رواية اجنبية بقبضة صعيدى الفصل السادس عشر16 بقلم نور عبد العزيز


 رواية اجنبية بقبضة صعيدى الفصل السادس عشر بقلم نور عبد العزيز


نزل”مازن” من غرفته صباحًا مُستعدًا للذهاب إلى العمل لكن استوقف قدميه صوت “تحية” من الخلف تناديه:-
-مازن
ألتف إليها بضيق وهو يعلم جيدًا سبب رغبتها فى الحديث لتقول:-
-تعالي عايز أتكلم وياك يا مازن
سار نحوه غاضبًا من “فريدة” وأفعالها العنيدة ثم جلس جوارها على الأريكة وقال بضيق:-
-أتكلمى يا خالة بس خلي بالك أنا مهيغرش رأي
نظرت إليه ببسمة خافتة ثم قالت:-
-أنا مجولتش تغير رأيك، أنا خابرة زين أن بنتي غلطانة والغلط راكبها من مشط رجلها لرأسها، بس ينفع أول ما تغلط أكدة تخيرها بينك وبين اأى حاجة فى الدنيا مهما كانت أيه، يا ولدى دا أنت عنديها متتجارنش بالكون كلته
تحدث “مازن” بضيق شديد قائلًا:-

 

-لو صحيح أنا عنديها كيف ما بتجولي ماكنتش راحت تأخد أذن عاصم وأنا ولا أكنى موجود، دا أنت كتبت عليها وبجيت جوزها
ربتت “تحية” بلطف على كتفه وقالت:-
-عيلة يا مازن ولسه متعودتش على أنك جوزها، راحت لعاصم لأنها متعودة أنه ولي أمرها من وهى فى اللفة، وغلاوتي عندك يا مازن عديها المرة دى وأنا بوعدك أجعد وياها وتكون أخر مرة ، خلي بالك أنا مسكتلهاش والله
تنحنح بضيق صامتًا يفكر فى حديثها ثم قال:-
-ماشي يا خالة عشان خاطرك بس وغلاوتك عندي، أنا هروح شغلي
تبسمت “تحية” بحماس وهى تقف من مكانها وتقول:-
-لا أبدًا ما تطلع من البيت وأنت زعل أكدة ….. فريدة يا فريدة
جاءت “فريدة” من الغرفة المجاورة تنظر للأرض بحرج منه لتبتسم “تحية” بسعادة وقالت:-
-راضي جوزك يا بنتى وحسك عينك تزعليه مرة تانية
غادرت “تحية” تتركهم وحدهما لينظر “مازن” إليها وقال بخفوت:-
-بتجولك مرة تانية، متعرفش أنك مبتعمليش حاجة غير أنك تزعلينى
رفعت رأسها ترمقه بعينيها ثم قالت بتذمر:-
-متزيطش فيها يا مازن
نظر حوله بغزل ثم نظر إليها بوجه حاد وقال:-
-طب أيه مهتصالحنيش
نظرت إليه بضيق وهو يدير وجهه إليه لتضرب ذراعه بخجل شديد وتقول:-
-أتلم يا مازن

 

رفع حاجبه إليها غاضبًا ثم قال:-
-وربنا ما هتصالح إلا لما أخد واحدة، دا انا كاتب كتاب وربنا أفضحوك
قهقهت ضاحكًا على تذمره لينظر إلى بسمتها وهو يضع يده على قلبه ويقول بعفوية:-
-يا خراشي، ما تيجي أجولك كلمة كدة سرًا
ضحكت بعفوية عليه ثم قالت بلطف:-
-بطل بقي، متزعلش أنت عارف زين أنى مجدرش على زعلك
هز رأسه إليها بنعم ثم نظر لهاتفه الذي يرن ولم يتوقف وقال بتعجل:-
-ماشي يا ست البنات، أنا همشي
ألتف وهو يستقبل الأتصال ويضع الهاتف على أذنيه لكن توقفت قدميها عن التقدم حينا مسكت “فريدة” ذراعه ليستدير لها وهو يقول:-
-متجلجش أنا …..
بترت حديثه عندما وضعت قبلة على وجنته وقالت:-
-متزعلش
نظر إليها مُصدومة ولسانه توقف عن الحديث فتبسمت “فريدة” بعفوية عليه وقالت:-
-طلعت بوء بس وجلبك ضعيف
أغلق الخط لتركض للأعلي بعفوية وهو يناديها من الأسفل:-
-خدي يا بت هنا
وقفت بالأعلي تغيظه وتخرج لسانها إليه ثم قالت:-
-بعينك يا مازن
ضحك “مازن عليها بعفوية وقلبه يكاد يتوقف عن الرقص عاشقًا وصارخًا بعشقه يبوح به ويضخه بين أوردته، غادر “مازن” المنزل وبسمته لم تفارق وجهه بعد أن كان سيغادر تعيسًا من خصامهما……
___________________________

 

أستئذان “أمير” منهم ليذهب إلى المرحاض لتكن فرصة “عمران” وتسنح له بتنفيذ مخططه خصيصًا بعد معرفته بخطط “حلا” و “رقية” بعد الجامعة، ذهبوا معًا إلى محل ملابس نسائيًا وبدأت “حلا” تختار مع صديقها بعض الملابس الخاص لأجلها وفعلت “رقية” المثل بما أنها على وشك الزواج كونها مخطوبة لأحد أفراد العائلة جبرًا لتقول:-
-والله شجعتينى يا حلا أتجوز ابن عمتى حتى لو مبحبوش يمكن أحبه فى الأخر زيك
تبسمت “حلا” بعفوية وهى تعطي البطاقة البنكية للبائعة وتقول:-
-أكيد طبعًا أتمنى تلاقي الحب يا رقية لأنك بتستاهلي
خرجوا الأثنين معًا وذهبت “رقية” مع أول ميكروباص مر من أمامها وكان “عمران” يراقبهما بعيدًا ويفكر كيف يتقرب منهن لكن بعد رحيل “رقية” كانت الفرصة الأنسب له التى لن تكرر نهائيًا، قاد سيارته إلى حيث “حلا” ثم توقف أمامها ليقول:-
-على فين يا حلا؟
أجابته بضيق من ظهوره أمامها قائلة:-
-مروحة
أشار إليها بأن تصعد فهزت رأسها بلا وهى تحاول الأتصال بـ “حمدى” لكن هاتفه كان مشغولًا فتبسم “عمران” وكأن حظه يساعده ليقول:-

 

-أركبي يا حلا هوصلك مش هأكلك
تأففت بضيق وهى تشعر بأنقباض قلبها ثم صعدت للسيارة ويا ليتها نصتت لقبضة قلبها وتردده أو تشبثت برفضها …..
___________________________
أعادت “هيام” الكتاب للمكتبة لتتركه مع الأمينة وهى تطلب منها ان تعطيه لـ “أدهم” حين يأتي ، غادرت وهى تعلم أن الأسبوع القادم ستبدأ إمتحانات الترم مُتمنية أن يحصل “أدهم” على الكتاب قبل توقف المحاضرات…
___________________________
أستيقظ “عاصم” صباحًا على صوت “حلا” وهى تجلس خلفه بالفراش وتتكأ على ذراعيه تقول:-
-عاصم هتتأخر أصحي
فرك عينيه بتعب وهو يستدير إليها لتتكأ بذراعيها على صدره وبدأت تداعب لحيته بأناملها الناعمة ثم قال:-
-صباح الخير يا حبيبي
تبسم وهو يأخذ نفسًا عميقًا ويتطلع بوجهها مُبتسمًا ثم قال:-
-صباحك ورد يا حلوتي
داعبت خصلات شعره بدلال ثم قالت:-
-الساعة 10 هتتأخر وبعدين تقول أن حلوتك السبب
ضحك بخفة وهو يقرص وجنتها بلطف وقال بجدية:-
-دا ميمنعش أنك السبب برضو
ضحكت “حلا” بخفة عليه وأعتدلت فى جلستها بدلال ثم قالت:-
-طب يلا يا أستاذ عشان ما تتأخر بجد، كمان أنا ورايا مذاكرة معقول أقعد أصحي فيك اليوم كله
هز رأسه بنعم وترجل من فراشه لتقول بجدية وهو يسير نحو المرحاض:-

 

-أنا مش هروح الجامعة النهار دا
دلف للمرحاض وهو يستمع لحديثها من الخارج ولم تكفي عن الحديث فى تفاصيل يومه بالأمس فى الجامعة حتى أنها أخبرته عن أختفاء “عمران” وتغيبه عن الجامعة مُنذ أكثر من أسبوعين، وهو لا يبالي ويلف عمامته جيدًا ثم ذهب للخارج لتركض “حلا” على الدرج بتعجل خلفه وهى تصرخ باسمه قائلة:-
-عاصم!!
ألتف محله ينظر إليها ليقول بخفوت:-
-براحة يا حلا هتوجعي
وقفت أمامه ببسمة مُشرقة تنير وجهها ثم قالت:-
-ما تخاف
أومأ إليها بنعم ثم قال بنبرة دافئة:-
-عايزة ايه؟ أنا ورايا شغلي، كفاية أنى متأخر بسببك
تبسمت بعفوية وعينيها ترمقه بأندهاش ثم قالت:-
-شوفت قولتلك هتقول أنى السبب ، بعد أذنك ما تتأخر، اليوم الخميس وأنا عايزة أتفرج وياك على فيلم
أومأ إليها بنعم ثم غادر المنزل بعد أن وضعت قبلة على وجنته بدلال فخرج مُبتسمًا، ألتفت “حلا” لتعود للدرج لكنها رأت “مُفيدة” جالسة على الأريكة فى الصالون وتحدق بها لتقول:-
-دلع بنات، أتحشمي هبابة والدلع المساخ دا يبجى فى أوضتكم مش جصاد الخلج
تنحنحت “حلا” بحرج من كلماتها ثم قالت:-
-أسفة لو ضايقك يا طنط بس عاصم مضايقش
وقفت “مُفيدة” من مكانها غاضبة من هذه الفتاة وما زالت لا تتقبل وجودها رغم مرور أكثر من 3 شهور على وجودها هنا وقالت:-
-قسمًا بربي أنا اللى حايشنى عنك أنك مرته، لكن جريب يطلجك ووجتها مهيمنعنيش عنك حد يا حلا
تبسمت “حلا” بغرور وهى تعقد ذراعيها امام صدرها بكبرياء وثقة من حبها وقالت:-
-مستحيل يا طنط، عاصم ما بيطلقنى أرتاحي ، أكرهنى زى ما تحبي لكن أنك تتدخلي فى حياتى لا ممنوع وما بسمح لك
غادرت “حلا” بضيق شديد من هذه المرأة التى تتجنب دومًا الحديث معها ورؤيتها ……
_____________________________

 

وصل “عاصم” على الشركة ودلف إلى مكتبه ليدخل السكرتير خلفه ويقدم له ظرفًا مُغلقًا وقال:-
-ساعى البريد جابه لحضرتك وجال محدش يفتحه غير جنابك
أخذه “عاصم” منه وأشار إليه بأن يرحل ليخرج السكرتير ثم فتح “عاصم” ليُصدم عندما رأى هذه الصور ووقف من مكانه بصدمة وهو يقلب فى الصور وعينيه لا تتحمل رؤية ما يراه ليتوقف قلبه غضبًا مما يراه وخرج من المكتب كالثور الهائج من محله مُتجهًا للمنزل وهو يتمنى ألا يراها هناك حتى لا يقتلها بيديه فى الحال، وصل للمنزل ودلف دون أن يغلق حتى باب سيارته وصرخ بأسمها بغضب شديد:-
-حلا
فزعت “تحية” من مكانها على صراخه ووجهه كان يوحي بكارثة، لم تراه من قبل بهذا الغضب أو الانفعال فعندما يطلق الرصاص على أحد يكون هادئًا كالتلج وباردًا لكن صراخه وهو يبحث عنها كالمجنون أنذرت “تحية” بالخوف وذعرت ، خرجت “حلا” من المطبخ مع “فريدة” وهى مُرتدية فستان طويل بكم وفضفاض وتقول:-
-عاصم جت بدرى
ألتف إلى حيث صوته وعندما رأها لم يتمالك غضبه ووجع قلبه فأسرع نحوها وهو يمسكها من شعرها بقوة لتفزع وهى تقول بأندهاش:-
-حصل أيه يا عاصم؟
وضع الصور أمام عينيها لتشهق بصدمة وفزع عندما رأت نفسها بحضن رجل أخر بقميص نومها فشل لسانها عن الحديث من صدمة ما تراه وفاقت من صدمتها سريعًا وهو يقول بغضب:-
-أيه دا؟ بتستغفلينى أنا
صفعته الأولى نزلت على وجهها لتصرخ بألم وهى لا تفهم الأمر ولا تستوعب الموقف ليأخذها من ذراعه بقوة بعد أن نزلت “مفيدة” من الأعلى مع “سارة” من صوت صراخها ليقول:-
-بتخونينى أنا ….
صفعها مرة أخرى لتجيبه ببكاء وجسدها ينتفض فزعًا من غضبه وعينيه التى تخبرها بأنه سيقتلها فى الحال:-
-لا أنا معملتش حاجة، دى مش أنا
صفعها مرة أخرى بقوة لتسقط أرضًا منه من قوة صفعته ويقول صارخًا:-
-دى أنتِ يا مدام بخلجاتي، أطلع أجيبهالك من فوج من دولابك

 

كانت ترتجف بصدمة وهى تراه يقترب ليكمل ضربًا بها فعادت زحفًا للخلف بخوف شديد منه وتقول بتلعثم وسط بكائها وشهقاتها التى تزداد:-
-مش أنا والله
مسكها من غرتها بقوة وهو يرفعها بشدة لتقف معه من الألم لينظر بعينيها ويشعر بنفضات قلبها وجسدها بين قبضته لترى دموعه التى لوثت عينيه وكأنها خذلته وكسرت قلبه للتو فقالت بخوف مُرتجفة:-
-مش أنا ، معملتش حاجة ….
كان الجميع يحدق بهما وأنحنت “فريدة” تلتقط الصور من الارض لتراها وتدرك كم الغضب الذي به وسببه، رفعت نظرها إلى حيث يقف “عاصم” بها ويصفعها، شهقت “تحية” بقوة من كم الغضب وهو يشبه البركان الذي أنفجر للتو على عكس “مُفيدة” التى كانت تقف مُبتسمة وتقول:-
-كانت مستني أيه من تربية أمها الخمورجية
على عكس أبنتها التى لم تقوى على التدخل أو مُحادشته كى يبتعد عن أختها لكن كانت تعلم أن من سيقوى على التدخل هو أخاه الذي بالخارج لسوء حظ أخته فهرعت “سارة” بذعر شديد وهى تتصل بـ”مازن”باكية بخوف تترجاه أن يعود مُسرعًا للمنزل فقال بقلق:-
-فى ايه؟؟
لم تجيبه بل أجاب عليه صرخات “حلا” كأنها تستغيث بأحد أن ينجدها من يد هذا الوحش وهى تصرخ باكية بأرتجاف:-
-والله ما أنا يا عاصم
لم يكن يستمع إليها بل ينهل عليها بصفعاته المتتالية غاضبًا ويغلي كالبركان ولم تجرأ أحدهن على الوقوف أمامه كي تنفذ هذه الفتاة منه ليقول:-
-أنا المغفل يا حلا
ركضت من بين يديه بذعر وتشعر بألم فى كامل جسدها حتى أختبأت منه خلف “تحية” وتقول:-
-والله ما أنا، أنت غلطان
صاح بأنفعال وقد فاض به الأمر ووصل للجنون بعد أن رأها بحضن رجل أخر قائلًا:-
-أنتِ يا حلا، معجول أغلط فى مرتى…. بس لا يا حلا أنتِ لعبتى فى النار لما فكرتي تدوسي على شرفي وعرضي وجبتلي العار
أسرع فى خطواته نحوها وعقله لا يستوعب ما رأه وقلبه انشق لنصين للتو لتركض ذعرًا منه وتُتمتم باكية بألم شديد:-
-عاصم أنا

 

جذبها من شعرها بقوة وكلما سمع صوتها ازداد غضبه أكثر ليسقطها على الأريكة وينقض عليها بصفعاته، حاولت “تحية” أبعده عنها وهى تقول:-
-هملها يا عاصم
دفعها بغضب يعمي عينيها وعقل فقده للتو وهو يقول:-
-بعدي هملنى أغسل عاري بيدي
لفظت أنفاسها بصعوبة ليرفع يده كي يصفعها مُجددًا لكن هذه المرة أستوقفه صوت “مازن” من الخلف يقول بغضب ولهجة حادة:-
-إياك تلمسها يا عاصم
توقف وعينيه تحدق بوجه “حلا” وهى تنتفض بين ذراعي “تحية” وشهقاتها لم تتوقف ليقول بنبرة هادئة مُخيفة مُعبأة بالوجع:-
-أنتِ طالق يا حلا
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة فرغم أنه أبرحها ضربًا فلم يتألم قلبها كما توقف للتو بصدمة من كلمته فحلمها المُخيف الذي لطالما هربت منه وترجته إلا يفعله ويحققه قد تحقق للتو، قبل أن تصل قدميه إلي غرفة المكتب صرخ الجميع بأسمها عندما فقدت الوعي وسقطت أرضًا من وهلة الصدمة لطالما أخبرته بأنها لن تتحمل فراقه وتركه لها، لم يبالي لما حدث لها وحتى أن موتًا وليس إغماء فلم يهتم، أخذوها إلى غرفة “هيام” ليسأل “مازن” عن السبب فكانت “مُفيدة” التى لم تتأخر فى أثار غضب الثاني لتعطيه الصور وهى تقول:-
-أتفضل شوف أخوك اللى حطت رأسكم فى الطين
نظر “مازن” للصور وأشتعل عقله جنونًا وغضبًا وهو لا يُصدق ما يراه ليركض إلى حيث غرفة أخته وكانت الفتيات فى الداخل وأغلقوا الغرفة بالمفتاح توقعًا لغضب “مازن” فقال:-
-أفتحوا، أفتحى يا سارة جبل ما أفتح رأسكم وياها
أجابته “فريدة” بغضب شديد قائلة:-
-اهدأ يا مازن خلينا نطمن عليها الأول
صرخ من الخارج غاضبًا وهو يقول:-

 

يكش تكون ماتت وأرتاح منها وندفن عارنا وياها
سمعته “حلا” من الداخل ودموعها لم تتوقف عن الأنهمار على وجنتيها وترتجف بخوف وألمًا، وضعت “سارة” الثلج على وجهها المتورم من صفعاته لكنها لم تبالي لهذا الألم وظلت صامتًا مما جعل الفتيات يزيد قلقهم فسألت “هيام” وهى تدلك يدها بلطف:-
-حلا، ردى عليا وطمنينى
لم يخرج منها سوء صوت شهقاتها وأنين بكائها وتنظر للأمام فحتى عينيها لا تتحرك، نظرت “سارة” بخوف عليها إلى “أخواتها ثم قالت:-
-معجول اللى حصل، حلا ردينا علينا والنبي
أغمضت عينيها بقوة وكأن أول رد فعل تأخذه عندما أغمضت جفنيها بأنهيار وتمتمت بصوت مبحوح:-
-عاصم طلقنى!!
صرخت “هيام” بضيق شديد قائلة:-
-ما يكش يولع، هو بعد الضرب دا كله أنتِ عايزة تبجي على ذمته ليه؟
أدارت “حلا” رأسها إلى أختها بحزن وضعف شديد ثم قالت بتلعثم شديد:-
-عاصم فى الطبيعي كان سحب مسدسه وقتلنى يا هيام، لكنه أختار الضرب، ضربنى وهو بيبكى وعينيه بتتهمنى بالخيانة مع كل دمعة نزلت منها، عينيه كانت بتقولي أنتِ كسرتنى وخذلتينى، أيده كانت بتترفع علي وهى بتترعش من كسرته، نظرته كانت بتسألنى أزاى حبنى وأنا كسرته، أزاى خليت الكبير يطاطي رأسه، أنا كسرته حتى لو مظلومة …أنا … أنا هروح له
ترجلت من الفراش بهلع لا تستوعب ما يحدث لتقف “فريدة” أمامها بغضب سافر ثم قالت:-
-تروحي فين أنتِ اتجننتي، أنتِ لو خرجتى من الأوضة هتكون خرجتك من الحياة كلها وأن مكانتش على أيد عاصم هتكون على أيد مازن
تمتمت بضعف وعينيها لا تتوقف عن البكاء:-
-أنا لازم أروح أقوله أنى مظلومة، أنى مكسرتوش ولا أذيت قلبه
عقدت “فريدة” ذراعيها أمام صدرها بجدية ورمقتها بنبرة حادة ثم قالت:-
-كيف؟ كيف ظلومة وكيف هتثبتي دا يا حلا وأنت كيف عاصم بالظبط عارفة أن اللى فى الصور أنتِ مش صور مزورة وإلا مين العبجري دا اللى عارف شكل هدومك وجمصان نومك
هزت رأسها بالنفي وهى لا تفهم شيء ولا تملك مبرر لما حدث ثم قالت:-
-معرفش لكن أعرف أني مش خاينة، أصلًا أنا مستحيل حد يضمنى غير عاصم

 

رفعت “فريدة” حاجبيها بحزن شديد على حال هذه الفتاة وقالت:-
-جبل ما تثبتي أنك بريئة أوعاكِ تجربي من عاصم ولا تخليه يلمحك يا حلا لأن كيف ما جولتى، عندينا هنا وأنتِ مرت الكبير جزائك الموت، دى نصيحتى ليكي
غادرت الغرفة غاضبة من “حلا” بعد أن تأكدت من مغادرة “مازن”، ألتفت “حلا” إلى أخواتها بحزن وضعف ثم قالت:-
-مش أنا
لم تجيبها أى منهن وكأن الجميع صدق ما رأوه ولم يصدقوا معرفتهم بهذه الفتاة لتشعر “حلا” ولاول مرة أنها وحيدة لا تملك أحد يساندها أو يثق بها، دلفت للشرفة باكية تاركة الجميع خلفها بعد أن كان الصمت جوابهما، أخاها وأخواتها وزوجها كل من تملكهم فى حياتهم لم يثق بها أحد، حتى “عاصم” لم يثق بحبها له، ظلت حتى شروق الشمس وحيدة بالشرفة وتبكي بصمت فأتصلت بصديق لها فى كاليفورنيا شاب بعمر زوجه الوحيد الذي تعرفت عليه من علاقات زوجها وأتخذها صديقة له ولم يطمع بأكثر منها، ظلت تبكي بضعف وهى تخبره بما يحدث معها ولم يصدق نهائيًا بأن “حلا” الفتاة المتمردة التى لم تخضع لرجل من قبل رغم أغراءات والدتها لها تتهم الأن بالخيانة، طلب منها أن ترسل له الصور وهو سيفحصها بنفسه وأغلقت الهاتف ثم دلفت من الشرفة وكانت “هيام” نائمة لتسلل إلى باب الغرفة وهرعت للأسفل باحثة عن الصور لتجدها على السفرة، ظلت تحدق بها بصدمة وهى لا تصدق أن ما هذا حدث معها ……
لم يغادر مكتبه من الأمس لتجمع شجاعتها ودلفت “تحية” للغرفة وسارت بخطوات ثابتة وهى تقول:-
-عاصم
رفع رأسه عن راحتى يديه لتصدم عندما رأته يبكي فقالت بدهشة:-
-أنت بتبكي يا عاصم؟
لم يجيبها لتتابع الحديث بحزن:-
-مهتروحش الشغل
لم يجيب عليها لتبتلع ريقها بخوف من رد فعله ثم قال:-
-حلا عايزة تتكلم وياك…….
أسكتها بصراخ غاضبًا وهو يقول:-

 

-مرة كمان أسمع أسمها وهخلي بعده بيتجال رحمها الله
أبتلعت “تحية” لعابها بذعر لتغادر المكتب خائفة من غضبه ورأت “حلا” تقف أمام باب المكتب فهزت رأسها بلا بعد أن رفض محادثتها أو رؤيتها لتطأطأ رأسها وصعدت للأعلي بأنكسار شديد…..
____________________________
أعطت أمينة المكتبة الكتاب لـ “أدهم” ففتحته وهو يسير فى الرواق ووجد ورقة مطوية بالداخل ليبتسم بعفوية وهو يصل إلى مكتبه وألقي الكتاب على المكتب وفتح الورقة وكانت تحمل رسالة قصيرة لطيفة
(لقد كانت قراءة ممتعة خصيصًا بمساعدة دكتورى الذي ظلل الأجزاء الهامة… شكرًا لك سأعبر لك عن شكرك بكوب قهوة فى المكتبة، أخر يوم إمتحانات بعد اللجنة)
تبسم بعفوية على رسالتها مُتحمسًا لليوم الأخير رغما أن اليوم هو الأول….
____________________________
تحدثت “فريدة” بهدوء قائلة:-
-بالعجل يا مازن أختك بتموت على عاصم، ورغم كل الضرب اللى ضربه موجعهاش غير أنه طلجها معجول تكون بتحبه كل الحب دا وتخونه أو تعرف راجل تاني
تأفف “مازن” بغضب سافر مكبوح بداخله قائلة:-
-أنتِ بتبرري أيه يا فريدة، عاصم طلع ليا قميص النوم من الدولاب لما أصرت أن الصور مزورة معجول دى صدفة
تنحنحت “فريدة” بحرج وهى لا تملك مبرر لهذه الصور:-
-بصراحة العجل ميجولش أنها صدفة وفى نفس الوجت نفس العجل ميصدجش أن حلا تعمل كدة وهى عاشجة، يمكن كونها أتربت فى الغرب يخلينا نصدج أن دا يحصل منها لكن العاشجة مستحيل
صاح بضيق شديد قائلًا:-
-نصيحة منى يا فريدة، الحبس وأنها تتخبي منى مش حل لأن هى أكدة بتأخر أجلها مش أكتر
أتسعت عيني “فريدة” من عناد زوجها وقالت:-
-هتجتل خيتك يا مازن
رفع نظره بعيني “فريدة ثم قال:-
-ولو مرتي هجتلها برضو يا فريدة

