رواية اجنبية بقبضة صعيدى الجزء الثانى الفصل الثامن بقلم نور عبد العز
أنقلبت المستشفي رأسًا على عقب فور أنتار خبر إختطاف طفل رضيع من غرفة الحضانة بينما أحتلت رجال “عاصم” المستشفي وكل ركن بها وأغلقوا الأبواب دون أن يسمحوا لأحد بالخروج أو الدخول من باب المستشفي، علمت “حلا” بما حدث بسبب غياب زوجها وتأخره فحاولت النزول من فراشها باكية بأنهيار لتمنعها “مُفيدة” بقلق وذعر قائلة:-
-أنتِ رايحة فين يا حلا؟ بطنك مفتوحة يا بتى
جذبت يدها من قبضة “مُفيدة” بأنهيار تام وهى أم لم تحمل طفلها لثانية واحدة بين ذراعها وقد خُطف منها للتو فور خروجه من رحمها وقالت:-
-ودا ابنى
حاولوا السيطرة عليها لكن لا جدوى من المحاولة فرغم كونها فتاة لم تصل للعشرين بعد ألا أنها الآن أم وسرق قطعة من روحها، دموعها لم تتوقف كالفيضان الذي سل من عينيها بقوة ورجفة قلبها المُرعبة قبل جسدها الذي يرتعش خوفًا وذعرًا ….
سمعت “نهلة” بما حدث وهى فى أنتظارها للمصعد بالطابق الأولي فى المستشفي لتقلق وتشعر بالخوف على “حلا” هذه الفتاة التى لم تقسو عليها وكانت الألطف فى هذا المنزل، لم تنتظر المصعد وأتجهت للسلالم لتصدم بأحد وكادت أن تسقط
من فوق الدرج لكن سرعان ما مسكت هذه المرأة يدها قبل أن تفعل، تطلعت “نهلة” على يد المرأة بصدمة ألجمتها حين رأتها تضع على وجهها نقاب قصير يخفي فمها وأنفها ويظهر جبينها وعينيها بوضوح وعلى رأسها هذه العباءة السوداء المفتوحة وتلفها حول نصفها العلوي بحذر لكن هذا لم يكن ما المُلفت بها لكن هذا الأساور الذي سُرق من ذهبها من سنة ونصف تقريبًا كان بيديها وأحجاره الزرقاء، تشبثت “نهلة” بيدها جيدًا وأدارت الأساور لتتأكد أكثر فكان هناك حجر مفقودًا من مكانه لتتشبث “نهلة” بها بأنفعال وقالت:-
-أنتِ تعرفي مصطفي؟
نظرت الفتاة لها بصدمة ألجمتها وقبل أن تتحدث رأت “نهلة” شيء يتحرك أسفل العباءة لترفعها مُسرعة وصُدمت عندما رأت طفل رضيع عاري فأتسعت عيني “نهلة” وهكذا الفتاة لتتمتم “نهلة” بتلعثم شديد:-
-دا ولد حلا
دفعتها الفتاة بقوة بعيدًا عنها خوفًا من أن تُمسك هنا بعد حضور الشرطة وهكذا الفوضي التى حلت داخل المستشفي لكن “نهلة” كانت أذكي منها فتشبثت بالطفل لتتركه الفتاة قبل أن يُقبض عليها، نظرت “نهلة” للطفل بصدمة لا تعرف ماذا تفعل
به؟ أتعيده للحضانة أم تأخذه إلى غرفة “حلا”، كانت الطفل جميلًا ويبتسم بعفوية وهو لا يدرك شيء بعد بهذه الحياة، سارت به نحو غرفة “حلا” خائفة من أن يسألها أحد عن مكان الفتاة؟ أو الخاطف؟ هل ستخبرهم عن أخاها الأحمق فما زال يفتعل المشاكل رغم ما حدث معها؟ قطع شرودها فتح باب الغرفة وكانت “حلا” تحاول الخروج و”مفيدة” تمنعها و”هيام” تتحدث مع “مازن” على الهاتف لأجل “حلا” تقول:-
-مجادرنيش عليها على مازن ….
