رواية اجنبية بقبضة صعيدى الفصل السابع7 بقلم نور عبد العزيز


 رواية اجنبية بقبضة صعيدى الفصل السابع بقلم نور عبد العزيز

وصل “عاصم” للمكان مُنفعلًا ليصيح بهم جميعًا:-

-حصل أيه

أخبرته “سارة” بمكان فقدها ليصرخ “عاصم” مُستشيطًا غيظًا وهو يقول:-

-أتفضل روحهم

أنطلق هو باحثًا عن زوجته الطفلة المُفتقدة، أتجه إلى غرفة كاميرات المراقبة ورأها من ساعة معهم ثم أنطلقت وحدها إلى محل لبيبع ملابس نسائية ولم تخرج منه، أتجه إلى هناك مُسرعًا مُتمنيًا أن يجدها بالداخل وألا يكن أصابها شيء، سأل الموظفة بحرج من وجوده بهذا المكان عن زوجته لتخبره بأنها بالداخل حيث غرفة تبديل الملابس، تنهد بأرتياح بينما خرج ينتظرها بالخارج، دلفت البائعة للغرفة تخبرها بأن هناك رجل يسأل عليها، أعطتها “حلا” ما أعجبها لتشتريه وعندما خرجت رأت “عاصم” يقف بالخارج فتعجبت لحضوره، وقفت مع البائعة حتى تضع لها أغراضها فى الكيس لتسمع الأخرى تأتي نحو صديقتها هامسة بأعجاب:-

-شوفتي الجمر اللى واجف برا دا، تفتكرى عايز يشتري حاجة لمراته

نظرت “حلا” إلى حيث “عاصم” ثم عادت بنظرها على البائعة لتسمع بقية حوارها:-

-لا معتجدش، هو مفيش فى يده دبلة

تحدثت “حلا” بهدوء شديد رغم الغضب الذي يجتاحها وهو تعطي الموظفة البطاقة البنكية هاتفة:-

-بس متجوز

نظر الأثنين عليها لتقول ببسمة خبيثة:-

-أنا مراته

دفعت تكلفة ما أشترته ثم خرجت غاضبة من هذه المرأة التى تتغزل به أمامها، ربتت على ظهره من الخلف بلطف، ألتف إليها بأنفعال شديد ثم قال:-

-أنا مش نبهت عليكي متغبيش عن عين حمدي

تطلعت بوجهه بعبوس وهى تقوس شفتيها بضيق شديد وتمتمت بحزن:-

-هو مبتعرفش تعمل حاجة غير أنك تزعق فيا، أنا كنت بشتري حاجة عجبتنى من محل بناتي وأتكسفت أقوله

تأفف بخفوت شديد ثم أخذها من يدها وأنطلق لتلتف تنظر إلى الفتاة الواقفة بالداخل وأخرجت لها لسانها بغيظ بطريقة طفولية وكأنها تخبرها بأنه زوجها وحدها، نظر “عاصم” إلى الفتاة بعد أن رأى فعل زوجته وتبسم بخفوت قائلًا:-

-عملت أيه؟

تنحنحت “حلا” بكبرياء شديد من هذا الرجل وكيف تخبره بأنها تتغزل به بكل وقاحة وعدم أخلاق، أخذها ليعود إلى المنزل لكنها أستوقفته وهى تقول:-

-أنا جعانة

أومأ برأسه إليها ونظر حولها حتى رأى مطعم داخل المركز التجاري فأخذها أليه وطلب سندوتشان من البرجر ثم أخذهم للسيارة وجلس بالداخل معها يتناول طعمه معها بهدوء دون ان يتفوه بكلمة واحدة على عكس حماسها وحيويته وهى تحكي له يومها بالجامعة وعن أصدقائها الجدد، كان يستمع جيدًا إليها وعينيه تراقب سعادتها التى تفيض من كل أنش بها وواضحة علنًا فى حماسها وعينيها اللامعة، فرحتها التى تغمرها كانت تحولها لطفلة أكثر، تمتمت وهى تبتلع لقمتها:-

-وأتعرفت كمان على أمير ورقية وجميلة

كان يستمع دون أن يعقب عليها، هز رأسه بنعم وهو يطأطأ رأسه قليلًا ليتناول لقمته فدهش عندما وضعت يدها على وجنتيه ومسحت الكاتشب عن لحيته قرب فمه بعفوية وفمها لا يتوقف عن الحديث بفعل تلقائية، علة عكسه الذي توقف عقله للحظة وجُمد مكانه من لمستها إليه، رمقها بذهول فهو أعتقد بأن رفضها للزواج منه وهروبها من أخاها وثورتها التى أفتعلتها لأجل معارضة الزواج ستجعلها تثور دومًا وتتجنبه لكن “حلا” كانت أستثنائية بكل شيء، فريدة من نوعها فرغم معارضتها ألا أنها أتخذته صديقها وعائلتها كاملة ومن طرفه هو لم يمنعها او يقاومه قُربها إليه بل هذا الشعور الجديد عليه كان يرحب به جدًا معها، لكنه كان مُدركًا بأنه أبًا إليها وصديقًا لكن هذا الرحب لم يكن حبًا نهائيًا أو إعجابًا بها كامرأة وزوجة أليه…

توقفت “حلا” عن الحديث عندما رأته يحدق بها بذهول صامتًا بعد فعلتها وقالت:-

-أنا قلت حاجة ضايقتك

هز رأسه إليها بلا وأنطلق بسيارته وهو يقول:-

-كملي

بدأت تحكي له ما فعلته بالمركز التجارى مع أخواتها وقالت بعفوية:-

-كنت متحمسة جدًا وعايزة أشتري كل حاجة فى المكان، حاجات كتير عجبتنى، ااااه صح.. معلش ممكن طلب

نظر إليها وهو يقود سيارته ويهز رأسه بنعم لأجلها فقالت:-

-عايزة أشترى لابتوب ضرورى

غير منعطف سيارته وأخذها إلى محل للأجهزة وجعلها تختار ما تريده ثم دفع لها تكليفته وكانت سعيدة بهذا اليوم، وصلت للمنزل معه ليقول “عاصم” بهدوء:-

-أنزلي أنا ورايا مشوار

أومأت إليه بنعم وهى تأخذ الحقائب وقبل أن تترجل أقتربت منه بعفوية ووضعت قبلة على وجنته بسعادة لينظر إليها وهى تبتعد عنه، قالت بدلال وإمتنان شديد:-

-شكرًا على يومي الجميل بفضلك

تنحنح بحرج وأرتباك منها ثم قال:-

-العفو

كتم أنفاسها المُتسارعة بين ضلوعه وتحاشي النظر إليها بتوتر شديد لتقول “حلا” :-

-متتأخرش عشان عايزة أوريك حاجة قبل ما أنام

أومأ إليها بنعم فترجلت من السيارة حاملة للحقائب لينطلق مُسرعًا هاربًا منها بعيدًا ولأول مرة بحياته يفضل الهروب دومًا يختار المواجهة والتحدي لكن معها فضل الهرب بعيدًا، دلفت للمنزل لتراها “مُفيدة” و”ناجية” تأخذ منها الحقائب لتتحدث بضيق شديد:-

-جولي كدة بجى، أنتِ عملتي الحوار دا كله أنتِ وأمك بتاعت الرجالة عشان تيجى أهنا وتتجوزى عاصم، رجل غني ومعاه اللى يكفيكي أنتِ وهى وبالمرة يبجى أبن عمك نخش عليه من ناحية المسئولية عشان عارفين أنه راجل صعيدي ميفرطش فى شرف عائلته أبدًا

نظرت “حلا” لها بضيق شديد من كلماتها ثم قالت:-

-الله يسامحك

قهقهت “مُفيدة” ضاحكة عليها وقالت:-

-ههههه تصدجى ضحكتينى، هى اللى زيك تربية الخواجية تعرف ربنا، يا بت دا أنتِ متعرفيش تتوضي

أخذت “حلا” خطوة نحوها بضيق شديد من هذا الحديث ثم قالت بأنفعال شديد غاضبة من إهانة “مُفيدة” الدائمة لها:-

-هو حضرتك بتكرهينى ليه؟ أنا عملت أيه عشان تكرهينى أوى كدة؟ مش حاسة أنك ظالمني

صرخت “مُفيدة” وهى تقف من مكانها بغضب سافر قائلة:-

-أنا ظالمة يا بنت ال**** صحيح أمك معرفتش تربي ولا عمرك شوفتي بربع جنيه وتربية لكن لا لو أمك بتاعت الرجالة مكانتش فاضية تربيك أنا أربيكي

أنفعلت “حلا” غاضبة من كلماتها التى تُهينها وتذلها بأفعال والدتها، رغم أنها سيئة لكنها بالنهاية والدتها ولا تسمح لأحد بأهانتها، صرخت غاضبة:-

-متتكلمش على مامتى كدة وحضرتك متعرفيش تعمليلي حاجة

لم تتمالك أعصابها أكثر ورفعت “مُفيدة” يدها كى تصفعها لكن توقفت عندما جاءها صوت “تحية” تقول:-

-إياكي يا مُفيدة

نظرت “مُفيدة” إليها لتكمل “تحية” قائلة:-

-جبل ما تعمليها فكرى زين هتجولي لعاصم ضربتي مرته ليه؟ وفكري هو هيجبل بعذرك ولا لا

كزت “مُفيدة” على أسنانها بقوة وأنطلقت إلى غرفتها غاضبة بعد أن دفعت “حلا” فى كتفها بقوة، تنهدت “حلا” بأرتياح ثم صعدت للأعلي بعد أن أخذتها “سارة” للأعلي، دلفت معها للغرفة غاضبة وقالت:-

-أهدئي كدة!!

تمتمت “حلا” بانفعال شديد قائلة:-

-دى كانت هتضربنى لولا خافت من عاصم

تبسمت “سارة” بسخرية وهى تجلس على الفراش:-

-ومين مبيخافش من جوزك، حلا أنتِ لسه متعرفيش جوزك، إحنا مش عايزين نرعبك منه ومهملينك تكتشفيه واحدة واحدة، عاصم مفيش راجل فى البلد كلتها مبيخافيش منه ما بالك بينا إحنا كحريم

جلست “حلا” بفضول شديد لمعرفة زوجها الذي تزوجته بالأكراه ثم سألت:-

-ليه، أحكيلي

تبسمت “سارة” بمكر شديد لفضول أختها عن حياته فقالت:-

-أيه دا؟ أنتِ غيرتي رأيك ولا أيه؟ مش كنتِ رافضة ولا مش عايزة

تنحنحت “حلا” بخجل ثم قالت:-

-لا أنا بس بدردش معاكي عشان أنسي اللى طنط عملته

ضحكت “سارة” بخباثة وهى ترى خجل “حلا” وربكتها ثم مددت قدميها على الفراش وقالت:-

-ما علينا، عاصم يا ستى بجي يتيم الأم والأب من صغره تجريبًا من وهو 5 سنين أكدة وبعد اللى حصل، خالة تحية وجدي الكبير هم اللى ربوه، كان جدي حريص جوى أن عاصم يطلع راجل كيفه وكان بعمله كيف يكون الكبير من بعده، عملوا كيف ومتي يكون حكيم ومتي يكون عنيف أو بالأحرى وحش يترعب منه الكل، كيف يقود مجالس ويأمر، وعاصم كان ذكي جوى بيتعلم بسرعة وغلب كمان المتوجع لكن الحاجة الوحيدة اللى تجريبًا متعلمهاش هى كيف يكون حنين، أتربي وكبر أنه يكون جاسي ويرعب اللى جصاده لكن ميحنش ولا حتى يطبطب، لما لاجينا بجي أبرد من الجليد كيف الجبل كلنا بعدنا عنه، بجينا بنخاف منه ومن جسوته، الوحيدة اللى فى أحتمال ومش دايما يسمع منها هى “تحية” ودا لأنه دايمًا حاسس أنه مديون ليها على تربيتها له وعمرها اللى ضاع من غير جواز بعد جوزها عشان تربيه

كانت “حلا” تستمع لحديثها بصمت وتشعر بإشفاق شديد عليه، تبسمت “سارة” بعفوية وحماس شديد وهى تقول:-

-بس تعرفي، حصل حاجة غريبة جدًا أول مرة تحصل عاصم يهمل حد هو جرر يعاجبه، دا همل الرجل يعاود لمرته وعياله وكمان خلي حمدي يأخده للحكيم وعالجه، تفتكرى ليه؟ الفضول هيموتني

سألتها “حلا” بفضولأكتر عن حياته لتقول:-

-مفكرش يحب أو يرتبط؟

أنفجرت “سارة” ضاحكة على سؤالها وكأنها قالت مزحة مُضحكة لتقول:-

-انتِ أكيد بتهزرى، هو فى واحدة عاجلة هتفكر ترتبط بـ عاصم الشرقاوي، حبيبتى دا مفيش راجل راضي يجوزه بنته خايفين تحصل مشكلة بينهم وميجدروش يجفوا جصاد عاصم، خالة تحية شافت له عروستين جبل كدة لكن محصلش نصيب، دا ميتعاشرش أبدًا يا بنتى، عاصم مالهوش غير العيش لوحده

نظرت “حلا” إليها بضيق من حديثها عنه فوقفت من مكانها غاضبة وألقت بالوسادة فى وجه “سارة” غاضبة وقالت:-

– كلامك سم

ألتفت لكي تخرج فرأت “هيام” تقف على باب الغرفة بعد أن سمعت حديثها وقالت:-

-حبيبتى كان الله فى عونك، أنتي مازن ضحي بيكي وأوعى تتوقجعي أنك تتطلجي منهن دا ما صدجوا أن لاجوا عبيطة كيفك تتجوزه حتى لو غصب

شعرت “حلا” بضيق شديد من حديثهم وقالت بانفعال:-

طب على فكرة بقي عاصم طيب وكويس معايا

ضحكت “هيام” بسخرية ثم قالت:-

-والله أنتِ طيبة وهبلة وبكرة لما يصبحك بعجلة ويمسيكي بعجلة تجولي أخواتي جالوا

قوست “حلا” شفتيها بحزن شديد للأسفل ثم قالت بعناد وتحدي:-

-مستحيل، عاصم ميعملهاش

أقتربت “سارة” منها بحماس ثم قالت:-

-ترهني

نظرت “حلا” إليهم بقلق فرفعت “هيام” حاجبها بغرور لتقول:-

-ترهني أنتِ أن عاصم ميعملهش، أنا متأكدة أنه مش هيعملها معايا

تبسمت “هيام” بخبث شديد وأقتربت تضع يديها على كتف “حلا” ثم قالت:-

-طب ما نخليه الرهان يستاهل

نظرت “حلا” إليها بأندهاش من كلماتها لتتابع “هيام” بمكر شديد:-

-ترهني أنك تخليه يحب يا حلا، يحبك وقتها بس هتكوني غيرته فعلاً

تحمست “سارة” جدًا لهذا الرهان لتؤمأ إليهم “حلا” بالموافقة وأنها ستجعله يقع فى حبها وتغيره لكنه قالت “هيام” بجدية:-

-أتفقنا، بس بشرط فريدة متعرفش حاجة عن الرهان دا، لأنها بتعتبره بمثابة أخوها وعاصم لو عرف عن الرهان دا هيدفننا أحياء بمعنى الكلمة

أومأت إليهم بنعم ثم خرجت غاضبة من كلماتهم، الجميع يراه هكذا لكنها حين تحدثت معه اليوم عن يومها وتفاصيله لم تشعر بخوف بل كان يسمع جيدًا على عكس معظم الرجال الذين يهربون من الأستماع لهذا الحديث التافه، أستمع إليها وأعادها للجامعة، لم يبخل عليها بشيء رغم كونه صفعها لمرة لكنه سيتغر حتما لتتواعد “حلا” بأن تغير وحشته وتمتص قساوته وتزرع الحب بداخله حتى تكسب هذا الرهان وتخبرهم بانها تستطيع فعل أى شيء….

كان “عاصم” جالسًا فى الأرض الزراعية بصحبة “حمدي” و”حمدي” ينظر إليه بفضول ثم قال:-

-مهتروحش يا بيه

-روح أنت يا حمدي

قالها “عاصم” وهو يفكر فى كلماتها وكان خائفًا من عودته وعقله لا يتوقف نهائيًا عن التفكير فيما تريده، نظر للساعة الموجودة فى معصمه وكانت العاشرة مساءًا، رغم يومه الطويلة وقد حان موعد نومه حتى يستيقظ مع أذان الفجر إلا أنه لا يرغب بالذهاب، يخاف مما تريده خصيصًا بعد ذهابها لهذا المحل النسائي، رن هاتفه وكان “مازن” أجابه بهدوء قائلًا:-

-أيوة يا مازن

سأله “مازن” بضيق شديد قائلًا:-

-فينك يا عاصم، أنا بجالي يومين عايز أجولك أنى طلب يد فريدة وأنت على طول مشغول

أومأ “عاصم” إليه بنعم ثم وقف من مكانه وهو يجيب:-

-حاضر عشر دقائق وأكون عندك

أنطلق إلى سيارته ورحل لتنهد “حمدي” بأرتياح، ذهب إلى حيث “مازن” وكان جالسًا بالصالون بصحبة “تحية” وفور رؤيته إلى “عاصم” قال بحماس:-

-أخيرًا يا راجل

جلس “عاصم” بهدوء وهو يتكأ على نبوته بشموخ وبرود شدي وقال:-

-نعم

أخذ “مازن” نفس عميق ثم نظر إلى “تحية” و “عاصم” وقال:-

-بص أنا طلب يد فريدة للجواز

نظرت “تحية” إليه بسعادة كأى أم وأومأ “عاصم” بخفوت وقال:-

-ماشي، أتحددي وياها يا خالتي وشوفي رأيها، هى مالهاش حديد ويايا وأبجى بلغينى بطلباتها ورأيها اللى تجريبًا أنا خابره زين

أومأت إليه بنعم بحماس شديد ثم قالت:-

-عينيا يا ولدي

وقف “عاصم” ليصعد إلى الأعلي بتوتر شديد حتى وصل أمام باب الغرفة وقبل أن يفتح الباب قال:-

-أستر يا رب

فتح باب الغرفة ودلف ليجد الغرفة هادئة والأضواء مُغلقة، تسلل إلى الداخل بخطوات هادئة فرأها نائمة بالفراش مغمضة العينين بدل ملابسه بعد حمامه البارد، ذهب إلى فراشه برفق حتى لا يقظه ثم وضع الوسادة بمنتصف الفراش ككل ليلة رغم أن نهايتها تكون بالأرض، أستلقي على حافة الفراش ليهرب منه نومه بعد أن سُرق منه، ألتف إليها بهودء حادقًا بها ليُدهش عندما أتاه صوتها الخافت وهى مغمضة العينين:-

-أتاخرت

أتسعت عينيه على مصراعيها عندما علم بأنها مُستيقظة، فتحت عينيه بتعب شديد بسبب أستيقاظها صباحًا باكرًا ويومه

الطويل بالخارج، رمقته بعينيه شبه مفتوحتين فتحت يدها الصغيرة وهى تقول:-

-كنت عايزة أدي لك دا

نظر براحة يدها وكانت بها دبلة من الفضة، سألها بفضول شديد:-

-أيه دا؟

أبعدت الوسادة من المنتصف وهى تجذب يده اليسري بلطف لتضع الدبلة ببنصره وتقول بعفوية:-

-خاتمك عشان كل البنات تعرف أنك متجوز

رفع نظره إليها مُتحاشي النظر إلى الدبلة بأندهاش وكانت غيرتها تحتل عينيها الخضراء فقال بخفوت:-

-ودا يفرج وياكي

أومأت إليه بجدية صارمة ولفت يديها حول خصره بدلال ووضعت رأسها على صدره بلطف وقالت مُتجاهلة جوابه:-

-تصبح على خير

ظلت ذراعيه ممدودة للأمام فى أندهاش، لا يستوعب تصرفاتها ما زال ثابتًا على موقفه وهذا الزواج لأجل حمايتها لكن دومًا ما نجرف هذه الفتاة عن مُخططه، طوقها بلطف وأخذ نفسًا عميقًا وبدأ يهدأ من روعته وهو يشعر بدفء جسدها النحيلة رغم برودة جسده، لم يغفو له جفنًا على عكسها سرعان مع غاصت فى نوم عميق حاول الأبتعاد عنها لكنها كانت مُتشبثة بملابسه بأناملها، تنهد بهدوء وهو يقول:-

-يا الله…….

________________________________

تبسمت “تحية” وهى تخبر “فريدة” عن طلب “مازن” ورغبته بالزواج منها، صمتت “فريدة” قليلًا ثم قالت:-

-أنا معاوزاش اتجوزه يا ماما


أتسعت عيني “تحية” على مصراعيها بصدمة ألجمتها من كلماتها، هى تدرك جيدًا بان ابنتها تحب هذا الرجل لكن بعد خصامهم الطويل ورفضها للزواج منه أصابها الجنون وقالت:-

-كيف يعنى

وقفت “فريدة” من مكانها بجدية وقالت بنبرة صارمة:-

-يعنى مموافجاش ، أنا ممكن أنزل أجولها لعاصم دلوجت من غير خوف، أنا معاوزاش مان يا ماما

لم تفهم “تحية” كلمات أبنتها لتخبر بها “عاصم” وينقلها صباحًا إلى “مازن” فأتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة جدمت قلبه فى محلها ليزيد “عاصم” من صدمته حين قال بحزم:-

-وكمان فريدة أختارت ابن الصديق

حدق “مازن” بعينيه بصدمة ولا يُصدق ما سمعه………………

الفصل الثامن من هنا

تعليقات



×