رواية طلاق بائن الفصل الثاني عشر بقلم ديانا ماريا
الجزء 12
نظر لها بسام بعدم تصديق: متهكر إزاي يعني؟
كادت جالا تنفجر من شدة الغيظ من سذاجته: يعني متهكر يا أستاذ! يعني كل حاجة عليه متراقبة وعند حد تاني بيتجسس عليك وعارف كل أسرارك! طالما فيه شاتات وصور مختفية يبقى حد سحبهم!
عقد حاجبيه لأنه لا يستوعب من يمكن أن يهكر هاتفه هو ولماذا سيفعلها؟ ماذا سيستفيد من ذلك؟
قال لجالا باستغراب: طب ليه؟ أنا أصلا يعني معنديش حاجة تهم حد!
فكرت جالا بانفعال حتى توصلت لاستنتاج معقول نظرت لبسام بحدة: لا طبعا مين قال ده أنت عندك حاجة مهمة أوي! أنت نسيت أنه حلا عارفة أنك بتخونها يبقى أكيد هي اللي عملتها علشان تعرف أنا مين!
فكر بسام لبعض الوقت هل يمكن أن يكون ذلك حقيقي؟ حلا تلعب من ورائه وتظهر أمامه بنية غير التي بداخلها؟
قالت له جالا بحدة: أنت لازم تروح دلوقتى وتلاقي طريقة تعرف بيها الحقيقة ولازم ننفذ خطتنا في أسرع وقت ممكن أنت فاهم؟
نظر لها بعبوس ولم يجب وهو يفكر أحقا حلا تكون قد فعلتها؟
ضرب مالك بقبضه على المكتب أمامه بعنف أنه لا يعلم متى أغفل ووقع في خطأ كلفه الآن انقطاع اتصاله بهاتف بسام! لابد أنه علم الآن أنه كان مخترق لذلك عليه تحذير حلا لتتصرف.
برغم أن لديه رقم هاتفها إلا أنه لم يرد الإتصال به من قبل حتى لا تنزعج ولكن الآن ليس لديه خيار آخر فلا وقت حتى يخبر شادي وينتظر إخباره لحلا.
اتصل بها على الفور فردت حلا باستغراب لأن الرقم غريب عليها: السلام عليكم مين معايا؟
قال مالك باستعجال: أنا مالك يا مدام حلا بعتذر أني بتصل عليكِ بس فيه أمر ضروري لازم تعرفيه.
دُهشت حلا حين سمعت صوته فرددت بدهشة: مالك؟ فيه إيه؟
رد مالك بجدية: أنا فقدت السيطرة على تليفون بسام وغالبا كدة اكتشفوا أنه متهكر، أنا اتصلت أحذرك لأنه أكيد ممكن يشكوا فيكِ علشان محدش ليه مصلحة لكدة غيرك.
ذعرت حلا مما سمعته وردت بتوتر: طب أنا المفروض أعمل إيه ده أنا حتى لحد دلوقتي ملقيتش الورق!
تنهد مالك يحاول التفكير حتى يعطيها حل لتهدأ: أنا هكلم حسام النهاردة لو الورق ده لازم وضروري بس أنتِ أهدي أنا قولتلك علشان تعملي حسابك.
شعرت بالعصبية من الموقف فهي بالكاد وجدت فكرة لتساعدها فوجدت نفسها تغرق من جديد.
تذكرت الخطة فقالت بسرعة: مالك أنا كان عندي فكرة علشان الورق ده بس مش عارفة دلوقتي هتفيد ولا لا يمكن بسام يرجع البيت في أي لحظة!
طرأت فكرة على باله فقال بثقة: أنا كمان عندي حل كويس لو تقدري نتقابل دلوقتي عند شادي وده هيفيدك أكتر قبل ما بسام يرجع.
ردت على الفور: تمام أنا جاية دلوقتي.
غادرت حلا قبل أن يأتي بسام بسرعة لبيت إسراء ومن شدة توترها نسيت حتى أن تسأل مالك من أين أتى برقم هاتفها.
قال شادي بدهشة حين اجتمعوا: عرفوا أنه متهكر؟ يعني كدة ممكن يأذوا حلا؟
ابتسم ابتسامة جانبية وتابع بنبرة شقية: كدة نقدر ناخد حقنا منه بإيدنا.
وجه له مالك نظرات حازمة:مش وقته الكلام ده يا شادي لازم نتصرف بحكمة.
فركت حلا يديها بعصبية: أنا كان عندي فكرة علشان الورق بس مش عارفة ليها لازمة دلوقتي ولا لا.
استمع لها مالك باهتمام: قولي مهما حصل أكيد الورق ليه لازمة.
علمت أن التوتر لن يفيد بشيء فاستجمعت هدوئها: أنا امبارح لما كنت بدور بسام دخل فجأة وكان لازم أفكر في حل علشان الأوضة كان مكركبة أوي فقولتله أنه فيه فار وهو بيقرف نزل يبات تحت، فكرت أنه ممكن حد يدخل بدتلبيت بحجة أنه بيرش البيت من الفيران ويدور هو على الورق بشكل أحسن مني وأنا ألهي بسام بعيد لحد ما يخلص.
تدخلت إسراء قائلة بهدوء: بس لازم نلاقي حد ثقة للأسف مالك مش هينفع علشان بسام عارفه ولا حتى شادي.
أطرق مالك رأسه مفكراً حتى نظر لهم جميعاً وقال بثقة: سيبوا الموضوع ده عليا.
عادت حلا تقول بقلة حيلة: طب وأنا هعمل إيه أما أروح؟
نظر لها مالك بابتسامة استغربتها وقال ببساطة: أنتِ موبايلك اتسرق.
نظرت له باستنكار: اتسرق إزاي يعني ماهو معايا أهو!
ضحك مالك بخفة صحة صغيرة قبل أن يقول بهدوء: مينفعش ترجعي بالموبايل ده البيت لأنه أكيد هيكون شاكك وممكن يفتش موبايلك أو يستغل أي فرصة ويفتحه علشان كدة أنتِ هتسيبي موبايلك هنا كأنه اتسرق وتروحي من غيره.
رمقته حلا بتعجب وهي معجبة بالحل الذي خرج به فهو مناسب للغاية ولن يستطيع بسام تتبع الهاتف أو حى التفكير في هكذا فكرة.
نهض مالك وهو يقول: أنا هتصل بحسام أقوله برضو على خطتنا علشان يبقى عنده علم بكل حاجة.
تحدث معه قليلاً على الهاتف ثم عاد ليقول لها: هو قال لو ملقيناش التنازل هنقدر نتصرف إنما هو كان عايزه علشان ميبقاش فيه حاجة في أيد بسام ضدك.
عادت حلا للمنزل وبنظرة سريعة في أرجاءه استنتجت أن بسام لم يعد بعد لذلك دخلت على الفور وجلست بملابسها تنتظر عودته سريعاً، لم تمر خمس دقائق حين سمعت صوت الباب يُفتح فحاولت أن تتصنع البكاء.
توقف بسام بدهشة وهو يراها تبكي بصوت عالي فتقدم منها قائلاً بتساؤل: إيه في إيه؟
التفتت له وهي تقول بخرقة: التليفون بتاعي اتسرق يا بسام!
ارتفع حاجبيه بذهول: اتسرق؟ امتى وإزاي؟
نظرت أمامها حتى لا تتوتر من النظر لوجهه: كنت عند إسراء ومروحة لسة بطلع التليفون وهتصل على ماما حد كان راكب موتوسيكل خده مني وجري علطول ملحقتوش ولا حد لحقه.
نظر بسام لها بشك وهو يفكر فهي تبدو صادقة ولكنه عاد يتسائل بينه وبين نفسه إن كانت جالا على حق؟ الآن الهاتف ضائع فلا سبيل ليتبين إن كانت هي من فعلتها أم لا ولكن حلا ليست بذلك الذكاء حتى تفكر بتهكير هاتفه! بالتأكيد ليست هي من فعلتها!
ابتسم وهو يربت على كتفها: متزعليش أنا هجيب لك واحد غيره إن شاء الله.
ابتسمت ونظرت له بامتنان: شكرا يا بسام أنا بجد كنت مقهورة أوي بس متخيلتش تراضيني كدة.
ابتسم بسام بزهو لنفسه: ولا يهمك يا حبيبتي وبعدين أنا قولتلك هعوضك عن كل حاجة وأخليكِ تثقي فيا تاني.
ابتسمت حلا وهي تخفض عيناها لأسفل وأجابت بتأكيد: طبعا يا حبيبي طبعا!
قالت له حين تذكرت: صحيح كان فيه موضوع كنت هقولك عليه بس الموبايل خلاني أنسى.
رد بسام بنبرة عادية: موضوع إيه؟
قالت حلا بعفوية: موضوع الفار! أنا فكرت طالما لقينا واحد يمكن فينا تاني وأحنا مش عارفين نخرجه قولت نكلم الناس اللي بتعرف وتيجي ترش شقتنا.
انتفض بسام حين سمع ذكر الفأر ثم قال لحلا بموافقة سريعة: طب مستنية إيه اتصلي بسرعة يا حبيبتي أنتِ معاكِ حق!
فردت حلا يديها الفارغتين أمامه: أنت نسيت مبقاش معايا موبايل.
أخرجه هاتفه وأعطاه لها يحثها بإصرار: خلاص اتصلي من عندي لو تعرفي لهم رقم المهم يجوا أنا مش هعرف أبات تحت تاني.
قالت حلا بخفة: طيب إسراء اللي عارفاهم أنا هتصل عليها تتصل بيهم يجوا بالليل.
أومأ برأسه بعدم اهتمام فاتصلت حلا برقم إسراء وقالت بنبرة ذات مغزى: إسراء أنا قولت لبسام وهو موافق، اتصلي على الناس وأحنا مستنينهم بالليل.
أتى الليل وحلا تجلس بجانب بسام بملل فهي ليس معها هاتفها حتى لتلعب به قليلاً بينما هو مشغول كليا في هاتفه.
رن جرس الباب فقالت له حلا: أكيد دول الناس روح أفتح على ما ألبس.
نهض بسام بينما دلفت حلا لتضع حجاب على رأسها وخرجت، توقفت مكانها بصدمة وعيونها متسعة بشدة وهي تحدق أمامها، كان يقف أمامها رجل طويل يرتدي الزي الخاص بشركات رش الحشرات ويضع قناع وقاية على وجهه، عرفته حلا حين نظرت له على الفور، نظرت بعدم تصديق لعيونه التي تحدق إليها لقد كان مالك!