رواية سهم الهوى الفصل الثالث عشر 13 بقلم سعاد محمد سلامه


 رواية سهم الهوى الفصل الثالث عشر  بقلم سعاد محمد سلامه


لندن 
إنتهي من تناول العشاء مع هذان الإثنين ثم دار،بينهما حديث خاص حول بعض الإستفسارات الإستثمارية،كان رغم صِغر سِنه لبق وإستطاع أن يحصل على إعجابهم  نهضوا بعد وقت،وقف أحد الإثنين يمد يده لمُصافحته بعدها أشاد بذكائه ثم تفوه بمديح:
أنا أثق بعقلية السيدة تاج كثيرًا وكما أخبرتني عبر الهاتف أنك الأفضل حقًا مديحها بمحله لكن مازالت أحتفظ برأيي السيدة تاج لديها عقلية إقتصادية مُمتازة،بلغ سلامي لها.

تبسم فراس بمُجاملة لكن بداخله هتف:
أه لو جاسر سمع منك الكلمتين دول كان شرب من دمك كاسات.

بعد قليل بغرفة النوم  بشقة خاصه بأحد أحياء لندن الراقيه..تمدد فوق الفراش يتنهد بشعور جديد لأول مره يشعر به يشعر بالرغبة فى الإنتهاء من مهمته هنا والعودة الى مصر سريعًا
سابقًا كان يتكاسل ويبقى لبضع أيام كنوع من الترفيه،لكن يشعر بالسأم من البقاء هنا يود العودة الآن،قاوم ذلك الشعور و هو يحاول النوم، رغم الإرهاق لكن سُرعان ما ضحك وهو يتذكر تلك البلهاء الكسولة يترقب رؤيته لها بظهيرة الغد. 
ــــــــــــ ــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ 
ترك شفتيها يضع جبينه فوق جبينها يتنفس  بصخب يهمس بإسمها وهو مازال يتكئ بجسده عليها وهي مازالت واقفه تضمه كذالك تتنفس بصخب،أغلقت المياة وجذبته للسير خارج كابينة الإستحمام،جذبت مِعطف قُطني وقامت بوضعه حول جسده،ومنشفه صغيرة جففت بها خُصلات شعره وهو مِستسلم أو ربما يود ذلك، الشعور  بها تهتم به... خرجا الى غرفة النوم ذهبت به نحو الفراش ساعدته حتى جلس نظرت نحو مُكيف الهواء بالغرفة  سُرعان ما جذبت جهاز تحكُم عن بُعد وقامت بإغلاقهُ  
ثم سألت جاسر:
إنت المفروض تتعرض على دكتور،هتصل على..

توقفت قبل أن تذكز إسم خليل لثواني ثم قالت:
هتصل مستشفى يبعت لنا دكتور...

قاطعها رغم شعور الآلم القوي بجسده قائلًا:
لاء أنا كويس بس هاتيلي مُسكن للصبح.

-مُسكن إيه يا جاسر،إنت مشوفتش الكدمات اللى فى جسمك كمان ... 

قاطعها بإصرار وهو يحاول الإعتدال فوق الفراش يئن بألم..قائلًا:
تاج أنا كويس،محتاج مُسكن بس والصبح هبقي كويس.

غصبًا إمتثلت تاج وذهبت نحو أحد الأدراج جذبت برشام مُسكن قائله:
إتفضل ده مسكن آلم بس...

قاطعها قائلًا: 
برشامة واحده مش هتجيب مفعول، هاتي إتنين. 

شهقت قائله: 
إتنين بس دى مفعولها أوي. 

نظر لها فتنهدت بإستسلام وأعطته برشامتين قائله بتأكيد: 
إتفضل بس الصبح هنروح المستشفى.

أومأ بألم وتناول البرشامتين وخلفهنا المياة،نظر نحو تاج قائلًا:
غيري هدومك كلها مايه وكمان نشفي شعرك لتبردي.

إبتسمت بغصه قائله:
تمام يا جاسر.

ذهبت نحو مُلحق الثياب بالغرفه بدلت منامتها بأخري عادت نظرت نحو الفراش كان جاسر قد غفي،أو هكذا ظنت، وضعت يدها على جبهته،  
تنهدت براحة فحرارته طبيعية، تبسمت بتفاجؤ حين مسك جاسر يدها وقبلها ثم جذبها للنوم جواره على الفراش، تمددت لجواره، برغم آلم جسده الذي بدأ يهدأ قليلًا... لكن جذبها لتُصبح قريبه منه وبإرادة منه وضع رأسه فوق صدرها وغفت عيناه...تنهدت تاج بآلم وهي تضع يدها تُمسد على خُصلات شعره، وهو يزول عن جسده الآلم مستسلمًا للنوم فوق صدرها مُتنعمً بدقات قلبها. 
ــــــ ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
في اليوم التالي 
صباحً  بـ مرسي مطروح
ذلك الموقع 
كانت هي الفتاة الوحيدة بين ثلاث رجال 
صهيب وإثنان آخران عاملان بحراسة الموقع، كانت تشعر بتوتر وإرتباك، لاحظ صهيب ذلك كذالك تعرُق وجهها الغزير، رغم أن الطقس ليس حار كذالك تضع قُبعة فوق رأسها، كان مُراقبًا لها أكثر من إنتباهه لشرح هذان العاملان، بينما هي رغم إرتباكها وتوترها وهي مع هؤلاء الثلاث وحدها بمكان صحراوي لكن تمثلت بالهدوء حتى لاحظت إقتراب أحد الرجال وهو يتهجم عليهم بالسباب مُتحدثًا بثقة: 
"إرحلوا عن أرضنا بسلام". 

نظرت له متهكمة تقول: 
أرض مين يا أخ الأرض دي مِلك لشركة تاج الإنشائية معانا سندات مِلكية الأرض كمان تراخيص بناء لو ممشتش من هنا أنا هطلب لك البوليس. 

كاد ذلك البدوي أن يتهجم بالحديث لكن لجمته حين أخرجت سلاح ناري وصوبته نحوه قائله: 
قدامك فرصه تخرج من الأرض والا هضربك بالرصاص ومش هيجي عليا أي مسىولية، أنا مُستثمرة والأرض متسجلة بإسم الشركة، وإنت اللى جاي تتعدي علي الأرض. 

تهكم البدوي ضاحكًا يقول بإثارة غضب: 
معاكِ تلات رجال وإنتِ اللى بتتحدتي بدالهم، من ميتي الحريم هما اللى بيدافعوا عن الأرض. 

أجابته بحِده: 
الحريم بتدافع لما يكون اللى قدامها يكون مش راجل وجاي عاوزه  مشاكل وده مش هتكسب من وراه الأفضل لك تمشي بعيد. 

قالت ذلك وقامت
بإطلاق رصاصه بتصويب أسفل قدميه... هلع البدوي وعاد للخلف ينظر لها بتفاجؤ مُرعب. 

بينما ذُهل صهيب من ذاك ولاحظ رعشة يديها كذالك عصبيتها وهي تقول بغضب:
يلا بره الأرض متفكرش إنها سايبه فى قانون فى البلد والارض ملك شركتي بالقانون بسجلات رسمية،روح شوف الغنم بتوعك بدل ما الديابة تاكلهم.

سبها ذلك البدوي بسب نابي تعصب صهيب  وبلا تفكير إقترب منه وجذبه من تلابيب ثيابه وقام بلكمه أكثر من لكمة حاول البدوي الدفاع عن نفسه لكن صهيب كان الأقوي وأعطي لذلك البدوي لكمات كثيرة قبل أن يحاول العاملان نهيه حين حاول أحدهم جذبه بعيد والآخر ذهب نحو البدوي الذي فر هاربًا يسب ويتوعد بالرد بطريقة قاسية... نظرت نحوه فايا... كآن رُهابها زال عنها وهي تقترب منه قائله: 
خلاص الجبان هِرب، بس إيه اللى خلاك تضربه. 

نظر لها بسخط قائلًا: 
مشمعتيش شتيمته الحقير ياريت المسدس كان معايا مكنتش أترددت أضربه فى نص راسه الغبي ده. 

تبسمت فايا، بينما تحدث أحد العاملان: 
ده واضح إنه شخص مُتسكع ممكن كان بيعمل كده كنوع من التهديد والابتزاز ولو عطاناه مبلغ صغير كان سهل نتجنبه، بل كان ممكن نشغله هنا فى الأرض أي حاجة. 

تهكم صهيب بسخط قائلًا: 
ويشتغل ايه بقى... اللى ذي ده مالوش فى الشغل له فى الوقاحه والابتزاز وأنتم واقفين مفيش حد فيكم فكر يرد عليه.

أجابه أحد العاملان:
منقدرش نرد عليه،إنت متعرفش قوانين البدو صارمة وربنا يستر.

نظر له بسخط كذالك فايا التى تعجبت من رد فعل صهيب،إستأذن العاملان وترك تاج وصهيب وحدهما لوقت عادا للتحدث حول المشروع حتى شعرت فايا بالإرهاق...
شعر،صهيب بذلك فنظر لها قائلًا:.
قربنا عالعصر وأنا من الصبح مأكلتش وأنتِ أكيد جوعتي زيي. 

اومأت له بتوافق قائله: 
تمام خلينا نرجع للفندق كده خلاص إنت شوفت أرض المشروع على الواقع. 

أومأ لها بإشارة من يده أن تتقدم أمامه
بعد قليل بتلك السيارة جلست فايا بالمقعد الخلفي وجلس صهيب بالمقعد الأمامي جوار السائق لاحظت انه يتحدث بمزح مع السائق، حتي تلاقت عيناهم عبر زجاج مرآة السيارة الجانبي ظلت للحظات قبل أن تحيد النظر وتنظر نحو الطريق، بعد قليل وصلا الى مطعم الفندق جلسا خلف إحد الطاولات يتناولا الطعام بحديث حول المشروع لكن صهيب كان بداخله سؤال، بما فضول منه يود معرفة إجابته من فايا، تنحنح سائلًا بلا مقدمات: أتفاجئت ان  كان معاكِ سلاح؟ ليه دايمًا ماشيه ومعاكِ سلاح. 

إستغربت من سؤاله قائله: 
محسسني إنى مافيا.. 

قاطعها قائلًا: 
لاء مش مافيا، بس قبل كده كان الصاعق وده يعتبر سلاح برضوا، والنهاردة مسدس، ليه بحس إنك عندك فوبيا حد يقرب منك. 

توترت وإرتعشت يدها وهي تجذب كوب المياة التى تساقطت منه بعض القطرات وكاد يسقط من يدها ،لاحظ صهيب ذلك فمسك كوب المياة،تركت فايا الكوب ووقفت بغضب قائله: 
مالكش تتدخل فى خصوصياتي، إنت مجرد مهندس مسؤول عن مشروع بلاش تتخطي حدودك معايا. 

قالت ذلك بغضب وغادرت، بينما ظل صهيب  جالسًا يستغرب رد فعلها الجاف والمُبالغ منها لثاني مره معه، زفر نفسه بحِيرة لا يعلم سببها. 
ـــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــ
بأحد المشافي
كان حديث الطبيب مُطمئنًا حين قال: 
الحمد لله الإشاعات بتظهر إن العلامات اللى فى جسمك مجرد كدمات بسيطة وهتزول، ومفيش كسور، هو خلع فى الكتف اليمين وأنا ردته لك بس هيفضل الآلم كام يوم بالعلاج هيزول كمان حاول متستعملش إيدك كتير، كمان إستعمل حامل طبي لكام يوم عشان عضلات الكتف تلتئم بسرعه، هكتبلك نوع مُسكن آلم ومعاه باسط للعضلات ليومين مش أكتر وبعدهم تمارس حياتك عادي بس هو مترهقش جسمك لفترة أسبوعين كده.

أوما له جاسر ونظر نحو تاج ببسمه،ثم نهض قائلًا:
تمام شكرًا يا دكتور.

غادر الإثنين المشفى بالسيارة كانت تقود تاج تشعر براحة بعدما شبة إطمئنت على جاسر الذي نظر لها قائلًا:
قولتلك مكنش له لازمه نجي للمستشفى لكن إنتِ أصريتي،سمعتِ كلام الدكتور.

نظرت له بعناد قائله:.
أه سمعت وأنت كمان سمعت قال إن كتفك كان مخلوع وكمان كنت محتاج لعلاج،وياريت تمتثل لكلام الدكتور وبلاش تعاند،رغم إنى لغاية دلوقتي معرفش سبب اللى حصلك.

إبتسم قائلًا:
وقعت من على الحُصان.

تركت النظر للطريق ونظرت له بذهول قائله:
مستحيل!.

ضحك قائلًا:
ومستحيل ليه؟.

أجابته ببساطة وثقة:
مستحيل تُقع مع على أي حصان حتى لو مش متروض وشرس، إنت عندك مهارة عاليه فى التعامُل مع الخيل، بس براحتك يمكن مش عاوز تقولي. 

إبتسم ونظر نحو الطريق ثم نحوها قائلًا: 
كنت هعمل حادثة بالعربية العجلة فرقعت وأنا كنت عالطريق وفقدت السيطرة علي العربية والطريق كان تُرابي وجنبه أراضي زراعيه نطيت من العربية.

شهقت بخضه وهي تنظر له قائله:
الحمد لله إنك بخير.

