رواية الصندوق الفصل الثالث و السبعون73 بقلم الهام عبده


 

رواية الصندوق الفصل الثالث و السبعون بقلم الهام عبده


#كل_ألوان_الحياة 
وضعت شفيقة يدها علي أذنها اليمني فوجدت شطرة القرط ثم وضعت يدها الثانية علي اذنها اليسري فإذ بفراغ يقابلها !! نظرت ليده و أبت أن تأخذ ما بها وقالت : هذا القرط الذي بيدك يشبه قرطي !! 
ابتسم البكباشي و قال متهكماً : يشبهه !! أحقاً ؟! 
شفيقة : نعم !! فقط يشبهه!! 
خرج سلامة من غرفته و نظر نحو البكباشي الواقف أمام الباب و قال : خيرا ؟! 
البكباشي : أقبل يا سلامة .. لدي سؤال لك !!
خطي سلامة عدة خطوات نحوه و عندما اقترب قال: ماذا هناك يا سيدي؟! 
البكباشي : هل هذا القرط يخصكم؟! 
أمسك سلامة بالقرط و قال : هذا .....
نظرت له شفيقة محذرةً فتراجع ثم قال : لا أعرف !! 
البكباشي بانفعال : كيف لا تعرف؟! ألا تستطيع التعرف علي قرط زوجتك ؟! 
سلامة : بلي !!
البكباشي : اذن هل هو أم لا ؟! 
سلامة: لا !! 
البكباشي : هل تظنا أن إنكاركما هذا سينجيكما من العقاب ؟! .. انتما مخطئين بكل تأكيد !! 
في البداية سينتدب خبير يكشف عن تطابق زوجي القرط من حيث عام التصنيع و تطابق الحالة !! حينها ستكونا مضطرين للإجابة عن سؤال مهم هو : كيف سقط القرط في قبو قصر  حفيظة هانم ياقوت ؟!! 
اقترب البكباشي منهما كي يزيد الضغط ثم قال : و هنا سيظهر صدق رواية فاتن و كرم عن محاولة السرقة التي دبرتماها في السابق و هذا ما يفسر قيامكما بمحاولة قتلها بعدما فشل مخطط السرقة !! هل ستعترفا أم ماذا ؟! 
شفيقة بتوتر : لم نفعل شيئا حتي نعترف !! 
البكباشي : أتوق لمعرفة ملابسات الحادث !! هل سلامة هو من قتل شوكت أفندي ؟! و أنتِ توليتِ قتل شقيقتك ؟! أم أن العكس هو ما حدث ؟! فربما لأجل الدم لم تستطيعي فعلها !!
ظلا صامتين محملقين فيه و في بعضهما فأكمل قائلا : دعكم من كل هذا .. ما أود حقاً معرفته هو : لماذا قتلتما ذلك الرجل ؟! هل رآكما ؟! فسحبتماه تحت التهديد و قتلتماه بغرفته ؟! أم كما قال كرم : قتلتماه لئلا يشهد ضدكما في حادث السرقة ؟! 
شفيقة بانفعال و ضيق جعلا صوتها يتحشرج و يختنق : لم نقتل أحد أو نسرق شيئا !! و هذا القرط ليس لي !!
البكباشي : ليكن بعلمك، شهادة حفيظة ضدكما و اتهام فاتن و كرم المباشر لكما الي جانب ذلك الدليل سيفتح تحقيقاً جديداً و أعدك أنني لن أترك الأمر الا عندما أتأكد أنكما تقضيا العقوبة المناسبة، أحدكما سيحاكم بالإعدام لقتل شوكت و اقتحام منزل الغير !! و الاخر للشروع في قتل حفيظة و الاقتحام أيضاً !! لذا اعترافكما مهم للغاية !! الأمانة في الاعتراف يمكنها أن تنقذ أحدكما من حكم الموت !! تري من منكما قاتل شوكت !! أم أن سلامة أفندي هو من تولي المهمتين بما انه الرجل ؟! 
بدأت ركبتا سلامة في الارتعاش حتي لامستا بعضهما البعض و بغير وعي دفعه التوتر لطرطقة أصابعه بطريقة سريعة ملفتة فقال البكباشي : هل توترت لمجرد سرد ما سيحدث ؟! لا عليك فهذا مجرد تصور ما بالك بالواقع !! 
نظر سلامة للبكباشي بخوف و أيقن أن تلك هي النهاية و حمد الله في داخله أنه لم يوافق علي الذهاب معها في تلك الليلة ثم تقدم خطوتين  وقال للبكباشي : سيدي !! أنا سأشرح لك كل شئ، أنا لم أفعل شيئاً بل أنني لم أذهب معها في تلك الليلة من الاساس !! 
نظر له البكباشي بسعادة ثم اتجه بعينيه نحو شفيقة في أوج صدمتها و أعطاها تعبير النصر !! ثم قال : و أنا كلي آذان صاغية !! 
___________بقلم elham abdoo
ظلت فاتن تبكي من أجل خالتها ووالدبها و كرم يحاول تهدئتها، أجلسها ع مقعد قريب و قال : أنا متفهم لحزنك من أجل عائلتك و لكن هذا البكاء سيرهق عينيكِ و ذلك الحزن سيتعب قلبك فرجاءً رفقاً بحالك يا عزيزتي!!
لاحظت فاتن كلمة عزيزتي و لهجة التقارب التي صنعها و هنا اعترفت لنفسها بأن لولا وجوده معها لكانت أضعف بكثييير !! 
فاتن : لا أعرف ماذا كنت سأفعل من دونك !! عائلتي برمتها قد تصبح في السجن !! لن يبقي لي سوي شقيقاي!!
كرم : هذه فرصة جيدة كي تحسني علاقتك بهما و تقربيهما لكِ ..
فاتن : معك حق.. يراودني شعور كبير بالخجل !! والدتي بالدم قتلت والدتي بالرعاية و التربية !! هل تتخيل بشاعة الأمر؟! 
كرم : نعم .. الشر مخزي و مخجل و لذا يطلقون عليه أعمال الظلمة!! 
فاتن : كدت أنزلق لتلك الظلمة يا كرم و لولاك لكنت فقدت طريقي تماماً، انت جئت كبوصلة لتائه في صحراء شاسعة !!
كرم : و أنا منذ اللحظة الاولي رأيتكِ كلاجئة و ضائعة !! لم أغضب منكِ أبداً حتي في البداية !! 
ابتسمت فاتن و قالت  : جعلتني ابتسم في هذا الظرف حالك السواد!!
كرم : يبدو أن خالتك فعلت أشياء عديدة في الظلام !! الضابط وضعها قيد الاعتقال رغم حالتها المرضية هذه !! 
فاتن : أكثر ما يحزنني هو أن فتيل كل تلك الأزمة كانت أنا !!
كرم : من أجل صديقتك السابقة ؟! تلك الأميرة ؟! 
فاتن : نعم .. اشتركت مع خالتي في البداية كي ننتقم منها و لكن بعد أن انتهت علاقتي بهم تماما بعد فسخ خطبتي لم يصبح لي علاقة بأي شئ حدث .. خالتي فعلت مخطط كبير و نفذته دون معرفتي !! 
كرم : الحمدلله انكِ لم تشتركي معها، لولا ذلك لجاء اسمك في التحقيقات 
فاتن بخوف : خالتي رغم قسوتها و جرأتها و عدم شفقتها علي أحد إلا أنها كانت دائما عطوفة و محبة معي !! كنت حالتها الخاصة و نقطة ضعفها !!
كرم : ليس هناك انسان ذو شر مطلق يا عزيزتي !! كل انسان يولد مثل صفحة بيضاء ثم يتشكل داخله نقاط مظلمة كلما أخطأ أو فعل السوء !! و لذا لا يوجد شخص مثل الاخر فكل منا علي درجة مختلفة من الخطأ و الصواب حسب شخصه و بيئته و معرفته !!
فاتن باعجاب : يا لفلسفتك !! تُري ماذا ستكون عقوبة كل واحد منهم ؟! 
كرم : ذلك سيحدده القضاء، لا تتعبي فكرك و سلمي كل الأمور لله و هو قادر علي جعلك تتجاوزين الأمر 
فاتن : أحيانا كنت أفكر و أحلم بأنني قد ولدت في أسرة بسيطة، اب و ام و أشقاء يحبونني و يصبحون كل عالمي !! دون مال خالتي الذي جعل علاقتهم بي علاقة منفعة !! كنت أود أن أعيش دفء عائلي حقيقي !! 
كرم : لم تنتهي الدنيا .. مازال يمكنك تحقيق الحلم !!
فاتن : كيف ؟! هل سأعود طفلة من جديد ؟! 
كرم : لا و لكن يمكنك أن تصنعي أسرة مثلما تحلمين بزوج يحبك و أولاد تربينهم علي المحبة و تصبحين أماً و زوجة و حبيبة !!
رأت فاتن في حديثه تلميحاً محبباً لها فابتسمت و لم ترد فقال لها : الان .. كيف ستقضين الليلة ؟! لم يعد بإمكانك مرافقة خالتك !! هل أوصلك للمزرعة ؟! أم احجز لكِ غرفة في البنسيون الذي أبقي به ؟! 
فاتن : نعم .. غرفة في البنسيون الذي تبقي به، لن أستطيع الإبتعاد الآن حتي أطمئن علي ما سيحدث معهم .. 
كرم : اذن هيا بنا 
_________بقلم elham abdoo 
ذهب سالم تاركاً كاريمان التي تحول قلبها لفراشة جناحها يحوي كل الألوان، رفرفت و طارت محلقة بخفة و سعادة فأجمل ما رأته في ما فعله سالم اليوم هو شوقه و تسرعه كي يعلن خطبتهما !! قبل أن تتم المحاكمة أو يصبح الأمر باهتاً .. فاجئها و أسعدها و أبهج قلبها بعد فترة عصيبة فاختيار الوقت أهم من الفعل ذاته !! 
لاحظت ثريا غيابها عن مجلسهما و ضياعها بابتسامة تذهب و تأتي فقالت لها : السعادة تقفز من عينيك كخيل في سباق!!
انتبهت كاريمان و قالت : ماذا قلتِ؟! 
ضحكت ثريا و قالت : لا يهم .. قولي لي الان، بقي يوما واحدا علي المحاكمة فهل سنلحق ترتيبات الخطبة ؟! 
كاريمان : سنحلق بإذن الله .. 
ثريا : اذن لنبدأ من صباح الغد ترتيبات الخطبة و سنجعل مدام كولين تعد لكِ ثوباً مبهراً !!
كاريمان : حسنا .. لنبدأ فذلك هو اليوم المنتظر !!
ثريا : عجباً .. كيف دخل ذلك الرجل قلبك و احتله هكذا كمستعمر !! في البداية ظننت أنه سيظل يحبك هكذا دون موجه متبادلة و لكنكما اصبحتما تعزفان نفس اللحن في وقت قصير  !!
كاريمان : قصير!! لا بل انه عمراً كاملاً ، سالم تحمل مني الكثير و انتظرني في كل الأحوال!! تلك القضية الأخيرة فقط خير دليل فما وصل الأمر لتلك النهاية لولاه !! لم يسرق قلبي بل أنا قدمته له عن طيب خاطر !! وجدته يليق بقلبي و حبي و بانتمائي .. كنت أستصعب كثيرا أن انتمي لرجل بعد أبي و لكنه جعلني احب أن أكون معه و جزء من عائلته !!
ابتسمت ثريا و قالت : قد ذاب قلبك من اجله بالفعل !! 
كاريمان : هو أيضا يذوب قلبه بقربي !!
ثريا : يا له من حب !! 
كاريمان : أجمل عاطفة هي المحبة لأن جميع الفضائل تتبعها بشكل تلقائي !! 
ثريا : يا له من سالم !! جعل لسانك ينطق لغة الحب و يسترسل بها !!
كاريمان بسرور: سالم !! أشتاق له في لحظة ذهابه !!
ثريا : هل تقولين له كل ما بقلبك هكذا ؟!
كاريمان : احياناً .. في وقت أقول و في وقت آخر أصمت لكنه يشعر بي مثلما أشعر به .. 
_________بقلم elham abdoo
بعدما استمع البكباشي للقصة بكاملها من سلامة، نظر لشفيقة التي كانت تعصر يديها ببعضهما عصراً و قال : ماذا تقولين يا شفيقة حيال كل تلك الاعترافات ؟! 
شفيقة : هذا الرجل مجنون!! لم يحدث اي شئ من هذا !!
سلامة : لا أنا لست مجنون !! و هذا هو الدليل !! 
رفع المنسوج الصوفي الممدد علي أرضية البيت و رفع أحد المربعات و من أسفله أخرج ظرفاً ورقياً به خريطة قصر حفيظة التي استخدماها في اقتحام القصر في المرة الاولي !! و المفاتيح التي نسختها شفيقة علي قطعة عجين !! 
نظر لها البكباشي بشفقة و قال : هل مازلتِ تنكرين الأمر ؟! 
قالت شفيقة بأسي : الجبن و الغباء اجتمعا بذلك الرجل !! أضاعني بكل بساطة !! 
البكباشي : الان أنتما مقبوض عليكما و سيتم فتح تحقيق في الأمر داخل قوة البوليس و هناك ستقولين كل التفاصيل و تعترفين اعترافا كاملا !! 
لم ترد شفيقة لكنها نظرت لسلامة الجبان و كأنها تريد أن تأكله !! 
_________بقلم elham abdoo
وصل التلغراف للسيدة بثينة الذي ابلغها سالم به بجميع التطورات و بضرورة حضورها لحفل الخطبة المرتقب !! 
أشارت لخادمتين لديها بترتيب الأغراض اللازمة لأن الركب سينطلق غداً في الصباح الباكر نحو المنصورة 
أما التلغراف الاخر فقد وصل لعزيز و كان يحوي نفس المضمون، ابتسم عزيز لانه وجد فرصة جيدة للتقرب من بسمة و صدقي باشا فقرر الذهاب للفندق الذي يقيم به كبير الأطباء كي يدعوه للخطبة و بالطبع ستأتي بسمة بصحبته !! 
__________بقلم elham abdoo
بينما كانت بسمة جالسه في البيت الذي قدمه لها صدقي باشا بصحبة حسنية صديقتها و رفيقتها بالعمل، تتحدث معها حول ما قاله عزيز لها و عن عرض الزواج الذي لا تفهم مغزاه حتي الان!! استمرت حسنية في تشجيعها و دفعها للقبول فهو رجل من النبلاء، أمير و شاب و كثيرات تتمني قربه !! فقالت بسمة : و بالنسبة لطيشه و أفعاله السابقة حتي أنه أصيب بالعمي جراء ذلك !! ألا تتذكري ما جعلني أفعله يوم خدعني و روي لي قصة وهمية عن ذلك الرجل الذي جعلني أضمده !!
حسنية : بلي اتذكر لكنه قد تغير و الجميع لاحظ ذلك فما حدث له ليس قليل !! واضح انه تأثر بكِ خلال فترة مرضه !! و تأثر بالأكثر لاستدعائك لصدقي باشا الذي جاء خصيصاً من أجلك!!
بسمة : لا أعرف .. ماهذا التشوش ؟!
حسنية : سأسألك من جديد .. هل يروق لكِ ؟! 
ترددت بسمة بعيون زائغة و قالت: لا أعرف !! لا يوجد بداخلي رفض قاطع له و لكنني في ذات الوقت متخوفة منه و أشعر بالغرابة!!
حسنية : هذا طبيعي لأن طلبه غير متوقع بالنسبة لكِ !! انظري لنفسك بشكل مختلف فأنتِ لستِ بسمة الخادمة الان ! أصبح لك عمل و بيت و رجل مثل صدقي باشا يعاملك كإبنته !!
بسمة : الأمر صعب للغاية بالنسبة لي !! أخشي أن أقع مجددا!!
حسنية : فكري جيدا قبل أن تأخذي قرارك  فربما ليس هناك فخاً أو ما شابه !!
_______بقلم elham abdoo 
وجد عزيز صدقي باشا في مقهي الفندق يحتسي مشروباً في هدوء فذهب الي عنده و قال بابتسامة: عمت مساءا ..
التفت صدقي باشا و قال : عمت مساءا يا سيد عزيز .. 
اشار له بالجلوس ثم قال : كيف حال عينيك ؟! 
عزيز: بحال جيد بفضلك، ما فعلته لا يقدر بثمن ..
صدقي باشا : لا تضخم الأمر.. فعلت واجبي فقط !!
عزيز : أحيانا لا أصدق أنني نجوت من كل هذا الكم من الظلام !! كنت أري كابوساً في أحلامي أثناء تلك الفارة البغيضة، جعلني اكره النوم و انزعج كثيراً 
صدقي باشا : كابوس ماذا ؟! 
عزيز: هو غير منطقي قليلا لكنه معبر !! كنت أري نفسي ممسكاً بمعول و أحاول رفع كل ذلك الظلام المحيط بي، كل ما حولي حالك السواد  و كل ما أحمله من الظلام كنت ألقيه في اناء كبير لكنني لم أستطع أن انتهي أبداً فكلما ازلت ظلاماً ظهر آخر حالك بدرجة أكبر !! 
صدقي باشا : شئ محزن حقاً .. الحمدلله علي سلامتك 
عزيز : شكرا لك .. لنغلق باب الأحزان و نفتح باب الأفراح !! أنا جئت لادعو حضرتك و بسمة علي حفل خطبة أختي كاريمان .. فهل تلبيا دعوتي ؟! 
تعجب صدقي باشا و قال : و من سعيد الحظ ؟!
عزيز : السيد سالم بالطبع !!
أومأ صدقي باشا برأسه فهو اسم متوقع علي أية حال لكنه قال : لا أعرف هل ستأتِ بسمة أم لا ؟! أنا أعلم بموضوع خطبتها السابقة لذا إن رفضت المجئ فأنا لن أتركها و آتي .. عذراً منك !!
عزيز : لكنني لا أعتقد أنها سترفض المجئ !! لابد أنها تخطت تلك الأزمة منذ مدة !!
صدقي باشا: من أين عرفت و تتحدث هكذا بثقة ؟!! 
عزيز : سيدي الطبيب، سأتحدث معك بصراحة 
صدقي باشا : يفضل !!
عزيز : عرضت علي بسمة الزواج منذ يومين !! لكنها مرتابة و خائفة و هذا حقها !!
صدقي باشا : أنت ؟! عرضت الزواج علي من ؟! 
عزيز : أقدر الغرابة التي تشعر بها لكن بسمة تغيرت في عيني و اختلفت تماما خلال أزمتي الأخيرة، أحببتها بحق و أتمني من حضرتكم اقناعها بالمجئ للحفلة ثم بالزواج !!
صدقي باشا : و عائلتك ؟! هل لديها علم بهذا النسب؟! 
عزيز بتحدي : لا .. لا يعرفون شيئا لكنهم مجبرون علي احترام مشاعري !! ها هي اختي تخطب لسالم و هو ليس النسب المرموق!! 
صدقي باشا : عرضك أثار الغرابة داخلي أيضا لكنني سأسألها في الأمرين .. لعله خير 
عزيز بابتسامة: و أنا في انتظار حضوركم و جوابكم عليَّ بكل سرور..
صدقي باشا: شكرا لدعوتك يا سيد عزيز و أتمني لهما السعادة و بالرفاء و البنين ..
ودعه عزيز و قال : سأنتظركما .. إلي اللقاء!!
___________بقلم elham abdoo
بدأ البكباشي التحقيق معهما و دوَّن الكاتب كل تفاصيل الاعترافات و الاقوال .. 
تحدث سلامة أولا بطبيعة الحال و أشار الي أن لا علاقة له بليلة حادث القتل و أنه لم يتحرك من المنزل في تلك الليلة و ذكر عودة شفيقة في فجر تلك الليلة مهرولة أما عن سلاح الجريمة فقال أنه لم يره و لا يعرف أين خبئته!! 
بعد محاصرتها اعترفت بارتكاب الجريمتين و برئت سلامة من جناية قتل شوكت أفندي و من الشروع في قتل حفيظة !! ثم اختتمت قولها بجملة: هو أجبن من أن يفعل شيئاً كهذا !! عدت للمنزل فوجدته يرتجف رغم أنه لم يفعل شئ سوي الانتظار!!
البكباشي : و أين سلاح الجريمة ؟! 
شفيقة : طمرته في الأرض، علي بعد عشرة أمتار من منزلي و معه منديل مسحت به دماء شوكت !!
البكباشي بأسي و تعجب : امرأة مثلك كيف قمتِ بعمل قاسي و صعب كهذا ؟! أنتِ جبارة يا شفيقة !! و أختك لا تقل عنكِ في القسوة و الضراوة!! تشبهان بعضكما الي حد كبير !! 
شفيقة : نعم !! لكنها تنعمت و عاشت في ثراء و راحة و أنا وددت أن آخذ قسطاً مما أخذته و لكن خانتني التدابير!! 
البكباشي : ستحول القضية للمحكمة و ستلقيان عقوبة ما اقترفتما !!
سلامة بخوف : و لكن أنا لم أشترك معها و هي أكدت ذلك ؟! أنا برئ !!
البكباشي : لكنك شاركت في محاولة السرقة و اقتحام ممتلكات الغير ! لا تقلق فتلك عقوبتها مدة حبس و لكن القتل جزاءه الاعدام !!
شفيقة : أعلم .. لا مفر من الموت علي أيه حال !! 
_______بقلم elham abdoo
في الصباح التالي تحركت السيدة بثينة و معها بعض الخدم نحو المنصورة و في ذات الوقت انتظر عزيز في عربته أمام الفندق الذي يقيم به صدقي باشا كي يعرف ماذا قررت بسمة .. 
رآه صدقي باشا من أمام الفندق و أقبل اليه ثم قال : صباحك سعيد يا سيد عزيز 
عزيز : صباح سعيد .. هل قررتما؟! 
صدقي باشا : نعم .. سنذهب الآن معاً لمنزل بسمة حتي نأخذها معنا نحو المنصورة !!
ابتسم عزيز بسعادة ثم قال : هذا رائع !! هيا بنا .. 
________بقلم elham abdoo 
أما الملازم عفت فقد كان شغوفاً جدت لمعرفة رد سيمون علي عرضه، ذهب صباحاً ووقف علي جانب من السور منتظراً قدومها ..
عندما أتت و رأته شعرت ببعض التوتر و اتجهت ناحيته ثم قالت : لم تنسي!!
الملازم عفت : و هل هذا شئ يُنسي ؟! أفكر بذلك اللقاء منذ يومين عندما وعدتني !!
سيمون : لكن أنا لدي بعض التساؤلات حولك ؟! 
عفت : مثل ماذا ؟! 
سيمون : مثل أين سنعيش ان تزوجنا و كم تتقاضي من البوليس و كل تلك التفاصيل ؟! 
عفت : الموضوع في غاية البساطة، أنا أعيش في منطقة قريبة من البيت الذي تسكنين فيه مع أخوكِ، بنفس المستوي و الامكانات تقريبا!! أتقاضي من عملي مئتين و خمسون قرشاً و هو مبلغ يضمن لنا حياة جيدة !! عائلتي تسكن الطابق الأول و أنا سأسكن بالطابق الثاني أي أنكِ ستكونين في مكان خاص بكِ فأنا اعرف جيدا أنكم كأجنبيون تحبون الخصوصية و ها أنا أراعي ذلك فلا داعي لقلقك !! 
سيمون : الان ان طلبت منك منحي مهلة اضافية ليومِ واحد .. هل تتضايق ؟! 
عفت بقلق : لا .. و لكن لمَ ؟! هل الموضوع معقد لتلك الدرجة ؟! ان كنتِ تشعرين بصعوبة الرفض أو تعانين من الحرج فلا داعي للتأجيل !!
سيمون : علي العكس !! ما يجعلني أطلب التأجيل هو رغبتي في القبول و ليس الرفض !! 
عفت بتعجب : لا أفهم !! ما الذي يمنع اذن؟! هل أخوكِ ؟! 
سيمون بابتسامة يائسة : أخي إيفان!! علي الاطلاق !! هو يعلم بكل شئ لكنه لا يتدخل بقراري .. اتركني يوماً آخر فقط و أعدك أنني لن أؤجل مرة أخري .. 
عفت : و هو كذلك .  الي اللقاء 
سيمون : مع السلامة .. 
_________بقلم elham abdoo
بدأت مدام كولين في قص ثوب خطبة كاريمان و كم كانت هدي سعيدة بقص ثوب جديد لها كي تظهر به في الخطبة !! 
منصور بك انهمك مع العاملين بالقصر لتجهيز كل شئ للاحتفال و أعد قائمة مشتريات كبري لكل ما يلزم ثم ذهب ليطلب فريقاً من النوادل كي يقدمون الخدمة في تلك الليلة ..
شعر منصور بك بالعجب في داخله فمثلما مرت عليهم فترة غمرتها الأحزان حيث فقدت هدي و مرضت ثريا ثم فخ وقعت به كاريمان و انتهي الأمر بعزيز الذي فقد بصره و لكن الان فقد انفتحت أمامهم الاقدار الحلوة من جديد !! فغداً ستعلن براءة كاريمان أمام الجميع و استعاد عزيز بصره و ربما يكون قد تعلم و انتهي طيشه و تهوره أما هدي فقد صارت بيننا الآن و عاد للجو الطمأنينة و الهدوء !! 
ذهب سالم لصانع بذلات شهير في سوق المدينة كي يخيط له واحدة تليق بالخطبة المنتظرة بأميرته الغالية و ما أن انتهي من أخذ القياسات حتي ذهب للعم رمسيس للاطمئنان علي القطعة التي أعدها له خصيصاً و بعناية !! 
أخذها معه و عاد لمنزله و هو يعد الدقائق و الثواني حتي يأتي الغد !! 
________بقلم elham abdoo 
في المساء ذهب نحو منزل الملازم عفت و دعاه مع الأسرة لحفل الخطبة في المساء و فعل كذلك مع منير و عائلته و البكباشي و أنهي جولته بمنزل إيفان الذي اختلطت مشاعره فبرغم سعادته بأن القضية علي وشك الانتهاء و اتضاح كل شئ لكن خطبته للأميرة ذكرته بما مضي فهو بين حين و آخر كان يسأل نفسه : هل كنت سأصبح سعيداً لو كنت مكان سالم ؟! هل كاريمان كانت شريكة مناسبة لي و أنا أضعتها ؟! أم أنني بابتعادي فعلت الصواب ؟! .. 
أسوأ ما في الأمر هو أنك لا تجد جواب يريحك بعد مرور كل ذلك الوقت و لذا تحدث بصوت مسموع قائلا لأخته: برأيك يا سيمون، هل فعلت الصواب عندما ابتعدت عن الأميرة؟! 
سيمون بضيق : أتسالني الآن يا أخي بعدما ضاع كل شئ ؟! 
إيفان: هذا مجرد تأمل في ما مضي ليس أكثر !!
سيمون : للأسف يا أخي فما أضعته بيدك، أنا أبحث عنه و لا أجده !!
إيفان: هل كنت سأرتاح برأيك في لقب الطبيب زوج الأميرة؟! 
سيمون : كان يمكنك أن تجعل من أموال الأميرة طريقاً للوصول الي أحلامك !! كان يمكنك استغلال حبها لك لجعل الحياة أفضل !! كان هناك الكثير و الكثير و لكن ... لا فائدة من البكاء ع اللبن المسكوب !! 
إيفان: حلمت بزوجة في مثل مكانتي، نبدأ معاً من نفس النقطة و بنفس السرعة و الهدف، لم أحب أبدا علاقة بطرفين غير متكافئين لكن كاريمان كشخص، رائعة دون شك !!
سيمون بغضب : ما يحدث معي هو ما تتمناه أنت .. تري لمَ الحياة تقدم لي ما تحبه انت و تقدم لك ما ترفضه و اتمناه أنا ؟! 
إيفان: بالمناسبة .  ماذا قررتِ بشأن عفت ؟! 
سيمون: لم أستطع أخذ قرار بعد فطلبت منه مهلة للغد..
إيفان: أتمني أن تصلي لقرار رشيد!! 
_______بقلم elham abdoo
بعث منصور بك دعوة لجميع الاقارب و الاهل و الأصحاب و المعارف لحضور حفل ليلة الغد و هو في انتظار قدوم عزيز كي يكتمل جمع الشمل .. 
أما فاتن فكانت في غرفة قريبة من كرم الذي وجوده هو ما أشعرها بالأمان فاستطاعت النوم رغم تواجدها في المكان لأول مرة، ظلت تفكر في خالتها و في مصيرها في محاكمة الغد حتي غلبها النعاس .. 
أما حفيظة فلم تنم دقيقة حتي الصباح فهي تنتظر عقوبة ثقيلة بعد محاكمة صعبة و قاسية !! 
أتوا في السابعة صباحا و وضعوها علي كرسي للتنقل نظراً لحالتها الصحية و أرسلوها للمحكمة كي تستعد و تنتظر ميعاد جلستها !! 
__________ بقلم elham abdoo 
وصل عزيز و معه بسمة و صدقي باشا للمنصورة فتوقفت العربة أمام قصر الباشا الذي يبهر الاعين فدخله صدقي باشا و بسمة أما عزيز فذهب لقصر الراعي كي ينتقل معهم للمحكمة لحضور الجلسة!! كم هو تواق لرؤية حفيظة وراء القضبان، ضعيفة و مدانة !! 
في الوقت الذي تحركت فيه العربتين ، واحدة تقل سالم ووالدته التي وصلت للتو و كاريمان و الأخري تقل ثريا و عزيز و منصور بك .. تحركت أيضا عربت تتجه لنفس المكان تقل فاتن و كرم .. 
تجمع الكل داخل قاعة المحكمة، في جانب المدعي جلست كاريمان و عائلتها و سالم و عائلته و إيفان و اخته و الملازم عفت و في جانب المدعي عليه جلست فاتن و كرم و بعض العاملين لدي حفيظة هانم أتوا لمؤازرتها و العجيب هو حضور كرامات و زوجها مدبر المزرعة السابق !
ظهرت حفيظة علي كرسيها داخل القفص و معها كل أطراف المؤامرة، وهيبة و هلال أخيها و الرجلين الذين استخدمهما ايلاريون في الخطة الي جانب الرجلين اللذين استأجرتهما لقتل إيفان و الرجل المرقط قصير القامة الذي قنص ايلاريون و أودي بحياته !! 
قرأ المدعي العام لائحة التهم و العقوبة و استمع القاضي للمحامي عنهم ثم اطلع علي اعترافات جميع
المتهمين فيماعدا حفيظة التي لازمت الصمت و لذا سألها القاضي : هل مازلتِ تنكرين كل ما نسب اليكِ؟! 
نظرت حفيظة لوجوه جميع الموجودين في القاعة بداية من فاتن التي ذرفت دموع غزيرة حزناً عليها ثم لعزيز الذي قرأت في عينيه اللتين ظنتهما قد انتهيا، شماتة لا حد لها !! ثم لكاريمان و إيفان اللذين حاولت القضاء عليهما فقضت علي حالها !! رثت لحالها الصحي و الاجتماعي فقد تدمرت صورتها أمام الجميع و عرف الكل مدي الشر الذي خططت له، لم يعد بالإمكان عمل شئ و لذا قالت للقاضي : لا فائدة من الإنكار!! فعلت كل ما قيل !! قل حكمك لينتهي الأمر!!
أثلج قلب كاريمان لسماعها ذلك الاعتراف فكما يقولون : الاعتراف سيد الادلة !! 
هنا حكم القاضي عليها بالاعدام و علي القناص المرقط كذلك ثم حكم بالسجن المشدد لمدة عشر سنوات لجميع المتهمين المتبقين !! 
جميع من حول كاريمان سعداء يهنئوها بالنصر بينما علي الجانب الاخر هناك فاتن التي بكت و اقتربت من خالتها و أمسكت يديها بأسي فقد حكم عليها بالموت للتو !! 
اقترب عزيز من قفص الاتهام و قال لحفيظة : توجد جريمة لم تحاكمي عليها بعد !! انها جريمة فقدي للبصر لكنني أسامح لأنك في كل الأحوال ستموتين و الموت لا يحدث الا مرة واحدة !! 
انفعلت فاتن عليه بشدة و قالت : ويحك!! أنت أيضا مجرم و لابد أن تحاسب علي أفعالك و لكن ربما ميعادك لم يأتِ بعد فاصبر !! 
نظر له كرم متفحصاً و قال : هل أنت عزيز ؟! 
عزيز بتفاخر : نعم !! 
كرم : و كم من نذل يحسب نفسه كريماً !! 
مد عزيز يده ليضربه فقاومه كرم و دفعه بعيدا و هنا انتبه فريق كاريمان و جذبوا عزيز بعيدا ثم اخرجوه من جلسه المحكمة !! 
__________بقلم elham abdoo 
بدأ حفل الخطبة و المدعوون يتوافدون تباعاً .. 
كاريمان في الداخل تتجهز بينما منصور بك و عزيز في الخارج بالحديقة يستقبلان الحضور .. 
جاءت سيمون بصحبة أخيها إيفان و ووالدة و خطيبة منير بصحبته بينما امتنعت نعمات شقيقته عن الحضور و السبب معروف !! 
بعد قليل جاء سالم مرتدياً البذلة الاسموكين الراقية و الحذاء الذي جمع بين الأبيض و الأسود و في يده والدته السيدة بثينة التي ارتدت ثوب بلون الكستناء، واسع وفضفاض يليق بامرأة فاضلة في عمرها!! 
تصافحا مع منصور بك و عزيز ثم دخلا للداخل كي يتقابلاا مع العروس أولا ثم يأخذها سالم بجانبه كي تتأبط ذراعه و يظهرا معاً للحضور !! 
في تلك الأثناء جاءت بسمة مع صدقي باشا حيث ظهرت في ثوب بلون السماء اللبنية اللون، طويل و ذو كسرات متتالية و ذيله القصير يلمس عشب الحديقة برفق عند السير !! استقبلهما عزيز بترحاب خاص ملحوظ و أوصلهما بنفسه لطاولتهما و أشار للنادل بتقديم الخدمة لهما!! لاحظ منصور بك ذلك و سأله : هل دعوتهما من أسوان للحفل ؟! 
عزيز : نعم .. صدقي باشا أصبح له مكانة خاصة بعدما فعله معي ! هل تضايقت لأنني دعوتهما؟! 
منصور بك : لا .. لا عليك !! 
لم يكن منصور بك مرتاحاً لكن تعليل عزيز كان منطقياً !! 
أخيرا ظهر القمر في كبد السماء، كاريمان ارتدت ثوباً أسطورياً كملكة علي عرش السلطة في ليلة التنصيب !! 
ثوب مخملي من قماش مطرز باليد باللؤلؤات الصغيرة اللامعة، طويل و منفوش بشكل كبير و في قدميها حذاء ابيض رفيع الكعب .. 
تأبطت ذراع ذلك الرجل الفارع الطول عريض المنكبين مفرود الظهر الذي أبدي ثقة و ثقل و مكانة بين الحاضرين!! 
الجميع صفق لهما و احتفي بهما في بهاء !! 
__________بقلم elham abdoo
قدم سالم لأميرته خواتم الخطبة الذهبية المعتادة و الي جانب ذلك فتح الصندوق الصغير الذي به هديته الخاصة، فتحه فظهر عقد من ماسات و أحجار كريمة بألوان متعددة براقة، فوجئت كاريمان و ابتسمت ثم قالت له بهمس : المعلم رمسيس أليس كذلك ؟! 
سالم : نعم .. قد دعوته أمس و ها هو بين الحاضرين !! 
أشار لها باصبعه عليه فابتسم العم رمسيس و حياهما بهدوء 
كاريمان : ماذا تعني الأحجار المتعددة الألوان هذه ؟! 
سالم : أعني بها أنني معكِ اريد ان أعيش كل ألوان الحياة مرة و اثنتين و ثلاث و عشرات المرات!! 
كاريمان : كل الألوان بكافة الظروف !!
سالم : نعم !! مثلما مررنا منذ أن تقابلنا، مر علينا الكثير، صعاب و شدائد و أوقات حب و صفاء و أيضا اوقات معقدة و سيئة و لكن الحلو و الممتع أننا تخطينا الكل و عشنا و اكتملنا برغم كل شئ !! الأحمر لأوقات جذوة الحب و الاصفر لأوقات الغيرة و التهور .. اتذكرينها ؟! 
ابتسمت كاريمان و لم تعلق فأكمل قائلا: و البنفسج لأوقات الحزن و الانتظار و الأخضر للحظات الأمل 
كاريمان : هدية قيمة المعني و التأمل !! شكرا لك أيها الشهم 
سالم :قلت لكِ من قبل، لا  شكر بين الاحبة يا أميرة !! 
ألبسها العقد و صفق الحضور من جديد ثم بدأت الموسيقي الهادئة تعزف و افتتح الخطيبان الرقص و انضم اليهما منير و خطيبته ثم دعي الملازم عفت سيمون للرقص و أعجب ما في الأمر هو مشاهدة عزيز يدعو بسمة للرقص أمام الجميع !! تلك التي عرفها جميعهم كوصيفة في بيت الراعي !! 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-