رواية ما وراء الشمس الفصل التاسع عشر بقلم ياسمينا
فى رجوادوا
اندفع الحشد نحو القصر العاجى لمواصلة انتزاع حقوقه واشتبكوا مع الحراس والحاشيه الملكيه الظالمه واقتصوا منهم ضلم اعواما سالفه فى وصت صيحات النصر التى عامت المكان وفى وقت قصير استطاعوا النجاح بفضل الرعب الذى بُثا فى نفوس الحاشيه وما تبقى من الحراس على اثر رؤيت حاكمهم غارقا فى دمائه....التف الحشد مرة اخرى نحو سيدار رافعين اياه اعلى اكتافهم بفرحة عارمه ظلوا يرددون عاش الحاكم الجديد... عاشا الحاكم الجديد
وعلى اثرها احنوا الجميع اعناقهم فى تحية للحاكم الاعجمى الجديد ..وسجدوا له جميعا
*****
على الطرف الاخر
اخذت خضرا متابعة روهان التى تلازم الفراش على اثر ضعف عام وحمه شديده بلا حراك وبدتت كالاموات من شحوب وجهها وجسدها النحيل ...لوت خضرا شفها بحزن على تلك الشابه التى اتت الى المطبخ زهرة ذابله من اثر الاسر والان اذداد ذبوالها ولكن ما باليد حيله ...مسدت على شعرها البنى الطويل ..
اما عن روهان ..فكانت تسبح فى عالما اخر .تركض بفستان ابيض مزركشا بالورود خارج القصر نحوا اسرتها فرحه ومتعاليا صوتها بالضحكات العاليه ...
اذا استمعت لتردد صوتها ..وملاء المكان ..روهان ..استوقفها هذا النداء الذى تألف صاحبه فدارت على عقبيها لتجده صفي ...نظر لها نظرات محمله بالمعاتبه وبعض الدموع ...فالم تعيره اهتمام ودارت مرة اخرى على عقبيها نحو وجهتها
فسمعت نفس الصوت يناديها.. روهان..ولكنه علا اكثر وبدء مهلوعا ...حركت رأسها بإتجاه فذا هو يشير محذار من ورائها ...فادرأت رأسها ببطء ..نحو اشارته رأت فجوة كبيرة سوداء امامها مباشرا كادت السقوط بها ...فصرخت عاليا ..والتفت لتركض نحو صفي ..ولكنها لم تجده ..مسحت بمقلتيها البنيه المكان ولكنها لم تجد له اثرا ...صاحت بإسمه عاليا .عدت مرات ..صفي ..صفي
صفي..ولكنه صوتها خرج من عالمها الاخر الى واقعها بصوت ضعيف متحشرج غير مفهوم ...وصل الى اذان خضرا .همهمات لم تفهم معنى صفي
*****
قصت الوصيفه خُزيله على شركان ما استمعته من اميرتها توالين وما ان استمع لها شركان بإصغاء تام واهتمام ..همهم
شركان ..همم ..وماذا ايضا
خُزيله ..هذا كل ما حدث يا سيدى
شركان ..فلتذهبى الان ..ولتخبرينى باى شئ صغيرا قبل كبيرا توددى لها واجعليها تثق بكى وتخبركى اسرارها
خُزيله .بابتسامه ماكره ...امرك يا سيدى
دب شركان يده فى سترته ..واخرج سرة من الذهب ..واعطاها اياها
فإستقبالتها هى بسرعه وبأعين لامعه ..
واشار لها بالذهاب بعد ان دحجها بنظرات استهزاء
والتف هو ايضا ودخل جناحه ...وخلع سترته ونعله وتحرك ببطء نحو المراه وحدث نفسه ..اااامم..تريدنا اللعب معى يا اميره تظنينى احمق حتى اقع فى مثل هذا الفخ ..نظر لانعكاسه فى المرآه بتفاخر ولوى فمه بإبتسامه خبيثه ..وهتف ..بصوت مسموع ..سوف ترين مع من تعبثى ..
واندفع نحو فراشه الوثير بقفزة رشيقه ..وتسطح عليه والتف قدما فوق الاخرى ووضع راحتيه خلف رأسه وهمس بإسمها مستمتعا.توالين .. وخيايلاته تذهب به لاشياء اخرى يطمع بها ويريد ا ن يفعهلها معاها..وصار يعض شفتاه بحراكات سريعه ومتلاحقه
*********
فى رجوادوا
ازبهل سيدار من الذى يرأه وغير قادر على استيعابه ..ظل ينظر للحشد الذى يركع تحته حتى افرغ المدينه واصبح لا يرى رؤس ولا يسمع همس حتى استطاع رؤيت جواده الذى فى اقصى المدينه موليا له وجه وكأنه هو ايضا غير قادرا على الاستيعاب ..فاستعادا سيدار وعيه ونادا عاليا فى الملأ يا قوم .بصوت جهور محتد ....فاستجابوا جميعا ورفعوا اعناقهم واولوه انتباه كاملا
سيدار...انتم لستم بحاجه الى من تسجدون اليه انتم اولياء انفسكم ..انتم من حررتم انفسكم وليس انا ..
نظرا البعض للبعض بنظرات استفهام ..
استرسل سيدار غير مهتم ...ما انا الا عبدا جئت من مشارق الارض فى مهمه ملكيه ..ولا اطمع فى حكمكم ولا لدى اى رغبه فى البقاء
تعالت الهمسات حتى اصبحت مسموعه ..من الاحمق الذى يرفض منصب كهذا وكيف واذا كان ايضا عبدا ذاق ويلات الظلم وقد جائته الفرصة على طبقا من ذهب ليزيل العناء عن كاهلاه وينعم فى ترف دائم
احتقن وجه سيدار ... انا اريد فقط الرحيل ...وانتم ولوا منكم من يصلح ولا تصنعوا منه الها ..كل ما اريده اللان هو جوادى وزادا وزوادا لرحلتى الشاقه ..
ناده رجل من اسفله ..ما اسمك ومن انت والى اين انت ذاهبا وما هى وجهتك
قال سيدار بخجل حاول اخفاؤه ..اسمى سيدار ...عبدا من مملكة ميكا تبتعد اميال عن هنا ...وجهتى لا اعلمها ..ولا اعلم اين سأجدها ربما اطوف الارض الى مغرابها ..حيث اقرب نقطه للشمس
صمت الجميع ..فقد ذاع عنه انه مخبولا يريد الذهاب الى الشمس وظنوا انه هذه كانت افتراء من الحارس الاكبر لاذلاله اكثر ..والان صدقوا اذانهم
نزل سيدار من منصتهم الذى اعلوه عليها وخطا بخطوات واسعه نحوه جواده الذى يتوق اليه بشدة متجاهلا همساتهم ولمزاتهم
وقف فى شرفت جناحه فى قمة اناقته بعبائته المنقوشه بالذهب وقبعته المزينه بالزمرد والالماس علقابصره ببوابة القصر فى اضراب داخيا
اما شركان فقد كان يصك اسنانه فى غضب فى انتظار قرع الطبول المعلنه عن وصول الامراء وخروج الملك من جناحه فغدا الطرقه ذهابا وايابا فى توتر حااااااد لا ول مرة تقف رأسه عن التفكير واصبح يتمنى ان تقع السماء على الامراء القادمين قبل ان يخطوا خطوة واحدة داخل القصر
ولكن ما افاده التمنى سمع صوتامدويا اتينا من الخارج ذاد ارتباكه
قرع الطبول بشكل سريع اصاب شركان بالغضب وتبدلت قسماته بغضب عارم
نفس الامر لتوالين ..ولكن تمالك قلبها غصة مريره لا تعرف سببها وابتلعت توترها امام الوصيفات وتحلت بالشجاعه الزائفه ورفعت رأسها لترتسم كبرياء
اما جنجار جحظ عينيه فى ذهول ممزوجا بغضب عندما رأى من يعبر البوابه ضاق عينه وصار يصك اسنانه فى ضيق جلى على ملامحه ونشب بداخله توترر جعله يفقد ربأطت جأشه
*******
صفي ..اليوم اشبه بالامس عندما ظهرت اللصه الساحرة لتخطف ذهنه وقلبه وتسلبه الاراده فى السيطرة على عقله ..اصبح شاردا مبلل الوجنتين كثيرا يعتصر قلبه الالم مضى عامين وقد سلب منه روحه.. رحل عنه سيدار وانقلب ميزان حياته ...حاول صفي التجرأت مائات المرات ليقترب نحو المطبخ فى ظلمت اليل ليسترق النظر ولكنه خشى ان تتأذى او يصيبها مكروه جراء فعلته او ترمقه بنفس نظرات الخذلان التى لم يستطيع تحملها ابداااا
*******
فى القصر
خرج جنجار وعلى وجه علامات الغضب ودن انتظار أدى تحية حاشيته الذين طال انتظارهم اماما الباب وصعقوا من وجهه المحمل بالغضب وخطواته السريعه
نظر بعضهم لبعض بإستفسار لم ياتى له اجابه وما وجدوه مناسب هو اتباعه فقط ..
نزل الى الدرج العالى والذى يمتاز بالفخامه وحاول الحفاظ على رباطت جأجشه ...حيث ما اثار غضبه هو انه لم يأتى الى الحفل الا امير واحد فقد وما اذاد الطين بلاا هو انه ذلك الامير الضعيف الذى كان هنا فى العام المنصرم ...الامير الذى لم يجتاز خط النهايه الامير الذى كان فى ذيل المتسابقين ولم يحقق اى عدوا جاد يذكر ...اتى مع والدة الملك ..كشمار والملكة ..عيداء ...اقرب ما يكونوا الى مهرجين شكلا ومضمونا ..الى اى درجة خيل لهم ان ياتون الى ملك مملكت ميكا بجلاله وابنته جميلة الجملات بأميرهم الضعيف والذى لا تبدوا عليه اى مظهر من مظاهر القوة او الشجاعه ..انهم حقا اتوا طامعين ..فى وقت امتنعت باقى المماليك عن خروج امرائها للزواج هذا العام فرئ جنجار ان هذا ابتزاز من طرفهم ..ومحاولة دنيئه منهم للفوز بالاميره دون وجود منافس قوى ...ولكنه الان علي جنجار ان يخرج من حلق الضيق وان يتحلى بأعلى درجات الصبر ويهدء ويحاول ان يسيطر على موجة الغضب العارمه التى تعالت بداخله وهو يخطوا الى اسفل درجات الدرج درجه تلو الاخرى ومن خلفه حاشيته فى خطوات رتيبه حتى وصل الى نهايته واستقبل ضيوفه بإبتسامه زائفه وتحركوا نحو ساحة العرض ...