إبتسم وهو يضع يده فوق فخذها قائلًا:
الحمد لله،إحنا رايحين فين دلوقتي،شايف الطريق ده مش طريق الشركة.

أجابته:
إحنا راجعين المزرعة،زي الدكتور ما قال:
إنت لازمك راحة،ولازم ترتاح.

نظر لها بسؤال:
وشُغلك فى الشركة.

أجابته وهي تنظر الى الطريق قائله:
يتأجل،كمان معنديش شغل مهم.

كاد لسانها ينطق وتقول أنه أهم شئ لديها لكن حاجز الصمت بينهم منعها...كذالك هو ود أن تقول ذلك كان إعترف لها أنها أغلى ما يمتلك وأنه بالأمس كان قريب من منزل والدته وكان يستطيع الذهاب لها تعتني به لكن هو أراد أن تشعر به وبضعفه الذي يحتاجها دون عن غيرها،لم يخجل بأن يتعرى أمامها من قوته بالأمس،كان ضعيف مُحتاج لها فقط. 
ـــــــــــــــ  ــــــــــــــــ ــــــــــ 
بالشركة قبل العصر بقليل 
بالرواق المؤدي الى مكتبه كان يسير 
بداخله ترقُب لرؤية تلك الكسولة البلهاء سُرعان ما ضحك حين دلف الى المكتب كما توقع كانت تضع يديها فوق المكتب وفوقهم رأسها غافية... تنهد بمكر وهو يقترب من مكتبها، وقف قليلًا يتأملها، ليست جميلة للغاية بل صاحبة جمال متوسط، شعرها القصير التى تنسي تصفيفه أحيانًا كثيرة، ملامح وجهها الصغيرة ووجهها الصغير من يراها لا يُعطيها أكثر من خمسة عشر أعوام، وربما عقلها توقف عند هذا العمر أحيانًا يشعر بذلك حين يتجادل معها، ثواني وفاق من ذاك التأمل لها، وفكر بعبث، ضرب سطح المكتب بقوة من جوار أذنها...فتحت عينيها بفزع ونهضت واقفة  تنظر حولها بريبة، أخفي بسمته بصعوبه وحاول التمثِيل بجدية موبخًا: 
إنت نايمه فى أثناء العمل، واضح التسيب يا آنسه، فوقي وتعالى ورايا عالمكتب فورًا. 

هدأت قليلًا ثم نظرت له ثم تحدثت بخفوت: 
هو إيه اللى رجع الغبي ده، مش زي بقية رجال الاعمال ليه اللى كنت بسمع عنهم يروحوا لندن يقعدوا اسبوعين يشقطوا فى بنات الإنجليز. 

ظنت أنه دخل الى مكتبه ولم يسمع حديثها الآبله فضحك قائلًا:
بنات الإنجليز باردين،فوقي من التوهان اللى أنتِ فيه وتعالى ورايا. 

إنفلجت عينيها قائله: 
هو سمعني إزاي، يمكن أنا كنت بتكلم بصوت عالي ومخدتش بالي، اما أروح اشوفه عاوز إيه يمكن زهق مني وهيرفدني بعد ما شاف نشاط بنات الإنجليز. 

بالغعل دخلت وجدته يجلس خلف مكتبه وقفت تتثائب، نظر نحوها  وأخفي ضحكته، سُرعان ما إدعي الصرامة قائلًا: 
فين تقرير  الملفات اللى قولتلك تراجعيها قبل ما أسافر لـ لندن. 

نظرت له ببلاهه سائله: 
أي ملفات دي؟. 

وهمها بتعصيبه قائلًا: 
ملفات الحسابات. 

تذكرت قائله: 
اه أفتكرت أنا بعتهم لمدام لميس تراجعهم ولسه مبعتتش التقرير هروح أستعجلها. 

شبه تضايق قائلًا  بتعسُف: 
أنا قولت إنتِ اللى تراجعي الملفات وتكتبي تقرير، وده يعتبر تقصير منك فى العمل ولازم عقاب مناسب. 

تنهدت بإرتياح قائله بتسرُع كآنها وجدت الخلاص: 
عقاب مناسب... هترفدني. 

بصعوبه سيطر على ضحكته قائلًا  بإستفزاز: 
طبعًا لاء بينا عقد وله شروط، بس هكتفي بخصم من مرتبك، ودلوقتي هاتيلي قهوة وكمان تقرير الملفات من مدام لميس. 

ضربت الارض بقدميها بعصبيه قائله: 
إطلب القهوه من الساعي، أنا مش تخصُصي القهوة كمان أنا مُرهقه ومحتاجة أجازة قد شهر. 

-شهر
قالها فراس وهو ينهض من خلف المكتب يتوجه نحوها قائلًا بتأكيد: 
مُرهقه! 
مُرهقه من إيه ده أكتر من تلتين شغلك مدام لميس اللى بتخلصه، ودلوقتي روحي هاتيلى قهوة، خمس دقايق لو مكنتش القهوة قدامي على المكتب كمان تقرير المُراجعة، انا هحولك عالشئون القانونية للشركة بتهمة التقصير فى العمل ودي فيها جزاء ممكن كمان أتهمك بالإختلاس من أموال الشركة وأقدم بلاغ بده في النيابة و... 

إرتعبت قائله: 
وإيه لسه... ده إفتراء... التهم دي ممكن توصلني للسجن. 

تبسم غصبًا يقول:
متقلقيش هناك هتنامي براحتك ومحدش هيزعجك.

ضيقت عينيها بغيظ قائله بتهكم:
هنام فى السجن...لاء أنا هروح أجيبلك القهوة  والتقرير من مدام لميس وأبقي انام فى بيتنا.

ضحك  وهي تُغادر يسمع همسها وهي تسب بكل شئ. 
ـــــــــــــــــــــــ
اليوم التالي
ليلًا
بغرفة تاج وجاسر 
ساعدته بتبديل ثيابه الى أخري، ثم جذبت حامل الكتف وكادت تضعه حول عُنقه لكن قال لها: 
مالوش لازمه أنا هنام. 

وضعته مكانه، نظرت نحو جاسر الذي ذهب وتمدد نصف جالس على الفراش، أعطته برشام دوائي، أخذه منها وإبتلعه ثم أخذ من يدها المياة، شرب القليل ثم أعطي لها الكأس وضعته فوق طاولة جوار الفراش، كادت تذهب لكن تحدث جاسر بسؤال: 
-مش هتنامي. 
للحظة فكرت بتردُد هي لا تشعر بالنُعاس لكن قالت بإستسلام: 
هنام. 

تبسم حين ذهبت للناحية الأخري وإستلقت على الفراش،اشرآب برأسه ينظر لها ثم برغم آلم جسده لكن جذبها لتقترب منه نامت على جانبها، تنظر له ببسمة، بادلها البسمه ورفع رأسه قليلًا وضع قُبله ناعمة على وجنتها قائلًا بنبرة دفئ: 
تصبحِ على خير. 

إبتسمت بنعومة وهي ترد عليه،، ثم ساد الصمت ظلا بينهم تواصل بنظرات العيون فقط لثواني قبل أن تُغمض عينيها رغم ذلك لم تغفوا، ظلت هكذا لدقائق ثم فتحت عينيها نظرت نحو جاسر كان يغمض عيناه ظنته غفي، نظرت له للحظات تشعر بدقات قلبها تتزايد، نحت عينيها عن النظر له إعتدلت نائمة على ظهرها للحظات عقلها بغفوة
لا شئ يشغل عقلها، عادت النظر نحو جاسر، وضعت يدها على شفتيها تستشعر قُبلاته لها قبل وقت قليل،تنهدت بحِيرة تشعر أنها لم تعُد تفهم جاسر، سابقًا كان يفهمان بعض من مجرد النظر لأعيُن بعض، صمت جاسر يزيد من حِيرة قلبها، تشتاق لكلمة حُب وغزل ممن كان يقولهم لها سابقًا، إعتدلت برأسها ونظرت الى سقف الغرفه تتنهد بإحتياج لأن تفهم ما تمُر به،حائرة سيصل بها الى أي مُنعطف...عادت النظر نحو جاسر كان مازال يغمض عيناه تنهدت لا تشعر بالنُعاس،فكرت ثم نهضت من فوق الفراش،ذهبت نحو زُجاج الشُرفة أزاحت تلك الستائر،نظرت نحو الأفق البعيد كانت تلمع تلك النجوم القليلة والصغيرة بلمعان خافت.. أخفضت رأسها قليلًا سرعان ما تبسمت وهي ترا تلك الجالسة فوق أرجوحة بالحديقة، لم تُفكر كثيرًا تركت الستائر، نظرت نحو جاسر كان مُغمض العينين، أخذت مِئزر وإردته فوق منامتها ثم خرجت من الغرفة، بمجرد أن فتحت باب الغرفة فتح جاسر عينيه وتنهد بإشتياق لضمها بين ذراعيه يبثها أشواقهُ... أزاح الغطاء عنه و نهض ببطئ مُتخذ القرار سيذهب خلف توق قلبهُ.... 
....... ـــــــــ
قبل دقائق بغرفة فايا شعرت بالضجر وبعض الهلاوس حين حاولت النوم فتحت أحد أدراج طاولة جوار الفراش وأخرجت ذلك البرشام نظرت له بتردُد لكن حسم التردُد: 
لما باخد الحبايه بشوف هلاوس أكتر. 

نهضت من فوق الفراش ذهبت نحو زجاج الشُرفه وازاحت الستائر، نظرت للخارج كانت السماء شبه مُعتمة، لفت نظرها تلك الأؤرجوحه  التي تحت مِظلة بالحديقة، فكرت قليلًا ثم إتخذت القرار، تذكرت ليالي قديمة كانت تجلس فوق تلك الأؤرجوحه  تشعر بالهدوء النفسي... جذبت دثار خفيف من فوق فراشها وخرجت ذهبت تجلس فوق تلك الأؤرجوحه  لدقائق حتي رأت قدوم تاج عليها تبسمت لها قائله: 
جاسر نام. 

أومأت لها برأسها... 
تبسمت فايا حين جلست تاج جوارها على الأؤرجوحه  سُرعان ما ألقت عليها طرف الدثار قائله: 
الجو فيه نسمة باردة. 

تبسمت  تاج وتدثرت هي الأخري جلسن يتحدثن بمرح، لكن فجأة شهقن الإثنين بفزع حين قفز فراس من خلف الأؤرجوحه  وجلس بالمنتصف بينهن، يضحك  على فزعهن... صفعته فايا على كتفه بقوة قائله: 
فزعتنا يا حيوان. 

ضحك قائلًا: 
إنتم اللى رغايين ومحستوش بيا. 

نظرت له تاج: 
مش هتكبر عالحركات دي تتسحب زي الحرامي، بعدين إيه اللى صحاك دلوقتي... مش كنت نايم. 

تثائب قائلًا: 
معرفش إيه اللى صحاني فجأة من النوم. 

نظرت له فايا قائله: 
يمكن بتحب ومشغول بالك. 

ضحك فراس قائلًا: 
ياريت. 

ضحكت فايا وغمزت لـ تاج ثم سألت فراس: 
أه من الحق، قولى إيه حكاية البنت السكرتيرة الجديدة اللى فى مكتبك دي كل ما أجيلك المكتب القاها نايمه، أتصل على مكتبك ترد عليا وهي بتتاوب. 

ضحك  قائلًا: 
دي إتوظفت مع المحاسبين الجداد، هي كسولة شويه بس بدأت تتعلم الشغل. 

غمزت تاج قائله: 
وإيه اللى يخليك تستحمل كسلها أرفدها. 

تحابث قائلًا: 
لاء في عقد بينها وبين الشركه لو إترفدت بدون سبب هندفع لها شرط جزائي وخساره فيها. 

ضحكن الإثنين وفهمن أن فراس مُتمسك بها لسبب ما... بنفس اللحظة 
وضعن الإثنين رؤوسهن فوق كتفي فراس الذي تبسم لهن، تحدثت فايا بمرح: 
إصلب ظهرك كويسك لأكتفك يميل بينا. 

تنهد بقوة قائلًا بحنان أخوي 
لاء إطمنوا عمر كتفي ما يميل بيكم... بالذات إنت يا سفروته حته قد كده، إنما تاج طبعًا عود البط

تبسمن له سُرعان ما صفعته فايا بخفه على صدره قائله: 
طب إتلم بقى.

ضحك فراس قائلًا: 
لو سمعتى العميل الإنجليزي وهو بيمدح فيها،كنت عاوز أقوله لو جاسر سمعك مش هكتفي بقطع لسانك.

تذمرت تاج بمرح وتبسمت فايا قائله: 
كفاية بلاش سيرة الإنجليزي
 ولا عود البطل لأحسن جاسر جاي علينا ولو سمعك بتقول كده على تاج مش بعيد يسافر لندن يفقع للعميل عنيه ويقطع لسانه وإنت هتبقى عود لوحدك. 

تبسم قائلًا: 
وعلى إيه دي أختي الكبيرة ولازم أحترمها قدام جوزها. 

ضحكن بينما خفق قلب تاج ووقفت قائله بسؤال ولهفه: 
إيه اللى صحاك. 

إبتسم وهو يقترب قائلًا ببساطة:
صحيت،يمكن من حظي الجو حلو الليلة خلونا نسهر إحنا الأربعة زي زمان.

وافق كُل من فايا وفراس وإمتثلت تاج لذلك 
جلس الأربع يتذكرون لمحات سعيدة من الماضي،وبعض الالعاب الصيبيانيه لهم قبل أن تنجرف الطُرق...سهرة بسيطة بينهم الأربع مر معظم الليل سريعًا. 
.....******
قبل وقت قليل 
عبر زجاج شُرفة غرفتها رأت جلوس فايا وحدها غص قلبها عليها آسفًا وفكرت أن تنزل تجلس معها لكن تراجعت حين رأت تاج تقترب منها وجلسن معًا ثم مشاغبة فراس لهن كعادته 
معهن تبسمت  بدمعة عين وهي تتذكر طفولتهم وحنين فريد لأن يعود لم شملهم مرة أخري بمكان واحد لكن حين تحقق ذلك الحنين سُرعان ما زالت السعادة ورحل... 
تنهدت بشوق لحُبها الوحيد.. بنفس الوقت سمعت طرق على باب غرفتها سمحت بالدخول... دخلت عليها نجوي وتبسمت لها قائله: 
إنتِ لسه صاحيه. 

أجابتها: 
أيوة... وكنت جاية لك مخصوص عاوزة اتكلم معاكِ فى موضوع. 

تنهدت قائله:
عندي إحساس بالموضوع اللى هتكلميني فيه بلاش وتعالي شوفي.

إقتربت نجوي من زجاج الشرفه ونظرت الى مكان تلك الأؤرجوحه وتبسمت قائله:
زي عادتهم القديمة.

تنهدت جنات بآسف:
كان أمل فريد نرجع نعيش كلنا من تاني مع بعض بس للآسف اللى حصل دمرنا كلنا...بالذات تاج قلبي حاسس إنها مش سعيدة مع جاسر فى شئ ناقصهم.

تنهدت نجوي قائله بمواساة:
لاء مفيش شئ ناقصهم والدليل قدامك أهو شوفى.

نظرت جنات سُرعان ما تبسمت وهي ترا جاسر إنضم لهما جوار تاج،كذالك ضمه لها  شعرت بإرتياح قائله:
نفسي فى حفيد من تاج وجاسر يمكن ده اللى يزيل الحاجز اللى بينهم.

تفوهت نجوي:
مفيش حاجز بينهم ولا حاجه إنتِ اللى بسبب الفضا الكتير بقي عقلك يخيلك حاجات مش موجودة...تعالى نقعد نتكلم براحتنا. 

جلسن على أحد المقاعد نظرت نجوي  لها، فهمت جنات نظرتها وصمتت بينما نجوي تحدثت قائله: 
ليه مش موافقة على الجواز من خليل بيه. 

تنهدت جنات بآسف  قائله: 
بصراحه قلبي لسه مشغول بحب فريد و... 

قاطعتها نجوي قائله: 
وإيه يا جنات، فريد الله يرحمه مش مطلوب منك تنسي ذكراه،لكن إنت لسه عايشه وجميلة وبصحتك و... 

قاطعتها  جنات: 
أيوه جميلة وبصحتي الحمد لله بس مش صغيرة عشان أفكر فى الجواز وأنا فى السن ده، انا قربت أبقى جِدة. 

تبسمت نجوي قائله: 
ربنا يحقق لك أملك، بس ده مش سبب للرفض، خليل طول عمره إنسان خلوق من أيام المرحوم فريد وهو أوفي صديق حتى بعد وفاته متخلاش عنكم وفضل قريب من الولاد وهو اللى رشدهم أكتر من فريد، وعيالك بيحبوه وله مكانه خاصه عندهم، يعني مش هيضايقوا من جوازك منه. 

عارضتها جنات: 
كلام الناس يقولوا عليا إيه؟ 

تحدثت نجوي بهدوء: 
كلام الناس مش بيخلص يا جنات وإفتكري الفترة اللى قبل ما الحقير قاسم ينجح فى مساومته لـ تاج كان فين الناس والأصدقاء دول الكُل بعد عنكم، فكري فى نفسك ليه ترفضي فرصة ربنا باعتها لك،ولادك كل واحد فيهم هيبقى له حياة عارفه إن ده شئ يبسطك وكمان عمرهم ما هينسوكي،بس كمان ليه متدوريش عالونس،بلاش تعملي زيي والعمر يمُر بيكِ،لما إتوفي جوزي الاول أنا كنت لسه شابه جربت حظي فى جوازة تانيه بس كان شخص آناني مقدرتش اتحمل وإطلقت قولت مش هتجوز تاني خلاص،بس كنت غلطانه يمكن لو كنت إتجوزت كان ربنا رزقني بأولاد يسندوني لما أشيب أكتر بس فوقت كان مر الوقت،لو مش حنان ولادك عليا يمكن...

