رواية عقل عقيم الفصل الثاني بقلم ايمان ممدوح
الجزء الأخير«عقلٌ عقيم»
____________________
_ مش أنتِ قولتي مش هخلف تاني عشان صحتي، هجوزلك بنتك في نفس السن اللي اتجوزتي فيه.
تحدثت "سهيله" بسخريه: عاوزها تدوق من المرار اللي أنا شايفاها، أنا بنتي مش هتتجوز دلوقتي، بنتي هتطلع دكتوره يا"عثمان"مش هضيع عمرها زي ماعمري ضاع.
قهقه وهتف بسخريه: وريني هتقفي قدامي إزاي يا "سُهيله"؟!
«أطلقت لدموعها العنان تبكي بقهر على رجُل لم تعرف الشفقه اتجاه قلبه، يُفكر في ذاته فقط لا غيره حتى بمن مِن دمه..»
تمتمت بخفوت: خلاص هعملك اللي أنتَ عاوزه بس سيب البت" أسيل"في حالها، سيبها تكمل علامها ومتجبش سيرة الجواز خالص البت لسه صغيره.
تحدث "عُثمان" بتصميم: لو سبت" أسيل" مش هسيب الباقي، البت فيهم توصل سن الإعداديه وعلىٰ بيت جوزها أنا هفضل أربي فيهم وهما ملهمش لازمه، أنا عابز الواد اللي هيشيل إسمي
«لم تجد ردًا أبلغ من صمتها علىٰ حديثه، لاتجد حديث يُوفي قدر الكلمات التي يأنّ بها قلبها ألمًا..»
____________________________________
_بابا، هو أنتَ بتكرهنا أوي كده ليه؟
«كان ذلك سؤال "أسيل" بعدما سمعت حديثه المؤلم لقلبها للمره التي لاتعلم عددها..»
اكفهر وجهه بغضب طفيف: مفيش أب بيكره ولاده، اصطبحي بقىٰ عشان مقومش أنكد عليكي.
هتفت "أسيل" بعنفوانيه: لأ فيه، أنتَ مبتحبش البنات، وبتعاملنا معامله وحشه أوي بجد أنا مشوفتش كده أبدًا ولاهشوف.
«اقترب منها وهو علىٰ وشك صفعها لكنها ابتعدت بذُعر وكأن كل جرءاتها تبخرت، وفرت هاربه علىٰ أثر جملته التي ألقاها»
_امشي من وشي دلوقتي حالاً.
_______________________________
بعد مرور سنوات
_يابني أنا تعبت منك، كرهتني في اليوم اللي كنت عاوزه أجيب فيه ولد.
«هدر كلماته وهو علىٰ فراشه، شارف عمره علىٰ وشك إتمام الستون عامًا، يرىٰ فلذة كبده الذي تمنىٰ كل يوم أن يُرزق بِه أسوء شخص علىٰ الإطلاق، مُدمن يضرب إخوته يفعل كل ماهو بشع لأن والداهم أعطاه الحق في كل شئ..»
-بقولك إيه يابا هات فلوس يلا عشان ماطلعش اللي بضربه عليك.
تدخلت في تلك اللحظه"أسيل": بقولك إيه يازفت أنتَ محدش قدك ولاايه، غور في داهيه وشوف بقى هتاخد فلوس القرف اللي بتطفحه ده منين، بدل ماتيجي تسندني وأنا شايله الشغل بتاع ابوك علىٰ دماغي، ده أنتَ مشوفتش تربيه.
إقترب منها ينتزع خصلاتها بين يديه بشراسه: اتقي شري عشان مطلعش عين عينك يا "أسيل"، وأنتِ مجربه قلبتي مش هتفضلي طول عمرك بتضربي، من أبوكي ومني، عيب عليكي يأختي ياكبيره.
تأوهت بألم قبل أن تهتف بعصبيه: ماهيا الرجوله عندك إنك تضرب اخواتك البنات وتستقوىٰ عليهم علىٰ الرغم إنك ضعيف وجبان سايب براشيم وحقن تتحكم فيك لحد ماهتموت بيهم،أنا بكرهك يا"رامي".
«مُعاناه لم تنتهي بعد، تخلصت من قهر والداها لها منذ الصغر وعندما يتعرض لإخواتها تقف مثل الصنم أمامه تتلقىٰ مايُفعل بِها، حتى أتىٰ" رامي" كان المُفضل شئ مُتوقع، لقد ظل "عثمان" يهتف طوال حياته بأنه يريد ولي العهد حتى أنجبته سُهيله وتوفت أثر عدم تحملها الولاده فلم تسترح من ولادة الصغيره»
تمتم "رامي" ببرود: خلصتي؟، هاتي الفلوس بقىٰ بدل مااضربك لحد ماتصوتي وتلمي علينا الناس، وريني هتتحامي في مين ياست "أسيل".
أتىٰ في لحظتها "مازن" زوجها التي انتزع "أسيل" من بين يدي "رامي" وهدر به بشراسه: هو أنا سافرت عشان اسيب مراتي تطلعوا عينها ولاإيه ياحاج "عثمان" لو مش عارف تربيه، أربيه أنا.
أخذه "مازن" من تلابيب قميصه بعنف ونظرًا لجسده الهزيل أثر المخدر لم يستطع أن يقاوم، وضعه في غرفه في منزله وسيلجأ معه للعلاج رغمًا عن أنفه..
_أنتَ نسيت نفسك ولاإيه!، مين أنتَ عشان تحجزني في شقتك خرجني بدل ماقتلك، مش محتاج أقولك إني أقدر أعملها.
نظر "مازن" تجاه زوجته نظره فهمتها على الفور لتزيل كل ماهو حاد بعيدًا عنه.
تحدث "مازن" بسخريه: تعملها يا"رامي"مش محتاج تثبت، المدمن يعمل أي حاجه يقدر يضرب، يقتل، يعمل أي قرف، يابني المتحكم فيك دلوقتي ماده خاربه عقلك وجسمك، طبيعي تعمل أي حاجه وأنا مش هسيبك تضيع إخواتك، اللي بعمله ده مش عشانك لأنك حتى نفسك أنتَ مش مقدرها، اللي بعمله عشان اخواتك اللي طالع عينهم بسببك، واختك اللي بدل ماتقف جمبها في الشغل اللي شايلاه على كتفها بتيجي تطلب فلوس زي البجح عشان تصرفهم علىٰ حاجه تدمرك.
تركه ليتجه إلىٰ زوجته التي احتضنها بشوق، لكن هدرت "أسيل" بقلق بالغ: أنتَ هتعمل إيه يا"مازن"؟!
ابتسم "مازن" قبل ان يتمتم بُضيق مزيف: هيا ديه ازيك، وحشتني؟!
أرغمت شفتيها علىٰ الإبتسامه: معلش يا"مازن"، غصب عني زي مأنت شايف الوضع عامل ازاي.
ربت على كتفها بمواساه: متقلقيش أنا هلجأ معاه للمعالجه هنا في البيت وكويس إني نزلت أجازه عشان افضل قاعد معاه وافوقله وهشوف دكتور صاحبي وافهمه كل حاجه ونتابع، نلحقه قبل مايضيع خالص.
هدرت بجملتها بلهفه: وأنتَ مالك بكل ده يا "مازن"، هشيلك هم مش همك ليه بس.
تحدث" مازن"بهدوء: همك يبقى نفس همي احنا اتنين بنتشارك كل حاجه، وماتنسيش على الرغم من دلع ابوكي لِ "رامي" الى إنه كان كويس معاكم قبل اللي حصل وبيدافع عنكم وحنين عليكم، بس الضغط والعوامل كانت أقوىٰ بكتير من إنه يفضل كده، هنساعده وهيبقىٰ كويس، روحي لاابوكي اطمني عليه يلا وأنا هقعد هنا متقلقيش.
تلك المره بادرت هي باحتضانه وابتسمت بامتنان له حتى هتفت بمزاح: هو أنا جوزي عسل كده؟!
ربت على كتفيه بغرور التي مإن رأته أطلقت ضحكاتها بصفاء: لسه مكتشفه!، عيب عليكِ يا"أسيل" متشمتيش الأعداء فينا.
__________________________
بعد ثلاث أشهر
____________
_حقك عليا يابنتي، حقكم عليا كلكم كان نفسي أمك تبقىٰ عايشه عشان اقولها تسامحني هيا كمان بس حتى أنا اللي ضغطت عليها كتير لحد ماجابتلي الواد بس راحت، وياريتها ماجابته، أنا ظلمتكم كتير أوي وأنتِ كنتِ جبل استحملتي فوق طاقتك حتى لما تعبت شيلتي شغلي اللي المفروض ابني اللي فضلت اتمنىٰ يجي يقف يسد مكاني بس ده محصلش، "مازن" محظوظ إنه معاه واحده بمية راجل وأحسن ست في الدنيا، سامحيني لو ليا خاطر عندك.
«داخلها بضع من الكلمات القاسيه التي تريد أن تلقيها لكن ضميرها سيحترقها إذا هدرت بها، تلقت منه قسوه جفت دموعها وذلك سبب عدم تعاطفها الآن، لم ترىٰ منه شئ يشفع له عندها بل عافرت من أجلها والداتها التي توفت واختارت أن تتحمل إنجاب طفل آخر على الرغم من سوء صحتها، والداتها كانت تنتشلهم من قهر والداهم، حتى توفت وانتشلت "أسيل" إخواتها منه حتى زاد على قهره، قهر شقيقها في الأونه الأخيره»
أغصبت شفتيها علىٰ الإبتسامه هو الآن مريض لاوقت للوم حاليًا في قاموسها جف حلقها من كثرة عتابه وسؤاله لِما كل ذلك: مفيش حاجه حصلت يابابا
أغمض عينيه وسقطت يداه حتى هتفت بخوف: بابا، بابا، أنتَ كويس؟
دخلت شقيقتها الأصغر ترىٰ دموع "أسيل" تهبط بغزاره: في إيه يا"أسيل"؟!
_أبوكي مات يا "رُقيه" ، مات.
أتىٰ شقيقها "رامي" التي سقطت منه حقيبته أثر جملتها يتمتم بصدمه مقتربًا من والده: مات قبل مايسامحني!، أنا خفيت يابابا خفيت وهساعد "أسيل" في شغلها ومش هتعبك تاني، يابابا
انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم