رواية سهم الهوى الفصل السابع7 بقلم سعاد محمد سلامه


 رواية سهم الهوى الفصل السابع بقلم سعاد محمد سلامه


تباينت نظرات العيون بينهما كل منهم ينظر للآخر حسب حقيقة مشاعره فى هذه اللحظة


هي تشعر بالخذلان لم تتوقع ذلك من جاسر، عقلها يستوعب أن جاسر خدعها 

بإمتياز، ليلة عُرس مدوية وبعدها رحلة ظنت أنها خاصة بهما كزوجين، وبالنهاية يُعطيها ثمن نصف المزرعة كـ مهر، ياله من سخاء 

شعرت أنه يستقِل من شآنها، كل ما حدث بالأمس يمُر أمام عينيها حتى قُبلته أمام الجميع، كل شئ كان تمهيد لتلك اللحظة الآن كي يُشعرها أنه أصبح ذو سطوة حتى عليها... 


بينما حقيقة مشاعرهُ عكس ذلك، يُحبها مازال يهيم بها، سنوات مرت على خذلانه منها ورجاؤه لها كي يبتعدا سويًا، موافقتها ثم عدولها وإمتثالها للزواج من قاسم وخلفه آسر، أليس كان ذلك بسبب تلك المزرعة... إذن ليحتفظ بها ليس لأي هدف برأسه سوا إقترابه منها الدائم... 


تنهدت بعنفوان وعادت لطبيعتها البربرية ونظرت له بآسف قائله بإستهزاء: 

مش شايف إن تمن نص المزرعة غالي أوي عليا كـ مهر. 


مد يدهُ يُزيح بعض الخُصلات عن وجهها، ثم مسد بآنامله على وجنتها بنعومه قائلًا: 

ده كان إتفاقي معاكِ نص المزرعة  قصاد جوازنا متعودتش أخلف وعدي. 


نظرت له وفهمت قصده، فهي أخلفت الوعد بالماضي، لكن إستهزأت قائله: 

واضح إنى فهمت قصدك غلط، أو إنت اللى كنت بارع وقدرت تقنعني بسهوله، عالعموم، الشيك ده ميلزمنيش يا جاسر. 


نظر الى يديها اللتان تُمزقان تلك الورقة، ثم نحت غطاء الفراش عنها، وأحكمت ذلك المئزر على جسدها وضعت بقايا الورقه وباقة الزهور على الفراش وتركته وذهبت الى الحمام بصمت.


نظر فى آثرها شعر بوخزات فى قلبه لم يكُن يتوقع رد فعلها هذا،هي فهمت مقصده خطأ،هو لم يتعمد أن يُقلل من شآنها،أو خداعها كما ظنت، إحتفاظه بنصف المزرعة ليس فقط لضمان بقائها معه بل لقيمة ومكانة تلك المزرعة لديه هو الآخر...زفر نفسه بآسف وندم.


بينما بداخل الحمام،شعرت تاج بأن ساقيها أصبحن هُلام جلست أرض تضم ساقيها لصدرها،شعرت أنها تود أن تصرُخ من قسوة آلم  قلبها،يسأل عقلها 

الا يكفي ما تحملته سابقًا...ما الذي جعلكِ تعودين لذاك الآلم مرة أخرى. 


وسؤال آخر

وهل كنتِ شُفيت من الآلم،أم كُنت تحاول إعطاء المُسكنات كي لا يهزمكِ الآلم...والآن ماذا 

إنغرس سهم جديد بقلبك 

ومن من...جاسر 

زفرت نفسها بآلم قوي وهى تحدث نفسها بلوم:

جاسر اللى فى يوم دمرتي حياتك عشانه...


ياريت... ياريت ماذا 

ياريت إحتقظ بنفس المكانه وظل بعيدًا 

وكلمة ياريت فات آوانها 

حِلم زواجهم القديم أصبح حقيقة


دموع سالت وضحكة تهكم تؤلم قلبها،وعقلها يستوعب ويُفكر برد فعل لحظات أو دقائق مرت دموع تسيل ربما يخف الآلم...حتى إن لم يخف لابد من قرار...نهضت تتحامل على نفسها...خلعت ثيابها وقفت أسفل صنبور المياة 

تشعر كآن المياة ضمدت جزءً من  ذاك آلم...

إرتدت مئزر قُطني وأحكمته حول جسدها،وخرجت،ربما كانت تود أن لا تجد جاسر مازال بالجناح،لكن خابت أمنيتها،وجدته يجلس يضجع بظهره على خلفية الفراش،لم تهتم بوجوده عمدًا،وذهبت نحو خزانة الثياب وأخذت لها زيًا،ثم نظرت نحو تلك الطاولة الموضوع عليها هاتفها،ذهبت نحوها وأخذت الهاتف والثياب وذهبت نحو الحمام مره أخري غير مُبالية بحديث جاسر:

أنا طلبت لينا فطور.


دخلت الى الحمام وضعت ثيابها على حامل ثم فتحت هاتفها لوهله تهكمت بغصة قلب على تلك الرسالة التى وصلت للتو،فتحتها وقرأت محتواها بإستهزاء:

"صباح الخير يا عروسة 

صباحية مباركة،متفكريش فى الشغل  او فى أي حاجة  تانية إنبسطي مع جاسر وبس".


رسمت بسمة إستهزاء على حالها،وتذكرت تحذير جاسر بالأمس بأن لا تجعل خليل يقترب منها،ها هو أول من هاتفها،ينصحها بالانبساط معه، سخرية بالتأكيد ليس منه تعلم نواياه الطيبة،لكن هو لا يعلم أن شعورها قد صدق وجاسر لم يُخيب توقعها...

تنهدت وفتحت احد المواقع الخاصة وقامت بالبحث عن رقم هاتف،وجدته فقامت بالإتصال به وإنتظرت الرد الذي كان سريعًا،وطلبت:

من فضلك عاوزه أستعلم عن أول رحلة طيران للـ القاهرة.  


أجابها: 

فى رحلة هتقوم بعد ساعة تقريبًا واللى بعدها هتبقى بعد الضهر. 


فكرت ثم قالت: 

تمام أنا عاوزة أحجز تذكرة فى رحلة بعد الضهر بإسم" تاج فريد مدين ". 


اغلقت الهاتف ثم بدلت ثيابها بألاخري، وقفت أمام مرآة الحمام، نظرت لملامحها الشاحبة، لم تهتم بذلك وخرجت من الحمام، بنفس الوقت

كان جاسر يغلق الباب خلف ذلك العامل... 

ثم إقترب من تلك الطاولة قائلًا: 

الفطور  وصل...طلبت لك النعناع اللى بتحبي تشربيه بعد الفطور. 


تهكمت بداخلها لكن أومأت رأسها بصمت، توجهت نحو تلك الطاولة، وجلست كذالك جاسر الذى لاحظ شحوب ملامحها شعر بوخز فى قلبهُ،جلس هو الآخر لاحظ أنها تعبث بالملعقة بطبق الطعام،فتحدث بسؤال:

مش بتاكلي ليه؟.


رفعت وجهها عن طبق الطعام قائله  بتبرير كاذب وإيحاء: 

مش جعانة...أصل أكلت كتير من العشا اللى الاوتيل قدمه لينا إمبارح... هشرب النعناع كفاية. 


قالت هذا ونهضت واقفة تمد يدها نحو كوب النعناع، مسك جاسر يدها ونظر لها سائلًا: 

رايحه فين؟. 


نظرت لقبضة يده على يدها سحبت يدها  قائله: 

هشرب النعناع فى البلكونه أشم هوا البحر، الهوا هنا فى الجناح حاسه إنه مكتوم، أو يمكن بسبب التكييف.


أخذت الكوب وتوجهت نحو شُرفة الجناح فتحتها ثم ذهبت نحو ذلك السياج تنظر أمامها لتلك الأمواج الضائعة من بعيد،أغمضت عينيها تود أن تُصفي ذهنها وتشعر بالهدوء،لكن فتحتها بإتساع حين شعرت بيدي جاسر حول خصرها وإقترابه منها بحميميه يضع رأسها بين خُصلات شعرها التى تمردت بسبب ذلك الهواء،شعورها فى هذه اللحظة غير مفهوم،تود أن تنسي خداعهُ وتظل قريبة هكذا منه،وكذالك شعوره يود لو عاد الزمن وظل 

"الجاسر"مروض الخيول العاشق لمُهرته اللطيفة...وذكري أخري مرت بخاطره ذكري كان من المُمكن أن يفقد حياته بسببها...

أغمض عينيه يود النسيان فقط يود أن يشعر بنبضات قلبها التى تنبض أسفل يديه،بتأكيد هي الأخري تشعر بنبضات قلبه التى تضرب ظهرها 

عادت تغمض عينيها تودأن تُخبرهُ أنها لم تتخلي لحظة واحدة عن غرامها به لكن الحياة أحيانًا تفرض التضحيات،

التضحيات التى كان هو جزء منها،لو كانت إقتصرت على تضحيتها بالمزرعة ما كانت فكرت كما حدث،لكن أحيانًا لابد من أولويات...لكن منعها كبريائها...كذالك شعورها بالخذلان،لو كان جاسر ما قدم ذلك الإيصال لها وما تحدث بأي شآن خاص بالمزرعة كانت الآن ستكون بأسعد أوقاتهم معًا... كذالك  قطع ذلك صوت رنين هاتف جاسر، رغمًا عنه نحى إحد يديه عن خصرها وأخرج هاتفه نظر له ثم قام بالرد لينهي الإتصال قائلًا:

تمام نص ساعة هكون فى المكان اللى قولت عليه سلام. 


مازالت يده على خصرها لكن إستدارت بوجهها له، وضع الهاتف بجيبه ورفع يده يُنحي خصلات شعرها التى تتطاير وإقترب من إحد وجنتيها وضع قُبلة، ثم قُبله أخري قريبه من شفتيها،هامسًا: 

مش هغيب كتير قبل الساعة أربعه هكون هنا،  


قطعت إسترسال حديثه بإظهار عدم إهتمامها قائله: 

براحتك.


وضع قُبلة متشوقه وقوية على شفتيها،ثم نظر لعينيها بصفاء قائلًا:

الإعلان هيتصور يوم واحد أو يومين بالكتير وبعدها...


قاطعته مره أخري بنفس الكلمة: 

قولتلك براحتك. 


لوهله شعر بأن هنالك هدف برأس تاج من طريقتها الغير مُبالية، لكن لم يُبالي، لان برأسه هدف لاحقًا، رحلة لهما فقط بالبحر بعيدًا عن أي مُنغصات... سيجعلها مفاجأة لها. 


غادر جاسر وظلت تاج واقفة لبعض الوقت عقلها إتخذ القرار ولا تراجُع. 

ــــــــــــــــــــــــــ

بتلك الشقة البسيطة 

وضعت آخر طبق للطعام، وقبل أن تنادي تبسمت حين دلف صهيب الى المطبخ يتثائب قائلًا: 

صباح الخير يا ماما.


إبتسمت له وقالت بذم: 

برضوا سهران لوش الفجر وصاحى مش عارف تفتح عينيك. 


جلس على مقعد خلف الطاولة قائلًا: 

شغل يا ماما، وبعدين انا تقريبًا خلاص إتعودت عالنظام ده، أنام تلات اربع ساعات كفاية أوي.


جلست والدته وتحدثت بذم:

لاء مش كفاية لازم تنتبة شويه لصحتك أنت بتجهد نفسك أوي،لو كنت أعرف أن إستقالتك من الشركة اللى كنت بتشتغل فيها  قبل ما يطلع فى دماغك فكرة المكتب الهندسي،هتجي على حساب راحتك بالشكل ده كنت عارضتك،إنت مبقتش بتفكر فى أي حاجه غير الشغل وبس،إمبارح كان عيد ميلاد أخوك حتى مفتكرتش تبعت له رساله تهنيه،كمان شوف شكلك،خسيت كتير أوي.


ضحك قائلًا:

أنا بعتت لاخويا هدية ومعايدة كمان،وبالنسبة لشكلى إيه مش عاحبك العضلات اللى عندى،خلاص هقطع إشتراك فى الچيم اللى على ناصية الشارع.


وكزته بكتفه بغضب أمومي قائله:

بتتريق عليا عشان خايفه عليك،أنا نفسي أطمن عليك زي ما إطمنت على أخواتك كده،كل واحد فيهم مبسوط مع مراته وعياله.


تنهد قائلًا:

يا ماما سبق وقولتلك مش بفكر فى الجواز قبل ما المكتب الهندسي يبقى له مكانه كويسه.


بضجر منها سألته:

وده هيبقى إمتى إن شاء الله لما يكون بقى عندك أربعين سنه،وفيها إيه يعني لما تتجوز هتعطلك فى إيه،بالعكس دى يمكن تبقى غاويه سهر زيك كده وتسهر جنبك وعلى راحتك.


تبسم صهيب قائلًا:

او يمكن تضايق وتقول إنى بفضل الشُغل عليها،وبعدين أنا ليه حاسس فى الفترة الأخيرة إنك مركزة أوي فى موضوع إنى أتجوز،فى واحدة معينة فى دماغك.


تفاجئت من قوله وتوترت قائله:

بصراحة أه،أخت مرات أخوك بنت ناس ومحترمة،وإنت شايف أختها مع أخوك وكمان معاملتها ليا كويسه الحمدلله،إيه رأيك.


ضحك قائلًا:

إنتِ بتحكمي بالمظاهر يا ماما،مش شرط عشان مرات أخويا كويسه معاكِ تبقي أختها زيها...