تدمعت عين نجوي...وضعت جنات يديها على كتفها قائله:
والله أنا أوقات بغير منك لما بلاقي ولادي قريبين منك عني.

تبسمت نجوي بإمتنان قائله:
دول ولادي...الحمد لله،خلينا فى موضوعنا عاوزاكِ تفكري...خليل شخص محترم ونبيل وفرصة ومتأكدة عمره ما هيسئ لك أو لحد من ولادك...بلاش ترفضي لمجرد هواجس ملهاش مكان. 

لمعت عين جنات بوميض تبسمت  لها نجوي وضمتها بسعادة
***********ــــــــــــ
فتحت تاج باب غرفة النوم ودخلت ثم خلفها جاسر الذي يضحك هو الآخر يشعر كآن الماضي عاد  لليالي قديمة مُشابهه لهذه الليلة
ذهب نحو الفراش وتمدد عليه يشعر بسعادة...كذالك تاج خلعت ذاك المئزر وتمددت على الفراش جواره،فرد لها ذراعه السليم  فهمت غرضه وإقتربت منه وضعت رأسها على ذراعه ضمها له رغم بعض الآلم البسيط فى ذراعه الآخر،وضعت يدها على صدره شعر بحرارة وصخب فى قلبه،إمتدت يده الى أزرار منامة تاج التى رفعت وجهها نظرت لوجهه وتبسمت بقبول وهي تشعر بيده تنتهي من أزرار منامتها أزاحها عن جسدها وكذالك فعل بمنامته ضمها لصدره العاري وبدأ يُقبلها وهي تتجاوب مع قُبلاته ولمساته حتي ذاب الإثنين بالغرام. 
ـــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
اليوم التالي 
صباحً
بالشركة
دخلت ميسون الى مكتب تاج وقفت لها مديرة مكتبها فسألتها: 
تاج فى مكتبها. 

أجابتها بإحترام: 
لاء مدام تاج بقالها يومين مش بتجي الشركة.

إستغربت ميسون ذلك وسألتها:
ليه؟.

أجابتها المديرة:
اللى عرفته إن جاسر بيه عيان ومدام تاج طلبت مني أبلغها  بأي شئ مهم فقط.

تهكمت ميسون قائله: 
أه تمام... خلاص مش مهم. 

غادرت ميسون بعجرفتها، ذهبت نحو مكتب آسر فتحته ودخلت لكن تفاجئت بعدم وجوده أيضًا، فكرت بمهاتفته لكن أرجأت ذلك وفكرت بمكر،لما لا تذهب بزيارة خاصة للإطمئنان على الجاسر بنفسها. 
.....*******
بالمزرعة 
بغرفة تاج 
لحظات غرام إختلسها الإثنين بسعادة....قُبلات صباحية تحولت الى لقاء عاطفي شامل بعنفوان الغرام بقلبيهما...لمسات جاسر غصبً تجعلها تشعر بالإحتياج للمزيد من المشاعر الذي يجتاح بها مشاعرها...تتجاوب مع عنفوانه، رغم أنه أحيانًا يميل للعنف المقبول تستطع تحمل ذلك منه،ربما خشونته تلك تجعلها تشعر بسطوته عليها ،بعد وقت  مازال يُشرف بجسده   عليها  وضع قُبلة إعتزاز فوق شفتيها، وتنحي نائمًا بظهره على الفراش،،
جذبها  يضمها لصدره وهي الأخري عانقت عُنقه بيدها، مازالت أنفاسهم متسارعة...هدأت قليلًا...لم تعُد تُفكر تاج فقط تود أن تبقى معه هكذا دون قيود ولا حدود هي مازالت عاشقة للـ الجاسر، ربما تغير وعليها قبول ذلك. 

جاسر يود أن يكسر قيد لسانه لما لا تعترف لها أنك مازالت عاشق، أتخذ القرار وضمها وهمس بإسمها 
تاج... 

رفعت رأسها ونظرت له تمركزت نظرات العيون بينهم وتفوهت ببراءة:
نعم.

قبلها بنعومة ثم كاد يعترف لها، لكن صدح رنين هاتفه 
ربما أفاقه من غفوة الغرام

مد يده جذب هاتفه نظر له وسُرعان ما إبتعد عن تاج وإعتدل جالسًا حين رأي هاوية المُتصل. 

تعليقات



×