رواية طلاق بائن الفصل الثاني بقلم ديانا ماريا
الجزء الثاني
توقفت حلا مكانها تشعر كأن هناك من صب عليها دلو من الماء البارد فتجمدت مكانها.
بالتأكيد هي لم تسمع ما سمعته الآن؟ تقدمت ببطئ لتجد بسام يجلس على السرير وظهره لها بعد أن أنهى مكالمته، كانت تنظر له بمزيج من الرعب والألم الخالص جراء الخيانة التي تلقتها.
انتبه لوجودها فنهض بتوتر: حلا! أنتِ هنا من امتى يا حبيبتي؟
امتلأ صوتها بالمرارة وهي تجيب: من ساعة ما كنت بتحتفل بالتنازل مع الهانم اللي هتطلقني علشان تتجوزها!
شحب وجهه فلم يكن يتوقع أن ينكشف أبدا وبهذه الطريقة، حاول التبرير بارتباك: أكيد أنتِ فاهمة غلط مفيش حاجة من دي يا حبيبت.....
قاطعته صارخة بقهر: أوعى تقولي حبيبتي دي! أوعى تكدب تاني يا كداب يا خاين! أنا مش قادرة أصدق ولا استوعب! طب ليه؟ ليه!
وقف متوتراً فتقدمت منه تضربه بحرقة: ليه عملت فيا كدة ده أنا كنت واثقة فيك أكتر من نفسي وأمنتك على كل حاجة، خونتني وكمان سرقتني يا واطي!
أبعدها عنه بحدة: اعقلي يا حلا أحسن لك، أنا بحاول أتصرف معاكِ طبيعي متقلبيش الدنيا.
صرخت به: ده أنا اللي هقلب الدنيا على دماغك يا حرامي، ترجعي لي فلوسي اللي سرقتها ياما هوديك في داهية!
قال بسام بتحذير: واطي صوتك يا حلا أحسن وبلاش فضايح.
صاحت بمرارة: هو أنت خليت فيها فضايح! أنا بحذرك ترجعي لي حقي وفلوسي اللي أديتهملك علشان أساعدك وفي الآخر طلعت قليل الأصل.
ضحك بسام بسخرية: فلوس إيه يا أم فلوس، كل حاجة ملكي وبتاعتي وبالقانون كمان وأنتِ اشربي من البحر.
ظلت تحدق إليه بعدم تصديق كيف تحول في لحظة إلى ذلك الشخص الغريب المؤذي؟ هل هذا هو نفسه زوجها الذي أحاطها بحبه ورعايته الأيام الماضية؟
لوح لها بتهكم: ويلا اطلعي برة أنا هطلقك وهتجوز البنت اللي بحبها، مش عايزة أشوف وشك!
ابتسمت بألم وقالت باحتقار: طبعا هتوقع إيه من واحد في ندالتك! بس لأن حظي أسود وكنت عامية يوم ما اختارتك، لا أصل ولا حتى دين! أنت متقدرش تطلقني يا بيه علشان الطلاق وقت الحيض للمرأة لا يقع وباطل وعلشان كدة متقدرش تطلقني دلوقتي.
نظر لها بدهشة وقال بعدم اهتمام: وإيه يعني الكلام ده! روحي عند أمك وهبعت لك ورقة طلاقك هناك.
حاولت إخفاء الألم وراء ابتسامة مرتعشة: واضح أنك مخطط لكل حاجة ونسيت أهم حاجة يا بسام، يا ترى عمك لما يعرف أنك عايز تطلق مراتك وتطردها وسارق فلوسها هيعمل معاك إيه؟
توتر بسام بمجرد ذكر تلك السيرة فازدادت ابتسامة حلا وسط دموعها: شوفت بقى أنك محسبتش كل حاجة؟ وغصب عنك مضطرة أفضل وأقعد وهقعد ووريني اخرك يا بسام!
ظل صامتاً يحدق إليه بوجه مشحون ثم بخطوات متسرعة خرج من الغرفة ثم الشقة لتنهار حلا بعد رحيله.
وضعت يدها على قلبها لشدة الألم الذي تشعر به، بكت حتى جفت دموعها.
همست بتوعد: والله يا بسام لأدفعك التمن غالي على حرقة قلبي والأيام الجاية لو طالت أو قصرت لأرجع حقي منك وأندمك.
صرخت جالا بغضب: أنت بتهزر! طلاق إيه اللي مينفعش تطلقه دلوقتي! هو أنت دخل عليك الكلام ده!
زفر بسام يحاول التبرير بضيق: هي حلا بتفهم في الدين عني فأكيد مش بتقول أي كلام وخلاص وكلها كام يوم وهطلقها.
صاحت به باهتياج: الكلام الاهبل ده مش بياكل معايا قول أنها عرفت تضحك عليك بدل الكلام العبيط اللي عمال تقوله ده ومش هتعرف تخلص منها!
غضب بسام ورد: أنا مش بقول كلام أهبل يا جالا افهمي هي عايزة تقول لعمي وأنتِ عارفة عمي وأنه مش هيرضى أبدا أطلقها من غير سبب وكمان دلوقتي لو هي فعلا زي ما بتقول فأنا هستنى كام يوم بتوعها وبعدين أطلقها وأقول لعمي أي حجة لأنه غير كدة عمي هيهد الدنيا على دماغي لو راحت قالت له إني مضيتها على تنازل.
نفخت جالا بحنق: وأنت خايف من عمك كدة إزاي؟ بعد كل السنين دي و كل الفلوس دي بقت معاك ولسة بتخاف منه؟
رد بسام بغيظ: جالا الأحسن من اللي بتقوليه ده نفكر سوا في حل علشان أطلقها بسرعة ومن غير ما عمي يغلطني يعني الحق يبقى معايا أنا.
حاولت تهدئة نفسها: طب تعالي ونفكر في حل نخلص بيه من ست حلا دي أنا قرفت منها.
حين وجدت حلا أن لا جدوى من البكاء والنواح نهضت من مكانها تحاول أن تجد حل في تلك المصيبة التي حلت على رأسها أنها لم تتعرض للخيانة فحسب بل للسرقة أيضا!
أنبها ضميرها بشدة وعاتبت نفسها على ما فعلته، لقد تصرفت بغباء دون تفكير على أساس ثقتها به لأنها أرادت مساعدته ولم تعط نفسها الوقت حتى بتفكر أو تستشير أحد والآن هي على وشك خسارة كل شيء!
فكرت أنها يجب أن تستغل نقطة ضعف بسام الأكبر وهي عمه وتجعله في صفها فهذا ما سيسهل عليها مهمتها الصعبة ولكن كيف ستحقق ذلك؟
رن هاتفها فأسرعت إليه لتجد رقم والدتها.
أجابت على الفور: نعم يا ماما؟
أتاها صوت ابنة خالتها: حلا الحقي خالتي وقعت ونقلوها على المستشفى.