توقف للحظة وشرد بـ فايا لمعت عينيه ببسمه ثم نظر لوالدته قائلًا:

بلاش تستعجلي يا ماما وسيبي كل حاجه للوقت الله أعلم يمكن فى لحظة أخد القرار وأقولك هتجوز.


تبسمت له قائله:

بجد،قولى لو فى واحدة معينة وأنا...


قاطعها قائلًا:

لاء مفيش يا ماما،بس الله أعلم،الجواز قدر يمكن يجي فى لحظة وتظهر صاحبة النصيب.


اومأت والدته رغم عدم إقتناعها لكن لن تلِح عليه أكثر الآن...بينما لمعت عيناه وبداخله أمنية غريبة أن يلتقي بـ فايا  صدفة اليوم. 

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بشقة والدة آسر 

كالعادة تكون زيارة عابرة لوقت قليل، تأدية واجب فقط 

لكن اليوم إختلف ذلك، بعدما 

سمع الإثنين رنين جرس الشقة 

نهض آسر ليفتح، وقف للحظات مُتصنمًا حين رأي أمينة التى تبسمت بحياء قائله: 

إزيك يا آسر، أنا كنت جاية لـ طنط عشان أديها الكتالوج ده،كُنت خدته منها عشان فيه رسومات تنفع للاطفال فى الحضانة.


نظر الى ذلك الكُتيب وسُرعان ما تذكره هذا الكُتيب كان له،كان به رسومات يهوى تقليدها،لمعت عينيه بحنين الى ذلك الصبي اليافع الذي كان يعتقد أنه سيُصبح رسامًا يملئ الكون بالألوان،لكن إكتشف حقيقة الالوان أنها خادعة واللون الحقيقي هو الأسود فقط،تنحي جانبًا وهو يشعر بغصة قوية فى قلبه 

يُدرك أن إختياره فى النساء كان ضائعًا...

أُغرم بـ أمينة لكن كان عشق مغمور فى قلبه فقط وأخذ طعنة أول سهم حين علم أنها ستتزوج من قريب لهم كان بينهما قصة حُب،وهو كان مجرد صديق الطفولة،ثم ظهرت ميسون صدفة وتعلق بها ظن أنه مُغرم بها الى أن إقترن بـ تاج لا ينكر إنجذابه لها،ولولا رفضها لتحويل الزواج بينم من على الورق الى زواج فعلي لكان أكمل معاها الطريق،ربما بالامس علم سبب رفضها،هي كانت ومازالت مُغرمة بـ جاسر،عكسه هو الآخر أخطأ حين وضع ميسون أمامها كخطيبته ربما هذا كان سببً أيضًا،

ثلاث نساء مروا بحياته

إثنين تمنيهن،وواحدة فرضت  نفسها عليه،وهو مازال ذلك الضائع حتى أنه سئم من التمني،لكن حين عادت أمينة تمرد قلبه وبدأ يخفق بإشتياق  لماضي ذلك الصبي قبل أن يرا والدته بفراش عمه... لكن حذره عقله 

أفق فهي متزوجة. 


تبسمت والدة آسر لـ أمينة ورحبت بها، أعطتها أمينه ذلك الكُتيب، وإستأذنت لإنشغالها ببعض الأعمال. 


ظل آسر ينظر لها الى أن غادرت الشقة 

حتى سمع تنهيدة والدته قائله بآسف: 

خسارة أمينة حظها قليل، الحقير اللى كانت متجوزاه راح إتجوز عليها واحدة من الكويت، طبعًا طمع عشان يتجدد إقامته هناك ولما خيرته إختار الكويتية، قليل الأصل نسي نفسه، بس كويس إن ممعاش منه ولاد، أهو أحسن ما كانت تنشبك بيهم، بس هي طول عمرها بتحب الأطفال. 


إنتبه آسر الى حديث والدته لينبض قلبه بشدة، لكن كيف لم يُلاحظ خلو يدها من خاتم زواجها، لمعت عيناه ببسمه لكن سُرعان ما خفت ذلك اللمعان حين تذكر أن كل الفُرص تضيع، فهو متزوج، حتى وإن كان زواج عقل بالنهاية زواج... سئمت ملامحه وإتخذ قرار الفرار. 

ـــــــــــــــــــــــــــ

بعد الظهر

بأحد المطاعم الفخمة 

تبسمت ميسون بدلال وهي تجلس مع ذلك العميل الذي ينظر لها بنظرة ذو إعجاب،وهي تبتسم له بمغزي دلال  قائله: 

الارض دي فى منطقة جديدة مفتوحة للإستثمار مسألة وقت قليل والسهم هناك هيضاعف تمنة أضعاف مُضاعفة، لو مش عارفة أنك محتاجها للمشروع بتاعك مكنتش وافقت آسر على بيعها لك بالسعر ده أنا أعتبر خسرانه. 


