رواية اجنبية بقبضة صعيدى الفصل الثانى عشر بقلم نور عبد العزيز
ظل واقفًا مكانه مصدومًا مما رأه ليدرك بأن هذه الفتاة مجنونة حقًا مُنذ أن جاءت لمنزله وهي تخبره بأنها مجنونة لكنه لم يصدق حديثها والآن أدرك كم هى مجنونة باكية طفلة لم تكبر نهائيًا، ظل يحدق بالمسدس بعد أن خرجت الرصاص بالحائط من المسدس وهى تتحدث وتحرك يديها مع بكائها ورغم أن الرصاصة لم تصيبها إلا أنها فقدت الوعي من الذعر، هرع “مازن” إليها بفزع ومعه “فريدة” وأخواتها البنات، حملها “مازن” على ذراعيه إلى الفراش ليغادر “عاصم” بأرتياح بعد أن أطمئن بأن الرصاصة لم تصيبها بعد أن أخذت السلاح من الأرض، وضعت “فريدة” العطر على أنفها لتفتح عيونها بتعب شديد ورأت الجميع حولها لتستوعب ما فعلته وعندما رأت “مازن” جالسًا جوارها أنتفضت ذعرًا وخوفًا منها وأحتضنت “فريدة” بخوف وهى تقول بتمتمة:-
-هتضربنى
ظل “مازن” يحدق بها بصمت شديد ثم قال:-
-أنا عايز أعرف بس اللى مين جالك أن محدش بيحبك أهنا
دمعت عينيها بحزن شديد وهى تقول:-
-عاصم ما بيحبنى
تبسم بخفوت شديد ثم أشار على الفتيات وقال:-
-جوليلى بس معجول دول مبيحبوكيش ها، وأنا كيف ما بحبك يا أخرة صبري
ذرفت دمعتها بصمت لينظر إليها قليلًا مُنتظر أن تتحدث لكنها لم تتفوه بكلمة واحدة ثم سأل بفضول وشك بالأمر:-
-أنتِ بتحب عاصم يا بت؟
أومأت إليه بنعم دون حرج او خوف من الأعتراف بهذا الحب والمشاعر الجميلة التى تشعر به لأجله ليقول ضاحكًا بعفوية:-
-ههههه معجول هملتي رجالة الكون كله وكاليفورنيا عشان تيجى تحبي عاصم، دا الأمل منه مفجود
أبتعدت عن “فريدة” وهى تعتدل فى جلستها أمامه وقالت بترجي ونبرة مبحوحة واهنة:-
-طيب أعمل أيه؟ بحبه… أتصرف
رفع حاجبه إليها باستغراب لتقول بضيق:-
-ما أنت اللى جربتنى أتجوزه، أجربه ما يطلقنى
ضحك الجميع على كلمتها لتقول بعناد وغيظ شديد:-
-في أيه؟
أجابتها “سارة” بعفوية ساخرة من كلمتها قائلة:-
-معجول فى حد يجبر عاصم الشرقاوي يعنى
قوست شفتيها بضيق وحزن وقد أحتل اليأس ملامحها ليبتسم “مازن” بلطف وهو يقرص وجنتها الناعمة بأصابعه ثم قال:-
-محدش هيجبره غيرك يا حلا، لو حد فينا ممكن يدفنه حي عادي لكن أنتِ أتحداكي لو عاصم فكر بس يأذيكي
نظر إليه بصمت مُستمعة جيدة، كان “مازن” واثقًا بان “عاصم” تغير لأجلها وربما أخطائه المتكررة اليوم سببها هذا الخصام الذي نشب بينهما فـ “عاصم” لم يخطيء نهائيًا من قبل، ليعطيها الفرصة وأيضًا يكتشف هو ما يحدث بـ “عاصم” وقلبه، أشار لها بحماس بأن تذهب إليه ولا تغادره بل تلتصق به أبتسمت وهرعت إليه حيث غرفته…
بدل “عاصم” ملابسه وأرتدي بنطلون أسود وتي شيرت أصفر ثم خرج من المرحاض يجفف شعره بالمنشفة فرأها نائمة على الفراش ليذهب للفراش غاضبًا وهو يلقي المنشفة بعيدًا، توقف أمام الفراش بهدوء وقال:-
-أيه اللى جابك أهنا؟
رفعت الغطاء عن وجهها وهى ما زالت نائمة بمنتصف فراشها وقالت:-
-نايمة
جذب الغطاء عنها بضيق وهو يقول:-
-جومي نامي مكان ما نمتي عشية، أعتجد أن مازن بلغك جرارى واللي خلاكي تعملي اللى عملتيه
جلست على الفراش بعناد شديد واستماتة وتطلعت بوجهه الحاد ثم قالت:-
-أنا ما موافقة على الطلاق وإذا كان نومي هنا مضايقك ممكن تنام فى مكان تاني
تأفف بضيق شديد ثم قال:-
-حلا صبري جرب ينفد عليكي، همي أمال وجومي
هزت رأسها بلا والعند تحلي بعقلها فى هذه اللحظة ثم قالت:-
-تؤتؤ … هنام هنا
أستشاط غيظًا من عنادها ليحملها على ذراعيه بسهولة وسار بها نحو باب الغرفة لتتشبث بعنقه بقوة وهى تحدق بعينيه الرمادية ثم قالت:-
-خلينى أنام هنا، والله ما هعمل حاجة ولا دوشة بس ضمنى وهنام
توقفت قدميه عن السير ورمق عينيها الخضراء الساحرة بصمت وكانت عينيها تترجاه بشدة بألا يُخرجها ويتركها تنام فقط، تابعت الحديث بنبرة خافتة وقلبها يدق بجنون إليه وعلى وشك هزيمتها:-
-والله ما نمت من أمبارح وتعبانة حتى ما روحت الجامعة، ضمنى وهنام على طول وبكرة بوعدك نتكلم
ضربات قلبه على وشك الجنون، قلبه أوشك على شق صدره والركض إليها، هذه الفتاة الصغيرة كانت تصبو إليه بسرعة البرق وتحتله رغمًا عنه ليقول بخفوت:-
-أتعودتي تنامي لحالك يا حلا
أخذ الخطوتين الأخرتين إلى الباب ثم فتح الباب وأنزلها أرضًا لتظل مُتشبثًا بعنقه ليفك قيد يديها بقوة ويدخل ثم أغلق الباب من الداخل بالمفتاح، دمعت عينيها بحزن شديد وكأنه أتخذ قراره بألا يعود إليها لتصرخ غاضبة منه وهى تطرق الباب:-
-فكرت كدة هتمنعنى يعنى…..
صعد إلى فراشه بعد تنهيدة قوية وقلبه يكاد يقتله، رفع رأسه قليلًا ليجد الصوت توقف أمام الباب ليهدأ من روعته ويغمض عينيه لكنه سرعان ما سمع صوت صراخ فى الخارج، خرج إلى الشرفة ليُصدم عندما رأتها تقف خارج داربزين شرفة غرفة “سارة” المُلتصقة بغرفته وتحاول القدوم إلى غرفته عن طريق الشرفة فأتسعت عينيه على مصراعيها وهو يقول بغضب شديد:-
-حلا
نظرت إليه بضيق وهى تتشبث جيدًا بالشرفة وقالت:-
-أنا قولتلك أنى مجنونة وأنت ما بتتخيل جناني ممكن يوصل لفين؟
أغمض عينيه بنفاد صبر ثم قال:-
-أرجعي يا حلا
هزت رأسها بلا ليخرج عن هدوئه وهو يصرخ بها بأنفعال شديد:-
-هتوجعي يلا حلا، أسمعى الكلام
نظرت إليه بضيق شديد ثم قالت:-
-وإذا وقعت، على الأقل هترتاح منى
تنهد بأختناق شديد وقلبه يكاد يتوقف من مكانه برؤيتها تجازف بحياتها لأجل دخول غرفته، مد يده إلى “حلا” وهو يقول:-
-تعالي يا حلا
نظرت إلى يده بقلق ثم قالت:-
-هتدخلنى
أومأ إليها بنعم لتتردد فى التشبث بيديه ثم قالت:-
-مش هتضربنى صح!!
أشار إليها بنعم لتبتس وهى تمد يدها إليه وتتشبث بها ثم حركت قدميها عن شرفة “سارة” ووضعت قدمها اليمني على شرفته لتفلت قدمها اليسرى وخرجت منها صرخة مُرعوبة ليتشبث جيدًا بيدها وهى على وشك السقوط منه، رفعها جيدًا لتتشبث بخصرته بقوة وهو يطوقها بذراعيه ورأسها تستكين على صدره ولم يفصل بين أقدامهم سوى هذا الداربزين الحديدي، تنفس بأرتياح شديد وهو مُتشبثًا بها لكنه سمعها تقول:-
-وأخيرًا ضمتني يا عاصم
سمع كلمتها جيدًا ليرفع برفق حتى أدخلها للغرفة فتبسمت “سارة” وعادت إلى غرفتها بعد نجاح خطتهما، لم يفلتها لدقائق معدودة كأنه يهدأ من روعة قلبه المتمردًا الي يكاد يجن جنونه بعد أ?