توقفت عن الحديث وهكذا الجميع عندما رأوا “نهلة” أمامهم وتحمل الطفل بين ذراعيها لتترك “هيام” الهاتف من يدها دون أن تغلق الاتصال، أتسعت عيني “حلا” على مصراعيها عندما رأت “نهلة” هي من تحمل الطفل بدلًا من الجميع كانت هذه الفتاة التى أحسنت إليها رغم قسوة الجميع عليها، تحدثت “تحية” بتلعثم وصدمة ألجمتها كالجميع:-
-أنتِ اللى خطفتي الواد
أقتربت “فريدة” منها بسرعة جنونية وأخذت “يوسف” من يدها بقوة وهى تصرخ بها قائلة:-
-مُنتظرين أيه من بين الصديج، دى عائلة الشر بيجري فى دمهم
عادت للخلف بقدميها تعطي الطفل لـ “حلا” التى واقفت كالتمثال من صدمتها وعينيها لا تفارق وجه “نهلة”وتأخذ أنفاسها
بصعوبة حادة، سمع “مازن” بكاء الطفل وهذا الحوار الذي يدور بينهما وكان واقفًا بغرفة المراقبة وحدق فى الشاشة التى أمامه وكانت “نهلة” تأخذ الطفل من هذه المرأة، أدرك أن هؤلاء النسوة سيقتلوها قبل أن يدركوا الحقيقة وأنها من أنقذت “يوسف” ولم تخطفه ،سحب “عاصم” من يديه وعادوا ركضًا إلى الغرفة، أقتربت “حلا” بصدمة منها بخطوات بطيئة تكاد تتكأ بيديها على الحائط من ألم بطنها حتى عبرت باب الغرفة ووقفت أمام “نهلة” ودموعها لا تجف بعد حتى بعد عودة “يوسف” سالمًا لتقول “نهلة” بحزن من هذا الظلم الذي تعرض له وخصيصًا أن “حلا” تعتبر صديقتها الوحيدة فى هذه العائلة:-
-أنا ….
قاطعت حديثها وأبتلعت كلماتها قبل أن تدافع عن نفسهما أمام “حلا” حينما صفعتها “حلا” بقوة على وجهها وعينيها مُمتلئتين بالدموع على خسارة ابنها الذي لم تراه حتى الآن ثم صرخت بانفعال تكاد تفقد عقلها مما تراه:-
-أنتِ اللى خطفتي ابنى، معقول تطلع منك أنتِ، دا جزاء الإحسان اللى عملته معاكي
دمعت عيني “نهلة” بحسرة على ما تسمعه وهى حقًا لم ترتكب شيء ولم تلمس ابنها من مكانه وقالت بتلعثم:-
-لا أنا معملتش حاجة
أقتربت “حلا” منها ربما تقتلها للتو بعد ما رأته وألم خسارة ابنها تفتت قلبها الحزين الذي فلق لنصفين بعد ما حدث ورغم ألم بطنها المفتوحة من ولادتها لكن صدمة خسارة ابنها وخبر اختطافه جعلتها تتكأ على أقدامها وصعوبة وتتحرك من فراشها، كادت أن تلطمها مرة أخري على كذبها ليستوقفها “مازن” بجدية قائلًا:-
-همليها يا حلا……….
أبعد “عاصم” زوجته بلطف عن “نهلة” ليقف “مازن” بالمنتصف وعاد “عاصم” للغرفة بزوجته ونظر إلى “يوسف” و”تحية” تحمله بين ذراعيها بسلامة ونائمًا فقال:-
-أهدئي يا حلا
لم تتوقف عن البكاء رغم عودة طفلها، حدقت “فريدة” بزوجها مُصدومة مما تراه وكيف تجرأ الآن على الدافع عنها والصراخ بـ “حلا” لأجلها، تلألأت دموعها فى عينيها وهي ترمقهما غن كثب فى صمت وقلبها يتألم بل يصرخ وجعًا مما تراه خصيصًا أن “مازن” بدأ بالحديث معها، أستدار “مازن” إلى “نهلة” الباكية وحدق بها بضيق شديد من ضعف هذه الفتاة ليقول بخنق:-
-لما تكوني مغلطتيش متسكتيش، خدي حجك ولا لسه كل دا متعلمتيش أن سكوتك مهيوجعش غيرك
رفعت رأسها إلى “مازن” بإنكسار وحزن فقالت بتلعثم:-
-أنا معملتش حاجة!!
أومأ إليها بنعم وأنه يعلم ذلك ثم قال بجدية:-
-روحي دلوجت، الجاعدة أهنا مش زينة ليكي
دلف للغرفة مرة أخري وأغلق الباب لكن “نهلة” رغم قسوة “حلا” عليها لم تذهب للمنزل قبل أن تطمئن عليها وتبارك لها على إنجاب طفلها الرضيع، ظلت جالسة أمام باب الغرفة على المقعد ففتح الباب بعد ساعة تقريبًا وخرج “مازن” مع “عاصم” ليُدهش الأثنين عندما رأوا “نهلة” ما زالت هنا، وقفت قليلًا فى صمت تحدق بهما بينما جاء “قادر” إلى “عاصم” وقال:-
-العربية جاهزة يا جناب البيه
ألتف “عاصم” كي يُحدثه لكن أستوقفه صوت “نهلة” الرقيقة رغم خوفها من التجرأ والتحدث إلى هذا الرجل الوحشي الذي لطالما سمعت عن قوته وخوف الجميع منه:-
-ممكن أتكلم مع حلا
ألتف إليها بضيق شديد من جملتها ورمقها بعينيه التي تشبه الصقر الجريح وقال:-
-هتجولي ليها أيه، مخطفتش ولدك ولا هتجوليلها حمد الله على السلامة، الحالتين أسوء من بعض، روحي يا بنت فايج وأفتكري أن سكوتي مش ضعف ولا خوف أنا لما بسكت بجيب وراء سكاتي دمار
أبتلعت ريقها بصعوبة خوفًا من نظرته وكلماته التى تحمل التهديد لها كانه صدق بأن ما حدث من فعلتها لتقترب منه بتوتر وقالت:-
-أنا معملتهاش وملمستش ولدك من مكانك، دمار!! أنا أصلا مدمرة ولا حضرتك مواخدش بالك من دا، يعنى كدة ميته وكدة ميته هخاف من أيه عشان تهديدني، أنا مظلومة ومعملتش حاجة، زى بالضبط ما أتظلمت فى موت سارة وأنا ملمستهاش ولا حتى أعرف شكلها أيه وأدينى أها بدفع تمن موت واحدة أنا معرفش شكلها أيه ولا هى مين كل اللى أعرفه أنها اسمها سارة وبس، ومع ذلك ساكتة لو فى حد لازم تخاف من سكوته فهو سكوت المظلم اللى بيتوجع ويجول كمان عشان المركب تمشي وبس
أنهمرت دموعها علي وجنتيها بأنهيار مع كل كلمة تتحدث بها وهو صامتًا يحدق بها مُستمع لهذا الحديث وهكذا “مازن” و”قادر” فتابعت:-
-أنا أتحملت كل الوجع عشان خاطر اللى حواليا ميتأذوش، أتحملت ذل وجهر مرت عمك عشان أخويا ميتجلتش حتى لو كان هو السبب بس هعمل أيه رغم أنه أبتلاء من ربنا لكن فى الأخر بيضل أخويا مهتحملش أشوفه مجتول، لكن وسط كل الجسوة دى حلا الوحيدة اللى طبطبت عليا ومسحت دموعي معجول لو هأذي حد هتبجى هى، أحلفك على مصحف أنى معملتهاش
أخذ خطوة أقرب نحوها بعيني كالصقر ويرمقها مباشرة ثم قال:-
-أمال مين الى عملها؟
ألتزمت الصمت ولم تجيب على سؤاله ليتأكد مما يدور فى عقله وأنها فعلت أخاها حقًا والآن تلتزم الصمت كى تحميه من غضب ونار “عاصم”، أومأ برأسه بجدية وقال:-
-يبجى هو أخوكي مفيش غيره….
أجابته بهلع وتعجل بعد أن تحاشت عينيها النظر لعينيه حتى لا يشعر بكذبها قائلة:-
-متظلمش أنا معرفش وسكوتي معناه أنى محبش أتهم حد زور ولا أظلم حد، أنا لاجيت الولد على الكرسي فى الأستراحة لحاله وفي أيده ورجة بأسم حلا وجبته ليها لكن اللى خده انا معرفهوش
ضحك “عاصم” بسخرية على أرتباك وتوترها الذي أكد حديثه وتذكر كيف شاهدها فى الكاميرا تأخذ ابنه من المرأة التى خطفته ولم تجده على المقعد فقال بسخرية على فشلها فى الكذب:-
-وماله، روحها يا جادر
دفعها من معصمها إليه ليتشبث “قادر” بها بلطف قبل أن تسقط من دفعة “عاصم” القوية وأخذها من يدها بالقوة مُعتذرًا منها على لمسها قائلًا:-
-أسف
أخذها للخارج حتى وصل إلى السيارة فى الخارج وفتح لها الباب الخلف لتصعد بالأكراه ثم جلس فى مقعد السائق وأنطلق بها، كان يقود فى صمت ونظر إليها فى المرآة ليراها مُتكأة برأسها للخلف وشبه نائمة رغم عينيها المفتوحتين وتحدق بالشوارع والمارة وعينيها تذرف الدموع فى صمت، شفق على حالها ورغم أرتكب الرجالة الأقوي الجريمة ألا أن الأنثي
الضعيفة هى من تدفع ثمن الجريمة وتتلقي العقاب عوضًا عن هؤلاء الرجالة، تذكر كيف والدها عمدة هذه البلد فر هاربًا أمامه بعد أن أحرق السيارة دون أن يواجهه، لذا ترك ابنته هنا تتعذب كي يتنفس هو وابنه يلقي برجل جبانًا مثله…..
________________________________
دلف “عاصم” للغرفة ليلًا وجلس قرب زوجته يحمل يديها فى يديه بلطف وكانت “حلا” تبتسم بعفوية وعينيها لا تفارق طفلها فقالت:-
-أنا بقيت ماما، أنا لا أصدق أني دلوقت ماما
تبسم “عاصم” بعفوية على هذا الحديث ورفع يده يضع خصلات شعرها خلف أذنيها بلطف وقال:-
-أجمل وأحلي ماما
أومأت إليه بنعم ثم نظرت إليه وتحاشت النظر إلى “يوسف” كان مُبتسمًا وسعيدًا وفرحته كون أصبح أب تظهر فى ملامحه، رفعت يدها بلطف تلمس وجنته بدلال وقالت:-
-يا الله أنت جميل جدًا وأنت بتضحك، لا تبتسم لأى شخص غيري
أومأ إليها بنعم لتتذكر ما حدث قبل ولادتها وسبب سقوطها فأبعدت يديها عنه بغضب وتحولت نظراتها من السعادة للضيق الشديد ثم قالت:-
-أتذكرت يا خائن…
أخذ يدها وهو يقاطع حديثها قبل أن تغضب وتنفعل عليه فى المستشفي وقال:-
-طردتها… طردتها والله
تبسمت “حلا” بعفوية وبراءة بعد أن حقق لها ما تريده وإذا كان الأمر يتعلق بسقوطها فالنتيجة جيدة لها قد ولدت طفلها وهما الأثنين بخير لتقول:-
-لو كان كدة خلاص سامحتك
ضحك علي هذه الفتاة البلهاء التى تخضع وترضي بأقل شيء فهى لم تتطلب أن ينتقم لما حدث أو يعاقب “غادة” على هذا الأمر بل قبلت بطردها من العمل فقط، أعطاها الهاتف بجدية ثم قال:-
-كمان لازم تعتذري لحد تاني يا حلا
