رواية عاصفه الهوي الفصل السابع 7 بقلم شيماء محمد
هالة قدام إصرار أبوها ادتله الموبايل وهي قلبها هيقف من الخوف والتوتر
شاهين رد بخشونة: السلام عليكم أيوة مين ؟
مروان اتوتر وفكر يقفل الخط بس أخد نفس طويل ورد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
شاهين بص لبنته المتوترة ورجع سأله : حضرتك مين ؟
مروان بجدية : أنا بتصل على موبايل الباشمهندسة هالة شاهين عبداللطيف الرقم صح ؟
شاهين بص لبنته بتحفز وهي بتفرك ايديها من القلق: أيوة رقم هالة بنتي اتفضل خير
هالة غمضت عينيها وحست ان هيغمى عليها هل للدرجة دي مروان غبي وبيكمل كلامه ويطلبها بالاسم ؟
مروان : طيب الحمد لله ان حضرتك رديت عليا بنفسك ، أنا جبت رقمها من صديقي سيف الصياد جوز صاحبتها همس .
شاهين استغرب : أيوة أنا عارف صاحبتها همس وجوزها خير يا ابني اتفضل .
أخد نفس طويل قبل ما يستجمع شجاعته : حضرتك أنا عايز أحدد معاك ميعاد علشان أجيب والدتي ونيجي نزوركم في البيت ونتعرف على بعض بشكل أوضح ، أقدر آجي امتى؟
شاهين بص لبنته باستغراب وهي باصة للأرض : يا ابني يا أهلا بيك تنورنا في أي وقت .
هالة بصت لأبوها بذهول وبتفكر هل سمعت صح ؟ هل هو بيحدد ميعاد مع أبوها ؟ معقول ؟
مروان : ينفع بكرا بعد صلاة العشاء ؟
شاهين باستغراب : يا أهلا بيك في انتظارك .
قفل معاه وبص لبنته باستفسار : مين مروان ده يا هالة ؟
هالة صوتها مش طالع من التوتر والحرج والقلق : ده ، ده
شاهين حس بتوترها فابتسم : ما تتكلمي على طول يا بنتي ، تعرفيه ولا لا؟ هي القطة أكلت لسانك ولا ايه ؟
فريال أمها ردت عنها : مش ده صاحب سيف جوز همس صاحبتك يا هالة ؟
بصتلها باستغاثة : أيوة هو يا ماما .
فريال بصت لجوزها: ده صاحب سيف وشافها كذا مرة مع همس وخصوصا في حفلة كتب الكتاب وفي الفرح .
شاهين بصلها بتفهم وبعدها بص لبنته : عايز يجي بكرا مع والدته ، هيجي ليه ؟
هالة بلعت ريقها بصعوبة وردت بخفوت : مش عارفة دي أول مرة يتصل بيا يا بابا .
فريال ردت بابتسامة: طالما قالك هيجي مع والدته يبقى ممكن هيجي يطلب ايديها ، ولا ايه يا هالة ؟
هالة بصتلها بجهل: مش عارفة بعد إذنكم .
سابتهم وانسحبت جري لأوضتها والاتنين تابعوها لحد ما قفلت بابها ، شاهين بص لمراته بأمر : ادخلي واتكلمي معاها وشوفي مين الواد ده وتعرف عنه ايه ؟ خليني أعرف هتكلم معاه ازاي .
فريال : هي عرفته في الرحلة اللي راحتها في أول السنه تبع الكلية .
شاهين باستغراب : هو معاها في الكلية ولا ايه مش فاهم ؟
وضحت بهدوء: لا بس صاحب دكتور سيف صاحبه المقرب يعني وشغال معاه في شركته ، جه معاه الرحلة وطبعا اتعرف على هالة لانها صاحبة همس الانتيم وبعدها اتقابلوا في كتب الكتاب واتقابلوا تاني ساعة ما همس اتحجزت في المستشفى و كان معاه والدته بيزوروا همس وهناك شافوا هالة وكمان في الفرح .
شاهين هز راسه بتفكير : طيب هي تعرفه واتكلموا ولا بس مقابلات بالصدفة ؟ يعني هي تعرف انه عايز يتقدم بشكل رسمي ولا ايه ؟ وهي هتوافق عليه ؟
فريال قالت بتفكير : هي بتحكيلي عنه وبتبقى متحمسة أوي وهي بتتكلم عنه ، ماقالهاش حاجة بشكل صريح بس أكيد بيتكلموا كلام عادي ، يعني سلام وكده لكن ماقالش حاجة بشكل أكيد لا ، هدخل أشوفها وأفهم منها .
دخلت عند بنتها اللي أول ما شافتها قالت بلهفة : ماما ، بابا قالك ايه ؟ متعصب ؟ بيزعق ؟ قال ايه ردي؟
فريال : يا بت هيزعق ليه ؟ انتِ عملتي حاجة غلط يزعق عليها ؟
ردت بسرعة : لا والله أبدا وكل حاجة وكل مرة شوفت فيها مروان قلتلك عليها .
ابتسمت ببشاشة: أنا قلت لأبوكي برضه كده ، طيب هو هيجي بكرا ليه ؟
هالة قعدت بتوتر : ماما هو آخر مرة اتكلمنا فيها ساعة همس ما تعبت اتكلمنا عن عدم جوازه فقالي ان هو و والدته مع بعض ومفيش واحدة تقبل تعيش مع حماتها فأنا قلتله في ناس تقبل فسألني انتِ تقبلي وأنا قلتله اه أقبل لو حد كويس ليه لا؟ هل ده معناه انه …
فريال ابتسمت بمكر: انك معجبة به وموافقة تقبليه بأمه، اه ده معناه كده ، انتِ وافقتي عليه بظروفه دي ، - سكتت بعدها كملت بجدية - بس يا هالة هل هتقبلي حماتك معاكي في بيتك ؟ تأمر وتتحكم وتفرض رأيها وتمشي كلامها على ابنها ؟ ومعنى ان هو شارط ده انه بيسمع كلامها وبيعملها اعتبار وممكن يكون ابن أمه والراجل اللي زي ده يتعب .
هالة ردت بسرعة دفاعًا عنه : لا يا ماما مروان مش ابن أمه أبدا ، هو بس بيحب أمه وبار بيها .
فريال بصتلها بعمق : يعني بكرا أبوكي يقابله يوافق عليه ولا ايه ؟ انتِ موافقة عليه ؟
بصت للأرض بخجل: شوفوه الأول واتكلموا معاه وبعدها ربنا يقدم اللي فيه الخير يا ماما .
فريال بإصرار: يعني انتِ موافقة عليه ولا لا علشان تبقى الرؤية واضحة قدامنا وأبوكي يعرف يتكلم ازاي ؟ يتكلم بهدوء ويفهم ويوافق ولا يرفضه من أولها ويمشيه و
قاطعتها بلهفة : لا لا يا ماما يمشيه لا
ابتسمت: يعني موافقة ؟
بصت للأرض بابتسامة خجولة فأمها ابتسمت : لو ليه خير فيكي ربنا يسهلك أمورك يارب ويقربكم من بعض هقوم أطمن أبوكي .
مروان اتصل بسيف قاله على مكالمته وسيف باركله واتمناله الموضوع يتم على خير ، قفل معاه ورجع راسه لورا على الكرسي بشرود
همس فضلت قاعدة في التراس جتلها مكالمة من هالة اللي بلغتها باللي مروان عمله ففرحتلها وبعدها قفلت معاها ، لمحت عربية عز بتقف ونزل منها عز وسلوى و أول ما شافوها سلوى سألتها بتوتر : خير يا همس في حاجة يا حبيبتي ؟ وسيف فين ؟
ابتسمت : لا مفيش أنا قاعدة شوية في الهوا.
سلوى وعز بصوا لبعض فقال بود : طبعا براحتك يا بنتي بس سيف فين ؟
بصت ناحية البيسين : قاعد عند البيسين .
سلوى باستغراب : انتم متخانقين ؟
همس نفت بسرعة : لا لا أنا يادوب نازلة وهو بيعمل تليفون مهم بس مش أكتر
سلوى ما اقتنعتش ونادت على ابنها اللي جالهم بتجهم: في حاجة ؟
سلوى نقلت نظراتها بينهم باستفسار: انت اللي قولنا في ايه ؟ سايب مراتك لوحدها ليه ؟
همس ردت بسرعة: قلتلهم انك بتعمل تليفون مهم وبرضه مصممين اننا متخانقين
سيف علق بهدوء : ربنا ما يجيب خناق ، المهم في جديد عندكم ؟
عز نفى : ولا قديم ، آية أختك رجعت ولا لسه ؟
بصله مش قادر يحدد هل هو عارف ولا لا فسأله بشك : جت منين بالظبط ؟
عز رد ببساطة: كانت عازمة أصحابها وباسم شافهم عزمهم في يخته
سيف اتفاجئ انه عارف وهمس من جواها انبسطت ان آية قايلة لحد حتى لو مش سيف يمكن ده يغفرلها شوية عنده .
سيف علق بصدمة : ولما هي قالتلك مافكرتش تقولي أنا بما ان باسم صاحبي أنا ؟
عز بلا مبالاة : يا ابني نسيت وبعدين هو أنا اتقابلت معاك علشان أقولك ؟ بعدين باسم حد موثوق فيه أولا وثانيا معاها كل أصحابها مش لوحدها .
رد بهدوء مخيف : يعني انت شايف انها تروح هي وأصحابها يخت باسم ده شيء عادي جدا ، وعادي انك تبقى عارف وما تعرفنيش وأنا أعرف من باسم نفسه ؟ ده عادي بالنسبالكم ؟
سلوى بصت لهمس وسألتها بهمس: هو اتخانق مع آية ؟
همس رفعت كتفها بحيرة مش عارفة تنفي أو تثبت ، سلوى قربت من ابنها : حبيبي اهدا ، آية كانت مطحونة في الشركة طول الشهر وطلبت تخرج فأبوها ماحبش يرفض ، هي محتاجة ترفه عن نفسها شوية .
بص لأمه بغضب : أنا مش ضد خروجها يا أمي علشان تبرري ؛ أنا ضد مرواحها عند باسم تحديدًا وضد انكم تبقوا عارفين وما تفكروش تقولولي أنا .
عز قرب منه بتفهم: أنا مقدر حالتك وإحساسك ولو كنت اتقابلت معاك كنت هقولك ، بس باسم حد كويس عنده يخت بيأجره وبس ولا أكتر ولا أقل وهو كمان اللي عرض عليهم فما تديش للموضوع أكبر من حجمه .
سيف بتهكم : انت شايف ان باسم مجرد حد عنده يخت صح ؟ اللي عنده يخت قالي انه مايقدرش ياخد منها فلوس وكان بيلمح لحاجة فهل ده مجرد يخت ؟
عز باهتمام: يعني هو عايز يخطبها ؟ طيب هو حد كويس
سيف رجع راسه لورا وبصله بغيظ: شوف بيقولي ايه ؟
سلوى علقت : سيف أختك مصيرها تتجوز أكيد مش هنقعدها جنبنا كده .
أخد نفس طويل ورد بحنق: جوزوها زي ما تحبوا بس ابعدوا عن زمايلي بلاش تكرهوني فيهم كلهم ، دلوقتي تصبحوا على خير .
سابهم وطلع أوضته وسلوى بصت لهمس : هو اتنرفز عليها صح ؟
همس اترددت فسلوى كررت : همس اتنرفز عليها ولا لا؟
همس اتوترت : كنت في أوضتي ولما نزلت و وقفت بينهم هي طلعت ، أنا هطلع لسيف .
سابتهم وهربت لأوضتها ، سيف بصلها وهو قاعد بدون ما يتكلم فقعدت جنبه : هربت منهم .
بصلها باستغراب : هربتي ؟
بصتله وحاولت تهزر علشان تفك التوتر شوية : مامتك بتستجوبني ، أصلا أنا فاشلة في الاستجواب وبعترف من أول قلم .
ظهر على وشه شبح ابتسامة بس منعها وحاول يتكلم بجدية : تعترفي بايه ؟ عندك ايه مخبياه ؟
قامت وقعدت على رجليه ولفت ايديها حوالين رقبته في محاولة انها تخرجه من الضيق اللي مسيطر عليه : كانت عايزة تعرف اتخانقت انت وآية ولا ؟
سألها باستغراب : وليه ماجاوبتيش ؟ عادي يعني
وضحت ببساطة : انت حابب تقولهم أو هي انتم حرين انما أنا ماليش دعوة ومش بحب أنقل كلام من ده لده ، المهم ما تيجي تعشيني برا
أخد نفس طويل واعتذر : معلش بلاها خروج أنا
قاطعته بإصرار وهي بتقف وتشده معاها : عايزة آكل شاورما ماليش فيه قوم يلا .
فضلت تشد فيه لحد ما قام باستسلام ودخلوا يلبسوا ، راقبته وهو بيلبس فلاحظ وبصلها : انتِ بتراقبيني كده ليه ؟
ابتسمت باهتمام : بشوفك هتلبس ايه ؟
شد بنطلون جينز وتيشيرت أسود وبصلها بتساؤل : اهو عندك اعتراض ؟
ابتسمت بهدوء : لا يا حبيبي اخرج البس انت برا علشان أعرف ألبس أنا .
بصلها بغيظ وهو خارج : موضوع اطلع برا ده مش عاجبني فانجزي وعدي المرحلة دي ها
ابتسمت وقفلت وراه الباب الفاصل وطلعت جينز نفس لون بنطلونه وتيشيرت أسود زيه ولبستهم وسرحت شعرها وحطت ميكاب خفيف .
سيف نادى عليها : همس انجزي بدل ما أنام منك ها؟
خرجت فبصلها من فوق لتحت بدون ما يعلق وهي مستنية رأيه باهتمام لحد ما زهقت سألته بتذمر: ما تقول حاجة ؟
رد باختصار : حلو يا همس
استغربت فتوره فقربت منه : لو مضايقك أغير ؟
بعد شعرها عن وشها وابتسم: لا يا حبيبتي حلو بجد بس مش في أي وقت يا همس هينفع تلبسي زيي
كشرت وردت بضيق : انت بجد عدو المرح ، هدخل أغير
جت تبعد بس مسك دراعها : يلا يا بنتي بقى .
شدها لبرا وكمل: أنا اوريدي مخنوق وانتِ عارفة ده كويس فما تركزيش أوي معايا الليلة دي .
خرجوا من أوضتهم ومشيوا كام خطوة كانت آية خارجة من أوضتها فبصتلهم الاتنين من فوق لتحت وما علقتش ، همس بصتلها بابتسامة : هنخرج نجيب شاورما ما تيجي تتعشي معانا ايه رأيك ؟
آية بصتلها وابتسمت : اتعشيت تسلمي اطلعي انتِ انبسطي .
همس مسكت ايدها بإصرار : تعالي بجد غيري جو معانا .
آية لاحظت ان سيف باصص بعيد عنهم فردت بحزن: اخرجي انتِ انبسطي انت محظوظة بحبيبك اللي بيدلعك ويخرجك ويفسحك و تطقمي معاه وعيشتي معاه قصة حب بالطول والعرض بس بيجي لغيرك ويمسك في رقبته ويحاسبه حتى على النفس.
همس اتصدمت من ردها وبصت لسيف اللي ضم قبضة ايده وكان هينفجر فيها بس اتراجع وبص لهمس بتجهم : حصليني على العربية .
سابهم ونزل وهمس بصتلها بلوم: ليه كده ؟ آية ..
قاطعتها باقتضاب: انزلي لجوزك بدل ما يتنرفز عليكي وهو نرفزته وحشة صدقيني .
سابتها ودخلت أوضتها وهمس نزلت لسيف ركبت جنبه بهدوء وجت تتكلم بتردد: آية ..
قاطعها بحزم: مش عايز أتكلم عنها ، هنتكلم هنتضايق أكتر وهنتخنق أكتر وأعتقد اننا خارجين نغير جو ، المهم عايزة تتعشي فين ؟
ماحاولتش تتكلم تاني عنها علشان هو يفك شوية وبالفعل شوية شوية بدأ يندمج معاها ، اتعشوا مع بعض شاورما زي ما هي طلبت وسهروا شوية برا بعدها روحوا على بيتهم .
سميرة بلغت عبدالله برغبتها في السفر لأمل واقتراح زينب يروحوا كلهم الساحل واتفاجئت به مرحب جدا ومتحمس كمان للسفر لأن أمل وحفيده وكريم واحشينه جدا .
زينب قالت لمحمد انها عايزة تشوف أخوها وأهلها وهو ما مانعش وافتكر انها هتسافر لوحدها بس وضحتله ان الكل هيسافر ويروحوا مصيف مع بعض ، اتردد بس مع إصرارها وافق .
غادة كلمت طه اللي اعترض في البداية على سفر الساحل لأنه عايز يروح القاهرة بس لما قالتله ان الكل هيسافر حتى أمل وجوزها بالرغم من انها مش عارفة كريم هيوافق ولا لا بس قالت كده علشان يوافق فاستسلم قصادها طالما الكل هيروح فهو معاهم أكيد .
كريم كعادته ماسك اللاب ومندمج فيه وإياد قاعد على الأرض بيلعب جنبه وهو مش مركز معاه ، إياد طلع السرير جنب أبوه اللي مندمج في اللاب ومرة واحدة كان هيقع أو بالفعل وقع على شاشة اللاب فاتفتحت جامد مع سندته عليها ، كريم مسكه بسرعة بخوف عدله بس اتفاجئ ان ايديه الاتنين متبهدلين شوكولاتة وبهدل السرير بس اهتم أكتر بشاشة اللاب اللي اتبهدلت من ايديه ، نادى بصوته كله : أممممل ، انتِ بتعملي ايه ؟
خرجت من الحمام لابسة برنس وردت بتعجب : باخد شاور في ايه لكل ده ؟
بصلها بغيظ وهو شايل ابنه : امسكي ابنك ده بدل ما هرميه برا الأوضة .
أمل قربت وبصتله بحيرة: ايه ده اللي في ايديه ؟ الشوكولاتة دي جابها منين ؟
بصلها باستغراب : انتِ بتسأليني أنا ؟
بصتله باستنكار: مش قاعد معاك يا كريم ؟ انت بجد لازم تشوفلك حل في عدم انتباهك له وهو معاك .
علق بتهكم : أنا أشوفلي حل ؟ ده بجد ؟
بصتله بغيظ وماردتش عليه وأخدت ابنها غسلت ايديه و وشه ونادت على كريم اللي راحلها بنزق: افندم
ماعجبتهاش طريقة رده بس تجاهلتها: هات هدوم لابنك من أوضته علشان مش هعرف أخرج كده وهو لازم يغير .
نفخ بضيق لانه ما بيحبش حد يقاطعه وهو مندمج في شغله على اللاب بس خرج فقابل أمه اللي لاحظت تذمره فسألته : مالك يا حبيبي ؟
بصلها بنفاد صبر : إياد لا يطاق ، بهدلي اللاب بالشوكولاتة وبهدل هدومه
استغربت : طيب وانت كنت فين ؟
رد بنرفزة : أنا كنت شغال على اللاب
سألته : وأمل ؟
نفخ بضيق : كانت في الحمام
ناهد بصتله لوهلة قبل ما ترد بلوم: هي دخلت الحمام وسابته معاك وسيادتك قعدت على اللاب وكعادتك لو الدنيا ولعت جنبك مش بتحس صح كده ؟ ودلوقتي بتتنرفز على إياد ومش بعيد أمل كمان ؟ كريم كفاية شغلك طول النهار مش هيبقى النهار والليل كمان .
قال بنفاد صبر : أمي بالله عليكي أنا فيا اللي مكفيني وغياب مؤمن جايب آخري فأنا مضغوط وماعنديش وقت ، المهم أنا عايز غيار للواد ده أمل بعتتني أجيبله هدوم
بصتله بضيق ودخلت معاه جابتله كل حاجة ممكن يحتاجها بس قبل ما يخرج مسكت دراعه بتنبيه : مراتك وابنك أهم من الشغل فما تجيش عليهم .
هز راسه بتفهم ورجع أوضته كانت أمل لافة ابنها بفوطة وأول ما شافته قالت بتهكم: أخيرًا أحمدك يارب
حطلها الهدوم جنبها وقعد مسك اللاب ونفخ بصوت مسموع بعدها بصلها : هاتي المناديل دي
سألته : الويبس ولا العادية
جاوبها : أكيد الويبس ابنك بهدل الشاشة
ناولتهاله وبدأ يمسح اللاب بعدها قال: ملاية السرير اتبهدلت ومحتاجة تتغير
أمل بهدوء : نغيرها مفيش مشكلة ، صح ماما كلمتني هي وغادة وعمتك زينب
بصلها باهتمام : خير في حاجة ولا بيسلموا ؟
بصتله : بيسلموا وبيقترحوا نطلع الساحل كلنا ناخد كام يوم عايزين يسافروا يوم الاتنين .
كريم رد وهو مندمج في اللاب وتنظيفه : طيب كويس يطلعوا
قربت منه بتوضيح : بقول نطلع مش يطلعوا
بصلها بتركيز قبل ما يتكلم : انتِ عارفة كويس ان طول ما مؤمن مش موجود مش هينفع أروح أي مكان
أمل اتنرفزت : انت لسه امبارح بتقولي ناخد كام يوم نغير فيهم جو ولا كان مجرد كلام ؟
أخد نفس طويل علشان ما يتعصبش أكتر من كده : أولًا ماكانش مجرد كلام وثانيا والأهم أعتقد اني قلتلك لما مؤمن يرجع ، ما ينفعش أسيب الشركة وسفرية زي دي طالما هيطلعوا كلهم أكيد بابا وماما هيطلعوا معاهم فساعتها مش هينفع بأي شكل أطلع أنا كمان .
جه يبص للاب بس شدته منه بغيظ: يعني ايه معنى كلامك ؟ العيلة كلها هتطلع واحنا لا ؟
أخد منها اللاب وعلق ببرود : اطلعي معاهم انتِ وابنك براحتك أنا ما منعتكيش .
زعقت فيه : كريم انت عارف ان الرحلة من غيرك مش هيكون ليها طعم أساسًا .
قفل اللاب ووقف قصادها بقلة حيلة: أعمل ايه ها ؟ قوليلي انتِ أعمل ايه ؟ بعدين حاجة زي دي لازم يترتبلها مش تقوليلي قبلها بيومين
قالت بغيظ : هم قالولي النهارده أعمل ايه ؟
زعق بنفاد صبر : وأنا أعمل ايه طيب ؟ أنا مش هينفع أروح لو مؤمن ما رجعش انتِ براحتك روحي أعمل ايه تاني ؟ أمل أنا عندي شغل مهم لازم أخلصه الليلة دي بعد إذنك .
أخد اللاب بتاعه ونزل المكتب تحت قعد فيه وشتم مؤمن اللي هرب من الدنيا كلها .
موبايله رن كان سيف فرد عليه بتجهم : أيوة يا سيف
استغرب لهجته : أيوة يا كريم أخبارك ايه ؟ بتصل في وقت مش مناسب ولا حاجة ؟
كريم بضيق: لا يا عم وقت مش مناسب ايه ؟ عادي قول
سأله باهتمام : الأول في ايه ؟ صوتك ماله ؟
كريم انفجر فيه : في اني مطحون في الزفت الشغل والزفت التاني معرفش قاعد في بلدهم بيهبب ايه ؟ يعني آخرة هروبه ده ايه ؟ مشاكله هتتحل بشكل سحري ؟ ماهو لازم يتنيل يرجع ويتكلم مع مراته ويشوف حل معاها .
زي ما انفجر مرة واحدة سكت مرة واحدة ، سيف استناه لحد ما سكت بعدها رد بتعجب : انتم كنتم عايشين ازاي وأنا مسافر ؟
كريم استغرب سؤاله : يعني ايه عايشين ازاي ؟ مش فاهمك
سيف ضحك : لا أصل قبل كده مؤمن انفجر فيا نفس الانفجار ده وانت دلوقتي برضه بتنفجر فيا فأنا مستغرب قبل كده كنتم بتنفجروا في مين ؟
كريم اتنهد بصوت مسموع : كنا بننفجر في بعض بس الواطي مسافر
سيف بهدوء: هو واقع في مشكلة مش عارفلها حل فهرب منها ، كلنا بيجي علينا أوقات بنهرب من مشاكلنا يا كريم وخصوصا لما ما يكونش في حل في ايدينا
كريم : أيوة يعني آخر الهروب ده ايه ؟ هيفضل على طول هناك ؟
سيف بتفكير : أكيد لا بس لما يقدر يواجه هيرجع ، هو ممكن يكون حاسس انه ضعيف فخايف ياخد قرار هو رافضه فمحتاج يكون أقوى علشان ياخد قرار صح ، المهم طيب أقدر أساعدك ازاي ؟ لو في حاجة أقدر أعملها قولي
كريم بتهكم : تعال اقعد مكاني في شركتي علشان أعرف أروح مع مراتي اللي عايزة تروح مع عيلتها الساحل بعد يومين .
بالرغم من ان كريم بيتكلم بتهكم بس سيف وافقه بدون تردد : أنا ماعنديش مانع أبدا يا كريم آجي مكانك اليومين دول لو انت اوك بالنسبالك .
كريم بهدوء : لا يا سيدي انت أصلا لسه راجع من السفر وعندك شركتك اللي أكيد محتاجاك بعد سفرك ده كله فـ
قاطعه بجدية : سيبك مني ومن سفري وشركتي لو انت عادي عندك آجي شركتك أنا ماعنديش أي مانع وأقدر أوفق بين الاتنين ، أنا اوريدي كنت بوفق بين الجامعة والشركة فأكيد هعرف أوفق بين الاتنين .
كريم من جواه مبسوط ان عنده صاحب زي سيف وحاسس انه محظوظ باصحابه سواء مؤمن أو نادر ودلوقتي سيف ، انتبه من أفكاره على سؤاله : قلت ايه ؟
كريم بامتنان : قلت ربنا ما يحرمني من صاحب وأخ زيك بس لو عايز تساعدني كلم مؤمن وقوله كفاية خليه يرجع الكل محتاجه هنا ، المهم صح انت كنت بتتصل ليه ؟
سيف نسي سبب اتصاله : اه كنت بتصل علشان أقولك نايف كلمني تاني بيقول ايه قرارنا ؟
كريم فرك دماغه بتعب : كلمني أنا كمان فعلا ، انت ايه رأيك ؟ بابا رافض الفكرة كلها
سيف بتفكير : بس انت عايز تاخد الخطوة دي ، كريم احنا مش متأكدين هم تبع فادي أو لا فلو تبعه يبقى احنا بنفتح علينا أبواب جهنم .
كريم : عارف ومستعدلها انت ايه رأيك؟ قولي اه وهناخد الخطوة دي مع بعض ، قولي لا وهنرفضها مع بعض .
سيف أخد نفس طويل قبل ما يرد باعتراف : أنا عايز أعرف مين فك فرامل العربية وليه ؟
سأله : يعني ايه برضه ؟
سيف بهدوء : يعني أنا زيك موافق ناخد الخطوة دي بالرغم ان بالفعل أبويا رافضها تماما وبيقولي ما صدقنا خلصنا من المحلاوي بلاش أدخّل حد تاني مكانه
كريم بهدوء شديد : احنا بالفعل بندخّل أفاعي يا سيف في بيوتنا فلو أخدناها لازم نكون مستعدين للدغاتهم .
رد بدعم: هنكون مستعدين يا كريم بإذن الله ، صح نسيت أقولك أنا كلمت يزيد يجيب معلومات عنهم .
كريم بانتباه : وقالك ايه ؟
حكاله كل اللي مروان ويزيد بلغوه به وبعدها قفل معاه .
بعد ما قفل فضل واقف في البلكونة سرحان تماما وهمس جوا كانت بتفضي الحاجات اللي اشترتها من المكتبة وناسياها من بدري ، كانت فرحانة بهم زي الطفلة الصغيرة اللي بتستعد للمدرسة ، السنة دي أكيد هتكون مميزة ومختلفة عن كل سنة ، السنة دي هي مرات سيف الصياد دكتورها ورجل الأعمال المعروف ، إحساس جواها غريب غامرها ، بصت ناحيته كان سرحان تماما ، راحت وقفت وراه وضمته : حبيبي سرحان في ايه كده ؟
حط ايديه فوق ايديها وابتسم : في الشغل للأسف .
شدها جابها قدامه ووقفت بين ايديه فسألته: ماله الشغل ؟ مش قلت الأمور كلها تمام ؟
رد وهو بيلعب في شعرها اللي نسيم الهوا بيداعبه : بشكل عام اه مستقر لكن في شركة جديدة بتحاول تتعاقد معانا ، شاكين انها تبع فادي ، مجرد شك علشان التوقيت لكن مفيش دليل لسه ، حتى طلبت من مروان يجيبلي أي معلومات عن طريق يزيد بس ما أفادنيش
سألته باهتمام: مين يزيد ؟
وضحلها :واحد عنده شركة أمن ضخمة وكان ساعدنا في تفتيش الشركات قبل ما نسافر ، كلفناه يجيب أي معلومات عن الشركة دي بس كلها معلومات عادية ومفيش أي صلة من أي نوع بين الشركة دي وبين فادي ولا في أي سابق معرفة ولا اتقابلوا أصلا
لفت ايديها حوالين رقبته تشده علشان يبصلها وقالتله: حبيبي مش يمكن بالفعل التوقيت صدفة ؟ انتم بقيتوا باندماجكم ده كيان ضخم على حسب ما فهمت فأكيد كل الشركات في الشرق الأوسط هتبقى عايزة تتعامل معاكم ، أنا مش شايفة حاجة غريبة ، انتم بقيتوا حذرين أو متشككين زيادة اه دي حاجة كويسة أعتقد بس مضرة في نفس الوقت ، لو كل شركة هتيجي تتعامل معاكم هتخافوا يكونوا تبع فادي ساعتها أعتقد خسارتكم هتبقى كبيرة وهتقعوا وصورتكم هتتهز قدام الكل ، صح ولا بتكلم غلط ؟
ابتسم وداعب أرنبة أنفها بمشاكسة: أنا مش واخد عليكي عاقلة كده - ابتسموا الاتنين فكمل بتأييد - بس منطقك صح يا حبيبتي التشكيك قي كل شركة مع الوقت هيخسرنا كتير ، بس غصب عننا لازم نكون حذرين جدا يا همس ، مجالنا صعب والتهكير أساسه وأي حد ممكن يدخل لأي حد والدنيا متلخبطة بجد ، فلو احنا مش قد اللعب في الغابة دي هنتاكل .
ردت بثقة : بس انتم كيان ضخم مش أي حد هيقدر عليكم .
ابتسملها وشدها يدخلها لجوا : بتمنى يا همس بتمنى ، عندي مكالمة واحدة تانية وهتفرغلك تماما يا روح قلبي اتفقنا ؟
باست خده : اتفقنا
دخلت خطوة بعدها بصتله بمزاح : أول مرة ما تعلقش على بوسة الخد
ضحك وعلق : هتقبل بوسة الخد اليومين دول وانتِ عارفة ليه .
ضحكت وسابته وهو مسك موبايله اتصل بمؤمن اللي رد عليه بسرعة : صياد قلبي
ضحك على اللقب : بكاش قلبي
مؤمن : أخبارك ايه ؟ حمدلله على سلامتكم انت وعروستك .
⁃ الله يسلمك يا عم الطفشان ، هتفضل طفشان عندك لامتى ؟ مش هتيجي لأحسن صاحبك بيشد في شعره وجايب آخر آخره .
سمع تنهيدته بعدها رده البائس : مش عارف ومش عايز آجي يا سيف عايز أفضل هربان كده ولا شغل ولا شركة ولا مؤمرات ولا خناق ولا حرق دم بس أنا وإيان .
قدر تفكيره ورد بهدوء: أنا معاك يا مؤمن ان الحياة دي حلوة بس مالهاش معنى ، انت واقع في مشكلة ومهما تسيبها وتهرب منها لازم هتواجهها ، في مثل بيقول وقوع البلا ولا انتظاره ، انت بتأجل المحتوم مش أكتر ، تعال واقعد مع مراتك أم ابنك و اوصلوا لحل مع بعض .
سمعه بيسأل وكأنه بيسأل نفسه : ولو ماوصلناش لحل ؟
سيف رد بعقلانية: مؤمن انتم اوريدي اتطلقتوا مفيش أبشع من كده ، فانت ماقدامكش اختيارات كتيرة ، يا هتتصالحوا يا خلاص انتم أصلا متطلقين فانت الموضوع شبه منتهي محتاج بس يا يتقفل يا يتعالج .
مؤمن رد بغيظ : الكلام سهل يا سيف ، أنا بحب نور ومش عايز أعيش وهي مش في حياتي وانت مجرب الحب فما تتكلمش وكأن الاختيارات اللي بتقولها دي سهلة ، انت كنت هتهد الدنيا علشان توصل لحبيبتك .
سيف بتأكيد : كنت ومازلت ومقدر إحساسك بس حبيبتي كانت ماسكة في رقبتي وما اتخلتش عني لحظة ، احنا الاتنين ماسكين بعض ماكنتش بحارب في جهة لوحدي ، لو نور بتحبك زي ما بتحبها هتمسك فيك وهتلاقوا سكة ترجعوا فيها لبعض ، هتلاقوا طريق يجمعكم من تاني يا مؤمن ، لكن لو الحب مش كفاية فاستسلم وسيب المركب تغرق .
رد باستنكار : أسيبها ازاي تغرق ؟
سيف ببساطة : لو اللي فيها مش عايز يعيش مش هتنقذه غصب عنه ، لازم تعافر معاك ما ينفعش تعافر لوحدك ، أي علاقة في الدنيا يا مؤمن لازم تمشي في اتجاهين خد وهات ما ينفعش نمشيها في اتجاه واحد وإلا هتبقى علاقة مؤذية ضررها أكبر من نفعها والاستغناء عنها هو القرار الصح - كان هيتكلم بس ماسابلهوش
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا