رواية ما وراء الشمس الفصل الثالث عشر بقلم ياسمينا
عند سيدار
كاد بصعوبه بالغه القفز بحصانه وهج من المكان الضيق الذى ارتفع الحجر على الارض وسد منتصفه ولافظ انفاسه اخيرا بعد ان كاد يبقى فى تعداد الموتى
نزل سريعا من على ظهر وهج بتعب ومال للامام وسند بكلتا يده على ركبته ليتنفس بصعوبه ظل هكذا لدقائق حتى استرد طاقته ومن ثم اعتدل فى جلسته وربت على ظهر وهج بفخر وقال ....الفضل يرجع لك يا صديقى لاولاك ما مرنا من هذا الهلاك المحتم ظل صوت انفاسه يعلو يهبط بصوت عالى
لقد كتب لى الان عمر جديد فيدور براسه فى المكان ليجد المكان خالى ولايوجد اى صوت فيبدوا انه وصل للمكان المنشود حيث الهدوء والمكان موحش للغايه
*********
نزلت الملكه بيسان والملك خنضر ارض المعركة بفزع وصراخ اما جنجار فجحظت عينه وامسك رقبة شركان بعنف وصرخ به ...ماذا حدث من امره بقتله الم تخبره ان العرض سلمى ...اقبض عليه ساستجوبه بنفسى
ثم افلته من يده وذهب
شركان ...لفظ انفاسه براحه وظل يسعل وهو مذعور
توالين كانت تضع يدها على فمها فى رعب جلى وفى وسط الفوضى العارمه هذة استعادت مينمار رباطت جأشها وامرت توالين والخادمات بالانصراف
اما فى الساحه جلست الملكة بيسان امام جثة ابنها الغارقه فى دماء الغدر وهى تبكى بمراره لا تعرفها سوى الام المكلومه فكانت تاتى معه لتفرح به وتعود مع عروسه الى قصرة المجهز فستاخذه جثة علا صراخها وركع الملك خنضر امام فقيده وهو فى قمة اساه وحزنه
اقترب منهم جنجار وقبل ان يتفوه بكلمه صرخت به بيسان ...انت السبب لما اتيت بهذا الهمجى ليباز ابنى هذه ليست الاعراف هذا ظلم العنه عليك وعلى ابنتك الشؤم ..فلتذهبوا جميعكم للجحيم
فردد الملك خنضر سوف نتخذا اجراء عسكريا فورا عوتنا فهذا كان فخ وليس عرس
جنجار ...اجاب بسرعه ..انى مقدر مدى المعانه وساحاسب المتسبب وماذا سوى خطا غير مقصود
قام الملك خنضر ووقف امامه ... بغل سوف ترى يا جنجار عواقب ماحدث وسوف تندم على سوء اختيارك
واشار للحرس التابعين له ان يحملوا جثة ابنه الامير ماجار بحزن وتبعته بيسان
*************
قرر سيدار ان يستريح قبل ان يبحث عن جسر الدخان ليعبره ويرى ما ينتظره هناك تناول طعامه فى هدوء وهو يلتفت حوله ليتامل هذا المكان الموحش وهادئ هدوء مخيف للغايه ولكن ما الذى يخشاه فقد راى ما يكفيه لن لا يخشى اى شئ اخر بعد الان ولكنه نظر للقطعة القماش الملفوفة بمعصمه بعيون عاشقه كأنه اشتق رويت اميرته الحسناء بعيدا المنال شئ رغم عنه يقوده لها شئ من وراء الخيال يدفعه نحوها بدء يتخيل ملامحها التى حفرت فى ذاكرته من نظراته التى اختلاسها فى سهو وهام بها فى احلامه اليقظه
***********
ظلت تشدق توالين بتوتر وغدت الغرفه ذهابا وايابا كطير اصيب بغدر مسحت عبراتها بطرف اصابعها واتجهت نحو شرفة غرفتها لتتابع المشهد لانها لا تدرى اهو حى ام ميت وقفت فى شرفتها فرائت الحراس التابع للملك خيضر يحملون جثة الامير على عباؤه الطويله الممسكين بها اربعة من الحرس ومتوجهون به نحو البوابة الرئيسه فى حزن واضح على قسمات وجههم فتمعنت النظر فى وجه الامير المجثى على العبائه شاخص البصر وملطخ بالدماء فتاكتت من موته ...فصرخت واخفت وجهها فى كفياها وانهمرت دموعها تذكرت منذوا لحظات ضحكته ووجهه البشوش عندما اهدها باقة الزهور وكلماته العذبه التى القاها عليها وانها انشرح صدرها به وتفاؤلت بنجاحه
ازاحت كفايها عن جهها لترى الملكة بيسان تزجزها بنظرات غاضبه وحادة تحمل اللوم ثم اشاحت وجها عنها وتبعت جثة ابنها ..دون ان تلتفت لها دخلت توالين من شرفتها تبكى وتنحب والقت بثقل جسدها على فراشها الوثير واجشت فى البكاء
************
فى ساحة العرض حدثت البالابلا الكبرى لا احد من الامراء السته اراد تكملة العرض
ملكه زيرا .. ،.ان تريدون ان يلاقى ابنائكم نفس المصير ..فانا لا
ملكة سبيحه ...لا انا منسحبه ..ابلغوا الملك بذلك
الملك ..اشمون..انتظروا يا ملوك لابد انه خطا يعملون على اصلاحه
الملك ..حمان...لا انه مقصود اتريد ان تكمل انت فاكمل اما انا وولدى منسحبين
اجاب ملك اخر ..وانا ايضا
وعلا الهتاف على الموافقه والمغادرة بدون اتمام العرض والغاء موسم الزواج لهذا العام
تدخل شركان على هذة الفوضى ،،،،
فصاح به الجميع ..ابلغ الملك جنجار اننا لم نكمل حفل الزفاف ولم نتم العروض
شركان ..ولكنه خطاء بسيط وسيتم معالجته الان
قاطعه الملك اشمون ..لا نحن مغادرون فالتحلو هذه المشكلة مع انفسكم نحن لن نهدى ابناؤنا للموت وسوف نغادر الان دون انتظار اذن من الملك جنجار ويستسلم هو لهذا العار الذى لحق به وبابنته
وانصرفوا جميعا بامرا ئهم دون انتظار رد من شركان
*********
فى مكان مظلم علا صراخ مدوى مخيفا وشرس للغايه
دخل شركان المكان بخوف لعل هذا قبره او اخر مكان تراه عينه
كان مكانا موحشا للغايه ومظلم نظرا لوجودة تحت الارض تنيره المشاعيل الناريه
وقعت عينه على الملك جنجار الذى استدعاه مواليا له ظهره وكان امامه هذا الرجل الضخم مغلولا بالاصفاد الحديديه الملتصقه بالجدار والجلادون من حوله يذيقه بالاسواط اشد الون العذاب واحد تلو الاخر على اماكن متفرقه من جسدة فكلن يعرف وجهته وهو يصرخ بصوت الوحوش المخيف
ابتلع شركان ريقه وبصوت متحشرج قال ...مولاى
التف لسماع صوته الملك جنجار ...بضيق ..استجوب هذا الرجل لم افهم منه شيئا صوته سوف يحطم راسى
شركان ..امرك يا مولاى.....تردد قبل نطق هذا ... ولكن هناك اااا مولاى ...اااى
ترقب جنجار الاسوء من فم شركان
...الامراء انصرفوا ......
جحظ عيناى جنجار بغضب واتجه للخارج وتبعه شركان الى الخارج
والتف اليه بغضب عارم
جنجار ...لقد حدثت ازمه بيناوبين مملكت خنضر اتعلم مدى خطورت الامر اتعلم العار الذى لحق بنا الى اخر العمر نحن فى خزى جلى
شركان ..اهدء يامولاى سوف نبذل قصار جهدنا على حل هذه الازمه
جنجار...وهذا الاحمق الذى بالاسفل اريد استجوابه ومن اتى به الى هنا
شركان...فى الحقيقه يا مولاى انا من اتيت به ....
القاه الملك بنظرات غاضبه
فقاطع شركان ..غضبه ...ولكن ليس لهذا الغرض بل لحمل الاشياء الثقيلة اثناء الحروب ..
جنجار ...رفع حاجبيه ...باستفسار ..ومن الذى اختاره لهذا العرض ..
شركان ...ليس انا ي مولاى انى اقترحت الامر على قائد الجيش وطالبت منه ان يؤتنى باقوى فارس لديه ولم احدد شخص بعينه
جنجار ...ااهااا ..اريد ان يحاسب الكبير قبل الصغير فى هذا الحادث ولا يفلت احد من العقاب والاعدام سيكون على العلن
شركان ..بجديه ..امرك يا مولاى فانا من سيحقق فى هذا الامر بنفسى فلا تقلق
***********
سيدار ..كان نائما غير مبلايا بالزواحف التى تزحف نحوه فكان يعيش كابوسا بشع فعلا صوت جواده فى رؤيه الثعبان المتجه نحو سيدار وسار يركل فى الهواء بقدميه حتى انتفض سيدار ونفض نفسه من التراب ودفع عنه ذلك الثعبان الاسود عنه وظل يعصر راسة ليتذكر شئيا من كابوسه الفزع ولكن لم يتذكر سوى ان الاميرة توالين مكبله بالسواد وكانه خيوط عنكبوت وتصرخ بشدة
امسك قنية الماء وارتشف رشفت ماء لتروى جفاف حلقه وهمس بشرود
..،لابد ان هذا له علاقه برحلتى لابد ان اعود سريعا لكى انقذ الاميرة
ونهض من مخدعه واتجه نحو سرج جياده ...
