رواية ظنها دمية بين أصابعه الفصل السادس والثلاثون بقلم سهام صادق
ابتسامة عريضة ارتسمت على ملامح "هشام" عندما رأي تلك النظرة التي يتلذذ في رؤيتها بعينيها...ارتعشت أهدابها وهي تُطالعه وهتفت بصوت خفيض.
_ اتفضل يا عمو.
رمقها "هشام" بنظرة طويلة بعدما أغلق الباب ورائه وتساءَل بنبرة خرجت مستهزئه.
_ هتفضلي قاعده كتير هنا، مالكيش بيت ترجعيله؟
سقط الكلام عليها كالسوط، فابتلعت لُعابها بمرارة وتحاشت النظر إليه.
_ مين على الباب يا "زينب"؟.
ارتفع صوت "هشام" عاليًا ونظر إليها.
_ أنا يا سيادة اللواء.
تعجب "نائل" من دق "هشام" لجرس الباب، فهو معه مفتاح الشقة...؛ فبعد زواج "زينب" صار معه نسخة من المفتاح تحسبًا.
تحركت "زينب" لكن يد "هشام" قبض على ذراعها ليتمتم بنبرة قاسية.
_ حذاري اسمع في يوم إنك رجعالنا بشنطة هدومك.
_ أنت كل ده على الباب يا "هشام".
ترك ذراعها وتحرك أمامها وارتفع صوته.
_ مساء الخير يا سيادة اللواء.
انحنى ليُقبل رأسه ثم يده وابتسم.
_ اخبار صحتك إيه؟
أجابه "نائل" عندما رأي "زينب" تأتي ورائه وقد انطفأت بهجة ملامحها.
_ طول ما "زوزو" موجوده معايا أنا كويس...
أشار لها "نائل" بأن تقترب منه؛ فتحركت نحوه وجلست على ذراع الأريكة التي يجلس عليها. تلاقت عيناها بعينين -عمها- "هشام" الذي أجاب على كلام والده.
_ طبعا يا سيادة اللواء، أنا عن نفسي بكون مطمن عليك في وجودها لكن نعمل إيه بقى ما أنت استعجلت وجوزتها.
حدجه "نائل" بنظرة ساخرة، ألجمته.
_ ما باليد حيله...ربنا يهدي اللي كان السبب.
توترت "زينب" وهي ترى نظرة "هشام" لها بعدما ألقى جدها بحديثه المُبطَّن.
_ إيه يا "زوزو" مش هتقومي تعمليلي فنجان القهوة بتاعي.
ثم أردف بعدما استرخى بجلوسه.
_ فنجان قهوتي من ايدك وحشني.
ابتسمت وهي تتمنى داخلها أن يكون بالفعل اشتاق لتناول القهوة من يدها.
_ غريبة يعني رنيت الجرس ومفتحتش الباب بالمفتاح اللي معاك.
تساءَل "نائل" وهو يعتدل في جلوسه، فأسرع "هشام" إليه حتى يرفع ساقيه ويمددهم على الأريكة.
_ نسيت المفتاح في درج المكتب ومكتشفتش ده غير وأنا قدام الباب...
هز "نائل" رأسه ونظر إليه وقد أخذ "هشام" يدلك له ساقيه.
_ قول اللي عندك يا "هشام".
ابتسم "هشام" وهو يحرك يديه على ساقين والده برفق.
_ "أشرقت" متقدم ليها عريس وطبعا الرأي بعد رأيك.
ابتهجت ملامح "نائل" وتساءَل بصوت رخيم.
_ نعرف أهل العريس، حد من معارفنا.
أجابه "هشام" على الفور.
_ ابن رجل أعمال معروف جدا في البلد.
_ أيوة ابن مين يعني؟
طالع "هشام" "زينب" التي اقتربت منهم بفنجان القهوة.
_ ابن "عدنان الهتيمي".
قطب "نائل" حاجبيه محاولًا تذكر اسم تلك العائلة لكن ذاكرته لم تسعفه.
_ متستعجلش في الرد عليهم، واسأل كويس اوي عنهم يا سيادة المستشار.
وبتريث استطرد.
_ رجال المال لما بيحبوا يتحدوا مع رجال السلطة بيكون ليهم هدف أحيانًا.
ارتفعت قهقهة "هشام" والتقط فنجان القهوة الذي وضعته "زينب" أمامه.
_ يعني مصاهرتنا لعيلة "الزيني" وراها هدف... الحمدلله إن "شاكر" بيه عارفنا كويس وماخدش موضوع "أسامة" زمان وصمة عار علينا.
احتدت ملامح "نائل" بعدما رأي نظرة الكسرة التي احتلت عينين حفيدته وانسحبت من أمامهم.
_ اخوك الله يرحمه انضحك عليه... فين العار في ده؟ ... أي إنسان معرض للخداع.
تجهمت ملامح "هشام" عندما تذكر قطعة الأرض التي باعها والده من أجل ذلك الأخ الذي لن يعترف به يومًا حتى بعد وفاته.
_ ما هو لولا الفلوس اللي دفعناها للبنك عشان نسد القرض كان زمانا مفضحوين وسيرتنا على كل لسان وكان دخل السجن.
_ "هشام" خد بعضك وامشي ولما تيجي ميعاد خطوبة بنتك ابقى بلغني بالتليفون، أو اقولك خلي "لبنى" هي اللي تبلغني ما أكيد القرار في النهاية ليها.
أخذ "نائل" يسعل بشدة ليسرع إليه "هشام" صائحًا بصوت مرتفع.
_ "زينب" هاتي كوبايه مية بسرعه.
انتفضت "زينب" من المقعد الذي جلست عليه بالمطبخ لتصب كأس الماء بيدين مرتعشتين واتجهت نحو جدها بهلع.
ابتعد "هشام" عن والده بعدما رفض أن يشرب الماء منه وقد شعر بالندم لتفوه بهذا الأمر.
ارتفع رنين جرس الباب؛ فأسرع "هشام" لفتحه بوجه متجهم.
_ مساء الخير يا سيادة المستشار.
قالها "صالح"؛ فحاول "هشام" أن يُدراي ربكته وابتسم قائلًا:
_ تعالا يا "صالح" اتفضل.
اندهش "صالح" من توتر "هشام" لكن عندما تحرك إلى الداخل ورأى "زينب" جوار جدها تُدلك له صدره وظهره؛ فأدرك سريعًا سبب حالة "هشام".
_ هو سيادة اللواء تعبان.
هتف بها "صالح" وهو ينظر نحو "زينب" التي احتل الفزع ملامحها ودون أن ينتظر رد "هشام" تحرك نحوهم.
_ خلينا ناخده للدكتور.
اتجهت نظرات "زينب" نحو الواقف ورائها ليفتح "نائل" عينيه بعدما التقط أنفاسه من السُعال الشديد وبصوت مبحوح متهدج قال:
_ أنا بخير يا بني.
_ لا يا جدو أنت مش كويس.
تدخل "هشام" بالحديث وهو يُخرج هاتفه من سترته.
_ هتصل بالدكتور بتاعه يجي فورًا.
خرج صوت "نائل" هذه المرة بصرامة رغم حالة الضعف التي انتابته فجأة.
_ قولت أنا كويس.
لمعرفتهم بعِناده رضخوا لأمره وقد عادت الدماء لوجهه أخيرًا. أخفض "هشام" رأسه بخزي من فعلته.
_ تعالي يا بني أقعد، حمدلله على السلامه.
تمتم بها "نائل" مبتسمًا وأشار له بأن يجلس جواره.
_ الله يسلمك يا سيادة اللواء.
جاوره "صالح" وربت على كفه متسائلًا:
_ حضرتك كويس دلوقتي؟
امتعضت ملامح "نائل" عندما تلاقت عيناه بعينين "هشام".
_ يا بني أنا كويس، أنا بس شرقت وأنت عارف "زوزو" مش بتستحمل حاجة عليا.
نظر لها جدها وحرك يده نحو خدها يمسح عليه.
_ قومي اغسلي وشك يا حببتي ومتخافيش عليا.
بوهن نهضت "زينب" من على الأرض وهتفت بصوت ضعيف.
_ هروح اعملك حاجة تشربها يا جدو واجيب الدوا بتاعك.
حرك "هشام" يده على وجهه بحنق بعدما تجاهل والده الرد عليه وقرر الجلوس بصمت.
_ عملتها لينا مفاجأة ومبلغتش "زوزو" بميعاد رجوعك.
ابتسم "صالح" بتوتر وتحاشا النظر إليه.
_ حبيت فعلا تكون مفاجأة لـ "زينب" بس شكلي مش هقدر اخدها معايا النهاردة.
اتسعت ابتسامة "نائل" ونظر له.
_ لا طبعا هتاخدها معاك... أنا أه مش بشبع من وجودها معايا لكن مقدرش اخدها منك إلا لو أنت مستغني عنها.
أسرع "صالح" بالرد تحت نظرات "هشام" الذي امتقعت ملامحه عقب رد "صالح".
_ لا طبعا أنا مقدرش استغنى عنها لكن مبقدرش اقولها لاء لأي حاجة خاصة بيك... أنا عارف مدى حبها ليك.
التمعت عينين "نائل" وقال بعدما ألقى بنظرة حادة نحو "هشام" الجالس في صمت.
_ دي الغالية بنت الغالي، قوم يا بني قولها تحضر نفسها عشان تمشوا.
استجاب "صالح" لطلب الجد بلهفة تمكن من إخفائها سريعًا لكن عينين "نائل" التقطتها، أرخى "نائل" جفنيه قائلًا:
_ اتصل بأخوك "مصطفى" يا سيادة المستشار خليه يبعت "حاتم".
...
أخفض "صالح" رأسه عندما رأها تمسح دموعها وقد شرد بذاكرته بذلك اليوم الذي أتى فيه بالصباح حتى يعيدها إلى المنزل قبل ذهابه إلى عمله. عندما فتحت له الباب كانت بصورة باهته مثل ليلة زفافهم... تحرك خلفها نحو المطبخ وقد كان الصمت يسود المكان. حاول إخراج الكلام من شفتيه لكنه انحبس في حلقه ولم يتحمل النظر إليها لتصفعه بتلك الكلمة التي هزته وجعلته يُدرك خسارته.
« طلقني»
نفض رأسه بعدما فاق من شروده ولم تكن منتبهة على وقوفه على أعتاب المطبخ لكن عندما أصدر نحنحته رفعت عيناها جهته. ازدرد "صالح" لُعابه عندما تحرك نحوها وقد ضاع الكلام الذي أراد إخبارها به... فقد أضاعته تلك النظرة التي يحتلها الكره.
شرعت بسكب العصير بالكوب بعدما أشاحت عيناها عنه وكادت أن تتحرك من أمامه لتجده يسد عليها الطريق قائلًا:
_ أنا جيت اخدك يا "زينب" عشان نروح بيتنا.
ابتعلت غصتها وسارت من أمامه لكن توقفت مكانها قبل أن تغادر المطبخ.
_ فكري في حالة سيادة اللواء قبل أي قرار.
أغمضت عيناها بقوة لعلها تستطيع إستعادة رباطة جأشها ثم استكملت خُطواتها إلى الخارج.
أتى "حاتم" ابن عمها "مصطفى" للمبيت مع جدها ولم يكن أمامها إلا الرحيل الذي قررته من قبل. لم تنبس ببنت شفة طيلة طريق عودتها معه لكن عندما دلفت من باب الشقة خرج صوتها أخيرًا.
_ فين "يزيد"؟.
تنهد وهو ينظر لها رغم تحاشيها النظر إليه.
_ في الڤيلا.
أغلق جفنيه لوهلة ثم فتحهما قائلًا بعدما وجدها تتجه نحو غرفتها.
_ خلينا نتكلم شوية.
_ أنا محتاجة أنام.
زفر "صالح" أنفاسه بقوة ثم تحرك نحوها ووقف أمامها.
_ إحنا لازم نتكلم.
_ أنا مش عايزه اتكلم في حاجه، ممكن تبعد.
حاولت إزاحته من طريقها لكنه لم يتحرك ونظر إليها بإصرار.
_ سكوتك ده مينفعش...
أشاحت عيناها عنه؛ فأسرع بالتقاط يدها يضعها على صدره.
_ اضربيني زي ما عملتي يومها... قولي بكرهك حتى.. لكن سكوتك ده مينفعش.
_ ممكن تبعد.
لم يتركها لتبتعد، فدفعته عنها بوهن ورغمًا عنها انسابت دموعها التي خانتها.
بكت بحرقه وقد ظن أنها تبكي من خيبتها منه لكنها كانت تبكي من يُتمها و قلة حيلتها... ضمها إليه وظَنّ من سكونها بين ذراعيه أنها تقبلت أن تعطيه فرصة حتى يُصلح ما أفسده.
_ اهدي يا "زينب".
يده التي أخذ يُمررها على ظهرها وذلك الهمس الخافت الذي اخترق أذنيها جعلها تفيق من ضعفها. دفعته هذه المرة عنها بقوة.
_ مش هسامحك ولا هسامحه في يوم.
بهتت ملامح "صالح" ونظر إلى الباب الذي أغلقته خلفها بعنف. تحرك بدون هوادة ذهابًا وإيابًا أمام غرفتها يستمع إلى صوت بكائها.
....
انفلت الكيس الذي تحمله أرضًا؛ فانحنت سريعًا لتلتقطه وقد ضاقت حدقتاها عندما انتبهت أثناء استقامتها في وقوفها على سيارته التي تصطف بجانب الطريق على بعد قليل منها.
بتوتر سارت بتلك الجهة التي تسير بها كلما عادت من عملها.
أغلق "عزيز" مكالمته عندما التقطتها عيناه في مرآة السيارة وقد ارتسمت على محياه ابتسامة صارت تتوهج بعينيه. أسرع في ترتيب خصلات شعره ثم التقط قنينة عطره لينثر منها القليل.
مرت بجانب السيارة ليهتف "عزيز" قائلًا عندما وجدها ستتجاوز السيارة.
_ "لـيـلـى".
بنظرة خجله اتجهت عيناها إليه؛ فابتسم قائلًا بنبرة مشاغبة.
_ معقول بعد وقوفي ده كله هتمشي كده من غير حتى سلام.
ازدردت لُعابها بخجل، فالكلام صار يخرج منها بصعوبة بعدما صارت مشاعره واضحة بالنسبة لها.
_ يا بنت الناس الطيبين اركبي عشان وقوفنا كده مينفعش.
ابتعدت عن باب السيارة وألقت بنظرة خاطفة حولها.
_ أيوه فعلا مينفعش أقف كده.
كادت أن تتحرك لكن صوته الذي خرج بضيق أوقفها.
_ عمك عارف إني هقابلك، فاركبي يا "ليلى" وبلاش الاحساس اللي بقيتي توصليه ليا مؤخرًا.
زمت شفتيها ونظرت إليه بتخبط لكن عندما استمعت إلى زفرته القوية رضخت لأمر قلبها وصعدت السيارة.
بنظرة حانقة رمقها وهو يتحرك بالسيارة.
_ عندي سفريه لمدة يومين هرجع منها هطلب ايدك من "عزيز" وانتهى الكلام في الموضوع ده.
وأردف بملامح متجهمه وصوت خرج به بعض الحده.
_ "عزيز" كلمته الضهر وقولتله إن العفش اللي اتباع فلوسه وصلت ليا ولو قابلتك صدفة هديكي الفلوس.
أخفضت رأسها نحو كفيها المضمومين في حجرها وبصوت خافت تمتمت.
_ أنا مش قصدي حاجة، لكن يعني...
تنهد "عزيز" بعدما انتبه على غضبه عليها ولم يتحدث إلا عندما أوقف السيارة في مكان يبعد عن المجمع السكني قليلًا.
_ "ليلى" أنا فاهم كويس أنتِ بتعملي كده ليه وعشان كده أنا عايز اعجل في أمر الجواز... "ليلى" أنا مش مراهق ولا راجل بلا اخلاق عشان ادور على حجة عشان اقابلك بره البيت أو اكلمك في التليفون لما اعرف إن الكل نام.
طالعته بنظرة حزينة، فهي تشعر بالخزي مما تفعله... فلم تجرب تلك المشاعر التي تعيشها من قبل... كل شئ جديد عليها وما يُحركها هو قلبها الذي صار بين اللائم والمشجع نحو ما تعيشه.
_ أنا عارف إن حبك ليا برئ يا "ليلى" لكن حب الراجل للست مختلف.
تمعن بالنظر إليها بعد كلامه؛ فوجدها تخفض عيناها نحو يديها.
_ بفقد صوابي في كل مرة عيني بتيجي في عينك، اتحولت لشخص أنا مش مصدق إني بقيت هو.
استمرت في فرك يديها بتوتر حتى ظهر الإحمرار عليهما.
_ بقيت عابث بجدارة على ايدك.
نطقها بعبث، فرفعت عيناها نحوه بنظرة خاطفة.
_ آه يا "عزيز" بعد العمر ده كله بقيت مراهق عابث بتقابل بنت الجيران من ورا أهلها.
ضحك عقب قوله؛ فابتسمت رغمًا عنها.
_ عملتي فيا إيه يا بنت "محمود".
خفق قلبها بجنون؛ فرمقها بطرف عينه ثم أسند رأسه للوراء وأغمض عينيه وأردف متسائلًا:
_ هنقضيها كده ولا نتجوز وتستري عليا!!
انفرجت شفتيها بابتسامة واسعة ليفتح عيناه قائلًا بحب.
_ أنا مش عايز ألوث طهارتك يا "ليلى"، مشاعرنا واضحة وصدقيني أنتِ الست الوحيدة اللي خلتني افكر في الجواز وأقول إن وجود الست مهم في حياتنا.
ارتبكت من كلامه، فهو يصارحها بكل ما يختلج به فؤاده لكن هي لا تستطيع البوح.
_ "ليلى".
بصوت هامس ردت.
_ نعم.
ابتسم عندما استمع إلى صوتها.
_ بطمن إنك معايا وسمعاني.
ظهر التوتر بوضوح على وجهها؛ فتساءَل بحسم.
_ هكلم عمك أول ما أرجع تمام.
بنبرة بالكاد سمعها أعطته الجواب ليزفر أنفاسه بإرتياح.
اتجهت بعينيها نحو واجهة الطريق حيث اصطفت السيارة.
_ إحنا فين؟ أنا كده اتأخرت.
_ متخافيش إحنا قريبين من الڤيلا...
ابتلعت ريقها ونظرت إليه.
_ ممكن نمشي عشان ميقلقوش عليا.
تنهد "عزيز" بقوة أدرك أن الوقت الذي يسرقه معها لا يكفيه.
_ حاضر.
تمتم بها ثم أخرج المظروف الذي به مال الأثاث الذي قام ببيعه.
_ الفلوس بتاعة الأثاث، وفلوس الشقة قريب هتكون معاكِ بس طبعا هحتاج امضتك عشان البيع..
وواصل كلامه بنبرة جادة.
_ أنا مخلي "عزيز" مطلع على كل شئ بيتم.
التقطت منه الظرف بحرج دون فتحه، ليبلغها بالمال الذي باع به الأثاث وقد استعجبت من سعر البيع الذي لم تتوقعه.
_ أنا مكنتش فاكره هيجيب سعر كده.
بصوت خرج رخيم قال:
_ أنتِ ناسية إني تاجر أثاث شاطر.
ابتسمت وقبل أن تشكره على مساعدته لها كان يمدَّ يده لها بلوح شيكولاته يبدو من تغليفه أنه مستورد.
_ "نيرة" بتحب النوع ده من الشيكولاته وكنت موصي ليها عليه وطبعا "شهد" بعمل حسابها من زمان... المرادي أنتِ كنت على رأسهم لما فكرت اوصي على الطلب.
تورد وجهها من شدة الخجل؛ فتساءَل رغم أنه يعرف الجواب.
_ مبتحبيش الشيكولاته؟
نظرت له ثم إلى لوح الشيكولاته والتقطته منه سريعًا.
_ لاء أنا بحبها.
ابتسم على فعلتها وقد اتسعت ابتسامته وهو يراها تفتح المغلف وتقطع قطعه من الشيكولاته وتدسها بين شفتيها مستمتعه بمذاقها.
ارتفعت دقات قلبه وارتكزت عيناه على فعلتها العفوية التي جعلت أفكاره تنجرف إلى ما يتوق له.. ،يتساءَل داخله هل سيكون مذاق شفتيها كحبة السكر أم كقطعة الشيكولاته التي تلوكها بفمها.
_ طعمها جميل أوي.
طالع حركت شفتيها وهي تخبره بمذاقها المميز الفاخر، ثم تنهد بعمق بعدما أخرج منديلًا من سترته.
_ امسحى شفايفك من الشيكولاته.
ارتبكت بحرج وهي تلتقط منه المحرمة الورقية وقد ابتلعت ما بداخل فمها دون أن تلوكه كما هي معتادة.
أشاح عيناه عنها يستغفر داخله على ذنب صار يُرق مضجعه ثم حرك رأسه بيأس من حال قلبه الذي يسقط في شِرك هوى النفس.
تنهد بصوت مسموع جذب انتباهها؛ فهو عليه تعجيل أمر الزواج فلم يعد قادر على رؤيتها أمامه دون أن يتخيلها كـ امرأته.
عند عبور "عزيز" بسيارته بوابة المنزل كانت سيارة "سيف" تمر أمامه، لتنظر "ليلى" له قائلة:
_ خليني أنزل هنا.
احتدت عيناه وهو يرمقها بغضب، فأخرستها نظراته.
ترجلت من السيارة بتوتر وقد وقعت عينين "سيف" عليها للتو وهي تغادر سيارة عمه.
_ استنى يا "ليلى" أنا جاي معاكِ اطمن على "عزيز".
اماءت برأسها وازدردت لُعابها ببطء ثم تحركت أمامه، ليتلف "عزيز" نحو "سيف" الذي وقف ينقل عيناه عليهم.
_ مش هتيجي يا "سيف" تطمن على "عزيز".
بتوتر رد "سيف" بعدما استطاع تمالك نفسه.
_ أه ،تمام.
اتجه "سيف" إليه وسار جواره إلى أن وقفوا أمام المسكن. ربت "عزيز" على كتفه قائلًا:
_ فاكر لما كنت بتيجي هنا عشان تشيل "شهد" وتلاعبها وتهرب من مذاكرتك.
ذكره عمه بالذكريات التي يشعر بأنه نَسيها عندما اغترب وعاد لهم بشخص آخر لا يعرفه.
أتت "عايدة" بسعادة عندما علمت بوجودهم أمام الباب لتهُلل بفرحه.
_ و أنا اقول البيت نور ليه.
دخل "عزيز" الذي لم تكن زيارته الأولى لـ "عزيز" ثم تنحنح وأتبعه "سيف".
_ البيت دايما منور بلمتنا و وجودنا مع بعض يا "عايدة".
هزت "عايدة" رأسها له وتمتمت بحبور.
_ أول ما "ليلى" قالتلي إنك على الباب جيت جري.
ابتسم "عزيز" وقال وهو يتقدم إلى الداخل.
_ قابلت "ليلى" على الطريق وجبتها معايا ومكنش ينفع مجيش اطمن على "عزيز".
استمع "عزيز" -السائق- إلى ما تحدث به سيده وهتف بتعب وهو يتحرك نحوهم.
_ "عزيز" بيه، وكمان بشمهندس "سيف" جيه يزورني...
طالعه "سيف" قائلًا بحرج بعدما اقترب منه.
_ الف سلامه عليك يا عم "عزيز".
.....
ابتلع "سعيد" لُعابه وهو ينظر نحو لوح الشيكولاته التي تقضمه "شهد" بإستمتاع وتتلذذ بـ طعمه.
_ هاتي قطمة صغيره يا "شهد".
رفعت "شهد" أحد حاجبيها وأسرعت بتخبأت لوح الشيكولاته وراء ظهرها.
_ لاء ، دي بتاعتي لوحدي... أبيه "عزيز" قالي دي ليكي يا "شهد".
مط "سعيد" شفتيه بحنق واقترب منها.
_ يعني عشان قالك كده يبقى خلاص ليكي لوحدك، اللي ياكل لوحده يزور يا بنت "عايدة".
حاول العم "سعيد" اجتذاب مغلف الشيكولاته منها... لكنها أخذت تصيح.
_ يا ماما تعالي شوفي خالو عايز ياكل الشيكولاته بتاعتي.
اقتربت منهم "عايدة" ونظرت إلى وضعهم بيأس، فـ "سعيد" يُحاول أخذ مغلف الشيكولاته منها.
_ فيها ايه لما تدّوقي خالك و "ليلى".
ارتبكت "ليلى" وقد خرجت من غرفة عمها للتو بعدما ساعدته في تناول طعامه.
_ لاء أنا مش عايزه حاجة.
إبتسمت "شهد"؛ فـ "ليلى" عافتها مما تطلبه منها والدتها.
_ "شهد" دوّقي خالك و "ليلى" بدل ما اخدها منك.
بعبوس استجابت "شهد" لأمر والدتها وقد اتسعت ابتسامة العم "سعيد" بعدما أخذ نصيبه.
_ مش عارف طالعه لمين طماعه يا بنت "عزيز".
زمت "شهد" شفتيها بحنق وتمتمت بصوت خافت سمعه "سعيد" لكنه لم يبالي.
_طالعالك طبعًا.
_ وبنت عمك.
نظرت "شهد" نحو والدتها ثم إلى "ليلى" التي اتجهت إلى المطبخ.
_ "لولو" قالت مش عايزه...
قاطعتها "عايدة" بنبرة حازمة.
_ روحي قسمي الشيكولاته مع بنت عمك.
زفرت "شهد" أنفاسها حانقة ليتمتم "سعيد" بعدما مضغ قطعة الشيكولاته بعد أن دسها بفمه كاملةً.
_ شوف البت مستخسره فينا حتت الشيكولاته.
رمقته "عايدة" بنظرة ممتعضة ثم أخذت ترتب الصالة قائلة بصوت خافت.
_ والله اغلب طباعها منك يا "سعيد".
رغم إلحاح "شهد" لتتناول منها قطعة من الشيكولاته إلا أن "ليلى" أصرت بالرفض قائلة:
_ صدقيني لو عايزه هاخد منك يا "شهد" وهرخم عليكي.
أسرعت "شهد" بتقبيلها قائله:
_ رخمي براحتك يا "لولو"، أنتِ في القلب.
ابتسمت "ليلى" ورفعت كف يدها تربت به على خد "شهد".
_ وأنتِ كمان في القلب يا "شوشو".
تناولت "شهد" قضمة من الشيكولاته وأغمضت عينيها تهتف بسعادة.
_ أنا بحب أبيه "عزيز" أوي.
خفق قلب "ليلى" عند سماع اسمه، فاستطردت "شهد" قائلة:
_ دايما لما بيجيب الشيكولاته دي لـ "نيرة" بيجيب ليا معاها، هقوله يجيبلك معانا بعد كده.
_ "شـهـد".
غادرت "شهد" المطبخ بهروله بعدما استمعت إلى صوت والدتها وقد تركت "ليلى" هائمة في حديثها... فهل هو لم يجلب لها مثلما جلب لهم... فمذاقها مازال بفمها ومَازالت تحتفظ بالبقية في حقيبتها حتى تستطيع تناولها ليلًا سرًا.
....
ابتسم "نيهان" بخبث وهو يسترخي على المقعد الجالس عليه وقد ضجر من المكالمة التي لا يذكر فيها سوى العمل.
_ اترك أمر العمل جانبًا الآن وأخبرني متى سأحضر حفل زفافك أنت وفتاة القطة.
امتعضت ملامح "عزيز" من تشبيه "نيهان" لها بهذا الاسم.
_ بطل تناديها بالاسم ده.
التمعت عينين "نيهان" بمكر وقال وهو يعلم أن حنقه سيزيد.
_ سأكرر سؤالي يا رَجُل، متى حفل زفافك أنت و "ليلى".
_ ولا تنطق اسمها حتى.
ارتفعت ضحكات "نيهان" عاليًا وتمتم بمهادنة.
_ بماذا أناديها يا رَجُل إذا تحدثت عنها...
ثم استطرد "نيهان" وهو يحرك حاجبيه بمتعه.
_ سأناديها بزوجة اخي، ها أخبرني متى ستتزوجون...؟
زفر "عزيز" أنفاسه بقوة ثم أغلق جفنيه وتحرك بالغرفة بدون هوادة.
_ بعد ما ارجع من سفرية إسكندرية هطلب ايدها من "عزيز"، الوضع مبقاش يُحتمل يا "نيهان".
اتسعت حدقتيّ "نيهان" والتمعت عيناه بالمتعة.
_ أخيرًا يا رَجُل وجدتك تصرح عن مشاعرك مثل بقية الرجال.
تجهمت ملامح "عزيز" وهو يستمع إلى نبرة "نيهان" وكأنه يشمت به.
_ جيه اليوم اللي ناولتك فيه مرادك يا "نيهان".
ابتسم "نيهان" بسعادة حقيقة لكن المكر عاد إليه وتساءَل حتى يستفز "عزيز".
_ هل قبلتها؟ أم مازلت محروم تُقبلها في الأحلام.
أغلق "عزيز" بوجهه المكالمه لترتفع قهقهة "نيهان" عاليًا... فهو سعيد للغاية من أجل صديقه.
ألقى "عزيز" بالهاتف على الفراش يمسح على وجهه المتعب قائلًا:
_ وقح، وخلاني افكر بوقاحه زيه.
...
نظرت "ليلى" نحو "شهد" التي غفت ثم أسرعت بإخراج الشيكولاته خاصتها من حقيبتها. قطعت قطعة ثم دستها بين شفتيها وأغمضت عيناها بتلذذ. اهتز هاتفها برنين قصير... لتفتح عينيها وتبتلع ما تبقى في فمها.
نظرت إلى الرساله التي تحمل اسمه وقبل أن تفتحها داعبت مخيلتها تلك الرسالة السابقة.
تنهيدة طويلة خرجت من شفتيها ثم فتحت الرساله ليخفق قلبها بقوة وهي تقرأ كلمات الرسالة التي يُخبرها فيها بأنها عندما تناولت حلوى الشيكولاته أمامه اليوم تمني أن يتذوق طعمها من رحيق شفتيها.
تسارعت دقات قلبها؛ فهي لم تنسى أمر الرسالة الماضية والتي بسببها أصبح يغزو أحلامها وهو يُقبلها.
مرر "عزيز" أصابعه بين خصلات شعره بصدمة لا يستوعب ما صار يحدث معه ويفعله، فهو عليه تجنب "ليلى" هذه الأيام وقد أتت رحلة عمله في وقتها وعندما يعود لن ينتظر دقيقة واحدة وسيتقدم بطلب يدها من عمها.
....
أتت "زينب" باكرًا إلى المركز الذي يحصل فيه "يزيد" على دورة الرسم وجلست تنتظر معه موعد حصته.
داعبت خُصلات شعره ؛فنظر إليها وهو يسألها.
_ "عُدي" لسا مجاش، هو مش هيجي؟!
ابتسمت عندما سأل عن "عُدي" وانتقلت يدها من خصلات شعره إلى خده تمسح عليه برفق.
_ لاء إحنا اللي جايين بدري يا حبيبي، فاضل نص ساعه على السيشن.
اماء لها الصغير برأسه ثم عقد ساعديه أمام صدره وجلس صامتًا يُطالع الأشخاص الذين يقومون بتسجيل حضور بعض الدورات.
مرت الدقائق إلى أن لفت انتباهها حوار إحداهن مع موظفة الإستقبال وعلى ما يبدو أنهم أصدقاء.
_ مركز اللغه اللي قصادنا طالبين محاضرين لغة ألمانية وفرنسية يكونوا خارجين لغات وترجمة... لو تعرفي حد بلغي يا "مودة".
اجتذب "يزيد" ذراعها حتى تنتبه على قدوم "عُدي" و والده.
_ "زوزو"..."عُدي" جيه.
استدارت "زينب" برأسها نحو الباب لتبتسم وهي ترى "عُدي" يهتف باسم "يزيد".
ابتسم "مازن" وهو يقترب منهم فنهضت من مكانها تداعب خد الصغير.
_ وحشتني يا "عُدي".
_ وأنتِ كمان يا طنط "زينب"، أنا كنت بسأل "يزيد" عنك وافتكرت إنك مش هتيجي تاني.
ابتسمت "زينب" وهي تنظر إليه ثم نظرت نحو "يزيد" الذي هز رأسه إليها.
_ أنا قولتله إن "زوزو" عند جدها وتعبانه.
نظر "مازن" إليهم وهو يشعر بالسعادة من التطور السريع الذي حدث وتمتم بصوت رخيم.
_ ألف سلامه عليكِ يا مدام "زينب" ، أنا فكرت حقيقي اكلمك أنا و"عُدي" بس محبتش اضايق كابتن "صالح" لأن آخر لقاء بينا مكنش تمام.
ردت "زينب" بصوت رقيق كعادتها دون النظر إليه.
_ الله يسلمك يا دكتور.
آتى بقية الصغار الذين يمارسون هواية الرسم وقد ذهب الصغيرين مع المتخصصة بتدريس الدورة نحو الحجرة التي يتلقون فيها الدروس.
تنحنح "مازن" بخشونة وهو ينظر إليها؛ فاستدارت نحوه ليشير نحو المكان المخصص بالجلوس فيه إلى أن ينهوا الصغار حصتهم.
_ الاولاد بدئوا يتعودوا على بعض ، الظاهر إن إقتراح مديرة المدرسة كان صح.
حركت "زينب" رأسها له مندهشة؛ فهي اليوم استغربت من تقبل الصغيرين لبعضهما بتلك السرعة.
_ وأنا كان مستغربه ده.
_ تحبي تشربي إيه؟!
تساءَل "مازن" عندما أشار نحو العامل الذي اقترب من طاولتهم.
_ مفيش داعي.
_ أنتِ بخيله ولا إيه يا مدام "زينب".
مازحها "مازن" بحديثه وأردف قائلًا:
_ المرة اللي فاتت بالعافيه تقبلتي مني مشروب الكابتشينو، ها اطلب برضوه كابتشينو ولا تحبي تشربي حاجة تانية.
بحرج نظرت إلى العامل الذي ينتظر تدوين طلبهم.
_ تمام، اشرب كابتشينو.
......
قطب "سيف" حاجبيه بعدما أنهى مكالمته أثناء سيره بالحديقة، استدار بجسده نحو شرفة مكتب عمه وغرفته بالأعلى ثم عاد ينظر إلى مسكن القطة. دارت عيناه بين الجهتين لتتسع حدقتاه وهو يهز رأسه بعدما فهم سبب وجود تلك القطة بالحديقة.
_ دي وخداها حجة بقى عشان تتحرك في الجنينة براحتها لا وكمان مختاره مكان مميز.
كور قبضتيه بقوة وقد اتضحت له الصورة التي رسمها عقله. أسرع نحو الباب صائحًا بالحارس "مسعد" الذي انتفض من مكانه عند سماع صوته.
_ تعالا معايا يا "مسعد".
تحرك "مسعد" ورائه دون فهم إلى أن وصل إلى مكان القطة ونظر له قائلًا بأمر.
_ خد القطة دي أرميها بره الڤيلا.
.....
بعد مرور ثلاث ساعات كانوا يُغادروا المركز، فهتف "عُدي" حتى يُذكر والده بما وعده به أمس.
_ بابي أنت قولتلي إنك هتعزمني على بيتزا.
عندما هتف "عُدي" بهذا نظر "يزيد" نحو "زينب" وكأنه يطلب منها فعل نفس الشئ.
_ نشوفكم السيشن اللي جاي....
قالتها "زينب" حتى لا تُعطلهم والتقطت يد "يزيد" ليتحركوا لكن توقفت عن تحركها.
_ مدام "زينب" ممكن تقبلي عزومتي أنتِ و "يزيد".
التفت "زينب" إليه حتى تعتذر لكن "عُدي" أسرع باجتذاب يدها راجيًا.
_ وافقي يا طنط "زينب".
ذهبوا إلى مطعم قريب بعدما وافقت "زينب" مُرغمة من أجل الصغيرين. استأذنت حتى تذهب إلى المرحاض وكاد أن ينهض ورائها "يزيد" لكن "مازن" هتف به قائلًا:
_ متخافش هترجع على طول، ها يلا يا ولاد قولولي هتختاروا بيتزا بطعم ايه.
تحمس "عُدي" في اختيار الطعم المفضل له من البيتزا أما "يزيد" شعر ببعض الخجل لكن "مازن" حثه بلُطف على طلب ما يرغب.
_ اختار أنت كمان يا "يزيد" و قولي ماما بتحب تاخد إيه كمان.
زم الصغير شفتيه دون أن يعرف بما يُجيبه عن الطعم المفضل لـ "زينب". ارتفع هاتف "زينب" الذي تركته على الطاولة ليلتقط الصغير اسم والده المدون لديه باسم
"صالح" وقد تعجب "مازن" من تسجيلها للاسم هكذا لكنه أصرف عيناه عن الهاتف ونظر إلى صغيره.
أجاب الصغير على والده وهتف قائلًا:
_ بابي هي "زوزو" بتحب طعم البيتزا إيه.
اندهش "صالح" لوهلة من سماع صوت "يزيد" بدلًا عنها وقد توقف الصغير عن الكلام بعدما اتجهت أنظار "مازن" إليه.
_ ليه بتسأل يا "يزيد"، انتوا فين ؟
تساءَل "صالح" بعدما جعل كل انتباهه مع صغيره.
_ أنا و "زوزو" مع عمو "مازن" و "عُدي" بناكل بيتزا.
توتر الصغير عندما لم يستمع إلى صوت والده وبصوت خافت واصل كلامه.
_ بس "زوزو" راحت الحمام وأنا بختار ليها.