رواية وللعدالة كلمة الفصل الرابع 4 بقلم رغدة




 رواية وللعدالة كلمة الفصل الرابع 4 بقلم رغدة 


 و للعدالة كلمة 


البارت الرابع 


بقلمي رغده 


كان يقود سيارته في الصباح الباكر عائدا من عمله الليلي لتقف السيارة فجأة وسط الطريق 

حاول إعادة إدارتها مرارا ولكنها أبت أن تعمل تنهد وجلس بجانب الطريق ينتظر أن يظهر أحد ويساعده أو يوصله لمكان قريب من بيته 

صوت انين خافت أخرجه من شروده 

التفت يمينا ويسارا ولكن لا شيء 

اقترب اكثر من الارض الزراعيه التي كانت خلفه وتقدم بخطواته والصوت يزداد وضوح 


رأى جسدها مسجيا أرضا لا يظهر من ملامحها الكثير فوجهها مغطى بالكدمات والعلامات الحمراء والزرقاء 

لولا انينها لما صدق أنها ما زالت على قيد الحياة


لم يتردد بمساعدتها فحملها بين يديه واتجه سريعا للشارع 


ليلتقي بأحد السيارات التي توقفت جانبا حين أشار لسائقها لينزل منها رجلا يساعده بحملها ونقلها للمشفى


في قسم الشرطه عادل ووالدته التي تمثل البكاء وهي تقول: والنبي يابيه تدور عليها وتقولها ترجع دي نن عيني من جوا، دي هي اللي شيلاني وبتعملي كل حاجه  


الظابط: ومراتك مختفيه من امتى؟؟ 


قبل ان يتكلم عادل قالت سهام : هو كان بالشغل يا ابني وقالتلي هتزور وحده صاحبتها وانا اذنتلها، عادت للبكاء وهي تقول: يا ريتني قلتلها لا، بس مقدرش ده انا روحي فيها مقدرش ارفضلها طلب 


تنهد الظابط وقال لعادل: سالت عليها عند صاحبتها او بيت اهلها 


عادت سهام تتكلم ليضرب الظابط بيده على المكتب وبصيح بها: ما تسكتي يا ست انتي هو ابنك ملوش لسان 


تنحنح عادل وهو ينظر لوالدته وقال: مراتي يتيمه ملهاش اهل ومعرفش صحابها عشان اسالهم بس استنيتها كتير ونزلت لفيت بالعربية اكتر من مرة مغيش فايده 


طرق الظابط بالقلم على الطاوله عدة مرات يحاول تجميع افكاره فهو يشعر بوجود خطب ما ولكنه لا يملك دليل الا ارتباك عادل الواضح عليه بشدة 


الظابط: تمام وقع عالبلاغ واحنا هنتابع شغلنا ولو وصلنا لحاجة هنكلمك 


وقع عادل سريعا على البلاغ وخرج مع والدته ليتنفس الصعداء انه قد اتم مهمته باكمل وجه ودون ان يشك احدهم به 


بدا البحث عن فرحة وسط شكوك الظابط شريف فهو من سنوات خبرته بات يستطيع قراءة الاشخاص ومعرفة ان كانوا صادقين ام كاذبين


في مشفى المدينه كانت تجلس هيام على كرسي بجانب سرير فرحة التي بدأت في استعادت وعيها لتشعر بالألم ينهش جسدها وروحها لتصدر انين مصاحب لبكائها 


اقتربت هيام منها لا تعرف كيف تتصرف ففتحت الباب لتنادي على الطبيب ولكنها وجدت احسان امامها بعد أن انتهى من الإدلاء بأقواله بشأنها 

فقالت: نادي الدكتور يا ابني البت بتتوجع وانا مش عارفه اعمل ايه 

هرع احسان سريعا ونادى الطبيب الذي حضر من فوره يعاينها واعطاها مسكن لترتاح من الم جسدها 


سالها الطبيب عدة اسئلة عن اسمها وما حدث لها ولكنهت لم تجب قابلت اسئلته بشرود تام وسكوت مصاحب لقطرات الدمع من عينيها اجبرهم على تركها وعدم الضغط عليها 


في منزل ابتهال 

كانت تجلس سهام مع صديقتها ابتهال التي اتفقت معها على نشر الشائعات عن فرحة وان لها عشيق سري قد فرت معه 

قالت ابتهال بسعادة: اهي سيرتها بقت على كل لسان هاتي الحلاوة بقا 

مدت سهام يدها داخل حقيبتها لتخرج رزمة من المال وتمدها لابتهال: اهو اللي اتفقنا عليه وعليهم الحلوان كمان 

ابتهال وهي تلعق اصبعها وتعد المال: من يد ما نعدمها يا ست سهام 


عادل. كان طيف فرحة يلاحقه في مجلسه وعمله ونومه دائما يشعر بها ولكن قسوة قلبه و كلام والدته عنها بالسوء جعله لا يفكر الا بانها تستحق،،، نعم تستحق ظل يرددها مرارا وتكرارا حتى بات يصدقها 


بعد عدة ايام استعادة فرحة البعض من صحتها ولكن نفسيتها كانت قد تدمرت 


حضر الامن ليستجوبها ولكنها رفضت قول الحقيقه وكل ما قالته أنها ليست من هنا وهنالك من اعتدى عليها بالضرب فغابت عن الوعي ولم تدري بنفسها الا هنا وان من ضربها كان يرتدي قناعا على وجهه وايضا كان الليل بعتمته يحجب اي تفاصيل له 


اشفقت هيام عليها كثيرا واخبرت ابنها بانها تريد اخذها لمنزلهم حتى تستعيد عافيتها


تردد احسان كثيرا فحالة كحالة فرحة تستدعي الخوف فمن فعل بها ذلك ولماذا ولكنه رضخ لطلب والدته لشفقته عليها وشعوره بالمسؤولية نحوها وايضا شعر أنها بنفس ظروف شقيقته التي توفيت منذ أعوام حين خطفها أحد المجرمين وحاول الاعتداء عليها وحين قاومته قتلها 


بعد عدة اسابيع كانت فرحة تجلس في غرفتها الخاصة التي كانت تخص أمل شقيقة احسان اغمضت عينيها تحاول كبحها عن ذرف الدموع مجددا وهي تتذكر جزء من ماضيها البائس 


فلاش باك 


استيقظت فرحة مبكرا وقامت بتجهيز ملابس عادل واسرعت للمطبخ أعدت الافطار والشاي للعائلة كلها وعادت لغرفتها ايقظت عادل الذي كان بغاية السعادة لوجودها معه واهتمامها الكبير به حتى انها لم ترفض طلب والدته بان تتوقف عن عملها لانها لن تحتاج للمال 


جلس الجميع حول المائدة وتناولوا الطعام تحت نظرات حاقده من بثينه وسهام من اهتمام عادل لزوجته وبعد انتهائه غادر المنزل متجها لعمله 


سهام: بت يا فرحة انتي يا اللي ما تتسمي 


فرحة نعم يا ماما 


سهام : جتك مو متقوليليش يا ماما وللا انتي عشان لقيطه جايه ترمي بلاكي علينا 


فرحة ودموعها بعينيها: ليه بتقولي كده بس، مش انتي اللي قلتيلي اقولك ماما 


سهام: وانتي ما صدقتي بقا ، انجري نضفي البيت واغسلي الهدوم اللي متكومه 


فرحة باستنكار : انا لوحدي ؟؟ 

بثينه : اومال انا ؟؟ انجري يا بت اعملي الي قالتلك عليه ماما 


وها هي الأن بعد أن كتب لها عمر جديدا بفضل احسان تفكر كيف ستنتقم لعذابها منهم ولكن عليها أولا أن تعيد بناء ذاتها من جديد 


بحث شريف عن فرحة وواصل تحقيقه وسؤاله ولكن ما لفت انتباهه هو ما قالته بعض النسوة عنها بالسوء فقد لاحظ أن كلامهن تقريبا مطابق كأنه كلام ملقن لهن فلم يجد محتوى زائد الا بعض الكلمات والتأففات منهن لوجودها هنا وتلطبخ سمعة البلده

وجد تناقض ما بين لهفة سهام المزيفة التي شعر بها منذ البدايه وما قالته النسوة 


قرر شريف أن يخطو خطوة ثانية وهي الملجأ الذي تربت به 

وفي الصباح الباكر غادر البلد وسافر للمدينه ومنها للملجأ 

كان الملجأ بحالة جيدة جدا وذلك لعناية مديرته به 

وصل هناك وطلب مقابله مديرة الملجأ فأخذته أحد المشرفات لمكتبها 

دلف المكتب ليجد سيدة وقورة قد نال الشيب منها مبتغاه تجلس خلف مكتبها 

شريف : السلام عليكم

وفاء : وعليكم السلام . اتفضل حضرتك ، قالتها وهي تشير الي المقعد المقابل لها 

جلس وهو يتلفت حوله ليرى أمامه مكتبة كبيرة مرصوص بها الكثير والكثير من الكتب 

وفاء : تحب تشرب ايه 

شريف : قهوة 

أخبرت المشرفه بإحضار فنجانين من القهوة وقالت له : افندم اقدر اخدم حضرتك بايه 

تنحنح شريف وقال وهو يخرج الكارنيه الخاص به : اعرفك بنفسي ، الظابط شريف المحمدي 

عاوز اسالك عن بنت كانت عندك بالملجأ 

وفاء : اسمها ايه 

شريف وهو يتمعن بالنظر لها : فرحة 

اتسعت عيناها وهي تقول : فرحة ،،مالها ، بنتي حصلها ايه 

شريف بهدوء : ده الي عاوزين نعرفه ، هي متقدم بلاغ باختفاءها 

ثم قال : هي مكلمتكيش ولا جاتلك ؟! 

إجابته بحزن : لا والله يا ابني اخر مره كلمتنا كانت بعد جوازها بمده بسيطه وكان صوتها تعبان ومن وقتها قلبي مشغول عليها وحاولنا نتواصل معاها تلفونها دائما مقفول 

وقف شريف واقترب من المكتبه وأخذ يتفحص الكتب الموجوده وقال : قالتلك ايه خلاكي مش مطمنه ؟؟ 

عادت وفاء بذاكرتها 

رنين الهاتف أوقفها عن متابعة قراءة ذلك الكتاب لتلتقطه وهي تقول 

السلام عليكم

فرحة : وعليكم السلام ، ازيك يا ماما عامله ايه 

وفاء بفرحة: الحمدلله يا حبيبة قلبي انتي عامله ايه طمنيني عليكي

فرحة بصوت يشوبه الحزن : الحمدلله يا ماما وحشتوني اوي 

وفاء : وانتي وحشتينا كلنا ، مش هتيجي تزورينا ، دي البنات كلهم بيسألوا عليكي 

فرحة بتلعثم : ها ،، اه طبعا بس مش دلوقت ، اول ما نستقر في بيت وحدنا هاجي انا وعادل ، متعرفيش وحشتوني قد ايه 

وفاء : مال صوتك يا بنتي ، انتي تعبانه 

فرحة : لا ابدا يا حبيبتي انا كويسه اوي اوي 

ظهر صوت سهام وهي تصرخ قائلة : انا كام مرة قلت الزفت ده مش عاوزة اشوفه بايدك , قومي اعملي الاكل بدل الصرمحه دي 

واقفل الخط منذ ذلك الحين 


كان شريف يتابع معالم وفاء الصادقه التي اكتسابها الحزن لتقول برجاء : ارجوك دور عليها ولاقيها 

فرحة دي نسمة عمرها ما أذت حد بالعكس بتيجي على نفسها عشان غيرها 

شريف : طب ممكن تديني اي معلومات عنها 

اتت المشرفه بالقهوة ووضعتها أمامهما لتقول وفاء : دي الاستاذه مهجه وهي اكتر حد هنا يعرف فرحة 

ما أن استمعت مهجة لاسم فرحة حتى ابتسمت وقالت : فرحة ،، يبقى انت اكيد عادل 

وفاء بحزن : لا يا مهجة ده الظابط شريف 

مهجة بهلع : ظابط ؟؟؟ فرحة مالها حصلها ايه كفالله الشر 

شريف : ممكن تكلميني عن فرحة وتديني اكبر قدر من المعلومات عنها عشان نقدر نلاقيها 

مهجة بعينين زاىغة: تلاقوها ؟؟ هي فرحة مالها اتكلم ، قالتها بانفعال 

شريف : ممكن حضرتك تهدي ، باذن الله محصلهاش حاجة 

سرد شريف ملابسات اختفاء فرحة لتقول مهجة : يا ضنايا يا بنتي ، روحتي فين ؟؟

الفصل الخامس من هنا

تعليقات



×