رواية سهم الهوى الفصل الرابع4 بقلم سعاد محمد سلامه

 

رواية سهم الهوى الفصل الرابع بقلم سعاد محمد سلامه

تبسمت بعملية قائله 
بصراحه العرض بتاعك مميز قريب جدا من توجهيات الشركة بس طبعا أنا مجرد المديرة الفنية مقدرش أدي قرار من نفسي كمان فى عرض تاني متقدم ومناسب وأكيد هيحصل تفاضل بين العرضين.
نهض صهيب مبتسما بثقة
طبعا فاهم قصدك ومتأكد إن التصميمات والعرض بتاعي هما اللى هيفوزوا.
إبتسمت له بإيماءة تمنيتبسم هو الآخر وهو يمد يده ليصافحها...مدت يدها لهضغط على يدها بقوة قائلا
هنتظر إتصال منك تبشريني بالفوز.
تبسمت له قائله بتمني 
إن شاء الله.
سحب يده من يدها وقفت تنظر فى آثره الى أن غادر المكتب جلست مرة أخري تتنهد بشعور متفتح فى القلب تبتسم وهو تقول 
عنده ثقة عالية أوي فى نفسه.
ظلت شاردة للحظات تشعر بشعور غريب فاقت منه حين دخلت مديرة مكتبها قائله 
بشمهندسه صاحب مكتب التصميمات التانية وصل.
أومأت لها قائله 
تمام خليه يدخل.
دلف ذلك الشخص وبعد مصافحة جلست معه تستمع الى عرضه كذالك تصميماته لا تنكر أنها جيدةلكن ليست مميزة كتصميمات صهيببعد قليل إنتهى ذلك اللقاء التقيمي والتى حسمت نتيجته.
بينما صهيب أثناء قيادته للسيارة تبسم وهو يتذكر كيف كانت فايا تتحدث معه بطريقة عمليةعكس تلك التى قابلها بذلك الملهي كانت تبدوا فارغة الدماغلكن تلك التى كان يجلس معها قبل قليل تتحدث بلباقة وعملية..تضاد بين الإثنين يسكن بعقل واحدتبسم على ذلك وهو أليس كذالكيعشق المغامرة فى نفس الوقت حريص...
حريص عليه أن يكون كذالك فيبدوا أن هنالك إعجاب ب فاياوهذا ليس وقته الآن لا يود الإنجراف بمشاعر غير مفهومهحاول نفض التفكير ب فايا عن رأسه فهنالك الأهم الآنمستقبل يبغي الوصول الى مكانة عالية أولا... فامشاعر لديه مؤجلة. 
بعد عدة ساعات بنفس اليوم 
تفاجئت تاج بأن جاسر مازال بالشركة 
بعدما دخلت الى غرفة الإجتماعات مرة أخريلكن شعرت بضيق حين رأت تلك الوضيعة تحاول جذب الحديث مع جاسر الذي عيناه عليها منذ أن دخلت الى أن جلست على المقعد الرئيسي ونظرت نحو فايا التى إنضمت للإجتماع قائله مباشرة
إنت قابلتي المسؤولين عن العروض الأفضل قولى لينا تقيمك لكل عرض فيهمإيه المزايا والعيوب.
اجابتها فايا بمزايا كل عرض...تفهمت تاج قائله
تمام يبقى نختار العرض الأفضل فيهم في رأيك أي عرض منهم الأفضل.
أجابتها فايا بعمليه
أنا شايفه عرض مكتب صهيب جنيد الأفضل حتى فى التصميمات كمان مميز عن العرض التاني.
أومأت تاج بموافقة ثم نظرت أمامها قائله
تمام أنا موافقة... وإيه رأي حضراتكم.
كان حديثها موجه للثلاثة كان أول من وافقها
جاسر الذي لم يعترض 
أنا كمان موافق عندي ثقة فى براعة فايا كمهندسة وأكيد أكتر واحدة فاهمة المطلوب.
إبتسمت له فايا قائله 
ميرسي ليك يا جاسر.