تبسم لها قائلًا: 

عمولتك محفوظة طبعًا، وده مش أول تعامل بينا ولا هيكون الأخير. 


تبسمت له بدلال قائله: 

طبعًا هيكون  بينا تعاملات مستمرة،بس عرفت إن لك قطعة الأرض اللى جنب أرض المشروع اللى شركتنا هتنشأه هناك،إيه ناوي تبني هناك إيه.


راوغ  بالأجابة عن تعمُد:

لاء أنا شاريها إستثمار لو جالي فيها سعر أعلي هبيعها،المنطقة هناك لسه مش واضح معالم المستقبل فيها،مش معقول هنشأ مشروع فى مكان زي ده قريب من البدو،إنت عارفه أطباعهم،مينفعش الغلط معاهم،وقت الجد الغلطة عندهم بضياع،سبق وكان ليا صديق إشترا أرض هناك وحصل مشاكل مع البدو وسطو على الأرض وأخدوها ومعرفش ياخد حق ولا باطل معاهم وضاعت فلوسه اللى دفعها.


لمعت الفكرة برأس ميسون وهي تتخيل لو حدث ذلك مع تاج وإنتهي ذلك المشروع وخابت أمالها العظيمة،تبسمت قائله:

لو جبت لك مُشتري للأرض دي،هتديني عمولة قد إيه؟. 


تبسم  بشبه امل قائلًا: 

اللى تطلبيه طبعًا. 


تبسمت بطمع قائله: 

تمام إنتظر إنى أجيب لك مُشتري لها فى أقرب وقت. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فى حوالى الثالثة والنصف ظهرًا

بالجونة

دخل جاسر الى الجناح ذهب نحو غرفة النوم  مباشرةً تفاجئ بعدم وجود تاج،إستغرب ذلك وظن أنه ربما خرجت للتنزُه أو لتناول الغداء بمطعم الفُندق، أخرج هاتفه وقام بالإتصال على هاتفها، إستغرب فى البداية أنه خارج نطاق الخدمة، قرر أخذ حمام بارد يُزيح عن جسده الأرهاق، ربما تعود بذلك الوقت، بعد قليل جلس على أحد المقاعد وجذب هاتفه وقام بالإتصال عليها، سمع رنين  الهاتف تبسم وهو يسمع صوتها سائلًا: 

إنت فين يا تاج انا رجعت الفندق...ملقتكيش. 


أجابته ببساطة وترقُب: 

لسه نازلة من الطيارة فى مطار القاهرة. 


لوهلة ظن أنه ربما سمع خطأ،وعاود سؤالها بإستخبار: 

بتقولي فين؟. 


أجابته بتأكيد: 

فى مطار القاهرة لسه يادوب نازلة من الطيارة. 


نهض واقفًا يشعر بغضب ساحق قائلًا: 

إزاي وليه سافرتي بدون ما أعرف. 


أحابته: 

إنت مشغول وأنا كمان عندي أشغال هنا فى القاهرة، وقولت مش لازم أعطلك ولا أعطل شغلي كمان. 


إجابتها أثارت عصبيته أكثر، وتعصب قائلًا: 

إرجعي لهنا تاني يا تاج. 


بعناد حدثته برفض: 

قولتلك عندي مشاغل مهمة هنا خلص إنت أشغالك براحتك، هقفل الموبايل عشان داخلة على صالة الوصول. 


لم تنتظر وأغلقت الهاتف وهي تتنهد يرتجف قلبها ولا تعلم سبب لذلك. 


بينما عندما أغلقت تاج الهاتف شعر بغضب ساحق وألقى هاتفه على الفراش بغضب ساحق، ود تهشيم كل شئ حوله، تاج أعلنت التمرُد سريعًا وهو لم يعُد ذلك المروض الصبور،تنفس بقوة وتذكر نبرة حديثها معه قبل أن يخرج صباحً،كيف لم ينتبه أن تاج لم تهتم بخروجه أو عودته 

تنهد مطولًا بغضب،لوهله فكر وذهب نحو الهاتف وجذبه وبعدما فتحه بحث عن أحد الأرقام... توقف للحظات يُفكر،ترك الهاتف لن يطاوع قلبه ويذهب خلفها،ضغط فوق دثار الفراش بقوة وجذبه وألقاها على طول ذراعه غير عابئ بهاتفه الذي شبه تحطم،جلس على الفراش يصُقك أسنانه بغضب،يذم نفسه يبدوا أنه تهاون بحقه ليلة أمس وترك تاج على راحتها،لكن...

لكن ماذا...عِناد تاج لن يسير عليه،لكن لابد أن يهدأ أولًا...

قرر عدم الذهاب خلفها،بل الأسوء من ذلك سيمكث أكثر من يومين هنا، ردعًا لإشتياقه لها. 

ـــــــــــــــــ

بأحد فنادق القاهرة الفخمة فتحت تاج باب الحجرة ودخلت، توجهت نحو الفراش مباشرةً وتمددت عليه تشعر بالإرهاق ليس الجسدي بل النفسي، تشعر أن حياتها مثل سهم إنطلق بلا هدف يصل له ظل طائرًا بالهواء قبل أن يسقُط وينغرس بأرض حجرية، تكاد قسوتها تكسره لكن لا هي لن تنكسر فلقد مر الأسوء سابقًا، 

من الجيد انها جائت الى هذا الفندق لا تود جِدال ولا سؤال، تود ان تنفرد بنفسها فقط. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

باليوم التالي 

صباحً

بشقة والد ليان 

أيقظتها والدتها بتعسُف وقسوة وأخبرتها  بقبولها بذلك العمل... ذُهلت ليان قائله: 

أكيد  مستحيل أقبل يمكن غلطوا، او إتلخبطوا بيني وبين حد تاني. 


ذمتها والدتها بضجر! 

لا حد تاني ولا تالت، إنتِ قبلتي وكمان مضيتي العقد ولازم تروحي الشركة عشان تستلمي وظيفتك. 


تهكمت ليان قائله: 

وظيفة إيه ومضيت على إيه أساسًا، هكون مضيت عالعقد وأنا نايمة. 


أجابتها والدتها بصدمة لها: 

أيوه مضيتي عالعقد وإنتِ نايمة ومسطوله، ودلوقتي العقد فيه شرط جزائي لو مروحتيش وإستلمتي الشغل هناك مجبورة تدفعيه لهم، وأنا وأبوكِ، محيلتناش غير ستر ربنا. 


نظرت لها ليان قائله: 

ستر ربنا

السنين اللى بابا إشتغلها في الخليج محوشتيش قد كده، إدفعي لهم الشرط الجزائي، أنا مش عاوزه أشتغل، بالذات بقى فى الشركه دي... هواها مش داخل مزاجي. 


نظرت لها والدتها بسخط  وتكرار قائله: 

هواها مش داخل  مزاجك، والبرينسيس عاوزه تشتغل فين بقى، بصي بقولهالك، أنا ولا ابوكِ هندفع الشرط الجزائي، ومش عاوزه تستلمي الشغل هناك براحتك، السجن موجود وهناك مش هتلاقي سرير تنامي عليه أربعه وعشرين ساعة... والمساجين مش هيلاقوا  هفية أحسن منك يروقوكِ ضرب ليل ونهار.


قالت هذا وغادرت تاركه ليان التى وضعت يدها فوق عُنقها من الخلف و

إنخضت بعدما تخيلت لو أخذت صفعات من المسجونات معتادي الإجرام،سُرعان ما نفضت ذلك بفزع وذهبت خلف والدتها حاولت إسترضائها لكن لا فائدة،وأصبح ذهابها لتلك الشركه أمر واقع.  

ـــــــــــــــــــــــــ

بالمطعم الخاص بذلك الفندق 

نهض خليل واقفًا ببسمه يستقبل تاج ضمها بمرح قائلًا: 

فين جاسر، ليه رجعتوا للقاهرة بالسرعه دي. 


تنهدت بسئم قائله: 

جاسر لسه فى الجونه أنا اللى رجعت لوحدي. 


إستغرب ذلك ومن ملامح وجه تاج ربما إستشف أن هنالك شئ  يُزعجها، فسألها:مش فاهم إزاي جاسر سابك ترجعي لوحدك.


أجابته:

أنا رجعت لوحدي من غير ما هو يعرف،عرف بعد ما وصلت هنا.


إستغرب ذلك وسألها:

مش فاهم...إنتِ وجاسر مش كنتم مسافرين تقضوا إجازة خاصة بيكم.


تنهدت بآسف:

لاء،أنا أتفاجئت جاسر عنده شغل هناك ومش بس كده فى موضوع تاني حصل.


إستغرب ذلك وسألها:

وإيه هو الموضوع التانى بقى.


سردت له ما قاله جاسر وعن إخلاله بببيع نصف المزرعه لها.


رغم شعور الآسف لدى خليل لكن برر لـ تاج قائلًا:

ليه تاخدي موضوع أنه رفض يبيع نص المزرعة ليكِ بشكل شخصي،

بصي يا تاج أنا أعرف جاسر من زمان صحيح مكنش بينا إختلاط مباشر بس يمكن فهمت شخصيته..

جاسر عارف مكانة المزرعة عندك،وأكيد هتطلبي منه يعيش معاكِ فيها،وهو عنده كبرياء إزاي يقعد فى مكان هو مالوش فيه،مكان مملوك لمراته.


فهمت تاج قصد خليل لكن إعترضت قائله:

والشيك اللى كان مقدمه كـ مهر مش إستقلال بيا.


ضحك خليل قائلًا:

لاء..


كادت تاج أن تعترض لكن قاطعها خليل وإسترسل حديثه:

لاء يا تاج...لو ده هدف جاسر كان قدملك الشيك قدام المعازيم إمبارح علانية زي ما باسك كده،هو فكر إنه بكده يبقى وفى بوعده معاكِ،صحيح الطريقه فيها شوية حزازية لكن يمكن خانه التعبير.


تهكمت تاج بتكرار:

خانه التعبير،أنا حاسه مش ده جاسر اللى كنت أعرفه قبل كده،ده شخص تاني.


تبسم خليل قائلًا:

وإنتِ كمان إتغيرتي يا تاج وبلاش تاخدي تفسير اللى حصل على هواكِ متأكد جاسر بيحبك وإنتِ كمان،فكري وحاولي تنجحي جوازكم وترجعي إنت وجاسر زي ما كنتوا،دي فرصة وجاتلكم إنكم تجتمعوا تاني،بلاش تضيعي حبك له،الفرصة مش هتتعاد تاني...وكويس إنك مرجعتيش عالمزرعة خليكِ هنا هدي اعصابك وفكري كويس وهتلاقي نفسك بتاخدي القرار الصح.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور يومين 


بالمزرعة 

عصرًا قبل مغيب الشمس بوقت قليل 


شعرت بضجر من أسئلة نجوي وجنات عن سبب عودتها دون جاسر، وحاولت مراوغتهن بصعوبه إتخذت ذلك الغراب حِجه وهربت من اسئلتهن، أخذت ذلك القوس القديم 

وتجولت بفناء المزرعة 

فمنذ فترة وهي تتضايق من صوت نعيق ذلك الغراب، تشعر ببُغص لصوته المُنفر ونذير الشوم،حاولت رشقه بالسهم لكن فشلت وأصاب السهم إحد فروع الشجر وإنكسر، ومازال الغراب يحوم ويزداد نعيقه بالمكان كلما أخفق السهم فى إصابته كآنه يراوغها بفشل سهامها بصيده ، بالتأكيد إخفاقها بسبب مرور مُدة طويله لم تُمارس تلك الرياضة التى كانت بطلة فيها، تجولت تحاور وتناور ذاك الأسود اللعين، وقفت على ربوة قريبه من مكان طيرانه، رفعت السهم وتركيزها مُنصب عليه فقط


بينما قبل دقائق معدوده وصل جاسر الى المزرعة وتقابل مع نجوي وسألها  عن تاج، أخبرته أنها تتجول بفناء المزرعه بعدما أخذت القوس الخاص بها، وكذالك سألته عن سبب وصوله بعد تاج، فهي وصلت صباح اليوم وهو بالمساء، إندهش من ذلك لكن برر بكذب: 

مفيش بس أنا أتأخرت عالطيارة هروح اشوف تاج. 


لم يدخل  ذلك عقل نجوي، لكن لهفة جاسر جعلتها تبتسم... 


ذهب جاسر باحثً عن تاج لم يأخذ وقت طويل وإستدل على مكانها بسبب رؤيته لتلك السهام الطائرة ذهب بإتجاهها مباشرة، رأي وقوف تاج وعدم تركيزها وإخفاقها، كذالك عدم إنتباهها، رغم أنه كان غاضبً بقوة من سفرها، لكن فى هذه اللحظة  كل ما يوده هو فقط ضمها بين يديه وهنالك فرصة لذلك، لعدم إنتباهها إقترب منها بهدوء، حتى أصبح خلفها  مباشرةً رفع يديه وضعهما فوق يديها وأصبح جسدها مُقرب له بشدة، حتى أنها

لوهلة شهقت بخضة بعدما شعرت بيدين يقبضن فوق يديها، وجسد يقف خلفها  يكاد يكون مُلاصق لها يحتوي جسدها  ...سمع شهقتها وشعر برجفة جسدها فإقترب أكثر وضغط على يديها التى إهتزت  بقوة.... حتى شعرت بأنفاسه ساخنه قريبة من عُنقها وصوته الهادئ يتفوه بنبرة توجيه وهو يتحكم بحركة يديها يوجه رأس الرُمح نحو الهدف قائلًا : 

حبل القوس مرخي كده الرُمح عمره ما هيصيب الهدف اللى بتنشني عليه لازم تشدي حبل القوس عالآخر وبعدها تطلقي الرُمح فى الهدف. 


سحب الرُمح للخلف بقوة  ثم تركه فإنطلق من القوس عابرًا بالهواء حتى إخترق عُنق ذاك الغُراب الذي كان يُحلق فوق إحد الأشجار... فتردى فوق الأرض بمكان قريب من وقوفهم... هبطت يديها بالقوس لكن لم يتخلى عن  إحتواؤهُ لها، بل ضمها أكثر، لوهلة شعرت بتوتر وإرتباك  وهي تنظر حولها كان المكان خاويًا... نفضت تلك المشاعر عنها  وأخذت خطوة للأمام بعيدًا عنه إستدارت تنظر له بعناد قائله: 

على فكره أنا كنت بطلة فى " رمي السهام". 


إبتسم وهو يضع يديه حول خصرها يُقربها منه مرة أخرى... قائلًا بثقة: 

عارف إنك بطلة فى رمي القوس،يمكن الكابتن حب يعرف مستوي المُتدرب زي ما هو ولا محتاج لشوية تمرين .


نظرت له بغرورها  تود الإستفسار سائله:

إنت هنا من إمتي يا جاسر. 


إبتسم  وهو يقترب من أذنها وهي تشعر بتوتر من إقترابه هكذا حتى همسه له شعور خاص،حتى حين كذب وأخبرها أنه لم يرا إخفاقها منذ قليل بالتصويب برمي السهام، وقال بصوت أجش: 

لسه واصل دلوقتي. 


شعرت بزلزلة كيانها كذالك توقعت أن يكون غاضب بعدما غادرت وتركته بلا إخباره كذالك  عدم مهاتفته لها اليومين  الماضيين، كان عكس ذلك هادي، حتى أنه

ثم رفع إحد يديه يُزيح بعض خُصلات شعرها التى تمردت كالعادة،أخذ من يديها ذلك القوس،وجذبها يضم خصرها قائلًا:

الدنيا بدأت تضلم،خلينا نرجع للقصر أنا مُرهق.


سارت معه الى نحو القصر،يتجادلان بهدوء بأمر بعض أشجار المزرعة التى أصبخت شبه جافة ولابد من زراعة أخري غيرها...

إستقبلتهما جنات وشعرت بسعادة حين رأت ضم جاسر لخصر تاج بتلك الطريقة المُتملكة،كذالك نجوي الذي إقتربت منهم قائله:

أنا قولت للشغالة تحضرلك الحمام يا جاسر أنت أكيد مُرهق.


أومأ لها مُبتسمًا وشكرها،بينما تفوهت جنات وهي تنظر نحو تاج قائله:

كمان تاج  واضح عليها مُرهقه...


قاطعتها تاج:

لاء مش مُرهقه يمكن من المشي فى الشمس شويه،هطلع أغسل وشي وأغير هدومي وأنزل.


أومأن لهما وصعدا سويًا،كان جاسر يضم خصر تاج كآنه بمِلكية ،فتح باب الغرفة وتنحي جانبًا دخلت تاج أولًا وهو خلفها،أغلق الباب بعنفوان،إستغربت له تاج،وقبل أن تسأله جذبها بقوة عليه سائلًا بغضب:

إيه اللى خلاكِ ترجعي من الجونة بدون عِلمي وكنتِ فين اليومين اللى فاتوا،وقبل أن تجاوب ضم شفتيها بين شفتيه يُقبلها بعنفوان وتملُك،وشغف يُغذيهم شعور الغضب... 

ترك شفتيها لتتنفس ونظر الى وجهها قبل أن تتحدث عاود يُقبلها بنفس الشغف والعنفوان وتسللت يديه الى جسدها أسفل ثيابها وتحرك بها نحو الفراش حتى أصبح خلفها،ترك شفتيها ودفعها بقوة سقطت فوق الفراش،قبل أن تفوق من الصدمة كان يجثوا بجسده فوق جسدها يديه فتحت سِحاب ثوبها من أعلى وظهر جسدها شبه عاري امامه،رأي إنخفاض وإنقباض قلبها،لم يُبالي بذلك وعاود تقبيلها ترك شفاها وبدأ يُقبل عُنقها،بنفس العنفوان الطاغي عليه،شعرت بملس يديه على جسدها فاقت من  الغفوة التى كانت بها وسأل عقلها ماذا سيكون رد فعله حين يكتشف أنها مازالت عذراء.

الفصل الثامن من هنا


تعليقات



×