رواية اجنبية بقبضة صعيدى الفصل الثامن بقلم نور عبد العزيز
كانت غرفة “هيام” فوضوية من كثرة الأوراق المنثورة على الأرض، مرة أخرى ضمت قبضتها بانفعال على الورقة وألقت بها بتذمر، خرجت منها صرخة خافتة من غيظها الشديد من “أدهم” وموضوع بحثها المُعقدة، تمتمت بخنق:-
-أه لو أشوفه دلوجت!!
فتحت ورقة جديدة كي تبدأ من جديد وظلت ممسكة بالقلم كثيرًا لكنها لم تقوى نهائيًا على كتابة حرفًا، تنهدت بهدوء ثم قالت بأسترخاء:-
-أهدئي يا هُيام
كم تحب نطق أسمها بضمة الهاء لتشعر بأستثنائه وجماله، ترجلت من الفراش ونزلت للأسفل مُرتدية بيجامة قطنية رمادية اللون ووضعت غطاءها الناعم على رأسها (الزعبوط) وكان شعرها مسدولًا على الجانيين من أسفل الغطاء، دلفت للمطبخ وصنعت مشروب النسكافيه الساخن حتى يساعدها على التركيز ثم صعدت مُجددًا لترى أشعارًا جديد من صديقتها في شاشة اللابتوب المفتوح، فتحت الرسالة وكانت “جاسمين” تقول:-
-طب والله الدكتور بتاعنا جمر بس أنتِ اللى مبتشوفيش
كان يصاحب رسالتها رابط حساب “أدهم” على الفيس بوك، تردد “هيام” كثيرًا فى الضغط عليه لكنها فى نهاية المطاف فتحته وبدأت تتجول به، كان يكتب خواطر كثيرة عن الحب والإشتياق، لم يسرد شيئًا عن حياته الخاصة، لكنها علمت بكون متعصب للكورة ويشجع الأهلي، مرت الساعات وهى تتجول فى حسابه دون أن تدرك الوقت حتى رن منبه هاتفها ينذرها بحلول الساعة السابعة صباحًا، فزعت عندما نظرت إلى النافذة ورأت الشمس قد أشرقت، عادت لغضبها مُجددًا وهى لم تككمل بحثها، أسرعت بتجهيز نفسها للخروج وهى تلعن “أدهم” وتسبه بالكثير من الألفاظ وقالت غاضبة:-
-أنا هسجط بسببه وربنا
جهزت ملابسها وركضت إلى المرحاض…..
لم تغفو عيني “مازن” من الأمس بعد أن أخبره “عاصم” بخبر رفضها، حاول كثيرًا الأتصال بها لكن “فريدة” كانت تعلم جيدًا بأنه يتصل لأجل الشجار معها أو ربما يطلب رؤيتها لقتلها بسب أختيارها رجل غيره، ظل جالسًا فى الصالون صامتًا مُنتظر أن تنزل حتى يقبض عليها بيديه…
نزلت “حلا” اولًا باحثة عن زوجها الذي وعدت أخواتها على أن تسقطه فى الحب ودخلت رهانًا إذا علم به “عاصم” سيدفنها حية وكيف لها ان ترهان عليه لكنها لم تخشي هذا أبدًا أو ربما لم تفكر بما سيحدث مستقبلًا، سألت عليه “ناجية” لتجيبها قائلًا:-
-فى المنضرة مع الضيوف
رحلت “ناجية” أولًا فلم تراها وهى تسير إلى المنضرة….
كان “عاصم” جالسًا مع رجال البلد يستمع لطلبهم وفقال الرجل بترجي:-
-إحنا مطلبينش غير ان جنابك تحضر ويانا، بحضورك ميحصلش غدر وهجبلوا الكفن ونوجف الثأر دا
تحدث الشاب الأصغر بخوف شديد قائلًا:-
-أنا هشيل كفن وهم وافجوا على دا بس هم برضو ميتأمنلهمش، لما جنابك تحضر محدش هيتجرأ يرفع سلاحه يا جناب البيه، شالله يخليك الحبايب كلتهم ولا يكتب عليك فراجهم واصل
أومأ “عاصم” بإيجاب ثم جال بجدية صارمة:-
-ماشي الساعة 5 هكون هناك
وقف الرجل المُسن كى يذهب نحو “عاصم” ويقبل يديه لكنه توقف بالمنتصف عندما دق باب الغرفة وألتف ناظرًا على الباب ودُهش الجميع عندما دلفت “حلا” فأخفض الرجل وابنه رأسهم خجلًا من النظر لفتاة بمنزل “عاصم الشرقاوي” بينما وقف هو مُسرعة وعلى وجهه الغاضب السافر وذهب نحوها حتى وصل أمامها وأخذ ذراعها بقوة وخرج بها ثم أغلق الباب وهو مُنفعلًا ويقول:-
-أيه اللى جابك اهنا؟ محدش جالك أن ممنوع الحريم تفوت على المنضرة
هزت رأسها بلا خوفًا من غضبه وقالت بغضب شديد من انفعاله عليها وهى لم تخطأ:-
-لا محدش قالي وبعدين أنت بتزعق ليه، بسيطة قولي أمشي وأنا همشي، أصلًا أنا غلطانة أنى جيت أشوفك
ألتفت كي ترحل لكنه ما زال ماسكًا بذراعيها لتجذبها بلطف إليه فنظرت له مرة أخرى وقال بنرة هادئة وقد تلاشي عنفه وغضبه:-
-كنتِ عايزة حاجة؟
لم تجيب عليه وتحاشت النظر إليه نهائيًا، ترك ذراعها بلطف ثم قال:-
-متزعليش طيب وتبدأي حلجة البكاء بتاعتك
رفعت رأسها بأندهاش وغضب شديد أصابها ثم قالت بخنق:-
-قصدك أيه، قصدك أنى بعيط على كل حاجة
تنحنح بضيق شديد من تذمرها ثم قال :-
-أنا مجولتش أكدة يا حلا وأصطبحي وجولي يا صبح أنا مفايجش لدلع البنات المرج دا
رفعت حاجبها إليه وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها بأختناق شديد من كلماته ثم قالت:-
-أمال البيه فايق ليه، للخناق والزعيق بس، وأيه الجديد من يوم ما حطت رجلي فى البلد دى وأنا مبسمعش غير زعق وعصبية منك، أصلًا أنا مجنونة وجن عقلي عشان أوافق أتجوزك وأمضي كان لازم أهرب منك
كز على أسنانه باختناق شديد ثم قال بكبرياء وبرود شديد:-
-أنا اللى أتجننت عشان أتجوز واحدة زيك متعرفش الأصول ولا الأدب، كيف تكوني مرت الكبير أصلًا
ألجمها بروده لتكبح غضبها المُشتعل بكلماته الحاد كالسكين الذي غرس بمنتصف صدرها، رأها غاضبة جدًا أمامه وتقرض شفتيها السفلي بأسنانها من الغضب ثم رحلت من أمامه قبل أن تفقد أعصابها عليه، عاد للداخل يكمل ما يفعل مع الرجال دون ان يتهم لها، صعدت للسيارة مع اخواتها وكانت “سارة” تحدق بهما الأثنين وكلا منهن غاضبة ووجهها عابس بل على وشك الأنفجار، تنحنحت “سارة” بخفوت وسألت:-
-خير إن شاء الله؟
لم تجيب أى منهن بل نظرت “حلا” من النافذة وهكذا “هيام” التى تمتمت بضيق:-
-النهاردة الأحد، أنا لازم أسلمه يوم الخيمس أععععععع
نظر الأثنين عليها بأندهاش فأخبرتهم بموضوع البحث لتقول “سارة” بلا مبالاة:-
-أنا لو مكانك وهو مستفز أكدة، مش هعمل البحث وأذكر زين وأنجح بالنص عادي جدًا
هزت “حلا” رأسها بالنفي فدومًا ما كنت تهتم بدراستها ولا تسمح بخسارة درجة واحدة وربما هذا ما أوصلها لكلية الهندسة وقالت:
-لا طبعًا، ايه اللى بتجولي دا، مش هو حطك لوحدك فى البحث ومتعمد كدة عشان يتعبك، أتعبي أنتِ وخلي هو اللى يعملك البحث بس بذكاء، مش تروح تقوليله أعملي البحث لا شوفي أنتِ واقفة علي أيه وروحي قوليله أنا وقفت هنا وهو اللى هيقولك تعملي أيه زكدة بقى على طول
أنقرت “سارة” أصبعها الوسطي بالأبهام بحماس وقالت:-
-والله فكرة فعلًا
نظرت “هيام” إلى “حمدي” وهو يقود بهما ثم قالت بخباثة:-
-عملتي أيه؟
عادت لغضبها مرة أخرى وقالت:-
-متخانقة معاه وسيبوني فى حالي
وصلوا للجامعة وبعد أن ترجلوا من السيارة، أنطلقوا ثلاثتهم معًا لتقول “هيام” :-
-أنتِ معندكيش محاضرة أمشي
أجابتها “سارة” بعفوية قائلة:-
-لا معنديش أنا هحضر معاكي
تبسمت “هيام” بسخرية شديد قائلة:-
-أنا مش هحضر المحاضرة الأول
تبسمت “حلا” بحماس شديد وقالت:-
-ليه ؟ هو اللى عندك
أومأت إليه بنعم لتجذبها “حلا” من يدها وذهبت معها إلى كليتها وأدخلتها هى و”سارة” للمدرج بالقوة وجلوس بجوراها بأخر المدرج وحدهم، جاءوا أصدقاء “هيام” بحماس عندما رأوها فى المدرج وجلسوا أمامها وكان “تامر” يحدق بـ “حلا” بأعجاب وقال:-
-أيه الجمر دا، عرفتيها منين
تبسمت “هيام” ببرود شديد ثم قالت:-
-حلا أختي من كاليفورنيا
تبسم “تامر” بحماس أكبر عندما علم بانها أجنبية وتعيش ببلدهم وظل ينظر إليها مُبتسمًا فقالت “جاسمين”:-
-وأنتِ يا سارة أيه اللى جايبك عندنا
تبسمت “سارة” بعفوية وقالت:-
-جاية أشوف الدكتور اللى مزعل أختي
ضحكوا الخمسة معًا ليبتسم “تامر” بأعجاب ثم قال بلطف:-
-وعلى أكدة بجى الجمر اللى كيف البدر دا فى كلية أيه….
قبل أن تجيبه “حلا” بعفويتها البريئة مسكت “هيام” يدها ورفعتها فى وجه “تامر” تريه خاتم زواجه قائلة:-
-الجمر متجوزة وبلاش تعرف مين لتعملها من الخوف
قرصتها “حلا” بضيق شديد وهمست فى أذنيه:
-أنا مقولتش لحد فى الجامعة أنى متجوزة، أنا لسه صغيرة
أجابتها “هيام” بنبرة خافتة فى أذنيها قائلة:-
-وجوزك خابر أنك فى الجامعة سنجل
ضربتها “حلا” بلطف فى ذراعها ثم قالت بضيق:-
-متقوليش بس جوزك، أنا متخانقة معه وناوية أروح له النهاردة بعريس
أثناء حديثهما الخافت الذي لا يسمعه أحد وضع “تامر” يديه الأثنين على البنج بهيام شديد شاردًا فى ملامحها الجميلة وليس هو فقط بل الجميع ينظروا للخلف إلى حيث “حلا” فكانت ملامحها أستثنائية عن المصريين تمامًا، قال بهيام:-
-هيكون مين يعنى
همست “سارة” إليه بطريقة أنتقامية قائلة:-
-عاصم الشرقاوي…
أبتعد بوجه عابس بعد أن تنحنح بتوتر ملحوظ ثم قال وهو ينظر فى ساعته:-
-هو الدكتور اتأخر ليه
تبسمت “هيام” بجدية ونظرت إلى “تامر” وقالت بهمس:-
-شوفت رد الفعل لما عرف أنك مرت عاصم الشرقاوي، وأنتِ بكل سهولة بتجولي هروح بعريس، تخيلي إذا عملتيها عاصم رد فعله هيكون أيه، حرام عليكي والله … عاصم ممكن يشج صدره ويطلع جلبه فى يده بس إذا أحبك رجل وطلب يدك
تبسمت “حلا” ساخرة وهى ترى “أدهم يصعد على المنصة وقالت بسخرية:-
-على أساس أنه بيحبنى، هو قال أنه مجنون عشان أتجوزني
ضحكت “هيام” دون ان تنتبه إلى “أدهم” وقالت:-
-من غير حب يكفي أنك ملك له فى الحال
رأها بوضوح منعزلة عن بقية الطلاب بعيدًا وجالسة وتضحك بعفوية مع هذه الفتاة الجديدة التى لم يراها من قبل فى طلابه، نظر إلى الطاولة الموجودة أمامه ليمسك الميك وهو يحاول أن يهدأ من روعته بعد أن رأى بسمتها الجميلة وعقله يفكر يشاجرها بتتلاشي هذه البسمة عن وجهها أم يتجاهلها حتى تظل بسمتها تنير وجهه…
تحدثت “حلا” بنبرة خافتة وتقول:-
-والله الدكتور وسيم
نظرت “هيام” مُسرعة نحو المنصة لتراه واقفًا هناك وحمل الميك فى يده لتقف مُسرعة كي تغادر فرأها بوضوح لكن سرعان ما جذبتها “سارة” من يدها لتعيدها جالسة، تبسم بخفوت وهو يتحاشي النظر عنها وكان مُمتنًا لـ “سارة” أختها الصغري التي يعرفها جيدًا لأانها أبقتها أمامه لمدة ساعتين متصلين، رن هاتف “حلا” وكانت نغمة أجنبية فنظر الجميع على صوت الهاتف لتقول بلطف:-
-sorry
كز “أدهم” على أسنانه بضيق من صوت هاتفها ليقف:-
-أجفي
وقفت “حلا” بقلق بعد أن نظرت إلى أخواتها وكانت جالسة على اليمين و”هيام” بالمنتصف و”سارة” على اليسرى وأمامهم كان “تامر” على اليمين و”جاسمين” على اليسري، سألها “أدهم” بجدية صارمة:-
-أنا كنت بجول أيه؟
نظرت إليه بأرتباك وتوتر شديد من نظر الجميع عليها ثم نظرت إلى “هيام” بقلق فقالت بالأنجليزية:-
-I don’t know
كاد أن يتحدث بأنفعال لكن وقفت “سارة” بجراءة وقالت:-
-يا دكتور هى جديدة فى الجامعة وأجنبية كانت بتسأل على كلية الهندسة وحضرتك دخلت فجعدت
حاول “أدهم” أن يسيطر على غضبه بضيق خصيصًا أن “سارة” من تحدثت فأشار إلى “حلا” بأن تأتي إليه، أخذت حقيبتها وذهبت وكانت “هيام” تحدق به بضيق شديد وكأنه بكل مرة يتعمد أحرجها أمام الجامعة، ترجلت “حلا” بلا مبلاة وهى لا تهتم لكل هذا مُتجهة نحوه بينما نظره كان على “هيام” التى دمعت عينيها بحزن شديد ولا يفهم سبب بكاء وحزنها وهو لا يقترب منها هى أو أختها، وصلت “حلا” إليه ليطلب منها بطاقتها الجامعية لتعطيها إليه وأتسعت عينيه عندما رأى أسمها ليدرك سبب حزن “هيام” منه فقط لكون هذه الفتاة أختها الصغري، تحدث بلطف قائلًا:-
-أتفضلي على كليتك
أخذت بطاقتها ورحلت من المدرج ثم أرسلت رسالة إلى “هيام”، وقفت “هيام” من مكانها وقالت بضيق شديد:-
-بعد أذنك يا دكتور
نظر إليها بدهشة لتقول :-
-ممكن أخرج معلش تعبانة شوية
أشار إليها بنعم بحيرة شديد فهو ترك أختها ولم يفعل شيء، مسكت يد “سارة” بضيق شديد وجذبتها معها للخارج بعد أن أعطت الدفتر الخاص بها إلى “تامر” مما جعله يشتعل غضبًا وغيرة من تعاملها معى هذا الشاب الذي يلتصق بكل فتاة بالجامعة، خرجوا معًا لتقول “سارة” بضيق:-
-ليه يا بنتى ما كانت المحاضرة جميلة ووسيمة
لم تبالي “هيام” بحديث “سارة” وغزلها بـ “أدهم” بل نظرت مُطولًا إلى رسالة “حلا” الهاتفية وكان محتواها
-نترهن من جديد أنه بيحبك
تنهدت “هيام” بذعر ولا تصدق ما تقرأه الآن……
نزلت “فريدة” من الأعلي بسعادة وهى تشعر بأنها أنتقمت منه، ما يزيد سعادتها هى معرفتها بأنه الآن يكاد يجن جنونه، كنت تسير فى البهو مُرتدية فستان وردي وتسدل شعرها الأسود على ظهرها بحرية وتدندن بدلال لكنها صُدمت عندما ظهر “مازن” من العدم ودفعها بقوة فى الحائط الخلفى لها يحاصرها ويغلق قبضتيه بقوة على ذراعيها، حدقت بعينيه بخوف شديد من قوة دفعته وما فعلته به، تتطلع بعينيها بضيق ويكاد يجن جنونه ليقول:-
-أنتِ بترفضني يا فريدة
جمعت شجاعتها وأبتلعت ريقها خوفًا منه لكنها تحلت بالصمود وصرخت به بأنفعال:-
-اه، أنتِ فاكرنى أيه جارية عندك لما تجرر أنك تتجوزها لازم اجول حاضر وتأمر ولما تجرر تخاصمنى وتهملني لحالي أجول حاضر، فاكر نفسك أيه وبتذلني معاك ليه عشان بحبك، ملعون الحب اللى يذلني، واه يا مازن هتجوز غيرك وأهملك لحالك أهنا وأنا هكون هناك فى حضن جوزى رجل غيرك
جذبها بقوة إليه وعقله لا يتسوعب ما تقوله، ألتصقت به بقوة وأرتجفت خوفًا وهو يقول:-
-أنتِ فاكرة أنك هتكوني لراجل غيرى، تبجي غبية وعبيطة، دا أنا أجتلك بيدي جبل ما تخرجى من الدار دى لدار راجل غيرى مش يأخدك فى حضنه
رفعت رأسها بغرور شديد قائلة:-
-لتكون فاكر نفسك بتحبنى يا مازن، دا مش حب اللى بتعمله ويايا دا أستعباد مش حب
صرخ بوجهها مُنفعلاً وهو يقول بضيق شديد:-
-بحبك أعمل أيه تاني غير أنى عايز أتجوزك عشان أثبت لك أنه حب
رفعت يدها بخباثة تلمس وجنته بدلال ثم قالت:-
-أول ما أحس أنك بتحبنى هتجوزك يا مازن، لكن أنا مش هعيش وياك كيف ما أجبرت حلا تعيش ويا عاصم مجبورة وخايفة
ترك ذراعيها بأسترخاء ثم أبعد يدها عن وجنته وأبتعد خطوة للخلف وقال بجدية ولهجة غليظة:-
-أنا عملت اللى عليا يا فريدة وطلبت يدك وانتِ رفضتي، تحسي أو متحسيش متفرجش أنا راجل وكرامتي فوج كل شيء وكيف ما جولتى ملعون الحب اللى يذل صاحبه، وطلبي أنا مش هكرره وأتجوز يا فريدة مبروك عليكي ابن الصديق
رحل من امامها لتتحول سعادتها الانتقامية إلى حزن شديد فهل تركها الآن وسمح لها بالذهاب إلى غيره لتدمع عينيها بوجع شديد يلتهم قلبها من الداخل وقد أوشكت نيران صدرها على حرق قلبها…..
