن: احنا بقالنا كتير بعاد عن بعض ياسيف رغم انك عارف أنا بحبك قد ايه ، والمفروض انك كمان بتحبني
رد بعتاب: ومين السبب في البعاد ده؟
اعترفت بندم: أنا ، بس ساعدني اني أنسى، أنا اتعلمت الدرس بس مااتوقعتش اني هخسرك بالشكل ده ، كل حاجة بعملها بتفهمها غلط ، مابقاش عندك ثقة فيا ودي حاجة مضايقاني ، بس متحملاها لاني السبب فيها من البداية
بصلها وحس بالندم والحزن اللي في صوتها فقام من مكانه ولف ناحيتها وقفها ومسك ايديها بهدوء: آية أنا اه ثقتي فيكي مابقتش زي الأول بس انتِ ماحاولتيش تثبتي انك اتغيرتي، تصرفاتك بتعمليها بدون تفكير وتحطي نفسك في دايرة الشبهات
حاولت ترد بس ماسابلهاش فرصة وكمل: مش معنى كدا انك بتعملي حاجة لا ، بس لازم تتجنبي مواطن الشبهات ، انتِ عارفة ان باسم معجب بيكي صح؟
اتحرجت وهزت راسها بتأكيد فكمل: طيب وليه نعشمه وانت لسه مش جاهزة نفسيا؟ أو لسه بتفكري؟
بصتله بتوضيح: موقف باسم الأخير أنا اتدبست فيه مش أكتر و
قاطعها بتفهم: عارف ومش بشكك فيكي بس عايزك تخلي بالك من تصرفاتك وصحباتك كمان
بصتله بتعجب: مالهم صحباتي؟
رد بمغزى: ماتثقيش فيهم أو الأصح ميزي مين بيحبك ومين ممكن يحطك في مواضع مش حلوة
مافهمتش قصده فكمل : آية الصاحب ساحب يعني لو صاحبتك حد كويس هيأثر عليكي بشكل إيجابي ولو صاحبتك حد وحش هيجرك لطريقه علشان تبقي زيه
بصتله بتفكير وردت بموافقة: هاخد بالي حاضر ، المهم دلوقتي أنا عايزة نرجع زي الأول ، ولا انت مابتحبش فيا غير من ورايا؟
بصلها بحيرة فقالت بابتسامة: كلامك عني مع همس
رفع حاجبه بتعجب: وانتِ ايه اللي عرفك؟
ابتسمت بمراوغة: دي أسرار بقى
بصلها بتفكير وفهم ان همس كلمتها فابتسم بمغزى: العصفورة اللي عندي قالتلك؟
ردت بسرعة: عصفورتك حاولت تصلح بينا لما لقت الوضع بينا هيوصل للمحاكم
ضحك ومن جواه فرح باللي همس عملته وتفكيرها في راحته فرد بمراوغة: ممكن نحلها من غير محاكم على فكرة
بصتله بلهفة: ازاي؟
بصلها بهدوء: انك تعرفي ان أخوكي مش ضدك ودايما في ظهرك وتخلي بالك من تصرفاتك علشان نفسك قبل مايكون علشان حد ، والأهم انك ترجعي تاني تشاركيني في حياتك
ابتسمت بارتياح ورمت نفسها في حضنه وهي بتقول بتأكيد: عارفة ومتأكدة ، وهرجع أقرفك زي الأول، ربنا يخليك ليا
لف ايده حواليها بابتسامة ورد: ويخليكي ليا ياحبيبتي
ملك في شركتها بتحاول تدفن نفسها في شغلها وما تفكرش كتير في نادر وتسيبه يتعامل هو مع أهله ، غصب عنها أفكارها بتروحله ومش قادرة تبعد تفكيرها عنه قاطعتها خبطات على باب مكتبها فسمحت بالدخول ، فوجئت بصوته المرح: ينفع أدخل ؟
رفعت راسها بعدم تصديق : نادر ؟
ابتسم ودخل : وحشتيني قلت آجي أشوفك ، عاملة ايه ؟
وقفت تستقبله وسلموا على بعض بعدها سندت على طرف مكتبها وسألته : أخبار شغلك ايه ومرضاك ؟
قرب وقف قصادها ورد بهدوء : الحمدلله كله تمام ، تعالي نتغدى برا ايه رأيك ؟
عيونهم اتقابلت في نظرة طويلة قطعتها ملك بحزن: وبعدين ؟ هنتغدى وبعدها ؟ نادر أنا مش حمل صدمات تانية و
قاطعها باندفاع : تعالي نتجوز يا ملك .
بصتله بصدمة مش عارفة تنطق ولا فاهمة قصده ايه ؟
سألته ببطء: تقصد ايه بتعالي نتجوز ؟
قرب منها أكتر وكرر بقوة : نتجوز ، مش لازم ناخد موافقة حد
سألته بغباء: قصدك ايه برضه مش فاهمة ؟ نتجوز في السر يعني ؟
رد بسرعة: سر ايه لا طبعا ، بس نتجوز عادي لا أنا صغير ولا انتِ صغيرة، هاجي لأبوكي وأطلب ايدك ونحدد ميعاد
فضلت باصاله ومش عارفة تتكلم ولا تفهم ولا تفكر ، سألته بتعجب: وأهلك ؟
لف وشه بعيد بهروب من عينيها علشان ما تلاحظش وجعه : أهلي كلهم هيكونوا معايا وهيفرحولي.
اتحركت خطوة لغت المسافة بينهم وسألته بترقب : و والدتك ؟
أخد نفس طويل قبل ما يرد عليها بعقلانية: لو بتحبني ويهمها سعادتها هتيجي تحضر .
حركت راسها برفض : ولو عاندت قصادك ؟ هتعمل فرحك من غيرها ؟
مسك ايديها ورد بثقة: هتيجي ، أمي مش هتعاند ، اه دلوقتي رافضة بس هحطها قدام الأمر الواقع وهتيجي ، أبويا وأخواتي هيجيبوها ، ملك أرجوكي وافقي ، خلينا نعيش مع بعض ، كفاية كل اللي ضاع من عمرنا ، مابقيتش قادر على بعدك ولا على الوحدة ولا المشاكل ، أنا بس عايز
قاطعته بتهكم مرير: عايز تدفن راسك وتتجاهل كل اللي حوالينا
أكد بحزم: أيوة عايز أدفن نفسي في حضنك وتولع الدنيا واللي فيها ، مش عايز غيرك وهكتفي بيكي من الكون كله
ابتسمت بوجع : مامتك لو قاطعتك ده هيوجعك
ضغط على دراعاتها الاتنين وقال بجدية: أمي مش بتقاطعنا أبدا وعمرها ما تعملها ، هتزعل وتزعق وتثور بس في الآخر هترضخ لرغبتي ولحبي وهتشوفك مع الوقت بعينيا وهتحبك صدقيني ، ملك اوعي تضعفي وتتخلي عني
بعدت عنه ووضحت : أنا مش بضعف ولا بتخلى عنك أنا خايفة تخسر أم بتحبك وعندها استعداد تدفع حياتها علشانك ، نادر انت ماجربتش الحرمان من حضن أمك لكن أنا جربته ، أنا عشت عمري كله محرومة من الحب والأسرة ودلوقتي لما عشته عرفت انه غالي أوي
نادر بتأييد: عارف انه غالي بس انتِ حاليا أغلى ، ملك أنا تعبت بما فيه الكفاية وعايز أرتاح
بصتله بعينين مليانين وجع : واثق ان راحتك معايا ؟
مسك ايدها بحب: انتِ عندك شك في ده ؟ راحتي في حضنك أيوة، راحتي في قربك ، راحتي معاكي .
الصمت سيطر عليهم شوية وعيونهم بتتكلم لحد ما هو قطع الصمت بتوسل: خلينا نخرج نتغدى مع بعض أنا وانتِ ايه رأيك ؟
كانت متردده توافق وقبل ما ترد دخلت نور وهي بتناديها : ملك
قطعت كلامها لما شافت نادر فابتسمتله بمجاملة : دكتور نادر أخبار حضرتك ايه ؟
سلموا على بعض بعدها نور بصت لملك : لما تخلصي مع دكتور نادر عايزاكي ضروري ، سلام ، فرصة سعيدة يا دكتور بعد إذنكم
انسحبت بسرعة زي ما دخلت، نادر بص لملك بتساؤل : قلتي ايه يا ملك ؟ هنتغدى مع بعض ؟
ردت بلهجة حاولت تظهر طبيعية عكس الحزن اللي جواها والتوتر والخوف من بكرا: نادر خليها وقت تاني انت شوفت نور اهو بنفسك بتمر بأزمة وخصوصا بعد انفصالها هي ومؤمن و
قاطعها بذهول : انفصالها ؟ هما انفصلوا بجد ؟
استغربت انها ازاي ما قالتلهوش فردت بتأكيد : اه نور بغبائها طلبت من مؤمن يطلقها و مفترضة انه لا يمكن يعملها وهو عاند قصادها وراح مطلقها وحاليا هي بتتخبط بغباء ومش عايزة تفهم انها هتخسر جوزها بتصرفاتها دي فاعذرني يا نادر دلوقتي ، خلينا نتكلم وقت تاني ونتفق على ميعاد مناسب .
تقبل رفضها بهدوء : ماشي بس فكري في اللي قلته وخلينا نحدد ميعاد آجي أقابل فيه والدك وأخوكي ونحدد ميعاد للفرح .
هزت راسها برفض فمسك ايديها الاتنين بإصرار : كفاية تضييع وقت يا ملك خلينا نعيش بقى ، فكري وردي عليا .
انسحب وسابها قعدت مكانها على طرف مكتبها مش عارفة حتى تفكر ، راحت لأختها تشوفها عايزة ايه لانها حاليا مش قادرة تفكر في عرض نادر ، أول ما دخلت ، نور وقفت بتوتر : عايزاكي تتصلي بمؤمن
بصتلها باستغراب : أتصل بمؤمن ؟ ليه ؟ وأقوله ايه ؟
بصتلها بتفكير : أي حاجة يا ملك ، سلمي عليه ، قوليله أخبارك ايه ، ولا أقولك اسألي عن إيان مش ابن أختك ؟! قوليله إيان وحشك وعايزة تشوفيه .
استغربت أكتر : طيب ما تتصلي انتِ وشوفي ابنك ، نور بطلي عناد وغباء لأحسن هتخسري جوزك بجد ، بطلي مكابرة مؤمن مش بيجي بالضغط كده
لفت وشها بعيد وردت بإصرار: هيتنازل صدقيني ، اصبري انتِ بس وهتلاقيه راجع وهناخد بيت لينا لوحدنا ونعيش فيه .
ملك هزت راسها باستغراب؛ ازاي أختها مغمضة عينيها بالشكل ده ؟ حاولت تكلمها بعقلانية: نور حبيبتي فوقي ، مؤمن مش بيتلوي دراعه أبدا ، مش هيعمل ده وحتى لو هيعمله مش دلوقتي ولا بالأسلوب ده فوقي بالله عليكي قبل ما تخسريه خالص .
زعقت بنفاد صبر: ملك هتساعديني ولا لا ؟ أنا مش محتاجة نصايح من حد وخصوصا منك ، تعرفي ايه انتِ عن الحب ولا الجواز علشان تنصحيني ؟ هتتصلي ولا لا؟ ده سؤالي
ملك الكلمة وجعتها بس حاولت ما تظهرش، حاولت تبررلها انها موجوعة وبتخبط وبتقول أي كلام وخلاص ، دي بتهد بيتها بايديها فأكيد مش هتاخد بالها من كلامها معاها ، اتنهدت باستسلام : حاضر هتصلك به
فتحت موبايلها واتصلت بمؤمن اللي رد عليها باستغراب : ملك ازيك .
سلموا على بعض بعدها هي اتكلمت بحرج : اعذرني يا مؤمن بس إيان وحشني فقلت أطمن عليه منك .
مؤمن : يا خبر يا ملك انتِ زي أختي تتصلي في أي وقت وعلى العموم إيان الحمدلله بخير كان بيزن على إياد بس الحمدلله عدت على خير .
مافهمتش قصده من آخر جملة فسألته بتردد : ومامته ؟ مش بيزن على مامته يا مؤمن ؟
اتردد كتير قبل ما يجاوبها : هي اختارت تتخلى عنه أيا كان سببها ايه أو تفكيرها ، فابني هربيه زيي يا ملك محدش يلوي دراعه أبدا واللي يببيعه مرة نبيعه العمر كله - سكت شوية قبل ما يضيف بحزم- ملك لو نور متخيلة انها كده هتضعط عليا اني أنفذ طلباتها فهميها انها غلطانة، ولا ده الأسلوب ولا دي الطريقة اللي هتنفذ بها اللي في دماغها اللي الله أعلم ايه هو بس أهلي ، بيتي ، شركتي مش هسيبهم .
ملك بصت لأختها بلوم وكملت : ربنا يصلح ما بينكم يا مؤمن هقول ايه ، اينو جنبك ولا بعيد ؟
رد بهدوء : لا أنا في الشركة دلوقتي اينو في البيت مع نونا ممكن لما أروح أتصل بيكي تشوفيه لو تحبي أو تروحي تشوفيه براحتك
ردت بصدمة : الشركة ؟ - بصت لنور اللي اتصدمت زيها بعدها كملت - انت رجعت ؟ امتى ؟
استغرب : انتِ ما تعرفيش ؟ امال بتتصلي تشوفي إيان ازاي ؟
وضحت : لا وحشني فقلت توريهولي فيديو أو ماسنچر لكن معرفش انك جيت ، حمدلله على سلامتكم وأكيد طبعا هروح أشوفه .
قفلت معاه وبصت لأختها: سمعتيه بنفسك ، ارجعي بيتك يا نور مؤمن مش هيتنازل
نور بعناد : ولا أنا ، اشمعنى أنا اللي أرضخ لطلباته ؟ اشمعنى أنا اللي أتنازل ؟
ملك مسكت دراعها ووضحت: لان البيت مسئوليته هو ، الست بتروح مع جوزها وتدخل حياته هو مش العكس ، انتِ بتعيشي معاه في بيته ومملكته هو
لفت وشها بعيد بضجر : زي ما سبق و قلت مش هاخد منك انتِ نصايح عن الجواز ، أنا أدرى واحدة ببيتي وجوزي وعارفه ايه اللي جوزي يعمله وايه ما يعملهوش .
ملك تراجعت بحزن : انتِ أدرى صح ، واه أنا ماعنديش خبرة بالجواز والأسرة والارتباط بس أعرف مؤمن من زمان أوي وبقولهالك مؤمن مش هيتراجع - حاولت نور تعترض بس ملك رفعت ايدها في وش أختها وكملت - أنا قلت اللي عندي انتِ حرة في قرارك وزي ما قلتي ده بيتك وده جوزك .
سابتها وخرجت رجعت لمكتبها وهي مخنوقة ومتضايقة وافتكرت كلام نادر انه تعب ومحتاج يرتاح من الدنيا شوية لانها حاليا هي كمان زيه وبتتمنى لو تهرب من الكون كله وتفضل معاه هو وبس ، فيها ايه لو توافق ؟ مش من حقها تحب وتعيش مع حبيبها ؟
أمل ماشية وعدت على كريم ، خبطت وفتحت الباب : حبيبي أنا ماشية اوك؟
سألها باستغراب : ليه بدري ؟
جاوبت بهدوء : مش قلتلك عندي ميعاد مع الناني اللي اخترناها للولدين؟ نسيت ولا ايه ؟
ابتسم بحرج : فعلا نسيت ، تحبي آجي أوصلك ؟ أو أكون معاكي ؟
حست بغيرة بسيطة جواها لأن البنت اللي اختارتها جميلة فرفضت بتحفز: لا يا حبيبي ما أتحرمش منك ، السواق تحت مستنيني هيوصلني وبعدين تقابل الناني انت ليه ؟
استغرب رفضها وما ترجمش غيرتها على طول فبرر : مش هتكون مع ابني ؟
ابتسمت بغيظ : ما تقلقش انت بعدين هي عمرها ما هتكون لوحدها مع الولاد يا هتكون نونا موجودة يا أم فتحي وانت عارف أم فتحي عينيها صقر على أي حد جديد ونادرا ما بتتقبل حد ببساطة ، يلا باي علشان ما أتأخرش سلام .
