رواية ما وراء الشمس الفصل الثانى و العشرون22 بقلم ياسمينا


 رواية ما وراء الشمس الفصل الثانى و العشرون بقلم ياسمينا

قد مضى منتصف العام وسيدار يهيم على وجهه فى الاراض الواسعه ظننا منه انه سيعود موطنه بالاجابة الشافيه للمولاه الذى لم يعد يذكره ولا يذكر رؤيته ولا يذكر حتى اذا كان هناك عبدا يجوب الارض من اجل ابنته ...اقام سيدار فى ارضا خضراء واسعه بالقرب من نهر واحيدا عاشا هناك عيشة بدائيه اعتمد فيها على السمك والمياه الباطنيه .وقد نمت لحيته وطال شعره واصبح اشبه بالمجذوبين اضافة الى بشرته البرونزيه ..وما كان له من صديق ولا نيس سوى وهج الذى كان يستأنس به بشدة ... 

اما فى مملكت ميكا 

تحرك شركان بخطوات سريعه نحو جناج الملك ودخل سريعا وعلا وجه علامات الذعر ...كانت توالين تجلس بجوار ابيها وتنعم بدفئه وتعلاوا ثغرهم الابتسامات ..وزع شركان نظراته المذعوره بين توالين وجنجا ر وقال بنبرة ذعر

.....هناك عدوان ثلاثى على ارضينا الشرقيه والزحف قادم الينا ...

عند اذن اتسع عيناى جنجار ..وهب واقفا ..وهدر بعنف ...كيف حدث

التمعت عيناى توالين ..بالزعر ..واوشكت على البكاء 

شركان ...تحدث بهدوء ...الملك كشمار والملك خينضر ..تعاونوا مع مملكت الغزاء وقاموا بالعدوان على اراضينا فى محاوله للزحف الى هنا ...ثم استردف بنبرات ..حزينه ..لقد اجتازوا ثلاث اربع مدن ويتقدموا بشكل سريع ...واهتزت مقلتيه اهتزازا طفيفا ...ويقتربوا منا 

هنا قد صاح جنجار ..اجمع لى جيشى ..واعقد ديوان عاجلا 

********

فى الاسطبل 

قد زحف الليل وصفي فى معانته الا انه قد بات يتذكر سيدار ويتسائل كثير ما ان كان حيا يرزق ام هالكا هل سيعود ام لا.وذكريات فى عبق الماضى تناديه . إسمع صوت من خلفه بحركة خفيفه تاتى من الاسطبل ..

فتوجه للداخل بحذر ..الى ان ظهرت لصته الصغيرة .ظهراءعلى صفي دهشته ومشاعرهُ المختطلته التى عصفت داخلة وجعلته يقف كصنم بعينان متسعه مليئين بشوق غائر ..الا بأن قطع المسافه بينهما فى خطوة والتقطه بين احضانه ...والتى لم تمنعه ابدا روهان فما قدها نحوه هو الشوق والحب معا بادلته الجنون بجنون وصارت تذرف الدموع على فراق دام عاما ..

*****

سيدار لم يكن ينوى الاقامه فى هذا المكان الموحش الخالى من الانس والجان كان بين الحين والاخر تراوده احلام تاره ورديه وتاره موحشه ومظلمه وكانه يعيشها وينتقل لعالم اخر لم يكن يعلم انه يجلس عند بحر الاوهام المسحور الذى يقود من يستمر بقربه الى الجنون الحتمى ...

سيدار يركض فى مكان مزهر بالورود مع اميرته الحسناء توالين بضحكات عاليه كانت ترتدى زيا بسيط للغايه ولا تضع اى من حليها فكانت اجمل واضافت لها ابتسامتها المتواليه مظهر جذاب ومثير جعله يلثمها سريعا وهى فى غاية خجلها ولكن سرعان ما تغيرت بشرتها البيضاء الى سوداء وعينها السوداءالى بيضا وشعرها الاسود الامع الى ابيض ولاصبحت بشعه لا تطاق فإبتعد عنها سيدار بنفور ومن ثم صرخت صرخه مدويه جعلت سيدار ينفض رأسه بقوة فما وجداء امام ناظريه الا اليل وتبدلت الارض من تحته فكان يحلم وهو مفتوح العينان ...

*******

اما صفي فكان يعيش الحلم فى الواقع ااخيرا رضت عنه روهان واستقرت فى احضانه لتطفى شوق اياما مضت بدون رؤياه استطاع بعد مدة ان ينفك عنها بأنفاس لاهثه ليرى وجهها الذى اشتاق لتفاصيله وظل يتأملها صمتا ويجوب وجها ببصره بعينان لايملأها الا شوق ...اما روهان فقد علق بصرها به وادركت الان انها تعشقه ..فقد وجدت ضالتها فى عينايه ..الاوهو الامان ..والاستسلام معا ..

قاطعا الصمت ..صفي بصوت ضعيف ..لاهث 

عشقتك، هل إلى العشّاق صبر 

وهل يجلى بلقياك الشّقاء

عشقتك في القرار كعشق صب

ّ وعيني لم يكحّلها الضّياء

فشوقي كالخسوف بليل

دهري وليلي من صباً ندرا

ً يضاء يقلّبني من الأشواق

ضرّ لرؤيا من لها يرجى اللّقاء 

فصبري للّقاء دبيب نمل

وشوقي كالجياد لها الفناء 

فلا بالصّبر تنفلق اللّيالي

ولا بالوصل يكتمل الرّضاء

فقربك قد أذاق النّفس 

حسًّا له للرّوح دفء

واحتماء فخوفي

بعدما ملئت عيوني رحيلا

ً زاده بالهجر داء

أحاور من لها في الرّوح كون 

فيكرمني مع الرّدّ الحفاء 

فيا ليت اللّقاء يشدّ صبري

ويمحو من همومي ما يشاء

لبعدك يرتوي في النّفس جرح

فيشفيه إذا شفي الفناء 

فجرحي نازف فيه صليل

تسامى من مجاريه الدّواء

وباتت من قذى ألمي عظامي 

كأغصان يجرّدها الشّتاء 

فوصلك والرحيل عمى عيوني من الأشواق

، أدماها البكاء كياني في الفراق ضئيل

قشّ علاه العصف ليلاً والهواء عروقي

من أساي تجفّ غمًّا فترويها بلقياك الدّماء

فيا ليل الأسى قد دمت خلداً فهل يجليك من عمري الضّيا

*******

اشتعلت الاجواء داخل غرفة الديون التى اجتمع فيها القادة والوزراء وتم تقسيم الجيش فى حالة تأهب قصوى للحرب هدر الملك جنجار بكل قسوة ..اريد ان اسحق عظامهم على تجرأهم معى وبعد ان اسحقهم سأجعل مدنهم تحت سيطرتى وكور قبضته امام نظرهم جميعا

ثم استردف ...لقائد الجيش ...

..اريد تأمين القصر هنا جيدا ومشارف المدينه وساخرج للحرب ..وسأترك شركان نائبا عنى فى شئون البلاد 

دهش شركان من قراره..واراد ان ينبث بكلمات ولكن اشار جنجار له بالتوقف ..

واسترسل ..لا يمكن ان اخرج للحرب واترك اسرتى هنا بلا حصانه ولا شعبى بلا رعايه ..ولا يمكنى الجلوس فى قصرى واراضيا تغتصب فى الجانب الاخر سأذهب لاحقق نصرى وارى هزيمة خصمى بأم عينى ليطمئن قلبى ..اريد ان تتم 

التجهزات على وجه السرعه 

********

فى الطرف الاخر بزغ القمر للعاشقين الذين التقوا اخيرااا روهان وصفي 

روهان ..احقا اشتقت الي يا صفي 

صفي ..نعم ..فقد فقد معنى العيش دونك وتجرعت مرارة الفراق ودعوت الله صبحا ومساء ان اراكى دون نظرة عتاب 

روهان ..وقد زفرت بإرتياح ..لم اكن اعلم انا ايضا انى اشتاق اليك ..لا تؤاخذنى ان حملتك فوق طاقتك وطلبت ان تساعدنى ..وغضبت منك 

صفي ...رفع وجهها الذى اخفضته ارضا ..بطرف اصبعه ..ليتنى استطيع ان افعل ما تأخرت عزيزتى فأنا ايضا عالقا مثلك ووهبنى الله انتى لتخففى عنى 

روهان ..ابتسمت ..وانا ايضا وهبت اياك لتخفف عنى 

صفي ..لا تتركينى ثانيا فقد تعذبت كثيرا ببعدك عنى 

*********

فى غضون ايام 

اشد التوتر وعملت التجهيزات على قدم وساق استعدادا للحرب وتجهز جيش الملك واستعد للرحيل واصتف وزرائه ورجاله يودعونه وعلى رأسهم مينمار وتوالين الذى احتضنت ابيها بشدة ..وبللت كتفيه بدموعها ...عد الينا يابى .سالما ..نصرك الله على اعدئك ..وردك سالما الينا 

ربت جنجار على ظهرها بحنو ..وقبل جبهتها بلطف وابعدها قليلا ليودع زوجته مينمار ..والتى تحلت بالقوة والشجاعه ..ودعت له بالنصر 

تحرك نحو شركان وتحدث بلهجة صلبه ..اريد تقريا اسبوعيا عن ما يحدث فى المملكة ترسله الي ..لا اريد خطأ واحدا ..وامانا لعائلتى 

شركان ..امال رأسه بالموافقه ..امرك مولاى 

هكذا قد اتى شركان مفتاح اللملكة التى كان يرغب بها على طبق من ذهب واصبح كل شيئا تحت إمراته حتى توالين ...فبحيالته وذكائه سيدرك غايته قريبا ..ان لم يكن سريعا .....

واندلعت الحرب فى اقصى البلاد واحتدت ..وظل شركان هو الحارس على المملكة بأكملها .،

******

عند سيدرا 

بداءت حالته تسوء واصبح مقيد فى هذا المكان الساحر بكل ما تحمل الكلمه من معنى .حيث كان الشاطئ هادى للغاية امواج زرقاء وصوت النورس من فوقه سحاب زرقاء هادئه والارض مليئة بالعشب الاخضر الممتد على مساحة واسعه والاشجار عاليه واورقها منظمه بعنايه فلا تسمع صوت سوى صوت اللامواج الهادئه والنورس القريب واستمتع بنسمات العليل ...لم يكن سدار ليه نيه فى الجلوس فى هذة الجنه مطولا بل كان مسحوراا فيه ولا يقوى على الابتعاد ....فهذا المكان اذا لم تتداركه بسرعه سوف يقودك للجنون ببطء فهو ليس سئ بل يمكنك الذهاب اليه لتصفى ذهنك ولكن لا تستجيب لرغبتك بالمكوث طويلا فيه...فهو يتغلغل الى عقلك سريعا ..ويعرف نقاط ضعفك ويستخدمها بشكل سئ ..بإختصار هو حبوب هلوسه حقيقيه ملموسه ...

رؤاية ما وراء الشمس (اندلع الحب والحرب

الفصل الثالث والعشرون من هنا


تعليقات



×