رواية اجنبية بقبضة صعيدى الجزء الثانى الفصل السادس بقلم نور عبد العز
ترجلت “حلا” من الأعلي متوترة بعد ان علمت بحضوره لمنزلها والآن ستلقاه ليس كأصدقاء بل كعائلة، أب وابنته فقشعر جسدها بتوتر وتردد من فتح هذا الباب وهى تعلم بأنه بالداخل يجلس مع زوجها بغرفة المكتب، أخذت نفس عميق ثم فتحت الباب بخفوت شديد ودلفت، تقابلت أعينهما معًا ودمعت عيني “حلا” فور رؤيته ليقف “ماكس”من مكانه فور رؤيته ليقف “ماكس” من مكانه بهدوء وتقدم نحوها و”عاصم” يراقبهما حتي وصل “ماكس” أمامها وتبسم بخفوت حين رفع يده ولمس وجهها،وتحولت هذه البسمة إلى ضحكات هسترية لا يصدق أنه تقابل مع ابنته مُنذ سنوات ولم يتعرف عليها بل كان يبحث عنها بجنون لا يحتمل، ضحكت “حلا” معه على هذه القدر ليضمها إليه لأول مرة فوق “عاصم” من مكانه وهو لا يتخيل أنه يرى أخر يُضمها ولا زال غير مستوعب ان هذا الرجل هو والدها فما زال يراها أبنة عمه التى تزوجها كي يحميها من قسوة العالم عليها، أغلقت يده على نبوته بأحكام ثم تنحنح قليلًا وقال:-
-أنا هطلع برا
مر من جانبهم بخطواته الواثقة الثابتة ثم قال:-
-ممصدجش أن رجل غيري بيضمها
ضحكت “حلا” عندما سمعت جملته وأستوقفته عندما أحتضنت يده بيدها ونظرت إلى “ماكس” بقلق ثم قالت:-
-لن تأخذني معك، أنا عندي عائلة هنا
ضحك “عاصم” بسخرية على كلمتها ثم نظر إلى “ماكس” وقال:-
-وكأني هسمح له بدا حتى لو عايزه
رفع “ماكس” حاجبه بسخرية ثم قال:-
-سأتركها لأجلها وليس لأجلك فلا تغضبنى أكثر
كاد “عاصم” أن يغضب فى وجهه لكن وقفت “حلا” بالمنتصف وقالت:-
-أهدأوا وما تتخانقوا هو بيكون أب ابنى … يا هو بيكون جد أبنك معقول تعاملك كدة، دا حماك أليس من المفترض أن تحترمه قليلًا
ضحك “عاصم” بسخرية أكبر على كلمتها ونظر للجهة الأخرى وقال:-
-أنا ماشي جبل ما أفجد عجلي بسببك
وضع “ماكس” قبلة على جبينها ليعود “عاصم” مُسرعًا يدفعه بعيدًا عنها وجذبها من يديها إليه وهو يقول:-
-أتحشم جولتلك ممنوع اللمس
نظر “ماكس” إليه بأندهاش من غيرته فهل يغار عليها حتى من والدها فأى عشق يحتل قلب هذا الوحش، أشار بسبابته على “عاصم” وهو يوجه حديثه إلى “حلا” قائلًا:-
-كيف تعيشين مع هذا؟ ستقتله غيرته يومًا
ضحكت “حلا” بعفوية بعد أن أقتربت من والدها ثم همست فى أذنه قائلة:-
-لكني أحبه جدًا
أومأ إليها بنعم ثم ودعها وهو لا يعرف متى سيقابلها مرة أخرى وأتجه إلي المطار تاركًا هذه البلد وابنته بها…
_________________________________
كانت “تحية” تجلس مع “مُفيدة” و”هيام” فى غرفة المعيشة يشاهدون التلفاز فجاءت “حلا” تجلس معهم لتبدأ “تحية” فى أعطاءها الفاكهة لتتناولها قائلة:-
-كُلي يا حلا وأتغذي عشان تجدري تولدي
أومأت إليها بنعم وهى تتناول التفاح فنظرت “مُفيدة” لها بهدوء ثم قالت:-
-لستك زعلانة منى
نظرت “حلا” لها بضيق شديد ثم قالت:-
-أشش لكن ليه تعاقبي نهلة وهى ما عملت حاجة ولا أرتكبت أى ذنب
نظر الجميع على جراءة “حلا”، لم يجرأ أحد على معارضة “مُفيدة” لطالما كانت سيدة قوية الشخصية ومُخيفة بقدر “عاصم” لهذه العائلة فبعد “عاصم” كانت “مفيدة” تحتل القوة والغضب فماذا سيحدث بعد أن فقدت ابنتها وأصبحت كالأسد الجريح الذي يخشي الجميع الدخول لعرينه لكن “حلا” لطالما كانت مُختلفة واستثنائية منذ لحظة وصولها، الأولي التى لم تخشي “عاصم” وتزوجت لا، بل جعلته عاشقًا لها وعلى أستعداد لهدم العالم كله وغزو لأجلها وأصبحت الأقرب إلى “مُفيدة”، تحدثت “مُفيدة” بهدوء شديد:-
-وسارة عملت أيه عشان تموت؟ جيبلي ذنب واحدة بتى عملته وأنا هخلي مازن يطلجها ويرجعها لبيتها
جاءت “فريدة” من الداخل مع حديثهما لتجلس جوار والدتها تستمع للحديث كالبقية فقالت “حلا”:-
-أنا ما بعترض على أخذ الحق لكن نأخذوه من اللى غلط وأذي ووجع لكن هي ما عملت حاجة أبدًا
صمتت “مُفيدة” ولم تُجيب بل ذهبت بنظرها إلى “نهلة” التى خرجت من المطبخ تحمل كوب الشاي الساخن على الصنية وتسير نحوهما، أغمضت “حلا” عينيها بضيق شديد بسبب ما تعيشه “نهلة” وكيف تحولت إلى خادمة بمنزلهما، قدمت “نهلة” الشاى لـ “مُفيدة” فأخذته وهى تحدق بها وقالت بنبرة مُخيفة:-
-جولتلك مشوفش شعرة من رأسك بدل ما أحلجهولك
أسرعت “نهلة” بأخفاء غرتها التى ظهرتها من أسفل الحجاب التى أرتدته فرضًا من “مُفيدة”، وقفت “حلا” بضيق من هذه المعاملة التى تتعرض لها “نهلة” ثم قالت:-
-تعالي يا نهلة
مرت من أمامهما لتصرخ “مُفيدة” بها غيظًا تقول:-
-حلا!!
ألتفت “حلا” لها بهدوء ثم قالت:-
-أنا هخرج أشتري حاجات ومحتاجة حد معايا يا ماما
ذكرتها “حلا” بوعدها وأنها أم لها حتى لو لم تنجبها فصمتت “مُفيدة” بضيق ونظرت للجهة الأخري، صعدت “حلا” تبدل ملابسها فأرتدت بنطلون أسود وتي شيرت أبيض اللون فضفاض من أجل بطنها وتسللت إلى وسادة “عاصم” بينما هو نائمًا وتغلغلت يديها إلى وسادته حتى اخرجت محفظة النقود الخاصة به وأخذت منها بطاقته البنكية وهى تبتسم بمكر شديد ثم وضعت قبلة على وجنته اليسرى وهو نائمًا على بطنه ويحتضن وسادته بين ذراعيه لتهمس فى أذنيه بدلال:-
-حبيبي أنا هخرج أشتري حاجة
أومأ إليها بنعم أثناء نومه ثم قال وعينيه مُغمضتين قائلًا:-
-اممم خلي بالك من حالك
تبسمت بمكر وهى تخفي بطاقته خلف ظهرها وخرجت من الغرفة مُبتسمة لترى “نهلة” تقف أمامها فى أنتظارها ترتدي بنطلون جينز وقميص نسائي أزرق اللون يصل لركبتيها فقالت “حلا”:-
-برافو
نظرت “نهلة” إليها بقلق وقالت:-
-طنط مُفيدة لو شافتني…
قاطعتها “حلا” وهى تتباطأ ذراعها بعفوية ويسيرون معًا نحو الدرج:-
-ثلاثة حاجات هنا لو عرفتيهم هتكوني بأمان، أولهم أني حلا مستحيل يعارضني حد وثانيهم هنا …
مسكت قلادتها التى تحمل أسم “عاصم” وقالت بعفوية وبراءة:-
-عاصم!! زوجي العزيز …. أنا يمكنني أعمل أى حاجة وأنا واثقة أن عاصم هنا
تبسمت بعفوية يفيض منها الحُب وهى تذكر زوجها التى تحتمي به وتفعل أى شيء تريده لأنها واثقة بوجوده لطالما وجوده كان السند والأمان لها، ربما وجود شخص مثله فى حياتها ما كان بمثابة الحياة نفسها، فهل هناك شيء يجب أن تملكه أكثر من قلب رجل كـ “عاصم”، سألتها “نهلة” بعفوية وحرج:-
-وثالثهما؟!
ضحكت “حلا” وهى تنزل الدرج أمامها بعفوية قائلة:-
-أنك زوجة أخى
تلاشت بسمة “نهلة” سريعًا فزوجها التى تتحدث عنه لم تراه حتى الآن ولا تعرف مظهره حتى فإذا قابلته صدفة ربما تتعرف عليه أم لا، ظهرت “مُفيدة” أمامها من العدم لترى “نهلة ترتدي هذه الملابس وقبل أن تتحدث رأت “حلا” رد فعل “نهلة” عندما عادت للخلف خطوة خوفًا من غضب “مُفيدة” لتقول “حلا” بعفوية:-
-هروح لدكتورة بطني بتوجعني من فترة للتانية
تجاهلت “مُفيدة” النظر إلى “نهلة” بعد أن علمت بمرض “حلا” ثم قالت بقلق:-
-ومجولتيش ليه، أستني هغير خلجاتي وأجي وياكي
تبسمت “حلا” بعفوية وهزت رأسها بلا وقالت:-
-لا ما تقلقي، أرتاحي أنتِ
أخذت “نهلة” وخرجت من المنزل لتصعد إلى سيارة وأنطلق السائق بها فبدأت تقصي “نهلة” عن حياتها لتقول:-
-أنا طالبة بسنتي الأخيرة فى الكلية، كلية التجارة وبنت أبويا الوحيدة مخلفش بنت غيري، يوم ما أتولدت كنت كأني جبت العار لعائلتي هم كانوا بأنتظار ولد، فضلت أمي طول فترة الحبل متعرفش أنا بنت ولا ولد عشان أبويا، نفسي أشتغل فى بنك لكن بمجرد ما اتجوزت أخوكي أنا خابرة زين أن كل طموحاتي وأحلامي ماتت، عمري ما تخيلت أبدًا أن أدفع تمن جريمة أنا معملتهاش لكن أبويا يستاهل أنى أفديه بعمري مش بجوازة، لكن مصطفي والله ما بيستاهل حتى وهو أخويا
تبسمت “حلا” ثم أخذت يد “نهلة” بين راحتي يديها ونظرت إليها بعفوية ثم قالت بطمأنينة ونبرة دافئة:-
-ستحل، كل حاجة هتكون بخير صدقنى، أنا هنا معاكي لكن تحملي قليل لأن ماما مُفيدة موجوعة الآن وأنا هكون جنبك لأني واثقة أن مستحيل حد يساعدك غيرى فى البيت دا.. وأفتكرى أنك زوجة أخى وكمان أكبر منى بسنتين
أندهشت “نهلة” من كلماتها وقالت بأعجاب:-
-معقول
تبسمت “حلا” بعفوية وهى تقول:-
-أممم أنا فى تانية هندسة ولم أكمل العشرين عام حتى… أنا الطفلة اللى هزمت وحش الصعيد
ضحكت “نهلة” على هذه الفتاة وهى فخورة بكونها زوجة لهذا الوحش، ذهبت “حلا” إلى الطبيبة لتطمئن على طفلها ثم ذهبوا معًا إلى المول لشراء أغراض لطفلها …..
___________________________________
كان “عاصم” جالسًا فى مكتبه بالشركة وبدأ هاتفه يرن كثيرًا بأستسلام رسالة تلو الأخر لكنه تجاهل الأمر بسبب الأجتماع وفور أنهائه فتح الهاتف أثناء سيره مع “مازن” فى الرواق ودُهش عندما وجد كل الرسائل من البنك تخبره بخصومات المبالغ، تعجب لهذا الأمر ثم فتح محفظة نقوده ليجد بطاقة البنكية مُختفية فتذمر بضيق على تصرف زوجته وهو خير الأشخاص معرفة بأنها من فعلت ذلك فلم يجرأ أحد على سرقته وحتمًا بطاقته البنكية لديها، دلف للمكتب بعد ان أتصل برقمها وخلفه “غادة” تتحدث عن مواعيده وهو لا يبالي بشيء سوى أنتظار صوته الذي أتاه سريعًا تقول:-
-حبيبي!!
تذمر على كلمتها قائلًا:-
-دلوجت بجيت حبيبك بعد ما صرفت فلوسي
ضحكت بعفوية على كلمته ثم قالت:-
-هههه فعلًا، مين هيصرف علي أنا وأبنك غيرك يا روحي لكن…..
توقفت عن الحديث فجأة بعدما سمعت صوت “غادة” جواره تقول:-
-أعملك جهوة يا مستر عاصم
قبل أن يجيب أجابت “حلا” فى الهاتف بنبرة غضب مُخيفة:-
-إياك، فكر يا عاصم تقول أه وتحمل جنوني
أبتلع ريقه بخوف من هذه الزوجة الغيورة وقال بجدية:-
-لا يا غادة روحي أنتِ
صرخت بالهاتف بأنفعال شديد:-
-غادة….. بدون ألقاب
سمعت “غادة” صراخها من الهاتف لتنظر إلى “عاصم” فتنحنح بحرج وهو يشير إليها بأن تذهب للخارج فلبت طلبه بينما هو نظر إلى صورة “حلا” الموجودة على شاشة اللابتوب الخاص به وتبتسم فقال بلطف:-
-أبعتلك فلوس تانية لو الفيزا ممكفيش حلوتي
تنحنحت بخجل من تراجعه عن الغضب الذي تلاشي من كلمته ودلاله لها فقالت:-
-لا كفاية بس ممكن تجبلي حاجة وأنت جاي
أومأ لها بنعم ليقول:-
-عيوني لكِ
دلف “مازن” للمكتب فأشار له بأن يجلس صامتًا بينما سمع “حلا” تقول:-
-ممكن تجبلي فرايد تشكين
أومأ إليها بنعم ثم أغلق الأتصال معها بينما نظر إلى “مازن” المهموم والعبء يثقل من كاهله فقال بلطف:-
-تعبك جوازك التاني، ولا تعب فريدة
رمقه “مازن” بحيرة من أمره وقال بتردد:-
-فريدة على طول زعلانة ومهمومة يا عاصم حتى وأنا جارها وأمي محساش بحاجة غير نار الأنتجام اللى بتحرجها من جوا وأنا بين نارين أمى ومرتي
هز “عاصم” رأسه بنعم ثم قال بتفهم لموقف صديقه:-
-لو على مرت عمي هملها من حساباتك حلا جارها ومهتهملش خليك أنت وي فريدة وهى هبابة أكدة وهتتعود وتبدأ تفوج من همها وحزنها
أومأ “مازن” له بنعم رغم أنه لم يشعر بخير قادم بل الخوف والقلق يتملكوه ….
______________________________
وصلت “حلا” إلي المنزل وصعدت “نهلة” إلى غرفتها سريعًا قبل أن تراها “مُفيدة”، وصلت “حلا” إلى غرفة “مُفيدة” وكانت جالسة على الفراش تحتضن صورة “سارة” فى يديها لتقول:-
-هجيلك كمان شوية
تركت “مُفيدة” الصورة جانبًا وقالت بعفوية:-
-تعالي يا حلا
عادت “حلا” للدخول وجلست جوارها لتمسح “مُفيدة” على رأسها بحنان وسألتها بقلق على حالتها:-
-طمنينى الدكتورة جالتلك أيه؟
أومأت “حلا” لها بنعم وطمئنتها على طفلها الصغير الذي تحمله فى أحشائها فتبسمت “مُفيدة” لأجلها بخفوت وقالت:-
-زين أنتبهي على حالك الفترة الجاية ولو حستي بتعب جوليلي على طول
أومأت “حلا” لها بنعم وبسمة مُشرقة تزين وجهها وشفتيها فربتت “مُفيدة” على يديها بلطف وقالت:-
-جومي أرتاحي من المشوار وأنا هبعتلك ناجية بكوباية عصير وسندوتش أكدة ولا حاجة تأكليهم
وضعت “حلا” رأسها على قدم “مُفيدة” ثم قالت بحنان:-
-خلى أنام هنا معاكي
مسحت “مُفيدة” على رأسها بلطف وظلت كما هى حتى غاصت “حلا” فى النوم من التعب بين يدي هذه المرأة التى تملك حنان بقدر قسوتها ولطف بقدر غضبها وحدتها، لم تتمكن “حلا” من فهم شخصية “مُفيدة” كيف لها أن تكون الشيء ونقيضه، تعطيها الحنان والأمومة التى فقدتها فى نفس الوقت التى تقسي على “نهلة” وتأخذها للجحيم…
___________________________________
دق باب غرفة “فريدة” وذهبت لتفتح لكنها صُدمت عندما رأت “نهلة” أمامها فسألت بغضب:-
-أفندم؟
تنحنحت “نهلة” بقلق وتردد ثم قالت بخفوت مُتلعثمة فى الحديث:-
-ممكن أتكلم مع مازن دقيقتين؟
لم تتمالك “فريدة” نفسها وكبح غضبها بعد أن سألت هذه الزوجة عن زوجها لتدفعها من كتفها غيظًا منها ثم قالت بمكر وحقد:-
-مازن!! أنتِ فاكرة نفسك أيه؟ لتكون فاكرة نفسك مرته بجد ويحجلك تحدد وياه، فوجى يا بت أنت أهنا مجرد خدامة وجوازكم دا على ورج وإياك أشوفك وي جوزى أنتِ فاهمة ولا أفهمك أنا بطريجتي
أبتلعت “نهلة” لعابها بخوف من هذه المرأة فما زال هذا المنزل يسكنه أشخاص أسوء كـ “مُفيدة” وقبل أن تتحدث جاءت “هيام” نحوهما بضيق مما سمعته وقالت:-
-أيه يا فريدة اللى بتجولي دا ها؟
صرخت “فريدة” بضيق شديد وقلبها تعتصره الألم:-
-اللى سمعتيه إياك تجربي من جوزى يا بهيمة أنتِ وإلا متلومنيش على اللى هعمله
دلفت “فريدة” لغرفتها غاضبة وأغلقت الباب بينما تساقطت الدموع من عيني “نهلة” من هذا الجحيم الذي تعيش به فقالت “هيام” بعد أن وقفت أمامها غاضبة هى الأخري بنبرة حادة:-
-وفري البكاء لبعدين، وأوعي تنسي أنك هنا فى بيت كل اللى فيه كارهينك وخسرانين شخص غالي عليهم فكل اللى ليكي هنا جسوة وجهرة وبس
مرت من أمامها ونزلت الدرج لتقابل “عاصم” على الدرج وقالت بعفوية:-
-حلا نايمة عند ماما
أومأ إليها بنعم ثم ألتف لينزل الدرج مرة أخرى وأتجه إلى غرفة “مُفيدة”، طرق الباب برفق ثم دلف ليرى زوجته نائمة فى الفراش و”مفيدة” تجلس جوارها تراقبها عن كثب فقالت بلطف:-
-متصحهاش يا عاصم
أومأ إليها بنعم ثم أقترب كي يحملها على ذراعيها بلطف لتتشبث بملابسه فأدرك أن “حلا” مُستيقظة ليأخذها وخرج وقال:-
-صاحية
تبسمت “حلا” بعد أن لفت ذراعيها حول عنقه دون أن تفتح عينيها لتتسارع نبضات قلبه بمن براءتها وقربها منه حتى انه يشعر بأنفاسها التى لطالما أشتاق لها طيلة اليوم فقال بعفوية:-
-أفهم أيه من عمايلك دى
ضحكت “حلا” بلطف وقالت بلطف:-
-كان لازم أشغلها شوية عن تعذيب نهلة، مسكينة البنت
تبسم على زوجته التى ظلت ساعات تصطنع النوم حتى لا تذهب “مُفيدة” إلى هذه الفتاة وتعاملها بقسوة وتنفث بها غضبها وقال:-
-كل مرة أحبك أكتر
فتحت عينيها ببطيء بعد أن سمعت كلمته وتتطلعت بعينيه وهو يصعد الدرج بها ليدير رأسه إليها وتتقابل أعينيها فقالت بحب:-
-كيف كل مرة يخفق قلبي لك أكتر من اللى قلبها
شد ذراعيه عليها أكثر وضمها له مُبتسمًا لكن سرعان ما تلاش البسمة عندما نظر أمامه فنظرت “حلا” تجاه نظره وصرخت بهلع عندما رأت “نهلة” تقف على داربزين الدرج من الأعلي وتحاول السقوط للأسفل كي تنهي حياتها الأليمة…..