سيدار ...اغفرلى وهج لا بد ان نبحث عن جسر الدخان سريعا حتى نعود
يبدوا ان الاميره فى خطر
هو يعلم عدم رد جياده ولكنه يستأنس به لخفف حدتت وحشته
***********
امر شركان بالقبض على قائد الجيش وزجه بالسجن للحين التحقيق معه
وانزوت توالين فى غرفتها لا تاكل ولا تشرب ولا تريد ان يدخل عليها احد
********
استمع صفى اللى الهرج والمرج ورجع ادرجه ليريح جسده سارحا فى ملكوت اخر مع روهان صاحبة العيون الغزلانى التى غمرته باحاسيس ومشاعر لم يتذوقها من قبل دون ان ينبث فمها بكلمه واحده
نظر للنجوم هذه اليله كانت السماء مضيئه والقمر بازغ ولكنه راى فى عين القمر روهان ...فظل يفكر كيف سيساعد تلك المسكينه التى جرت به المقادير لتطلب العون من هذا العبد المسكين
**********
فى المساء
ظل سيدار يهيم فى الظلمات يبحث جسر الدخان الذى يعرف انه اقترب منه ولاجديد يجد عليه فى ظل الظلمه والوحشه والهدوء المخيف والذى يوحى بانه هدوء يسبق العاصفه
فى القصر ساد ايضا الهدوء ولكنه كان حزين فالامير فارق حياته فى هذا المكان وجعله بلا صوت وكانه مقبرة
غدا جنجار غرفته ذهابا وايابا فى قلق جلى يفكر كيف حل هذه الازمه وزوجته مينمار تجلس فى طرف الغرفه ويتضح على وجها الغضب .
اما توالين فقد ظلت حبيست غرفتها من وقت الحادث وهى فى انهيار تام مما راته ثنيت ركبتها نحو صدرها واعتلت فراشها ولطاتخ وجهها بالدموع المختلطه بزينتها تنحب على حظها العاثر من المفترض ان يكون هذا اليوم يوم زفافها فقد تحول الى حزن ودفن معه فرحتها وبقى زكراها الاليمه مع الامير ماجار
اما شركان فكان النقيض تماما بعدما احكم خطته وظل يدور براسة ما فعله فى تفاخر وتباهى بذكائؤه ....وتذكر حديثه مع قائد الجيش وهو يتمشى فى وسط الجيش الذى يتدرب
شركان ...بجديه ..اريد اقوى فارس لديك
القائد ..فى خدمتك يا باشا
شركان ..اريد اشجعهم الذى لا يهزم رجل بقوة عشرة
القائد ..حسنا يا باشا سوف نجهز افضلهم
وقع عين شركان على همجى يرفع شجرة ضخمه من الطريق درس تفصيله بتمعن ونظر للقائد
شركان ..اريده طويل ..مخيف ..عريض المنكبين ..همجى لا يدرس فنون القتال
واستطنع الجديه ..نريد عرضا يليق بالملك جنجار وابنته فهذا المواصفات رغبته ..وتركه وغادر ...
ولكنه الامور لم تنتهى الى هذا الحد عندما علم باختيار القائد له ارسل له احد رجاله ليعرض عليه ذهبا مقابل قتل من يبارزه من الامراء
وعلا فمه ضحكات شريره بما حدث وسار يردد بصوت مسموع ....
لن تكونى لاحد غيرى يا توالين
لن يقترب منكى احد الا اذا تعدانى
وسوف ترين هذا فى المستقبل بام عينك
وتمدد فى فراشه وهو يزفر غله وحقده عاليا
*********
مضى يومان وشركان يحقق مع قائد الجيوش بصرامه ودون مراعاه انه من نصب له الفخ واوقعه به بحنكه واخيرا بلغ الامر للملك جنجار وعرض نتايج التحقيقات عليه بعدما زيف بعضها فنفخ الملك فى ضيق وساله عن شأن التحقيق مع ذلك البدئى الذى بارز الامير ولفظ انفاسه على يده
شركان ...لقد اتيت بمترجمين ...وما تواصله معه اثبت حسن نيته ومن تعامل معه لم يفهمه الامر انه لا قتل وانها مبارزه سلميه