 

وقف من أمامها ليغادر حاسمًا أمره بقتل هذه الفتاة فور رؤيته لها، صعدت “فريدة” للأعلي بحزن شديد إلى حيث “حلا” وبعد أن دخلت نظروا ثلاثتهم إليها لتهز رأسها إليهن بلا كأنها فشلت فى محاولة إخماد غضبه لتبكى “حلا” بحزن شديد وخوف ثم قالت:-
-أنا عايز أتكلم مع عاصم….
خرجت من الغرفة باكية ولم تبالي برؤية “مازن” حتى إذا قتلها فربما تستريح من حياتها المؤلمة، خرجت من المنزل إلى حيث “حمدي” وقالت:-
-ممكن تودينى لعاصم
ألتف إليها بهدوء ثم قال بنبرة مُحذرة:-
-نصيحة منى يا بتى متخلهوش يشوفك دلوجت، أنتِ متعرفهوش كيف ما انا أعرفه بس لسلامتك
تساقطت الدموع من عينيها وعادت للداخل وهى تشعر بيأس وكأن حياتها انتهت بالفعل دون أن يقتلها “مازن” فربما قتله إليها هو سبيل نجاتها من هذا الجحيم الذي تعيش به، شعرت بدوران شديد فى رأسها وهى تصعد الدرج كأنها أستسلمت وأخيرًا للموت وتسير بخطوات ثقيلة إلى حيث غرفة “مازن” حتى يطلق رصاصته التى تشبه رصاصة الرحمة إليها، وقفت أمام غرفته وهى تقوم دوران رأسها ورفعت يدها حتى تطرق الباب لكنها توقفت عندما مسكت “ناجية” يدها تمنعها وقالت:-
-تعالي يا بنتى….
_______________________________
تبسم “ليام” بعفوية وصوت ضحكاته تملي المكان وهو يقول:-
-عملتها كيف؟
تبسم “عمران” وهو يضع قدم على الأخرى بغرور وقال:-
-دى لعبتى أنا، تفتكر أنا بفربك صور مكنتش خدت جنيه ولا بجي عندي الفلوس دى، عشان تلعبها صح الوجت هو مفتاحك
نظر “ليام” إليه بأستفهام ليتابع “عمران” بجدية:-
-أنت جولت أنك مهتجدرش تأخد حلا طول ما هى مرت الكبير، وأنا كنت عايز فلوس وشوية أكدة بس الأمور تهدى وأنا هكلم عاصم وأطلب مبلغ محترم وإلا هنشر الصور دى خطتي لكن عملتها كيف فى ساعة إلا ربع ، ركبت ويايا العربية وأديتها العصير

 

وحلا ساذجة جدًا متعرفش تحذر من اللى جصادي ولحظي الجميل كانت خارجة من محل لانجري وشاري كام واحد طلعت بيها الشقة وصورتها وهى نايمة ولما فاقت كانت فى عربيتى، حلا نفسها متعرفش أنها طلعت الشقة معايا
ضحك “ليام” بسخرية وقال بحماس:-
-أنت طلعت شيطان
تبسم “عمران” وهو يقول:-
-من بعض ما عندكم، كدة أنا شيلت عاصم من طريجك ال50 ألف يبجوا عندي الصبح…. سلام ………

تعليقات



×