____________________________
أنهت “حلا” محاضراتها وظلت جالسة بصبحة “أمير” و “رقية” أصدقائها الجدد فجاء “حمدي” إليها ليقول:-
-تليفون
نظرت إلى هاتفه الذي يُقدمه إليها وكانت تعلم أن “عاصم” على الهاتف لكنه حاول الاتصال بها كثيرًا وهى تجاهلت مكالماته، تحدثت بجدية صارمة:-
-أنا مش هتكلم فى تليفونات وأرجع استننى فى العربية ولا أقولك روح أنت انا هخرج مع زمايل
وقفت مع أصدقاءها لترحل لكن “حمدى” توقف أمامها بحزم وما زال يمسك الهاتف فى يده وهو مُدرك بأن “عاصم” سمع حديثها الآن ورفضها لإجابة عليه، تحدث “حمدي” بحزم:-
-أسف معنديش أذن أهملك تروحي فى مكان غير جامعتك
كزت “حلا” على أسنانها بعنف ليسمع “حمدي” صريرها الحاد لكنه لم يبالي لهذه فقالت بعناد وتحدي:-
-أوعي من طريقي حالًا
وضع الهاتف على أذنها بالأكراه لتقول بضيق شديد:-
-عايز أيه يا عاصم
تحدث بنبرة هادئة لكنها أرعبتها وأنتفض قلبها من محله خوفًا من نبرته:-
-أركبي العربية وتعاودي على البيت حالًا وإلا قسمًا بربي يا حلا لأجي أنا أجيبك ودا مهيكونش حل أمثل ليكي لأن عجابك بعدها هيكون عسير
تمتمت بضيق شديد رغم خوفها منه قائلة:-
-اللى عندك اعمله
ألقت بالهاتف فى وجه “حمدي” ورحلت مع أصدقائها لتتبعها “حمدي” وهو على أتصال مع “عاصم” ويخبره بمكانها،
كانت تضحك وسعادة مع أصدقاءها بعد أن صعدت لسيارة الأجرة معهم ولا تبالي بأى شيء أخر، ترجلوا معًا إلى مركز تجارى ليتوقف “حمدي” وأرسل مكانها إلى “عاصم” بينما كان يتحدث فى الهاتف وأبعد نظره عن الباب، خرجت “حلا” وحدها بعد أن تركت أصدقاءها كي تعود للمنزله بخوف منه، لكنها لم تعلم بأن “حمدي” جاء خلفها، أوقفت سيارة أجرة وهى تفتح الهاتف كى تتصل به وتخبره بأنها ستعود، صعدت بالسيارة وهى تصل إلى اسمه فى الهاتف، أغلقت الباب بينما تخبر السائق بالعنوان…
لم يتحرك السائق بل ظل واقفًا لتنظر “حلا” إلى وجهه وصُدمت عندما رأته هو نفس الرجل الذي ضربه “عاصم” بالطلق الناري لأجلها، أرتعبت خوفًا وألتفت تفتح الباب لكنه كان أسرع من فتحها للباب عندما غرس الحقنة المُخدرة فى قدمها بقوة لتصرخ بألم وسرعان ما فقدت توازنها وشعورها بجسدها، سقطت رأسها على الأريكة وهى تغمض عينيها تستغيث به مُتمتمة بصوت مبحوح:-
-عاصم……
أستسلمت لفقد وعيها وسقط الهاتف منها فى أرضية السيارة وكان مُضيئًا على اسم “عاصم” لكنها لم تضغط على زر الأتصال فألقي الهاتف من النافذة وأنطلق بسيارته بعد أن حصل عليها ……..