رواية وللعدالة كلمة الفصل الخامس 5 بقلم رغدة




 رواية وللعدالة كلمة الفصل الخامس 5 بقلم رغدة 



 وللعدالة كلمة


البارت الخامس 

بقلمي رغده 


تمضي الايام رويدا رويدا حتى مضت عدت شهور اغلق بها ملف فرحة واطمأن عادل ووالدته وتزوجت بثينه وفؤاد بعد أن اثقل عليهم بطلبات المسمى الجهاز الذي جعل عادل مديونا لأجل شقيقته 


عند فرحة باتت أيامها كلها سواسيه تستيقظ صباحا تقوم بروتينها اليومي وتتناول لقيمات قليله وتغادر لعملها الذي ساعدها به احسان بمشغل للحياكه فكانت تقوم بتصميم اي رسمة توكل لها دون تعب أو ملل 

وفي المساء تعود لشقتها المتواضعة 


وفي نهاية الأسبوع تزورها هيام أو تدعوها لمنزلها فالله من على كلاهما بنعمة افتقدنها 

فهيام اعتبرتها ابنتها التي فقدتها ظلما وبهتانا على يد غادره وهي وجدت باحضانها عوضا جميلا عن فقدها وعذابها 

أما احسان فأصبح يكن لها مشاعر لا يكنها لغيرها فهي حقا تستحق المحبه فخصالها الجميله تبعث الود بقلب من يلقاها 

أما فرحه فكانت كمن أقفلت على قلبها بعدة اقفال واوصدت بابه فأصبح لا يحمل بداخله الا كره لعادل ووالدته 

ليال كثيرة مرت عليها كلما حاولت أن تغمض عينيها تراه وهو يضربها ، تشعر بصفعاته كأنها حقيقية تدمي قلبها وتحررقه تاركة إياه مدمى بجروح كانت ولا زالت لم تندمل 


وفي أحد الأيام كانت هيام عند فرحة فقامت بصنع ما لذ وطاب ف احسان قد حصل على ترقية بعمله حينها أصرت فرحة على تقديم هدية له فهي اعتبرته اخ وسند لها لم يخذلها ابدا حين أخبرته بالحقيقه 


فلاش باك


كانت تجلس تنتظر عودته لتخبره بالحقيقه نعم هو لم يوجه لها أي سؤال عن ماضيها أو الحادث الذي حصل معها ولكنها كلما تراه ترى بعينيه الحيرة والتخبط والرغبة بسؤالها 

طرق الباب لتقوم مسرعة وهي تقول لهيام : انا هفتح الباب 

دلف المنزل بابتسامته التي لا تفارق وجهه وبعد أن ألقى التحية هم بالدخول لغرفته لتقول قبل أن تخذلها ذاتها وتتراجع : احسان استنى ، انا عاوزة اقولك على حاجه ، قالتها وهي تشعر أن أنفاسها تجاهد للخروج 

شعر بتوترها وقال وهو يجلس بجوار والدته : خير يا فرحة محتاجه حاجه

جلست وهي تفرك يديها ببعضهما وقالت : ايوة 

اوما برأسه بحثها على الكلام لتقول : محتاجه اتكلم واقولك انا مين وحصلي ايه ، 

احسان : بصي يا فرحه لو مش حابه تتكلمي متتكلميش 

أشارت لا برأسها وقالت : اولا من حقكم تعرفوا كل حاجة وكمان انا مخنوقه وعاوزة اتكلم ممكن ارتاح والحمل الي على قلبي يخف 

بدأت تسرد ماضيها البعيد وماضيها القريب ودمعاتها تتساقط كالامطار التي تأبى التوقف 

انتقلت هيام لجانبها واحتضنتها وهي تبكي معها كم القهر والظلم الذي تعرضت له 


أما هو فكان من الخارج صلبا دون ملامح أما من الداخل كان كالبركان الذي انف*جر  

ود لو كان عادل أمامه ليرديه قتي*لا دون ندم 

اعتصر قبضته حتى ابيضت مفاصله كما كان قلبه يعتصر الما على وجعها وقهرها ودمارها وتلك الدموع التي كانت كالشلال 


بعد أن هدأ نشيج بكائها اقترب منها وجثى على ركبته أمامها وقال : صدقيني لجبهولك تحت رجليكي ، هندمه عمره كله أنه اتجرأ واذاكي 

لازم تبلغي عنه 

أزاحت رأسها عن كتف والدته ونظرت له وهي تمسح بقايا دموعها وهزت له رأسها نفيا وقالت : لا يا احسان ، لا ده وقته ولا هي معركتك ، انا هاخد حقي ومتاكده أن ربنا مبيرضاش بالظلم ابدا وهيجيبلي حقي منهم 


احسان الذي كان لأول مرة على هذه المقربة منها أسرته عينيها الحمراء وذلك الأنف الصغير الذي اكتسى باللون الاحمر والخدود الورديه أصبح كالمغيب ولم يفق الا على لمسة يدها التي لامست يده وهمست : متلوتش ايديك بواحد زي ده 


عودة للحاضر 

هيام : بت يا فرحة ريحة الاكل تجنن 

فرحة : يا رب يكون الطعم حلو كمان 

هيام : اكيد حلو مش انتي الي عملاه 

ابتسمت لها فرحه وهي تستمع لرنين جرس الباب 

أسرعت نحو الباب وفتحته ليدلف احسان وهو يحمل باقة من الورد 

مد بها نحوها لتأخذها منه وهي تستنشق عبقها العطر 

فرحة : تسلم ايدك مكانش ليه داعي 

احسان بابتسامه : دي حاجة بسيطه 

هيام : نورت يا حبيبي 

اقترب احسان وقبل راس والدته : ده نورك يا حبيبتي 


قامت فرحة بتجهيز السفره وساعدها احسان الذي أصر على والدته أن ترتاح وجهز كل شيء مع فرحة وسط حديث متبادل عن يومه وما حدث به والأعمال التي قام بها وكانت فرحة تشاركه حديثه وتدعمه بكل ما يخبرها به 


قضوا نهارهم معا ولاحظت فرحة نظرات احسان التي كان يختلسها لها لتشعر أن هنالك خطب ما وعليها ايقاف ما يحدث هنا سريعا فهي كانت عاشقة حتى النخاع وتعلم سر هذه النظرات ولمعة عينيه التي تفصح عما يجول بقلبه ولكن كيف لها أن تفعل هذا وتتسبب بجرحه وايضا من الممكن أن يبتعد عنها بعد أن اعتبرته اخ لها يساندها وقت احتياجها 


على الطرف الآخر كان عادل قد تغير كثيرا بعد أن أصبح يقضي وقتا طويلا مع فؤاد زوج شقيقته فأصبح إنسانا مستهتر بحياته وكل ما يهمه هو مزاجه الذي يوفره له فؤاد من مشروبات محرمه وحبوبا تذهب عقله وقلبه


كانت بثينه دائمة الشكوى من زوجها فؤاد ووالدته ابتهال ولكن كان عادل يقف بوجهها ويدعم فؤاد ويرغمها على طاعة زوجها وعدم ترك بيتها 

أما ابتهال فكانت تعاملها كالخادمة طوال اليوم ولا تتركها تصعد لشقتها الا وقت النوم فتصعد لشقتها لتتوالى طلبات زوجها واصدقائه التي لا تنتهي إلا ببزوغ الفجر وخيوط الشمس تتلألأ بالأفق ليغادر رفاقه مترنحين وهو يطلبها لفراشه وبعدها يغط بنوم عميق لمنتصف النهار 


عانت سهام من الوحده كثيرا وخاصة أن عادل لم يعد يتواجد بصحبتها الا قليلا وايضا أصبح عنيدا وعدوانيا دائم التوبيخ لها على كل شيء 

حتى نال منها التعب والأعباء دون أن يلتفت لها أحد 


في أحد الأيام كان الظابط شريف في المدينه في زيارة لأحد اصدقائه وبعد انتهاء الزياره قرر أن يتمشى بأحد الأسواق لشراء بعض احتياجاته قبل عودته وخلال تواجده هناك رأى فتاة تسير بجانب رجلا يتبادلون أطراف الحديث

دقق النظر لها وهو يتذكر اين رٱها ومن هي فلم تسعفه ذاكرته ولكن فضوله لم يتركه وشأنه فتبعهم حتى ولجأ إلى أحد البيوت 

اقترب من البواب وأعطاه مبلغا زهيدا وسأله عن الفتاة 

فقال البواب : دي الست فرحة وساكنه هنا بقالها ييجي سنه 

ما أن سمع شريف اسمها حتى عادت له ذاكرته بقوة وهو يردد اسمها ، فرحة مرات عادل 


ابتعد قليلا حتى لا يثير الشكوك ووقف يفكر بها ومن هذا الرجل 

هل حقا هربت مع عشيقها ،، اخذله حدسه في سر اختفائها وكان عادل ووالدته محقين 

هل ما سمعه لم يكن شائعات وانما هي الحقيقه 


تساؤلات كثيرة دارت بخلجه وبرغم أن القضيه أغلقت الا أن شعور ما بداخله استوقفه وارغمه على البحث مجددا لمعرفة الحقيقة البحته 


وبعد ساعة كامله رأى ذلك الرجل يخرج ولكن ليس وحده بل معه سيدة تمسكه من ذراعه كأنها تستند عليه 

اسرع شريف خطاه وبحركة بسيطه اصطدم ب احسان ليتوقف وبقول : اسف 

ابتسم احسان وهو يقول : مفيش حاجه حصلت انت كويس 

شريف وهو ينظر حوله بارتباك : ايوة انا كويس 

هيام : مالك يا ابني 

شريف : انا جاي من .. زياره لصديقي بس شكلي تهت بالعنوان 

احسان : قولي العنوان ممكن اقدر اساعدك 

أخبره شريف بالعنوان لتقول هيام : ياااه ده انت بعيد اوي يا ابني العنوان ده في الطرف التاني من المدينه 

احسان : ماما تقدري ترجعي انتي لفرحة وانا هروح أوصله وارجعلك 

شريف : لالا مفيش داعي انا هشوف تاكسي 

احسان لا ميصحش يلا تعال معايا 

شعر شريف بأن خطته تسير بنجاح ليغادر مع احسان بعد أن اطمأن احسان أن والدته مع فرحة 

وفي طريقهم عبث شريف بهاتفه ليرسل رسالة لصديقه ويغلق هاتفه 


وصل احسان للعنوان بعد أن تبادل حديث طويل مع شريف ليعرف شريف عن احسان الكثير 

تعمد شريف ترك هاتفه ونزل من السياره ليغادر احسان سريعا 

وبعد دقائق انتبه احسان لهاتف شريف على المقعد بجواره فعاد سريعا ليجده يقف أمام الباب محتارا


احسان : يا استاذ شريف نسيت موبايلك 

شريف مدعي الحزن : انا مش عارف ايه اليوم الغريب ده 

احسان : خير ان شاء الله مالك 

شريف : مفيش حد هنا ونظر لهاتفه وابتسم ، واهو تلفوني فاصل شحن كمان 


احسان : وهتعمل ايه 

شريف : هشوف توصيله لمحطة القطر وارجع بعدين أزوره 

احسان : يا خبر ، ليه هي الدنيا خاليه ، تعال عندي الليله وبكرة نيجي وتزور صاحبك 

شريف : لا انا عطلتك كتير روح الوالده عشان متقلقش عليك 

احسان بإصرار : والله ما يحصل يلا تعال اركب ، دي تدابير ربنا الي خلتنا نلتقي 

اذعن شريف له وغادر معه 

هاتف احسان فرحه وتحدث مع والدته 

احسان : اه يا ماما خليكي الليله عند فرحه وانا هجيلك الصبح 

هيام : خير يا ابني حصل حاحة 

احسان : متقلقيش يا ست الكل صديق الاستاذ شريف مش موجود وهاخده عندي البيت للصبح 

هيام : ماشي يا حبيبي خد بالك من نفسك وابقى اشتري اكل واتعشوا مع بعض ، متعرفش الراجل أحواله ايه ولا كل اخر مره امتى 

ابتسم احسان وهو ينظر لشريف الذي كانت اذناه تلتقط كل كلامها واغلق الهاتف

الفصل السادس من هنا


تعليقات



×