تعجبت من كلمته ونظرت للهاتف فكان قد جلب لها جزءًا من كاميرات المراقبة وما فعلته “نهلة” وإنقاذ طفلهما ورغم ذلك صرخت “حلا” بها وأتهمتها زورًا ولم تكفي بذلك بل صفعتها أمام الجميع وألحقت التهمة بها، أزدردت لعابها بحرج من فعلها ثم نظرت إلى “عاصم” ليشير لها بنعم فحقًا “نهلة” لم تأخذ طفلهما بل إعادته لهما ولولا وجودها وما فعلته لكانا خسروا “يوسف” للأبد…
دلفت “مفيدة” مع “هيام” وقالت بعفوية:-
-أنا هروح وهجيلك بكرة وهيام هتجعد جارك أهنا؟
تذكرت “حلا” ما تفعله “مُفيدة” بـ “نهلة لتقول:-
-لا رجاءًا خليكي أنتِ يا ماما مُفيدة
أومأت لها بنعم وقررت “مُفيدة” الجلوس مع “حلا” فى المستشفي بناءًا على رغبة “حلا” لأجل “نهلة” فقط فعلت حتى تستريح “نهلة” قليلًا من قسوة “مُفيدة” وإذلالها
________________________________
خرجت “فريدة” من غرفة طبيبة النسا والتوليد بوجه قلق وشاحب وتحمل فى يدها صورة لأشعة السونار بعد أن أخبرتها الطبيبة بحملها فى الشهر الأول، نظرت مُطولًا لهذه الصور ولا تعلم ماذا تفعل، تحمل فى رحمها ثمرة حبها لزوجها رغم كونه يملك زوجة أخري وبعد أن ظهر من العدم ودافع عنها أمام الجميع ومنع “حلا” من الصراخ بها، بدأ القلق يتغلغل بداخلها مما حدث فهذا البداية لشيء كارثي قادم لها حتمًا، الآن بدأ بالدافع عنها أمام “حلا” غدًا سيقف أمام والدته لأجلها وهذه الشفقة ربما تتحول لحب كبير وتخسر هي زواجها وحبيبها لأجل هذا الفتاة التى دخلت حياتهما بسبب الأنتقام …….
________________________________
وصلت سيارة “عاصم” على السرايا بعد أسبوع تقريبًا من الحادث بعد تصريح “حلا” بطفلها من المستشفي، أستقبلتها “تحية” و”مُفيدة” برحب شديد وجلسوا فى غرفة المعيشة و”مفيدة” حملت “يوسف” على ذراعيها بعفوية وهذا الطفل عكس الجميع الذي يخشوا “مُفيدة” ويبتعدوا عنها فقد أحبها بشدة وبدأ يضحك لأجلها ويحرك ذراعيه نحو وجهها لتبتسم بعفوية ثم قالت:-
-طالع شبهك
لم تعقب “حلا” فنظرت “مُفيدة” إليها لتراها تبحث عن أحد بعينيها و”عاصم” زوجها دخل المكتب للتو أمامها فلم تبحث عنه لتقول “مُفيدة” بضيق وعينيها تحدق بوجه “يوسف” وتحمل يده الصغيرة بين راحة يدها:-
-تلاجيها هنا ولا هنا يا حلا
تنحنحت “حلا” بخفوت وحرج من “مُفيدة” لتقول:-
-أنا…
-لتكوني فاكرني عبيطة يا حلا ولا بتأكل أونطة، اللى بدوري عليها هتلاجيها هنا ولا هنا، مش جعدتني جارك فى المستشفي عشانها بس مش مشكلة أنا اللى يهمنى صحتك وسلامتك
قالتها بجدية لتشعر “حلا” بحرج من هذا الحديث، قاطع حديثهما مجيء “ناجية” بذعر وهي تقول:-
-ألحجي يا ستى
رفع الجميع أنظارهم لها لتتابع الحديث بذعر وقلق:-
-وفاء مرت العمدة جاية وبتتخانج وياي جادر عشان تدخل تشوف بتها
لم تتمالك “مُفيدة” أعصابها وغضبها بعد ما سمعته لتقف من مكانها وأتجهت للخارج فخرجت خلفها “تحية” و”هيام” بذعر ربما يمنعوها عما ستفعله