شعرت ميسون بالغيرة من طريقة حديث فايا مع جاسر دون نطق لقب سابق لإسمهبينما زفرت تاج نفسها وهي تنظر الى آسر ثم تلك السخيفة قائله
وحضراتكم قررتوا إيه.
تفوه آسر مباشرة
أنا كمان موافق.
نظرت تاج نحو ميسون بصمت...تضجرت ميسون قائله
قبل ما أقول موافقة أو لاء عاوزه أسأل سؤال.
تنهدت تاج بزهق قائله
وإيه هو السؤال اللى محير عقلك.
أجابتها ميسون بسخط
عاوزه أعرف إنت ليه مهتمه أوي بالمشروع دهوكمان مستعجلة على تنفيذهأنا شايفه المشروع ضخم ومحتاج وقت فى التحضير.
أجابتها تاج
زي ما قولتي المشروع ضخم ولازم نبدأ فيه عشان ننجز فى الوقتوأعتقد أنت شايفه إنى حضرت كويس أوي للمشروع ودرسته من كل الجوانبوأعتقد إنت اللى يهمك الربح اللى هتاخديه فى نهاية المشروعهو ده الاهم بالنسبة لكوده معايا طبعا مضمونأصل أنا الفايدة معايا أعلى من فايدة البنك اللى بتحبي دايما تزودي رصيدك فيهدلوقتي لو مش موافقة تقدري تنسحبي.
شعرت ميسون بالڠضب والكره لكن أخفتهموببرود أظهرت الموافقة عكس ما بداخلها من
إرادة تود سحق تلك المتباهية قائله بتبرير كاذب
أنا كنت بسأل سؤال كتوضيح مش أكتر وطبعا موافقة. 
تنفست تاج قائله بعملية 
تمام كده بكده الإجتماع إنتهي.
نهضت تاج لم تنتظر وخلفها فايا وخرجن من الغرفه معا دون أن تنتبه أنها تركت هاتفها الخاص فوق طاولة الإجتماع... لاحظه جاسر فجذبه ونهض هو الآخرولم يعقب بهراء حديث ميسون التى تتهكم على غرور تاج تتفوه بغباء قصدا
مش عارفه ليه دايما مش بطقيني كل ده عشان متجوزة من طليقهاهي كانت متجوزاه وعارفه إن آسر بيحبني من قبلها.
حمقاء... ماذا ظنت أن بذلك تظهر حقيقة تاج السيئة قلد أطلقت سهم بعقل جاسر الذي صفق خلفه باب الغرفه بقوة
بينما ظلت مع آسر تشعر بضيق قائله 
مش فاهمه اللى إسمه جاسر ده كل كلمة تقول عليها تاج يوافقها عليها أنا طلعت نظرتي فيه غلط كنت مفكره إن هو اللى هيتوقف قدامها.
تهكم آسر وبنبرة إستهزاء قائلا
جاسر يتوقف قدام تاجواضح إنك متعرفيش تاج وصلتها ب جاسر.
ضيقت عينيها بعدم فهم سائلة 
قصدك إيه هي بالعجل رسمت عليه دور المرأة المتمردة المتفردة صاحبة الذكاء الخارق.
تهكم آسر بتوضيح قائلا
تاج مش محتاجة ترسم على جاسرعارفه ليه.
سالته بضجر
ليه.
أجابها
جاسر وتاج بينهم معرفة قديمةويمكن قصة حببس طبعا الفارق الطبقي ممكن يكون هو اللى منع قصة الحب دي تكملجاسر كان بيشتغل سايس فى مزرعة آل مدين
صدمت ميسون سائله بذهول
وإنت كنت تعرف ده ووافقت تبيع له نص المزرعة وجزء من أسهمك فى الشركة.
تهكم بإستهزاء قائلا
إفتكري كويس إني مكنتش موافقإنت اللى ضغطي عليا.
إزدردت ميسون ريقها قائله
أنا غرضي مصلحتنابس لو كنت أعرف إن جاسر على معرفه ب تاج يمكن مكنتش وافقتبس فى عندي إستفسارجاسر زي ما بتقول كان سايس في مزرعة آل مدينمنين جاب الفلوس ده كلها اللى إشتري بها الأسهم ونص المزرعه.
أجابها
اللى أعرفه أنه كان سافر بعد جوازي من تاج مباشرةاللى بعد كده إيه وبقي مليونير في فترة قصيرة إزاي معرفشبس شوفت له كام إعلانيمكن ده السبب العارضين بتبقي أجورهم عاليه.
لمعت عين ميسون وهي تشعر پغضب تهمس لنفسهايعني أنا بغبائي قربت بين جاسر وتاجبس واضح جاسر مش زي آسر ضعيف ومتأكدة إنها مش هتقدر تلعب وترسم عليه بسهولةكمان أنا مش هسمح إنها تفوز عليا بعد كده. 
أثناء سير تاج مع فايا بالرواق حدثها بمرح 
إنت جبارة ميسون كانت بطلع ڼار من ودانها مش عارفه ليه بتغير منك للدرجة دي يمكن عشان كنت متجوزة من الغبي آسر طب دا انت مصدقتي مدة الوصيه اللى كانت سنة واحدة خلصت وإطلقتي منه فورا.
تهكمت تاج قائله
تغور بيهأنا اللى يهمني مصلحة الشركة وإن إسمها يعلى فى سوق العقارات.
ضحكت فايا قائله
أهو معندوش شخصية وشغاله تخليه يبيع أملاكه جزء ورا التانيفى الاول نص المزرعة وبعد كده تلت الأسهم بتاعته وأكيد هتحط المبالغ دي فى البنك بإسمها.
أومأت تاج بلا مبالاة 
هو حر بس لازم ناخد حذرنا بعد كده الله أعلم 
مش عاوزه أتفاجئ بشريك جديد معانا.
أومأت فايا بموافقة قائله 
فعلا لازم ناخد حذرنا عالاقل جاسر نعرفه كويس لكن غيره الله أعلم... مش ناقصين ندخل فى متاهات مع شركاء 
أومأت تاج بتأكيد قائله 
فعلا كفاية نص المزرعة اللى جاسر متمسك بها رغم إنى قولت له موافقه بأي تمن.
غمزت فايا بعينيها بمرح 
جاسر مش عاوز فلوس له هدف تاني.
وكزتها تاج بعدما فهمت قصدها... تبسمت فايا 
فى ذلك الوقت وصلن الى مكتب تاج التى فتحته سرعان ما تبسمن لذلك الجالس الذي وقف يستقبلهن وهن يذهبان نحوه تفوهت فايا بترحيب
عمو خليل إيه المفاجأة الحلوة دي
إبتسم لها بمودة وهو يحتضنها بأبوة ثم إقتربت منه تاج تبسم وهو يفتح لها يده الاخري بنفس الوقت سمعوا صوت طرق على باب المكتب سمح خليل بالدخولسرعان ما نظر نحو تاج التى يضمها أسفل كتفه الآيسرأخفي بسمته بعدما لاحظ تجهم ملامح جاسر الذي ينظر نحو تاج بنظرة مغزاها الغيرة وهو يمد يديه بالهاتف متحدثا بنبرة قويه
موبايلك نسيتيه فى أوضة الأجتماعات.
مدت يدها أخذت الهاتف منهعيناه تقدح نارابل جسده بالكاملحاول ضبط إنفعاله كي لا يجذبها عنوة من أسفل كتف خليل الذي إستفزه بضمھا وتخلى عن ضم فايا ومد يده له يصافحه قائلا
إزيك يا جاسرمبسوط إني قابلتك.
صافحه جاسر يشعر بغيظ وحدثه بإحترام قائلا 
الحمد لله أنا كمان مبسوط إني قابلت حضرتك.
ببسمة ود شعر خليل بسخونة يد جاسر شفق عليه هو يعلم حقيقة ما حدث ود لو أن الأثنين عاد القدر لجمعهما معا دون نبش الماضي المؤلم لكليهما. 
بشقة بمنطقة شبه راقيه
بنبرة عتاب تحدثت تلك السيدة 
بقالك كتير يا جاسر مجتش تطمن عليا كآني مش مامتك لو مكنتش بتصل عليا مكنتش هتعرف إنى مريضة.
تنفس قائلا بتبرير 
إنت عارفه مشاغلي كتير وزادت فى الفترة الأخيرة.
تبسمت له قائله 
ها قولى وصلت لفين الشركة بدأ إسمها يبقى ضمن شركات التوب فايف فى مجال العقارات ختى الإعلانات بتاعتها بشوفها كتير عالمواقع الاليكترونيه والفضائيات... ياريتك فضلت متجوزها كانت بنت ناس محترمة مش زي...
صمتت للحظات قبل أن تستطرد بقية تهجمها 
مش زي ميسون اللى نافخه نفسها كمان يمكن هي اللى بتمنعك تجي تزورني كآني مش مامتك.
تنهد آسر بنرفزه 
غريبه وقت ما كنت متجوز من تاج مكنتيش بتحبيها دلوقتي دخلت قلبك وبعدين ميسون مش بتبعدني عنك قولتلك أنا مشغول جدا حتى أوقات ميسون نفسها لو مش معايا فى الشغل مش بشوفها.
نظرت له ولوت شفتاها بسخط بينما نظر آسر لها بنظرة دونية ربما ما يبقيه عليها هو صلة الرحم أحيانا كثيرة يشعر نحوها 
بمقت وهو يتذكر أنه رأها يوما بفراش عمه تتبادل معه الغرام وليتها كانت زوجته كان غفر ذلك.
بعد وقت قليل تحجج بالوقت ونهض مغادرا 
بمجرد أن فتح باب الشقه شعر كآنه عاد يتنفس وقف للحظاتثم ذهب نحو المصعد الكهربائىوقف ينتظر المصعد حتى توقف وفتح بابه سرعان ما كاد يخطوا بداخله لكن إصتطدم بتلك الأشياء التى كانت تحملها تلك الفتاة سرعان ما تذمر لكن توقف للحظات ينظر لها هي الأخري نظرت له وتبسمت بإستذكار 
إنت آسر إبن طنط إنتصار.
نظر له وتذكر هو الآخر 
أمينة!.
تبسمت له بإيماءة قائله 
أيوه أنا أمينة كويس إنك لسه فاكرني.
تبسم لها قائلا بهمس 
عمري ما نسيتك يا أمنية حد ينسي أول دقة قلب.
تبسمت له قائله 
أنا رجعت من الكويت وخلاص نويت أستقر هنا فى مصر وفتحت حضانة فى مكان قريب من هنا إنت كنت عند طنط إنتصار على فكرة صحتها مش كويسه حاول تهتم بها شويه.
تبسم لها ود سؤالها وأين زوجها لكن بنفس الوقت هنالك من آتى يدخل الى المصعد شعر آسر بالحرج قائلا 
أنا إتبسط إني قابلتك.
تبسمت له قائله 
أنا كمان مبسوطه إني شوفتك وكنت هطلب رقم موبايلك من طنط إنتصار عارفه إنك عندك هواية الرسم وأنا فى دماغي فكرة كده لرسومات الحضانة وفاكرة الرسومات اللى كنت بترسمها زمان فاكر الكاركتير اللى كنت بترسمه عاوزه منه ومتخافش عارفه إنك بقيت شخص مسؤول مش هاخد من وقتك كتير يومين بس وكمان هيبقي تعامل بيزنيس بينا.
تبسم لها وتذكر تلك الهوايه التى تخلي عنها وسط صخب الحياة لكن تحدث بذوق 
تمام خدي الكارت ده فيه
رقم موبايلي الخاص.
تبسمت وهي تاخذ تلك البطاقة الصغيرة لكن شعرت بالحرج حين تنحنح ذلك الآخر الذي أصبح فى المصعد قائلا 
لو سمحتوا لو هتكملوا كلام بعيد عن الأسانسير.
إبتعدت عن المصعد بينما إستأذن آسر ودلف الى المصعد الذي سرعان ما أغلقت أبوابه وغابت عنه أمنية قديمة. 
ليلا بمنزل والدة جاسر
بعدما إنتهوا من تناول العشاء
دلف هو وزوج أخته الى غرفة المعيشه جلسا يتحدثان بشبة همس الى أن دخلن كل من والدته وأخته عليهما لاحظوا حديثهم الهامس تسألت والدة جاسر 
بتتوشوش على آيه مع جاسر يا جمال.
أجابها ببسمة 
ولا بتوشوش على حاجه أنا كنت بقول له الواحد مأكلش الكمية دي من زمان طعامة طبيخك يا حماتي خلتني كالت بنفس ودلوقتي محتاج فوار يهضم.
نظرت له أخت جاسر وتحدثت بعتاب 
قصدك يعني إني مش بعرف أطبخ.
تبسم لها جمال قائلا 
مش قصدي أكيد بس يمكن وجود جاسر خلاني هجمت عالأكل عشان أشبع قبل ما هو ينسف الأكل.
تبسموا جميعا بينما نظرت والدة جاسر له وبمفاجأة قالت 
مش ناوى تتجوز إنت كمان يا جاسر.
نظر لها پصدمة قائلا 
الموضوع ده محتاج تفكير يا ماما.
تهكمت بنزق قائله! 
ومحتاج تفكير ليه الحمد لله ربنا رزقك من وسع وأي بنت تتمني بس إشارة منك ولا...
سألتها أخت جاسر 
ولا إيه يا ماما.
أجابتها وهي تنظر ل جاسر بتذكير
يمكن بيفكر لسه فى الماضي.
نهض جاسر بتسرع قائلا
لاء مش بفكر فى الماضي يا ماماأنا مصدع طول اليوم بشتغل كمان تغيير الطقس مأثر علياتصبحوا على خير.
غادر جاسر بينما نظرت والدة جاسر الى جمال سائله
قلبي حاسس إنه بيفكر فى الحقېرة تاجطبعا بعد ما رجع وأكيد شافها رجعت تشغل عقلهمستحيل أسمح له يتجوزهاعاوز يبقى التالتهي اساسا عندها غرور وتعالي زطماعة وأكيد جوزها التاني عرفها على حقيقتها ومتحملش طباعها.
تحدثت أخت جاسر بتوافق لوالدتهازفر جمال نفسه قائلا
جاسر مش صغيروهو حر فى حياته.
قاطعته والدة جاسر
يبقى تخميني صحبس ده مستحيل يحصلمستحيل أسمح لها تدخل هنا داري.
بينما جاسر دخل الى غرفتهذهب نحو ذلك الشباك لفحة هواء خريفيه رطبة لفحت صدرةتنفس بقوة ثم زفر نفسهوهو مازال يتذكر رفض تاج الزواج منه رغم ما يقدمه من سخاءتنهد بتشتت عقلوذكري حضڼ خليل لها تصيب عقله بالجنونلابد أن يتزوجهالاطفاء تلك الرغبة المتملكة منهلابد أن يفوق لحياته ومستقبلهلابد أن يعثر على ترياق الالم الذي مازال يشعر به فى صدره من سهمي الغدر اللذان إنغرسا بقلبهلكن تاج مصره على عدم القبول...وهو سيتنازل للعثور على ما يبغي. 
بعد مرور يومين 
صباح 
بشقة والد ليان 
كانت ليان كالعادة غافيهحين دخلت والدتها الى الغرفهزفرت نفسها بضجر وهي تقول بتأكيد
مفيش قدامي حل تاني مع البومه دياللى معششه فى الشقه.
قرأت تلك الأوراق التى بيدها ثم جذبت قلم وتوجهت نحو الفراشبصعوبه أيقظت ليان التى مازالت شبه ناعسه 
قالت لها
فوقي وإمضي لى عالورق ده.
بنعاس تحدثت ليان
ورق إيه ده.
أجابتها والدتها بسخط
ورق عنبولا ورق تنازل عن أملاكك اللى ملهاش حصرفوقي كده وإمضي.
تثائبت ليان قائله
بتتريقي عليا يا ماما تمام هاتي الورق ده أمضيلك عليهوسيبني أنام براحه بقى.
نظرت لها بنزق قائله
عامله زي اللى بينام فى آخر أيامه أمضي وإتخمدي.
بالفعل وجهت والدة ليان يدها تمضي باحد الاماكنكانت ليان شبه ناعسه. 
بقصر المزرعة 
فتحت عينيها على صوت غليظ من الخارج نهضت من فوق فراشها وإرتدت مئزر فوق منامتهافتحت باب الشرفه نظرت لأعلى سمعت صوت نعيق ذلك الأسود الذي بمجرد أن حط فوق تلك الشجرة هربت العصافير من فوق الأغصان لم تتضايق من صوته مثلما تضايقت من هروب تلك العصافير الرقيقه وتحول الأصوات الرقيقية الى نعيق فوق تلك الشجرة 
تلك
الشجرة التى غرستها بيديها يوما ما وذكري أخري تذكرتها ببسمة يشوب عينيها الدموع 
ست سنوات تبدلت حياتها جذريا جعلت منها امرأة صلدة قبل الست سنوات كانت فتاة رقيقة كل ما تتمناه هو عشا هادي يجمع بينها وبين الجاسر
الجاسر... أه من العشق مثل السهام المسمۏمة 
بالعودة لقبل ست سنوات 
منذ بضع شهور تخرجت من الجامعه كانت تقطن بالمزرعةهي واخواتها فقط فوالدها كان سفيرا لأحد الدول الأوربية وبصحبته والدتها وكانت فايا وقتها تستكمل دراستها بأحد جامعات الهندسة كذالك فراس هو الآخر كان فى بداية الجامعة هي أصبحت حره تقضي معظم وقتها بالاعتناء بتلك الخيول التى عشقتها والسبب معلوم هو مروض تلك الخيول ذلك الأسمر 
نهارا 
ذهبت الى الإستطبل تبسمت لذلك الذي كان ينتظرها وبيده زهرة حمراء أعطاها لها ثم ساعدها على إمتطاء إحد الخيول نهار كامل كان بين الاستمتاع بذلك اليوم الخريفي بإمتطاء الخيل وجلوسهم معا تحت تلك الأشجار مساءا 
وقفت أسفل تلك الشجرة تبتسم وهي تلتقط تلك الحبات من عين الجمل الذي يقذفها جاسر من فوق الشجرة حتى هبط وهي لوهله شعرت بالخۏف عليه حين كادت تنزلق إحد قدميه بسبب ضعف أحد الفروع لكن تمسك بفرع آخر أقوي وإستطاع النزول من فوق الشجرة بسلام تنهدت براحة حين أصبح جوارها على الأرضبتلقائية بعدما عاشت الخۏف عليه من السقوط من فوق تلك الشجرةإقتربت منه وعانقتهشعر بسعادة غامرة وضمھا هو الآخر هامسا
أنا بخيركمان حتى لو كنت وقعت المسافة من فرع الشجرة للأرض مش كبير.
فاقت من لهفتها وإبتعدت عنه وأخفضت وجهها بخجلإقترب منها ورفع وجهها قائلا
بحبك يا تاج الياسمين ٠
كآنها فراشه تطفوا فوق الزهور بحريهصمتتكاد جاسر أن يقبل وجنتها لكن فاق الإثنين على صهيل ذلك الفرسذهبا نحوهصعدت وهو خلفهايسيران بين أراكان المزرعه الوقت أصبح مساءا وغادر العاملين ما عدا جاسر المسؤول الاول عن تلك الخيول...حل الليل عليهما رغم أن الطقس مائل للبرودةشعرا بانهاك الفرسترجلا أسفل تلك الشجرة وجلس جوار جذعها أسفل فروعها التى كانت تحجب الضياء لولا إنبعاث بعض الأضويه بالمكان جذب جاسر تلك الثمار وبدأ بتقشير قشرتها بأسنانه وإعطاء تاج منها كانت أشياء بسيطة حين جذب جاسر بعض الفروع الخشبيه الجافه وأشعل ڼارا كانت منبع الدفئ لهم... جلسا سويا لم يشعرا بان الليل قد إقترب على الانتهاء ولا على كيف نعست ورأسها على فخذه وهو جالس مضجع على جذع الشجرة... مع سقوط بعض قطرات الندي من فوق أوراق الشجرة على وجهها فتحت عينيها لم تشعر متي آتى بذلك الدثار الذي كان فوق جسدهاتبسمت حين وجدته يفتح عيناه...بادلها البسمه وهو ينظر الى شفاها فقط سعيد بسمتها دقائق وإعتدلت جالسه جواره يتحدثان بلا هدف ولا موضوع مرتب فقط مشاعر بريئة ساكنه بقلبيهم حتى إقتربت الساعه من حوالى التاسعه قطع جلوسهما معا صوت زامور تلك السيارة الفارهه التى دخلت الى المزرعه ثم سرعان ما ترجل السائق وفتح الباب الآخر لذلك الكهل الذي ترجل بغرور وعنجهيه وسئم وجهه حين رأي تاج تقف مع ذلك الشاب نادى عليها رغم عدم شعورها بالراحه إتجاة ذلك الشخص لكن توجهت نحوه ترحب به قائله 
صباح الخير يا عموقاسم.
عمو قاسم
كم يكرة تلك الجملة منها هو ليس عمها ونظرة عيناه تفترسها كأنثي ناضجة لكن تحمل ذلك وهو يقول 
من زمان مش بتسألي عني وإمبارح كنت بتكلم عالموبايل مع فريد وجبنا سيرتك.
بدلال منها سألته
أكيد بالخير.
إقترب منها ومشاعر بداخله تود ان تلتهما لكن تفوه
أكيدكنت سألت فريد على ملف وقالي على مكانه فى المكتب وكنت
جاي عشانه.
إبتسمت قائله
القصر تحت أمرك يا عمو.
عمو...عمو...يبغض تلك الكلمة التى تشعره كآنها طفلة وهو بلغ ارذل العمر.
بعد وقت بغرفة المكتب عادت تاج له تبسم لها قائلا
لقيت الملف.
تبسمت له فأكمل حديثه
عرفت من فريد إنه راجع مصر قريب.
إبتسمت قائله
اه بابا خلاص قرب عالستين سنه وزهق من التنقل بين البلدان وقرر يستقر فى مصروأكيد هيخفف عن حضرتك تعب الشغل والإرهاق.
أومأ لها مبتسما تلمع عيناه بظفر فلقد إقترب من نيل ما يبغي وأول ما يبغي تلك الفاتنة.
عودة 
عادت بدمعه سالت على وجنتيها قبل أن تسترسل باقي ما حدثبعدما سمعت صوت زقزقة عصافير فلقد رحل الغراب وعادت العصافير تصيح بسعادة فوق أغصانها. 
بعد وقت تبسمت ل نجوي التى مدحت جمالها قائله 
لابسه زي الفروسيه كده وشك منور أكيد حاسه بسعادة.
تهكمت تاج فعن أي سعادة تتحدث حدثتها 
أنا حاسه إنى محتاجه لشوية راحه أصفي دماغي هروح الإستطبل أركب خيل شويه هحاول أفصل.
تبسمت لها نجوي قائله 
ربنا يريح بالك.
غادرت وتوجهت نحو الإستطبل فى أثناء سيرها توجهت نحو ذلك الكوخ الخشبي الذي يتمدد علي جوانبه فروع الياسمينجذبت بعض الزهرات ثم عادت تتوجه ناحية الإستطبل...
بينما قبل قليل دلف جاسر بفضول الى داخل الإستطبل تجول بين الخيول لاحظ صهيل إحد الخيول وحركة قدميهابخبرته علم السبب أنه بالتأكيد من حافرهاكما توقع رغم همجية الحصان لكن سيطر عليه وبدأ بصنفرة حافره ونزع تلك الحدوة المعدنيةكان أسفلها بعض العوالق بحافر الحصان آتى بمبرد وبدأ بكحت تلك العوالق الى أن إنتهي سخن تلك الحدوة المعدنية وعاود لصقها بحافر الحصانلكن 
سرعان ما توغل لأنفه رائحة الياسمين الذي يعشقهابل يعشق من تنبعث من بين يديها تلك الرائحة النفاذة 
بينما 
أثناء إقترابها من الإستطبل سمعت صهيل عالي دخلت لتعلم سبب ذلك الصهيل... تسمرت مكانها للحظات حين رأت جاسر يرفع قدم أحد الأحصنة ليس هذا هو السبب فقط بل رؤيتها له بهذا الشكل عاري الجذع يرتدي بنطال فقط توترت وشعرت بالإرتباك لولا صهيل الحصان لما كان رفع رأسه وإنتبه لوجودها أو ربما هي لا تعلم أنه شعر بها بعدما إنبعث الى أنفه رائحة الياسمين بحرج تنحنحت أكثر من مرة تجلي صوتها فى نفس الوقت ترك قدم الحصان وإستقام واقفا يبتسم لوهلة خفق قلبها بتسارع وهي تراه بتلك الهيئة جذعه الأسمر العاړي وقع بصرها خطڤ على تلك الوشوم الموشومة على صدره وجزء من بطنه لم تستمر فى النظر لصدره وشعرت بالحياء وهو يقترب منها عيناه على كل إنش بوجهها الفتان إزدرت ريقها قائله 
بتعمل إيه هنا ياجاسر.
أجابها ببساطة 
بنضف للحصان الحافر بتاعه واضح إن السايس اللى هنا مش مهتم كويس بالخيول الحصان ده پيتألم من ۏجع الحافر.
توترت من إقترابه قائله بإحتقان 
وإنت مالك إيه دخلك هنا الإستطبلوبعدين ده شغل السايس هنا.
لاحظ إحادتها النظر وهو يقترب أكثر لم يبقى سوا خطوة عادتها هي للخلف تفوه بتوضيح 
ناسيه إن نص المزرعة ملكي...يعني أدخل أي مكان وقت ما أحب.
نظرت له بتعسف وقالت بنبرة جافة 
لك نص المزرعة فقط لكن الخيول مالكش فيها ملكية خاصة بيا أنا وأخواتييعني بلاش تتخطي حدودك وتدخل هنا الإستطبل.
شبة إنعدمت الخطوة بينهمعيني جاسر تتفحص ملامح وجهها كآنه لم يسمع حديثها الجاففقط ينظر لعينيها التي أحادت النظر له
وهي تعود خطوة للخلف لم تنتبه الى ذلك الحصان الذي إقترب منها يرفع ساقيه لأعلىبعفويه وتلقائيه حاولت تفادي الإصتطدام معه لعدم إنتباهها اصتطدمت بصدر جاسر الذي جذبها يضمها بعيدا عن الحصانلوهله إنخض من صمت تاج التى كآنها بغفوةربما من المفاجأة إستكانت للحظات قبل أن
تنتبه وترفع رأسها تنظر الى وجه جاسر الذي سألها بلهفة قلب
إنت بخير.
كانت إيماءة برأسها وهي تلتقط نفسهالوهله تحكم شوق قلبيهما كآنهما بغفوة وأنفاسهم أصبحت قريبة للغاية كادت شفاهم تتلامس لولا صهيل ذلك الحصانفاقت من تلك الغفوة وإبتعدت عنه پغضب تحاول إخفاء إضطرابهاوتوجهت نحو الباب مغادرة بخطوات مسرعهتضع يدها فوق قلبها التى تزداد نبضاتهتقاوم حتى لا تبكي عشقها لهبينما جاسر شعر بغصة فى قلبهلكن يستسلم سريعا جذب قميصه الذي كان معلق فوق أحد أبواب الإستطبل يرتديه بعشوائيه مازال مفتوح من على صدره وهو يهرول خلفها كي يلحق بهابالفعل لحقها وجذب عضد يدها أجبرها على الوقوف ڠصبا سرعان ما حاولت نفض يده عنها بعصبية... لكن تمسك بعضدها بقوة...
حاولت نفص يده مره أخري پغضب قائله بإستياء
إنت إتجننت ونسيت نفسكسيب إيدي ابعد عني يا جاسر.
غص قلبه وهو يضعط على عضدها ينظر الى وجهها قائلا بقرار
موافق يا تاج.
مازالت تحول سحب يدها من قبضة يده تشعر بإستياءلم تفهم قصدهبصعوبه نظرت له بإستفسار سائله
موافق على إيه.
كانت إجابته مفاجئة.....
تعليقات



×