------------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------------

رواية طلاق بائن الفصل الحادي عشر 11 بقلم ديانا ماريا

 

رواية طلاق بائن الفصل الحادي عشر بقلم ديانا ماريا

الجزء 11

سألتها إسراء بفضول: فكرة إيه قوليلي؟

قالت حلا بنفاذ صبر: مش وقته هتعرفي وقتها بس لازم شادي يكلم مالك ضروري مبقاش فيه وقت يا إسراء الأيام بتعدي.

قالت إسراء بروية: حاضر هقوله يكلمه يجي الصبح.

أغلقت معها الهاتف وهي تنتظر طلوع الصباح بفارغ الصبر، هبطت لأسفل فوجدت بسام يتناول الإفطار مع عمه ووالدته.

دعاها فهمي لتنضم لهم: تعالي افطري معانا يا بنتي واقفة عندك ليه.

ذهبت لتجلس بجانب بسام وبدأت تأكل في صمت فنقل فهمي بصره بينهما وقال بنبرة غامضة: صحيح أنا لقيت بسام نايم هنا امبارح حصل حاجة بينكم؟

ارتباك بسام وترك طعامه فإذا علم عمه أنه نام عندهم بسبب فأر فلن يتردد عن تحقيره.

نظرت حلا لبسام ثم حدقت لفهمي وقالت بثبات: امبارح كنت عصبية وحاسة بالضغط وبسام نزل يبات هنا علشان متحصلش بيننا مشاكل.

رفع فهمي حاجبه وهو يحدق لبسام كأنه لا يصدق ما يسمعه عن تصرفه ثم وجه نظراته لحلا وقال بحزم خفيف: على العموم يا بنتي لازم يبقى عندك حُسن تصرف أحسن من كدة مينفعش الراجل يبات برة بيته أبدا خصوصا لو فيه مشاكل.

تحكمت حلا في لسانها حتى لا تسأله بسخرية ماذا سيقول إذا عن الرجل الذي يقضي الليلة عند عشيقته!

نظر بسام لحلا من زاوية عينه وشعور من الامتنان يجعله يرغب في شكرها لأنها أنقذته مرة أخرى أمام عمه وتذكر معاملة جالا التي قللت من شأنه وشخصيته.

علمت حلا ما يفكر به ناحيتها لذلك بدأت في تناول طعامها بهدوء وابتسامة خفيفة تتكون على ثغرها، إنها تشعر أن الخطة التي تتبعها الآن هي أنجح من أي طريقة هجوم يمكن أن تُمارسها على بسام أبدا وهذا ما سيسهل لها الوصول لهدفها كثيراً.

كانت جالا جالسة تفكر بأنها يجب عليها مصالحة بسام ولا تترك له الفرصة ليفكر حتى لا ينقلب ضدها لذلك اتصلت به على الفور.

رن هاتفه بينما كان يأكل لذلك توقف وأخرجه، كاد الطعام يقف في حلقه حين رأى إسم جالا على الشاشة ونظر للأشخاص على الطاولة بتوتر، شعرت حلا بتوتره وأحست بأنها جالا من تتصل به لذلك نظرت له باستغراب مصطنع: في إيه يا بسام ما ترد.

رد باضطراب ونسى أن فمه ملئ بالطعام: ااه اه هرد أهو.

نظر له فهمي بإشمئزاز بسبب الطعام الذي تناثر من فهمه على الطاولة وقال بعتاب: من أول ما الطفل بيبقى يفهن بنعلمه ميتكلمش والأكل في بوقه، شوف اللي أنت عملته دلوقتي.

نظر له بسام بضيق ونهض ليرد بينما نظرت حلا لفهمي وقالت برقة: معلش ياعمي اعذره أنت عارف أنه بسام عفوي شوية.

هز فهمي رأسه بيأس: وهيفضل لحد امتى!

قالت والدة بسام بدفاع: أنت شايفه بقاله فترة مش بيعمل حاجة تضايقك متبقاش قافش عليه أوي كدة يا حاج.

نظر لها فهمي بصرامة: أنا بعلمه علشان يبقى راجل، لو كان متعلم كان زماني ريحت نفسي من وجع القلب.

قال بسام ببرود: نعم عايزة إيه؟

ردت جالا بصوت باكي: بسام لو سمحت ممكن تيجي بسرعة؟

تعجب من نبرة صوتها وقال بقلق: فيه حاجة؟ مال صوتك؟

توسلته قائلة: تعالى الأول وهتعرف كل حاجة.

تنهد وأجاب: ماشي مسافة السكة وجاي.

استأذن منهم بسام وأخبرهم أنه ذاهب لصديق له لأمر عاجل ثم غادر فابتسمت حلا ببرود لأنها تعرف وجهته الحقيقية.

قال لها فهمي بتعاطف: والله يابنتي ربنا يعينك.

اتسعت ابتسامتها وهي تنهض حتى تغادر بدورها لبيت إسراء: يارب ياعمي بس صدقني بسام متغير كتير.

بينما تعطيه ظهرها أحست وكأنها تصل لهدفها فأمام فهمي والذي بلا شك سيخبر كل العائلة هي الزوجة المعطاءة التي تتفهم طيش زوجها وهذا أهم عامل أرادت تحقيقه.

وصل بسام لشقة جالا ففتحت له الباب وسحبته من ذراعه وهي تقول بسرعة: أدخل بسرعة يا بسام.

أغلقت الباب بقوة فنظر لها بسام بدهشة، استندت على الباب بابتسامة عريضة وقالت بدلال: وحشتني.

نظر لها بسام وتفحص مظهرها بدهشة فقد كانت ترتدي فستان جميل طوله فوق الركبة وتضع مساحيق التجميل بعناية ولا يدل مظهرها على حدوث شيء مقلق.

عقد حاجبيه باستغراب: أنا فكرت فيه حاجة.

اقتربت منه وتلاعبت بأزرار قميصه وهي تقول بعبوس: يعني فيه حاجة أكتر من أنك وحشتني وعايزاك معايا.

رفع حاجبه باستهزاء: امبارح مكنش عاجبك غبائي.

رفعت عيونها إليه بعبث محبب له: أنت عارف إني عصبية شوية لأني كنت خايفة خطتنا تبوظ وأحنا بقالنا سنين مستنيين.

ثم وضعت رأسها على صدره وتابعت: بس رجعت فكرت في غلطي مينفعش أسيبك تزعل مني أبدا أنا بحبك من سنين يا بسام.

شعر بالتشتت ثم لف ذراعيه حولها وابتسم: وأنا مقدرش أزعل منك أبدا.

لمعت عيونها بالنصر لنجاح خدعتها، جلس بسام براحة: طب بقولك فيه حاجة نشربها سوا؟

ضحكت جالا: عيوني كل اللي تطلبه.

ذهبت للمطبخ وأحضرت بعض المشروبات ثم عادت لتجده ممسك هاتفه ويقول بحنق: أنت إيه حكايتك أنا شكلي لازم أجيب تليفون جديد.

سألته بتعجب وهي تضع الصينية أمامه ثم تجلس بجانبه: فيه إيه؟

قال لها بسام بانزعاج: التليفون من امبارح مش عارف ماله فيه حاجة عمالة تختفي زي صور ومحادثات ومش لاقيه شكله هنج.

فكرت جالا فيما يمكن أن يكون الخطب ثم توسعت عيونها بذهول، اختطفت الهاتف من بسام على الفور وفتشت فيه للحظات قبل أن تنهض وتلقيه على الأرض، دعست عليه بقوة عدة مرات حتى تحطم لأجزاء.

نظر بسام بصدمة لما فعلته ثم نهض وقال بعصبية: إيه اللي عملتيه ده!

صرخت جالا في وجهه باهتياج: إيه اللي عملته! إيه اللي أنت عملته ده هتودينا في داهية! أنا أنقذتنا طالما طول عمرك هتفضل مستهتر تليفونك متهكر يا بيه!

تعليقات