مشيت قبل ما يرد ، وقفت قدام الأسانسير و عدى مؤمن اللي استغرب وقال بمرح : مزوغة بدري يعني
ابتسمت ووضحت : مش مزوغة بس الناني جاية الساعة ٣ وعايزة أكون موجودة أول يوم وأشوفها مع الولاد .
ردد بتعجب: ناني ؟
سألته بحيرة : كريم ماقالكش اني وظفت ناني تراعي الولاد وتهتم بيهم في الفترة اللي مش هكون فيها في البيت ؟
هز راسه بنفي ورد بتفهم: هو أفضل انك جيبتي حد بس ثقة يا أمل وكويسة ولا ايه ؟
جاوبته بهدوء: والله يا مؤمن بتمنى ، أنا قابلت كذا حد ودي دخلت قلبي وحسيتها فاهمة في التربية وبعدين عندها ولاد فهي فاهمة عن تجربة وأعتقد عندها ولد في عمرهم
⁃ طيب كويس روحي مش هعطلك .
قبل ما الأسانسير يقفل حط ايده وقفه : خلي بالك ممكن نور تيجي النهارده لان ملك لسه مكلماني وعرفت اننا رجعنا.
سألته بفضول : ونور ماكلمتكش ؟
هز راسه بنفي ورد بحزن : ولا مرة من ساعة ما مشينا
شهقت بصدمة : ولا سألت على ابنها كل ده ؟ يا قلبك يا نور .
ابتسم بحزن واضح وهي تداركت نفسها فحاولت تبررلها عنده: أكيد مش عايزة تبان ضعيفة مش أكتر هي دماغها صعبة بس أكيد يا مؤمن كان صعب عليها ، ربنا يصلح ما بينكم يارب .
بصلها : تصدقي خايف أقول آمين ؟
ابتسمت بتفهم : يبقى نقول ربنا يسهلك اللي فيه خير ليك ولإيان
هنا ابتسم : آمين يا أمل ، آمين
سابها وهي نزلت مستغربة تماما ازاي نور قدرت تبعد كل ده عن ابنها ؟
همس قاعدة في أوضتها بتقلب في الفيس ، موبايلها رن كانت هالة بتشاركها توترها من مقابلة النهارده ، همس ابتسمت ؛ عمرها ما تخيلت ان هي وصاحبتها الانتيم يتجوزوا اتنين انتيم برضه ، فضلوا يرغوا مع بعض كتير ويحلموا بالأيام الجاية وخروجهم مع بعض وفسحهم ، استمرت مكالمتهم أكتر من ساعة ، قفلت معاها وكلمت سيف وبمجرد مارد سألته : انت عارف ان مروان رايح يخطب هالة النهارده ؟
استغرب دخلتها فقال بتهكم : الحمدلله كويس
ضحكت : سوري على الدخلة بس بجد عارف ؟
ساب الملف اللي في ايده وبص لمريم : سيبيه دلوقتي يا مريم ولما أخلصه هناديكي .
انسحبت وهو استناها لحد ما تقفل الباب بعدها رد : أيوة يا همس ، مروان قالي .
استغربت : وليه ماقلتليش انه قالك ؟
وضحلها : أولا لاني امبارح كنت متضايق والنهاردة نسيت وثانيا عارف ان أكيد هالة هتبلغك ، واهي فعلا بلغتك ايه بقى ؟
أخدت نفس طويل : هي فعلا بلغتني امبارح ونسيت أقولك أنا كمان ، كان نفسي أكون معاها ، ما توديني يا سيف
سكت شوية قبل ما يرد ببساطة : أوديكي بس ده مجرد تعارف عيلتين يا همس هتروحي ليه ؟ يعني بيكون الأسرتين فقط مفيش حد بيكون موجود لان لسه حتى ما و
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا