رواية أرض الذئاب الفصل الرابع 4 بقلم دعاء سعيد
#أرض_الذئاب٤
فوجئت سلمى بسؤال سالم عن سبب تسمية أرض الذئاب بهذا الاسم ..وكادت تتسرع فى الرد بأن هذا الاسم لايدل الا ع طباع الغدر والخيانة والدناءة والدليل اختطافهم للابرياء مثلها....
ولكنها تمالكت نفسها فهى تدرك أن كشف نواياها ورغبتها فى مغادرة هذا المكان قد يكلفها المكوث فيه ابد الدهر....
فاجابت مُظهرةً حياتها..
(((اه صحيح..ليه اسمها أرض الذئاب .......؟؟؟)))
سكت سالم برهة ثم أجابها وهو لايزال ينظر إلى الذئاب التى فى أقفاصها قائلا....((( ع غرار ما يعتقده أغلب البشر ..الذئب حيوان يمتاز بالعزة والكبرياء والروح القوية ..يعلى مفهوم الجماعة ويحافظ ع عائلته حتى لو كلفه الأمر حياته ..لايستطيع ان يعيش بمفرده فيكون دائما فردا فى قطيع ..يبر والديه حتى فى الشيخوخة ويطعمهم ولايترك أطفاله ابدا...)))ثم استدار ونظر لها وهو يكمل حديثه عن الذئاب قائلا...((( وأهم صفاته الوفاء والإخلاص للزوجة فلا ينظر لغيرها ابدا كما تفعل هى أيضا..عكس كتير من البشر ...يمكن علشان كده طلعوا عليه صفات مش فيه...))) وما إن أتم سالم حديثه لسلمى ..حتى بدأت الذئاب تعوى كأنما تحييه عما قاله ..فارتعدت سلمى واقتربت منه خوفا..ثم تداركت نفسها وابتعدت ثانيا بعد أن أشار سالم الذئاب كى تكف عواء...
ثم غادرا المكان معا عائدين للمنزل..وطوال الطريق سلمى تفكر وتتأمل فى كل كلمة قالها سالم ..فهو يتحدث بلباقة وقوة واقتناع عما يفعله ويقوله ....حديثه يبدو صادق لايشوبه خداع تبدو عليه أخلاق الفرسان التى لم تسمع عنها الا فى الروايات يذكرها فى افعاله بابيها وظلت الأفكار تتصارع فى رأسها..حتى انتبهت ع صوت فتى صغير يصيح ع سالم ويجرى تجاهه...حتى وصل اليه وابلغه....
(((الشيخ غانم عايزك ضرورى فى ساحة العراك....الظاهر الجبانة هيهجموا قريب.. )))
ما إن سمع كلامه حتى قال لها ..(((اسبقى انتى ع البيت ....عارفة الطريق ولا اشوف حد يوصلك.....)))
أسرعت سلمى مجيبة (((لا عارفة اطمن ..روح انت)))
عادت سلمى إلى المنزل وهى تتساءل عن من هم الجبانة ...فما ان وصلت ورات صباح حتى سألتها.. ((صباح ..قولى لى مين هم الجبانة دول..؟؟؟))) ظهر التوتر والخوف ع صباح التى اجابتها بصوت مخنوق..(((دول قبيلة لاعندهم اخلاق ولا دين ...لما بيهجموا ما بيراعوش حرمات ربنا يستر ..وخصوصا فى المرة الاخيرة لما قدرنا عليهم ..اسرنا عدد من شبابهم وبناتهم ..ومن ساعتها وهم مش ناويين يسكتوا الا اما يدمروا الواحة هنا.....)))
ردت سلمى باستغراب ..(((اسرتم ايه..هو الأسر والعبودية هنا عادى ....))) أجابت صباح ..(((هو ده سلو المعارك هنا اللى بيقدر ع التانى بياخد عدد من شبابه وبناته ..بس الرك ع المعاملة ..احنا هنا بنكرمهم ونجوزهم من ولادنا وبناتنا ..لكن الجبانة دول ..بيعذبوا ويقتلوا الشباب ..ويستحلوا البنات.. )))
صمتت سلمى ولم تستطع ان تتفوه بكلمة أخرى ..فماذا ستفعل لو فعلا وقعت فى يد الجبانة هل ستتحول لجارية لرجل يشبه كفار الجاهلية...
بينما سلمى تسير ببطءوتجر رجليها نحو غرفتها والأفكار تعصف برأسها...
نادتها صباح ((الشيخ غانم حضر هو وسالم وعايزينك تحت ....))نزلت إليهم سلمى والقت التحية عليهم ..
قال لها الشيخ (((ازيك يابنتى ..عاملة ايه ؟؟؟)) اجابته..(((الحمد لله..وأنت عامل ايه ياشيخنا..)))قالتها بابتسامة ع غير المعتاد ...(((تسلمى يا بنتى ..تعالى اجلسى ع يمينى علشان أعرف اشوفك.... عايزة أقولك كلمتين ...طمنيني عليكى وع المران
وصلتى لفين فيه ...سالم كويس معاكى..)) اجابته ...((الحمد لله..سالم عامل اللى عليه اسأله هو عنى وعن مستوى تدريبى...)))
قاطعها سالم..((بتتعلم بسرعة...كأنها مولودة هنا فى أرض الذئاب...))) قالها مازحا وهو ينظر لها ..فابتسمت له ..قال الشيخ ..(((احنا عايزين ..نقدم فرحكم شوية ..لازم تبقى زوجة سالم حفيد الشيخ غانم فى أقرب وقت بإذن المولى....))) ثم أكمل.. (((الفرح بعد يومين بالظبط ..جهزى نفسك يابنتى ....)))
شعرت سلمى بالخوف من كلام الشيخ ..يبدو امر هجوم الجبانة امر جلل قد يؤدى لهالكها...هزت رأسها بالموافقة واستاذنت فى الانصراف
وصعدت مسرعة لغرفتها وجلست فى سريرها وهى تكاد تسمع ضربات قلبها....وتفكر انه لابد من الهرب فى اسرع وقت فقد أصبح لديها بعض المعلومات عن ماهية الطرق هنا كما اجادت مهارة ركوب الخيل هى فقط تحتاج غفلة من الزمن فى هذا المكان لكى تستطيع الفرار....
مر اليومين سريعا ....وجاء يوم العرس وبدء قرع الطبول فى كل مكان وتعليق الزينات وتتعالى الزغاريط وتذبح الذبائح..وبدأ اعداد العروس فى غرفتها بافخم انواع الحلى والزينة مما زادها جمالا كأنها بدر فى تمامه...ثم دخلت عليها فى غرفتها وداد ام سالم وزوجة احمد وقبلت رأسها واهدتها قلادة أرض الذئاب واخبرتها...
(الف مبروك يا احلى عروسة ..السلسلة دى اوعى تخلعيها مهما حصل ..ده اللى هتعرف اى حد انتى مين..)))
بالفعل أرتدت سلمى القلادة...
حضر الموكب وتعالت الزغاريط وجاء سالم ليصطحب عروسه فى الموكب..وفجاءة سمع الجميع صراخ عالٍ وإطلاق نيران ..وبدأت الأصوات تتعالى ..((( الجبانة هجموا........)))
اسرع الجميع بالصياح والجرى فى كل مكان ..شد سالم ع يد سلمى قائلا بصوت حاسم..(( خليكى هنا فى بيت الشيخ ..اوعى تخرجى منه مهما حصل ..محدش هيقدر يؤذيكى طول مانتى هنا..)))ثم قبل جبينها وانصرف..
شعرت سلمى بالخوف ولكنها احست انها فرصتها للهروب فالجميع منشغل ..فاسرعت بتغيير ملابسها وحاولت خلع القلادة ولكنها لم تستطع فتركتها فى رقبتها وانطلقت مسرعة ..وبينما فى طريقها للخروج رات
الحاجة توفيقة تجلس فى غرفتها ..فذهبت لها لتودعها ..وما ان اقتربت منها لكى تقبلها وتحتضنها..حتى نظرت لها العجوز والدموع فى عينيها قائلة...(((انتى هتمشى تانى وتسيبينا ياسلمى..دانا ماصدقت شوفتك تانى...بصى كده انا معلقة صورك وكل يوم ابص عليها......)))
نظرت سلمى ع الحائط فوجدت صور مرسومة لمرأة تشبهها كثيرا....تعجبت سلمى مما رات ولكن لم يكن لديها متسع من الوقت لتعرف الحقيقة..
قبلتها سريعا وانطلقت متجهة ناحية الاسطبل لتأخذ فرسا تهرب به بعيدا ...ولكن عندما وصلت للاسطبل وجدت جميع الخيول قد خرجت فى المعركة..ولم يتبق سوى شاردة..
وع الرغم من تذكرها ما قاله سالم عنها....
الا انها لم تفكر وامتطت ظهر شاردة وانطلقت بها مسرعة وسط صراخ اهل الواحة من شدة النزال...انطلقت لاتعرف وجههتها يسيطر عليها احساس واحد وهو الرغبة فى الهرب بعيدا...
ولكنها ما أن انطلقت بالفرسة حتى فقدت السيطرة عليها واسرعت الفرسة تركض بلا توقف..وما كان من سلمى الا ان تمسكت جيدا بالفرسة وقلبها يكاد يغادر صدرها وهى بداخلها تدعو ربها ان يُنجيها...استمرت الفرسة فى الركض حتى بلغت مكان موحش واطاحت بسلمى من فوق ظهرها..التى سقطت ع الارض وفقدت وعيها من شدة صدمة الارتطام بالأرض...ولما استعادت وعيها وجدت نفسها مقيدة وامامها مجموعة رجال فى وسطهم رجل ينظر إليها مبتسما ابتسامة النصر
واقترب منها وامسك قلادتها...
قائلا
(((اهلا بزوجة حفيد الشيخ غانم ..
نورتى الجبَّانة............